اقلام واراء محلي 287
في هــــذا الملف:
الى روح الشهيد اللواء عارف خطاب (ابو العبد خطاب)
بقلم: اللواء. م. مازن عز الدين – وكالة معا
سأعتذر لكل الناس... الا لجبريل الرجوب
بقلم: د.ناصر اللحام – وكالة معا
رسالة قوية للعالم اجمع
بقلم: حديث القدس – جريدة القدس
في الذكرى الثامنة والاربعين لانطلاقتها .. فتح تواصل قيادة الثورة الفلسطينية نحو الحرية واقامة الدولة المستقلة
بقلم: المحامي راجح ابو عصب – جريدة القدس
استفتاء غزة حسمه المارد الفتحاوي
بقلم: عبد الناصر النجار –جريدة الايام
كخرافات عودة الأبطال الغائبين : "فتح" تعود إلى المشهد في يومها الكبير
بقلم: حسين حجازي – جريدة الايام
سنوفر للحكومة سلما للنزول عن الشجرة على حساب شعبيتها
بقلم: صلاح هنية – جريدة الايام
ها هي غزة
بقلم: عادل عبد الرحمن – جريدة الحياة
شكرا لغزة !
بقلم: يحيى رباح – جريدة الحياة
" قيامة " الثورة الفلسطينية في غزة
بقلم: موفق مطر – جريدة الحياة
الى روح الشهيد اللواء عارف خطاب (ابو العبد خطاب)
بقلم: اللواء. م. مازن عز الدين – وكالة معا
وداعا يا رفيق البدايات الساخنة
وداعا يا شهيد الانطلاقة
وداعا يا شهيد غزة البطلة الشجاعة
وداعا ايها الفرح في يوم الفرح العظيم
يا من احببناك منذ اللحظات الاولى للبدايات الملتهبة في زمن البرود في محيطنا، احببناك مع انطلاق رصاص العز الوطني و القومي الذي نسجناه في كل الساحات و الميادين.
احببناك رصاصا و بندقية ، احببناك كلمة و انشودة ، احببناك نبض الإقدام و الإندفاع فينا و بيننا ، احببناك شعلة منيرة في ليالي غربتنا ، احببناك وانت تدفع الأجيال المتلاحقة كأمواج البحر من معسكرات التدريب الى قواعد الفداء و التضحية ، احببناك فارسا تحيط بك الفرسان ، احببناك الى الدرجة التي نستطيع فيها الاعتراف بان تاريخك الطويل يبدا عربيا قبل ان يكون فلسطينيا ، نعم فانت الذي اقتحم رئاسة الاركان السورية في دمشق دفاعا عن الوحدة بين مصر و سوريا و ضد الانفصال ، احببناك و انت تختار اللجوء السياسي في مصر رفضا للوصاية و التبعية و الاحتواء ، احببناك يوم اختيارك الالتحاق بحركتنا العملاقة فتح ، لتعطيها خبراتك المتقدمة في معسكرات التدريب ، فكنت فينا فرح انطلاقة الرصاصات الاولى رفضا لهزيمة حزيران 1967 وتاكيدا بأن كل رصاصة لاحقة تعني الهجوم المتواصل فكانت رصاص العز الذي يزهوا بنفسه فرحا.
يا اخي ابو العبد خطاب ، يا رفيق الدرب الطويل المعبد بالدم و الآلام و الدموع ، لا اعرف من اين ابدأ معك ، فأنت الكتاب الذي يؤرخ لأيامنا و سنيننا و معاركنا و حروبنا ، انت الكتاب الذي لا تطوا صفحاته ، فأنت من خرجت الأبطال الذين كتبوا سطور صفحاته بدمهم و عرق ايامهم ، لهذا احببناك يا اسطورة الكلاشنكوف الذي لا يخطئ هدفه ، احببناك و نحن نسابق رصاصك الذي يلاحقنا فنزحف تفاديا له فكان يسبقنا و يمر بجانب اجسادنا الى حد الملامسة لبزاتنا العسكرية ، فجعلتنا بما نقلناه عنك ، رصاصة بندقية ، وقذيفة مدفع ، وجرأة لا حدود لها في مواجهة العدو ، لهذا احببناك و انت الاكثر تركيزا في رماياتك المتلاحقة لأجيال العاصفة و لقواتها و هم جميعا يقفزون وسط حقول النيران مندفعة بلا تردد ولهذا احببناك.
يا رفيق الدرب الطويل لقد رسمت ببندقيتك كأعظم فنان لوحة الاقدام ، لوحة الهجوم ، لوحة التصدي للعدو ، احببناك و انت تغرس في روحنا كيف نحب فلسطين كيف نحب القدس عاصمة ارواحنا و كيف نرسمها بأجسادنا و نبضات قلوبنا ، احببناك و العرق يتصبب من الجباه و معنوياتنا عالية و انت تردد و نحن من ورائك " فوق التل تحت التل اسأل عنا رح تندل " ، احببناك ونحن نركض بجانبك وانت تردد اهازيج و اناشيد العاصفة ، احببناك من اللحظة الاولى في معسكر السُخنة في الاردن الشقيق و حموريا في سوريا الشقيقة و مدرسة القتال في برج البراجنة في بيروت الصمود و من مدرسة القتال احببناك كنموذج لافضل من قاد معسكرات التدريب ليس في فتح فقط بل في كل فصائل الثورة الفلسطينية ، احببناك وانت تقود كتيبة شهداء ايلول و احببناك اكثر و انت تقود القاطع الشرقي في معركة الدفاع عن بيروت اسطورة الصمود الفلسطيني وانت تردد لن يمروا الا على إجسادنا ، فكنت فينا الدفئ المعنوي في اللحظات الحرجة من الاشتباك، احببناك بروحك المرحة التي يملؤها الفرح و انت تنسج خيوط امتن العلاقات مع الاشقاء في عدن التي كانت تستقبل الموجات المتلاحقة من اشبال و زهرات فلسطين، احببناك وانت الدائم فينا بإشراقة ابتسامتك في المواقف الصعبة مرددا على مسامعنا لا تكونوا كغربان عدن بل اضيئوا شمعة في الظلام وتقدموا، احببناك وانت الاكثر منا جميعا من جعل ابوعمار يعيش لحظات الفرح الدائم بتفوقك علينا في لياقتك البدنية و بصوتك الموسيقي الجميل و بإعتلائك للمسرح و بممارستك للدبكة الفلسطينية يدا بيد مع اسطورة اجيالنا ورمز عزتنا و شموخنا ياسر عرفات، احببناك يا رفيق الدرب الطويل الطويل وانت المبادر للفرح ، لا بل انت الفرح كله.
لهذا لقد اخترت بنفسك المكان و الزمان الذي تودعنا فيه ، اخترت الانطلاقة الفتحاوية التي تدفقت فيها الجماهير الى ميدان الشهيد ياسر عرفات في غزة هاشم لتندمج معها وتردد هتافاتها و تشدوا باناشيدها احببناك منذ لحظتك الاولى الى لحظاتك الاخيرة احببناك لأن الله اختارك لتلقى وجهه الكريم في المكان والزمان الموفق، لهذا نقول لك وداعا ايها الفرح في يوم الفرح ، وداعا يا شهيد الانطلاقة ، وداعا يا شهيد الثورة الفلسطينية ، وداعا يا شهيد الوحدة الوطنية الفلسطينية وداعا يا شهيد غزة باجمل صورها وقد صدق الرئيس محمود عباس عندما وصفك بشهيد الانطلاقة في يوم عزتنا و شموخنا ووحدتنا .
و ثورة حتى النصر.
سأعتذر لكل الناس... الا لجبريل الرجوب
بقلم: د.ناصر اللحام – وكالة معا
كان الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد غاضبا جدا جدا من الشهيد صلاح خلف "ابو اياد"، فاصطحبه الزعيم ياسر عرفات الى قصر الاسد في دمشق لاصلاح ما افسده الدهر، ونظر حافظ الاسد الى الشهيد ابو اياد وقال له: انا لا أحبك. وهنا ردّ القائد الفلسطيني ابو اياد (يا سيادة الرئيس انا لا اطلب ان تحبني فالحب للنساء، انا يكفيني ان تحترمني).
وقد ورد في المقالة الاخيرة انتقاد جارح لاحد المسؤولين تحت عنوان "في بيتنا دكتاتور". وعلى الفور قام بعض الشبان على الفيس بوك باعادة نشر المقالة والظنّ أن ناصر اللحام يقصد اللواء جبريل الرجوب، حدّ ذهب بعض الاخوة والزملاء للطلب مني ان اعتذر للواء جبريل الرجوب.
وانا اقول انني عرفت جبريل الرجوب في السجون حين كان من ابطال الحركة الاسيرة، عرفته بلدوزرا وطنيا وعرفته مناضلا شهما ووفيا لاصدقائه وللمناضلين، ولا يقبل الرجوب ابدا ان تهان جباه المناضلين من اجل الحرية او عائلاتهم، لانه مقاتل شرس في الدفاع عن فتح وعن قضية فلسطين، وجبريل الرجوب لا يبحث عن الحب، ولا يبحث عن اعتذارات لانه من الجيل المكافح الذي قاد العمل السري في الارض المحتلة ويعرفنا جيدا واحدا واحدا. وان علاقتنا بجبريل الرجوب تجاوزت امتحان الزمن بنجاح، وهو لا يحتاج الى اعتذار من صحافي وانما يحتاج الى رجال تحترمه والى قادة يرفعون رؤوسهم عاليا من اجل فلسطين ولا يستمرؤون الذل والهوان.
ولو قدّر لي ان اعتذر لكل الناس، لقال لي جبريل الرجوب: لا تعتذر فأنا لا احتاج الى اعتذارات بل احتاج الى انتصارات وصولا الى دولة فلسطين وعاصمتها القدس العربية. والانتصارات لا يصنعها العبيد بل يصنعها الاحرار باذن الله.
وفي موضوع آخر احتفلت فتح بانطلاقتها في غزة، فانتصر الجميع، انتصر الوطن وانتصر المواطن وانتصرت حماس وأمن الحكومة المقالة وانتصر الاعلام الحر، ورغم أن كثيرين اشغلوا انفسهم امس بالسؤال عن عدد المشاركين في الانطلاقة، واذا كان العدد يصل الى مليون ام لا!! فأنا لا أرى أية أهمية للعد، ولو أن مائة احتفلوا بانطلاقة فتح في غزة لوصلت الفكرة.
ورغم ان تقديراتنا لعدد المشاركين يصل الى مئات الالاف، الا ان الامر ليس بهذه الاهمية، والمهم هنا هو الاجواء الوطنية النبيلة التي سادت، وقد اثبت احتفال الانطلاقة الى ان غزة الجميلة الرائعة قادرة على تعليمنا المزيد من الدروس والعبر، فقد وجهت صفعة لاسرائيل واثبتت ان غزة والضفة شعب واحد وقضية واحدة وانه لا يمكن القول ان الضفة لفتح وغزة لحماس وان هذا الكلام مردود على اصحابه.
نقطة ثالثة وهي خطاب الرئيس، فقد كان خطاب الاب الحاني لاولاده ولم يكن خطابا سياسيا، ما يعطينا القدرة على التفكير بالمستقبل وبالوحدة ومثله قادة حماس الذين هنأوا فتح وعملوا جاهدين لانجاح الاحتفال والشكر موصول لقناة الاقصى التي غطت الانطلاقة مباشرة.
رسالة قوية للعالم اجمع
بقلم: حديث القدس – جريدة القدس
مؤشر آخر، قوي وواضح ومشرق، قدمته حركتا "فتح" و"حماس" وجماهير شعبنا في قطاع غزة مع نجاح الاحتفال الحاشد امس، في ميدان السرايا، الذي شارك فيه مئات الآلاف من ابناء القطاع وكل القوى الوطنية والاسلامية احتفالا بالذكرى الـ ٤٨ لانطلاق حركة فتح، التي جسدت انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، مؤشر على وحدة شعبنا وعلى رغبة قواه السياسية وأدى الانقسام البغيض وترسيخ وتعزيز الوحدة الوطنية التي شكلت على الدوام الدرع الواقي لمسيرة شعبنا ونضاله من اجل الحرية والاستقلال.
واذا كان مسؤولو "فتح" و"حماس" قد وصفوا امس، هذا الاحتفال الحاشد بـ "مليونية الانطلاقة .. ربيع عربي بنكهة فلسطينية" و"خطوة على طريق استعادة الوحدة" و"استفتاء شعبي على سلامة الخط السياسي للقيادة" وغير ذلك من اشادات بهذا الحدث المميز وما يحمله من دلالات واضحة اهمها زيف وبطلان ذرائع ومبررات استمرار الانقسام فقد حان الوقت كي تتقدم قيادات "فتح" و"حماس" خطوة اخرى مدعومة بهذا الاجماع الشعبي والوطني نحو تجسيد المصالحة ووأد الانقسام الى غير رجعة.
ومن الواضح ان هذا المؤشر الجديد الذي يشكل انجازا لحركتي "فتح" و"حماس" يشكل امتدادا لكل المؤشرات التي سبقته، خاصة تلك الدعوة الرائعة التي جسدها شعبنا تضامنا مع قطاع غزة في صد العدوان الاسرائيلي الاخير واحتفالا وابتهاجا بالانجاز السياسي الذي حققه الرئيس عباس في الامم المتحدة باعتراف الغالبية الساحقة من دول العالم بفلسطين دولة تحت الاحتلال ومنحها صفة مراقب في المنظمة الدولية، وما سبق ذلك وتلاه من اجماع شعبي على ضرورة وضع حد للانقسام.
اليوم، وبعد ان وجهت فلسطين، بشعبها وقواها السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات صفعة جديدة للاحتلال الذي راهن ولا زال يراهن على استمرار الانقسام، فان الاجدر بكل فصائل العمل الوطني والاسلامي، استثمار هذا الزخم الايجابي وهذه الارادة الشعبية، وهذه النوايا الطيبة لدى كل من "فتح" و"حماس" للمضي قدما في تجسيد الوحدة على الارض وتنفيذ كل ما اتفق عليه لرسم معالم اوضح للمرحلة المقبلة والسير باصرار وثبات في مواجهة التحديات الجسام الماثلة امام شعبنا وقضيته، وفي مقدمتها تلك الهجمة الاسرائيلية الشرسة التي تستهدف الكل الفلسطيني ارضا وشعبا وهوية وحقوقا.
ان ما يجب ان يقال هنا ايضا ان شعبنا وقيادته وقواه الوطنية والاسلامية قد بعثوا امس، برسالة واضحة الى اسرائيل من جهة والى المجتمع الدولي من جهة اخرى بأن شعبنا الواحد الموحد يصر على انتزاع حقوقه المشروعة وفي مقدمته حقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وان ذريعة الانقسام التي تذرع بها نتانياهو وغيره من قادة اسرائيل ما هي الا ذريعة واهية وان ساحتنا الفلسطينية المؤمنة بالديمقراطية قادرة على احتواء كافة الخلافات في الرأي وليس من حق احد التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني.
بالامس، قالت "فتح" و"حماس" وكل ابناء شعبنا لنتنياهو وليبرمان وكل صقور الليكود الذين دعوا امس، الاول الى ضم الاراضي المحتلة والقضاء على السلطة الوطنية ان شعبنا الواحد الموحد لن يسمح بمصادرة حقه في الحياة والحرية، وهو شعب وفيٌّ لتضحيات ابنائه، لشهدائه وجرحاه واسراه، وعذابات ابنائه، وفيٌّ لثورته التي انطلقت منذ عقود نحو الحرية والاستقلال، ولن تكسر ارادته ممارسات اسرائيل وانتهاكاتها ولا اعتداءات مستوطنيها وان فلسطين ستبقى قوية بوحدتها وتضحيات ابنائها وارادتهم الصلبة مدعومة بدعم ومناصرة كل احرار العالم في مسيرتها العظيمة نحو الحرية والاستقلال.
في الذكرى الثامنة والاربعين لانطلاقتها .. فتح تواصل قيادة الثورة الفلسطينية نحو الحرية واقامة الدولة المستقلة
بقلم: المحامي راجح ابو عصب – جريدة القدس
يحتفل شعبنا الفلسطيني في هذه الايام , في كل اماكن وجوده في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي المخيمات وفي الشتات وفي المهجر , بالذكرى الثامنة والاربعين لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " . هذه الحركة المجيدة التي اخذت على عاتقها قيادة الشعب الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال واقامة دولته المستقلة الكاملة السيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967 .
واذا كانت انطلاقة حركة " فتح" رسميا في الفاتح من كانون الثاني عام 1965 , فان نشأتها التاريخية تعود للعام 1957 , حيث عقد اجتماع ضم كلا من : ياسر عرفات وخليل الوزير وعادل عبد الكريم وعبد الله الدنان ويوسف عميرة وتوفيق شديد وقد انقطع الاخيرين عن التواصل بعد برهة قصيرة وصاغ الباقون : " هيكل البناء الثوري " و " بيان حركتنا " , واتفقوا على اسم الحركة من الاحرف الاولى لتنظيم معكوسة من "حتوف " ثم " حتف " الى فتح , وفي عام 1959 بدأ انضمام أعضاء جدد للحركة كان من ابرزهم : صلاح خلف وخالد الحسن وعبد الفتاح حمود وكمال عدوان ومحمد يوسف النجار .
وكان من ابرز اهداف حركة فتح : تحريك الوجود الفلسطيني , وبعث الشخصية الفلسطينية محليا وعربيا ودوليا , واستقطاب جماهير الشعب الفلسطيني خلفها وكذلك الجماهير العربية , واعادة بناء الدولة الفلسطينية المستقلة .
وقد خاضت حركة فتح , تحت القيادة التاريخية للرئيس الشهيد ياسر عرفات , العديد من المعارك السياسية , من اجل تحقيق اهدافها , التي هي في ذات الوقت اهداف الشعب الفلسطيني , وكان من اهم تلك المعارك : معركة القرار الوطني الفلسطيني المستقل , حيث رفضت الحركة كل المحاولات للسيطرة على هذا القرار , وكل محاولات تجييره لصالح هذه الدولة العربية أو تلك , وكذلك كل محاولات الالتفاف والهيمنة على هذا القرار , وقد استطاعت الحركة تجاوز العديد من الانشقاقات داخلها , مثل انشقاق صبري البنا " ابو نضال في عام 1974 . وبقيت الحركة فتية عصية على الانشقاق والانكسار , محتفظة بوحدتها , وبقيادتها للشعب الفلسطيني , الذي التف حولها , وحول قائدها التاريخي ياسر عرفات , كما ظلت محافظة على أهدافها , وظلت بوصلتها تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني , وتحقيق اماله المشروعة في الحرية والاستقلال واقامة دولته المستقلة .
وقد جاء توقيع اتفاق اوسلو في عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة اسرائيل بقيادة رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين , عنوان البدء مرحلة جديدة من مراحل النضال السياسي الفلسطيني , نحو اقامة الدولة المستقلة , وقد كان لعودة الرئيس الشهيد ياسر عرفات ورفاقه الى أرض الوطن . وكان دخول ابو عمار أريحا في 1995 / 3 / 24 واستقبال الشعب الفلسطيني له استقبال الابطال الفاتحين مبايعة من هذا الشعب العظيم من جديد لقائده , وتأييدا منه لمرحلة النضال السياسي هذه : مرحلة انشاء الدولة المستقلة على أرض الضفة والقطاع .
وقد كان متوقعا ان يقود ياسر عرفات واسحق رابين الفلسطينيين والاسرائيليين الى مرحلة جديدة من السلام والامن والامان , وانهاء عقود طويلة من الصراع والقتال والعداء وسفك الدماء , ولكن قيام الاسرائيلي اليميني " يجئال عمير " باغتيال رابين في الرابع من تشرين الثاني من عام 1995 أطاح بكل هذه التوقعات , حيث خلف رابين رؤساء وزراء اسرائيليون لم يكملوا مسيرته التي بدأها , وهكذا تعرقلت كل الجهود لتحقيق السلام وفتح صفحة جديدة في هذه المنطقة الحساسة من العالم , وضاعت كل الامال التي راودت محبي السلام في الوصول الى الحل العادل والشامل .
ثم جاء رحيل الرئيس عرفات المفاجىء واستشهاده في 11 تشرين الثاني من عام 2004 قبل اتمام حلمه التاريخي باقامة الدولة المستقلة , ليعلن بدء مرحلة جديدة في حركة فتح وفي حياة الشعب الفلسطيني . وكان تولي الرئيس محمود عباس قيادة الحركة والشعب الفلسطيني , بعد رحيل زميل نضاله ابو عمار ’ ايذانا ببدء حقبة جديدة في مسيرة فتح والشعب الفلسطيني , وقد تسلم ابو مازن القيادة في ظروف بالغة السوء والتعقيد , حيث الفوضى والانفلات الامني وحكم المليشيات وعرقلة عمل القضاء وعدم تنفيذ احكامه, ولكنه استطاع بحنكته السياسية , متسلحا بتأييد ابناء الشعب الفلسطيني , وخلال فترة وجيزة من القضاء على كل مظاهر الفوضى والانقلاب الامني وحكم المليشيات , حيث استطاع ارساء دولة القانون ونشر الامن والامان , والانطلاق نحو مرحلة جديدة من كسب التأييد العربي والدولي لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة .
وقد اعلن الرئيس ابو مازن منذ اللحظة الاولى لتسلمه قيادة الشعب الفلسطيني انه رجل سلام , وانه ينبذ العنف والتطرف بكل اشكاله , وان السبيل الوحيد لتحقيق اماني الشعب الفلسطيني انما يكون بالاساليب السلمية اللاعنفية , وقد استطاع بذلك ان يقنع العالم كله , بما في ذلك العديد من القادة والزعماء الاسرائيليين انه صادق في توجهاته السلمية , وقد جاب العالم كله والتقى قادته وزعمائه , وشرح عدالة القضية الفلسطينية , واقنع اولئك الزعماء والقادة بعدالة هذه القضية .
وقد تجلى ذلك الاقتناع العالمي بعدالة القضية الفلسطينية , بهذا التأييد الواسع للشعب الفلسطيني , والذي تجلى اخيرا في تصويت 138 دولة الى جانب قبول فلسطين عضوا غير كامل العضوية في الامم المتحدة , وهكذا اصبحت فلسطين لأول مرة عضوا في هذه المنظمة الدولية , ما شكل اعترافا دوليا بدولة فلسطين , وخطوة كبيرة على طريق اقامة الدولة على أرض الواقع , بعد ان تم استكمال اسسها ضمن خطة رئيس الوزراء د. سلام فياض , بحيث أصبح هذا الشعب , وبشهادة مسؤولين دوليين لايطعن في حيادهم ولا نزاهتهم , قادرا على ادارة هذه الدولة .
والامر المؤسف ان اسرائيل والولايات المتحدة , قامتا بمعاقبة الشعب الفلسطيني على قبوله عضوا مراقبا في الامم المتحدة , وذلك من خلال قيام اسرائيل باحتجاز امواله الضرائبية وعدم تحويلها للحكومة الفلسطينية , ومن خلال وقف المساعدات الاميركية المالية المقررة للحكومة الفلسطينية , والذي زاد الطين بلة ان الدول العربية امتنعت ايضا عن الوفاء بشبكة الامان المالية التي قررتها قمة بغداد ,والبالغة مئة مليون دولار شهريا , ما جعل السلطة الفلسطينية تعيش أزمة مالية خانقة تهدد وجودها , وما جعلها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه شعبها , ولم تتمكن حتى الان الا من دفع نصف رواتب الموظفين , بعد العشرين من شهر كانون الاول الماضي , من خلال اقتراضها من البنوك المحلية .
وان المواطن الفلسطيني العادي من حقه ان يتساءل: هل انهيار السلطة الفلسطينية من مصلحة
احد ؟ وهل هذا الوضع الخانق الذي تعيشه , والذي دفع الرئيس عباس باعلان حلها وتسليم مفاتيحها الى رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو يساهم في الاستقرار أم سيؤدي الى مرحلة جديدة من الفوضى والاضطراب !
الا يكفي هذه المنطقة ان كثيرا من دولها في سورية ومصر والعراق وتونس وليبيا تعيش اوضاعا قلقة غير مستقرة , حتى تأتي دول معينة للعمل على انهيار هذه السلطة الفلسطينية ؟
ان الاحتفال بالذكرى الثامنة والاربعين لانطلاقة فتح يأتي في ظل اوضاع فلسطينية وعربية ودولية بالغة الصعوبة شديدة التعقيد , فمن حيث الوضع الفلسطيني , فانه اضافة الى الازمة المالية الخانقة التي تعيشها السلطة , ما زال الانقسام مستمرا , وما زالت المحادثات تناور في تحقيق المصالحة , وزاد الامور تعقيدا دعوة موسى ابو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الرئيس عباس لتسليم السلطة في الضفة الغربية الى حماس !! هكذا وبكل بساطة .
مع أن الرئيس عباس دعا حماس الى انهاء الخلاف واللجوء الى انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة , يقول فيها الشعب الفلسطيني رأيه بكل صراحة وشفافية ونزاهة , وأكد الرئيس ابو مازن انه مستعد لتسليم السلطة لحماس اذا فازت في تلك الانتخابات .
ورغم كل هذه الظروف القاسية , فان شعبنا الفلسطيني الصابر المرابط , سيستمر في نضاله السلمي تحت قيادته الشرعية, العملاقة , حتى تتحقق امانينا المشروعة في اقامة دولتنا المستقلة في الضفة والقطاع ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967 , وسيكون عام 2013 , كما قال الرئيس ابو مازن في كلمته في الاحتفال بذكرى الانطلاقة عام الاستقلال .
وكل عام وشعبنا الفلسطيني وقائده ابو مازن وحركته العظيمة فتح وكافة الحركات الفلسطينية بالف خير والله الموفق .
استفتاء غزة حسمه المارد الفتحاوي
بقلم: عبد الناصر النجار –جريدة الايام
السّيفُ أَصدقُ إنباءً مِنَ الكُتُبِ
في حَدِّهِ الحَدُّ بين الجَدِّ واللَّعِبِ
كان بيت الشعر هذا مطلع قصيدة للشاعر العربي أبي تمّام بعد "فتح عمورية" مسقط رأس الإمبراطور الروماني "تيوفل"، وكانت معركة عمورية قد جاءت ردّاً على اعتداءات هذا الإمبراطور الذي عاث فساداً وقتلاً ودماراً في المناطق العربية.
وكان المنجّمون قد حذّروا الخليفة العباسي المعتصم من القيام بهذه الحرب، إلا أنه سخر منهم.
و"فتح" اليوم هي السّيفُ وهي الأصدقُ.. في غزة انهارت في ساحات "السرايا" والشوارع الاستطلاعات بكل أشكالها.. وتأكد أن ما كانت تقدمه من معطيات حول "فتح" وقوتها ومدى تأثيرها في الشارع، هو كلام منجّمين ليس إلاّ. في غزة لم تكن مفاجئة إلاّ لأولئك الذين أقنعوا أنفسهم بأوهامهم أن "فتح" انتهت، وأولئك الذين كانوا وما زالوا يتمنّون أن يحشر هذا المارد في قمقم الحصار والانقسام حتى ينتهي.
غزة مع بدايات الأسبوع الماضي بعثت بالبشائر، وكأنها تقول: انتظروا ما لا تتوقعونه.. يوم إنارة الشعلة كان التوقع أن يشارك ألفان.. ثلاثة آلاف.. خمسة آلاف في هذا الحفل، إلاّ أن المفاجأة الأولى جاءت مع غروب الشمس حيث تدفقت الجماهير أطفالاً وفتيةً وشباناً وشيوخاً ونساءً ورجالاً إلى الحفل، ليصل عدد المشاركين إلى أكثر من 60 ألفاً.
ليلتها سمعنا الكثير، وكنا نقول: لعلّ في الأمر مبالغةً، إلاّ أن الزميل الكاتب الصحافي حسين حجازي اتصل ليؤكد هذا "الانقلاب" في غزة.. ويقول: نعم، هي عشرات الآلاف.. والشوارع تكاد تكون مغلقة، مضيفاً إنه احتاج ساعةً ونصف الساعة حتى يقطع شارعاً طوله أقل من كيلومترين.
ومنذ ذلك اليوم بدأت التكهنات والمراهنات على الحشد الفتحاوي 50 ألفاً، 100 ألف، 200 ألف، 300 ألف بين الـ 200 و300 ألف، كانت هناك محاولات لإقناع الذات الفتحاوية بأن هذا جيد ومقبول ومعبّر عن قوة الحركة في هذه الأوقات.
وعندما بدأت اللجان العمل، كانت مفاجأة أخرى وهي أن الجماهير ليست بحاجة إلى تحشيد، وثبت من جديد أن الجماهير تتقدم على القيادات.
قبل 24 ساعة من استفتاء غزة، وقبل منتصف الليل بدأت المفاجآت تهلّ الواحدة تلو الأخرى، ومن بينها أن آلاف الشبان والمواطنين يبيتون في ساحة "السرايا" منذ ثلاثة أيام لحجز أماكن متقدمة في هذا الحفل. ومنها أنه عند منتصف الليل كانت "السرايا" قد امتلأت عن بكرة أبيها وبدأت حشود الجماهير المتدفقة تتكدّس في الشوارع المجاورة. وهكذا تحوّل ليل غزة إلى نهار.. حتى ساعات الفجر الأولى.
ولكن، أيضاً، هذا الاستفتاء الذي شارك فيه ما يقارب من 80-85% من أصحاب حق الاقتراع، إذا ما تأكد أن الحشد وصل المليون أو زاد قليلاً، كما قال نبيل شعث، وكما أكدت قيادات وطنية وإسلامية بأنه غير مسبوق في حياة القطاع، يحمل عدة رسائل.
الرسالة الأولى: هي للاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسه اليمين الاستيطاني والعنصري، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن "فتح" والجماهير الفلسطينية والمقاومة أقوى بكثير مما يتوقع، وأنه يجب أن يعيد النظر إلى الصورة التي تبثها وكالات الأنباء عشر مرات بدل مرة واحدة، لعلّه يخرج بدرس واضح، وهو أن المارد وشعب الجبارين سيكونون على موعد إذا ما استمرت سياسة القمع والحصار والتجويع والاستيطان. وبالتالي، توجد اليوم فرصة تقدمها القيادة الفلسطينية لسلام عادل وحقيقي، البديل عنها لن يكون في صالح هذا الكيان الذي سيظل جسماً غريباً في هذه المنطقة، والقوة تصبح أمراً ثانوياً أمام الطوفان البشري.
الرسالة الثانية: إلى عدد من القيادات الفلسطينية الحزبية، وهي أن كل المحاولات لتحجيم "فتح" أو الحدّ من قوتها أو حصارها أو خنقها، ستؤتي بثمار عكسية، وربما توهّم البعض في غزة أنه بعد سنوات من التهميش والتضييق والحصار للحركة قد أضعفها أو تم تقويض بُناها التحتية، لنجد أن القطاع في احتفال الذكرى خرج عن بكرة أبيه.. وأمام هذا المشهد نستطيع أن نقول إن كل غزة "فتح"!
الرسالة الثالثة: هي لقيادة حركة "فتح"، إلى اللجنة المركزية وإلى المجلس الثوري، فكّروا كثيراً وتأمّلوا المشهد.. جماهير "فتح" تقدمتكم بخطوات كثيرة.. وهي تنتظر أن ترتفعوا إلى المستوى الذي وصلته الجماهير، وأن تتحمّلوا المسؤولية. لديكم جيش جرّار مخيف، ربما أقوى بكثير من جيش عمورية، فهل لكم أن تحققوا تطلعات هذا المارد ويكون كل واحد فيكم هو المعتصم؟!.
كخرافات عودة الأبطال الغائبين : "فتح" تعود إلى المشهد في يومها الكبير
بقلم: حسين حجازي – جريدة الايام
هكذا بدت كما لو أنها صبيةٌ شابةٌ نضرةٌ في عامها الثامن والأربعين، كربيع الأرض، أو كعروس البحر التي خرجت للتو من حمامها الشمسي، تحتفي بعيد ميلادها، كما في الأساطير.
هكذا بدت هتافات شباب وصبايا لا تتعدى أعمارهم العقد العشرين. جيل جديد من الفلسطينيين الغزيين الذين لم يكونوا قد ولدوا أو جاؤوا إلى الدنيا، حين كانت حركةً فتيةً في أعمارهم قبل أربعين عاماً، تصدح بالبشارة والأناشيد والفدائيين، على الضفة الشرقية من نهر الأردن، وبعد ذلك في لبنان، ليسمى جنوب هذا البلد في المنفى، الذي احتضنها، بـ"أرض فتح" أو "فتح لاند"، وفيه، في عاصمته خرجت جماهير نيسان، "يا جماهير نيسان عدي" كما يعدي النهار، نهار هذه الحركة الطويل، الذي لم ينقض، لم تغب شمسه، وكأنها خلقت على صورة أسطورة طائر الفينيق الذي ينبعث من رماده ولا يموت.
كأنها تعود إلى شبابها، صباها، تستعيد الصورة الأولى، بالأبيض والأسود، لياسر عرفات، بالكوفية، يحتضن في إحدى قواعد الفدائيين، في جبال الأردن، بندقيته الكلاشنكوف، التي منحها ربما الفدائيون الفلسطينيون شهرةً لا تقل عن اسم صانعها السيد كلاشنكوف. الشهرة التي خلّدتها عدسة المخرج برهان علوية، في زمن وهج الفدائيين. وحين كان عرفات وقادة "فتح" المؤسسون، القادة التاريخيون، لا يزالون على قيد الحياة في بيروت، في مثل هذه المناسبة، يوم "فتح" الكبير في شارع جامعة بيروت العربية، يستعرض قوات "فتح" في العرض العسكري، مروراً من الملعب البلدي في حي الفاكهاني، وصولاً إلى مستديرة الكولا الشهيرة. هناك حيث وقفت شاباً، وقف جيلي الكهل اليوم، في الزحام، الذي كان يصطف على جانبي طول الطريق، ومدى البصر، وعلى وقع المارشات العسكرية، يردد عرفات مقولته الشهيرة، عن هذه الثورة، التي هي الرقم الصعب، وإنها لثورة حتى النصر.
سلاماً على روحك، يلقيه جيل جديد، بعد جيل، وبعد جيل ياسر عرفات كما لو أنهم، يرددون مع نيتشه، أن طوبى لمن صنع، خلق شيئاً أعظم منه ثم مات. جيل جديد كما لو أنه يصدق علينا قول المتنبي نحن كالموج إن نسترح نمت، لحركة ما عرفت يوماً، الراحة، كحروب الرسول، حرب وراء حرب، حتى فتح مكة، ويقام الوطن على الأرض، وتعود فلسطين إلى الخريطة الجغرافية، وكأنما أشبه بما تفعله الطبيعة، كلما سقطت الثمار على الأرض أينعت الأشجار ثماراً من جديد. وهكذا جيل وراء جيل، فأنى لك أن تستأصلينا، تكسري روحنا، تهدمينا يا إسرائيل.
في العام الثامن والأربعين أقول لكم إن هذه الحركة تفاجئنا نحن، لا بقدرتها على مواصلة البقاء، ولكن بجذوتها المشتعلة أبداً شرارة عنفوانها على محور الزمن، وتذكيرنا في كل مرة إن أخطأنا أو نسينا حقيقتها. هل ما قارب المليون أو تجاوزه في حشد هو الأعظم ربما في تاريخها، تاريخنا؟ وبجدارة هذا المشهد على نحو ربما يتجاوز حتى كل تلك التوقعات.
هنا مسار كان يبدو حتى الأمس بائساً، يقارب التلويح بحل السلطة، لكن من هنا من غزة التي يحارون فيها إنما يعاد تنسيق الأبعاد، دوزنة الإيقاع، وتوجيه الرسالة إلى المستقبل. هنا مدينة أشبه بمرجل النار الذي يغلي، وبالمستودع العظيم الذي يختزل قصة الصراع. هنا لا يحدث رد الاعتبار، هدم الفجوة بين حركتين كبيرتين، تتنافسان على القيادة، وتعيد دوزنة العلاقة بينهما، كما لو أنها من قبيل سيف ديمقليس المسلط على الرؤوس، أن حذار أن يخطؤوا تذكيراً بالعقاب. هل كان هذا حساباً أو تذكيراً غير مباشر لـ"حماس"؟ فهذه هي الجموع التي خرجت تصفق للنصر، النصر الحماسي في الحرب، هم الذين خرجوا عفوياً كما لم يخرجوا من قبل فيما يشبه تقديم الاعتذار إلى "فتح". ولا تعارض فهذا مهرجان، مشهد عنوانه الدولة والنصر.
ها نحن يا إلهي، شهود على هذه التوازنات التي تمثلها إرادة باطنية لا واعية، على المسرح السياسي الفلسطيني الداخلي، وحيث اللاوعي، أي الجزء المتعلق بالعقل الباطن، لأمة، وشعب كان دوماً المحرك العظيم لهذه الاندفاعات أو الطاقات، والذي يحاسب بالأخير، بمثابة عقل التاريخ. هيا نلقي بابتسامة عطوفة، بعقل بارد على المشهد. أو ليس هذا هو الحشد الذي عاقب "فتح" في العام 2006، في الانتخابات ؟ ويخرج اليوم، كما لو أنه في مشهد كربلائي، لرد الاعتبار لـ"فتح"؟
لكن هيا نُضِف بحساب العقل البارد، إنه ما كان ليتم ذلك لولا تفوق "حماس" على نفسها، عند هذا المحك، الاختبار، وبهذا المعنى يمكن الموافقة حقاً، على أقوال قادة "حماس"، والناطقين باسمها من أن هذا الإنجاز، هذا الكرنفال التاريخي، الاحتفال للشعب كله، يعد إنجازاً لـ"فتح"، و"حماس" أيضاً.
هذا صحيح، ولكن من الزاوية الوحيدة الرئيسة التي يمكن اعتبارها مقياساً للنجاح، بل إنجاز ونصر إستراتيجي، لكلتا الحركتين، بعدم السقوط في هذا الاختبار، ومواجهة التجربة، بل والدخول فيها. فهذه الاندفاعة، السيكولوجية، التي هي أشبه بربيع فلسطين، يجب عدم الخطأ في تقدير وجهتها، سهمها الحقيقي. باعتبار أنها موجهة إلى إسرائيل وعلى إسرائيل، التي تحيك الخطط لغزة والضفة، بمواصلة دق الأسافين، وحدها من عليه أن يشعر اليوم بالتكدر، والاكتئاب. فها هي غزة تستعيد يا إسرائيل دورها التقليدي التاريخي والقديم. إنها الجزء الصغير من الوطن الذي يختزل وطناً بأكمله، الجزء الذي يختزل في عنفوانه، دوره منذ النكبة، بمثابة الوطن الجامع لكل الفلسطينيين، الحامل لهذا الوطن الكبير كالجنين في رحم الأم. إذا كنتم تفكرون بإخراج غزة من الصراع؛ فهذا رد عليكم بأنكم مخطئون.
هكذا تعودين يا "فتح"، اليوم كخرافات كل الأبطال العائدين بعد الغياب. هو مشهد جديد. فحسناً عرف كل منا الآخر الآن، وحدق في صورته. حركتان تقفان على مسافة واحدة من الثقل، لا يمكن لإحداهما إقصاء أو تغييب الأخرى، ولكن بإمكانهما اختيار الحل الوحيد لهذا التعارض، التكامل معاً، والاتفاق. باستبعاد فكرة الغلبة. وقدر المدينة كان دوماً تحديد الاتجاه، كما احتضان العائدين، المفتي الحاج أمين الحسيني، وأحمد الشقيري، وحتى جورج حبش وغسان كنفاني اللذين جاءا هنا إلى غزة في الستينيات ومن بعد ذلك ياسر عرفات وخالد مشعل، وواجب الوقت يحتم علينا بعد اليوم السؤال عن متى يعود الغائب الحاضر الكبير.
سنوفر للحكومة سلما للنزول عن الشجرة على حساب شعبيتها
بقلم: صلاح هنية – جريدة الايام
البعض قال إن الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء صعد إلى أعلى الشجرة ولم يعد يجد سلماً للنزول ولا مجال للهبوط الاضطراري المدمر ....
البعض قال إن هذا القرار مسعى لإيجاد شعبية للحكومة ككل بات موضع تساؤل.
البعض قال إن الآتي الأعظم عنوانه عدادات الدفع المسبق التي تدفع الناس لتدفع ثمن خدمة قبل تلقيها دون أي ضمان بخصوص جودة الخدمة واستمرارها وهذا ينطبق على المياه ايضا خصوصا أن المصدر ليس باليد.
البعض قال إن الموضوع يتعلق بتوجه لجعل جيوب المواطنين الخاوية أصلا ممولا لسوء إدارة قطاع الكهرباء والمياه وعدم الالتزام بتنظيم قطاع الطاقة.
البعض رأى أن القرار يسعى لتبرير تأسيس شركة توليد كهرباء فلسطينية في محافظات الضفة الغربية من قبل ذات المستثمرين في كهرباء غزة وستدور الدائرة ونعود لدعم السولار مجانا لهذه الشركة المتوقعة.
البعض رأى أن الحكومة لا تمتلك تفصيلا لمديونية الشعب، بالتالي هي تعتبر الكهرباء ديونا معدومة وتريد شطبها من الدفاتر فقط.
البعض رأى في القرار مكافأة للمتخلف عن الدفع وإحباطاً للملتزم بالدفع.
البعض رأى في القرار عدلا مفرطا وإنفاذاً للقانون بصورة عادلة على الجميع ووقفا لحالة الدعم العشوائي للكهرباء.
البعض رأى أن فرد العضلات جاء بنتيجة في الكهرباء فلماذا لا نتمادى في مجال المياه ومستحقات البلديات طالما أن حكومتنا كريمة.
الشاب الذي كنت ارافقه المسير الخميس الماضي قال لي: عندما حولت إسرائيل اموال الضرائب لصالح ديون الكهرباء جاؤوا إلى قريتنا عشان يلموا ديون ويقطعوا الخدمة عن اللي ما بدو يدفع ... قمنا طردناهم وولعناها على راسهم.
كل هذه التوقعات والتخمينات جاءت على خلفية تصميم الحكومة على وقف النزيف في قطاع الكهرباء ووقف هدر المال العام والتوقف عن المطالبة بالفواتير القديمة للملتزمين بالدفع بدءا من الشهر الحالي كانون ثاني 2013.
بعيدا عن كل هذا نستعرض مجموعة من الحقائق الرقمية عن قطاع الكهرباء في دولة فلسطين هناك 810 مليون شيكل قيمة الديوان المتراكمة نتيجة لعدم التسديد وثقافة عدم الدفع.
وليكن معلوما أن مديونية المخيمات هي الاقل في هذا المبلغ رغم التضخيمات لصالح اخفاء المديوينيات في مدن وقرى نتيجة لسوء الادارة في هذا القطاع ونتيجة لرفض الالتزام بعملية تنظيم قطاع الطاقة التي تقضي بوجود مجلس تنظيم قطاع الطاقة وشركات كهرباء، ونتيجة لاستخدام اموال الكهرباء في بعض البلديات لتسديد بند الرواتب أو العجز في بنود أخرى.
210 ملايين شيكل قيمة الديون أو ما يسمى الفاقد المالي نتيجة التعديات على الشبكة والسرقة من خلال التلاعب بعدادات الكهرباء.
وحتى أكون امينا فأنا بحكم ترؤسي لجمعية حماية المستهلك الفلسطيني ومؤسسة الراصد الاقتصادي لست بعيدا عن هذه الارقام بالمطلق، فقد ناقشناها مرارا وتكرارا مع سلطة الطاقة الفلسطينية ومع كهرباء الخليل ومع شركة كهرباء الشمال، ومع شركة كهرباء محافظة القدس، ومع شركة كهرباء الجنوب، كلا على حدة ومجتمعين في ورشتي عمل عقدنا واحدة منها حول ( دور الطاقة في تنمية الاستثمار العقاري والصناعي) وكانت في ايار 2011 ويومها ضغطنا من خلالها لإقرار التعرفة الموحدة التي كانت قيد البحث وبعدها باسبوع تم اقرار التعرفة، وبعدها باسبوع تسنى لي لقاء رئيس الوزراء وكانت اريحا والأغوار تعج غضبا بخصوص التعرفة، يومها شكرته على اقرار التعرفة سريعا جراء مناشدتنا في الورشة التي عقدت من قبلنا في رام الله بمشاركة كافة الشركات، ويومها حفظت عن ظهر غيب قصة اريحا والاغوار، وبعدها توجه إلى اريحا وأجرى تفاهمات معهم على قاعدة أن اريحا لها امتياز خاص لأنها منطقة تطوير ( أ) خصوصا الأغوار فيها وفي طوباس، وأذكر كيف عوتبت بطريقة محببة من شركة كهرباء القدس على الأمر لأن الدكتور فياض طلب رغم ارتفاع التكلفة البيع بسعر اقل في تلك المناطق.
والورشة الثانية عقدناها في حزيران 2012 في البيرة وكانت عن النقص المتوقع في التزود بالكهرباء من المصدر نتيجة ازمة الغاز المصري وغيرها وما هي الجاهزية لهذا الامر، وقد لمسنا أن لدينا شركات جاهزة وفاعلة وجرى نقاش موضوع الطاقة الشمسية، وتم نقاش المديونية وقضايا الفوترة والاسعار، وعدم التشدد في التحصيل من الممتنعين عن الدفع، ومساواة الملتزم بغير الملتزم.
كثيرا ما يثار نقاش من هذا النوع مع الحكومة ويكون عنوان النقاش لدى الطرف غير الحكومة ( والله أن الحل ليس في جيبنا وليس لدينا لننقذكم به ولا نخفيه عنكم، معاذ الله ولكن عليكم أن تتدبروا أمركم ).... عذرا سأخرج عن هذا النمط من النقاش وسأناقش بما استطيع إليه سبيلا:
أولا: لم تعلن الحكومة تفاصيل الاتفاق مع اللجان الشعبية في المخيمات ولا مقدماته ولا نتائجه، وعدم الاعلان للتفاصيل اوقع الحكومة في المحظور.
ثانيا: أن منطق اعفاء غير الملتزمين والتفكير بأمر الملتزمين كيف نكافئهم ولكن ما زالت المكافأة وتارة المفاجأة لهم غير واضحة، فتح الباب على مصراعيه لتفكير سلبي مطلق هز اركان المواطنة وقناعات لدى جزء ليس بسيطا من الناس بقدسية وحرمة المال العام.
ثالثا: غياب أي رادع مستقبلي يمنع عدم الالتزام والاعتداء على الشبكة والتلاعب بالعدادات، وبما أن الكرم الحكومي حبل جرار بالتالي ما هي الضمانات لرادع مستقبلي؟.
حتى نخرج من هذه الدائرة المغلقة نقول:
أولا: لا يجوز الاعلان من قبل الحكومة بقرار الاعفاء أو التوجه للاعفاء قبل الحصول على قيمة المبلغ الذي سيتم الاعفاء منه طالما أن لدينا جهة اختصاص تصدرها بكبسة زر.
ثانيا: إعادة تشكيل مجلس تنظيم قطاع الطاقة وتخفيف حمله من كبار الموظفين الحكوميين وزيادة حصة الخبراء والذين يمتلكون حساسية مفرطة لحقوق المشتركين في الشبكة على اختلاف فئاتهم.
رابعا: يجب أن يتوقف الدعم العشوائي لقطاع الكهرباء بمعنى اعفاء غير الملتزم عبر الغطرشة ولنرى عبرة نعتبر بها امام اعيننا دون أن نرى عمال شركة الكهرباء يضربون هنا ويعتدى عليهم هناك.
خامسا: العودة للالتزام الحديدي بالتعرفة الموحدة للكهرباء وتنفيذ توحيد تكاليف التوصيل والتركيب الكهربائي الذي لم يتم الالتزام به لغاية الآن التزاماً بحقوق المستهلك.
سادسا: يجب أن يكون واضحا أن الكرم الحكومي لا يشمل الشركات والمصانع والمؤسسات التجارية غير الملتزمين بالدفع.
سابعا: يجب الا تمنح شركات الكهرباء شعورا للحظة أنها فوق المساءلة خصوصا عندما تصبح هناك قضايا جماعية واضحة المعالم يجب التعاطي معها بشفافية وضمن القانون وليس بالضغط والتأثير على المواطنين الغلابا، ولقد تدخلت بحكم ترؤسي لجمعية حماية المستهلك الفلسطيني بمثل هذه القضايا.
ثامنا: يجب تفعيل آليات التعاطي مع شكاوى الجمهور في قطاع الكهرباء وانا اعرف بحكم الاختصاص بوجود وحدة شكاوى في مجلس تنظيم قطاع الطاقة الا أن الأمر يحتاج لتواصل وقصص نجاح تطمئن الجمهور.
تاسعا: يجب الزام المطورين العقاريين بمتطلبات الربط والتوصيل الكهربائي وعدم تأجيل الكهرباء والمياه إلى ما بعد اتمام البناء بصورة تسبب اشكالية لدى شركات توزيع الكهرباء ومرافق المياه في الوصل والربط، خصوصا إذا لم يتم توفير موقع مناسب لمولد الكهرباء ولم يتم وضع البناء ضمن خطة وأولويات الشركات ومرافق المياه، وهناك شواهد ماثلة في عدد من المدن اتم فيها البناء ولم يتم التواصل مع شركات الكهرباء.
عاشرا: يجب أن يكون قطاع الطاقة أكثر حساسية لمتطلبات ضخ المياه من الآبار التابعة لدائرة مياه الضفة الغربية، من حيث منحها الأولوية للتوصيل والربط الكهربائي.
ها هي غزة
بقلم: عادل عبد الرحمن – جريدة الحياة
محافظات الجنوب ومركزها مدينة غزة خرجت بالامس عن بكرة ابيها إحتفاء بالوطنية الفلسطينية، وبالذكرى الثامنة والاربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، بانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» لترسل رسائل لكل الدنيا بدءا من «فتح» نفسها، وحركة «حماس»، وللفلسطينيين في ارجاء المعمورة، وللاخوان المسلمين في بلاد العرب والعالم، ولاسرائيل ، وللعرب الرسميين ، ولدول الاقليم، وللكرة الارضية بشعوبها وقومياتها اجمع وخاصة اقطاب الرباعية وتحديدا الولايات المتحدة، لتقول ان الشعب الفلسطيني شعب واحد.
مليونية غزة امس وضعت الانقلابيين في الزاوية. وغزة كما كانت على مدار عقود النكبة حاملة راية الوطنية الفلسطينية، ومفجرة ثورتها المعاصرة ، ومشعلة انتفاضاتها المتعددة، لم تتخل عن دورها الريادي.
غزة بالامس ادخلت القضية والشعب الفلسطيني في منعطف جديد، انهت به السنوات السبع العجاف، وبدأت دورة سنوات الخير والوطنية. وقالت المليونية العظيمة عظمة الشعب الفلسطيني، ان غزة لم تكن يوما لحماس، ولن تكون يوما لحماس. وغزة ليست عبئا على المشروع الوطني ، بل هي حاملة المشروع. وغزة لا تقبل القسمة، لانها قلب فلسطين النابض.
كما ان غزة بالامس ردت على كل الاصوات النشاز ، التي نادت بقطع الرواتب عن موظفي الحكومة والاجهزة الامنية . واكدت ان ابناء الاجهزة وموظفي الحكومة ، التي فرضت عليهم الحكومة الاضراب بعد الانقلاب في اواسط 2007، هم وعموم المواطنين، الذين كفروا بالانقلاب ، الذين رفعوا راية حركة فتح، وراية الهوية الوطنية. ولن تسمح غزة لكائن من كان ان يتطاول على مكانة الشعب الفلسطيني ووحدته ومشروعه الوطني.
قالت غزة بالامس بمليونيتها لامير قطر ولمصر وتونس وكل عرب الخليج والمغرب العربي ولكل عربي ايا كان موقعه، عليكم ان تصغوا لصوت الشعب الفلسطيني، وعليكم ان تلتزموا بقرارات الدعم المادي المباشر لمنظمة التحرير الفلسطينية وقائدها الرئيس محمود عباس، الرئيس الشرعي ، وحامل راية ياسر عرفات وحركته الرائدة «فتح» . لان رهانكم على الانقلابيين باء بالفشل والهزيمة.
ردت غزة بالامس على نتنياهو وليبرمان وفايغلين وبينيت وشامير الابن وادلشتاين وبريف ويعلون وكل الصهاينة، ان الشعب الفلسطيني لا يقبل بغير اهدافه الوطنية كاملة, وان خياركم الاستيطاني الاستعماري الى زوال. وعليكم القبول بخيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، لان اي خيار آخر لن يكون في صالحكم مهما كانت قوتكم. كما قالت لنتنياهو ان الرئيس ابو مازن ، هو القائد الشرعي للشعب ، ورهانكم على سيطرة «حماس « على الضفة ليس سوى اضغاث احلام.
وشاءت غزة ان تقول للولايات المتحدة، ولادارة اوباما كفى تواطؤا مع دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، وعليكم ان كنتم معنيين بمصالحكم الحيوية في المنطقة ، ان تضغطوا على حلفائكم بالالتزام بخيار الدولتين على حدود 67, وكفى تضييعا للوقت.
وقالت للاتحاد الاوروبي والاتحاد الروسي ولكل الاقطاب الدولية ان الشعب الفلسطيني لن يهدأ، ولن يلين إلا بتحقيق هدف الحرية والاستقلال وتقرير المصير وضمان حق العودة. وعليكم ان تضغطوا على الولايات المتحدة لتلزم اسرائيل باستحقاقات التسوية السياسية.
واكدت غزة للاخوان المسلمين ومكتب الارشاد ان فلسطين وشعبها لا يقبل القسمة، وان خيار الامارة الى زوال. إن ماحدث في غزة امس ، اكد على افول مشاريع التقسيم للشعوب العربية والارتهان لاميركا. وانتهى زمن الانقلاب.
عظيمة يا غزة باستفتائك امس. لقد قلت كلمتك دون رتوش ومساحيق نعم للوحدة ، نعم للوطنية الفلسطينية ونعم لقائدة المشروع الوطني، حركة «فتح»، ولا للاصوات الناعقة، التي راهنت على موت فتح والوطنية في محافظات الجنوب..
عظيمة يا غزة، يا من تلونت باللون الاصفر، كان الله جل جلاله استبدل رايته بالامس بالراية الصفراء لينصر الوطنية الفلسطينية وحركة فتح .. ومبروك لفتح ولكل الشعب اينما كان .. وكل عام وانتم بخير.
شكرا لغزة !
بقلم: يحيى رباح – جريدة الحياة
شكرا لك يا ملكة الحب والحزن والغضب، شكرا لك يا غزة، ها أنت تحتضنين بفرح لا يضاهى، وشوق يفوق الخيال، ووفاء يشبه الأساطير، ووعي عميق يربط ما بين أعماق الجذور وآفاق الأمل في ذروته الأعلى، تحتضن فتح، وهل فتح إلا جنينك الأول الذي كبر وامتد ليصبح عائلة، ثم قافلة تمر فلا تنتهي، وتحتشد فتختبئ عين الشمس في جيبها، وتتوهج فيصبح الفرح دعوة عامة للجميع.
شكرا لك يا غزة، يا فتية رغم ألف ألف سنة وأنت تستقبلين رسائل الماء والصحراء، وكل مستقبل يأتي تنتظرينه ويمر الزمان بين يديك، وكل بداية أنت تنسجينها بخيوط الحرير الملون، وكل جرح مهما كان موجعا يتخلق في حضنك وردة، يا فتح، يا وردتنا الطالعة من جرح، شكرا لك يا بهية، يا وفية، يا عفية، يا من تقولين لشعبك في كل مرحلة، تقولين للفلسطينيين أينما كانوا، ومهما تكن راياتهم صفراء أم خضراء أم حمراء، اذهبوا إلى وعدكم، فإن الله قد اختاركم لتكونوا معجزته، تقومون من الموت، تحضرون من الغياب، يفج البرق في الأرحام فتولدون، ثم تكونون البشارة الفلسطينية.
شكرا لك يا غزة , منذ متى تعدين قرص العسل احتفالا بفتح العائدة إلى عمق القلب، ولكن الموعد لم يكن يكتمل، وأنت يا غزة الصابرة المكابرة، المفطومة منذ ألف ألف سنة على كتمان الأسرار، منذ متى وانت تعدين العدة للفرح المقبل؟ وها هي فتح تحتفل بعيد ميلادها، وذكرى انطلاقتها، ومجد قيامتها في غزة !!!، غزة التي جمعت من كل حقل سنبلة، ومن كل حديقة وردة، ومن كل وجع زهرة الجنون. ومن كل معركة قاسية شفرة البقاء، وصاغت من كل ذلك إكليلا تضعه على رأس فتح، وقبلة مفعمة بالأشواق طبعتها على جبين فتح.
شكرا لك يا غزة: أيتها الأم الحنون، أبناؤك في كل الأرض ينتشرون مثل بشارات الأزمنة القديمة، حيث النداء والضوء، حيث الوجع والأمل، حيث الكارثة والبطولة، ينادون بأن قيامة فلسطين هي الوعد المستحق الآن، فهل يكون مهرجان فتح في غزة، إحدى هذه البشارات، وبداية هذه القيامات، وسر هذه التخلقات في رحم السنين المقبلات ؟؟؟
شكرا لك يا غزة:
و لا مرة افتقدناك إلا وجدناك، ولا مرة احتجنا إليك إلا وكنت زهرة الرعد التي تولد في اللحظة الخانقة، وها نحن نحتفي بميلادنا في حضنك الشجاع، فشكرا وألف شكر.
" قيامة " الثورة الفلسطينية في غزة
بقلم: موفق مطر – جريدة الحياة
• لغزة بحران.. بحر ماء..وبحر شعب فتح الثورة والدولة.
• وقوفا كالاشجار وشواهد اضرحة الشهداء يحتفل شعبنا بربيع فلسطين.
• خاسر من لا يراهن على شعب فلسطين..شعب الثورة والوطن الديمقراطي التقدمي الحر..شعب الحرية والاستقلال..شعب الدولة..شعب الوحدة الوطنية.
• لتهنأ روحك أبا عمار.. لتهنأ ارواحكم شهداء فلسطين.. وارقدوا بأمان وسلام اينما انزرعت اجسادكم.. فقيامة ارواحكم باتت قريبة أيها النبلاء.
• بشراك يا شعب فلسطين فتباشير الصبح القريب المقدس قد طلعت من " مهد المسيح " بيت لحم، واخذت من جبل النار نابلس شعلة، واستقبلتها سنابل القمح الذهبية في غزة بالفرح وغدا لنا في رام الله منارة للثورة والدولة.انها رباعية ألوان علمنا المقدسة. نضجت حركة التحرر الوطنية وبلغت سن الحكمة
• من ارادة هذا الشعب المقدسة تستمد حركة فتح روحها وسر ديمومتها.. فثورة يرفع لواءها هذا الشعب ستنتصر.
• الشعب يريد، وفلسطين تريد والثورة تريد.. والقدر لا بد ان يستجيب.( ليتك حيا يا أبا القاسم الشابي لترى نبوءتك في فلسطين.. في غزة.. أنت ايها العربي, خذ محمود درويش العربي واتيانا على جناح الحق..ففي فلسطين اليوم ما يفرح السماء
• هذا برهان ربك أنها على درب الحق. انها ثورة وطنية شارفت على الخمسين عاما، ومازالت تنطلق بروح الشباب.
• درس وطني فلسطيني لثوار ومناضلي وشعوب الربيع العربي، أن الفكرة الوطنية النبيلة القوية، التنظيم القوي والشعب المتحرر القوي، هي حقائقنا الأعظم التي نقيم عليها أمجادنا الانسانية, فهل وصلتكم رسالة شعبنا من غزة فلسطين؟
• ارفعوا رؤوسكم فانتم فلسطينييون، وطنيون، عرب، مناضلون، فتحاويون.
• ارفعوا رؤوسكم وعانقوا افكار رئيسكم وقائد مسيرة الحرية والاستقلال والسلام، احضنوا قلبه، فلعلكم تدركون الحب الذي في فؤاده لكل واحد منكم، ولعل كل واحد منكم يسمع نداء عقله وقلبه..امنحوا الوطن عدالة ضمائركم فيمنحكم الحياة والسلام.. فالأصل أن الثورة باعثة حياة.


رد مع اقتباس