اقلام واراء محلي 294
في هذا الملف
حياتنا - الشرق الأملح
حافظ البرغوثي عن الحياة الجديدة
أبواب كثيرة للشمس الفلسطينية
فؤاد أبو حجلة عن الحياة الجديدة
باب الشمس تعري إسرائيل
عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة
تغريدة الصباح - نوستالجيا
محمد علي طه عن الحياة الجديدة
سياسات الحمقى
عدلي صادق عن الحياة الجديدة
ذكرى د. ثابت ستبقى خالدة
المحامية فدوى البرغوثي عن الحياة الجديدة
«لك الله يا فلسطين» !!
حديث جريدة القدس
وانتصرت غزة للمشروع الوطني...
بلال الشخشير(عضو المجلس الوطني) عن جريدة القدس
المطلوب تحرك فلسطيني رسمي وشعبي عاجل
شبلي السويطي(مساعد عميد كلية العلوم الادارية والاقتصادية - جامعة القدس المفتوحة) عن جريدة القدس
أطراف النهار - الصورة والرسالة
حسن البطل عن الأيام
التلاقي الوطني: هل من خطى عملية؟!
سميح شبيب عن الأيام
مهيب النواتي.. الحرية الضائعة في سورية
د. عاطف أبو سيف عن الأيام
لماذا ( قرية ) باب الشمس .. ؟؟
سليمان الوعري عن معا
ممنوع دخول اليهود
غسان مصطفى الشامي عن معا
وجهان للأمل.. فلسطين الخير...... وباب الشمس
سامر عبده عقروق عن معا
قرية باب الشمس ،،،وإرادة الوجود الفلسطيني
آمال أبو خديجة عن معا
هل فلسطين تخصب اليورانيوم ...؟؟
هاني العقاد عن معا
حياتنا - الشرق الأملح
حافظ البرغوثي عن الحياة الجديدة
انهمك الأوروبيون منذ حصول فلسطين على وضع دولة غير عضو والشلل الذي أصاب السياسة الأميركية في بحث أفكار جديدة لدفع العملية التفاوضية المتوقفة بقرار اسرائيلي. وكانت المخاوف الأوروبية نابعة من أن فلسطين في ممارسة حقوقها داخل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ضد الاجراءات الاسرائيلية المتلاحقة في أراضي الدولة الفلسطينية مع رغبة اسرائيلية في إنهاك السلطة وتقويضها رويداً بفرض حصار مالي عليها. وقد ارتأى الاتحاد الأوروبي أن طرح بديل على شكل مبادرة جديدة بالتشاور مع الأردن والرئاسة الفلسطينية وواشنطن كفيل بإعادة انعاش العملية التفاوضية على أسس من الشرعية الدولية.. وبالطبع فإن اسرائيل ستعارض أية أفكار تفاوضية لأنها ماضية قدماً في مشروعها الاستيطاني إذ إن اليمين الاسرائيلي يخوض الانتخابات على ايقاع مشاريع استيطانية مكثفة وحصار السلطة ماليا ثم الترويج لانتفاضة ثالثة ومسلحة وليست سلمية فإسرائيل ترفض حتما أية أفكار جديدة تنص على اقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وهي تراهن على دولة ذات حدود مؤقتة تغري بها حركة حماس.. لكن زمن الاخوان الطيعين يبدو أنه يتراجع بفعل الحراك الشعبي سواء في مصر أو في غزة نفسها أو في تونس.
فالمستقبل لا يتجه نحو صراع شيعي سني لصالح أميركا واسرائيل وإنما قد يكون تحالفا في وجه اسرائيل. لأن كل المؤشرات تدل أن ايران تخطت مرحلة اللاعودة إلى المساومات وهي في طريقها إلى التحول لدولة نووية خلال السنة الحالية، وكذلك فإن من أطلق مارد الفوضى الخلاقة من قمقمه يرى المارد ينقلب عليه رويدا مع تدعيم التيار الجهادي السني خاصة في سوريا وبداية التحرك في العراق وعدم قدرة النسخة الحالية من الاخوان في مصر وتونس على الحكم منفردين فهم بحاجة إلى مشاركة من القوى الوطنية الأخرى.
عمليا ليس المستقبل للقوى الاسرائيلية بل لفتافيت قوى جديدة بدأت تنتظم في المنطقة وتطرح نفسها بقوة على الساحات الداخلية، ما ينفي أن الشرق الأوسط الجديد هو الأوسخ الاقبح بل قد يتغير بسرعة إلى الأملح والأصلح.. فاسرائيل إن واصلت سياسة التعنت فإنها تواجه خطر عزلة أكبر وأخطارا وجودية وليس حدودية. وكلنا نعلم أن السلام هو طريقها للنجاة وليس الاستيطان، فإن واصلت سياسة الغطرسة والاستيطان فإنها ستلاقي ما لم يكن في حسابها..
فالقوة ليست أبدية والضعف المحيط ليس قدراً.
أبواب كثيرة للشمس الفلسطينية
فؤاد أبو حجلة عن الحياة الجديدة
من "باب الشمس" ندخل إلى مرحلة جديدة من المقاومة السلمية التي تعتمد نهج التحدي الجمعي للاحتلال وتعمل على احباط مشاريعه الشيطانية لترسيخ واقع جديد على الأرض الفلسطينية. والذين فتحوا الباب للشمس في منطقة e1 كانوا عمليا يصدرون بيانهم الأول لإطلاق هذه المرحلة التي تعيد تعريف الخيمة الفلسطينية باعتبارها علامة للبقاء وللصمود على الأرض بعد أن كانت علامة لبدايات اللجوء في عتمة الشتات.
تستطيع اسرائيل إخلاء القرية بالقوة، وتستطيع هدم خيامها، لكنها لا تستطيع الاستمرار في حرب الخيام الى الأبد، ولا يستطيع حلفاؤها وأصدقاؤها في العالم وفي المنطقة الصمود طويلا أمام أبواب تفتح للشمس في كل الأراضي المهددة بالمصادرة والاستيطان، وفي كل الشوارع التي تربط بين بؤر الغرباء المشحونين بالحقد التوراتي.
ليست قفزة في الهواء ولا هي مغامرة استعراضية، بل تعبير واضح عن قرار وطني بالانتقال الى حالة جديدة من المواجهة بالامكانات المتاحة وهي كثيرة رغم الضغط الأميركي والأوروبي والعربي على الفلسطينيين. ومن يستطيع هزيمة اسرائيل وأميركا في الأمم المتحدة بقرار سياسي مستقل يستطيع هزيمة المشروع الاستيطاني بارادة شعبية وطنية لا تكترث بالهذر السياسي وغنج الدبلوماسية الدولية والعربية.
باب واحد للشمس بين القدس ومعاليه أدوميم يثير الهلع في مكاتب نتنياهو وأوباما وكاميرون، ويحرك الخوف في غرف نوم الكثيرين من حكام العرب.. كيف سيكون حالهم إذن لو فتحت أبواب أخرى للشمس على امتداد الأرض الفلسطينية.
بعيدا عن حوارات المصالحة التي مللنا من رتابتها وعن تصريحات القيادات المنخرطة في أطر النظام العربي بشقيه المعتدل والممانع، لا بد من الاستمرار في فتح ابواب الشمس ولا مناص من الدخول في مرحلة جديدة من المقاومة تتحرر من كل أخطاء الماضي.
باب الشمس تعري إسرائيل
عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة
قامت قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي فجر امس باقتلاع خيام قرية باب الشمس، وأخلت رواد القرية من نشطاء السلام والمقاومة الشعبية بالقوة، ونقلتهم الى حاجز قلنديا. رغم ان المحكمة العليا الاسرائيلية، اصدرت امرا عاجلا بمنع إخلاء الخيام. لكن القاضي نيل هندل ترك لحكومة نتنياهو مخرجا لتحقيق هدفها بازالة قرية الحرية والمقاومة، حين ارفق قراره ب «الا اذا كان هدم الخيام يعتبر مسألة ذات دوافع امنية عاجلة».
معركة قرية باب الشمس، اربكت القيادات الاسرائيلية السياسية والامنية والقضائية، ودفعت رئيس حكومة اقصى اليمين لاصدار امر باغلاق الشوارع المؤدية للقرية قبل إخلائها، المحكمة العليا عقدت جلسة سريعة واصدرت قرارا ملتبسا بشأن القرية، الاجهزة الامنية فوجئت بالخطوة الفلسطينية الجريئة، ووضعت الكل الاسرائيلي الرسمي والاستيطاني في موقف لا يحسد عليه، لا سيما وان القرية اقيمت في لحظة سياسية مهمة، تتمثل في التوجه لانتخابات الكنيست التاسعة عشرة في الـ 22 يناير الحالي، الامرالذي دفع زعيم تكتل الليكود بيتنا، لاتخاذ إجراءات فورية ورادعة للقائمين على مشروع القرية، وايضا لاستثمار ذلك في معركته الانتخابية، ولتعزيز مواقع تكتله، الذي بات يتراجع في اوساط الشارع الاسرائيلي.
المعركة لم تنته او بتعبير آخر، ما زالت في بداياتها. لان ازالة الخيام، وإخلاء المقاومين بالقوة، لا يعني طي صفحتها المشرقة. وامكانية عودة رواد المقاومة الشعبية استنادا الى قرار المحكمة الاسرائيلية الملتبس، واردة. أضف لذلك، ان تجربة القرية الشجاعة في فنون المقاومة، فتحت الافق على فضاء مواجهة الاستيطان الاستعماري في كل المحافظات والمدن والقرى الفلسطينية، وليس في المنطقة الفاصلة بين مدينتي القدس الشرقية وبيت لحم او ما يطلق عليها الاسرائيليون e1، حيث ستشمل نابلس وسلفيت وغيرها للتصدي لقطعان المستوطنين.
لتعميم ظاهرة قرية باب الشمس، يتطلب الامر سلسلة من الاجراءات الوطنية، أولاً, متابعة العمل على عودة الحياة للقرية استنادا لقرار المحكمة الاسرائيلية؛ ثانياً, تعميم نموذج القرية في المناطق التي تتعرض لخطر الاستيطان الاستعماري؛ ثالثا اشتقاق اساليب واشكال اخرى للنضال الشعبي، تعمق عملية التصدي للمخططات والمشاريع العدوانية الاسرائيلية، وتعمد روح المبادرة الوطنية، لحشر قطعان المستوطنين الاستعماريين، واعادتهم إلى جحورهم؛ رابعا تنظيم مظاهرات شعبية تضامنية مع رواد قرية باب الشمس في المدن والقرى؛ خامسا طرح قضية عودة القرية وروادها الى موقعهم على المنابر الحقوقية والبرلمانية والسياسية الاقليمية والدولية، لتحقيق هدفين 1- عودة اصحاب الارض الاصليين الى ارضهم. 2- فضح وتعرية دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، وكشف عوراتها امام الرأي العام العالمي. بالاضافة لهدف اساسي ثالث، قطع الطريق على التغول الاستيطاني الاستعماري في الاراضي المحتلة عام 67، ودعم خيار السلام على اساس دولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران عام 67.
هذه وغيرها من الاهداف الآنية والبعيدة تحتاج الى قرارات سياسية وادارية ومالية من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وفصائل العمل الوطني كل على انفراد وبشكل مشترك، وايضا من الحكومة، كي يتمكن رواد المقاومة واللجان الشعبية من إحداث نقلة حقيقية في أشكال مقاومتهم ضد سياسات دولة الابرتهايد والتطهير العرقي الاسرائيلية.
تغريدة الصباح - نوستالجيا
محمد علي طه عن الحياة الجديدة
أحب الشتاء وأعشق المطر ويبدو أنّ في داخلي فلاحًا قرويًا فلسطينيًا يعتقد أن المطر رحمة للإنسان وللحيوان وللنبات وللحيّ وللميّت، ويفرح لهطوله ويطرب لصوت المزراب وخرير المياه في القنوات والجداول.
تحملني الغيوم إلى أيام خلت في القرن الماضي عندما كنت أقف مع المرحوم والدي وبعض الجيران، في ساعة الأصيل، في ساحة دارنا، في الطرف الجنوبيّ لقريتنا ميعار التي هدمها المغول الجدد، ونصغي السمع لهدير الأمواج في كهوف رأس الناقورة، فإذا سمعنا صوتا عاليا أعلن والدي بثقة عن ليلة عاصفة.
ما عرفنا في ذلك الزمان المذياع أو التلفاز ولا الصحف سوى أعداد نادرة من صحيفة «فلسطين» التي كان يحملها من مدينة عكا قروي حالفه الحظ بزيارة المدينة.
كانت محطة أرصادنا الجوية تعتمد على ما تسمعه الأذن من أصوات الطبيعة والحيوان مثل نباح الكلاب ومواء القطط وثغاء الأغنام، وما تراه العين من طيور وديدان وبخاصة دودة الأرض، ومن ظواهر طبيعية مثل قوس القزح الذي كان يخلب عقولنا. «إنّ قوّست باكرْ، إحملْ عصاك وسافرْ، وإنْ قوّست عشيّة. شُفْ لك مغارة دفيّه!!».
الفلاح الفلسطيني الذي حوّل الأراضي القاحلة والوعرية إلى جنّات، وغرس الهضاب والتلال، والوديان والجبال، زيتونًا وتينًا وكرمة ورمّانًا ولوزًا وخرّوبًا وصبّارًا ونخيلاً، فلاح نشيط صبور يفرح بالأمطار ويتوسم الخير فيها. «خير اللهم اجعله خير!» ولا يضعف ولا يبكي ولا يشكو إذا ما أمحلت الطبيعة أو غزا الجراد حقوله فهذا الكفّ معتاد على ملاطمة المخرز. والمخارز عديدة ومتنوعة. المغول والفرنجة والأتراك ونابليون واللنبي وديّان...وأما الزيتون فباقٍ، والصبّار ثابت، والأردن يجري..وشتّي يا دنيا وزيدي.. بيتنا حديدي!!
للمطر في الشرق جلال وقدسية منذ عشرات القرون. دخل المعابد وامتزج بالصلوات والتراتيل. قدّست الشعوب البرق والرعد والريح والعاصفة والسيل والوادي والنبع والنهر.. وغنّى الأطفال والنساء والرجال للمطر. إذا ما ترحّم الشرقي على شيء أو تمناه قال «سقى الله!» فلا يقول الأوروبيّ أو الأمريكيّ «سقى الله» ففي بلده يسقط المطر شتاء وصيفًا، ربيعًا وخريفًا، بل يقولها مصليًا ومبتهلاً إنسان يعيش في بلد صيفه طويل وجاف وشتاؤه قصير.
هاجر العرب من الشرق إلى الغرب وفتحوا الأندلس، بلاد الأمطار والينابيع والأنهار، وعمّروا المدن والحدائق وبقوا يتغنون في موشحاتهم ويقولون»جادك الغيث إذا الغيث همى»!
تغنى الشعراء العرب بالمطر في قصائدهم منذ المعلقات حتى اليوم ولولا قصيدة «أنشودة المطر» ذات المطلع الجميل «عيناك غابتا نخيل» ما خلّد تاريخ الأدب السيّاب.
وكانت صلاة الاستسقاء وما زالت جزءا من معتقدات الشعوب في الجزيرة العربية وفي بلاد الشام.. وكنا في طفولتنا نسير في أزقة الحارة مرددين «يا الله الغيث يا ربّي» إذا ما انحبس المطر.
تحملني ريح الشتاء إلى أيام الطفولة حينما كانت العائلة تتحلّق حول «فاكهة الشتاء» في الليالي الباردة، وتشوي عليها الكستناء وتستمع إلى حكايا الجدّ أو الجدّة عن الشاطر حسن والغيلان والضباع.
يذكرني المطر بألعابنا وعدونا على ضفة الوادي غير عابئين بعقاب أمهاتنا عندما نعود إلى البيوت بملابسنا المبللة بالماء والملطخة بالوحل.
يسألني المطر عن العيون والينابيع التي كانت تتفجر في فصلي الشتاء والربيع ويتدفق منها ماء زلال. نهبوها وجففوها!!
ويسألني المطر أيضًا عن طيور الزرزور والقطا والسمان أين رحلت واختفت؟
أحن إلى فطورنا القروي البسيط، إلى كسرة من خبز الطابون، مسخّنة على جمرات الكانون، وصحن من زيت الزيتون الأصلي وقليل من الزعتر الممزوج بالسمّاق.
طعام صحي فيه رائحة الوطن وترياق الحياة!!
سياسات الحمقى
عدلي صادق عن الحياة الجديدة
منذ الآن، لا شبكة أمان عربية ستغطي انكشافاً لنا، من أي نوع، سياسياً كان أم اقتصادياً. وإن حدثت تغطية جزئية، فلن تكون راسخة ولا دائمة. وعلى هذه الحقيقة، يجب أن تتأسس خياراتنا على كل صعيد!
الأقطار العربية، فشلت في التحدي الذي تمثله الإغاثة الشافية والمعتبرة، لإخواننا اللاجئين السوريين، الفارين من نيران النظام المجرم، علماً بأن هذا تحدٍ سهل، لا تبعات ولا تأويلات سياسية له، بل الطبيعي هو أن يتقبله الحاكمون بأريحية، لما فيه من استجابة للمشاعر الإنسانية والقيم والأديان. فالأعداء أنفسهم، لو أتيح لهم، لن يتخلفوا عن إغاثة بشر هربوا من جحيم الحريق الى عذاب البرد القارس. والإغاثة الشافية، في صقيع الخيام، لن تزيد عن أغطية وشحنات مازوت وأدوات إشعال وتدفئة بسيطة، ومرافق صحية متواضعة. ثم إن اللاجئين السوريين، ضحايا نظام ظل يحتقر الحكومات العربية ويتعالى عليها ويبتزّها، فيما هو لا علاقة له بالشرف القومي ولا بالدين ولا بأي قيمة، وليس فيه صفة تجعل الحكومات العربية تتمسك بهذا الجفاء حيال ضحاياه. فما أرسله العرب، من مواد إغاثة حتى الآن، وما قدمته حكومات الدول المضيفة، لا يستحق أن يُذكر، ولا يستحق أن تتبرم منه حكومة بلد مضيف، وكأنه أفقرها وكسر موازنتها. وعلى الرغم من ذلك، ما زال إخوتنا السوريون يعانون، وليس من مغيث!
حيال مثال كهذا، سيكون من السذاجة أن ننتظر من الدول العربية تغطية فاتورة إنفاق السلطة الفلسطينية شهراً بشهر. ربما يكون الأجدى هو أن نعتمد نهجاً أكثر حدة في التعاطي مع هذا العالم المنافق، الذي جرّنا الى هذه الوضعية، التي ننتظر فيها من العدو العنصري الفاشي، أن يُفرج عن أموالنا الضريبية. مضطرون لأن نحمّل الولايات المتحدة مسؤولية هذا العبث بحياة الناس، بعد التمادي في العبث بالعملية السلمية وبمصير المنطقة واستقرارها، وما يقع من السماء تتلقفه الأرض، وليس أقسى من الذي مضى.
حكومات الأقطار العربية المستنكفة عن إغاثة فلسطين وعن إغاثة الشعب السوري، التزمت بالمنطق الأمريكي السخيف والغبي، الذي يقرر بأننا نعاند ونتطرف ولا نستحق العون والمساندة، وهو يتوقع أن ندخل الطاعة والإذلال. لكن الذي سيحدث هو العكس تماماً، إذ ستزداد قناعة الفلسطينيين، وبخاصة الناشئة والأجيال الجديدة التي تواجه انسداد الأفق؛ بأن هؤلاء المحتلين الأوغاد ومن يساندونهم، لا يستحقون سوى العداء المستحكم، ولا ينفع معهم سوى التشدد، لأنهم أصلاً يؤسسون للصراع المديد جيلاً بعد جيل. وفي موضوع سوريا، ظل الأمريكيون ودول الاستعمار القديم، ينافقون الثورة، ويتظاهرون بتأييدها على النحو الذي أحرجها وجعل المستبدين والناطقين باسمهم، يتخذون من تأييدهم اللفظي الكاذب، لثورة الحرية والكرامة، براهين على فرضية «المؤامرة». وعلى الأرض، كانوا يكرّسون وضعاً دولياً وإقليمياً يساعد النظام، ويتخوفون من مجموعة إسلامية وسطية محدودة لم يكن لها صوت مسموع وسط هدير الشعب، وظلوا يحددون مستوى المساعدة العربية، بحيث يكون أدنى بكثير، من مستوى ردع جزئي لآلة النظام، وهي تصب حممها على الناس وعلى المدن والقرى. فقد أراد الغرب ـ ضمناً ـ ومعه أتباعه العرب أن تُدمر سوريا قبل سقوط النظام. وكانت النتيجة إضعاف التيار الاجتماعي المدني والديموقراطي، لصالح «جبهة النصرة» وبات إعلام النظام السوري يردد علناً ودون خجل متوسلاً دعم الغرب، قائلاً إن هذه القوة «المتطرفة» التي تقاتله بشراسة، لن تتوقف بعد الاستيلاء على السلطة وإنما ستتجه الى القدس وتستهدف المصالح الأمريكية في المنطقة، وأن «الدلف» أفضل للغرب من «المزراب» حسب قول أحد المحللين السوريين من على شاشة تلفزيون النظام!
سياسات أمريكا، التي يساعده عليها أتباعه العرب، تغذي التشدد وتنتج العنف وتؤسس لصراعات لا تنتهي. والغريب، أن أمريكا وحلفاءها الذين لم ينتصروا على متطرفين في بلد متخلف كأفغانستان، ومعظمهم أشباه أميين؛ لم يدركوا أن القضاء على التطرف سيكون أصعب بكثير في منطقتنا، لا سيما عندما تكون هناك مآثر للسلفية الجهادية، إن أطاحت أنظمة استبداد لا مثيل لها، فصار لها مؤيدون ومُعجبون، من مجتمعات لطالما اتسمت بالتسامح والاعتدال!
إن ظل الأمريكيون على سياساتهم التحريضية، وظل الحاكمون العرب يسيرون على خطاهم؛ فلن يفلت هؤلاء ولا أولئك من نتائج مثل هذه السياسات الحمقاء. وإن انهارت السلطة، لن تكون «حماس» الشغوفة بالحكم، هي البديل. سيكون المتشددون الموصولون بأندادهم في المنطقة، هم نجوم المرحلة التي تلي الانهيار، بينما الأنظمة المستهدفة من قبلهم، هشة والبحر عالي الموج، والعنف سينفتح على كل الآفاق وبغير حدود.
نحن لا نتسول أموال الضرائب. فهي حق لنا وعلى واشنطن ألا تلعب بقوت شعبنا وخبزه. ولا نتسول المعونة العربية، لأن العرب مضطرون لأن يقرروا بشكل حاسم، ما إذا كانوا مع الاعتدال والرشد والعقلانية والاستقرار أم إنهم مع أمريكا حتى في حماقتها. ليتذكر كل نظام أن عنده ما يكفيه، وأن الخطر محدق به، وأن عدم القناعة بأهمية اجتياز التحدي بنجاح، حتى عندما يكون قوامه، مجرد بطاطين إغاثة وسولار ومرافق صحية لأشقاء هاربين من نيران غاشمة؛ سيفتح عليه أبواباً لمشكلات لا حصر لها!
ذكرى د. ثابت ستبقى خالدة
المحامية فدوى البرغوثي عن الحياة الجديدة
في اليوم الأخير من عام 2001 اغتالت حكومة الاحتلال الاسرائيلي القائد الوطني الكبير د. ثابت ثابت، عضو اللجنة الحركية العليا لفتح، وأمين سر الحركة في محافظة طولكرم.
لقد كان وقع الخبر كالصاعقة حينها على صديقه ورفيق دربه القائد مروان البرغوثي الذي انفجر غاضباً على هذا الاغتيال الجبان، وأوفى العهد لصديقه د. ثابت بالطريقة المناسبة.
منذ مطلع الثمانينيات عندما كان مروان رئيسا لمجلس الطلبة في جامعة بيرزيت كانت علاقته ود.ثابت قد توطدت، وأذكر أن د. ثابت شارك في المؤتمر الشعبي الذي انعقد في نوفمبر 1984 في جامعة بيرزيت دعماً لانعقاد المجلس الوطني وللرئيس الراحل ياسر عرفات، وألقى يومها د. ثابت كلمة مهمة في هذا المؤتمر باسم مجمع النقابات المهنية بالضفة والقدس وكان أيامها يشغل منصب نقيب أطباء الأسنان. ولقد عرفت القائد الشهيد من خلال مروان وحديثه الدائم عنه وعلاقته القوية به وتأثره بشدة على اغتياله، حيث كان يعتبره واحداً من أوفى وأعز أصدقائه ورفاق دربه، وكان التواصل بينهما دائما على مدار سنوات طويلة، جمعتهم فيها رحلة النضال والكفاح والسجون والانتفاضتين وحركة فتح والتنظيم.
يعرف كل الفتحاويين أن د. ثابت كان نشيطاً في مرحلة مبكرة من حياته وخاصة في المرحلة الثانوية من دراسته وتواصل وتعمق هذا النشاط أثناء دراسته للطب في العراق وعاد للوطن ليباشر نشاطاً وطنياً وسياسياً وجماهيرياً ونقابياً لافتاً ومميزاً وبارزاً، وشارك بفعالية في بناء أكبر منظمة جماهيرية عرفتها حركة فتح في تاريخها وهي حركة الشبيبة، كما أنه كان من القيادات البارزة في أطر الشبيبة في الانتفاضة الشعبية الأولى وتعرض للاعتقال والسجن عدة مرات، وخضع للتحقيق والاعتقال الاداري كذلك، كما كان عضواً قيادياً بارزاً منذ عام 1991 في قيادة حركة فتح بالضفة، وأمين سر الحركة في طولكرم، وعندما شكلت اللجنة الحركية العليا من جديد عام 1994 وتسلم أمانة سرها المناضل القائد مروان البرغوثي كان د. ثابت أحد أبرز قيادات هذه اللجنة، ولعب دوراً مهماً في الحركة ولجانها ومناطقها وأطرها ومؤسساتها وأسهم في اعادة بناء أطر الحركة بعد اقامة السلطة الوطنية، وحظي د. ثابت بتقدير خاص من قبل اخوته ورفاق دربه في كافة اللجان التي عمل فيها، وعندما اندلعت انتفاضة الأقصى، كان د. ثابت في المقدمة ولم يتردد لحظة واحدة في الانخراط في صفوفها والمساهمة في قيادتها وتقدم أبو أحمد الصفوف وساند المناضلين وقدم الدعم والتوجيه والقيادة، وحظي بتقدير شديد من أوساط ونشطاء ومقاتلي الانتفاضة، ولم يتسامح هؤلاء مع قتلة د. ثابت الذي كان لاغتياله أثر بالغ على قرار تصعيد الانتفاضة واستخدام المقاومة المسلحة للرد على هذا الاغتيال الذي كان الأول من نوعه الذي يطال قياديا فتحاويا ونقابيا معروفا بهذا المستوى بالضفة.
ان الحكومة الاسرائيلية التي قررت اغتيال د. ثابت أمام منزله وبين أفراد عائلته وأبنائه كانت تغتال برصاصاتها وصواريخها عملية السلام التي كان د. ثابت من داعميها، بل وساهم في الحوار مع ما كان يسمى نشطاء السلام الرافض للاحتلال والاستيطان، غير أن حكومة اسرائيل لا تبحث عن شركاء للسلام ولهذا اغتالته واغتالت الشهيد القائد الراحل ياسر عرفات والقادة الشهداء أبو علي مصطفى والشيخ أحمد ياسين وغيرهم، كما حاولت اغتيال القائد مروان البرغوثي وعندما فشلت بالصواريخ اغتالته بالأحكام المؤبدة وبالزنزانة الانفرادية.
ان ذكرى د. ثابت ( أبو أحمد) ستبقى خالدة في ذاكرة الأجيال وفي ذاكرة فلسطين بأسرها وذاكرة كل المناضلين والأوفياء لدماء الشهداء ولأرواحهم الطاهرة، وان الوفاء لهم وتكريمهم يعني أولاً السير على خطاهم ومواصلة حمل الراية التي حملوها حتى الرمق الأخير، ان الوفاء للدكتور ثابت ولكل الشهداء في هذا الوقت يتجسد كذلك بتحقيق المصالحة الوطنية والوحدة على طريق مواصلة النضال نحو الحرية والعودة والاستقلال، ونقول لكل الشهداء الذين ساروا على هذا الطريق، طريق العزة والشرف والخلود، ان هناك الكثير من أبناء شعبكم ما زال يحمل راية المقاومة ونهج الكفاح وفاء لكم ووفاء لفلسطين.
وبهذه المناسبة أتوجه بالتحية الى أسرة الشهيد القائد د. ثابت ثابت، الى زوجته الأخت المناضلة سهام ثابت عضو المجلس الثوري لحركة فتح ولأبنائه وأحفاده، لأصدقائه واخوته ورفاقه.
«لك الله يا فلسطين» !!
حديث جريدة القدس
المضحك المبكي في الادانة الصادرة عن اجتماع وزراء الخارجية العرب امس في القاهرة لاسرائيل لاحتجازها المستحقات الضريبية للسلطة الوطنية، وهو موقف اسرائيلي يستحق ما هو اكثر من الادانة، ان هذه الادانة العربية جاءت في سياق رد العرب على الازمة المالية الخانقة التي تعاني منها السلطة الوطنية والتي يشكل تخلف العديد من الدول العربية نفسها عن الوفاء بالتزاماتها تجاه السلطة سببا رئيسيا لهذه الازمة والأجدر بوزراء الخارجية الذين تخلفت دولهم ونكثت بوعودها لفلسطين ان يصححوا هذا الاعوجاج اولا قبل ادانة اسرائيل علما اننا تعودنا على الادانات العربية لاسرائيل التي لا تقدم ولا تؤخر لا فيما يتعلق بالاستيطان ولا بتهويد القدس ولا إدانة مختلف الانتهاكات التي ترتكبها اسرائيل بما في ذلك الاستيلاء على الاموال الفلسطينية.
والمضحك المبكي ايضا ان يقرر وزراء الخارجية العرب تشكيل وفد للتوجه الى العواصم العربية في اسرع وقت لبحث مواجهة الازمة المالية وكأن هذه الأزمة غير معروفة الاسباب وكأنها تحتاج الى ما هو اكثر من وفاء العرب بالتزاماتهم بتوفير شبكة الأمان العربية التي قررتها قمة بغداد الأخيرة.
هذه المهزلة تؤكد مجددا ان هناك من العرب من يتنّصل من مسؤولياته وواجباته القومية رغم قدرته على حل الازمة المالية للسلطة الوطنية، كما تؤكد ان هناك من العرب من يفضل استمرار الضغوط الهائلة على السلطة الوطنية، تلك الضغوط التي بادرت اليها اسرائيل وبعض العواصم الغربية لحمل الفلسطينيين على ابداء تنازلات سياسية.
وقبل ان يدعو وزراء الخارجية العرب اسرائيل للإفراج عن المستحقات الضريبية الفلسطينية كما ورد في قرارهم كان الأجدر بهم توجيه دعوة واضحة الى حكامهم للإفراج عن الأموال التي تعهدوا بدفعها لفلسطين، هي ليست منة او معروفا بل هي واجب قومي في دعم صمود الشعب الفلسطيني الذي يشكل جزء لا يتجزأ من موارد هذه الأمة، تلك الموارد التي يجب ان تستثمر في خدمة قضايا الأمة العربية المركزية وفي مقدمتها قضية فلسطين والقدس.
ان ما يجب ان يقال هنا ان الشعب الفلسطيني والشعوب العربية لم تعد تخدع بعبارات الإدانة والشجب التي يصدرها العرب ولا باللجان والوفود ولا بقرارات قمم ثبت انها لا تساوي الحبر الذي تكتب فيه، ولكن وفي نفس الوقت يجب ان يدرك كل من يصر على مواصلة الضغوط على الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية ان شعبها لا يمكن ان يساوم على حقوقة مهما استعصت الازمة ولا يمكن ان يبيع حقوقه بكل اموال الدنيا وسيظل شعبنا عصيا على الكسر، عصيا على الابتزازات.
كما ان ما يجب ان يقال ايضا ان من حق شعبنا مطالبة الحكام العرب بدعم صموده وهو الذي لا زال صامدا مرابطا دفاعا عن الاقصى والقدس ودفاعا عن عروبة فلسطين.
في الوقت الذي يكتفي فيه الكثيرون بعبارات الشجب والإدانة او بالتهرب من مسؤولياتهم القومية وهو ما باتت الشعوب العربية تدركه من المحيط الى الخليج.
واذا كان النظام العربي الرسمي يدعي العجز عن دعم فلسطين اليوم في محنتها ويدير ظهره ويمعن في الوعود وتشكيل اللجان وعزف سيمفونية إدانة اسرائيل فان ما يجب ان يدركه هذا النظام العربي ان الشعوب العربية التي هبت مؤخرا وفجرت اكثر من ثورة دفاعا عن حقها في الحرية والكرامة ودفاعا عن حقها في الاستمتاع بموارد أوطانها لن يتواصل صمتها ازاء هذا التنكر لفلسطين وشعبها وقضيتها وان كانت السنة شعب فلسطين وشعوب هذه الأمة تلهج قائلة: لك الله يافلسطين!!
وانتصرت غزة للمشروع الوطني...
بلال الشخشير(عضو المجلس الوطني) عن جريدة القدس
ألهبة الشعبية لغزة الصمود يوم 4\1\2013 للاحتفال بانطلاقة الثورة الفلسطينية وبغض النظر عن تقديرات الاعداد، مليونية او مئات الآلاف او نصف مليونية الا ان التفاعل والتعبيرات والدوافع والانعكاسات والدلالات بحاجة للتوقف امامها واجراء دراسات معمقة لهذه الحالة الوطنية الجماهيرية المتدفقة.
ان من اهم الدوافع هو المخزون الوطني للفلسطيني والتعبير عن الكينونة الوطنية بسبب حرمانها خلال السنوات الست الماضية من الاحتفال بأهم حدث فلسطيني في تاريخ النضال الوطني وهو انطلاقة ثورة عظيمة لها رمزيتها ومكانتها وتقديرها بين شعوب الارض.
ان كل متابع على شاشات التلفاز لمس حالة التفاعل الخلاق والابداع الوطني لدى شرائح وفئات المجتمع كل منهم عبر عن مشاركته بطريقته الخاصة البعض ارتدى الكوفية والشارة الصفراء المدموغة بشعار فتح , وعجوز كانت تحمل العلم ,وطفلة مع امها رفعت صورة الشهيد الراحل ياسر عرفات مفجر ورمز هذه الثوره , وطفل رسم على وجهه شعار حركة فتح وشيخ وقف شامخا مفتخرا يقف بجانب صورة الشهيد خليل الوزير ابو جهاد وانه كان احد مقاتلي هذه الثورة وانه على قناعة ان ثورة تمتلك هذا التأييد ستنتصر.
ابرز الدلالات ان الشعب الفلسطيني في جميع اماكن تواجده في غزة والضفة الغربية والقدس ومخيمات اللجوء وجاليات الشتات أكدوا تجديد تأييدهم للمشروع الوطني وللنهج السياسي والتفافهم حول ممثلهم الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية ومبايعة الرئيس عباس وان حركة فتح لا زالت القوة السياسية الاولى.
ان اهم الانعكاسات لمهرجان غزة ولمهرجانات الانطلاقة تتمثل في الآتي:
1-الشعب الفلسطيني وأحزابه وفصائله براياتهم الصفراء والخضراء والحمراء متمسك بقضيته وبحقه الوطني بانهاء الاحتلال.
2- ان الشعب وبكل فئاته المجتمعية وأطيافه السياسية يطالب بانهاء الانقسام. 3- على القيادات الفلسطينية ان تدرك وبالذات حركة حماس في غزة ان الاستحواذ مرفوض وان الشراكة السياسية هي الطريق الانجع لتحقيق الأهداف الوطنية والحلم الوطني والاستقلال.
4- رسالة واضحة لحكومة إسرائيل اليمينية بأن الشعب الفلسطيني يقف خلف قيادته الشرعية ورئيسه ..
5-على حركة فتح والتي تفاجأت بحجم شعبيتها ان تعيد النظر بآليات عملها التنظيمي الداخلية ووضع الآليات التي تمكنها من النهوض بالحركة بما يتناسب واستعدادات قواعدها وأنصارها وجمهورها..
يا حبذا لو احتفلت كل القوى الفلسطينية براياتها الصفراء والخضراء والحمراء بمهرجان وطني واحد لما سيكون له من انعكاس على المشهد السياسي على العالم اجمع وخاصة على الجانب الاسرائيلي والدول المؤيدة له..
ان ما جرى من مهرجانات بات يفرض على القوى السياسية الفلسطينية انهاء الانقسام قبل فوات الاوان لان الشعب الفلسطيني سيكون خياره الاخر ربيع عربي بنكهة فلسطينية.
ردا على مشروع اسرائيلي بإقامة مكب للنفايات على اراضي العيسوية وراس شحادة وضاحية السلام..
المطلوب تحرك فلسطيني رسمي وشعبي عاجل
شبلي السويطي(مساعد عميد كلية العلوم الادارية والاقتصادية - جامعة القدس المفتوحة) عن جريدة القدس
أودعت ما يسمى " باللجنة اللوائية " لبلدية القدس مشروعا يحمل الرقم (13900) يتضمن إقامة مكب للنفايات على أراضي المواطنين الفلسطينيين المصادرة من أراضي قرى العيسوية، ورأس شحاده (من أراضي شعفاط) وضاحية السلام (من أراضي عناتا) والذي سيقام على مساحة (518 ) دونما، ويشمل المشروع إقامة منظومة من البنية التحتية، تشمل إقامة شبكة من الطرق وتشييد مكاتب لإدارة الموقع وأماكن خاصة للمعالجة، بما يتطلبه ذلك من عمل تحويلات وتعديل لشبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء والاتصالات وغيرها في المنطقة، والذي يشمل حسب المخطط إقامة مكب للنفايات الصلبة والسائلة على ما تبقى لموطني هذه القرى من احتياطي الأراضي، دون علمهم واستشارتهم كسكان وأصحاب لهذه الاراضي، ودون الأخذ بعين الاعتبار المصالح والاحتياجات الضرورية لهم بالمنطقة والتأثيرات الصحية والبيئية والحياتية عليهم.
إن هذا المخطط لم يتم نشره حسب الاصول باللغة العربية ضمن وسائل الاتصال والإعلام المتاحة ليتم الاعتراض عليه حسب القانون، علما بأن المخطط بكافة مكوناته يتعارض مع القانون الدولي الإنساني كونه أولاَ يقوم على أراضٍ محتلة، وكون المشروع لا يجلب أية منفعة لسكان المنطقة ومالكي هذه الأراضي، ولا يحسّن من أوضاعهم ولا يعطيهم أية قيمة مضافة لتحسين معيشتهم، بل على عكس ذلك تماماَ فهو سيجلب لهم مزيداَ من التلوث والضوضاء والحصار.
هذه القرى والمنطقة المستهدفة لإقامة المكب على أراضيها، هي منطقة منكوبة أصلا شأنها شأن باقي مناطق وقرى وضواحي مدينة القدس، التي ابتليت بالاحتلال وبإقامة جدار الضم والتوسع الذي يهدف الى الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وفصل التواصل السكاني والطبيعي بين هذه القرى، وذلك لتسهيل السيطرة والاستيلاء عليها، وإقامة الشوارع الالتفافية التي قطّعت أوصال مناطق التجمعات السكانية الفلسطينية، ومحاصرتها بالمستوطنات من جميع النواحي، حتى أضحت القرى في القدس المحتلة كجزر صغيرة في خضم محيط من المستوطنات والمؤسسات والمناطق الصناعية والأمنية الاسرائيلية، والتي أقيمت على أراض تمت مصادرتها من أصحابها الشرعيين خدمة لهؤلاء المستوطنين، دون أخذ أدنى اعتبار لاحتياجات المواطنين الفلسطينيين الإسكانية والتنموية والتطويرية..
وقد أصبح هؤلاء المواطنون يعيشون في معازل وغيتوهات محاصرة ومهملة، فهذه المنطقة المستهدفة ابتليت بحاجز ومعبر مخيم شعفاط بعد محاصرة هذا المخيم بجدار الضم والتوسع، الذي فصل ما يقارب من ( 60,000 ) مواطن من حملة الهويات الزرقاء عن مركز حياتهم بالقدسِِ وألقى بهم خارجه. من جانب آخر فقد أقيمت مؤخرا المحطة المركزية للقطار الخفيف على أراضي بلدة شعفاط بمساراتها التي وضعت بعناية ودراسة مستفيضة، لإلغاء أي تقسيم مستقبلي للقدس، أما من الجهة الشرقية فهناك حاجز الزعيّم ومركز شرطي بديل لمركز توقيف المسكوبية، واللذان أقيما أيضا على أراضي المواطنين من قرى الطور والزعيم مما أدى الى تقطيع أوصالهما..
أما قرية العيسوية فقد تم فصلها عن أراضيها من الشمال والغرب والجنوب بالمستوطنات التي أقيمت على اراضي القرية المصادرة ، ومن الشرق الشارع الرئيس الذي يربط مستوطنة معالي أدوميم المقامة على اراضي بلدات العيزرية وأبو ديس في الضفة الغربية بالقدس ، وبالتالي فصل أراضي العيسوية التي تقع شرق هذا الشارع والتي سيتم إنشاء هذا المكب عليها عن امتدادها الطبيعي بالقرية ، وكانت البلدية قد منعت خلال السنوات الماضية المواطنين من استثمار هذه الأرض والبناء فيها أو استغلالها، الى أن انجلت واتضحت الصورة والمخطط بإقامة هذا المكب ومصادرة الأرض خدمة للمشروع الإستيطاني التهويدي الكلي في القدس الشرقية .
ان من شأن تنفيذ هذا المخطط حرمان هذه القرى من الأراضي الحيوية التي كانت مخصصة للتوسع الطبيعي المستقبلي والآني، وسد حاجتها من بناء المساكن للأزواج الشابة والمشاريع الاسكانية والاقتصادية والتطويرية التي تخدم أصحابها بالدرجة الأولى، والمواطنين المقدسيين الذين يعيشون ضائقة سكنية خانقة بالدرجة الثانية ، وكان قد قدم لبلدية القدس من قبل السكان في هذه القرى مخطط هيكلي تطويري يخدم سكان هذه القرى، والتي بدورها قامت برفضه رغم أنه يلبي كافة الشروط المطلوبة، ومن الجدير بالذكر أن بلدية القدس كانت قد صادرت في وقت سابق 800 دونم من أراضي العيسوية لإقامة متنزه قومي بذريعة حماية حيوانات وطيور مهددة بالإنقراض، غير آبهة بأن الوجود الفلسطيني في القدس بات أيضا مهددا أكثر من أي وقت مضى جراء إقامة هذه المشاريع مما جعل القرية تفقد احتياطيها من الأرض تماما.
وفي نفس السياق فقد صادرت البلدية 1500 دونم من أراضي شعفاط جزء منها لتوسيع المستوطنة الجاثمة على اراضي البلدة من الجهة الغربية، أما الجزء المتبقي فقد خصص لإقامة متنزه قومي يخدم المستوطنين غير آبهة باحتياجات المواطنين أصحاب الأرض الأصليين والتطور المستقبلي لهم، وهنا من حقنا التساؤل: هل إقامة الحدائق والمتنزهات خدمة للمستوطنين الذين يسكنون بالمباني والشقق الفارهة والمقامة على أراضي المواطنين وينعمون بكل مقومات الحياة الكريمة التي وفرتها لهم حكومتهم أولى من أصحاب هذه الأراضي الذين يضطرون لاستئجار البيوت غير الصالحة إن وجدت وذات الأجرة المرتفعة، وفي أغلب الأحيان خارج قراهم نظرا للضائقة السكنية المتفاقمة في المدينة المقدسة والذي بلغ العجز في المساكن فيها حسب آخر الإحصائيات حوالي 20,000 شقة؟!
وبحسب مركز " عدالة " فان هذا المكب المزمع إقامته سيستوعب ما بين 5 - 8 ملايين طن من النفايات والمخلفات التي ستحوي بعض المواد الخطرة التي سيتم استجلابها من كافة مناطق القدس الكبرى بمستوطناتها على مدار العشرين سنة القادمة وهو العمر الافتراضي للمشروع، وبهذا يكون الجانب الاسرائيلي قد طمر (وادي قاسم ) ذو المناظر والطبيعة الخلابة بما يحويه من تنوع حيوي نادر وازاله من الوجود، وسيؤدي كذلك لهدم القرية البدوية في هذه المنطقة مما سينتج عنه تهجير 22 عائلة من عرب الجهالين تحوي 120 فردا والذين يحملون الهوية المقدسية، إضافة لهدم ثلاثة بيوت حجرية وحظائر للأغنام والبركسات والخيام والكهوف، ليتم بعدها تخصيص الموقع بعد انتهاء الفترة الزمنية المحددة له، إما لاقامة منطقة صناعية اسرائيلية كبرى أو لإنشاء متنزه قومي يخدم المستوطنين في المنطقة، وبالتالي السيطرة على هذه الاراضي الحيوية لتحقيق وضمان التواصل بين المستوطنات المقامة في الضفة الغربية مروراَ بمنطقة (e1 )، للتواصل مع مناطق ونفوذ بلدية القدس التي تقع بها الأرض المزمع إنشاء المكب عليها، وبالتالي تحقيق التواصل بين المستوطنات المقامة على أراضي الموطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية ونظيراتها المقامة على أراضي المواطنين في القدس، من خلال تواصل جغرافي وسكاني استيطاني لخلق امر واقع على الأرض، ينهي أي حلم بإقامة دولة فلسطينية متصلة مستقبلاً.
إن إقامة هذا المكب وبهذه المنطقة بالذات، سيؤدي لأضرار بيئية خطيرة تمس حياة السكان اليومية، وما سيسببه ذلك من تلويث للبيئة ونشره للروائح الكريهة والأغبرة والغازات السامة والمركبات الخطرة والنفايات المشعة والنفايات العضوية والمركبات الطبية، من مخلفات المستشفيات الملوثة بما تحويه من سموم خطيرة ومعدية ، وما يمكن أن تسببه من أنواع مختلفة من السرطانات، فضلا عن أمراض القلب والسكتات الدماغية والتهاب الشعب الهوائية والعقم وغيرها من الأمراض.
إن تأثيرات هذا المكب الضارة لا تنعكس على صحة القاطنين في هذه المنطقة فحسب، بل تمتد آثارها السلبية والمدمرة الى البيئة المحيطة بأكملها، ونشوء بيئات مشجعة لتكاثر الجراثيم والحشرات والقوارض، وسيتسبب هذا المكب بتشويه الطبيعة وتلويث المياه السطحية والجوفية، خاصة أن الموقع يقع ضمن الحوض الغربي المائي الذي يتسم بغناه واحتياطياته الكبيرة، والذي لا يأبه الجانب الاسرائيلي بتلوثه نظراَ لعجزه عن السيطرة عليه واستخدامه نظرا لقربه من التجمعات والقرى الفلسطينية .
هذا المخطط ليس المخطط الوحيد الذي باشرت بتنفيذه بلدية القدس على أرض الواقع في القدس الشرقية، هادفة الإستيلاء على الأراضي الفلسطينية شأنه شأن أغلب المخططات للأراضي التي نفذتها البلدية في السنوات الأخيرة، والتي لم تكن لصالح السكان الفلسطينيين أو تلامس أدنى احتياج لهم، فقد قدمت مشروعا آخر على مساحة 150 دونما من الأراضي المصادرة من قرى كفرعقب وبير نبالا وقلنديا، وصادقت عليه لإقامة محطة لتجميع النفايات التي يتم استجلابها من القدس الكبرى لهذا الموقع بعد إغلاق مكب العيزرية، وسيتم التخلص من 1400 طن من النفايات فيه يوميا، وما سيشكله ذلك من أضرار بيئية وصحية على المواطنين العرب بهذه المنطقة أيضا.
إن اقامة هذه المكبات في هذين الموقعين وغيرها من المواقع في القدس الشرقية، ستؤدي لنشوء واقع بيئي صعب للمقدسيين إضافةَ للواقع الذي يعيشون فيه أصلا من تمييز وإهمال بجميع المجالات الحياتية بفعل إهمال بلدية القدس للأحياء المقدسية داخل وخارج الجدار وحرمان هذه المناطق من الخدمات والبنية التحتية المستحقة لها، رغم أن المواطنين الفلسطينيين يدفعون ما يترتب عليهم من ضرائب للبلدية وغيرها تحت طائلة القانون والحجز على الممتلكات، رغبة منهم في المحافظة على مواطنتهم في المدينة المقدسة ويتلقون مقابل ذلك أدنى الخدمات الواجبة والمستحقة لهم من أشباه الطرق والبنية التحتية المدمرة، وانعدام مؤسسات الرعاية الاجتماعية والصحية والتعليمية، ونقص الغرف الصفية والنوادي والملاعب والمتنزهات وغيرها، بينما تقدم البلدية أعمالا وخدمات مختلفة للموطنين الاسرائيليين في القدس الغربية والمستوطنات والذين يعيشون بأحياء راقية تحوي كافة وسائل الحياة العصرية.
إن المطلوب وبشكل عاجل وقبل فوات الأوان الوقوف أمام هذا المخطط وغيره من المخططات، وعدم التسليم بالأمر الواقع الذي تفرضه السلطات الاسرائيلية، فالقدس الشرقية مدينة محتلة منذ عام 1967 وينطبق عليها ما ينطبق على مجمل الاراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وعليه فعلى دولة فلسطين التي تم الإعتراف بها مؤخرا كدولة حسب القرار الأممي، الاستفادة من زخم هذا الاعتراف واستخدامه كسلاح قوي يستثمر لصالح كل ما من شأنه استعادة الحقوق، من خلال التحرك سريعا لايقاف هذا المخطط الذي ينتهك حقوقنا كدولة واقعة تحت الإحتلال من قبل دولة أخرى، والتوجه للمنظمات الدولية ذات الإختصاص بما فيها محكمة الجزاء والعدل الدولية لتتحمل مسؤولياتها لوقف هذا المشروع وغيره من المشاريع والمخططات الاستيطانية، والتي كان آخرها إقرار المباشرة بالبناء الإستيطاني بمنطقة e1 بهدف قطع أي اتصال وتواصل مستقبلي بين جنوب وشمال الضفة الغربية، ومنع إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة، وكذلك جدار الفصل بالاستفادة من حصولنا على القرار الاستشاري بعدم قانونيته، والذي اعتبر انتهاكا يعاقب عليه القانون الدولي بأبعاده البيئية والإنسانية والسياسية، واعتبار ذلك اعتداءً على أراضي دولة فلسطين المحتلة، بما يوجب على هيئة الأمم ومجلس الامن وكافة المنظمات ذات الشأن اتخاذ القرارات ضمن البنود ملزمة التنفيذ بحق الدولة المعتدية، وأن تتحمل المنظمات المحلية العاملة في القدس والضفة الغربية مسؤولياتها، وعدم الكيل بمكيالين بالتعامل مع القضايا العالمية بما يتلاءم مع مصالحها وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
أطراف النهار - الصورة والرسالة
حسن البطل عن الأيام
أترك لزملائي مقالات التحليل والتركيب للحدث الخاطف في "باب الشمس" وأنصرف قليلاً إلى أمرين: الصورة الفوتوغرافية للحدث؛ ورسالة الأديب إلياس خوري لصنّاعه.
الصورة: كانوا على التلة مئات قليلة، لكن كان العلم رباعي الألوان وحده مرفوعاً مرفرفاً على الخيم وفي الأيدي. رأيت "البحر الأخضر" في "ساحة الكتيبة"؛ ورأيت "البحر الأصفر" في "ساحة السرايا".. وكان رباعي الألوان طفلاً رضيعاً يكاد يختنق؟
الرسالة: بدأ إلياس خوري "لن أقول يا ليتني كنت معكم، فأنا معكم".. ولن أقول قولاً على قول مؤلف رواية "باب الشمس" سوى أنه أكثر اللبنانيين فلسطينية، كما صبحي الحديدي أكثر السوريين فلسطينية.
أتوقّف عند روايتين في مسيرة رواياته. الأولى "الجبل الصغير" استعارة من الاسم القديم لتلة الأشرفية ـ شرقي بيروت، وكان المكان طفولة إلياس وشبوبيّته، وكُتبت الرواية بتقنية فنية حديثة، ربما متأثّراً بالروايات الفرنسية الجديدة. آمنت لمّا قرأت باكورته أنه سيضيف بصمته الأدبية على الأدب العربي.. وقد فعل في رواية ـ ملحمة "باب الشمس" وربما أراها أحسن وأوفى ما كتب أديب عربي وفلسطيني عن النكبة.
أحبّ لغته وأسلوبه في الصحافة والرواية.. دافئة حتى حارّة؛ وحارّة حتى انصهار الحديد، ولعلّ اللغة والأسلوب هما ما جمعه إلى لغة درويش في النثر، إضافة إلى هذا النزق "الطوشاني" الهجومي في لغتهما الشفهية والحوارية.
لي مع إلياس "طوشة" طريفة إبّان الحرب الأهلية اللبنانية. هو عنده مشكلة انحراف في البصر، ولدي مشكلة ثقل السمع.. ومن ثم، هو لا يقود السيارة بنفسه ولا أنا، أيضاً.
كانت زوجته الراقية نجلاء سائقة أحياناً، والسوّاق العموميّون صاروا على حذر تحت القصف في الحرب، وعندما وضعت زوجته طفلهما طلال (على اسم صديق له سقط شهيداً) حلّت أخت زوجته جاكلين في خدمته كسائقة ماهرة جداً، فهي أمهر من رأيت في ركن السيارة في أضيق فسحة، وبأقل الحركات.
كان لدي وزوجتي درّاجتان ناريّتان: خفيفة (فيسبا) ذات سرعة واحدة باليد، ومتوسطة ذات سرعات في الدوّاسة. كنت أستخدم الخفيفة في تنقُّلاتي من البيت للمكتب إبّان أيام القصف وقلة السيارات (تهكّم عليّ محمود درويش لأنني أقود تحت القصف الداهم أحياناً).
طاوشني إلياس حتى لطش درّاجتي أيّاماً، إلى أن اعترضت زوجته لزوجتي وهذه لي: إن وقع حادث لإلياس ستكون أنت السبب.. وجاء دوري لمطاوشته واستعادة "الفيسبا" خاصتي.
كان إلياس مبشّري بأن زوجتي حامل، فقد أغمي عليها في مطار روما، وبيّن الفحص السبب، فاتصلت بإلياس هاتفياً، فترك على بابي رقعة بخطّ يده: "بشرى.. منى حامل"!
كان إلياس مدير تحرير مجلة "شؤون فلسطينية" برئاسة محمود درويش، ثم "مجلة الكرمل" برئاسته في الحقبة البيروتية، وعندما زرته كان منهمكاً في تحرير مواد "شؤون فلسطينية" تدقيقاً لغويّاً، وشطباً للحشو، قلت له: هؤلاء كتّاب كبار، فردّ بنزق: خذهم وحرّرهم.. ثم كان عليّ أن أحرّر مجلة "فلسطين الثورة" من الحشو الخشبي في لغة الكتابة.
حسمت أن إلياس أكثر اللبنانيين فلسطينية، قبل وجود المنظمة في لبنان وبعدها، خصوصاً، لكن واحداً متحاملاً على انحيازه الفلسطيني خلط بينه وبين الصحافي والأديب اللبناني ـ الفلسطيني نبيل خوري، فردّ إلياس: ليتني أنال الشرف الفلسطيني، لكن جدّي وأباه لبنانيان مثلي.
.. ثم كتب لشباب "قرية باب الشمس": "أراكم فتكبر في قلبي الكلمات. أرى الكلمات فتكبرون في وجداني".
***
بين عشيّة وضُحاها أزال الجيش قرية الخيام الفلسطينية.. لكن، بؤرة "ميغرون" وبؤرة "عمونة" قرب رام الله انتظرت وتنتظر سنوات لتنفيذ حكم محكمتهم العليا بإزالة "بؤرة غير شرعية"، أو نقلها مئات الأمتار.. وقرية إقرث وقرية كفر برعم تنتظران 64 سنة لتنفيذ أحكام متتالية بعودة أهلهما إليهما.
ذلّل الحكم الأسباب الطارئة والأمنية وانصاع لها، وداس نتنياهو كرامة المحكمة وهي آخر ما تبقّى من ديمقراطية إسرائيل، بعد أن تهاوت مكانة الكنيست والأحزاب والمؤسسات المؤسسة للدولة.. والجيش، أيضاً.
.. وتطاولوا على مركز "رئيس الدولة" ورأيه السياسي وسخّفوا رأي أهم كتّابهم عاموس عوز، والاثنان يريان أن الاحتلال هو الخطر الأول على يهودية إسرائيل.. ومن قبلهما قال هذا "نبي الغضب" إلياهو ليبوفتش عالم التاريخ اليهودي اللاذع!
التلاقي الوطني: هل من خطى عملية؟!
سميح شبيب عن الأيام
باتت الساحة الفلسطينية، وهي تترقب خطى عملية ـ ميدانية بشأن المصالحة الوطنية، ورأب الصدع الفلسطيني ـ الفلسطيني، بعد أن سادت أجواء إيجابية، أوحت فيما أوحت، باقتراب أجل الخلاف القائم، والضار بالمصالح الوطنية الفلسطينية، وتراجع لغة إذكاء الخلاف وتطويره، وكأنه بات قدراً من أقدار الشعب الفلسطيني.
يترقب الشارع الفلسطيني، تلك الخطى بشوق حقيقي، خاصة فيما بعد لقاء عباس ـ مشعل في القاهرة، والإعلان عن تفعيل لجان عمل مشتركة ما تركه هذا اللقاء، كان ضبابياً، بالنسبة للشارع المترقب، التوّاق لسماع ومشاهدة خطى عملية، كتجديد السجل الانتخابي في قطاع غزة، والشروع الجدي في ترتيبات الانتخابات، ومن البدء بتشكيل حكومة الائتلاف الوطني.
ما حدث عملياً هو لقاءات منفردة ومشتركة، فلسطينية ـ فلسطينية، وفلسطينية عربية، برعاية مصر، ورئيسها مباشرة د. محمد مرسي واللقاءات متنوعة وطويلة، لكن ما نتج عنها، كان بالنسبة للشارع السياسي، شيئاً عاماً، غير محدّد!!
علينا أن نستذكر، بأن الشارع الفلسطيني، ومنذ بدايات الانتفاضة الأولى، كان حريصاً على وحدة الموقف الفلسطيني، وكان توّاقاً للتلاقي الوطني، وهو الذي يدرك أهمية ذلك وجدواه، ومدى ضرر الخلاف الداخلي والانشقاق السياسي. وعلينا أن نستذكر بأن هذا الشارع، لم يصل يوماً إلى حد اليأس واللامبالاة، ولعلّ ما حدث في غزة، في ذكرى انطلاقة "فتح"، وما ترافق معه من تصريحات رسمية وغير رسمية ومن الأطراف كافة، يقرر ما ذهبنا إليه.
المرحلة جدّ حرجة، وجدّ خطرة، وباتت تستدعي إعلاناً واضحاً من طرفي الصراع الداخلي، فتح وحماس، وخطى عملية ملموسة، من شأنها طمأنة الشارع الفلسطيني، وإقناعه، بأن الخلاف الداخلي إلى زوال، وبأن فتح وحماس، باتتا تتلاقيان على نقاط سياسية ـ تنظيمية واضحة، لا لبس فيها ولا إبهام. وبأن هذا الوطن، هو وطن الجميع، وبأن الجغرافيا الفلسطينية، هي جغرافيا واحدة، لا يشوبها التجزيء ولا التقسيم، وبأن الأطر الوطنية، وفي المقدم منها م.ت.ف، هي وطن الجميع الفلسطيني وهي قادرة، على ضم الجميع، دون استثناء في أطرها الوطنية، وهي قادرة على توظيف الإمكانات الفلسطينية كافة، في اتجاه تحقيق الهدف الوطني، بإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، فوق أراضي الرابع من حزيران 1967.
لا وقت للإضاعة، ولا التسويف، خاصة وأن عمل اللجان في الذاكرة الفلسطينية، غالباً ما أفضى إلى إضاعة الهدف المرجو من وراء تشكيلها وعملها.
لذا، علينا أن نلجأ للوضوح، وإلى الخطاب الشفّاف الصريح، دون ضبابية، ودون تسويف، فالمرحلة حرجة ولا تحتمل أية ضبابية أو تسويف.
مهيب النواتي.. الحرية الضائعة في سورية
د. عاطف أبو سيف عن الأيام
اختفى الزميل الكاتب والصحافي مهيب النواتي في سورية في شهر أيار من العام 2010، منذ ذلك الشهر لم يعد يسمع عنه خبر. كان مهيب في رحلة بحثية لسورية يواصل تنقيبه كصحافي محترف عن حقيقة الأفكار التي يكتب عنها، إلاّ أن غياهب القمع السورية ابتلعته. وباستثناء عبارات مثل تلك السابقة لا يعرف أحد ماذا حدث مع الصحافي والكاتب الفلسطيني الشاب الذي أمضى أيضاً قسطاً من عمره في سجون الاحتلال وقدم نموذجاً للمناضل المثقف المقاتل الباحث عن حريته. الآن حرية مهيب لم تعد موجودة كما أن نضاله اقترب من عامه الثالث في زنزانة لا يعرف أحد عنوانها. وقد طال انتظار ذويه وأهله وأصدقائه له.
لقد كان مهيب شعلةً تلتهب نشاطاً وحيويةً، فكان صحافياً، وكان شاعراً موهوباً، كما كان مناضلاً في صفوف حركة فتح. كان دائم الحضور للمشاركة في ندوات وجلسات اتحاد الكتاب في عمارة "لظن" في شارع الوحدة، وكان قلقه المعرفي لا يقل نضارةً عن وجهه المشرق بالأمل. لست بصدد الحديث عن مناقب ومآثر مهيب الذي أصرّ على حمل جمرة الحقيقة حتى لو كوته، فكما افتتح مركزاً صحافياً لمتابعة الأحداث الوطنية ورصد انتهاكات الجيش الإسرائيلي بحق أبناء شعبه، فإنه أيضاً شغل نفسه بالواقع الفلسطيني والتأصيل له والكتابة عنه للمساعدة في تطويره. من أجل ذلك اغترب وسافر إلى سورية لاستكمال بحث بدأه عن "حركة حماس من الداخل" كما عنون لكتابه الأول، إلا أنه اختفى هناك في سورية.
اختفي مهيب وبعد أشهر اندلعت الثورة في أرجاء الوطن العربي بحثاً عن الحرية. الحرية التي غابت في العالم العربي الكبير وضاعت تحت بساطير الجنرالات الذين لم يحرروا شبراً من فلسطين ولم يأتوا لنا من يافا ببرتقالة كما جاء في رثاء نزار قباني الشهير لبلقيس. ضاعت الحرية في عالم خرج لتوه في النصف الثاني من القرن العشرين من عبودية الاستعمار والاحتلال. وصارت الديمقراطية شعاراً يبحث عنه وفيما ضربت الديمقراطية شواطئ العالم كله في موجات وفق تصنيف هنتغتون، فإن البلدان العربية ظلت ممانعة لأي حراك ديمقراطي حقيقي أو وهمي حتى. ومع حرق بوعزيزي نفسه في تونس بات واضحاً أن ثمة شرارة أشعلت النيران في كومة القش فاحترقت.
وها هو العام الثاني من الربيع العربي ينقضي والعام الثالث لاختفاء مهيب ينقضي أيضاً ولا توجد أخبار عن ذلك المثقف الفلسطيني الذي كان عليه أن يذوق كما ذاق أبناء جلدته في تل الزعتر وكما سيذوقونها في اليرموك عذابات وبطش النظام السوري.
لقد أنتجت حقبة ما بعد التحرر العربية نظماً سياسيةً قمعيةً نجحت في مصادرة حقوق المواطنين وانتهاكها والتحكم بمقدرات الشعوب وتسخيرها لصالح الزبائنية التي ترعرعت مثل الفطر حول النظام وحاشيته. إن واحدة من أشد مفارقات القدر كانت التحالف اللحظي بين النخبة الحاكمة بعد مرحلة التحرر وبين المثقف العربي الذي خرج هو أيضاً من أتون اللحظة الاستعمارية وشارك في النضال ضدها فوجد في قادة الحركات الوطنية والبلاغة التحررية مجازاً عن الحرية التي يبحث عنها في الثقافة. إلا أن المثقف الحقيقي سيجد نفسه فريسة لبطش النظم ذاتها التي سرعان ما انقلبت على بعضها البعض وأزاح بعضها البعض بالانقلابات والقتل والزج بالسجون. لم تدم هذه العلاقة طويلاً إذ وجد المثقف نفسه ليس فريسة للسلطة ومواطناً صالحاً للقمع والاعتقال بل إن صورة الوطن اهتزت وتراجعت وصارت المنافي الأوروبية ساحات أخصب للإبداع. وربما أمكن وبقليل من النرجسية الفلسطينية المستحقة أن يشار إلى أن بيروت في السبعينيات والثمانينيات وحين كانت منظمة التحرير تقود العالم العربي من هناك. كانت ملجأ لكل مثقف عربي هارب من بطش نظامه وكانت توفر له صحف الفصائل ومنشورات مؤسسات المنظمة منابر قل نظيرها في محيط يصادر الحريات ويقمع الكتابات ويعادي الصحافة. هكذا تم الطلاق بين المثقف والسلطة العربية. وهكذا صار نزف الأدمغة السمة البارزة في المنطقة العربية وبالتالي لم تتراجع الثقافة بل تراجع أيضاً مستوى التعليم العالي والبحث العلمي كما تراجع الأداء الاقتصادي. ببساطة لأن الحرية هي جوهر التقدم والعبودية لا تنتج مجتمعاً متقدماً. هكذا هي حكمة الحياة.
إن نقاشاً أوسعاً حول تطور النظم السياسية العربية يمكن له أن يساعد في فهم أعمق لمعضلات التحول الديمقراطي العربي وعثراته المحتملة، وهو ما لن يجد مقاماً له هنا في هذه السطور القليلة. إلا أن الإشارة إليه واجبة لما له من أثر على المستقبل كما أن قراءة الماضي لا تستقيم دونه.
إن واحداً من أهم الأسئلة التي لا بد للثقافة العربية أن تجيب عنها في حقبة ما بعد الربيع العربي (على اعتبار أن ثمة شيئاً ملموساً يمكن تسميته "الربيع العربي" له حدوده الوقتية) هو موقف هذا الربيع من الحريات المختلفة خاصة الحق في التعبير والاختلاف ووجهة النظر. وإن مراجعة سريعة للواقع العربي بعد الربيع قد لا تكون مطمئنة حتى الآن بل تثير القلق، إذ إن ثمة شواهد تقول بتدهور مستوى الحريات. وهذا مؤشر خطر لابد أن يلفت الانتباه إلى جودة الديمقراطية المرجوة وليس إلى شكلها فقط. بلا أدنى شك فإن الشكل وممارسة المواطنين لحقهم في الاقتراع يشكل مضمون وجوهر الديمقراطية وعاطفتها لكن العقل المعطل لهذه الديمقراطية يظل هو الأساس.
من المؤكد أن حال الربيع العربي لن يستقيم إلا بخروج مهيب وبقية معتقلي الرأي العرب من السجون السوداء التي حبسوا خلفها وان النظم السياسية العربية يجب أن تنسج علاقة مستقيمة مع الثقافة والحرية قائمة على فكرة العقد الاجتماعي وجوهره وليس على فكرة الحكم والتسلط. وإلى أن يتحقق هذا سيظل اختفاء الزميل مهيب النواتي مؤشراً بارزاً على غياب الحرية في سورية التي تنهشها الحروب ويقتلها الطغاة.
لماذا ( قرية ) باب الشمس .. ؟؟
سليمان الوعري عن معا
( قرية ) باب الشمس أو (مخيم ) باب الشمس أو ( مستوطنة ) باب الشمس كما أسمتها الصحف الأجنبية البريطانية والفرنسية والأمريكية حيث كان عنوان صحيفة الحياة اللندنية ( باب الشمس .. مستوطنة فلسطينية داخل منطقة استيطانية !!) وحذت حذوها معظم المواقع والصحف الأجنبية.
ولما كانت فكرة باب الشمس فكرة ريادية أطلقها شباب المقاومة الشعبية الفلسطينية من مشارف القدس للتعبير عن رفضهم لسياسة مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، فقد فاجأت الفكرة الجميع واختلفت التسميات والمسميات، وقد فاجأت الفكرة القيادة الإسرائيلية التي تخبطت في ردود أفعالها وأرادت وأد الفكرة من مهدها قبل أن تصبح نهجا نضالياً كفاحياً فلسطينياً يُِحتذى به ، كما فاجأت قيادات وشخصيات فلسطينية مختلفة والتي تقاطرت على القرية في محاولة لتبني الفكرة والإشادة بها، لان الجميع يعلم أن الهزيمة لها أب واحد والنصر له مائة أب !! .
و بالعودة لمسمى ( قرية ) باب الشمس ، اعتقد أن اختيار الاسم كان موفقا جدا لان القرية هي كل مكان اتصلت به الأبنية واتُخذ قراراً بانشاءه ، فباب الشمس أقيمت بقرار من الشعب الفلسطيني ، وكلمة القرية لها معنيان معنى عام هو كل تجمع مستقر فتدخل فيه المدينة ، لذلك أطلق على مقر تجمع النمل ( قرية النمل ) فالمعنى العام ومن خلال لفظ (القرية ) نفسها يومئ ويوحي بمعاني التجمع والاستقرار ، أما المعنى الخاص فهو التجمع البشري المستقر غير المنتظم سياسيا و ادارياً ولا يخضع لسلطة مركزية أي لم يصل لطور المدينة ، فيثرب مثلا قبل قدوم النبي إليها وخضوعها للدين الجديد والقيادة والسلطة الجديدة المركزية كانت مجرد (قرية ) ، أي أنها كانت تجمع عمراني إنساني مستقر لا يخضع لسلطة او إدارة مركزية .
لذلك فان مسمى (قرية ) باب الشمس ينطبق تماما على ما اقامه الشبان الفلسطينيين ، رغم أنهم أقاموا في خيام ، ورغم أن تعريف المخيم لغويا هو ( مكان تنصب فيه الخيام بقصد الاقامة المؤقتة ) إلا أن تعريف المكان له أهمية في تفسير الحدث ، فقرية باب الشمس أقيمت على أراضي فلسطينية يملكها فلسطينيون عرب ولم يلجأ اليها الشبان هروبا أو تهجيرا قسريا لتسمى مخيما .
والمخيم بحسب تعريف الاونروا ، هو مكان او قطعة ارض تكون إما حكومية او في اغلب الأحيان مستأجرة من قبل الحكومة المستضيفة من الملاك المحليين وضعت تحت تصرف الاونروا كمساعدة للاجئين الفلسطينيين ، ولا يمكن لسكان هذه المخيمات تملكها بل يحق لهم فقط الاستفادة منها للسكن ، وهنا يسقط مسمى ( مخيم ) من قائمة مسميات باب الشمس .
أما ما ذهبت له الصحف الأجنبية من تسميات وخصوصاً كلمة( مستوطنة) فأعتقد أنها كانت مقصودة وعن سبق إصرار وليس عنواناً عفوياً بل سياسياً بحتاً،لأن مصطلح مستوطنة يطلق على أي تجمع سكاني مؤقت أو دائم في منطقة ما ،بحيث لا يتم تصنيفهم حسب الحجم أو عدد السكان ، وقد تكون المستوطنة مكونة من مجموعة من المساكن المجتمعة إلى مناطق التجمعات الحضرية التي تحيط بالمدن الكبرى ، وحسب بعض التعريفات فهي توسع استعماري بغض النظر عن كونها استعمارية لأرض شعب آخر او استعمارية لأرض عذراء ، وقد عُرفت المستوطنات فلسطينيا ً بأنها تجمعات سكانية يهودية على أراضي تعود ملكيتها في الأصل للفلسطينيين ، وبالنسبة لقرية باب الشمس فان أصحاب الأرض الأصليين من قرية العيساوية المجاورة كانوا موجودين في المكان وأبرزوا أوراق ملكية الأرض الاصلية وموافقتهم على إقامة الشبان الفلسطينيين عليها ، وهنا يسقط أيضاً مسمى (مستوطنة ) من قائمة مسميات باب الشمس، ولتكون قرية باب الشمس عنوانا للحرية والصمود والنضال الفلسطيني من على تلال القدس الشرقية المهدده بالمصادرة والاستيطان .
وكان من الضروري التوضيح للمجتمع الدولي أهمية الفكرة ببناء (القرية )وليس (المستوطنة) لان الفلسطينيين هم أصحاب الأرض الشرعيين وصاحب الأرض لا يستوطن على أرضه !! .
وبغض النظر عن المسمى فقد لامست الفكرة مشاعر الشعب الفلسطيني بأكمله ،وهزت الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه ، وذكرت بأهمية التحرك الشعبي في مقاومة الاحتلال وضد الاستيطان ومصادرة الأراضي ، وان لدينا رجال تحت الشمس يملكون الإرادة والعزيمة والفكر المستنير، وما قرية باب الشمس إلا خطوة أولى على طريق التحرير ، فلو اعتقلوا الشبان وهدموا القرية ، فلن يستطيعوا اعتقال الفكرة أو هدمها من وجدان الشعب الفلسطيني .
ممنوع دخول اليهود
غسان مصطفى الشامي عن معا
اليهود أمة مكروهة منذ قدم العصور والحديث عن بني إسرائيل وقتلهم للأنبياء ومماطلة نبيهم موسى عليه السلام وعدم نصرته والقتال معه، حديث يطول والقرآن الكريم خير شاهد ، كما أن اليهود هم أكثر الأمم قتلة للأنبياء، وما أن علموا بقدوم رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى هذه الدنيا حتى بدءوا يبحثون عنه ليقتلوه، وقد قاموا بمحاولات عديدة لقتله، كما أن اليهود يحملون حقدا كبيرا على الإسلام والمسلمين، فضلا عن صفاتهم الذميمة وخداعهم ومكرهم لذلك لم يصبر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وقام بمحاربتهم وترحيلهم من المدينة، ولو استعرضنا احداث التاريخ لوجدنا أن سبب ما يحدث من فتنة في عالمنا الإسلامي اليوم هم اليهود، فمنذ بدء الفتنة في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه فقد كان سببها اليهود وهم "السبئية " أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي، وما تبع هذا الحدث الجلل من أحداث كان اليهود ورائها .
إن صفات الكره والحقد لا تترك اليهود ففي التاريخ الحديث بدأ اليهود يمكرون ويخططون للسيطرة على كل دولة يكونوا فيها لذلك تعرضوا للطرد من ملوك فرنسا وبريطانيا، فقد أصدر ملك إنجلترا إدوارد الأول مرسوما ملكيا في عام 1290م يقضي بطرد اليهود من الأراضي البريطانية، فيما كان رجال الدين المسيحي يجوبون البلاد لتحريض الناس على مناهضة اليهود الكفار، وعلى إثر ذلك رحل حوالي 16 ألف يهودي من بريطانيا إلى فرنسا التي لم يرق لهم الحال للعيش بسلام فيها بل أصبحوا يشكلوا خطرا كبيرا على فرنسا بسبب المشاكل الكثيرة التي جلبوا للملك الفرنسي، مما اضطر الملك "فليب له بل " إلى إصدار مرسوم ملكي في عام 1306م يقضي بطرد اليهود من البلاد الفرنسية، وتم طردهم إلى أسبانيا، وفي أسبانيا وجد اليهود معاملة طيبة من قبل العرب المسلمون، وهنا بدءوا يخططون للاستفادة من هذه المعاملة الطيبة في تحقيق ما يصبون إليه، ومع بداية القرن السادس عشر بدأ اليهود يهاجرون إلى البلاد العربية في إطار حكم الامبراطورية العثمانية التي فتحت لهم الأبواب على الرحب والسعة، حيث أصدر السلطان العثماني بايزيد الثاني مرسوما يقضي بحسن معاملة اليهود والسماح لهم بالاشتغال بالتجارة والاقتصاد، لكن التسامح العثماني مع اليهود كان وبال وعاقبة وخيمة على الإمبراطورية العثمانية التي إنهارات بسبب مؤامرات اليهود، فيما استغل اليهود طيبة العثمانيين في الهجرة إلى أرضهم الموعودة حسب أساطيرهم أرض فلسطين، فيما بدأ المفكرون اليهود يشحذون الهمم ويدعون اليهود إلى ضرورة السيطرة على المال والذهب والإعلام، والحفاظ على عادات وتقاليد اليهود، وقد كان اليهود يعيشون حياة انعزالية في حارات خاصة بهم، وكانت معروفة في جميع البلدان باسم " الحارات اليهودية "، ومن شدة كره الأوروبيون لليهود أصبح اليهودي عندما يتوجه إلى الكثير من الأماكن في أوروبا يجد لافتة مكتوب عليها " ممنوع دخول اليهود"، هذا الأمر أثر كثيرا في نفوس اليهود.
إن عمل اليهود في المال والذهب أدى إلى ازدياد ثرواتهم ومنافسة الاقتصاد الرأسمالي الأوروبي والتأثير على الكثير من القرارات في الدول الأوربية التي كان تطمح للانقضاض على أملاك الإمبراطورية العثمانية " الرجل المريض " واقتسامها بينهم وهنا كانت الفرصة لدى اليهود لتحقيق أمالهم في العودة إلى أرض فلسطين.
بدأت الأفكار اليهودية المطالبة بعودة اليهود تظهر في القرن السابع عشر فقد أصدر المحامي البريطاني هنري فنش سنة 1621م كتاب بعنوان " البعث العالمي الكبير أو دعوة اليهود "كذلك ظهرت دعوات لليهود أمثال شبتاي بن زفي (1626م-1676م ) ويهودا القالي (1798م -1878م ) وموريس هس ( 1812م – 1875م ) وغيرهم كانت تدعو اليهود إلى زيارة الأماكن المقدسة والسكن بجوارها، فيما كان عدد اليهود في عام 1799م نحو 5 آلاف يهودي، وفي عام 1876م بلغ عددهم 13920 يهوديا، كما أن حملة نابليون بونابرت إلى مصر عام 1798م واحتلالها بسهولة لفتت الأنظار إلى ضعف الدولة العثمانية وفتح شهية الدول الأوروبية إلى الاستعمار واقتسام تركة الدولة العثمانية، وخلال حرب نابليون أمام أسوار عكا الحصينة في إبريل عام 1799م صدرت دعوات نابليون لليهود لتحقيق آمالهم في العودة إلى البلاد المقدسة، وبدأ اليهود منذ نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر بالهجرة إلى فلسطين وشراء الأراضي وتعليم اليهود على الزراعة، فقد قام أحد اليهود الأثرياء بإنشاء مدرسة يهودية زراعية في حيفا في عام 1870م وتوالت موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين، كما مارس اليهود الضغط الكبير على سلاطين الدولة العثمانية من أجل التملك في البلاد العثمانية، كما بذلوا جهودا كبير في الضغط على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني (1876م – 1909م ) من أجل منحهم فلسطين وطننا لهم ويدفعون عن الدولة العثمانية ديونها ويقدمون لها المساعدات اللازمة وبعد ذلك بدأ اليهود يحيكون المؤامرات والدسائس إلى أن سقطت الدولة العثمانية وبدأ اليهود من خلال جمعية الإتحاد والترقي التي تأسست في عام 1909م بتكثيف الهجرات إلى فلسطين وشراء الأراضي وبناء مستوطنات، كما كان لليهود ثلاثة وزراء في حكومة الاتحاد والترقي عام 1913م، أمام في كواليس اتفاقية سايكس بيكو عام 1916م فقد دعم اليهود البريطانيين بقوة للحصول على أرض فلسطين وتم لهم ما شاءوا وما أن أصبحت بريطانيا الدولة المنتدبة على فلسطين حتى بدأ الضياع الحقيقي لفلسطين فقد فتح الانتداب البريطاني لليهود أبواب الهجرة وقدم لهم المساعدات الكثيرة لاحتلال فلسطين.
وحتى هذه الأيام نعيش الحقد اليهود والكره لكل عربي وفلسطين ومسلم، وهل بعد ذلك يكون سلام مع اليهود .. إن السلام مجرد وهم كبير وخداع كبيرة عاشه ثلة قليلة من الفلسطينيين والعرب أصحاب المصالح الدنيوية وأصحاب المشاريع الهدامة .
وجهان للأمل.. فلسطين الخير...... وباب الشمس
سامر عبده عقروق عن معا
أن نعمل في الميدان ونترك مكاتبنا المليئة بالشمس وأدوات التكييف والقهوة والشاي، والنسكافيه والخدمة الدائمة، أمر في منتهى الابتكار في مجتمعنا الفلسطيني أن ننزل للميدان، و نطرق الأبواب المغلقة والمخيفة التي يختبأ خلفها غيلان من صنع أيدينا، أو غيلان فرضت علينا بقوة السلاح ، أن نطرق الأبواب التي يخشى الكثيرين أن يطرقوها، أن نسلط الضوء على عجزنا كمؤسسة رسمية وأهلية أمر مبدع، بل وخلاق، أن نحمل قضايانا إلى الأرض بشكل ملئ بالتحدي والإعلان عن الحقيقة أمر مبدع، وليس هذا فقط، بل يدعوا إلى التفاؤل والأمل.
هناك الكثير مما يدعوا إنساننا الفلسطيني، في الداخل والشتات، إلى التمسك وبقوة ببريق الأمل، والنظر إلى المستقبل بشكل أكثر ايجابية، بل العمل المشترك، خارج إطار الفصائل السياسية الفلسطينية، وذلك من اجل خلق حراك مجتمعي نحو العديد من القضايا التي تمس حياتنا اليومية، سواء حقنا في هذه الأرض، أو حقنا في الحياة بكرامة وإنسانية.
أتمتع في هذه الأيام كثيرا وأنا أتابع محطة مكس معا وخاصة عندما أشاهد برنامج (فلسطين الخير) الذي يقرع أجراس، وليس جرس واحد، حول قضايا الإهمال والتقصير الشنيع الذي تعاني منه مجموعة من الفئات المهمشة، بالمناسبة انأ اكره مصطلح الفئات المهمشة لان الحقيقة أن نقول فرض عليها التهميش لنغطي عجزنا وعيوبنا كمؤسسة رسمية وأهلية فيما يخص هذه الفئة، وللعلم فان هذه الفئة تضم أكثر من 70% من المجتمع الفلسطيني( ذوي الإعاقة، الأسر الفقيرة والمنخفضة الدخل، نسبة كبيرة من النساء، نسبة كبيرة من الأطفال، كبار السن من الجنسين، الواقعين تحت سبف البطالة من شباب (من الجنسين) والواقعين تحت خط الفقر، ورحمة نزول أو عدم نزول الراتب وغيرهم) ، برنامج فلسطين الخير يعطينا أمثله عن اسر تضم ذوي إعاقة، أو فقراء القوم الذين لا نقوم كمؤسسة رسمية وأهلية، ولا مجتمع بدورنا في حماية هذه الفئة، أو التخطيط الاستراتيجي من خلال مشاريع منتجه لإنقاذ هذه الفئة وإخراجها من معاناتهم اليومية.
أعجبني ما تفضلت به مقدمة البرنامج في كثير من الحلقات من حقائق مصورة دامغة، وخاصة فيما يتعلق بالجوع مظاهر الفقر والتعسف الاجتماعي والمجتمعي لكثير من الحالات، ظلم بأشكال وألوان مختلفة، قدمت حقائق دامغة على أدوارنا السلبية كأفراد ومؤسسات، وأود أن أشير إلى أن هناك نصوص آيات وأحاديث تعالج هذا التقصير، بل أن هناك آيات وأحاديث تخرج أهل الحي، أو العرصة، من الدين في حال أنهم ناموا وهم في حالة شبع وتخمة، ومخلفات أطعمتهم تلقى بالقمامة، ناموا في التدفئة وجار لهم نام هو وأولاده في ظل الجوع والبرد الشديد، كفانا هرجا في أننا بنينا دولة المؤسسات وعيوبنا وتقصيرنا على أرصفة الشوارع.
أما المشهد الأخر الذي جعلني متفائلا وفرحا هو ما قام به مجموعة من الشباب المتقدمين جدا، وهم بخطوتهم متقدمين على الساسة، وأمناء الفصائل والمفاوضين وكل المنظرين، لماذا؟ لأنهم اخرجوا قضية في غاية الأهمية من ملفات وإدراج التفاوض، ومرحلة الحل النهائي، ومن ظلال القرارات الأممية، وخاصة الصادرة عن مجلس الأمن الفقير والمهمش، اخرجوا قضية مصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات عليها إلى النور والضوء، اخرجوا هذه القضية إلى الشمس، وميزتهم أنهم قاموا بخطوة عملية من خلال إقامة قرية باب الشمس في مكان معرض لقرصنة الاحتلال وصلف جنوده وضربة بعرض الحائط لكل مواقف الدول التي أعلنت رسميا موقفها ضد الاستيطان وعدم شرعيته.
ما أريد أن أشير إليه وبقوة، لاحظوا مدى خوف دولة الاحتلال من هذه الخطوة الجريئة التي قام بها مجموعة من الرواد من الشباب الفلسطيني، وحيث أن هذه القرية أقيمت على ارض فلسطينية ومملوكة للفلسطينيين فليس من حق دولة الاحتلال، وحسب الأعراف والقوانين الدولية أن تنتهك حق الإنسان الفلسطيني في العيش على أرضة ووطنه، بل يمكن أن نتقدم برفع دعوى ضد خطوة الاحتلال في المحافل الدولية تحت بنود واردة في معاهدة جنيف الرابعة، والاعتداء على الأمينين من المدنيين.
ولعل الأمر الهام الذي أود أن اطلبه وبقوة من شبابنا الفلسطيني أن يعملوا وبشكل مستمر ودائم ضمن هذه الإستراتيجية ، إستراتيجية إقامة قرى وتجمعات في كل المناطق المعرضة والمستهدفة من جيش الاحتلال ومستوطنيه، وذلك ضمن سياسة كان يجب أن نعمل بها منذ عقود من الزمن، داوها بالتي كانت هي الداء، فجابوتنسكي، وابايبان ، وشامير وبيغن وبيرس ورابين وشارون وباراك والنتن ياهو، وكل حمائم السلام، وغيرهم من قادة الاستيطان عملوا ضمن سياسة الأمر الواقع والمصادرة لقمم الجبال والتلال لإقامة بؤر سمومهم وسرطانهم، مطلوب منا أن ندعم مبادرة الشباب أصحاب إبداع(باب الشمس) والعمل على دعمه في كل المناطق المهددة بالاستيطان والتوسع العنصري، مطلوب من المجتمع المدني، والوزارات، والفصائل بدون أن يكون الهدف تسجيل انتصارات ومواقف، مطلوب أن ندعم هذه المبادرة ونحرص على نشرها في كل بقاع فلسطين من شمالها إلى جنوبها.
أحبابي ، أبناء أمي فلسطين، أقول وبقناعة أن هناك ما يدعوا للتفاؤل لوجود مبادرات مثل فلسطين الخير وباب الشمس ولنعمل لنجعلها أبواب الشمس وبواباتها.
قرية باب الشمس ،،،وإرادة الوجود الفلسطيني
آمال أبو خديجة عن معا
إن خطوة إقامة قرية فلسطينية " باب الشمس " بالقرب من مدينة القدس المحتلة نصبت فيها الخيام ليزرع فيها من جديد الوجود الفلسطيني على هذه الأرض التي يحاول الكيان الصهيوني السيطرة على كل شبر منها للقضاء على تاريخ الوجود والتحايل على زرع كيان صهيوني ممتد على أرض فلسطين التاريخية تعتبر خطوة جريئة وتعبر عن الإرادة القوية للثبات على الأرض ووضع العقبات أمام الكيان الصهيوني في إستمرار عنجهيته بالسيطرة على ممتلكات الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيرة وبناء دولته ووجودة .
فمجرد أن أعلن النشطاء الفلسطينين عن خطوة المقاومة الجديدة وبدء تثبيت خياهم على أرض التحدي والصمود إلا وسارع صوت العدو الصهيوني بالتهديد والوعيد بعدم السماح للفلسطيني أن يزرع الجديد على أرضه، بل ما عليه إلا أن يحمل خيامه ويرحل عن الأرض التي يدّعي ظلماً وجوراً أنها تحت سيطرته وملكيته وإدارته، ولا يحق للمواطن الفلسطيني أن يتواجد فوقها أو ينتمي إليها .
ورغم أن الأمم المتحدة قد إعترفت بدولة فلسطين وحق وجودها على أراضي 1967 إلا أن هذا الكيان الصهيوني يتحدى كل القوانين والقرارات الأممية والدولية ولا يسعى إلا نحو توسيع وجوده وامتداده على كل الأرض الفلسطينية ليمنع الفلسطيني من إقامة دولته وإمتداد تواصله بين المدن والقرى الفلسطينية ، فلم يكتفي بالجدار الظالم الذي زُرع حول الخاصرة الفلسطينية ليقطع ويشرد الكثير من الأرض والإنسان بل ستبقى المنهجية والعقلية الصهيونية قائمة على سياسة السيطرة على الأرض أينما وجدت وترحيل الفلسطيني أينما سكن في أرضه وبيته .
أقام الفلسطينيين قريتهم الجديدة ولو لساعات قليلية تحدَوا فيها الإحتلال وأدخلوا إسم تلك القرية لتاريخ القضية الفلسطينية لتكون رمزاً جديداً في النضال والكفاح وليُعلن العودة إليها قريباً، وأعادوا للذاكرة خيام التهجير القصري للوجود الفلسطيني عن أرضه منذ ستين عاما ، وكيف أجبر الفلسطيني على أن يرحل دون مطالبة بحقه في جبال الزيتون وأراضي السهل والزعتر، وجددت في نفوس الكثيرين مدى الإصرار للوقوف في وجه العدو الغاصب، وفضحت سياسة الكيان الصهيوني وإحتلاله الظالم، وأعادت الأمل بقرب العودة وإسترداد ما سُلب من الحق وحماية القدس وقرب الدخول إليها كعاصمة لدولة فلسطين .
خُلعت خيام قرية " باب الشمس " الجديدة ودُمر ما نصب فيها واعتقل النشطاء والمقاومين وحوصرت الأرض من كل مكان ليُمنع الدخول والإختراق إليها، وانتصر العدو وهماً بالسيطرة عليها والإستعداد لبناء الوحدات الإستيطانية الجديدة مكان الخيام إلا أن أثرها سيشهد ويُصر على أن يلفظ ما سيُبنى عليها من دناسة الإحتلال وسيُعاد بناءها من جديد بأيدي أصحابها لتُنصب البيوت وتُشرق شمس القرية من جديد على جميع الأرض الفلسطينية.
إنها بداية جديدة وتنوع آخر للمقاومة الفلسطينية ضد الإحتلال الصهيوني التي نأمل أن تُعمم على كافة المناطق والأراضي المصاردة والمستوطنات المقامة وإلى جانب الجدار الظالم الذي قطَّع الكثير من الأراضي الفلسطينية ونهب خيراتها لأجل امتداد الإستيطان ولعل القادم أن يُسقط الجدار وتفتح الطرقات وتهدم الحواجز والبوابات وتقلع المستوطنات لتقام الدولة على الأرض الحقيقية الخالية من الوجود الصهيوني .
لعل قوة الجيش الصهيوني وحكومتة الأقوى بسلاحها وسياطها لتقلع وتعتدي على الفلسطيني وحقه بالوجود ولكنها ليست أقوى من إرادته وإصراره بالبقاء على أرضه والمحافظة على حضارة وتاريخ الأرض الفلسطينية وتجدد الأمل الدائم بالعودة .
هل فلسطين تخصب اليورانيوم ...؟؟
هاني العقاد عن معا
يبدو أن فلسطين اتسعت مساحتها لتمتد من المحيط الاطلسي غربا إلى الخليج العربي و بحر العرب شرقا , و يبدوا أن داخل هذه المساحة دولة مركزية واحدة قوية قادرة على منازلة أمريكا وقتما حدثت المواجهة و بالتالي فأن أمريكا تخشي من امتداد نفوز هذا الوطن ليؤثر على كافة مصالحها بالعالم , وبالتالي تتهدد قواعدها العسكرية بين البحر المتوسط وخليج العرب والبحر الأحمر وهذا يعنى أن فلسطين ستصبح زعيمة هذا العالم و ليس أمريكا ...! , و لهذه الزعامة معطيات عسكرية فأن فلسطين أصبحت تملك الآلاف الدبابات و الطائرات والمصفحات و تكنولوجيا الصواريخ التي تحمل رؤؤسا غير تقليدية والتي تنطلق لوحدها باحثة عن أهداف إستراتيجية أمريكية وإسرائيلية لتدميرها , وهذا يعنى أن فلسطين أصبحت المشتري الرئيس لبترول الولايات المتحدة الأمريكية و أصبحت تحتفظ بخاماتها من البترول كاحتياطي داخل باطن الأرض, ليس هذا فحسب بل يبدو أن فلسطين تمتلك اليوم اكبر مفاعل نووي بالعالم و تستطيع أن تستخدم هذا المفاعل في الأغراض السلمية و الغير سلمية , و يبدو أن فلسطين ترفض حتى اللحظة أن توقع على اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية والغير تقليدية و أن تكون طرفا فيها ,لهذه الأسباب تحارب إدارة البيت الأبيض فلسطين وتحاصرها منذ أكثر من شهرين وتمنع عنها الأموال و تفرض عليها عقوبات مخيفة على أثارها لم يتسلم موظفيها رواتبهم حتى اللحظة.
ما أن صوتت الأمم المتحدة بأغلبية لصالح المسعى الفلسطيني لدولة مراقب بالهيئة الدولة حتى جن جنون أمريكا زعيمة العالم وابنتها المدللة إسرائيل وبريطانيا الإمعة و الأذناب الأخرى التي تعيش على فتات الخبز الأمريكي, وما جعل الجنون مركبا أن أمريكا تعتبر نفسها قاطرة العالم كما يقولون و من تقود القطيع و يبدوا أن القطيع قد سار في اتجاه و من يقود القطيع قد ضل الطريق و هنا تأكدت أمريكا أن فلسطين اليوم خرجت عن القاعدة الدولية وخرجت عن القطيع الذي تسوقه أمريكا وإسرائيل وأرادت أن تحقق انجازا سياسيا لشعبها طال انتظاره و هذا التقدم اقل ما يمكن قبوله لمواجهة مرحلة التهويد و التدمير الممنهج عبر البرنامج الاستيطاني الخطير الذي يجعل من الضفة الغربية مجرد مناطق متباعدة وغير قابلة للترابط الجغرافي او حتى السياسي و هذا سيجعل من المستحيل أقامة الدولة الفلسطينية حسب التصور الإسرائيلي, لكنى أؤكد أن مشروع الدولة بالأمم المتحدة هي قرار دولى اعتبر كافة الأراضي التي احتلت عام 1967 أراض محتلة و أراضي الدولة الفلسطينية و هذا ما أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة ,و حدد حقوق الفلسطينيين أمام العالم وعرف الشعب الفلسطينيين من شعب محتل إلى شعب دولة تحت الاحتلال ومن احتلال يحتل أراض متنازع عليها إلى دولة محتلة لشعبها الحق في تقرير المصير وإقامة دولته الحرة المستقلة و بالتالي فان كل ما أقيم من استيطان على هذه الأرض قبل هذا التاريخ و بعدة باطل و غير قانوني .
هذا الأسبوع سيجتمع وزراء الخارجية العرب بناء على طلب لبنان لبحث الأزمة المالية التي تتعرض لها السلطة الفلسطينية والحصار المالي الذي تفرضه أمريكا و إسرائيل ,وفي النصف الأخير من يناير الحالي ستعقد القمة الاجتماعية الاقتصادية في الرياض بالمملكة العربية السعودية وأتمنى أن تسارع الدول المجتمعة لتصور ما سيحدث للفلسطينيين إن لم يتم تقديم المعونة لهم و يسارعوا في إيجاد الحلول لهذه الأزمة قبل أن يصل الفلسطينيين إلى مرحلة يصعب معها إنقاذ الموقف كليا , أو أن تبادر هذه الدول بدعوة الأمم المتحدة للاجتماع وإرسال مفتشين دوليين لفلسطين لمعرفة إذا ما كانت فلسطين تخصب اليورانيوم ؟؟؟ لهذا تطلب حصارها ماليا و اقتصاديا....! , و أتمنى من هؤلاء المفتشين الوصول إلى فلسطين حقا لكن ليس للتفتيش عن معامل أو مفاعل نووية لأنها لا يمكن أن تجد أكثر من أسلحة تاريخها ينطق بتاريخ الحرب العالمية وهي أسلحة بيد الشرطة الفلسطينية, و إنما للبحث في بيوت الفلسطينيين عن ما تبقي من زاد يكفيهم لأسبوع قادم بسبب انقطاع الرواتب و شح الإمكانيات و عدم قدرة الموظفين تلبية احتياجات عائلاتهم , كما و أتمنى على المفتشين الدوليين أن تتأكد من عدم قدرة موظفين الدولة على الوصول لاماكن عملهم بسبب عدم قدرتهم على دفع أجرة التاكسي أو حتى الأتوبيس .
الجميع يعرف كانوا عربا أو عجما أن الفلسطينيين ليس لديهم موارد طبيعية أو بترول يمكن من خلالها ستر أنفسهم وتغطية التزامات دولتهم الجديدة ,والجميع يعرف أن المورد المالي الوحيد هو الضرائب التي تحتجزها إسرائيل كعقاب للفلسطينيين على ما قاموا به وما حققوه بالأمم المتحدة , و إن كان العرب يعرفوا أن إسرائيل حقيقة تعاقب الفلسطينيين وفي نفس الوقت استجابوا للإيعاز الأمريكي بالحجب المالي وحتى الإنساني فأنهم بالتالي يتفقوا مع إسرائيل التي تقول أن الفلسطينيين عليهم الوصول إلى الدولة عبر المفاوضات و ليس عبر الأمم المتحدة , وهذا الاتفاق يعني أن العرب اتفقوا سرا مع إسرائيل أن تستوطن ما تبقي من الضفة الغربية وتهود ما تبقي من القدس و تطرد سكانها الفلسطينيين, كما و تطرد السكان الفلسطينيين من الضفة خارج الضفة وتدفع لهم الأموال العربية التي و ضعها العرب تحت إمرة إسرائيل لتنفيذ مشروع الدولة اليهودية الواحدة وهنا ينكشف ما كنا نخشاه من مشاريع تصفية القضية وحلها على حساب إقليمي ضمن مشروع عربي أمريكي إسرائيلي مشترك يستوعب إقامة دولة فلسطينييه بعيدا عن القدس والضفة الغربية ...؟


رد مع اقتباس