أقلام وآراء من الصحف العبرية
|
في هــــــذا الملف
اكتمال الاحتلال
بقلم:نوعام شيزاف،عن معاريف
غزو مالي.. الازدواجية الاخلاقية العالمية
بقلم:بن درور يميني،عن معاريف
أخرجو وصوتوا
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس
بين كرمئيل ومسغاف وقع البدو بين أكواخ الصفيح
بقلم:جاكي خوري،عن هآرتس
إنها الخديعة أيها الأحمق
بقلم:عوزي بنزيمان،عن هآرتس
مصر ضد مبارك الجولة الثانية
بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس
|
اكتمال الاحتلال
بقلم:نوعام شيزاف،عن معاريف
تتوقع الاستطلاعات قبل الانتخابات القريبة القادمة نجاحا استثنائيا للمستوطنين: تمثيل بارز في قائمة الليكود في الكنيست وفي نفس الوقت نجاح انتخابي غير مسبوق لاحزاب الصهيونية الدينية. في أعقاب سلسلة من الخطوات الحكيمة من جانبهم، سيكون الليكود 'استيطانيا' اكثر من أي وقت مضى، اما حزبهم الفئوي البيت اليهودي فيتظاهر بانه 'عموم اسرائيلي' اكثر مما كان في الماضي.
المستوطنون هم القوة الايديولوجية المتصدرة في حزب السلطة ومن يلوحون كشريك أكبر في الائتلاف (والا، فسيكونون الزعيم الحقيقي للمعارضة). وهكذا يجسد الجيل الثالث من غوش ايمونيم (حركة المستوطنين) حلم الاباء المؤسسين، فيصل أخيرا الى موقع الطليعة الاسرائيلية: حماة الحمى الذي يسيرون في مقدمة المعسكر.
هذه مسيرة داخلية في استبدال النخب في اسرائيل أكثر منها جدالا ايديولوجيا على مستقبل مناطق يهودا والسامرة.
خروج المستوطنين من الخزانة الفئوية هو ظاهرة من اتجاه واحد ومطلقة، لا ترتبط بالانسحابات أو بالتسويات السياسية: ففي السنوات الاخيرة عين في محكمة العدل العليا مستوطن لاول مرة؛ ونجحت قيادة المستوطنين في أن تعين لاول مرة يهوديا يعتمر القبعة الدينية في رئاسة جهاز الامن العام 'الشاباك' المخابرات في ظل صدها لترشيح شخص آخر؛ ويتقدم المستوطنون في صفوف الجيش؛ وهذا الشهر اقيمت الجامعة الاولى في يهودا والسامرة؛ ومكان القناة 7 نصف السرية احتلته 'أمواج اسرائيل'؛ والان، معتمر قبعة دينية، يسكن مستوطنة، يملك أيضا لاول مرة صحيفة يومية مركزية الصحيفة التي تحملونها في ايديكم الان (من المهم القول ان ما أقوله هنا لا يأتي انطلاقا من الشجب. فالحكم ليس مسجلا على اسم الطبقة الوسطى العلمانية في الطابو، ولا وسائل الاعلام والمحاكم. المشكلة التي تتطلب حلا في نظري هي الاحتلال، وليس تعزز المتدينين الوطنيين بحد ذاته).
ويندرج فشل رئيس الوزراء نتنياهو في وقف نفتالي بينيت بالضبط في هذا التغيير. نتنياهو يعلن عن مشاريع جديدة في الضفة الغربية وفي شرق القدس كل صباح، ولكنه يفوت اساس قوة جذب بينيت لمصوتيه. فلاول مرة، رئيس الحركة الدينية الوطنية لا يعرض عليهم تلة أخرى ومقطورة اخرى، بل موقف قيادة حقيقية في دولة اسرائيل، تجر وراءها العلمانيين ايضا. الجيل السابق من السياسة المفدالية (حزب المفدال أو المتدينين الوطنيين الاصلي) تصرف في الظلام، في مكاتب الوزراء ومن تحت الطاولة. اما الجيل الجديد من الجمهور المتدين الوطني فلم يعد مستعدا لان يكتفي بالزمبيشيين (نسبة الى زمبيش زعيم حركة غوش ايمونيم) ممن عرفوا كيف يعقدون صفقة في الثانية صباحا؛ وهو يطلب بالاعتراف بقوته وباهميته، تلك التي تظهر وتسمع في وضح النهار. هذا ما لن يعطيه حتى 5 الاف وحدة سكن في E1 لنتنياهو، ولهذا فان حملته التي تبدو وكأنها تحاول اعادة المتدينين الى مكانة العشيقة المفهومة من تلقاء ذاتها تثير عليه المزيد من الغضب فقط.
نتنياهو، ممثل النخبة الاصلاحية وصل الى الحكم في ولايتيه على ظهر 'ائتلاف المظلومين': يهودا من الطبقة الاجتماعية الاقتصادية المتدنية، شرقيين متدينين، اصوليين ومهاجرين من رابط الشعوب. العداء لليسار والرغبة في المشاركة في الكعكة اتاحا التعاون بين هذه القوى. اما الان فيستكمل المستوطنون دحر الاصلاحيين عن قيادة المعسكر. الانقلاب الاكثر لمعانا وقع في الانتخابات التمهيدية في الليكود، الذي صفى نهائيا اولئك من بين الامراء الذين لم يتمكنوا من الفرار الى كديما.
في السنوات التالية ايضا، سيتجه اساس جهد المستوطنين الى المؤسسات الاسرائيلية غرب الخط الاخضر وليس الى تلال السامرة. كما أن هذه هي الخلفية لاعلان بينيت بانه سيكون شريكا مسؤولا في الائتلاف طالما اعترفوا باهمية الجمهور الذي يمثله. نتنياهو نفسه قد يكون بوسعه أن يبقى في الحكم، ولكن لم يعد بوسعه حقا أن يقود. وليس حكم الكفاح في سبيل الحكم كحكم الامساك به، والوقت وحده سيقول اذا كان المستوطنون سيتمكنون من الحفاظ على التعاون والتراص الداخلي لائتلاف اليمين، الذي يعاني من تناقضات داخلية جوهرية (مثلا، تلك التي بين الروس وبين شاس أو التمسك بايديولوجيا السوق الحرة، التي تمس بشدة بالمقترعين من الطبقات الدنيا). وكما أسلفنا، فان قبضة الوسط العلماني على المؤسسة الاسرائيلية آخذة في الوهن، وقريبا لن يعود ممكنا اتهام مباي (حزب عمال اسرائيل التاريخي) بكل المشاكل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
غزو مالي.. الازدواجية الاخلاقية العالمية
بقلم:بن درور يميني،عن معاريف
الهجوم على القوى الاسلامية يجبي ثمنا بمئات القتلى. والانباء من مناطق القتال تتضارب. عدد القتلى الحقيقي ليس معروفا. وهكذا ايضا الانجازات أو الاخفاقات في الطرفين. وتفيد قناة 'الجزيرة' بان المقاتلين الاسلاميين يتقدمون نحو العاصمة. وهذا هو ايضا تقرير 'الغارديان'. آخرون يدعون بان الاسلاميين يتراجعون. كل هذا يحصل في مالي، على مسافة الاف الكيلومترات عن فرنسا.
توجد مبررات لا بأس بها على الاطلاق لفرنسا لمثل هذا التدخل هناك. وهذا ليس لان الثوار الاسلاميين يطلقون الصواريخ على باريس، على مارسيه او على نيس. بعيدا عن ذلك. ولكن التوسع الاسلامي يخيف الغرب بشكل عام وفرنسا بشكل خاص. ولهذا فانها أطلقت القوات نحو المستنقع الافريقي. هذا ليس بسيطا. شمال مالي، المنطقة التي يسيطر عليها الاسلاميون، هي بحجم فرنسا كلها. عمليا، هم يسيطرون على معظم اراضي الدولة. لا توجد هناك عشرات منظمات حقوق الانسان التي تصور كل حدث. هناك لن تقوم لجنة تحقيق. أحد لا يعرف كم قتل حقا في القصف على الثوار، وكم منهم مدنيون.
وحسب بعض الادعاءات وصل الثوار الى مسافة 400 كم من العاصمة، وحسب معلومات اخرى فان المسافة هي 700 كم.
المساعدات الطبية توجد على مسافة ساعات كثيرة جدا. بحيث أنه لا عجب في أن التقارير عن مناطق القتال غامضة تماما. في كل الاحوال، بات واضحا مسبقا بانه اذا قتل فلسطينيان من القطاع هذا الاسبوع في عملية محاولة تسلل الى اسرائيل، فانهما سيحظيان بقدر أكبر بكثير من العناوين الرئيسة والتغطية العالمية من 200 قتيل في افريقيا على ايدي جنود من فرنسا، إذ أن هذه هي الاخلاق العالمية الجديدة، الاخلاق المزدوجة.
6 الاف مواطن فرنسي يعيشون في مالي. وهذا هو احد المبررات للتدخل الفرنسي وللقصف المكثف الذي ينال من العناوين الرئيسة حيزا قليلا. فما هو عدد ستة الاف مواطن، لا يتعرضون لاي خطر فوري، مقابل 600 الف مواطن اسرائيلي يوجدون كل مرة في خطر دائم من الصواريخ والمقذوفات الصاروخية. مما يفترض السؤال: اذا كان خطر بعيد جدا يؤدي الى قصف مكثف، ماذا كانت فرنسا ستعمل لو كان هذا خطرا لنفترض من كيان مثل موناكو التي تحولت مثلا لتصبح قاعدة للاسلاميين؟ حسب المقاييس التي تتبعها فرنسا اليوم، يمكن الافتراض بان موناكو كانت ستمحى لتصبح جزرا خربة. وسنواصل في هذه المقاييس. حتى اليوم لم يصب ولا مواطن فرنسي واحد في مالي. ولا حتى جندي فرنسي. وبالمقابل، يوجد مئات القتلى بين السود. هذه هي ذات المقاييس التي كانت ايضا في قصف الناتو على بلغراد في العام 1999. إذن لماذا، بحق الجحيم، تنزل تلك الدول وتلك الجهات باللائمة على اسرائيل، التي تمس بقدر اقل بكثير برجال غزة، سواء بشكل مطلق أم بشكل نسبي؟
عبثا نسعى الى جواب. ونزعا للشك، فان الاسلاميين في مالي، بالضبط مثلما في قطاع غزة، وفي كل مكان يصلون اليه، هم شر كبير. سرطان مستشر، وليس فقط في افريقيا. معظم ضحاياهم هم المسلمون انفسهم. في مالي يحطمون مواقع اسلامية ترتبط بتيارات اسلامية اكثر اعتدالا، مثل التيار الصوفي. اما الرد الفرنسي فهو استثنائي. فالجهاد لا يتسلل فقط الى افريقيا. هذا يحصل ايضا في الغرب، من خلال الوعظ في المساجد والنصوص في مناهج التعليم بتمويل السعودية بشكل عام. هكذا بحيث أنه غريب بعض الشيء انهم يقاتلون ضدهم في مالي ولكنهم يغضون النظر في الغرب.
ثمة شيء مغيظ في الازدواجية الاخلاقية العالمية. مسموح لفرنسا الدفاع عن مصالحها البعيدة جدا ولكن محظور على اسرائيل الدفاع عن مصالحها القريبة وعن حياة مواطنيها. ورغم ذلك، يجب التحية لفرنسا والتحية للدعم العالمي في الكفاح الفرنسي ضد الاسلام الراديكالي. ونحن فقط سنسمح لانفسنا بان نذكرهم بحربهم هم في سبيل الوطن في المرة الثانية التي يبدون لنا فيها ملاحظة، عندما نعنى نحن بالدفاع عن وطننا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
أخرجو وصوتوا
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس
في العام 1948، قرّر الفلسطينيون الذين بقوا تحت الحكم الإسرائيلي أن يصبحوا مواطني الدولة، وذلك باختيارهم النضال لمواطنة متساوية بأساليب ديمقراطية. هذا القرار شكّل تحديا للدولة التي سعت لإبراز طابعها اليهودي، وللجمهور العربي الذي سار على حبل مشدود يوصل بين النضال للمساواة والنضال لتحقيق تطلعاته القومية.
يمكن القول، اليوم وبعد 65 عاما، ان هذا الخيار قد أثبت جدارته، فالجماهير العربية هي جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي وتسهم في مختلف المجالات. وكأقلية قومية فالجماهير العربية تثري الديمقراطية الإسرائيلية وتشكّل تحديا محفزا لها، ولهذا من الطبيعي أن تجد التعبير السياسي الذي يعكس وزنها في المجتمع الإسرائيلي.
منذ حكومة رابين الثانية التي اعتمدت على أصوات ممثلي المواطنين العرب في الكنيست، يعمل اليمين بمنهجية لنزع شرعية العرب في اتخاذ قرارات سياسية حاسمة. وينعكس ذلك اليوم في حملة التحريض ضد أعضاء الكنيست العرب وفي التشريعات المعادية للديمقراطية. من جهة أخرى فإن القوى التي تسعى لوضع بديل لليمين، تتجاهل بأغلبيتها وجود المواطنين العرب. ولذلك، ومن أجل تغيير هذا الوضع، هنالك حاجة لتمثيل عربي أكبر في الكنيست.
الانتخابات البرلمانية هي جوهر النضال المدني. وعليه فإن الانخفاض في مشاركة العرب في التصويت، والدعوات الداعية لمقاطعة الانتخابات بين الجمهور العربي، هي مظاهر مقلقة. إن السبب الاساسي للتراجع في نسبة التصويت بين العرب هو الشعور بأن العمل البرلماني لم يُسهم في تحسين ظروف معيشتهم. ولكنّ، وبنظرة شاملة يتبيّن أن الجماهير العربية، وبفضل نضال شعبي ومدني وقانوني وبرلماني، حققت انجازات مهمة في مجالات الحياة المختلفة. ولذلك فلا بديل ناجعا للجمهور العربي سوى النضال المدني الذي يتطلب طول النفس. إن اليأس والامتناع عن التصويت هما عدوّان لدودان لهذا النضال.
اليأس هو بمثابة 'ترف' لا يمكن لمواطني اسرائيل أن يتيحوه لأنفسهم. إن المشاركة الواسعة للجماهير العربية في الانتخابات هي لصالح جميع الديمقراطيين- العرب واليهود. لذلك فالمواطنون العرب مدعوّون للخروج للتصويت من أجل السلام والمساواة والديمقراطية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
بين كرمئيل ومسغاف وقع البدو بين أكواخ الصفيح
بقلم:جاكي خوري،عن هآرتس
يحتضن صالح سواعد ابنه فراس ابن العاشرة، ويتحدث عن نضاله لتحقيق حلم وليبني لعائلته بيتا يستطيعون ان يسكنوه جميعا. إن صالح ابن الواحدة والثلاثين أب لاربعة اولاد، وهو واحد من اربعة إخوة وخمسة أبناء أعمام يسكنون أكواخا من الصفيح مع كهرباء وماء مستعارين في طرف حي الجلسة في البلدة البدوية الكمانة. وتلقي بلدية كرمئيل القريبة ومجلس مسغاف الاقليمي المسؤولية بعضهما على بعض عن محلة السكن هذه.
حظيت بلدة الكمانة المؤلفة من ثلاثة أحياء، الكمانة الشرقية والكمانة الغربية وكمانة الجلسة باعتراف رسمي في سنة 1995، وما زالت تخضع لاجراءات تخطيط وموافقة على الخطة الهيكلية. وقد ساعد الاعتراف الذي حصلت عليه وحقيقة انه يوجد فيها مسار تخطيط لسكان كثيرين على الانتقال من أكواخ الصفيح الى شقق. وكان منهم سكان من الجلسة التي حظيت باعتراف قبل بضع سنوات بتدخل من المحكمة العليا، لكن ليس في ذلك الكثير من التشجيع لصالح وعائلته.
يُبينون في مجلس مسغاف الاقليمي، الذي تقع الكمانة ضمن مجاله، ان المحلة التي يسكنها أبناء العائلة في طرف الجلسة الغربي ليست في داخل مساحة المجلس، بل هي تُنسب الى كرمئيل من جهة بلدية. ولا يقبلون في بلدية كرمئيل هذا القول فهم يرون ان الكمانة كلها مع بيوتها وعائلاتها جزء لا ينفصل عن مجلس مسغاف.
'الى أي طرف نُنسب'؟، يصرخ صالح الذي يتابع من قريب المعركة الانتخابية للكنيست. 'أسمع الجميع يتحدثون عن التساوي في العبء فأبتسم. كنت أعمل في سلاح الجو مدة عشر سنوات، ويخدم ثلاثة من اخوتي في الجيش الاسرائيلي، وهناك اثنان من أبناء عمومتي هما جنديان في الخدمة النظامية، وكلهم في وحدات قتالية، فعن أي عبء وأية مساواة يتحدثون؟'.
يقول صالح ان حقيقة انه مسجل ساكنا في الكمانة لم تمنع المرشحين في الانتخابات لمجلس مسغاف، التي أُجريت في مطلع الشهر الماضي، من خداعه وخداع أبناء عائلته. وقد صوت أبناء العائلة ايضا في صندوق الاقتراع في مسغاف. ويقول أحد الاخوة: 'أما التصويت فنعم وأما التأثير فلا'.
تم اللقاء مع صالح في كوخ الصفيح الذي يسكنه أبوه ابن الثانية والستين الذي يصعب عليه الكلام بسبب مرض صعب في الرئة. والى جانب سريره جهاز تنفس كهربائي. وإمداد العائلة بالكهرباء يتعلق بتفضل جار من حي الجلسة. وينقل سلك مطول بعيد عن ان يكون مشروعا الكهرباء الى أكواخ الصفيح ولا يوجد ما يُقال عن اجهزة كهربائية ثقيلة، بل لا يكاد يوجد إلا مصباح في سقف الغرفة. ويُسخن حوض خشبي الماء الذي يجري في أنبوب من بيوت الحي المجاور.
تظهر بنية تحتية للمجاري في طريق الكركر المفضية الى بيت صالح والى المحلة التي تسكنها 12 عائلة مع أبنائها (70 انسانا). وهناك تخطيط لبيع قسائم لكن كل ذلك عالق بسبب البيروقراطية واجراءات تخطيط ومعارضة سكان بلدة كمون وسكان من الكمانة نفسها. ويقول صالح: 'بلغنا الى وضع لا يوجد من نتوجه اليه. ففي مسغاف يقولون لك الى كرمئيل. وفي كرمئيل يقولون لك الى مسغاف. ومعنى ذلك ان كل بناء بلا رخصة سيلاقي أوامر هدم. وطلبنا بخلاف سائر سكان القرية الذين بنوا من غير رخص لكن في مجال الخطة، طلبنا الحصول على قسيمة في داخل الكمانة وليس عند وزارة الاسكان جواب. وشعورنا بأن هذا سيستغرق سنين فلا أحد يتعجل الامر. لكنني غير مستعد لأن أنقل ميراثا كهذا الى أبنائي، فنحن نريد ان نبني بيوتا مثل كل عائلة سوّية'.
جاء عن وزارة البناء والاسكان ردا على ذلك أنهم يعالجون اعداد خطة بناء مدن للكمانة منذ أكثر من عشر سنوات بسبب معارضات كثيرة. وقالت الوزارة: 'أنهت اللجنة اللوائية الاستماع للمعارضات قبل أكثر من سنة ويجب عليها ان تنشر الخطة للحصول على النفاذ. وقد أجرت اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء (بسلطة من وزارة الداخلية) فحصا أخيرا للنفاذ في الاسبوع الماضي.
ونأمل ان نستطيع الحصول على رخصة لاصدار نسخ من اجل النفاذ. فاذا حصلنا على الرخصة فستنشر الخطة في كانون الثاني أو في مطلع شباط للموافقة عليها. أما فيما يتعلق بالعائلة نفسها فانها تسكن خارج حدود الخط الازرق للخطة. إن موقع البيوت هو في ضمن مساحة مدينة كرمئيل ويفترض ان تحصل العائلة على قسيمة ارض في حي الجلسة الذي لا يوجد فيه اليوم خطة موافق عليها'.
وجاء عن المجلس الاقليمي مسغاف ان 'عائلة سواعد تسكن ضمن المجال البلدي لكرمئيل لا في مجال مسغاف، فليس لمسغاف علاقة برخص البناء في هذا الحي. يستطيع أبناء العائلة شراء قسائم حينما تتم الموافقة على الخطة الهيكلية للكمانة، وستبيع المديرية قسائم في الأحياء الجديدة التي ستوافق عليها الخطة الهيكلية'. وجاء في شأن التصويت ان 'كل انسان يسجل نفسه في سجل السكان كما يشاء، فهذا تصريح شخصي. ولا يوجد للسلطة أية رقابة وهي لا تعطي الموافقة على ذلك'.
وجاء عن بلدية كرمئيل أن هذا الشأن يتم الفحص عنه لأن قطعة الارض التي تسكن فيها العائلة تقع على الحدود بين مسغاف وكرمئيل على بعد كبير جدا عن خط البناء في كرمئيل. وترى البلدية ان الكمانة وسكانها جميعا يُنسبون الى مجلس مسغاف الاقليمي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
إنها الخديعة أيها الأحمق
بقلم:عوزي بنزيمان،عن هآرتس
بدأت ادارة الرئيس رونالد ريغان في السنتين 1982 1983 'حرب النجوم' وهو مشروع عسكري طموح كان يرمي الى تطوير منظومة دفاعية تقوم على الصواريخ وأشعة الليزر والاقمار الصناعية خارج الغلاف الجوي، لاعتراض صواريخ عابرة للقارات تُطلق على الولايات المتحدة. وكان ذلك مشروعا باهظ الكلفة لا نظير له، وكان ايضا تحديا تقنيا لم يسبق له مثيل. وكان يرمي الى ضعضعة توازن الرعب الذري الذي كان موجودا منذ كانت الحرب العالمية الثانية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، والى منح امريكا تفوقا حاسما في الساحة الدولية. ونجح ذلك الاجراء نجاحا باهرا. فعلى أثره ليّنت موسكو مواقفها في التفاوض الذي أجرته مع واشنطن في صد سباق التسلح، وأدى دورا مهما في تفكك الكتلة السوفييتية.
نجح ذلك العمل نجاحا باهرا لأنه كان يقوم على خديعة، لأن ريغان لم يكن ينوي بجدية ان ينفق مئات مليارات الدولارات على تطوير سلاح الفضاء، بل أعلن بتوصية من مستشاريه عن خطة 'حرب النجوم' بعد ان أقنعته تقارير استخبارية بأن أهلية الجيش السوفييتي منخفضة، وأن وضع صيانة منظومات سلاحه بائس وبأن الكرملين ليست له الموارد المطلوبة لمجابهة تكنولوجيا صواريخ الفضاء والاقمار الصناعية التي أعلنتها الولايات المتحدة. فكان الرئيس السوفييتي ميخائيل غورباتشوف أول من أظهر الضعف وسجل الرئيس ريغان نصرا كبيرا لنفسه.
هل يشبه سلوك بنيامين نتنياهو في مواجهة تدبيرات ايران لتطوير سلاح ذري 'حرب النجوم' التي أعلنها ريغان؟ أعلن ايهود اولمرت في يوم الجمعة مساء ان اجراءات رئيس الوزراء في هذا الشأن كانت هاذية كلفت 11 مليار شيكل أُهدرت. ورد نتنياهو بأن كلام اولمرت غامض لا مسؤولية فيه، وبأن الانفاق على الأمن ليس إسرافا. وقال موشيه يعلون ان سلوك الحكومة في مواجهة التهديد الذري الايراني جعل هذه القضية تبرز في برنامج العمل الدولي، وان النفقة المالية التي كانت تصاحب ذلك كانت ترمي الى تبيان ان اسرائيل مستعدة لاستعمال القوة لمنع طهران من الحصول على السلاح الذري. وأعلن ايهود باراك ان النفقة على بناء قدرات عملياتية ليست إسرافا وانها تخدم الجيش الاسرائيلي في ثباته لتحديات الحاضر والتحديات التي ستنشأ في المستقبل.
إن هذه الردود لا تُزيل الشك في جدوى اجراءات رئيس الوزراء: أكان سلوكه في مواجهة الخطر الذري الايراني خدعة كبيرة لا ترمي إلا الى احداث انطباع أننا متجهون الى الهجوم (لجعل المجتمع الدولي يردع رئيس ايران محمود احمدي نجاد بتهديدات وعقوبات اقتصادية شديدة)، أم كانت تهديداته صادقة. وهل يصدق اولمرت حينما يزعم ان الحديث عن خدعة كلفت مالا كثيرا عبثا، أو يصدق كلام باراك الذي قال انه ليس الحديث عن إسراف، بل عن نفقة نافعة لا في السياق الايراني وحده. أو ربما يكون وصف يعلون دقيقا، كأنما يصادق على رواية اولمرت بأن يُبين ان النفقة المالية كانت ترمي في الأساس الى اثبات نوايا اسرائيل الجدية ان تمنع ايران من الحصول على السلاح الذري. ويسأل المواطن البسيط: هل 11 مليار شيكل من اجل التظاهر؟ ثم يتذكر كلام يوفال ديسكن الذي قدم في الاسبوع الماضي وصفا مغريا يُبين كيف منع هو ومئير دغان وغابي اشكنازي نتنياهو وباراك من إدخال الجيش الاسرائيلي في استعداد عملياتي لهجوم محتمل على ايران. فهل كان ذلك ايضا جزءا من الخديعة؟
إن الخدعة التكتيكية والاستراتيجية جزء من طائفة الاجراءات عند الشعوب والدول منذ ايام الكتاب المقدس (فتوحات يهوشع) الى المفاجأة التي وقعت بحماس في عملية 'عمود السحاب'. فهل يدخل سلوك نتنياهو في مواجهة ايران في فئة التصنيف هذه؟ وهل هو اجراء منطقي تلائم نتيجته كلفته؟ وهل يشبه مثلا صورة تضليل وزير الدفاع موشيه ديان لمصر وسورية عشية حرب الايام الستة حينما أعلن بقوله: 'من المتأخر جدا الآن أو المبكر جدا ان نطلق النار وعلى اسرائيل ان تستمر في اجراءاتها الدبلوماسية'؟ أم يُذكرنا بخديعة صدام حسين المستمرة حينما تظاهر بأنه يملك سلاح ابادة جماعية وكان ذلك تظاهرا كاذبا أفضى الى نهايته؟
ينبغي ان نقول في أسى إن نتنياهو يُرى وكأن استراق الرأي جزء لا ينفصل عن سلوكه ولن نقول عن شخصيته. فالذي يعلن استعداده لحل الدولتين لكنه يرفض ان يشمل برنامج الليكود بيتنا هذا القول؛ والذي يقرن نفسه في ظاهر الامر الى جهود عضو الكنيست يوحنان بلسنر لتنظيم تجنيد أبناء المعاهد الدينية، لكنه تركه لتنهده؛ والذي تكفل بتحقيق كل توصيات لجنة تريختنبرغ التي نشأت على أثر الاحتجاج الاجتماعي لكنه لاشى أكثرها لا يستطيع ان يتوقع ان نصدقه حينما يعلن بأنه سيبني في المنطقة E1 وبأنه سيعوض من تضرروا في العاصفة الاخيرة، وبأنه كان يفكر حقا في استعمال قوة الاحتياط الضخمة التي استعدت على حدود القطاع في عملية 'عمود السحاب' أو حتى حينما يعلن بأنه 'رجل قوي'.
صك بيل كلينتون شعار 'انه الاقتصاد أيها الأحمق' حينما نافس جورج بوش الأب في الرئاسة في 1992. وهذا هو الوقت الذي سيقول فيه منافسو نتنياهو في الانتخابات الحالية للناخب 'إنها الخديعة أيها الأحمق'، حينما يأتون ليقنعونا لماذا لا يعتبر نتنياهو أهلا لاستمراره في قيادة الدولة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
مصر ضد مبارك الجولة الثانية
بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس
لم يعرف مؤيدو الرئيس المخلوع حسني مبارك امس اذا كان ينبغي لهم ان يفرحوا ام أن يضبطوا أنفسهم. فمن جهة وافقت محكمة الاستئناف على طلب محاميه اجراء اعادة محاكمة، ومبارك كفيل بان يحظى بحكم مخفف. ولكن من جهة اخرى، لا يمكن للمرء أن يعرف كيف ستقرر المحكمة في اعادة المحاكمة. ومع انه يبدو أن عقابا أخطر من المؤبد لن يفرض على الرئيس المخلوع في المحاكمة الجديدة.
فالرئيس مرسي الذي طالب في حملته الانتخابية بفرض عقوبة الموت على مبارك، لن يرغب في أن يكون هو الذي ينفذ مثل هذا الحكم فيوصم بذلك اسم مصر بالذات وهي بقيادة الاخوان المسلمين. ولكن في المحاكمة الجديدة قد يتبين بالذات بشكل اكثر وضحا ذنب مبارك الذي ادعى حتى الان بانه لم يعرف بذبح مئات المواطنين في اثناء قمع المظاهرات. فادعاء تزوير العدالة لن يقف في صالحه مرة اخرى في مثل هذه المحاكمة.
المحاكمة السابقة، التي انتهت في حزيران الماضي، غمرت مصر بموجة من الغضب. وذلك ليس فقط لان الجماهير طالبت بحكم الموت فخرجت بنصف طموحها، بل ان المحكمة اياها برأت بشكل كامل ساحة ستة من كبار مساعدي وزير الداخلية، بعضهم برتبة لواء، ولم تتناول دور الجيش والشرطة في أعمال القتل. كل محاولة لتقديم الجنرال حسين الطنطاوي، وزير الدفاع السابق وقائد الشرطة الى المحاكمة اصطدمت بالسور المنيع للمجلس العسكري الاعلى. اما الان فنشأت فرصة ليس فقط لتقديمها الى المحاكمة، بل وايضا لكشف العديد من التفاصيل الاخرى التي لم يتعرف عليها الجمهور في المحاكمة السابقة.
وزير الداخلية السابق، حبيب العدلي، هو الاخر سيحظى باعادة محاكمة، وذلك اساسا على خلفية الادعاء بان المحكمة الجنائية التي حكمت عليه بالسجن المؤبد لم تدع محاميه يطرحون كامل ادعاءاتهم. العدلي، الذي حظي بلقب الرجل الاكثر اخافة في مصر، في عهد مبارك كفيل هو الاخر بان يكشف في المحاكمة الجديدة المزيد من التفاصيل، وربما على دور مبارك نفسه ايضا.
نشرت منظمة حقوق الفرد تدعى المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أمس تقريرا مفصلا يقع في 48 صفحة في موضوع تحت عنوان 'محاكمة مبارك الاولى، فرصة مفوتة لتحقيق العدالة'. وتقول المنظمة في تقريرها ان المحكمة تجاهلت شهادات نحو 1300 شاهد وسارعت الى حسم الحكم من دون البحث المعمق في تفاصيل الاتهام. وبالاساس يدعي التقرير بان هذه هي ذات المحكمة التي عينها مبارك نفسه، ورأت امام ناظريها واجب الدفاع عن الرئيس المخلوع. كما يدعي التقرير ان المحكمة اكتفت بفحص الشهادات والافعال التي وقعت في ايام المظاهرات السبعة الاولى فقط ولم تتناول سوى الضحايا الذين قتلوا في الميادين الرئيسة وليس في الشوارع او في المدن الصغيرة.
المحامية هدى نصرالله، النشيطة في المنظمة، قالت امس لصحيفة 'الوطن' المصرية ان 'القرار السابق كان هزة عميقة لانه أعفى الجهاز الامني من اي مسؤولية عن قتل المتظاهرين. وأدان الرئيس ووزير الداخلية فقط بانهما فشلا ولم يتدخلا في منع المذبحة ولم يوسع ادانته الى اولئك الذين نفذوا عمليا اطلاق النار والقتل'.
وحسب منظمات حقوق الانسان، فقد تجاهلت المحكمة أشرطة الفيديو التي التقطت في المظاهرات، لم تفحص سجلات مخازن السلاح والذخيرة في محطات الشرطة ولم تجر فحوصات المعامل الجنائية. 'قرار المحكمة الذي يقضي بانه لم تعرض أدلة على دور رجال الشرطة وقوات الامن الاخرين ولهذا فقد برأت ساحتهم، هو دليل قاطع على أن المحكمة السابقة كانت سياسية'، كما تقول المنظمات.
منذ المحاكمة، غير مرسي النائب العام ويكون بهذا استجاب للغضب الجماهيري الذي فاض في أعقاب القرار. ومع ذلك، لم ينجح مرسي في ان يستغل هذا لرفع شعبيته السياسية. وفي موعد قريب من قراره تغيير النائب العام نشر أيضا قراراته الرئاسية التي منحته مكانة عليا تفوق مكانة المحكمة الدستورية. وهكذا فقد خدم مرسي معارضيه الذين نظموا المظاهرات الكبرى ضده في شهر تشرين الثاني. وفي أعقابها اضطر مرسي الى التراجع عن القرارات وتسريع اقرار الدستور في الاستفتاء الشعبي. ونسي قراره بتنحية النائب العام في ظل الاضطرابات ووقعت الان في يديه فرصة جديدة لاستخدام المحاكمة الجديدة كعلم سياسي يرفعه كي يثبت بانه لا يتنازل لمن يمس بالثورة.
هذا علم مهم على نحو خاص بالنسبة لمرسي، على خلفية التزامه في حملة الانتخابات الرئاسية باعادة محاكمة مبارك ومساعديه. وكانت المحكمة قررت في حينه بانها تدين مبارك فقط على اساس مسؤوليته الرئاسية، رغم أنها لم تجد أدلة على انه أمر بالقتل أو عرف بالقتل. ومرسي، الذي عرض نفسه كـ'ممثل الثورة وقيمها'، تطلع الى ان تفرض المحكمة على كبار رجالات الدولة المسؤولية المباشرة والنشيطة. ولهذا الغرض، شكل لجنة تحقيق رئاسية لفحص مدى قرب مبارك من الاحداث، وتبين لهذه اللجنة الشهر الماضي بان مبارك شاهد الاحداث على شاشة خاصة كانت في مكتبه وتلقى تقارير مباشرة عما يجري في الميدان.
مرسي، الذي يخضع للضغط العام لتطهير الجهاز الحكومي من بقايا نظام مبارك، يعتزم استخدام محاكمة مبارك الجديدة لاغراضه السياسية، في فترة تخطط فيه مصر لاعادة انتخاب البرلمان، في شهر نيسان القادم. ولكن هو أيضا، مثل مؤيدي مبارك، لا يمكنه أن يكون واثقا في أن اعادة المحاكمة لن تعمل بالذات كسهم مرتد فالمحكمة كفيلة بان تخفف حكم مبارك فتثير من جديد رد فعل جماهيريا عاصفا قد يكون عنيفا. مثل هذا القرار، اذا ما اتخذ، من شأنه أن يكون ضربة شديدة لمرسي وللاخوان المسلمين، الذين فقدوا الكثير من شعبيتهم في النصف سنة الاخيرة، سواء بسبب سلوك مرسي أم بسبب أنهم لم ينجحوا في أن يتقدموا بخطط اقتصادية حقيقية لاعادة بناء الدولة.
كل هذا عندما ستحيي مصر في نهاية الاسبوع القادم الذكرى الثانية للثورة. ومن المتوقع هذه المرة لحركات الاحتجاج أن تجند جموع المواطنين في مظاهرات جماهيرية في ميدان التحرير تحت شعار 'الثورة التي سرقت'. والحركات العلمانية والليبرالية معنية باستخدام المظاهرات والاحتشادات كي تستعرض قوتها في اطلاق رصاصة بدء صاخبة لحملة الانتخابات. وهي تتطلع الى ضعضعة انتصار الاخوان المسلمين والحركات السلفية في الانتخابات السابقة وتمس بذلك بشرعية مرسي العامة. محاكمة مبارك، الكفيلة بان تنتهي حتى الانتخابات، ستستخدم بالتالي وقودا للمعسكرين.
في هذه الاثناء يبقى مبارك قيد الاعتقال، إذ رغم أن قرار اعادة المحاكمة كان كفيلا بان يطلق سراحه حتى المحاكمة، فقد ظهرت قضية جديدة ضده وضد ابنائه على تلقي هدايا بقيمة ملايين الجنيهات المصرية من صحيفة 'الاهرام' الحكومية عندما كان رئيسا. وكان منح الهدايا الباهظة للرئيس عادة دارجة في الصحيفة التي راكمت خسائر بمليارات الجنيهات المصرية والتي مولتها الحكومة.
وحسب التقارير في الصحف المصرية، التي تستند الى تسريبات من النيابة العامة، فقد تلقى مبارك هدايا بقيمة 6 ملايين جنيه مصري (نحو مليون دولار) وعقيلته سوزان نالت هدايا بمبلغ 5.75 مليون جنيه مصري، اما جمال وعلاء فحصل كل منهما على أكثر من مليوني جنيه مصري. كما أن زوجتيهما تلقتا هدايا بمبلغ اقل من ذلك. اموال الاهرام هي ملك عام وتقديم مثل هذه الهدايا هو استخدام للاموال العامة بغير وجه حق حسب القانون المصري. ورفع محامي مبارك، فريد الديب امس اقتراحا من عائلة مبارك مفاده انها مستعدة لان تعيد قيمة الهدايا بمبلغ 10 مليون جنيه مصري.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ