النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 246

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 246

    21/1/2013


    أقلام وآراء اسرائيلي


    انتخابات 'اهون الشرور'


    بقلم:ايتان هابر،عن يديعوت

    وزير دفاع أمريكي، من اولئك المسؤولين عن أمن دولة اسرائيل، قال ذات مرة، قبل سنين، لوزير دفاع اسرائيلي في 'حديث هامشي' قبل وجبة غداء مشتركة: 'الى صفقات المليارات التي لنا مع اسرائيل، الطائرات مثلا، نحن نبعث بأفضل المحامين الامريكيين. فمن تبعثون أنتم، الاسرائيليين، امامهم؟ بضعة موظفين...'.
    حك الاسرائيلي رأسه قليلا وأجاب قائلا: 'أولا، من ناحيتنا هذا أهون الشرور. وثانيا، اذا كان محامونا (بمشاركة مكتب امريكي، بالمناسبة) ليسوا ناجحين مثل محاميكم، فهل نحن لن نحصل على الطائرات؟'.
    'نعم'، اجابه فورا وزير الدفاع الامريكي، 'ولكن بأي ثمن وفي أي شروط...'.
    قبل يومين من الانتخابات للكنيست في اسرائيل، هذه هي ايضا صورة الوضع: لا يعرضون على ملايين الناخبين الافضل بين أفضل الزعماء، بل 'اهون الشرور'. والثمن؟ والشروط؟ كالمعتاد، نحن، كلنا، سندفعها.
    الانتخابات القريبة القادمة تعرض أمام ناظر الجميع، هنا وفي العالم، الازمة الحادة، التي تعيشها دولة اسرائيل اليوم: ليس أزمة اقتصادية، ليس سياسية دولية بل أزمة مع الامريكيين وكل العالم، ليس قنبلة نووية موقوتة في ايران، ليس ثورات لدى الجيران العرب الفوريين، بل أزمة الزعامة عندنا. يوم الثلاثاء سيتوجه الملايين هنا لانتخاب 'أهون الشرور'.
    هذا لا يعني أن لدينا اشواق للماضي ولزعماء الماضي، ولكن نأخذ مثالا واحدا ممن حتى لم يعرض ترشيحه لرئاسة وزراء اسرائيل: آريه 'لوبا' الياف طيب الله ثراه. اهدأوا وارتاحوا: ما مر به 'لوبا' في حياته (وفي هذه المناسبة)، من المجدي قراءة ما كتب عنه في الانترنت)، ما كانت أفعاله واعماله، الى أين وصل في انجازاته، اي كتب فكرية كتبها ولم يصل الى مكتب رئيس الوزراء.
    مثله يغئال الون ومثله موشيه دايان (رغم مصيبة حرب يوم الغفران)، وبنحاس سبير وكثيرون آخرون. لكل واحد منهم كانت سيرة حياة وتجربة حياة تقع في صفحات كاملة اليوم على الانترنت. سيرة حياة وتجربة الزعماء الذين يتقدمون يوم الثلاثاء للانتخابات يمكن أن توجز في ثلاثة أربعة اسطر في افضل الاحوال. ومع اليد على القلب: لا يوجد اليوم مرشح لرئاسة حزب (وحكومة) يمكن الاشارة اليه بقلب كامل وبلا ترددت. نحن نصوت هذا الاسبوع لـ 'اهون الشرور'.
    يوجد، إذن، خلل أخلاقي في المطالبة الصاخبة والعمومية للتوجه للتصويت و 'ليس مهما لمن ولماذا'. اذا كنا نعتقد أن دولة اسرائيل تستحق، ولا سيما هذه الايام، زعيما يستحق اسمه، شخص يمكن فقط الحلم به، فما هو المفعول الاخلاقي والقيمي للمطالبة بمنح صوتنا لسيد أو سيدة 'اهون الشرور'. ذات 'أهون الشرور' عديم التجربة، وربما ايضا الكفاءة، سيقرر في السنوات القريبة القادمة مصيرنا للحياة، أو، لا سمح الله، للموت، في هذا المكان. فهل هكذا نحن نتخذ أيضا القرار في شراء سيارة؟ دراجة؟.
    القول الدارج على لسان الكثيرين هو: لا تقلق أو تقلقين، هو أو هي لن يكون رئيس وزراء. نحن نصوت لهم، ولكن ليس لرئاسة وزراء. أحقا؟ هل عندما صوتت الجماهير لمناحيم بيغن صوتت أيضا لاسحق شمير لرئاسة الوزراء؟ عندما سارع الناس الى صناديق الاقتراح للتصويت لاريك شارون، هل قدروا بان ايهود اولمرت بالذات هو الذي سيقودهم؟
    مشكلة أزمة الزعامة الحالية في اسرائيل هي في اللقاء المصيري، التاريخي، مع الواقع الجديد حولنا: التعاظم المجنون للاسلام الديني على حدودنا، العزلة الدولية التي تقود اليها اسرائيل، بافعالها وقصوراتها، الازمة الاقتصادية في العالم وعندنا، المشاكل الداخلية لدينا والتي لم نجد لها حلا بعد وغيرها وغيرها وغيرها.
    إن دولة اسرائيل بحاجة هذه الايام الى زعامة لرئاسة وزراء، تدمج دافيد بن غوريون ومناحيم بيغن، لوبا الياف وموشيه دايان، يغئال الون واسحق رابين، البروفيسور ليفوفيتش والبروفيسور يعقوب تلمون، س. يزهار واوري تسفي غرينبرغ. والان، سنبتلع قرصا معينا يأخذه الناس بشكل عام قبل الطيران وسنذهب للتصويت 'لاهون الشرور'.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    يعودون الى ميدان التحرير... اكانت ثورة؟

    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    مروحية عسكرية هبطت يوم الثلاثاء الماضي في المستشفى العسكري في حي المعادي في القاهرة. الرئيس محمد مرسي صعد الى الطابق الرابع لزيارة جنود اصيبوا في حادثة قطار رهيبة خلفت 19 قتيلا وجماهير معربدة غاضبة. بعد ذلك نزل الى الطابق الاول من المستشفى لتلتقط له الصور امام الميكروفونات.
    وتجاوز مرسي عن قصد من ينزل في المستشفى في الطابق الثاني من المبنى، والذي سور خشبي يفصل بينه وبين العالم الحر. فالحكم الجديد يحرص على الا يسمع صوت الرئيس المخلوع. لا أحد في وسائل الاعلام ينجح في الاقتراب من مبارك حتى اليوم. وهجم صحفي على مرسي بالسؤال اللازم: لماذا لم تقفز لتستطلع سلامة سلفك في المنصب. 'جئت لزيارة الجرحى فقط'، تلعثم مرسي وسارع الى المغادرة.
    في نفس الوقت نجح محامو مبارك في عقد صفقة. هذه صفقة احادية الجانب: مبارك، سوزان وابناهما، أعادوا ثلاثة مليون دولار تلقوه كـ 'دليل ولاء' من اسرة الاهرام في ست سنوات حكمه الاخيرة. من السهل التخمين ماذا كان سيحصل عندنا لو تبين أن عائلة نتنياهو حظيت بالملايين وبالمجوهرات باهظة الثمن على سبيل 'الشكر الخاص' من صحيفة الوطن. وكان مبارك عين صاحب الامتياز والمحرر الرئيس للاهرام، اللذين حرصا على رد الجميل.
    في هذه الاثناء لم يتقرر موعد اعادة محاكمة مبارك. سطحيا، المؤبد بتهمة عدم منع قتل أكثر من ثمانمائة متظاهر الغيت حتى الحسم الجديد للقضاة. ولكن المدعي العام حرص على أن يرتب لمبارك 15 يوم اعتقال جديد، وللمرور بسلام عن المظاهرة المخطط لها يوم الجمعة القريب القادم.
    ميدان التحرير سيمتلىء بعشرات الاف المتظاهرين احياء للذكرى الثانية لاسقاط الحكم. ثورة؟ ليس مؤكدا. ومن بعيد يبدو أن تسميتها بانتفاضة هو أمر اكثر دقة. فالشباب تظاهروا، والاسلاميون ركبوا بالمجان وأخذوا الحكم. الاجمال الاولي: مصر لا تؤدي وظيفتها، أزمة اقتصادية عميقة، سنتمترات فقط تفصل بين الجنيه الهابط وبين الافلاس الخطير. مرسي لا ينجح في الاقناع بانه سيطر على الوضع. لا توجد اماكن عمل جديدة، اضرابات في المصانع، لا يعرفون كيف يعالجوا الارهاب في سيناء.
    قبل شهرين، في هليفكس البعيدة في كندا أعرب السناتور الامريكي جون ماكين عن ندم مفاجيء على الدفعة الامريكية لرحيل مبارك. أول أمس، في القاهرة، شرح لمرسي ماذا يفكرون به في تلة الكابيتول عن التصريحات اللاسامية ('ابناء القردة والخنازير') عن الاسرائيليين ('الذين يجب تعليم اطفالنا واحفادنا على كراهيتهم والصراع ضدهم').
    صحيح أنهم أخرجوا لمرسي تصريحات كانت قبل سنتين. صحيح أنه يرى من القصر ما لم يره من وظيفته القديمة السابقة: رئيس اللجنة ضد الصهيونية. مرسي لم يجد مكانا للاعتذار. اخرجوا اقوالي عن سياقها، بعث برسالة الى معهد 'ممري' في القدس، الذي كشف ونشر شريط الادانة. 'ليس لدي أي شيء ضد اليهود'، رواية مرسي، 'هاجمت اسرائيل بسبب القصف في غزة'.
    المريض العجوز في الطابق الثاني في المستشفى في المعادي كان يمكنه أن يوفر لنفسه المعاناة والاهانة، لو أنه أصدر الامر لطياري المروحية العسكرية الذين نزعوه من القصر بان تهبط في السعودية. ولكن مبارك يصر على أن ينهي حياته في مصر فقط، والجروح ستفتح من جديد في اعادة محاكمته.
    سيحاول المحامون الاثبات بان 'الاخوان' اطلقوا النار من مسافة صفر على مئات المتظاهرين. وسيصر الادعاء العام على أن مبارك رأى ما يحصل في الميادين ولم يصدر الامر بوقف القتل. لا يمكن لاحد أن يخمن اذا كانوا سينقلوه على النقالة امام هيئة القضاة، اذا كان الادعاء سينتصر والمؤبد سيؤكد، أم سيقررون فرض حكم مخفف عليه. القانون المصري يحظر تشديد العقاب. لن يشنقوا مبارك. ولكن لا أمل في التبرئة أيضا.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    بشرط الا يكون بيبي

    بقلم:أمير أورن،عن هآرتس

    إن الدستور الامريكي الذي قضى بأن جميع البشر (أو الرجال) ولدوا متساوين، قدّر قيمة العبد الاسود بثلاثة أخماس قيمة الانسان الابيض. ولم يكن القصد الى التقليل من قيمة العبد بل الى زيادة قوة أسياده: وبفضل هذا المفتاح غير الانساني للتقويم حصلت ولايات الجنوب على تمثيل زائد في مجلس النواب.
    لا يوجد في دولة اسرائيل عبودية لكن النتيجة العملية مشابهة لأن ثلاثة من بين كل خمسة أصحاب الحق في الانتخاب فقط يجهدون أنفسهم في الوصول الى صناديق الاقتراع. إن عدم الاكتراث هو أفضل اصدقاء بنيامين نتنياهو. تُبين استطلاعات الرأي أن أقل من ربع الاسرائيليين يؤيدونه وان أكثر من الربع بقليل سيصوتون لقائمته المشتركة مع افيغدور ليبرمان. إن هذا الانخفاض الكبير قياسا بانتخابات 2009 التي خرج منها نتنياهو الثاني بعد تسيبي لفني هو تعبير عن عدم الثقة، فالاسرائيليون لم يؤثر فيهم أداء رئيس الوزراء. وقد تعودوا عليه لكنهم لا يتكلون عليه، وهم يعلمون انه ذو خبرة. وهذه الخبرة خبرته والخبرة معه هي بالضبط ما يقلقهم. ونقول بالمناسبة انه حينما يقول نتنياهو في تحد لبراك اوباما ان الاسرائيليين وحدهم سيقررون فيثيرنا أن نعلم هل يقصد ان يُهين مواطنين امريكيين خالصين مثل شلدون إدلسون وآرثر فنكلشتاين.
    لا توجد ميزة كبيرة في عدم وجود خبرة لكن الخبرة سيئة بل هي اسوأ. فنتنياهو يعدنا بأربع سنوات اخرى في الاتجاه العقيم نفسه، وهو فيلم متابعة كله تحديق بليد الى شاشة فارغة. وستمنعه القيود في قدميه ليبرمان وفايغلين والكين وبينيت ايضا قريبا ستمنعه من الحركة حتى لو أراد ذلك، ولا يوجد أي دليل على أنه يريد. فمن الطيب بالنسبة اليه ان يجلس دون ان يفعل شيئا. وهو طيب من جهة شخصية لكنه سيء من جهة وطنية.
    في حين يتجه نتنياهو الى التحجر يبتعد العالم والمنطقة الى القطب الآخر. وتتغير الديمغرافية ايضا بالتدريج في تزايد متراكم في امريكا واوروبا وفي النطاق الاسلامي العربي الفلسطيني وفي اسرائيل. وفي العقد التالي سيكون عدد سكان اسرائيل ربعا من الحريديين وربعا من العرب تقريبا.
    إن الشعار اليائس الذي سُمع في الايام الاخيرة وهو تحيا حكومة الوحدة يفترض ان ينقذ نتنياهو من نفسه. بيد أن هذا الغريق لا يريد ان يعلو فوق طوق النجاة؛ واذا مد يده الى المنقذ فسيجره الى الأعماق. والتفصيلات عند شاؤول موفاز في كشك 'كديما'.
    قبل نحو من شهرين كان هناك احتمال لتشكيل قوة مضادة لنتنياهو مع شمعون بيرس رئيسا لها وشيلي يحيموفيتش مرشحة للمالية ولرئاسة المجلس الوزاري المصغر الاجتماعي الاقتصادي وتسيبي لفني مرشحة لتوجيه السياسة الخارجية. وكان موفاز يستطيع ان يندمج هناك مرشحا للأمن ويئير لبيد للتربية. وانتقضت المبادرة لأن الشريكين الحقيقيين في السياسة الاسرائيلية هما الحزبان القديمان العمل والليكود. وكلاهما ينافس الآخر لكنهما يتحدان حينما يبرز تهديد جديد من الوسط.
    في 2006 كان نتنياهو الذي كان آنذاك رئيس كتلة حزبية فيها 12 عضوا، كان مستعدا لأن يمنع عمير بيرتس رئاسة الوزراء بشرط ان يُبعد اهود اولمرت وكديما عن الحكم. ليست يحيموفيتش حليفة للفني برغم تقاربهما الفكري بل هي عدوة لدودة لها تريد ان تقوي العمل على أنقاض كديما/ الحركة. ويبدو الترابط بينهما من جهة سياسية مثل الشيء التام الذي هو أكبر من مجموع أجزائه. وهما من جهة سياسية في لعبة حاصلها صفر. إن دولة اسرائيل تُدبر امورها في العالم في السنين الاخيرة بفضل صلات المستويات التخصصية فقط في الجيش والجماعة الاستخبارية خاصة مع الجهات الموازية في واشنطن وبرلين والقاهرة وعمان. ويحتمل هذا لفترة قصيرة فقط الى ان ينشأ مستوى سياسي يعيد بناء الثقة الخارجية بحكومة اسرائيل ويساعد السياسة على الاقلاع.
    إن قائمة حزبية تفخر باستعدادها لأن تنضم بعد الانتخابات الى نتنياهو تمنح خدمة وطنية مهمة، فهي تشجع من ضاقوا ذرعا بنتنياهو على التصويت لقوائم حزبية تتنكر له. تكفينا السنوات السبع السيئة معه فلن تظهر في هذا الحلم أية بقرة سمينة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ




    ثمن الصداقة

    بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس

    'رعاية قطرية على مصر؟ هذه نكتة غبية. فكيف يمكن لدولة كبيرة بهذا القدر وذات مقدرات كثيرة بهذا القدر يمكنها على الاطلاق ان تكون تحت رعاية دولة اخرى!' هكذا صرح بغضب رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. ما أغضب جدا الزعيم القطري كان التحليلات والتعليقات الكثيرة على التويتر في أن قطر الصغيرة اصبحت ذات هيمنة على مصر بفضل المال الكثير الذي تغدق بها عليها.
    في الاسبوع الماضي اعلنت قطر عن مضاعفة المساعدات لمصر من 2.5 مليار دولار، المبلغ الذي تعهد به قبل بضعة اشهر، الى خمسة مليار دولار، منها مليار دولا كمنحة. وهذا مبلغ هائل، اذا أخذنا بالحسبان المفاوضات المضنية التي تديرها مصر مع صندوق النقد الدولي على قرض بمبلغ 4.8 مليار دولار، ومقابل المساعدات الامريكية بمبلغ نحو مليار دولار.
    يرى معارضو الاخوان المسلمين في مصر المساعدة القطرية اكثر من مجرد مساعدة عربية لدولة في أزمة. وهم يشيرون الى أن محطة 'الجزيرة'، التي بملكية عائلة الامير القطري، دعمت محمد مرسي في الازمة السياسية التي ألمت بالدولة. وعرضت معارضي القرارات الرئاسية التي اتخذها مرسي كمن يعمل ضد الدولة، فضلت اجراء المقابلات مع مؤيدي الرئيس، ونحت جانبا معارضيه الى هوامش التغطية الصحفية.
    'انت لا تحتاج الى أن تفرض رعايتك على الدولة، يكفي أن ترعى من يقود الدولة'، كتب المحلل الكويتي غنيم الزعبي، ملمحا بالعلاقة الشخصية بين الحاكم القطري ومحمد مرسي. 'الثمن السياسي الذي ندفعه على المساعدة القطرية قد يكون باهظا اكثر من الثمن الاقتصادي الذي سندفعه على القرض من صندوق النقد الدولي'، كتب المحلل المصري، الذي بنفسه يقدر بان مصر يمكنها أن تتدبر أمرها دون هذا القرض اذا ما بثت استقرارا اقتصاديا يعيد المستثمرين الى مصر.
    وبالفعل، فان احد المصادر المحتملة لتمول العجز الهائل في الميزانية هو المال الموجود في حسابات رجال أعمال مصريين يسكنون في خارج البلاد. محمد الجمل، منسق اعمال الجاليات المصرية في المنفى، روى بان مهاجرين مصريين نقلوا هذه السنة الى البنوك في مصر ودائع بمبلغ نحو 18 مليار دولار. 'وهم يمكنهم ان يودعوا حتى 30 مليار دولار، اذا ما تحققت المصالحة الوطنية وانتهت الصراعات السياسية'.
    ولكن يوجد للمهاجرين المصريين شرط آخر معروف جيدا أيضا في منظومة العلاقات بين اسرائيل والجاليات اليهودية في الولايات المتحدة. 'الحكومات المصرية تتعامل مع المهاجرين وكأنهم مصدرا ماليا ليس الا'، احتج عصام عبد الصمد، رئيس اتحاد المهاجرين المصريين في اوروبا. ويطالب عبد الصمد الحكومة المصرية باشراك المهاجرين ايضا في القرارات السياسية. وهو يشير الى انه في المداولات على الدستور الجديد لم يدعَ احد من بين المهاجرين، وانه عندما يصل في زيارة الى القاهرة ويطلب اللقاء مع مسؤولين مصريين، فان احدا لا يرد على مكالماته الهاتفية.
    المشكلة هي أنه الى أن تهدأ السياسة المصرية التي تستعد الان الى انتخاب البرلمان في شباط، والى أن يقرر المهاجرون المصريون زيادة تحويلاتهم المالية الى مصر، هذا اذا قرروا فسيمر وقت باهظ الثمن ليس تحت تصرف مصر. 'مصر وصلت الى حافة الهاوية'، قدر وزير المالية السابق، مصطفى السعيد. ليست هذه مبالغة. فقد هبطت احتياطات العملة الصعبة الى 15 مليار دولار، تكفي ثلاثة اشهر استيراد فقط، سعر الجنيه المصري هبط اكثر مقابل الدولار، وتهدد ارتفاعات اسعار الغذاء باخراج المواطنين الى الشارع، هذه المرة ليس لطلب الديمقراطية والحرية بل الخبز والسكر.
    فرع السياحة، الذي يعيل اكثر من 4 مليون عامل، يقف هو الاخر على حافة الانهيار، وفي الاسبوع الماضي، للمرة الثالثة، وافقت البنوك المصرية على تأجيل دفعات الديون على الشركات السياحية، وفي عدة حالات الدخول في شراكة مع هذه الشركات مقابل شطب جزء من هذه الديون. ولكن هذه الخطوات، التي ستساعد اصحاب الفنادق على البقاء، لن تملأ غرف الاستضافة بالسياح اذا لم تنجح مصر في أن تبث الاستقرار والسيطرة مما يبدد مخاوف السياح من الوصول الى بلاد الاهرامات.
    في هذا الوضع لا يمكن لمصر ان تكون انتقائية بالنسبة لمصادر دخلها. والمنافسة بين قطر والسعودية على حجم النفوذ في مصر تملأ حاليا بعض الثقوب السوداء في الاقتصاد المصري، و 'يوم الدفع' السياسي سيصل، على ما يبدو، عندما ستكون مصر مطالبة بان تقرر مواقفها بالنسبة للازمات في الشرق الاوسط او في اعطاء موطيء قدم لايران. الرعاية او الهيمنة على مصر لا تحتاج الى الاعلان او النفي؛ عندما يكون واضحا من يحتاج الى من، يمكن الاكتفاء بغمزة فقط.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    الرصاص يحيا والفلسطينيون يموتون


    بقلم:ترتسيه بلور،عن هآرتس

    قال الضابط من قيادة المركز ان هذا غير مشابه. قُتل سمير احمد عوض ابن السادسة عشرة برصاص الجيش الاسرائيلي، فقد أصيب في رأسه وصدره ورجله. كان ذلك في يوم الثلاثاء من الاسبوع الماضي في قرية بدرس في مظاهرة قرب الجدار، في وضح النهار وكان مطلقو النار جنودا من الكتيبة 71 من المدرعات. وعلى العكس تماما قُتل في يوم السبت قبل ذلك بثلاثة ايام عُدي محمد درويش ابن الواحدة والعشرين، فقد حاول ان يجتاز الجدار قرب معبر 'ميتار' جنوب جبل الخليل وأصيب في الجزء الأسفل من جسمه. ومن الذي أطلق النار؟ قوة من الجيش الاسرائيلي.
    يريدون في الجيش كما ورد في صحيفة 'هآرتس' عدم الربط بين الحادثتين. وقال ضابط بلا اسم من قيادة المركز ان حادثتي السبت والثلاثاء شاذتان لا تشهدان على توجه ما. ربما كان صادقا. وربما لا يوجد في الحقيقة سبب للربط بين قصتي فلسطينيين غير مسلحين أُطلق الرصاص عليهما فماتا في اسبوع واحد. فهما فتيان مختلفان تماما في منطقتين مختلفتين؛ ولم يصبهما مُطلق نار واحد ولا من الوحدات نفسها، ومن المؤكد ان الرصاص ليس نفس الرصاص. والدليل على ذلك انه سقط في الايام القريبة قتيلان آخران لا صلة بينهما ألبتة، فقد أُطلقت النار على أنور المملوك ابن الواحدة والعشرين فأردته قتيلا في قطاع غزة حينما اقترب من الأسلاك الشائكة قرب جباليا. وأُطلقت النار على مصطفى أبو جراد ابن الواحدة والعشرين ايضا فأردته قتيلا في قطاع غزة لكن هذا حدث في يوم آخر ويزعمون في الجيش الاسرائيلي ان لا صلة لهم بموته. فلماذا يُلصق كل ذلك بصورة آلية بالجيش الاسرائيلي؟ ولماذا الخلط بين الامور؟ إن كل موت على حدة. وإن الله كالجيش الاسرائيلي موجود في التفصيلات الصغيرة. والرصاص يحيا والفلسطينيون يموتون وهذا كل شيء.
    يبدو ان الضابط من قيادة المركز صادق. فالامور غير متشابهة. وهذا في الأساس غير متصل بما حدث لرشدي التميمي، فقد وقع ذلك أصلا في تشرين الثاني قبل شهرين. فقد كان هو ومجموعة كاملة يرمون الحجارة على الشارع قرب النبي صالح في وضح النهار ورد الجنود برصاص ممتليء حياة، عدّ الجيش الاسرائيلي ثمانين منه وأُطلقت النار على رشدي على ظهره وسقط ولم يوافق الجنود على نقله من هناك فورا الى المستشفى. وبعد ان استجابوا فقط نُقل الى المستشفى وتوفي بعد يومين. وليس هذا نفس السيء لأن الجيش الاسرائيلي أعلن هو نفسه انه كان هنا تقصير قيمي وعُزل قائد سرية الاحتياط الذي كان يدير الحادثة عن عمله. هل تم اعتقاله؟ لا، بل عُزل. هل خفضت رتبته وطُرد من الجيش؟ لا، بل عُزل. فقد أمر باطلاق النار على رماة الحجارة الذين لم يهددوا حياته واستعمل الرصاص الحي وأخّر العلاج الطبي لجريح مات بعد ذلك، وماذا حدث له؟ عُزل.
    ونشك في ان يكون الحكم على سائر مطلقي النار في حوادث الاسبوع الماضي، مختلفا لأنه حتى لو لم تكن توجد صلة في نظر الضابط من قيادة المركز بينها فانها جميعا يشملها العناق الحار نفسه من جيش محتل نظامي، جيش يزود بوسائل لتفريق المظاهرات. والرصاص الحي ايضا يفرق المظاهرات. ويوجد ايضا اجراء اعتقال مشتبه به ويمكن ان يُقال في صمت في السر ولا يجب ان يُصرخ به. ويمكن تقصير أوامر اطلاق النار أما 'اطلاق النار من اجل القتل' فيأتي في النهاية بعد اطلاق النار في الهواء وعلى الأقدام، فلنبدأ مباشرة به ولنُقصر 'اطلاق النار من اجل' ولنزد في جدوى 'الاطلاق على' والأفضل ان يكون الامر مباشرة 'الاطلاق'. وانظروا كيف يعمل هذا.
    انه يعمل بصورة سيئة جدا لا في مساءة الموتى فقط. ان الجيش الاسرائيلي يجعل جنوده جميعا متشابهين ومتبلدي الحس يطلقون النار باعتبار ذلك حلا أول وآخرا. ممن لا يُجهدون أنفسهم في البحث عن حل للصراع لأنه لماذا؟ فالاحتلال ينجح وجنوده يلائمون أنفسهم معه. انهم يلائمون أنفسهم في أكثر الصور اعوجاجا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ




    صوت سمير عوض الصامتُ


    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    لن يشارك بعد غد في الانتخابات لا بسبب حداثته فهو لم يُتم السادسة عشرة بعد، ولا بسبب قوميته فهو فلسطيني. لن يشارك سمير احمد عوض في الانتخابات (ولن يشارك في أي شيء آخر) لأنه قُتل في الاسبوع الماضي باطلاق جنود الجيش الاسرائيلي النار عليه من مسافة قصيرة، رصاصة في رأسه ورصاصة في ظهره ورصاصة في ركبته. وسيشارك الجنود الذين قتلوه بعد غد في الانتخابات بالطبع التي هي ديمقراطية أو غير ديمقراطية. وسيصوت بعد غد ايضا كل جيرانه من التلال التي تقابل بيته والذين يسكنون هم ايضا خارج مساحة الدولة السيادية. وسيعطي أكثرهم اصواتهم لاولئك الذين يريدون ان يطردوا عائلته أو ان يستمروا في التنكيل بحياتها. ولن يشارك أبوه الثاكل احمد ايضا في هذه الانتخابات برغم أنه يجاور الاسرائيليين مجاورة ملاصقة وبرغم انه كان يعمل منذ سنين في اسرائيل، يبني بيوتها ويرمم ما تهدم منها.
    هذا هو الفيل القوي الذي يقف ساكنا في غرفتنا. وهذا هو الغول الذي يقف على بابنا فنصرف أبصارنا عنه وكأننا نقول: لن ننظر اليه فهو غير موجود. وهذا أكبر تضليل في هذه الانتخابات التي هي الأكذوبة المريضة للديمقراطية الاسرائيلية التي يشارك فيها جميع الاسرائيليين منتخِبين ومنتَخَبين.
    لو كنا في ديمقراطية حقيقية لأصبح قتل الفتى سمير موضوعا في المعركة الانتخابية فقد قُتل اربعة فلسطينيين أبرياء في الاسبوع الذي سبق الانتخابات. ولم يرَ أحد رأيه فيهم وأشك في ان تكونوا سمعتم بهم أصلا. من عوض هذا؟ أهو لاعب كرة قدم في الاتحاد الأعلى؟ وما كان يصعب ان نُخمن ماذا كان سيحدث لو قُتل في الاسبوع قبل الانتخابات اربعة اسرائيليين بطريقة مشابهة: كان موتهم سيزلزل المعركة الانتخابية. لكن حياة الفلسطينيين كالغبار ولا يستحق موتهم حتى الذكر. ووجودهم في الساحة الخلفية للديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط ايضا كالغبار. فلا يسأل أحد كيف تُمنع عائلة عوض من الحق في المشاركة في انتخابات ستؤثر في مصير حياتها في حين يتمتع جيرانهم الملاصقين في المستوطنات التي نشأت على اراضيهم بكامل الحقوق التي يستطيعون ان يحلموا بها فقط ويشاركون في هذه الانتخابات وشاركوا في التي سبقتها وفي تلك التي ستأتي بعدها. كيف بحق الشيطان تُسمى هذه ديمقراطية؛ وكيف لا تُسمى فصلا عنصريا وكيف لا يتحدث أحد عن ذلك.
    قُتل سمير بدم بارد ولا سبيل اخرى لوصف قتله لأنه طالب مدرسة ثانوية لم يعرض أحدا للخطر. والجنود الذين قتلوه وهو فار لن يحاكموا أبدا. رأيت في الاسبوع الماضي وجوههم في فيلم فيديو قصير صُور بعد بضع دقائق من قتلهم لسمير الذي حاول ان يتسلق جدار الفصل الذي يخنق قريته: انهم مجموعة شباب اسرائيليين خالصين صارمين في ملابس عسكرية. بعد قليل سيُسرحون من الخدمة في الجيش ويخرجون الى حياتهم يفخرون بخدمتهم العسكرية، أوليسوا هم 'أصحاب القيم' بيننا الذين 'يحملون العبء'، والذي أُثير هو خاصة باعتباره شأنا في المعركة الانتخابية جيئونا بأمثالهم فقط. ويجوز لنا ان نفترض أنهم لا تقض مضاجعهم لحظة واحدة بعد أن قتلوا هذا الفتى على هذا النحو وأخربوا عائلته. ولا تقض مضاجع سائر الاسرائيليين بسبب فعل القتل الآثم هذا الذي تم باسمهم ولماذا تقض مضاجعهم؟ أليس يوجد من يهتم بعدم ازعاجهم: فقد أبلغوا في 'صوت اسرائيل' أن 'الجيش الاسرائيلي منع محاولة دخول الى اسرائيل'.
    كان سمير أفتى من قاتليه بسنتين أو ثلاث. ولم ينتظره شيء في حياته فهو ابن لعائلة ذات 17 شخصا، يعولها الوالد بعمل صعب في اسرائيل. وهو في حداده يلبس قميصا وعليه 'آدم وحواء، المزرعة البيئية موديعين'. ويتذكر في ابتهاج كيف كان يحاضر بعبرية العاملين، طلابا اسرائيليين في الزراعة الفلسطينية. أما قتلة ابنه فينتظرهم مستقبل مختلف تماما الدراسة وقضاء الاوقات الممتعة والحياة المهنية والمشاركة في الانتخابات لأنهم يهود فقط ولأنهم غير فلسطينيين فقط. صوتوا بعد غد لمن ستصوتون له. لكن من يعتقد ان مصير عائلة عوض، وهو الحياة بلا حقوق، سيستمر على هذا النحو الى الأبد يحيا في أكذوبة هي أبغض أكذوبة في معركة الانتخابات هذه. كان سمير الصوت الصامت لهذه المعركة الانتخابية والذي كان يجب ان يضعضعها ويزلزلها.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    اغرب معركة انتخابية


    بقلم:دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم

    تتناول عناوين السبت الصحفية قبل الانتخابات افيغدور ليبرمان، فقد اتجه الى الجنوب الى بئر السبع ليقول في حكمة ان الليكود بيتنا سيحصل على 40 نائبا بعكس استطلاعات الرأي العام التي تراوح بين 32 الى 35. فهو سياسي يحاول ان ينشيء توقع مزاج عام يرمي الى ان يتم تحقيقه.
    لكن نشك في ان يكون قرأ قراءة صحيحة نقاط الضعف لقائمته الحزبية. فمن جهة كلامه الصارم في ان اسرائيل لن يردعها انتقاد براك اوباما وستظل تبني في القدس ما يسبب تسرب اصوات كثيرة من اليمين الى الليكود بيتنا. ومن جهة اخرى فان اسلوب 'العالم كله ضدنا' مثل الذكر الذي لا داعي له ان اسرائيل لن تبدي تفضلا كلاميا على تركيا يُحدث سلسلة صدامات دولية تقلق الناخب الواقع بين الحزب الحاكم وبين كتل الوسط اليسار، ولماذا هو؟.
    كان الليكود بيتنا مُعرضا لمعركة في جبهتين بازاء الوسط اليسار وبازاء البيت اليهودي. وبدل ان يكافح فيهما معا بحملة انتخابية ايجابية تعثر في اليمين وفي اليسار وحاول في لحن النهاية فقط ان يذكر انجازاته في الحكم. وسيتحدثون عن ذلك في أقسام علوم السياسة في الجامعات. لن نسمع في السبت القادم شيئا في هذا الشأن فاغلاق صناديق الاقتراع سيصرف الانتباه الى 'اعمال' والى تقاسم الحقائب الوزارية والى تشكيل الحكومة القادمة. هكذا تبدأ هذا الصباح المرحلة الاخيرة من أغرب معركة انتخابية عرفتها اسرائيل منذ كانت. وأمامنا 48 ساعة تضارب كلامي وسيصبح كل ذلك من ورائنا.
    قد قيل انها لم تحصر اهتمامها في موضوع مركزي. وتم تبديل الموضوعات الثانوية ايضا في كل يوم أو يومين. وكانت زلات اللسان في المستوى العادي وكُنست سريعا الى ما تحت البساط. وأُديرت طولها مع فرض حسابي مفاجيء حاول ليبرمان ان يغيره أمس وهو ان الليكود سيفقد نحوا من 20 في المائة من قوته وان حزب العمل سيقوى حقا لكنه سينهي بعيدا عن خط المطامح القصوى لشيلي يحيموفيتش التي تحدثت حينما انطلقت في طريقها عن 25 نائبا.
    حدث الامر لأن استطلاعات الرأي المتعلقة بالاحزاب الكبيرة وبتلك التي تناضل لاجتياز نسبة الحسم كانت غير موحدة فقد كان فيها اهتزاز واضح بين النجاح والفشل وبخاصة ما يتعلق بنتائج الليكود بيتنا وكتل الوسط اليسار.
    لامست كتلة 'عام شليم' للحاخام حاييم أمسلم نسبة الحسم ويمكن ذكرها أو حذفها في استطلاعات الرأي ان يحسم هل تجتاز العقبة أم لا. وكذلك كديما شاؤول موفاز الذي عرف عدة ايام من الارتياح الى ان مُحي مساء السبت في أحد استطلاعات الرأي مرة اخرى.
    ان استطلاع الرأي العام هو أداة عمل في يد السياسي والمستشار وهو تسلية للجمهور العريض. ومن هذه الجهة يوجد في كل معركة انتخابات تأليف بين 'الخبز والتسليات'. ولأن استطلاعات الرأي خاصة كانت غير موحدة في المرحلة الاخيرة من المرحلة الانتخابية فانها ستعيد الى الجمهور التسلية التي في التوتر والتي ستصاحب ليلة البث استعدادا لفجر يوم الاربعاء. ان الكثير يُشتق من ذلك.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    الفلسطينيون وغسالة التاريخ


    بقلم:رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم

    زعم شيوخ الاستيطان العبري في حينه في تهكم أن الفلسطينيين 'وغد من رحم الصهيونية ومن أب بريطاني' في فترة الانتداب، بيد انه بحسب ما تقول محطة اذاعة 'دولة فلسطين' لم توجد قط في ارض اسرائيل أم يهودية. فبحسب زعم علماء الآثار في محطة 'صوت فلسطين' الفلسطينيون هم أصحاب الارض لكونهم من نسل الشعوب التي سكنوها قبل اجتياح 'السالبين والقتلة' الذين جاءوا مع موسى والذين بقوا في البلاد بصورة عرضية تحت اسم 'حبيرو' أو 'عبيرو'. وقد تم توثيق هؤلاء بصفة رُحل متنقلين عابرين حتى في وثائق تل العمارنة الفرعونية.
    في اسرائيل لا يرفضون الفلسطينيين فهناك من يشيرون الى الجذور اليهودية لقرويين فلسطينيين أسلموا. وهناك من يجدون صلة جينية بينهم وبين اليهود ويشير آخرون الى تدفق عمال من العالم العربي على البلاد لصدع رداء مع نماء الصهيونية. ويشير مستشرقون الى المحتلين العرب في القرن السابع أما الرحالة الاوروبيون فقد وثقوا في الماضي ارض اسرائيل خاصة باعتبارها ارض أمراض خالية وقفرا.
    بيد ان الفلسطينيين يرفضوننا من الأساس. فراديو 'صوت فلسطين' يشغل نفسه بانتاج التاريخ من العدم، للشعب الفلسطيني الذي لم يُذكر في أي سجل تاريخي حتى ولا في القرآن. والمشكلة هي ان ايجاد الرواية الفلسطينية المزورة يتم مع نفي الحق التاريخي لليهود في ارض اسرائيل والذي يُعرض على أنه مشهد عابر برغم ان حق اليهود ثابت في وحي الاسلام وفي التاريخ المسيحي وفي سفر الأسفار الكتاب المقدس بالطبع.
    إن عرفات هو الذي جدد الـ 'البدء الفلسطيني من جديد' باعتباره أكبر سارقي التاريخ. فقد أنكر في ذروة الاتصالات السلمية كل علاقة بين اليهود واسرائيل والقدس وهو الذي أوجد للفلسطينيين شهادة ميلاد باعتبارهم من نسل اليبوسيين. وينشر من جاءوا بعده نسخة جديدة من عيسى ابن مريم اليهودية من الناصرة بصفته 'المسيح العربي الفلسطيني'. ويبالغ البرنامج الوثائقي في 'الجزيرة' في مسلسل الانكار 'أرشيفهم في مقابل تاريخنا' الذي يعرض اسرائيل على أنها وهم مبني على مجموع وثائق كاذبة واعمال قاتلة في مقابل حق الفلسطينيين التاريخي الذي لا يتضعضع.
    وفي اسرائيل حول عدد من الصحفيين من فناني الثرثرة أنفسهم الى قادة احزاب. فهناك كُتاب صحفيون من قبل أنفسهم يعرضون 'اليمين الغريزي والبدائي' على أنه يرفض بفظاظة ارادة الفلسطينيين 'المؤكدة' للسلام. وهؤلاء يعتقدون ان اليسار وحده قادر على القيادة وانه هو وحده قد وُهبت له صفات العدل العام وحقوق الانسان والمساواة الاجتماعية والتعددية والاشتراكية. وهم يرفضون أجزاءا كثيرة من الشعب فانظر الى الواقع نظرا صحيحا وتصغي الى صوت الحدس 'الارضي' بدل صوت أجنحة الطبقة المثقفة السماوي. وقد يبلبل المصوت الساذج: هل يخدع اليسار نفسه فقط أم الجمهور ايضا، أو أنه نجح في ان يدس الى الفلسطينيين اتفاق سلام لا يعرفونه هم أنفسهم ولم يوقعوا عليه ايضا؟.
    بخلاف الشيفرة التشغيلية اليهودية التي تريد رضا فوريا وسلاما الآن وتؤمن بأن يتخلى الفلسطينيون إثر شيء من الغوغائية عن فلسطين كلها فان الشيفرة التشغيلية الفلسطينية المصوغة بالعربية ترى ان 'الصبر مفتاح النصر' وينبغي التصرف مع اليهود بحسب تركة عرفات وهي: 'خُذ واطلب ايضا'.
    في قطاع غزة وفي يهودا والسامرة وفي الجاليات الفلسطينية لم يتخلوا عن حق العودة وعن تدمير اسرائيل. والذي يصغي اليوم الى صوت فلسطين يدرك ان الفلسطينيين ما زالوا يتحدثون عن السلام للعالم باللغة الانجليزية لكنهم ينشدون ويتحدثون بالعربية في حماسة عن 'العودة الى فلسطين' بقوة الرشاش، والتي تشمل حيفا وعكا ويافا وصفد.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 240
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:36 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 235
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:23 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 234
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:21 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 233
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:20 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 223
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 10:58 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •