25/1/2013
أقلام وآراء اسرائيلي
نتنياهو في مواجهة احزاب الوسط: المعركة على لبيد
بقلم: يونتان ليس ،عن هأرتس
أصبح يئير لبيد، مفاجأة الانتخابات أمس أكثر مرشح تراوده كتل اليمين والوسط اليسار. وفي حين أصبح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو معنيا بلبيد ليكون مرساة مركزية في حكومة واسعة يخطط لها، أصبحوا في كتلة الوسط وفي حزب العمل بخاصة يحددون لبيد على انه رئيس الوزراء القادم.
إن احتمالات ذلك ضعيفة لأن لبيد قد بيّن عشية الانتخابات انه لا يرى نفسه مرشحا لرئاسة الوزراء. يعتمد جمهور ناخبي لبيد بقدر غير قليل على مصوتي اليمين الذين احتاروا بين الليكود وبينيت وانتخبوه آخر الامر بعد ان كانت تصريحاته في اثناء الحملة الانتخابية معتدلة نسبيا. والى ذلك بيّنوا في كتلة الوسط اليسار أمس انه ليس من المؤكد انه يوجد للبيد كثرة من الاحزاب توصي الرئيس بمرشحها لرئاسة الوزراء لأن الكتل الحزبية العربية ستفضل الامتناع أو ان تعرض مرشحا آخر من قبلها.
إن الاحتمال الأكثر منطقا الآن هو ان ينضم لبيد الى حكومة 'تساوٍ في العبء' برئاسة نتنياهو. وستحظى هذه الحكومة التي تشتمل على البيت اليهودي وحركة تسيبي ليفني وكديما بأكثرية مستقرة تبلغ 69 نائبا على حساب الكتل الحريدية.
أعلنت رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش أمس أنها ستبذل كل جهدها لانشاء حكومة لا يرأسها نتنياهو. وكانت هذه أول مرة أشارت فيها الى أنها قد تؤيد مرشحا آخر سواها لمنصب رئيس الوزراء. وأسرعت يحيموفيتش أمس الى الاتصال بلبيد وتهنئته على انجازه المدهش. واهتمت ايضا لأن يصفق نشطاء حزبها لانجاز حزبه في اثناء خطبتها الليلية في بيت بيرل.
من الصحيح الى الآن وبحسب احصاء اصوات الجنود ان لبيد يستطيع في ظروف ما ان يرأس الحكومة القادمة اذا رغب في ذلك. لأن يوجد مستقبل والعمل والحركة وميرتس وكديما والاحزاب العربية تساوي معا 60 نائبا. وزعمت يحيموفيتش في الاشهر الاخيرة أنها قادرة على ربط الاحزاب الحريدية معا للانضمام الى هذه الكتلة وتأييدها، فاذا نجحت فقد يتمتع لبيد بكثرة مستقرة لا تعتمد بالضرورة على اصوات الاحزاب العربية، وهو اجراء أعلن لبيد اشمئزازه منه.
لكن هذا السيناريو ضعيف لا بسبب تقديرات ان لبيد لن يريد ان يكون رئيس الوزراء غير ذي التجربة، فقد التزم لبيد لمصوتيه بأن يدفع قدما بقانون التساوي في العبء. وعبر الجمهور عن تأييد شديد لهذه المبادرة حينما أيد لبيد وأيد البيت اليهودي ايضا الذي رفع راية تجنيد الحريديين، ولهذا من المنطق ان نفترض ألا تمنح الاحزاب الحريدية هذه الحكومة دعما.
يشتمل سيناريو آخر لحكومة برئاسة لبيد على احزاب كتلة الوسط اليسار وعلى البيت اليهودي برئاسة نفتالي بينيت. وستكون هذه حكومة قد تدفع الى الأمام بتغيير ثوري في مجال التجنيد، لكن احزاب الوسط ستضغط لبدء تفاوض سياسي واخلاء البؤر الاستيطانية وهذه اجراءات سيصعب على بينيت ان يساعد عليها. والى ذلك قالت عناصر حول رئيس البيت اليهودي أمس إن لبيد لن يستطيع ان يُدير ظهره لمصوتي اليمين الكثيرين الذين أيدوه بالقيام بتحول حاد الى اليسار.
ومهما يكن الأمر فانهم في الجهاز السياسي يفترضون ان احتمالات ان يُغرى لبيد بمحاولة انشاء حكومة برئاسته ضئيلة جدا. في مقابل ذلك يتوقع ان يفحص يوجد مستقبل عن تأييده لحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو والدخول اليها في مقابل حقائب وزارية مناسبة وسلسلة من الاتفاقات على الشؤون الجوهرية التي يدفع الحزب بها الى الأمام. وهكذا فمن المنطق ان نفترض ان يُصر لبيد على الدفع قدما بالتساوي في العبء. وهذا الاتفاق مع نتنياهو قد يُخرج من الحكومة القادمة الاحزاب الحريدية. فاذا التزم لبيد ايضا بالدفع قدما بالتفاوض السياسي فقد يجد البيت اليهودي نفسه بعيدا عن مائدة الحكومة.
إن اصرار لبيد على الشؤون السياسية قد يُسهل عليه ان يُدخل في سهولة الى الحكومة رئيسة الحركة تسيبي ليفني. وقدّروا في الجهاز السياسي في الاسابيع الاخيرة ان ليفني التي ضعفت قوتها بالفعل عما كان يتوقع ستفضل دخول الائتلاف على أن تصبح حزب معارضة لا تأثير له. بيد انه كي تدخل ليفني وتؤيد نتنياهو يجب على رئيس الوزراء ان ينشيء من اجلها مناخا سياسيا يُمكّنها من تأييد حكومته من غير ان تخون القيم التي دفعت بها قدما في الانتخابات، وعلى رأسها الدفع قدما بتسوية سياسية مع السلطة الفلسطينية. وقد يعرض لبيد على ليفني في محاولة لزيادة قوته ان تتحد مع قائمته وان ينشئا بذلك حزبا كبيرا مهما يفرض على نتنياهو طائفة من الشروط الجوهرية في الاتفاقات الائتلافية.
والى جانب هذين الحزبين، ينتظر نتنياهو ان يرى ماذا سيكون مصير كديما: فعلى حسب النتائج الحقيقية حتى الآن اجتاز كديما نسبة الحسم وأدخل نائبين الى الكنيست، لكن اصوات الجنود قد تغير هذه النتيجة وتمحوه تماما. فاذا دخل كديما الى الكنيست فقد يجد نفسه بحسب أكثر التقديرات حول مائدة الحكومة.
اذا أراد نتنياهو ان ينشيء حكومة يمين حريديين (البيت اليهودي وشاس ويهدوت هتوراة) فله تأييد 60 نائبا فقط. واذا ضم كديما فسيزيد التأييد بنائبين آخرين، وستُصعب هذه المعطيات عليه أداءه لمهامه وتجعل ائتلافه يقوم على دعامة هشة. وزعموا في الليكود في الاشهر الاخيرة ان نتنياهو غير معني أصلا بحكومة كهذه بسبب صورتها المتطرفة في العالم وبسبب الصعوبات التي ستواجهها في دفعها قدما لبرنامج عمل سياسي اقتصادي اجتماعي.
وهناك امكان آخر يُذكر قُبيل انشاء الحكومة القادمة وهو انشاء حكومة تناوب. برغم ان لبيد بلا تجربة قيادية أو ادارية أو أدائية فانه قد يحاول ان يفرض على نتنياهو تسوية يستمر في اطارها رئيس الوزراء المتولي لعمله في منصبه في السنتين أو السنوات الثلاث القريبة ويُخلي المقعد للبيد بعد ان يستطيع هذا شحذ نفسه في واحدة من وزارات الحكومة الجليلة.
قالت عناصر سياسية أمس إن 'الرئيس بيرس يُسعده ان يتوسط وينشيء حكومة تناوب مثل الرئيس هرتسوغ تماما في 1984'. فقد تحول هرتسوغ في خطوة غير عادية الى وسيط بين المعراخ والليكود في تلك السنة بعد ان فاز المعراخ برئاسة شمعون بيرس بـ 44 نائبا ولم ينجح في انشاء حكومة. وعلى حسب الاتفاق الذي أتمه هرتسوغ انضم الليكود الذي فاز بـ 41 نائبا الى الحكومة مقابل ان يتم بعد سنتين تبادل المناصب ويُعين رئيس الحزب اسحق شمير رئيس وزراء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
بطاقة صفراء للاحزاب العربية
بقلم: جاكي خوري ،عن هأرتس
أجملت الاحزاب العربية نتائج الانتخابات كنجاح يرافقه احساس بتفويت الفرصة. واليوم، بعد احصاء اصوات الجنود، سيتضح اذا كان التمثيل العربي في الكنيست سيزداد بمقعد واذا كانت القائمة العربية الموحدة ستحصل بالفعل على خمسة مقاعد أم ستنزل الى أربعة. الجبهة الديمقراطية مع أربعة مقاعد والتجمع الديمقراطي مع ثلاثة يحافظان على قوتهما، مضاف اليها بضعة الاف من الاصوات لكل حزب. وتتمتع الجبهة الديمقراطية من ارتفاع في عدد المقترعين في منطقة الوسط في القطاع اليهودي.
وينبع الشعور بتفويت الفرصة من المعركة المتلاصقة بين كتلتي اليسار واليمين ومن التعادل بينهما. والشعور هو أن معدل أعلى من التصويت العربي، 60 في المائة فأكثر، كان سيغير التعادل بين الكتلتين ويمنح تفوقا لكتلة الوسط اليسار. وقال بمرارة رئيس الحركة العربية للتغيير، النائب احمد طيبي: 'كنا سنسقط نتنياهو من السلطة'. اما رئيس الجبهة الديمقراطية النائب محمد بركة فقد أوصى كل من لم يصوت في الوسط العربي ان يقف أمام المرآة وان يجري حساب النفس.
ولكن من تابع التصويت أول أمس في المجتمع العربي أخذ انطباعا آخر تماما: من ينبغي أن يقف امام المرآة هم النواب العرب وممثلو الاحزاب. فالمرارة يجب أن يشعر بها ليس النواب، الذين في معظمهم سيحظون بولاية ثالثة ورابعة في الكنيست، بل عشرات الاف العرب الذين صوتوا.
'خطر تقليص التمثيل العربي في الكنيست وصعود اليمين المتطرف' كان دعوة القتال الاساس للاحزاب العربية، والتي جاءت لاخراج الناس الى صناديق الاقتراع. وقد انطلقت الدعوة بكل طريقة ممكنة، بمكبرات الصوت، ومن المساجد، في الجليل وفي المثلث وفي النقب، وفي العبور من بيت الى بيت، في قوافل السيارات مع مكبرات الصوت، في الشبكات الاجتماعية وفي وسائل الاعلام المحلية، وكذا في عدد من القنوات الفضائية العربية، التي منعت حالة التصويت في الشارع العربي في اسرائيل زمن هواء ذا مغزى.
وانتقل المرشحون من موقع الى موقع ودعوا الى التصويت. وقنوات مثل 'العربية' و 'الجزيرة' بثت بثا حيا ومباشرا من الناصرة. كما أن راديو الشمس الاقليمي فتح موجة مفتوحة، على مدى ساعات اليوم برسالة للخروج الى التصويت. ولعدة ساعات اختفت الخلافات والخصومات بين الاحزاب: حالة مثالية حقا. الشعار 'صوتوا للاحزاب العربية' اصبح الرسالة الاساس.
حتى الساعة السادسة مساء، كانت نسبة التصويت قريبة من 40 في المائة، والهدف هو تجاوز الـ 50 في المائة، كما أعلنت الاحزاب وشددت وتيرة الدعوات. اما مقاطعو التصويت الايديولوجيون فقد وقفوا في الظل. وعندها بدأت الانتعاش والمعلومات التي تدفقت الى المقرات الانتخابية كانت عن ضغط كبير في مداخل صناديق الاقتراع. وحل التفاؤل محل الخوف، ولا سيما حين بدت نسبة التصويت القطرية أدنى من المتوقع ووقفت عند نحو 67 في المائة.
وقبيل الساعة التاسعة مساء وصلت الى مقرات الاحزاب العربية تسريبات من العينات التلفزيونية عن المساوات بين الكتلتين، والدعوة الى التصويت تصاعدت مرة اخرى: 'يمكن الانتصار ويمكن التغيير'، كرر ممثلو الاحزاب. ولكن في صناديق الاقتراع بدأ يلوح هدوء. مسؤولو الصناديق في الناصرة، سخنين، ام الفحم، الطيبة وراهط، تحدثوا على ساعتين مصيرتين، من السادسة حتى الثامنة ستغيران وضع التصويت في الشارع العربي.
ولا تعزو الاحزاب العربية بشكل عام أهمية شديدة لنتائج العينات، بل ستعتمد على الطريقة القديمة، عن معطيات دقيقة من كل الصناديق ومن كل قرية ومدينة، عن البطاقات التي تنقل من يد الى يد حتى موقف الحاسوب في كل مقر. وشرحت أوساط التجمع والموحدة قائلة ان 'العينات تغلق في الساعة الثامنة أو التاسعة، وهذه ساعة هامة للمقترع العربي. وعليه، فان العرب يحصلون دوما على مقاعد اقل في العينات'.
عند منتصف الليل اتضحت الصورة: كل الاحزاب اجتازت نسبة الحسم. وبدأ الاحصاء الثانوي: من انتصر في كل قرية ومدينة. الاغلبية الصامتة التي صوتت بعدم اكتراث عادت الى النوم. احد لم ينتظر فجر الصباح.
ومع ان المقترعين العرب خرجوا في النهاية وصوتوا دون أن يتحاسبوا مع الاحزاب، ولكن سلوكهم يوم الانتخابات شهد على عدم الاكتراث، التعب وعدم الثقة بالمنظومة. كان هذا مثابة بطاقة صفراء من المقترع العربي للاحزاب العربية انطوت ايضا على القول: 'لا تهددونا كل مرة باليمين. تحدثوا مع الميدان وليس فقط مع النشطاء، اجروا حساب النفس، ادخلوا دما جديدا الى الاحزاب، اعرضوا أجندة واضحة وجبهة موحدة، وارفعوا الى السطح المواضيع الاجتماعية'.
ومع ذلك، يمكن للاحزاب العربية أن تتشجع من انه قل التصويت للاحزاب الصهيونية في الشارع العربي، وفي هذا المجال برز تآكل شامل. على الاحزاب الصهيونية أن تفهم بان الناخب العربي لم يعد في جيب أي حزب وان الجمهور العربي يريد أن يكون شريكا حقيقيا. هذا الجمهور يريد أن يبدأوا باحصائه، ليس فقط بالمقاعد بل وايضا كمواطنين وكبشر. هذه اقلية قومية تريد أن تعيش وان تنال الرزق بكرامة وأن تمنح مستقبلا افضل لاطفالها، جمهور يريد أن يحافظ على هويته أن يعيش بسلام مع جيرانه وأن يحصل على حقوقه، حسب العدل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
العلاج في انهاء الاحتلال
بقلم: جدعون ليفي ،عن هأرتس
بدأت المجاري تُسد في الفترة الأخيرة وتفيض؛ ويقولون ان هذا بسبب الساكنة في الطبقة الثالثة التي تطرح المناديل المبتلة في المرحاض. ولم يعد الدهان في بيت الدرج كما كان من قبل فيجب اعادة الدهان. وأصبح تفجر الأنابيب يتوالى فيُحتاج الى مُصلح لها؛ ويقول الجار من الطبقة الثانية انه يجدر تركيب إنتركوم لأنه أصبح يوجد وباء سطو في الحي. ويزعم جاره من الطبقة التي فوقه انه يجب تزفيت السطح. وتطلب البلدية موضعا لحاويات القمامة وتحتاج الاشجار في الساحة الى تقليم.
وهكذا اجتمع سكان البيت المشترك واختاروا لأنفسهم لجنة جديدة. واختير الجار الجديد صاحب الجيب بصورة مفاجئة في المكان الثاني، فهو وسيم يستقبل الجميع دائما بالسلام المهذب مصحوبا ببسمة واسعة في بيت الدرج ولهذا تم انتخابه.
اتجهت الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط الى الانتخابات. وقد كانت على لا شيء وأنتجت لا شيء. وقد بالغ المواطن في المكان الاول فيها، شمعون بيرس، في الثناء الموهوم عليها بقوله انها 'دولة مميزة لن تتخلى أبدا عن حريتها' وبقوله كذلك: 'دولة ناس يبنون ويقاتلون ويفكرون'. اجل كانت هذه انتخابات ناجحة لا مثيل لها للجنة المنزل.
أراد 'الناس المفكرون' في 'الدولة التي لن تتخلى عن حريتها' تنسيق حدائق، وحلموا بانتركوم وانتخبوا الجار المهذب. وانتُخب مرة اخرى ايضا الرئيس السابق الذي حرص على الهدوء بين الثانية والرابعة. والذين يعيشون في إنكار لا يمكن تصوره، وهم السكان، أخفوا الحقيقة المُرة مرة اخرى وهي ان المبنى كله يعتمد على أسس واهية. ولن يستجمع لا رئيس اللجنة السابق ولا الجار الجديد ما يكفي من الشجاعة للعناية بها.
لو ان يئير لبيد كان شجاعا بقدر كاف لوجب عليه ان يحاول ان ينشيء الآن ائتلافا بمشاركة احزاب الوسط اليسار والعرب والحريديين، فهذا ممكن وليس هو هذيان شتاء.
ومن المدهش كثيرا انه تحلل أمس من هذا الاحتمال مع القائه بعفن عنصري بقوله انه لا احتمال لأن يتجه الى كتلة حاسمة مع حنين الزعبي هذه. ونشك في انه يملك أصلا الشجاعة ليكون رئيس الوزراء. وقد يعتقد هو ايضا ان هذا المنصب أكبر منه. اذا كان الامر كذلك لماذا اتجه الى السياسة؟ وإن لم يكن فلماذا لا يحاول؟ لكنه سيحتاج الى الكثير من الشجاعة من اجل هدف آخر هو علاج الفساد الذي أصاب أسس المبنى والذي يهدد باسقاطه. وحينما تكون هذه صورة الوضع فلا داعي للعناية بالحديقة وبالانتركوم. وقد اختار لبيد الى الآن ان يعتني بهما فقط، أعني 'التساوي في العبء' و'الطبقة الوسطى'.
لا سبيل للعمل من اجل عدالة اجتماعية في اسرائيل في حين تُمرغ في التراب وراء الخط الاخضر. ولا يمكن العمل من اجل الطبقة الوسطى وتجاهل عار الفقراء هنا واللاجئين هناك. ولم يعد من الممكن تحصين الديمقراطية في حين تشتمل على احتلال. ولا يمكن الحفاظ على جهاز القضاء في حين يقوم على فساد، ومع وجود جهاز قضاء عسكري فاضح وتمييز ثابت في الجهاز المدني ايضا. ولا يمكن علاج الاقتصاد من غير وقف لتحويل المال المضاع الى ميزانية الأمن وتحويل المال الفاضح بقدر لا يقل عن ذلك الى المستوطنات.
ولا سبيل لتحسين مكانة الدولة الدولية من غير تحرير الشعب الفلسطيني من قبضتها، ولا يمكن علاج أمراض الدولة الكثيرة من غير اتخاذٍ قبل كل شيء لأكثر القرارات مصيرية وهو انهاء الاحتلال. فقد نفد وقت حكومة صيانة اخرى تعمل مثل لجنة منزل. وحكم هذه الحكومات أن تتلاشى وقد أثبت فشل الليكود ذلك. وأثبت أكثر الاسرائيليين في الانتخابات أنهم يتجهون الى لا شيء الى الصيانة والى الانكار والى دفن رؤوسهم في الرمل. وأثبت بنيامين نتنياهو هذا في سني ولايته. وأثبت لبيد ايضا في معركة الانتخابات انه ليست عنده نية اخرى وعاد أمس وأثبت انه متجه الى الصغائر.
'هل جئنا للتغيير'؟ هذه فرصة حياته وقد بدأ يضيعها. هل أفرطتُ في التوقعات منه؟ هذا بسبب اليأس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
مسؤولية لبيد
بقلم: أسرة التحرير ،عن هأرتس
يوجد مستقبل سيكون الكتلة الثانية في حجمها في الكنيست الـ 19 وزعيمه يئير لبيد سيؤدي دورا اساسا في تشكيل الحكومة القادمة. في خطاب النصر الذي القاه في ليل الانتخابات تحدث لبيد عن ثقل المسؤولية الملقاة عليه في أعقاب انجازه السياسي. لبيد محق: ملقاة عليه مسؤولية لحماية الديمقراطية الاسرائيلية وترسيخها ضد القوى التي تهدد بانهيارها من الداخل.
لقد رد الناخبون ادعاء أحزاب اليمين والاصوليين، والذي يقول ان 'الكتلة' برئاسة بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت تتمتع باغلبية لا جدال فيها بين الجمهور، تمنحها تفويضا بضم المناطق، بتوسيع المستوطنات، بتحطيم المحكمة العليا وبافناء الصحافة الحرة. ولكن الضربة التي تلقاها اليمين في صناديق الاقتراع لم تكن ساحقة والصراع على صورة الدولة سيستمر بكل شدته بعد الانتخابات ايضا.
في هذا الصراع يتعين على لبيد أن يرفع علم اسرائيل سوية العقل، المعتدلة، الساعية الى الانخراط في الاسرة الدولية والتي تحقق حقوق المواطن. الرجل الذي خرج الى حملة الانتخابات في مسألة 'اين المال' سيكون مطالبا الان بان يدفع الى الامام بتغيير ضروري في سلم الاولويات الوطنية: اقل للامن، للمستوطنين والاصوليين، في صالح سياسة مالية مسؤولة وحماية مصالح عموم الجمهور.
البرنامج السياسي الذي عرضه لبيد في حملة الانتخابات ملتزم باستئناف المفاوضات على اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل، في ظل الانسحاب من المناطق خارج الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية. تفاصيل البرنامج مثل 'القدس الموحدة عاصمة اسرائيل الخالدة' و 'البناء في المستوطنات لاغراض النمو الطبيعي' ليست مقبولة من الطرف الاخر، ولن تتيح تحقيق اتفاق. ومع ذلك فان لبيد ملزم بان يصر على تأييده للحل الوسط ولتقسيم البلاد. حذار أن تغريه اقتراحات نتنياهو لتعديل طريقة الحكم وتجنيد الاصوليين للجيش مقابل مواصلة سياسة الخارجية ذات نزعة القوة الضارة التي يتبناها الليكود بيتنا.
في ظل غياب معتدلي الليكود في الحكومة القادمة، بعد ابعادهم من القائمة للكنيست، سيكون فيها لبيد ممثل اسرائيل الليبرالية. ومثلما قال فان المسؤولية الملقاة عليه ثقيلة. محظور أن يخونها في صالح حقائب وزارية رفيعة المستوى أو وعود فارغة من المضمون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لم تحصل ثورة
بقلم: تسفي بارئيل ،عن هأرتس
الانتخابات، مثل الثورات، تشبه فقاعة أحلام تنسج حول وهم 'ماذا يحصل لو أن فقط...'. الأمل في التغيير، التوقع بالتجديد، بالقيادة الحكيمة، بالعلاج السحري الذي يعالج كل الامراض التي تراكمت بين الانتخابات والانتخابات، هو جزء من هدف الانتخابات، مثل الانتظار لنتائج اليانصيب. اسرائيل، نصفها على الاقل، تمنت ليلة الانتخابات أن تسمع مرة اخرى الشعار الساحر 'يا سادتي، تحول'. التصفيق والهتاف 'من كان يصدق'، او 'بالاجمال اردنا بعض الاحتجاج وها هو تحول'. كل هذا انتهى امس.
اليوم تبدأ عملية جمع وخياطة الركع لاعداد لحاف ما يستخدم شراعا للقارب المتهالك الذي يتعين عليه ان يشق دربه بين جبال الجليد العظيمة. والتعبير النقي لهذه المساومات هو 'سلم الاولويات'. وهذا حقل الغام متفجر لن يكون للجمهور فيه أي قدرة على التحكم، حيث ينفصل الناخب عن المنتخب لفترة طويلة. هذا هو زمن الوسطاء، التجار واصحاب الدكاكين.
من اصل قائمة طويلة من العناصر، مثل 'المساواة في العبء'، 'السكن القابل للتحقق'، 'المواطنة والولاء'، 'تقسيم القدس'، 'المسيرة السياسية'، 'التهديد الايراني'، 'الاشتراكية الديمقراطية'، سيتعين على المنتخبين أن يقرروا ليس على ماذا وضد ماذا سيقاتلون، بل ان يختاروا كم مرنا يمكن لعامودهم الفقري أن يكون.
لا ينبغي الغضب أو الشعور بالاهانة من أن تتحول الخطوط الحمراء ما قبل الانتخابات الى خطوط في الرمال. فكلنا كنا نعرف بان الوعود جيدة للانتخابات فقط. صحيح أنه يخيل وكأننا اخترنا ممثلي المبادىء وحاملي العالم، ولكننا في نفس الوقت راهنا فيما اذا كان فلان أو علان سينضم الى بنيامين نتنياهو او يبقى في المعارضة. فحصنا دواخل المرشحين اذا كانوا سيعلنون بشكل مطلق او تظاهري بانهم لن ينضموا الى حكومة نتنياهو.
ليس سلم الاولويات هو الذي وجه الانتخاب بل الابتعاد أو الاقتراب من الليكود بيتنا، والذي اصبح بوصلة ومؤشرا على سلم القيم، بل ان لقبا مؤثرا منح لهذا النوع من الانتخاب: انتخاب استراتيجي. وخلافا للتصويت حسب أمر الضمير، فان مثل هذا الانتخاب شجع التصويت حسب المساواة الائتلافية المتوقعة التي سيجريها حزبـ 'نا' مع حزب الاغلبية. وهذا ليس اعتبارا مرفوضا. فهو يعتمد على اي حال على الموافقة بان المبادىء المتصلبة جدا هي سور منيع ضد الانضمام الى الحكومة.
فالجلوس في المعارضة هو عقاب. وهو مخصص للعرب، لليهود محبي العرب ولمن أدار مفاوضات فاشلة. اما اليهود الحقيقيون فيلبسون على نحو جميل، ينضمون الى الطاولة ويتصرفون بكياسة. ليس 'سلم الاولويات' الوطنية المحمل بالمصائر هو الذي يخضع للمساومة بل عدد الوزراء ونواب الوزراء الذي سيحصل عليه الراكب بالمجان. إذ ما هو مجد اكثر ليئير لبيد 'المساواة في العبء' أم حقيبة التعليم؟ ما الذي ستفضله تسيبي لفني، وزارة الخارجية أم الوقوف في البرد مع يافطة تدعو الى 'تجميد المستوطنات'، وكم نحن نؤمن حقا بان شيلي يحيموفيتش حصينة أمام 'العرض المرفوض'؟
ليس في هذه الانتهازية أي جديد بل انها هذه المرة تبلورت تقريبا لذاتها. لن نغضب من لبيد، لفني أو يحيموفيتش، اذا ما انضموا الى ائتلاف برئاسة نتنياهو. فهذا ما نتوقعه. سنسخر منهم، ليس اذا ما تخلوا عن مبادئهم بل اذا ما باعوها بثمن زهيد.
لم تحصل في هذه الانتخابات اي ثورة. وفي اقصى الاحوال اتسعت وتحددت مواقع الحراك بين اليسار واليمين. خيمة المعسكر الوطني امتدت الى كل صوب كي تدخل اليها عناصر جديدة، اولئك الذين علقوا في منتصف الطريق، في 'الوسط'. وهذا هو. القرعة انتهت، وبطاقتنا مرة اخرى لم تفز فيها. أما الان فينبغي أخيرا الشروع بالقلق حقا. فأحد ما يتعين عليه أن يدفع ثمن العجز، كلفة فشل المسيرة السلمية، توفير خيبة الامل من عدم المساواة وكذا الاخراج من الجارور التهديد الايراني. خسارة، كان لطيفا بالذات الجلوس في غرفة الانتظار السياسي، حيث كان فيها أمل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اسرائيل ليست يمينية
بقلم: آري شبيط ،عن هآرتس
ان نتائج الانتخابات هي قبل كل شيء نتائج شخصية لأن أحد المرشحين (بنيامين نتنياهو) فشل فشلا ذريعا، ولأن مرشحا آخر (يئير لبيد) فاز فوزا لامعا. وسيضطر الاثنان الآن الى العمل معا وتشكيل حكومة. نجح الليكود بيتنا في ان يهزم نفسه بواسطة يوجد مستقبل وجعل حكمه الذي لا منازع فيه تاريخا.
إن نشوة المستوطنين والقوميين بالقوة نفرّت الجمهور منهم ومكّنت نجم تلفاز بلا تجربة حكومية من ان ينقل 4 نواب حاسمين أو 5 من كتلة اليمين الى كتلة الوسط. وهكذا وعلى نحو لم يتوقعه أحد نشأ ما يشبه التعادل بين الكتلتين وانقضت ملكية الملك بيبي القصيرة. يبدو ان نتنياهو سيفوز بولاية ثالثة لرئاسة الوزراء لكنه لن يحكم الدولة لأن حياته لن تكون حياة من الجهة السياسية (في الداخل والخارج).
إن نتائج الانتخابات هي ايضا نتائج بنيوية: فهي تعيد اسرائيل الى الوسط. أدرك اريئيل شارون قبل عشر سنوات ان منجم الذهب السياسي موجود في وسط الخريطة السياسية ولهذا نقل الليكود في 2003 الى الوسط وانشأ كديما في 2005 وأصبح ملك اسرائيل. وأدرك نتنياهو ايضا ان الحظ موجود في الوسط لكنه رفض ان يعمل بحسب ادراكه. لم يقم في 2010 بعمل سياسي ذي شأن ولم يتبنَ في 2011 الاحتجاج في رضا وتسليم وفي 2012 أضاع فرصة ذهبية لحكومة وحدة مع شاؤول موفاز. وفضل نتنياهو بدل المخاطرة التي يشتمل عليها السير الى النور ان يبقى في الظلام مع الحريديين والمستوطنين الذين جازوه بأن استغلوه وسرقوا حزبه.
وهكذا فان الرجل الذي لم يسر الى الوسط عن اختيار وقوة سيُجر الآن مُرغما الى الوسط. لكن الدرس سيتم تعلمه. وسيتذكر نتنياهو نفسه وورثته في قيادة الليكود جيدا ان اليمين المتطرف هو الذي أسقطهم في 1992، وأسقطهم في 1999 وحطمهم في 2013. وقد انتهت هذا الاسبوع الرحلة الحمقاء لليمين الى يمين اليمين وبدأت رحلة اليمين الجديدة الى الوسط.
لكن لنتائج الانتخابات فوق كل شيء معنى هوية لأن عنوانها الحاد هو عنوان من ثلاث كلمات وهو: اسرائيل ليست يمينية. فقد ثبت هذا الاسبوع ان اسرائيل، بخلاف الانطباع الذي نشأ في البلاد وفي العالم ايضا، ليست مسيحانية وليست عنصرية وليست معادية للديمقراطية وليس وجهها وجه موشيه فايغلين.
بخلاف الشعور الذي ساد هنا في المدة الاخيرة، ليس كل شيء مظلما ولا ضائعا في هذه البلاد بل يوجد أمل. صحيح ان التمرد الهاديء الذي حدث أول أمس في صناديق الاقتراع هو تمرد مجنون شيئا ما ايضا، فما كان يجب ان يواجه الوسط الجديد ناخبيه على هذا النحو، وما كان يجب ان تبدو قائمة لبيد على هذا النحو. ولوحظت في المعركة الانتخابية نفسها وفي صور التصويت ايضا الجهل والسطحية لعصر الرياليتي. ومع كل ذلك فان التمرد هو تمرد واعد لاسرائيل السليمة العقل على اسرائيل الهاذية. والتمرد هو تمرد مدهش لاسرائيل المستنيرة على اسرائيل الظلامية. ويتبين الآن ان الاسرائيليين الجدد في 2013 هم صهاينة عامون جدد يقولون: دعونا نحيا، دعونا نحيا في هذه البلاد.
إن الكرة الآن في يدي نتنياهو ولبيد. ويُكمل هذان الاثنان بمعنى ما بعضهما بعضا، فلنتنياهو فهم تاريخي، وللبيد عقل سليم؛ ولنتنياهو تجربة، وللبيد توجه ايجابي الى الحياة؛ ولنتنياهو قدرات سياسية واقتصادية، وللبيد قدرات شعورية وانسانية. فاذا تسامى كلاهما على أنفسهما وكفا جماح غريزتيهما وبنيا ثقة متبادلة فسيستطيعان ان يكونا فريقا قائدا غير سيء.
إن الأمل الحذر المفاجيء الذي دسه مواطنو اسرائيل أول أمس في صناديق الاقتراع الزرقاء هو أمل لا يجوز ادارة الظهر له. وفرصة نتنياهو الأخيرة هي الفرصة الاولى للبيد والفرصة الكبرى لنا جميعا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
صيغة سحر سياسية عابثة
بقلم: نداف هعتسني ،عن معاريف
في أول خطاب القاه في بيت سكولوف (مقر الصحافة) تحدث يئير لبيد عن حق عن المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتقه. فالملابسات الخاصة ونتائج الانتخابات تضع امكانيتين فقط إما أن تقوم حكومة تحدث ثورة مدنية، او نتوجه بسرعة الى انتخابات جديدة.
يمكن للثورة ويجب ان تحدث في مجال ربط الاصوليين بالخدمة والعمل، وفي مجال التحول الليبرالي للاقتصاد والمجتمع. تحول يزيل الخانق الضريبي واللجان ويؤدي الى تسهيل اقتصادي على من يعمل بكد ولا يزال يعاني. غير أنه في الطريق الطريق الى الثورة يجب على لبيد وزملائة أن يتغلبوا على الشر الفلسطيني الذي يسممنا عبثا.
لسنوات طويلة ونحن أسرى مجموعات ضغط، ولا سيما الاصوليين، الذين يستغلون الصراع المصطنع بين اليمين واليسار. وقادة يوجد مستقبل ملزمون بان يفهموا بان في أيديهم طرف خيط نادر يمكن أن يحدث تغييرا في مسار عيش دولة اسرائيل ولكن فقط اذا ما تمكنوا من التعمق في ما هو ممكن وليس في ما سيفجر كل شيء.
الارقام تضع الليكود، يوجد مستقبل والبيت اليهودي كاساس طبيعي لائتلاف يمكنه أن يضم عنصرا واحدا أو اثنين، وان يدفع الى الامام بنقاط اطلاق عديدة قائمة بينهم فالمجال الاقتصادي والاجتماعي ومجال المساواة في العبء، لا يوجد فيهما اي خلاف بين هذه الاحزاب الثلاثة.
لقد حاول محللو اليسار أن يخلقوا ربطا متعذرا بين لبيد ويحيموفتش ولفني. ولكن بين لبيد ويحيموفتش تنفتح هوة ايديولوجية في مجالي الاقتصاد والمجتمع.
ويخيل أن مع لفني ايضا، التي اصبحت توأما لميرتس، الفجوة واسعة. ولا بد أن لفني لن يكون بوسعها ابتلاع رفض لبيد لتقسيم القدس. فمن مثلها يعرف انه بدون القدس كعاصمة فلسطين لا يمكن تلقي حتى فنجان قهوة من أبو مازن.
بين لبيد ومعظم أعضاء الليكود وكل أعضاء البيت اليهودي يوجد خلاف واضح في الموضوع الفلسطيني. ولكن معظم ناخبي لبيد لم ينتخبوه كي يرفع ابو مازن الى الاعلى. فقد كانت لهم عناوين افضل لهذا الشأن. الكثيرون منهم جاءوا بالذات من الليكود وصوتوا للبيد كي يحدث الثورة التي وعد باحداثها، والتي تقلب أمعاء المعسكر الاصولي وتتناقض مع الطريق الاشتراكي الشيوعي للعمل وللجبهة الديمقراطية. وفي هذه الساحة بالذات يوجد للبيد شركاء يتوقون للانذار الذي سيطرحه على رئيس الوزراء إما المساواة في العبء وإما لا شيء.
صحيح أن نتنياهو سيضطر الى تهديد شركائه التاريخيين من شاس ومن الاغوداة ولكن اذا كانت شاس محبة للحياة، فانها هي ايضا ستخضع وتستسلم. والا، فحتى احزاب اليسار ستجد صعوبة في الا تؤيد الحكومة من الخارج.
وبمناسبة الموضوع الاقتصادي، لا ريب ان المعسكر الاجتماعي بعث ريحا عظمى في أشرعة لبيد. غير أن هذه الريح تختلف تماما عن تلك التي خطط لها قادة المعسكر. فالقادة جاءوا، في معظمهم إن لم يكن جميعهم، من نوع اشتراكي وفوضوي. وقد نجحوا في المس بوتر حساس عميق وواسع من خيبة الامل العامة، من جانب اولئك الذين لا يشاركون في مذهبهم الفكري.
هذا الاسبوع، تركت الريح الكبرى جانبا محدثي الاحتجاج، الذين تبين أن ليس لهم أكثر من 15 مقعدا. وصوت مؤيدو لبيد بشكل واضح: لا نريد اشتراكية ولجان ابتزازية، نريد حرية وتخفيض أسعار.
على لبيد ورفاقه أن يستوعبوا أن ليس لبنيامين نتنياهو ايضا خيار السير يسارا في المجال السياسي. نتنياهو، ضعيف ومرضوض كنتيجة للاخطاب الجسيمة التي ارتكبها في حملة الانتخابات، يقف على رأس حزب معظم اعضائه سيسقطوه اذا حاول حقا التوجه الى الاتجاه الفلسطيني. وعليه فان التحدي كبير والفرصة عظيمة. ومن يقرر تفويتها بسبب صيغة سحر سياسية عابثة سيحكم علينا بانتخابات جديدة قريبة ويحكم على نفسه بوصمة عار.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ


رد مع اقتباس