أقلام وآراء (255)
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. يوسف رزقة
- مصر بين دعاة الهدم والتخريب ودعاة البناء والتعمير
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، جمال أبو ريدة
فلسطين الآن ،،، خالد أبو الخير
فلسطين الآن ،،، أحمد محمد أبو عامر
- الإعلام المصري والتحريض على حماس والإخوان
الرسالة نت ،،، مصطفى الصواف
|
ليس فيلماً؟!
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. يوسف رزقة
ليس فيلما؟ ما عرضته وسائل الإعلام الصهيونية عن انهيار قبة الصخرة في ساحة المسجد الأقصى، وبروز الهيكل المزعوم في مكانها، ليس مجرد فيلم من نسج خيال مريض كما قد يتصور المدافعون عن الفن وعن حرية الخيال.
الفن المجرد شيء، والفن حين يتلبس بواقع ملتبس شيء آخر، لقد وصل (الخيال والفن) إلى القمر وإلى غزو الفضاء قبل أن تصله إليه وكالة (ناسا) وغيرها من الوكالات العلمية المختصة، وكثيرة هي السياسات والحلول والمشاريع التي تحدثت عنها الروايات قبل أن يجسدها القادة على أرض الواقع. أن يسبق الفن والخيال العالم قضية لا حرج فيها ولا اعتراض عليها. ما عرضته وسائل الإعلام الصهيوني حول المسجد الأقصى وقبة الصخرة ليس من هذا النوع، إنه من نوع الأفلام والرسوم المسيئة التي صنعتها أوروبا ودافعت عن الآثمين باسم الفن والحرية. ثمة استراتيجية صهيونية هي في ميدان المنافسة بين الأحزاب الصهيونية حول استعادة الهيكل المزعوم، وثمة عمليات تنقيب أثرية خطيرة تجري منذ عشرات السنين بزعم البحث عن آثار الهيكل المزعوم، واستعادة وجوده.
لم تصل المنافسة بين أحزاب اليمين والمتدينين غايتها في هذا الميدان، لأنه لا وجود للهيكل أصلا تحت سطح المسجد الأقصى أو ساحاته التي بارك الله فيها وفيما حولها. إن عدم وصول المنقبين عن الآثار إلى الهيكل لا يعني أن توقف التخطيط الصهيوني عن إقامة الهيكل وهدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وما ظهر في الفيلم الأخير هو تعبير عن هذه الرؤية الصهيونية وهذا التخطيط المستمر. التخطيط المستمر لا يقف عند مجرد إتمام الرسوم الهندسية، أو توفير الأموال اللازمة أو إقامة نماذج مصغرة للهيكل بحسب أوصافه في التوراة المحرفة، بل يتعدى ذلك إلى تهيئة الأجواء النفسية والسياسية والاجتماعية لتقبل هذا الحدث الكبير ذي التداعيات الكبيرة.
إن مقتضيات علم النفس وعلم الاجتماع، إضافة إلى علوم السياسة والرأي العام توجب على من يريد القيام بعمل كبير وخطير، كهدم قبة الصخرة وإقامة الهيكل على أنقاضها، أن يقوم بعمليات تهيئة وترويض للرأي العام وعمليات امتصاص لمشاعر وغضب الرافضين، وعمليات قياس رأي وكشف عن المتوقع وعن غير المتوقع من ردود الأفعال. ما نشرته وسائل الإعلام الصهيوني ثم سحبته من التداول ليس مجرد فيلم يقوم على الخيال، وإنما هو فيلم يجسد الأهداف والخطط آنفة الذكر، ويبدو أن ساعة الصفر للوصول إلى الأهداف العنصرية الخبيثة قد اقتربت وأن فتور ردود الأفعال العربية والإسلامية والدولية على ما ظهر في الفيلم سيغري دعاة الهيكل وزعماءه على المضي قدمًا في مخطط هدم قبة الصخرة وإقامة الهيكل، لذا رأينا أن ننبه القيادات الفلسطينية إلى أعماق هذه المعركة، وإلى ما هو خلف هذا الفيلم المسيء لكي تتخذ الخطوات المناسبة محليًا وعربيًا وإسلاميًا ودوليًا قبل فوات الأوان. اللهم فاشهد.
مصر بين دعاة الهدم والتخريب ودعاة البناء والتعمير
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، جمال أبو ريدة
آلمت الأحداث الأخيرة التي شهدتها مصر في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير الكل العربي والمسلم على حد سواء، وذلك للشعور العربي والمسلم بأن ما يجري في مصر ليس مجرد احتجاجات عفوية على أحكام محكمة جنايات بورسعيد السبت بإعدام 21 متهمًا في قضية أحداث إستاد بورسعيد ,التي راح ضحيتها 72 شخصًا في فبراير 2012م، وإنما هي احتجاجات "مدبرة" تقف خلفها أطراف عدة (داخلية وخارجية)، لتحقيق جملة من الأهداف، في مقدمتها "إشغال" مصر الثورة عن أخذ دورها السياسي والتاريخي، على كافة ومختلف الصعد الداخلية،والعربية،والإقليمية، والدولية وهي الأدوار التي من شأنها أن تغير كثيرًا من قواعد اللعبة في المنطقة العربية على وجه التحديد، وتحديدًا وقف التغول (الإسرائيلي) بحق الشعب الفلسطيني، ولعل ظهور مجموعات مسلحة بأسماء كثيرة كمجموعة (البلاك بلوك) وغيرها من المجموعات السوداء، واستخدامها السلاح ضد رجال الشرطة والجيش معًا، يكفي للتأكيد على أن الأحداث الأخيرة مدبرة منذ فترة لإشاعة الفوضى والدمار في مصر، بهدف الانقلاب على الثورة، ونتائج الانتخابات الرئاسية، وليست عرضية وعفوية كما يحاول البعض أن يشيع.
ولعل ما يؤكد على أن ما يجري في مصر من احتجاجات، ليس بالحدث العرضي، وإنما هو مؤامرة مدبرة منذ فترة، هو الزج باسم حركة "حماس" فيما يجري من أحداث، واتهام بعض القنوات الفضائية المصرية المحسوبة على النظام المصري المخلوع، للحركة بإرسال سبعة آلاف من عناصرها لقمع المحتجين المصريين في مدن القناة (بورسعيد، السويس، الإسماعيلية)، ومساعدة الرئيس مرسي على ضبط الأمور هناك، وهي أكذوبة "مفضوحة" و "مختلقة"، بل هي من أكاذيب النظام المخلوع، التي حاول جاهدًا إلصاقها بالحركة لتشويه صورتها لدى الرأي العام المصري، ولكنه فشل لأسباب كثيرة لا يتسع المقام للوقوف عليها، فـ "حماس" منذ انطلاقتها في العام 1987م، لم يسجل عليها التدخل في الشأن الداخلي العربي، بل لم يسجل عليها أن انحازت لطرف على حساب طرف آخر، ولعل موقفها مما جرى ويجري في سوريا منذ عامين تقريبًا، يكفي للتأكيد على أن الحركة قد آثرت الخروج من سوريا منذ بداية الأحداث، لرفضها القاطع أن تكون طرفًا فيما يجري من أحداث في سوريا، رغم أن النظام السوري قد قدم للحركة الكثير طوال السنوات الأخيرة من عمر الحركة، وتحديدًا منذ أن عمد النظام الأردني إلى طرد رئيس المكتب السياسي للحركة من عمان في العام 1999م.
وعلى الرغم من أن ما يجري في مصر هو مؤامرة مدبرة بامتياز، و"مفضوح" أطرافها وأهدافها، فإن الرئيس مرسي مطالب بالتحرك العاجل لاحتواء الأمر كله، من خلال التقدم بمبادرة سياسية عاجلة تستجيب لمطالب بعض القوى السياسية المصرية المعارضة من جانب، وتكفي لحشر من يقف خلف الاحتجاجات الأخيرة في الزاوية من جانب آخر، كما أن المؤسسة العسكرية والأمنية مطالبتان بالتحرك العاجل لإشاعة الأمن والنظام في ربوع مصر، وذلك لقطع الطريق على هذه المجموعات من تهديد حياة وأمن المواطن المصري، وللتأكيد على أن الدولة المصرية أقوى من كل هذه المجموعات الإرهابية، كما أن الرئاسة المصرية مطالبة بالاستمرار في عملية التنمية والبناء التي من شأنها إشاعة الرخاء الاقتصادي، والتخفيف من نسبتي الفقر والبطالة المرتفعتين في مصر، والتي من شأن التغلب عليهما زيادة حجم الالتفاف الشعبي حول الثورة، ونبذ ما تبقى من بقايا النظام المخلوع، الذين يصارعون "الموت" من أجل العودة إلى الحكم بأي وسيلة وطريقة، ولعل ما يشجعهم على ذلك هو تحكمهم في الكثير من مفاصل الدولة المصرية إلى غاية هذه اللحظة، الأمر الذي "عطل" الكثير من الإجراءات التي قامت بها الرئاسة والحكومة المصرية معًا للتغيير والإصلاح المنشود.
وما يحسب للرئاسة المصرية في هذه الأحداث الأخيرة، أنها قد شددت على كافة عناصر الشرطة والجيش بالسماح بالتظاهر السلمي للمواطنين المصريين والأحزاب والقوى السياسية مع وجوب الحماية الأمنية القانونية للمجتمع، وعدم استخدام السلاح مطلقًا في مواجهة هذه التظاهرات، وذلك لإدراكها الجيد بنوايا أطراف المؤامرة جميعًا، التي تتحين الفرصة للإيقاع بين المواطنين والجيش والشرطة، لإحداث فوضى عارمة وسقوط قتلى وجرحى، تكون مدخلا لإشغال الرئيس مرسي عن تحقيق أي من برنامجه السياسي خلال فترة ولايته، والأخطر من ذلك هو إبقاء الرئاسة المصرية في دائرة الفعل وردود الفعل، الأمر الذي من شأنه أن يفقد المواطن المصري لنعمتي الأمن ولقمة العيش الكريمة معًا، وهي البداية للهجوم أكثر على الرئاسة المصرية، ولكن هذه المرة بحجة الفشل في الحفاظ على نعمتي الأمن ولقمة العيش الكريمة للمواطن المصري، وتكفي الأيام القادمة للتوضيح أكثر، أن الرافعة الأهم لقطع الطريق على كل المتآمرين على مصر هي البدء في عملية البناء والتعمير، لتحرير مصر من دعاة الهدم والتخريب.
نهاية رجل ''غير شجاع''
فلسطين الآن ،،، خالد أبو الخير
على خلاف مفيد الوحش في رائعة حنا مينة "نهاية رجل شجاع"، الذي قبض على عدوه اللدود "الزلقوط"، وقفز به منتحراً من فوق جرف عال إلى البحر. تبدو نهاية القائد الفلسطيني محمد دحلان أقرب الى الخيال، عندما تحول، بقدرة قادر إلى "شيال".
الفرق أن مفيد الوحش الذي عاش بطلاً دون ان يحوز أياً من المناصب، وانتهى على كرسي متحرك بعد ان بترت ساقيه، عاش ومات أميناً على مواقفه ومؤمنا بحريته وبطولته، أما دحلان المولود عام 1961، وتقلب في شتى المناصب في حركة فتح والسلطة الفلسطينية حتى أصبح "قائداً وطنياً" ورقماً صعباً، ما زال بكامل صحته وعافيته منتصباً على قدميه.
لم ألتق بحياتي محمد دحلان، وليست لدي أسباب شخصية لكرهه أو الحقد عليه، بيد أن ما اعتراني حين شاهدت الفيديو الذي ظهر به مدير الأمن الوقائي الأسبق أثناء مرافقته وزير خارجية الإمارات الأمير محمد بن زايد في زيارة لنادي رد ستار الصربي.. هو شعور بالأسى.
دحلان الذي ما فتئ يناكف ويناصب حركة حماس والسلطة الفلسطينية العداء، بعد ان "كحش" من غزة أولاً، ومن مناصبه في السلطة ثانياً، يظهر في الفيديو خلف محمد بن زايد، الذي يمد اليه كيسا حشرت فيه هدية النادي إليه.. أي الى الشيخ، فيتناولها دحلان من يده، ويشرع بترتيبها، والابتسامة لا تغادر شفتيه.
تخيلوا.. دحلان الذي لطالما اعتبر نفسه رقماً مهماً، وأكبر من حجمه، وكان قائد الامن الوقائي الذي يحقق مع المناضلين، ويزج بهم في غياهب السجون، وينسق مع "إسرائيل"، وادعى امام واشنطن والكيان الصهيوني انه يمتلك السلطة والقوة، وقيادي بارز من فلسطين، يمكن أن يخلف الرئيس الراحل ياسر عرفات ومن ثم محمود عباس. دحلان الذي وثق به الشعب الفلسطيني ولو لفترة، ورفع مقامه، واحترمه، ليس أكثر من "شيال"، وفرداً من حاشية شيخ من الخليج.
هذا ما أبرزه الفيديو المشار اليه، وليس أنا.. فيا أسفاه.
ربما يجد دحلان العزاء بالمليارات التي يحوزها، والشركات التي يملكها والطائرات واليخوت والقصور الفارهة التي يعيش بها.
ريما يجد العزاء في التنقل بأحدث السيارات وارقاها واغلاها، في لعب"الجولف" أو الركمجة أو السهر "بالبيجامة " مع "رعيل" ما زال يناديه بالاخ القائد، لكنه سيجد صعوبة في النظر الى المرآة، او في أي لوحة علقها على جدار منزله لفلسطين، او في عيني طفل فقد أباه، واقفاً على رجليه.. كما الاشجار التي تموت واقفة.
مفيد الوحش مات على طريقته، بطلاً وربما متهوراً، إنما شجاعاً، أما دحلان فتمتد الحياة به.. لكن حلم الموت بالقفز من فوق جرف عال ممسكاً بعنق أي من أعداء شعبه، لا يراوده البتة.
هذه المقالة لن تعجب الكثيرين، خصوصا وان للقائد "الفذ" أحبابا وأصحابا بين ظهرانينا، سبق ان استضافوه في بيوتهم ومكاتبهم، واحتفلوا به واحتفل بهم، وتربطه بهم وتربطهم به مصالح وخطط وربما صفقات وعمولات. لهم أقول: ليس إلا تباً.
قوات حماس "المجوقلة"
فلسطين الآن ،،، أحمد محمد أبو عامر
لم أفاجأ -كما الكثيرين- من الاتهامات الإعلامية المصرية حول دخول الآلاف من عناصر "حماس" إلى مصر من أجل مساندة الرئيس المصري "محمد مرسي" في وجه معارضيه من الفلول وجبهة الإنقاذ، فقناعتي أن نصف المشاكل التي تعاني منها مصر هي بسبب منظومتها الإعلامية الفاسدة.
فتلك المنظومة التي تعد إحدى ركائز الدولة العميقة، وجدت من أجل تشويه التيار الاسلامي وليس من أجل النهوض بإعلام مصر ليكون في مقدمة الإعلام العربي "المتهالك"، ولنا في سلسلة البرامج المختلفة والموجات المفتوحة منذ سقوط نظام مبارك وحتى اليوم خير دليل.
بل وأكثر من ذلك، لا أستبعد أن تقطع تلك القنوات برامجها بصورة مفاجئة وموحدة في يوم من الأيام، لتبث خبراً عاجلاً أن قوات حماس "المجوقلة" قد نزلت على الشواطئ المصرية، وتقوم بفرض حصار محكم على مصر، فيما قامت عناصر أخرى بالسيطرة على قناة السويس.
وبديهياً أن تنفي حركة حماس تلك الاتهامات -التي لا يصدقها إلا "السفهاء والأغبياء"-، رغم استغرابها من استمرار تلك الوسائل في التحريض ضد الحركة حتى بعد سقوط نظام مبارك.
وقد يقول البعض إننا في القرن الحادي والعشرين ولا يمكن لأحد أن يصدق تلك الأكاذيب التي تطبخ في تلك القنوات، ولكن للأسف الشديد ما نلاحظه أن كثيرين -سواء من الشعب المصري أو العالم العربي- يصدقون تلك الادّعاءات، فما زرعته الأنظمة الساقطة من تشويه خلال عشرات السنوات عن الاسلاميين أصبح كشيء مسلم به عند الحاقدين على التيار الاسلامي.
والسؤال المطروح، ما هو الحل في مواجهة الطوفان الإعلامي الفاسد؟.
باعتقادي أن المشكلة لا تحل بإغلاق قناة هنا أو هناك مثلما حدث مع قناة "الفراعين"، أو رفع دعاوى في المحاكم على مقدمي البرامج، -وإن كان القانون لا بد أن يُفعّل كرادع- ولكنه قد يأتي بنتائج عكسية في كثير من الأحيان.
وإنما الحل من وجهة نظري هو القيام برفع كفاءة الإعلام "المضاد" ليكون على قدر المسئولية في دفع التهم الكاذبة وإقناع الجماهير في كل أنحاء الوطن العربي والاسلامي بما يقدمه. فالحجة لا تواجه إلا بالحجة. إضافة إلى القيام بمحاولة ضم أكبر عدد من القنوات التي تقف في المنطقة الرمادية رغم قلتها، والعمل على تجفيف منابع التمويل الرئيسية للمنظومة التحريضية في الخليج العربي عبر تحسين العلاقة مع تلك الدول.
ولا ننسى تفعيل منظومة الإعلام الجديد، التي أصبحت تفوق الفضائيات في المتابعة ونشر المعلومات سواء الصحيحة أو المضلّلة، وتجنيد أكبر عدد من الشباب أو ما اصطلح عليهم البعض مجموعات "الشباب الرقمية" في نشر المعلومات والوقائع الصحيحة التي تعالج الصورة الخاطئة في أذهان الشعوب.
نهايةً، الرئيس "مرسي" وجماعة الاخوان ليسوا بحاجة لحركة حماس سياسياً أو عسكرياً، فجماهير الاخوان ومؤيدو الجماعة قادرون على الوقوف في وجه خصومهم السياسيين، فيما حال غزة وحماس يقول لإعلام مصر "اتركونا وشأننا. لدينا عدو مشترك نعد العدة له لنصده عنا وعن مصر التي تعد البوابة الوحيدة لنا على العالم، ولا يمكن أن نزعزع أمنها –فهل يبصق عاقل في صحن يأكل منه-؟!.
الإعلام المصري والتحريض على حماس والإخوان
الرسالة نت ،،، مصطفى الصواف
حاولت أكثر من مرة الكتابة حول استنساخ حملة التحريض التي تمارسها بعض وسائل الإعلام المصرية على حركة حماس وقطاع غزة من خلال سياسة الكذب والتلفيق والفبركة الإعلامية ونشر أخبار بلا مصدر سياسي أو أمني أو مسئول، وكل ما هنالك يتم الحديث عن مصادر مجهولة تحت شعار رفضت الكشف عن اسمها أو مصادر خاصة أو جهات أمنية أو تقارير مخابراتية، وهذه المسألة نحن كإعلاميين وصحفيين ندركها ونعلم خفاياها، وهي تضع عنصر التشكيك مباشرة فيما ينشر فور إسناد أي معلومات إلى مصادر مجهولة أو مسئولة دون ذكر اسمها.
ولكن آخر الفبركات التي تحدثت عنها بعض وسائل الإعلام المصرية من أن جهات أمنية مصرية رصدت دخول سبعة آلاف مقاتل من كتائب القسام وحماس إلى الأراضي المصرية من أجل إسناد الدكتور محمد مرسي في مواجهة الأحداث الجارية دفعتني للكتابة، وهذه الفبركة الإعلامية قالت أن الآلاف السبعة - بقدرة قادر- اختفت وأنها ذهبت إلى المدن المصرية وخاصة القريبة من سيناء ( السويس ، بور سعيد ، الإسماعيلية ) وكأن لسان حالهم يقول بأنهم هم من يطلق النار ويقتل المصريين.
هذه الأكاذيب ليست جديدة على هذا الإعلام المصري الذي خرج في أعقاب تفجيرات كنيسة القديسين في الإسكندرية ووجهت أصابع الاتهام إلى حماس والقسام وأنها من نفذت هذه الجريمة البشعة، وتبين فيما بعد أن جهات تابعة لوزارة الداخلية المصرية هي من نفذت التفجير الذي أودى بحياة العشرات من الآمنين لتحقيق أهداف تخريبية وسياسية خدمة لنظام مبارك.
موقعة الجمل التي جرت في ميدان التحرير أيضا اتهم هذا الإعلام الكاذب أن منفذي هذه الجريمة هم من عناصر حماس والقسام ولحق بذلك حديث عن عناصر حماس في وسط المتظاهرين كما يجري هذه الأيام وأنها هي التي تمارس عملية القتل، وتبين بعد ذلك أن من قام بالعدوان هو مجموعة من البلطجية أو عناصر تابعة لرجال المال الموالين للنظام والذين أطلق عليهم الفلول وأنصار الحزب الوطني المنحل.
واليوم هذا الإعلام والذي هو امتداد لذلك الإعلام المصري الذي مارس الكذب ينتج نفس الرسالة الكاذبة ويعمل على ترويجها من أجل إلصاق التهمة بحماس وربطها بالإخوان وكأن الإخوان استعانوا بحماس من أجل تنفيذ مثل هذه العمليات الإجرامية التي تقوم بها مجموعات مسلحة معلومة للأمن المصري وللإعلام المضلل الكاذب وعلى رأسها مجموعات ( البلاك بلوك ) والتي ظهرت بوضوح في كافة ميادين المواجهة التي تجري بين المتظاهرين وقوات الأمن التي تتصدي لعمليات التخريب والقتل الممنهج والهادف إلى تدمير مصر وتخريبها حتى تنهار ما يحقق أهداف من يقف خلف هذه المجموعات سواء قيادات داخلية أو خارجية.
وفي هذه العجالة سأسوق ما يدحض هذه الاتهامات وهو أن الثورة المصرية بالنسبة للشعب الفلسطيني ونجاحها هي أُمنية ، لأن نجاح الثورة هو نجاح للقضية الفلسطينية، وحماس ومن باب التأكيد نقول أن سياستها هي عدم التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد عربي، كما أن من مصلحة حماس استقرار الوضع في مصر واستقرار حكم محمد مرسي وان الفوضى والقتل والدماء التي تسيل ستؤدي إلى زعزعة السلطة والحكومة والرئاسة المصرية، وهذا أول ما سيضر بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وحركة حماس.
نقطة ثانية أريد أن أتحدث فيها وهي أن الإخوان الذين ينتمي إليهم الدكتور محمد مرسي لم يتدخلوا فيما يجري ويرفضون النزول إلى الشوارع ولديهم القدرة والإمكانيات على المواجهة والنزول؛ ولكنهم يدركون حجم المؤامرة، ويدركون أن كثيرا من الأطراف تريد من الإخوان النزول إلى الشارع وإحداث فتنة واقتتال داخلي حتى تثبت الاتهامات التي تروج لها المعارضة وأصحاب المصالح الخاصة بأن الإخوان هم من يمارسون القتل والتخريب، علما أن مقارهم هي التي تتعرض للحرق والتخريب، لذلك ترفض جماعة الإخوان النزول للشارع حفاظا على الدم المصري ووقف حالة التدهور الأمني لا توسيع نطاقها.
هذا الذي أقوله ليس جديدا على الإعلام المصري المروج للأكاذيب ضد حماس والقسام والإخوان ولكن ما يسعون إليه هو تشويه صورة الإسلام والإسلاميين من خلال تشويه حماس والإخوان والربط بينهما، ونقول أن هذا الإعلام غير مهني ولا موضوعي وهو تحريضي مع سبق الإصرار والترصد ويهدف بالأساس إلى إبقاء مصر بعيدة عن القيادة والريادة للمنطقة الإقليمية وتحمل مسئولياتها تجاه القضايا العربية، وهم يسعون إلى عزل مصر عن محيطها وإبقائها دولة هامشية معزولة عن محيطها وتمارس دور الوساطة وخدمة مصالح أجنبية أمريكية كانت أو (إسرائيلية).