النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 319

  1. #1

    اقلام واراء عربي 319

    • [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]
    • [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age004.gif[/IMG]
    • [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age005.gif[/IMG]
    • اسلحة العصر وسؤال الدولة الوطنية الجديدة
    • بقلم: عبد السلام أندلوسي – القدس العربي
    • يوم الجمعة 11 يناير 2013، احتفل المغرب بذكرى تقديم وثيقة 11 يناير للمطالبة بالإستقلال. كان يوم عطلة، وكنت على متن سيارتي رفقة أسرتي متجها صوب مدينة سبتة المحتلة . كانت الساعة تشير إلى حوالي 10 صباحا، حينما أطلت علي مدينة الفنيدق التي كانت تحت رحمة حصار لم أعهده أو أسمع عنه قط. على الأقل في السنوات الأخيرة.
    • كان الأمر أشبه بقافلة من السيارات الخاصة التي حجت من كل بقاع المملكة. الهدف، ولوج سبتة المحتلة قصد التبضع. لقد استغل المغاربة عطلة الاحتفال بحدث تاريخي ذي دلالات عميقة في النفوس، ليقلبوا أفئدتهم إلى أسواق سبتة التي تئن تحت وطأة الاستعمار.
    • في حوالي 10.45 كنت على مقربة من المدخل المؤدي إلى مركز العبور. وهناك وقعت عيناي على شرطيين في سجال مع شخص كان يمتطي سيارته. أحد الشرطيين كان يردد في وجه المعني بأن عليه أن يختار بين أمرين اثنين. إما العودة إلى مدخل مدينة الفنيدق، والالتحاق بمؤخرة القافلة، أو سحب أوراق سيارته. لم يستسغ المعني موقف الشرطي فراح يقدم نفسه على أنه مسؤول كبير بديوان أحد الوزراء. وهو الأمر الذي جعل الشرطي يتشبت بموقفه فردد في وجه : ولأنك مسؤول بالديوان عليك أن تحترم هؤلاء المصطفين بسياراتهم منذ الساعات الأولى لهذا الصباح. أنصحك بالعودة إلى الفنيدق.
    • في هذه اللحظة تحديدا، مرت من أمامي في الاتجاه المعاكس سيارة كانت على متنها شخصية سياسية مغربية راديكالية مرموقة ومعروفة.
    • باختصار. كل مكونات الأمة المغربية، فضلت في يوم المطالبة بالاستقلال زيارة سبتة المحتلة، ليس لتحريرها أو المطالبة بذلك. وإنما للاستفادة من التخفيضات والتبضع. أو لقضاء مآرب أخرى كما كان الأمر معي.
    • علينا أن نعترف، أن المناسبات الوطنية بالنسبة لبعضنا، ما عادت تسترعي الاهتمام الواجب. لقد خرج المغاربة من بيوتهم وهرولوا إلى أسواق المدينتين المحتلتين، ومنهم من طار إلى أسواق مالقة والجزيرة الخضراء..تاركا وراءه مناسبة وطنية.
    • هل نعيش زمن موت الوطنية فينا وفي دمائنا وعروقنا؟، أم إنها تحولات جذرية تعرفها مكونات المجتمع المغربي؟. وإذا كان مسؤول الديوان الوزاري تخطي تراتبية قافلة السيارات في مثل هذه المناسبة الوطنية، فما عسى أن نقول عن بعض ضعاف الأنفس من أبناء جلدتنا؟ وما عسانا أن نقول عن أنفسنا جميعا؟.. هل أنستنا تخفيضات أسواق الإسبان مغاربة يعانون في صمت ويلات الاحتلال؟ أم أن الأخير تمكن منا في عقر دارنا؟..
    • تعيش الإنسانية اليوم، تحولات جذرية تجعل أوجه المواجهة والصراع، تعتمد آليات وأسلحة تقاس درجة خطورتها بأكثر من تلك التي تقاس بها أسلحة الدمار الشامل. وإذا كانت السيادة الوطنية تعني، عدم السماح لأي جهة خارجية التدخل في الشؤون الداخلية للدولة الوطنية، فبماذا يمكن وصف الاكتساح الذي شهدته الأسواق الإسبانية من قبل المتبضعين المغاربة؟ أو ليس الأمر يتعلق بضخ مليارات من الدراهيم المغربية في الخزينة الإسبانية.. أوليس هذا شكلا من أشكال تهريب العملة الوطنية؟ أوليس يعني المس المباشر بسيادة الدولة المغربية؟.
    • لا جرم، أن الأمر لن يختلف حوله اثنان. ولكنه أمر مشروع تكفله القوانين والأعراف لفائدة المعنيين بالتبضع وللدولة الإسبانية. ومن ثم لا يمكن لأي كان أن يشتكي إسبانيا لأي منظمة او هيئة دولية بهذا الخصوص، أو يشكك في وطنية المغاربة. ولكن الأمر يتعلق، بسلاح الجودة، وبحق المواطن في التنقل وحرية التبضع.
    • وإذا كانت الجودة سلاح العصر في مجال التبضع والاستهلاك، ومن شانها أن تكسب أصحابها والدول التي تعتمدها في استراتيجيات المواجهة مع الخارج، فمن يحرك الثورات ويقودها اليوم في الوطن العربي؟ ومن يقود الصراع العربي الإسرائيلي؟، وقبل ذلك من قاد حرب الخليج الأولى؟وهل المواجهة في هذه الصراعات والحروب الدائرة، وقودها الناس والحجارة والأحقاد والمصالح والرغبة في التغيير والإصلاح والتداول على السلطة؟، أم أن الأخيرة لا تعدو أن تكون شعارات غالبا ما ينتهي بها المطاف فتتحول إلى ممرات تعبرها الأطماع والقوى المعاكسة للوصول إلى الضفة المبتغاة؟ هل نمتلك آليات وأسلحة التمكن من إحكام القبضة على السيادة الوطنية؟، وأمام الإرتباط الوثيق واليومي للمغاربة بمختلف وسائط الاعلام والاتصال، وبالقنوات الفضائية.. هل يمكن الحديث عن سيادة الدولة على إقليم من أقاليمها، سيما إذا كان سكانه مرتبطين بفضائيات تابعة لدول أخرى؟
    • إن العالم العربي، ومن ضمنه المغرب، يدخل عصرا جديدا. ولذلك، فاحتلال المغرب المرتبة الأولى إفريقيا في سلم انتشار الإنترنت، إلى جانب إحرازه المرتبة 36 عالميا على مستوى استعمال الفيسبوك، كما صرح بذلك وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، هو أمر يدعو إلى الانتباه وتوخي الحيطة والحذر، بشان مجموعة من التحديات والإشكاليات الكبرى، أكثر مما يسترعي الابتهاج والتفاؤل. ومثلما أنستنا أسواق الإسبان مناسباتنا الوطنية، وجرت مسؤولينا بدواوين وزاراتنا إلى ارتكاب مخالفات في السير، فقط لأجل تفادي تراتبية قافلة السيارات المتجهة نحو المدينة المحتلة. وجب التساؤل: هل إحراز المغرب لهذه المكانة مرده إلى تطور منظومتنا الإعلامية، أم إلى رغبة جامحة لدى المتلقي المغربي في البحث عن الجودة المفقودة؟ ما هي قيمة الفاتورة التي يكبدها هذا السبق في مجال الإنترنت والتواصل عبر الفايسبوك ومواقع التواصل الإجتماعي، للهوية ومكونات الأمة المغربية؟
    • وبغض النظر عن الانتقادات العلمية للعلامة الجليل، الأستاذ مصطفى بن حمزة، للبحث الوطني حول القيم والممارسات الدينية، الذي أنجز سنة 2007، والتي همت الجانب المنهجي لهذه الدراسة، فإن الواقع يؤكد أن الشباب المغربي يلجأ في الظرف الحالي إلى القنوات الدينية الفضائية العربية لتحصيل معلوماته الدينية. زد على ذلك، أنه في ظل انعدام حس تواصلي لمؤسساتنا الدينية والوطنية، تبقى العديد من المؤسسات المنتمية لهذا القطاع وجودها كعدمها إن لم نقل إنها تعمق من هول الأخطار المحدقة بالهوية والثقافية والثوابت المغربية. فكم هو تعداد الشباب المغربي الذي لا يعرف اسم وزير الأوقاف المغربي، وكم هو تعداد من يحفظ منه أسماء شيوخ الفضائيات؟
    • إن من بين أبرز سمات هذا العصر الجديد الذي استفقنا عليه، تميزه بميلاد آليات وأسلحة جديدة تقود المواجهة والصراعات بين الأمم والشعوب، وتفرز قوى تنظيمية جديدة مقابل الأحزاب والنقابات التي لم تستشعر بعد أهمية الثورة المعلوماتية في تجديد خطاباتها، والتي عودتنا على تسلم مقاليد التدبير، فيما ستساهم هذه القوى الجديدة التي ستفرزها الأسلحة الجديدة، في خلخلة الأحزاب والنقابات وكل التنظيمات المنغلقة. وهل صدفة، أن تنطلق الثورات العربية من تونس؟ أم أن قدر البوعزيزي هو الذي جر البلاد العربية إلى هذا الحراك؟.. علينا في هذا الإطار، أن نتذكر أن تونس هي نموذج للدولة العربية التي تأسست على يد الحبيب بورقيبة المتشبع بمبادئ الجمهورية الثالثة الفرنسية (تعليم وتحرير المرأة والعلمانية والحداثة..)، وبذلك، فالبوعزيزي كان يضع الحجر الأساس لبناء تصور جديد يعيد النظر في المرجعية المشرقية التي اعتادت على أن تسود في تحليل تطور العالم العربي. هذا يعني، أن المغرب العربي، ومن ضمنه المغرب، مؤهل في الظرف الراهن لإفراز مجموعة من التحولات الكبرى. وبذلك فالخوف كل الخوف من أن نمسي على مجموعة من الجاليات لها ثقافات مختلفة تحددها أسلحة العصر الجديدة.
    • وما بين فرض الديمقراطية من الخارج، كما حدث بالعراق، وشعوب تقرر مصيرها بوسائلها من الداخل، تتموقع وسائط الاعلام والاتصال على رأس قائمة الأسلحة الاستراتيجية التي تفرز التحديات والإشكاليات الكبرى التي تؤثر في هوية الأمم والشعوب وكينونتها.'
    • ولا يمكن بأي حال من الأحوال، تجاهلها إن نحن اقتنعنا بفكرة بداية مرحلة جديدة في وطننا العربي. بدليل، بروز إسمي المعلوماتيين سليم اعمامو في تونس ووائل غنيم بميدان التحرير. على أن هذه المرحلة تتميز بضرورة الدعوة إلى إعادة النظر في المرجعية المشرقية التي سادت تحليل تطور العالم العربي، والتي ارتكزت دوما على المؤامرة الأجنبية والمواجهة مع الكيان الصهيوني.
    • التخوف من التحول إلى جاليات لها ثقافات مختلفة، أمر منطقي، تجسده الحركات الشبابية الراهنة التي يحركها وازع إعادة تأسيس التعاقد وفق مبدأ المواطنة وإعطاء الانطلاق الفعلي لورش بناء الدولة الوطنية الجديدة قبل التفكير في بناء الكيانات الواسعة. وما حدث في ليبيا هو تجسيد لهذا الواقع. وإسقاط الدولة الطائفية بلبنان هو تأكيد على أن الأمور إذا لم تتغير في بعض البلاد العربية، فإن أسلحة العصر الجديدة ستتقوى شوكتها وسيصبح التخوف أمرا ملموسا.
    • الثورة هي الآمرة والمأمورة سلما أو حربا؟
    • بقلم: مطاع صفدي – القدس العربي
    • عندما تطغى النشاطات الدبلوماسية في سياق ثورة أهلية اجتماعية كبرى، على وهج أحداثها اليومية، فليس معنى ذلك أن الثورة فقدت حيويتها، أو أنها قد بلغت حد التحول إلى شبكيات المناورات المعقودة خلف ظهرها أو على حساب إنتاجها العقلي على الأرض، بل ربما جاء التحرك الدبلوماسي رديفاً ضاراً بالعمل الشعبي أصلاً، وهو يدعي أنه يختصر نضاله، ويوصله إلى نتائجه المرجوة من دون أثمانها الدموية الباهظة التي تدفعها القوى الشبابية من أرواح شهدائها، ومن مصالح أنصارها.
    • المناداة فجأة بالحلول السياسية، ترن في آذان الثوار كأنها نعي لمشروعهم. وفي الوقت عينه قد تقام أصناف من المحاكم الصامتة مابين وجدانات رموزها، كأنما يغدو المناضلون في أعين ذواتهم، مدانين بارتكابات لم يقصدوها، فهل أخطأت الثورة أم كان هو الخطأ عندما اختاروا وتنادوا للإنتماء لها، ثم راحوا يمارسون كل أفعالهم باسمها، وتحت وصاية مبادئها. وقد تكون هي بريئة كلياً مما قد يُعزى إليها أحياناً من انحرافات بعض أدعيائها. فمن هو المتّهم الحقيقي في هذه المحكمة الكبرى التي تُعقد على أنقاض ثورة مأمورة بالتوقف قبل أن تكمل مشوارها الموعود. هذا الأمر بالتوقف يأتيها من خارجها، لم تفرضه أخطارها المجهولة، لم تحتّمه محصّلةُ عجزٍ متراكم في شعاراتها ومناهجها، لم تحققه هزيمة واضحة المعالم، أحاقت بوقائعها كلياً أو جزئياً. ومع ذلك، ينصب الأمر بالتوقف على رؤوس جحافلها، كما لو أن الثورة لم تعد تملك خياراً سوى أن تنهي نفسها بنفسها، تنفّذ انتحاراً محكومة به من سواها. أليس المفجع في كوارث الأمم أن تكون هزائمها التاريخية من صنع أبطالها أنفسهم، كما لو كان هؤلاء أمسوا من صميم جنس أعدائها.
    • العالم الدبلوماسي غربياً وشرقياً مشغول هذه الأيام بمعزوفة (الحل السياسي). فقد اكتشف زعماؤه مرة واحدة أن القتل هو المنتصر الوحيد مابين السلطة في سورية والمقاومة ضدها. وإن القتل وحده هذا ـ إذا ما تُرك طليقاً ـ يمكنه أن يصبح القانون السيد على الجميع، متحكماً في كل ظالم أو مظلوم معاً، إذ يجعلهما متساويْن في العبودية لمبدأ القوة العمياء، فلم تنفجر الثورة، ولم تنفتح أبواب الجحيم من كل جهة كيما تنقلب حياة الناس رأساً على عقب، إلا لأن ما يسمى بالحل السياسي كان مستحيلَ الوجود، منذ ما قبل الثورة بعشرات السنوات، تحت ظل الحكم المطلق لمركّب الاستبداد/الفساد. هذا التسلط الابتدائي للشر المطلق الذي اقتلع كل نبتة خضراء للسياسة، حاولت الاعتلاء قليلاً ما فوق حقوله من الأشواك والعناكب والأعشاب الضارة. فقد منعها الاستبداد عن دولته لصالح الطغيان فحسب، كما حرمها على شعبه لصالح الطاعة والانصياع الأعمى لإرادته.
    • ليست هذه العودة الدولية والإقليمية إلى أسطورة الاختيار ما بين حلين سياسي أو عسكري، وتفضيل الأول على الثاني، بل التأكيد الجازم على ضرورته. ليست سوى همروجة دعاوية جديدة موظفة سلفاً في خدمة النوايا الأمريكية المبيّتة ، والتي يكشفها أقطاب جمهورية أوباما الأولى السابقة بعد أن تركوا مناصبهم الرسمية، هؤلاء يصرحون بكل وضوح أنهم كانوا مع الحل العسكري، وأنهم اقترحوا على أوباما، بل طالبوه بإجازة تسليح المعارضة السورية، لكن البيت الأبيض كان يرد الطلب في كل مرة. ماذا يعني هذا سوى أن الرئيس الأسمر الأول الذي سُمح له أن ينام في البيت الأبيض هو وعائلته، وأن يحكم نصف العالم من المكتب البيضاوي للرئاسة الأمريكية، هذا الرجل المتهم بانتمائه الديني إلى الإسلام، وانحداره من الأرومة العالمثالثية، هو الذي أخذ على عاتقه حماية أعنف ديكتاتورية عرفها تاريخ السياسة الكونية، وليس العربية وحدها. لقد أعطى أوباما إلى جلادي دمشق حرية الإبادة الجماعية للشعب السوري، مصحوبة بإرادة التدمير المنهجي لتاريخ حضاراته المتتابعة منذ آلاف السنين. فمن هو المسؤول حقاً عن هزيمة كل حل لمعضلة الديكتاتورية المطلقة، سواء كان اسمه سلمياً أو حربياً. أليست هي سلطة الدولة العظمى التي حكمت على شعب كامل أن يُلقى هو مع أطفاله ونسائه وشيوخه إلى أنياب الذئاب الشرهة، أن يظل أعزل عارياً من كل وسيلة دفاع مشروعة عن مجرد وجوده. ما أضافه أوباما إلى موسوعة القمع الاستعماري، ليس الترخيص لسلالة الجلادين بمنع شعوبهم من ممارسة حقهم في اكتساب حقوق إنسانيتهم، ليس في منعهم من أن يوجدوا كبشر أحرار فحسب، بل كبشر أحياء.
    • لقد أوكل أوباما لطغمة القتلة الفاسدين في الشام، أن ينوبوا عن جيوشه بارتكاب كل الفظائع المحرمة في القانون الدولي. لم يكرر أخطاء سلفه بوش الصغير، لم يُدَنِّس أيدي عسكره بدماء الأطفال والنساء، لم تدمر قنابله آلاف البيوت على رؤوس سكانها، لم تمْحِ عشراتٍ، بل مئات من القرى والبلدات والأحياء من خارطة الوطن السوري، ترك هذه المهمات القذرة لوكلائه المحليين. وتلك هي وظيفة أقدم استعمار غربي، يجددها أول رئيس أسمر لحاكمة الملكوت الأبيض على الأرض، أمريكا. لكن لهذه الوظيفة قصة معقدة، قد لا تكرر وقائعها كقواعد عمل راسخة، بقدر ما تنوع أساليبها. ولعل أصعب ما يميز استخدامها الحالي أن السادة الاستعماريين الكبار أصبحوا مضطرين إلى استخدام أعدائهم المفترضين كأفضل شركاء موضوعيين، قد يحققون لهم، أخطر النتائج الاستراتيجية التي عجزوا، هم ـ الأسياد المباشرون ـ، عن تنفيذها. فمن كان يتصور في سياق الصراع مع إسرائيل، أن يأتي يوم يغدو فيه الجيش السوري، صاحب الدور المركزي في هذا الصراع، هو الجيش العربي الأول الذي يعلن حرباً إبادية شاملة على شعبه. أي كابوس همجي جنوني يمكنه أن يسوغ المذابح اليومية للأطفال وأمهاتهم، أن يفرغ الجيش ذخائره بآلاف الأطنان من القنابل على كل ما هو عامر وقائم في جغرافية هذا البلد، أن يصبح الحاكم هو العامل الحاسم في تمزيق النسيج المجتمعي، وإشعال حروب الانتماءات الفرعية والثانوية للقضاء على الهوية التاريخية الواحدة والجامعة لمعظم مكونات الوطن الشامي. هنالك مراهنة دولية خبيثة على اجتثاث وإجهاض كل دور سياسي لشعوب هذا الوطن، فإن إلغاء الديمقراطية من الديار العربية طيلة عقود، لم يكن هدفه فقط استمرار (الوضع تحت السيطرة) حسب المصطلح الجيوفلسفي، بل كان لا بد للقمع المتمادي أن يولّد الانفجارات الشعبوية من كل نوع، لتكون هي الأثمان المنتظرة، بحيث تأكل الشعوب من لحمها وعظمها بدلاً من أن تتصدى لأعدائها الحقيقيين.
    • لقد انتظر الدوليون عشرين شهراً أو أكثر كيما ينادي أسيادهم بالحل السياسي، بعد أن هجر هذا الهدفُ كلَّ حوامله الموضوعية. فالنظام الحاكم في دمشق، الفاقد والمدمر لكل اعتبار ثقافي أو عملي لمفاهيم التضامن المجتمعي، لا يمكنه أن يتحول بين عشية وضحاها من الذئبية الشرسة إطلاقاً إلى أدوار الحَمَل المسالم. أما الثوار الفعليون، فلن يروا لذواتهم أية أمكنة طبيعية في الهمروشة الجديدة حول التكالب على المناصب والألقاب السلطوية التي تنتظر قياداتهم.
    • في حقيقة الأمر، ومن خلاصة الأحداث السورية طيلة هذا الزمن الدموي الرديء، لا يمكن للمراقب أن يجزم أن ثمة بحثاً جدياً حول أي حل، قد أمسى قيد التداول. فالمبادرة المنتجة الوحيدة لا تزال حكراً على إرادة الدولتين الأمريكية والروسية. وهما معاً لا يعنيهما من (الأزمة) سوى استمرارها. وبالتالي فالعقدة لا تزال رهن النوايا ولن تخرج قريباً إلى حيز المخططات القابلة للمعقولية، ومن ثم للتطبيق العملي. وقائع المعركة على الأرض قد لا تكون هي الفاصلة في أفق منظور إلا إذا نجحت الثورة أخيراً في تجاوز ألعاب التبعيات والانتماء كلياً لذاتها بدلاً عن المراوحة في هوامش الخارج، ذلك أن مكتسبات الثورة هي حتى اليوم من ثمرات الاعتماد على الذات، وأما كل العثرات الأخرى، فلم تصبها إلا من نوافذ مفتوحة على الرياح الخارجية. فحين انطلقت شرارتها الأولى، لم تنتظر توجهاتُها أيةَ إشاراتٍ من أحد. وهي إن توقفت يوماً فلن يكون ذلك إلا من أمرها وحدها...
    • ثورة تونس في خطر
    • بقلم: رأي القدس – القدس العربي
    • تونس تعيش هذه الايام ازمة عاصفة يمكن ان تقودها الى حالة من الفوضى اذا لم يتم تطويقها بسرعة من قبل الحكماء في النخبة السياسية والفكرية، وان كانوا قلة هذه الايام في ظل حالة الاستقطاب السياسي المستعرة.
    • جوانب هذه الازمة متشعبة، لكن اخطرها في رأينا هو الانقسام الكبير المتفاقم في حزب النهضة الحاكم، او بالاحرى الحزب الاكبر في الترويكا الحاكمة، حيث بات الصراع جليا بين جناحين رئيسيين في الحزب، الاول بزعامة الشيخ راشد الغنوشي الزعيم الروحي والمؤسس للحزب، والثاني بزعامة السيد حماد الجبالي امين عام الحزب واول رئيس وزراء يتولى السلطة ممثلا عنه بعد الانتخابات البرلمانية الاولى التي جرى تنظيمها بعد سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي.
    • انسحاب وزراء المؤتمر من اجل الجمهورية يوم امس من حكومة الجبالي اضاف المزيد من النار على الازمة لان هذا الانسحاب اذا ما تكرس يعني ان الائتلاف الحاكم بات اعرج، ومن غير المستبعد ان يظل بساق واحدة اذا ما قرر التكتل بزعامة السيد مصطفى بن جعفر رئيس المجلس التأسيسي (البرلمان المؤقت) دعم حكومة التكنوقراط التي يصر السيد الجبالي على تشكيلها، والتقدم للبرلمان لنيل الثقة رغم معارضة الجناح الآخر من حزب النهضة.
    • مفاجأة السيد الجبالي التي فجرها قبل ثلاثة ايام بالاصرار على تشكيل حكومة من غير السياسيين قلبت الامور رأسا على عقب في تونس، وكشفت اللحمة الضعيفة لحزب النهضة والانقسامات الكبيرة داخله، وهي انقسامات ظلت تحت السجادة طوال الاشهر الماضية.
    • من الواضح ان الشيخ راشد الغنوشي يريد حكومة حزبية، ويعارض الضغوط التي تطالب بابعاد صهره الدكتور رفيق عبد السلام من وزارة الخارجية، الامر الذي وضعه في حال صدام مع شريكي الترويكا الآخرين، وخاصة حزب المؤتمر برئاسة الدكتور منصف المرزوقي رئيس الجمهورية.
    • حزب المؤتمر العلماني اشترط ابعاد وزيري الخارجية والعدل في اي تعديل وزاري، وهدد بالانسحاب من الحكومة اذا لم تتحقق مطالبه، وكان اقتراح السيد الجبالي تشكيل حكومة تكنوقراط مخرجا مشرفا من هذه الازمة، لانه يعني ابعاد جميع الوزراء الحزبيين، بمن في ذلك السيد عبد السلام وزير الخارجية، لكن الشيخ راشد لا يريد ان يخرج صهره من الوزارة بعد المزاعم التي انتشرت في تونس حول حدوث تجاوزات مادية في وزارته، نفاها وزير الخارجية بنفسه وهدد بمقاضاة من يروجها باعتبارها اكاذيب، ويفضل ان يتم هذا الخروج للدكتور عبد السلام، في توقيت آخر وبعد ان يتم طي هذه المسألة، واثبات البراءة كاملة.
    • من الصعب علينا التكهن بطبيعة الحل الذي يمكن ان يتقدم به الشيخ راشد لاخراج حزبه والبلاد من هذه الازمة الخانقة، ولكن التأني في الاتفاق حول التعديل الوزاري المقترح، وتأخره لاكثر من اسبوعين ادى الى تعقيد الازمة اكثر فأكثر، وولد ازمات اكثر خطورة.
    • الشيخ راشد يتمتع بحكمة عالية لا يجادل فيها احد، ولكن تمسكه بصهره الدكتور عبد السلام، وان كان هذا التمسك لاسباب وجيهة في نظرنا، ألحق به وبحزب النهضة اضرارا كبيرة، وكان عليه ان يقبل اي صيغة اخرى يمكن ان تنقذ حزب النهضة وتونس من الانزلاق نحو الفوضى، وربما ما هو اكثر من ذلك.
    • اعادة التماسك الى حزب النهضة، والترويكا بالتالي، يجب ان تكون الاولوية المطلقة بالنسبة للشيخ راشد والجناح الذي يقوده، حتى لو ادى ذلك الى تجرع كأس السم على حد وصف الامام الخميني عندما طالبه حكماء الثورة الايرانية بقبول قرار وقف اطلاق النار في حرب العراق الاولى، فالمهم ان تبقى تونس وتنجح ثورتها، او بالاحرى لا تنجرف نحو هاوية الفشل.
    • حزب النهضة ينظر بحساسية كبرى لمن يكتب عن تونس وازماتها الحالية بطريقة قد لا تروق لبعض قياداته، ويسارعون الى اتهامه بالجهل بامور البلاد مرددين القول المشهور ان اهل مكة ادرى بشعابها، ردُنا على هؤلاء بالقول ان صديقك من صدقك؟ وان هذه المقولة لم تكن توجه الينا عندما كان الملايين من العرب يقفون في خندق الثورة التونسية مؤيدين ومساندين وفرحين.
    • لا نريد ان تستمر تونس في ظل ازمتها الحالية، حيث لا حكومة ولا ترويكا، وربما قريبا جدا بلا رئيس، ولا نعتقد ان التونسيين الذين قدموا تضحيات غالية من اجل ثورتهم يقبلون ذلك، والاستثناء الوحيد هم رجال العهد السابق الذين ينتظرون على احر من الجمر فشل الثورة، وانفجار الخلافات بين التيارات التي صنعتها.
    • الإخوان والسلفيون
    • بقلم: عريب الرنتاوي - الدستور
    • أضفت تطورات «الربيع العربي» مزيداً من الغموض والتعقيد على علاقة الإخوان المسلمين بالجماعات السلفية في عدد من الدول العربية..فإلى جانب التنابذ والتنافس الذي ظل يطغى على سطح هذه العلاقة، نمت أواصر التعاون والتحالف بين التيارين في كثيرٍ من المحطات والمنعرجات..لكن المؤكد أن وقائع الأسابيع والأيام القليلة الفائتة في كل من مصر وتونس، تدفع المراقب على الجزم بأن هذه العلاقة باتت عبئاً على التيار الإخواني، سيرتد عليه بأوخم العواقب.
    • المنحى العنفي/ الإقصائي، البالغ حد «شرعنة» الاغتيالات والإفتاء بوجوبها، هو أمر دفع الإخوان وسيدفعون، أثمانه الباهظة..فهو أولاً يصدر عن «إسلاميين» مثلهم، هم بنظر الرأي العام «كتلة واحدة»، وهو ثانياً، يضع الإخوان وجهاً لوجه، أمام لحظة الحقيقة والاستحقاق، فإما الإقدام على فرط التحالف والمجازفة بمواجهة التيارات اليسارية والعلمانية منفردين، وإما إدامته والمقامرة بتحمل كل العواقب والتداعيات المترتبة عليه..حتى الآن، لا يبدو أن الإخوان بصدد الأخذ بالخيار الأول.
    • في تونس، لم تكن «النهضة» هي من قرر وخطط ونفذ جريمة اغتيال شكري بلعيد..من قام بالفعلة وحرّض عليها وخطط لها، سلفيون لا يخفون هويتهم، وهم يلاحقون الرجل في مثواه الأخير، ..لكن النهضة مع ذلك، ليست براء تماماً من الجريمة، أولا لأنها الجهة الحاكمة، وهي شريك في خلق مناخات التأزيم مع بقية القوى..وثانياً، لأنها الجهة الحليفة لمن قارف الفعلة النكراء. لن ينفع النهضة أبداً سيل البيانات المنددة بالجريمة، كما لن تنفعها سياسة «الهروب إلى الأمام»، والحديث غير المفهوم ولا المقبول، عن «أطراف» تتربص بالنهضة خططت لاغتيال بلعيد لغايات إحداث الوقيعة والتآمر على الثورة.
    • وفي مصر، يرتفع منسوب العنف في الشارع، على وقع فتاوى تهدد بتقطيع رؤوس المعارضة وإراقة الدماء في الشوارع..بعض أجنحة الإخوان ربما تكون متحمسة لهذا الميل العنيف ومتساوقة معه، لكنه ينبع بالأساس عن حلفاء الإخوان من بعض جماعات السلفية وشيوخها..وقد لا يطول الوقت قبل أن تلتحق مصر بتونس من جديد، ولكن من بوابة الاغتيال السياسي هذه المرة، وعندها لن يكون الإخوان بمنأى عن الاتهام بالمسؤولية وتحمّل التبعات، وللأسباب ذاتها.
    • في تونس، كان واضحاَ من الأشرطة المسجلة المسربة لزعيم النهضة، أن ثمة غزلاً غير عذري، يجري بعيداً عن الأضواء بين الإخوان والسلفيين، وثمة انفتاح متبادل ولافت في الحديث عن خطر العلمانيين المشترك، المدعوم من المؤسسة العسكرية والأمنية، التي لم «تتأسلم» بعد..وبدا أن للنهضة خطابين، أحدهما حداثي ظاهر، وثانيها، سلفي مُضمر..ما أفضى إلى توسيع الشرخ بين قوى الثورة التونسية المختلفة، بل وإلى إحداث شرخ داخلي أعمق يتهدد النهضة بجناحيها السياسي/ البراغماتي، والدعوي/ الدوغمائي..والأيام القريبة ستتكشف عن حجم ومستوى هذا الانقسام.
    • في مصر، حدث الانشقاق قبل الثورة، في سياقها وليس بعد انتصارها، خرج عبد المنعم أبو الفتوح وجماعته..تقلمت أظافر الإصلاحيين داخل الجماعة، على وقع الاستقطاب والانقسام الخطيرين بين مكونات الثورة والمجتمع المصريين...وبدل أن تنحو الجماعة صوب مقاربة وطنية مدنية منفتحة، رأيناها تنزاح نحو التقوقع والانغلاق على الذات وبعض التحالفات السلفية الأكثر تشدداً، وبصورة دفعت حتى ببعض التيارات الأكثر اعتدالاً من السلفيين لاقتراح دور الوسيط بين العلمانيين والإخوان.
    • لا خيار أمام الإخوان إن هم أرادوا لتجربتهم في السلطة أن تصل ضفاف الأمان، سوى الانفتاح على مختلف مكونات الدولة والمجتمع، بعيداً عن عقلية «الانتقام» و»الاستئثار» و»الاجتثاث»، ورسم الفواصل والتخوم التي تميزهم على جماعات الإسلام السياسي الأكثر تشدداً وعنفاً..لا خيار لهم سوى البحث عن خطاب مدني ديمقراطي، ذي مرجعية إسلامية.
    • الملك يضع مجلس الأمة أمام مسؤولياته التاريخية
    • بقلم: رأي الدستور
    • في خطاب اتسم بالعمق والشمولية ويعتبر بمثابة خريطة طريق للسلطتين التشريعية والتنفيذية، وضع جلالة الملك عبدالله الثاني مجلس الأمة أمام مسؤولياته التاريخية في تحقيق التحول الديمقراطي المنشود والاصلاح الشامل من خلال الحرص على تمثيل كافة المواطنين، والامتثال للمساءلة، وفي أداء أمانة الرقابة والتشريع، لانجاح مرحلة التحول التاريخية، وإقرار الحكومات البرلمانية وتطوير ممارساتها.
    • وفي ذات السياق، دعا جلالة الملك مجلس النواب الى أن يكون حاضنة للحوار الوطني، بحيث يتواصل مع المجتمعات المحلية والقوى السياسية بنقاشات موسعة، تضمن ايصال آراء الجميع، وتضمينها في عملية صنع القرار ليستقر في قناعة كل مواطن، بأن مشاركته مهمة، وهذا يتطلب الإسراع في تطوير نظامه الداخلي، ليتماهى مع دوره في الحكومات البرلمانية، ومأسسة عمل الكتل البرلمانية، ودعم فعالية المجلس، وتطوير مدونة سلوك ملزمة، يتعهد النواب من خلالها بممارسات نيابية ايجابية، تعزّز دورهم التشريعي والرقابي، وتجعل أساس علاقاتهم بالحكومة التنافس على خدمة الصالح العام، وليس المكاسب الشخصية المحدودة، ونبذ الواسطة والمحسوبية.
    • ومن هنا، دعا جلالته المجلس الى مراجعة قانون الانتخاب بناء على تقييم النواب، ومراجعة نظام الانتخاب، بحيث يحظى بالتوافق الوطني، ويعزز عدالة التمثيل، واجراء التعديلات اللازمة على القوانين والتشريعات التي تأثرت بالتعديلات الدستورية بشكل يستجيب الى طموحات المواطنين، وابرزها مشاريع قوانين الكسب غير المشروع، التقاعد المدني، ضريبة الدخل، وقانون المالكين والمستأجرين.
    • لقد وقف جلالة الملك مطولاً أمام تشكيل الحكومات البرلمانية باعتبار ذلك ثمرة طيبة من ثمار الربيع الأردني، داعياً الى تطوير آلية التشاور مع مجلس النواب والكتل النيابية وصولاً الى توافق يقود الى تكليف رئيس الوزراء، والذي سيقوم بدوره بالتشاور مع الكتل حول فريقه الوزاري، داعياً المجلس الى العمل لاستنهاض الأحزاب خلال المرحلة القادمة، كسبيل وحيد لتجسيد الحكومات البرلمانية، والتي تتشكل من الحزب الفائز، ويقابله ائتلاف برلماني معارض يمارس الدور الرقابي كحكومة ظل.
    • ومن ناحية اخرى، دعا جلالة الملك الحكومة الى اطلاق ثورة بيضاء، تنهض بالأداء ضمن خطة معلنة وأهداف محددة قوامها الشفافية والانفتاح والتواصل مع المواطنين، والارتقاء المستمر في كفاءة ونوعية الخدمات الحكومية، وضمان وصولها الى جميع المواطنين، والالتزام بمؤسسية العمل في أجهزة الحكومة، لضمان أعلى درجات الكفاءة في اختيار كبار الموظفين.
    • جلالة الملك الذي رهن نفسه لخدمة الوطن والمواطنين وتقديم الافضل لهم، أكد وبكل ثقة بأن الأردن قادر على مواجهة التحديات، وهذا يتطلب دعم القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، سياج الوطن وسيفه القاطع، وتمتين الجبهة الداخلية، وترسيخ دور الأردن الاقليمي والدولي الفاعل والقائم على سياسة خارجية مبنية على دعم الاشقاء الفلسطينيين لاستعادة حقوقهم التاريخية والشرعية، واقامة دولتهم المنشودة، ودعم العمل العربي المشترك والدفاع عن الصورة المشرقة للاسلام الحنيف القائم على الاعتدال والوسطية.
    • مجمل القول: لخـَّص جلالة الملك عبدالله الثاني في خطاب العرش السامي رؤيته الثاقبة لتحقيق التحول الديمقراطي والاصلاح الشامل، واضعاً مجلس الأمة أمام مسؤولياته التاريخية، داعياً الحكومة الى اطلاق ثورة بيضاء، تنهض بالأداء ضمن خطة معلنة وأهداف محددة، مؤكداً وبثقة القائد الذي لا تنقصه الرؤية الاستشرافية والارادة الصلبة، أن الأردن قادر على مواجهة الصعاب، والوصول الى بر الأمان.
    • الوعي والإدراك.. ضرورة وطنية
    • بقلم: تركي عبدالله السديري - الرياض
    • لن تعود إلى ماضٍ بعيد.. بل ربما أنت المواطن العربي الذي إن يكن في بداية شباب والده أو طفولته قد عاصر مرحلة البداية الحضارية.. فلاشك أن جدّه قد مرّ ببعض هذه المرحلة.. وقتها كانت القاهرة وبيروت وبغداد تمتلئ بالنشاط الفني وتواجد الجامعات الدراسية وتعدّد حملة الدكتوراه، حتى إن شاعراً سعودياً بعد زيارته للقاهرة في ذلك الوقت أطلق قصيدة نبطية ورد فيها:
    • إن مت في شارع فؤاد ادفنوني
    • ياطا على قبري بنيّ مزايين
    • لأنه لم يكن من قبل قد شاهد تلك العضوية النسائية المطلقة..
    • وليس في عصر الأجداد وإنما بعد ذلك حفظت لنا الروايات قول شاعر لصديقه:
    • لا صرت بالصمان والقيظ حاديك
    • أيا حسين الدل وأيا المطية
    • فرد عليه صديقه:
    • الله كريم ولا ومر بالتهاليك
    • ولا ومر بفراق صافي الثنية
    • لا صرت بالصمان والقيظ حاديك
    • اترك حسين الدل واخذ المطية
    • ولا صرت بأيام الرخا عند أهاليك
    • حبة حسين الدل تسوى المطية
    • لأنه لم يكن يملك سيارة تنقله وتنقذه من رمال الصمان فليس له إلا المطية (أي الناقة)..
    • وذروة تصوير البؤس قول شاعر رابع في ذلك العصر:
    • كم ليلة جيت أدور في حراويك
    • عجْل وأخاف القمر يظهر عليّه
    • حيث لا وجود للكهرباء.. ثم يواصل:
    • نطيت أنا الداب وأنيابه مشاويك
    • والله وقاني من أسباب المنية
    • حيث يصف خطورة الثعبان الذي كاد أن يقضي عليه.. ثم يواصل:
    • يا رِجْل «القدم» لو هو مصيبك وين أداويك
    • وادواك يمّ الحسا صعب عليّه
    • حيث لا علاج إلا في الحسا وصعب عليه السفر إلى هناك، ونحن الآن لدينا أفضل المستشفيات العربية وننطلق إلى أمريكا وبريطانيا وألمانيا لعلاجات خاصة..
    • ما سبق هو بعض من تعابير عديدة ترسم صور ذلك الماضي القريب جداً الذي كنا فيه نعيش بداوة مطلقة، ووقتها كانت عواصم عربية قد دخلت مختلف المستويات الحضارية التي وقتها لم نكن نعرفها ولا نحلم بها..
    • الواقع الراهن يوضح أننا انطلقنا إلى براهين منجزات تعليمية تقارب الثلاثين موقعاً جامعياً، وفي بعض مدن كانت قرى صغيرة، والمبتعثون إلى الخارج يزيدون على المئة وخمسين ألف طالب.. وضعف هذا العدد موجود في الداخل.. كيف لا نفهم بدايتنا القريبة وواقعنا العلمي والاقتصادي والحضاري الراهن.. ومن الطريف أن تتضح هذه الحقائق في حاضرنا الآن الذي تتراجع فيه دول المقدمة العربية إلى الخلف..
    • ألسنا نذكر واقع العاصمة الرياض، وكيف كانت في حجم القرية ولا شيء فيها إلا مساكن الطين الصغيرة، وشوارعها لا تزيد في عرضها على أربعة أمتار؟.. وكيف استطاع الأمير سلمان صنع الواقع الحضاري الراهن لها من موقع سكن لا يزيد على العشرين ألفاً إلى جزالة الأربعة ملايين.. من أحياء الطين المتواضعة إلى مباني الأبراج العالية الامتداد.. من لعب «الكعابة» في الشوارع إلى جزالة الحضور الرياضي.. من مسجد المطوع للتعليم إلى تعدد الجامعات والمستشفيات في الرياض؟..
    • وأجزم بأن مراجعة مشاريع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الراهنة هي ليست ثروة حاضر حضارية فقط، ولكنها تأسيس مستقبل علمي واقتصادي واجتماعي لن تتوفر جزالته عبر السنوات القادمة في مجتمع من دول العالم الثالث.. الملك عبدالله أسس للانطلاق نحو العالم الأول..
    • إذاً؛ وهذه الحقائق واضحة؛ لماذا توجد آراء غريبة المحاولات في الوصول إلى أذهان الشباب بمعلومات غير منطقية عبر المواقع الالكترونية؟ بما يوضح أنها تأتي إما من اجتهادات غير منطقية أو موضوعية، أو تأتي من إيحاءات أجنبية تحاول أن تُلحق مجتمعنا بما هو فيه غيرنا من تراجع وتعدّد خلافات ليست في الرأي وإنما بدموية غير إنسانية..
    • واقعنا المتميّز يفرض أن تكون جماعية فهم ووعي تجنّبنا سلبيات الواقع العربي وتأخذنا بشمول الوعي والمعرفة إلى خصوصية حضارية مرموقة.. نحن نتواصل مع مسؤولياتنا فيها لكن يجب أن نوفّر جماعية الوعي بإلزام حكومي مثلما فعلت الصين والهند حين نجحت في شمولية الانقياد نحو واقع دولي مرموق..
    • إن ما نجده يتصدر في المواقع الالكترونية من آراء غير منطقية، بل وتحريض خاص حتى ندخل في متاهات العالم العربي.. وهو ما لن يكون.. لا يحتاج الأمر إلى شواهد قول، ولكن مراجعة مهمات القفز من بداوة معزولة إلى الحضور في عضوية دولية مرموقة هو ما يفترض أن يبقي لنا طرقنا الواقعية في التقدم الواضح والشامل لكل امتدادات السكن في بلادنا..
    • درس شيوخ الأزهر لإيران
    • بقلم: د. مطلق سعود المطيري - الرياض
    • المحاولات الإيرانية لاختراق جدران الأزهر المنيعة، لم تكن جديدة أو جاءت نتيجة لاستحقاقات الربيع العربي، فقد قامت الاستخبارات الإيرانية في عدة محاولات من أجل الاختراق والتواصل مع قيادات الازهر لكي تقام جسور التواصل العلمي الديني الذي بدوره سيؤدي للتواصل الشعبي.. ففي الفترة ما بين 2006 الى 2009، سعى الملالي في طهران لإقناع مشايخ الأزهر لافتتاح فرع لجامعة الأزهر في طهران، حتى يكون للتعاون والتفاهم منبر يعبر عنه، ويعطي دلالة على تسامح ايران مع مذهب أهل السنة، وان حكومتها تؤمن بالحوار العلمي الذي ترعاه مؤسسات عريقة، فمثل هذا التوجه جميل لو كان نتيجة اقتناع ديني وإنساني بأهمية الحوار، ولكن أن يكون تحت رعاية الاستخبارات فهذا أمر يوضح تماما أين كانت ستتوجه الأمور، فقد عرف مشايخ الأزهر أهداف طهران وامتنعوا عن هذه الخطوة، وبنفس الفترة قدمت طهران اسماء مجموعة من الطلبة للدراسة في جامعة الازهر، وكان من بين هذه الأسماء عضو في استخبارات الحرس الثوري الايراني "سني المذهب" وكانت هذه القضية محل جدل كبير في الأزهر الشريف ولا أعرف بالضبط أين انتهت .
    • وكثيرة هي المحاولات الايرانية التي تسعى لتحقيق اهداف اقطاب الثورة الخمينية في مصر خاصة عن طريق القلاع الدينية الكبيرة مثل الأزهر الشريف، وقد تعددت الوسائل للوصول لتلك الأهداف ومن بين تلك الوسائل استخدام مواطني دول الخليج الذين يشتركون مع طهران في اهدافها حتى يسهلوا دخول ايران الآمن وغير المزعج لمكتبات الأزهر ومنابره ومشايخه، وهؤلاء الخليجيون هم أصحاب فكرة اختراق مشيخة الأزهر، فهم يعرفون جيدا مكانة الأزهر عند العرب والمسلمين السنة في كل مكان في العالم، وحتى يتمكن هؤلاء العرب أصحاب الهوى الإيراني أن يصدروا الأزهر لكل انتقاد يخون مسعاهم أو يشكك بأهدافهم .
    • الحديث عن الأزهر حديث تاريخ طويل، وكله تاريخ عطاء مشرف لم يعرف الاستغلال أو الاستخدام السياسي القذر، منذ ألف عام الى اليوم، أسسه الفاطميون من أجل نشر مذهبهم، فتجاوزهم لنشر العقيدة الصحيحة والنقية، فلم يخضع لسلطة حاكم أو دنانيره، وهذه المفارقة يجب أن يعيها جيدا كلّ من يريد أن يستغل هذه القلعة الشريفة لأغراضه السياسية .
    • زيارة الرئيس الإيراني للأزهر الشريف الأسبوع الماضي هي من تلك المحاولات القديمة - الجديدة، أراد أن يسجل لنفسه مجدا، ويضخ دماء الحياة في مشروعه الطائفي، فصدم بواقع الأزهر وعقيدته وتاريخه، فقد بدأ حواره مع شيخ الأزهر الإمام الكبير أحمد الطيب الذي يعرف الدين والمذاهب أكثر من غيره، وله فيها مؤلفات، فالأزهر الشريف يدرس جميع المذاهب ، ولكن تبقى هويته سنية محمدية، ورسالته تدعو للاعتدال والوسطية، تلك المفردات التي يحاربها صانع السياسة في طهران..
    • فحتى وإن حرص الفصيل السياسي الإسلامي المحتكر للنشاط السياسي في العالم العربي أن يجعل من زيارة نجاد للقاهرة فتحاً إسلامياً كبيراً، إلا أن الأزهر الشريف ومشايخه الأفاضل، وضعوه في المكان المناسب له، "خلف شيوخ الأزهر وليس أمامهم" ويسمع منهم ولا يملي عليهم.
    • دفعة عقلانية للعلاقات المصرية الإيرانية
    • بقلم: عبد الله عيسى الشريف – اليوم السابع
    • حينما نقرأ التاريخ نجده يوضح لنا أن إيران ومن قبلها الإمبراطورية الفارسية، كانت محط الأنظار لكثير من القوى العالمية، فإيران هى دولة كبرى فى منطقة ذات أهمية دولية سواء من الناحيتين الجيويوليتكية والتاريخية أو من الناحيتين السياسية والاقتصادية، وتعتبر ركيزة أساسية من ركائز التوازن الإسلامى الاستراتيجى الدولى، وهى منطقة خصبة ومجال مفتوح للصراعات الإقليمية والدولية إلى جانب الصراعات الداخلية على حد سواء، وكانت وما زالت محطا لأطماع العديد من القوى الإقليمية والدولية الكبرى ذات المصلحة فى السيطرة على تلك المنطقة وتسخير إمكانياتها لخدمة أهدافها الإمبريالية.
    • وقد كان لإيران ونجاح الثورة الإسلامية بها ووصول قوى جديدة ذات توجهات ثيوقراطية وسياسية مختلفة للسلطة فى نهايات العقد السابع من القرن المنصرم، دورا كبيرا فى إحداث تغييرات جذرية فى أوضاع المنطقة لما تتمتع به إيران من أهمية خاصة باعتبارها إحدى القوى الكبرى الفاعلة فى النظام الإقليمى، ومن هنا جاء الاهتمام العربى بالشأن الإيرانى الذى يتسم بأنه حاضر باستمرار، وهو ليس غريبا بل أنه منطقى، يفرضه الانتماء العربى والإيرانى إلى فضاء حضارى جامع وهو الحضارة الإسلامية، ويفرضه موقع إيران الجيوسياسى والجيوستراتيجى، وكذلك دور إيران الإقليمى، ولاسيما فى العقود الأخيرة، فزيادة التطورات فى إيران فى الآونة الأخيرة جعلت هذا البلد محط أنظار العالم واهتمام المعنيين بأى جديد من إيران.
    • ومن ناحيتها تعمل إيران جاهدة على بقاء دولتها ونظامها السياسى والاقتصادى قويا فى مواجهة زخم الصراعات الدولية والإقليمية والحروب الأهلية والثورات الشعبية التى أدت فى بعض الدول إلى عدم الاستقرار على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تعج بها المنطقة والعالم أجمع، وتستخدم طهران فى ذلك العديد من الوسائل والأساليب والاستراتيجيات التى تزيد من قدرتها الداخلية وقوتها، فى ظل حالة حصار اقتصادى وضغط إعلامى وحرب نفسية تتعرض لها من قبل القوة الأعظم فى عالم اليوم وهى الولايات المتحدة الأمريكية.
    • ففى أعقاب الثورة الإسلامية فى إيران بقيادة آية الله الخمينى فى 1979، حدثت قطيعة تاريخية وبرود فى العلاقات بين القاهرة وطهران، لسياسات السلطة الحاكمة الجديدة فى إيران والمتمثلة فى تصدير الثورة، واستضافة الرئيس الراحل محمد أنور السادات لشاه إيران وتوقيع مصر على معاهدة السلام مع إسرائيل، مما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وظل الوضع على ما هو عليه لأكثر من ثلاثة عقود فى ظل الاكتفاء بمكتب لرعاية المصالح فى كل بلد من البلدين، حتى جاءت زيارة الرئيس المصرى محمد مرسى لطهران لحضور قمة عدم الانحياز فى نهاية أغسطس 2012، حيث يعد بذلك أول رئيس مصرى يزور إيران بعد قيام الثورة الإسلامية بها، مما جعل كثيرين يتوقعون استئناف العلاقات المصرية الإيرانية بعد قطيعة دامت أكثر من ثلاثة عقود.
    • وعلى الجانب الآخر جاءت زيارة الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد لمصر للمشاركة فى القمة الإسلامية التى تعقد حاليا فى القاهرة، سبقتها زيارة لمشيخة الأزهر الشريف ظهر الثلاثاء الماضى، وعلى الرغم من أن الزيارة جاءت فى ظل رفض الدعوة السلفية باعتبارها سقطة للدبلوماسية المصرية، وتحفظ من بعض القوى الثورية، إلا أنها خطوة جيدة تنم عن رؤية عقلانية للقيادة السياسية فى سبيل استئناف العلاقات المصرية الإيرانية.
    • وعلى الرغم من إدانة التصرفات المشينة التى كانت فى استقبال الرئيس الإيرانى لدى وصوله للقاهرة، كرفع الأحذية فى وجه الوفد المرافق له، إلا أنه يجب النظر للجانب الإيجابى لهذا التطور، فكما كانت زيارة الرئيس محمد مرسى هى الأولى من نوعها لإيران فهى كذلك أيضا بالنسبة لزيارة الرئيس الإيرانى لمصر، فيجب النظر لهذه التطورات التى تجرى فى نهر المياه الراكدة بين البلدين بعين المصلحة العليا للبلاد فى سبيل تطبيع العلاقات بين القاهرة وطهران، فلا أجد ما يحول دون ذلك، فحتى لو تم اعتبار إيران العدو اللدود لمصر-وهى ليست كذلك- يجب فتح قنوات للتواصل بين البلدين على أعلى مستوى لتقريب وجهات النظر والتنسيق فيما يخص القضايا المصيرية التى تتعرض لها الأمة الإسلامية، بما لا يخالف ويعوق العلاقات بين مصر ودول الخليج العربى، ولا يتم اتخاذ إيران كفزاعة للخليج، لأنه من المعلوم أن أمن الخليح خط أحمر.
    • يبقى لى أن أذكر بمقولة المفكر السياسى الكبير، مصطفى الفقى بأن الشعب المصرى سنى المذهب شيعى الهوى، وهذه حقيقة نلتمسها من عادات وتقاليد الشعب المصرى العظيم، الذى نتعلم منه كل يوم فهو القائد والمعلم.
    • الرئيس خلف جدار الصمت
    • بقلم: عماد كمال – اليوم السابع
    • فى ظل سيل الاتهامات والأكاذيب والحملات الإعلامية المنظمة التى توجه ضد الرئيس، وضد حزبه وجماعته فيكاد يكون الشعور المشترك لدى كل مؤيدى الشرعية ومؤيدى سيادته هو الإحساس بالضيق الشديد من إصراره على التزام الصمت عن كل ما يجب أن يقال والاكتفاء بالحديث فقط فيما لا يشغل بال.
    • وهذا الوضع يتسبب فى نزيف مستمر للمؤيدين، ويزيد من عدد الرافضين والمتشككين، فالرئيس كقائد يمثل لجماعته ولحزبه ولأنصاره ولشعبه مصدر القوة الأكبر ومصدر المعلومة الأصدق. وصمته وانخفاض نبرته فى مواجهة سيل الاتهامات، وإصراره على عدم وضع خارطة لما هو آت، يوحى بصدق ما يدعيه معارضيه ويؤكد عشوائية المسير.
    • الوضع السياسى الآن تكمن أغلب أوراقه فى أيدى الإعلام، وبعيدا عن خصوصية الحالة الإعلامية المصرية من حيث إغراقها فى الانحياز واستخدامها المكثف للكذب والتضليل، فإن الإعلام بصفة عامة قد شهد خلال السنوات القريبة الماضية طفرة هائلة جعلت دوره حاسما فى تشكيل الرأى العام.
    • وقد كان من المنتظر من السيد الرئيس بعدما وجد نفسه فى مركز دائرة الهجوم وتبين له أن الهدف الأساسى من تلك الحملة هو إسقاطه معنويا تمهيدا لإسقاطه مادياً هو وجماعته والمشروع الإسلامى برمته، وبعدما استشعر ندرة المنابر الإعلامية الراغبة فى دعمه، فقد كان من المنتظر أن يواجه تلك الحملة الضارية باستخدام أكبر قوة إعلامية تملكها الدولة وهى شخص سيادته وشخص مستشاريه ومعاونيه. فحديث سياسى عميق يفند به تلك الادعاءات ويفضح ما يكمن خلفها من مؤامرات ويبث به روح القوة فى أنصاره وفى الأجهزة التابعة له ويبين للشعب الطريق ويوضح الصعوبات ويحدد جدولا واضحا للعمل والإنجاز..إلخ والأهم هو أن يعلن ذلك بنبرة تعكس قوة شخصيته وعمق فهمه وشدة دهائه، ثم تتكرر الرسالة على لسان متحدثيه ومعاونيه، أمر كهذا حتما سيبطل سحر السحرة ويقطع ألسنة الكاذبين.
    • ورغم قناعتنا بأن سيادته يملك من مقومات الرئيس والقائد الصالح الكثير. إلا أن افتقاده لقوة الخطاب وحسن البيان فى هذا الظرف الحرج هو كارثة ونقص لن تشفع له كل صفات الخير الأخرى. فكما يقال إن لكل وقت أذانا، وفريضة تلك اللحظة الفارقة هى الفصاحة وقوة الخطاب والقدرة على تفنيد كذب الكاذبين والقدرة على طمأنة المؤيدين. أما الاحتماء بجدار الصمت فلن يرد عن سيادته سهما ولن يسكت له خصماً.
    • لقد كتب الكثير من المؤيدين لسيادته يرجونه حسن اختيار الفريق المسئول عن كتابة خطبه أو المتحدثين باسمه، ولا ندرى سببا فى الإصرار على نوعية من المعاونين لم يحن وقتها بعد، وأصبحت الصورة تبدوا وكأن جميع رجال الرئيس مستنسخون من نمط بشرى واحد، كان يعمل (داعية) فى صفوف الإخوان أو أنصار السنة مع شديد احترامنا للدعاة‘ أن تلك اللغة العفيفة والابتسامة الهادئة لن ترهب خصما ولن تطمئن مؤيدا، وعذرا فى فجاجة المصارحة إذا قلنا للسيد الرئيس إن المشهد السياسى لن يسير بسرعة استيعاب سيادتكم لأصول اللعبة السياسية، فالعالم قد وضع أصولا لفنون التأثير ووسائل جذب التأييد الشعبى للحاكم، وأساليب مهاجمة خصوم الداخل وفنون صناعة التحالفات وهى مما يتحتم فى هذا الوقت الفارق أن توضع فى الحسبان.
    • لا عيب فى أن يتعلم الرئيس من خصومه، لقد نجحت المعارضة فى أربعة أشهر فقط من حكم سيادته فى أن تتسلم من مواقعها قيادة البلاد، وسحبت من جبهته ملايين الأنصار، وحركت الشارع باتجاهه ككرة من نار.
    • والسؤال هو: كيف فعلت ذلك؟ هل يخرج أعضاء جبهة الإنقاذ على أنصارهم بتلك الابتسامة الحانية الرقيقة، التى يخرج بها كل معاونى الرئيس ليقولوا كلاما عديم اللون والطعم والرائحة؟ كلا إنهم فقط يغضبون ويسبون ويلعنون ويكذبون فتشعر من نبرة أصواتهم أن هناك وطنا يضيع، وحاكما ظالما مستبدا يمزق أوصاله وجماعة دينية تغتصب مستقبله، إنها الخطابة وعلم التأثير يا سيادة الرئيس، ذلك العلم الذى وضع شخصا مثل جورج بوش على رأس أكبر دولة فى العالم لفترتين رئاسيتين.
    • سيدى الرئيس، ضع حولك وفى صدارة معاونيك مجموعات تتمتع بالدهاء وتجيد فنون الخطابة وفنون التأثير وصناعة التحالفات والتربيطات، تملك مظهرا يوحى بالقوة والأهم ثم الأهم هو أن تكون ممن يستطيع أن يغضب ويهدد ويتوعد، وأطلقهم على خصومك كعصا موسى تلقف ما يأفكون.
    • صدقنى فبكل الحب والتقدير لجماعة الإخوان فهى قد قدمت كل ما عندها بالوصول بسيادتكم لكرسى الحكم، أما ما هو بعد ذلك فليس لهم فيه سابقة فهم أو ميزة علم، ولن ينتقص من فضلهم أن تستكمل الطريق مع فصيل وطنى آخر من أبناء شعبك، فحتما لا توجد جماعة أو حزب لكل العصور، ابتعد عن النخب بكل فصائلها واستجلب من بين ثنايا المجتمع كوادر وطنية عصرية تحمل معكم عبء المرحلة وتفهم لغة العصر وتجيد مواجهة من يتآمر أو من يقذفكم بزجاجات النار، لا تطلب من الإخوان أن يأتوك بهم، فالمشكلة أنهم يبحثون عن صورتهم فى الآخر، وستكون النتيجة مجموعة أخرى من الدعاة فى دائرة الحكم.
    • ها قد بلغت اللهم فاشهد.
    • زيارة نجاد تكشف السياسة المصرية
    • بقلم: مصطفى اللباد – السفير اللبنانية
    • لم يتوقع أحمدي نجاد أن يواجه في "الأزهر" بحزمة من المطالب التعجيزية: حقوق أهل السنة في إيران، حقوق العرب في خوزستان، عدم التدخل في شؤون البحرين، إيقاف نزيف الدم في سوريا والامتناع عن نشر التشيّع في بلاد أهل السنة.
    • خطفت زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى القاهرة لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامي الأضواء من القمة ذاتها، إذ إن الزيارة هي الأولى لرئيس إيراني حالي، ما يؤشر لتحسن ما في العلاقات المقطوعة بين القطبين الشرقيين الكبيرين منذ أكثر من ثلاثة عقود. كان الاستقبال الحافل الذي لقيه أحمدي نجاد في المطار من نظيره المصري، سبباً إضافياً لإطلاق تكهنات بقرب عودة العلاقات بين البلدين، بل حتى توقعات بقيام محور جديد في المنطقة يكسر التوازنات الإقليمية القائمة الآن. ولكن المحطة الثانية للزيارة المتمثلة في لقاء الرئيس الإيراني مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، سكبت ماء بارداً على الأشواق الإيرانية. ما هو مستقبل العلاقات المصرية - الإيرانية بعد زيارة أحمدي نجاد إلى القاهرة؟ وما هي أوجه القصور في السياسة الإقليمية المصرية الجديدة التي كشفتها زيارة الرئيس الإيراني؟ تحاول السطور القادمة فتح هذين الملفين.
    • مستقبل العلاقات المصرية - الإيرانية
    • من المفهوم أن يختار الرئيس الإيراني الأزهر الشريف كمحطة ثانية للاجتماعات بعد اجتماعه مباشرة مع الدكتور محمد مرسي، لأن طهران تريد البناء على التاريخ المشرف للأزهر في التقريب بين أتباع المذاهب الإسلامية؛ لتخفيف الاحتقان الطائفي الضارب أطنابه في المنطقة بين السنة والشيعة. وإذ يناسب تديين السياسة الطرف الإيراني، الذي يعرف هذا التديين في الدستور وفي الممارسة السياسية منذ أكثر من ثلاثة عقود، فقد ساد اعتقاد لديه أن المضي باستعمال التديين في الحالة المصرية سيضيف مشتركاً آخر إلى المشتركات التي تجمع بين طهران والقاهرة الآن. ولكن الاحتقان الطائفي المزمن الذي تعاني منه المنطقة منذ سنوات - ساهمت فيه الأطراف كلها بنصيب وسهم -، استحال الصراع الرئيس في الشرق الأوسط للأسف. وإذ بدا الرئيس الإيراني رافعاً شارة النصر بيده اليمنى أمام الكاميرات وهو يجلس بجوار فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، فإن مزاجه سرعان ما تبدل. لم يتوقع أحمدي نجاد ألا يظهر معه شيخ الأزهر في المؤتمر الصحافي وإنما مستشاره الشيخ حسن الشافعي، مقدما حزمة مطالب من الأزهر إلى إيران. تمثلت حزمة المطالب في التالي: حقوق أهل السنة في إيران، حقوق العرب في خوزستان، عدم التدخل في شؤون البحرين، إيقاف نزيف الدم في سوريا، والامتناع عن نشر التشيع في بلاد أهل السنة. ويقول تقليب النظر في رزمة المطالب الأزهرية إنها في الواقع عريضة اتهام لسياسة إيران الإقليمية؛ وليست مجرد رزمة مطالب. وهنا يقتضي الإنصاف القول إن أي سياسي إيراني ـ أحمدي نجاد أو غيره - لا يستطيع مجرد مناقشة هذه المطالب من أساسها، وخصوصاً ما يتعلق منها بالشأن الداخلي الإيراني (العرب في خوزستان والسنة في إيران)، ما أجهز في الواقع على زيارة أحمدي نجاد للأزهر الشريف.
    • أظهر الأزهر الشريف وبوضوح تمايز مواقفه عن مواقف جماعة "الإخوان المسلمين"، التي يعتقد بعض علماء الأزهر انها تسعى للهيمنة عليه وفرض "الأخونة" عليه. ولم ينته المأزق عند هذا الحد، فقد أعدت جماعات محسوبة على التيار السلفي استقبالاً مؤسفاً للرئيس الإيراني خارج المشيخة محاولة الاعتداء عليه لفظياً ومعنويا. وفات على المحتجين - الذين لم يفلحوا في حماية الرئيس الزائر من التعرض له - ان ضيوف مصر لا يهانون بأية صورة وحال، مثلما استغلق على منظمي الزيارة أن الشهامة والنخوة العربيتين، في الجاهلية والإسلام، تأبيان إلا إكرام الضيف وإنزاله موضع الحفاوة والترحيب. وبقطع النظر عن خيبة الأمل النجادية في الأزهر والاستقبال، فإن طهران أحرزت هدفاً محققاً في مرمى خصومها بإتمام الزيارة، عبر إظهارها للعالم والمنطقة أن العقوبات الاقتصادية المفروضة والحصار المضروب عليها لا يمنعانها من فتح أبواب إقليمية جديدة استعصت طيلة عقود أمامها؛ فالقاهرة كانت وما زالت الباب العربي الأكبر. وبالمقابل تبدو الصورة مختلفة على الناحية المقابلة، إذ حققت الجماعة هدفاً في مرمى خصومها بالخليج عبر التلويح بورقة العلاقات مع إيران. هنا يبدو واضحاً أن ورقة العلاقات مع إيران تستغل من الإدارة الحالية لتحصيل أهداف قصيرة الأجل والنظر، ويتم التعامل معها بما لا يليق بأهمية وإشكالية إيران في توازنات المنطقة.
    • أوجه القصور في سياسة مصر الإقليمية
    • يشي ما سبق بأن إدارة الدكتور مرسي لا تريد في الواقع فتح الأبواب أمام علاقاتها مع إيران، وإنما توظيفها في منافساتها مع دول عربية خليجية. وبالإضافة إلى ذلك، سيكون صعباً على الإدارة المصرية أن تمضي أبعد في علاقاتها مع إيران لعدم تناسب الثمن الواجب دفعه، لقاء هدف تكتيكي وهو توظيف ورقة العلاقات مع إيران لمكايدات إقليمية. ففي حين يبدو الثمن الذي تدفعه إيران لقاء توسيع العلاقات مع مصر ثمناً داخلياً محضاً يتمثل في التوافق بين أجنحة نظامها السياسي حول هذه العلاقات، يبدو الثمن المقابل أكبر بكثير. على جماعة "الإخوان المسلمين" أن تدفع أثمانا داخلية وإقليمية، فمن ناحية سيعرقل حليفها السلفي من اندفاعتها نحو إيران، ومن ناحية أخرى سيكبح تحالفها الراهن - الذي يضمها إلى جانب أنقره والدوحة - من وتيرة علاقاتها مع إيران. لذلك فالنتيجة الأقرب للدقة في ما يخص مستقبل العلاقات المصرية - الإيرانية انها ستشهد ارتفاعاً محدوداً ومحسوبا في الفترة القادمة، فلا تعرف القطيعة الماضية وإن ظلت تحت مستوى الشراكة الإقليمية بكثير، فالتفكير بالشراكة في ضوء التوازنات الراهنة يعد أمرا لا يتطابق مع الواقع الموضوعي ولا مع طريقة إدارة الدكتور مرسي للملف.
    • كشفت زيارة أحمدي نجاد إلى القاهرة ثلاثة أوجه أساسية للقصور: أولها يتعلق بالشفافية، فمن يصنع قرار السياسة الخارجية المصرية الآن؟ سيطر الأمن والرئاسة في أيام مبارك على ملف العلاقات مع إيران، والآن من يدير الملف؟ سؤال يظل برسم الإجابة، خصوصاً أن مستشار الرئيس للشؤون الخارجية هو المسؤول السابق للعلاقات الخارجية بالتنظيم الدولي للجماعة. ويتعلق الوجه الثاني للقصور بالأجندة المصرية وهنا يثور مباشرة سؤالان: ما هو تعريف الإدارة الحالية للمصالح الوطنية المصرية؟ وكيفية ترتيب الأولويات الإقليمية والدولية؟ أما الوجه الثالث للقصور فيتعلق بالسياق، لأن تحسن العلاقات مع إيران تواكب مع تدهور العلاقات بين الإمارات وجماعة "الإخوان المسلمين"، وبالتالي يبدو التقارب مع إيران وكأنه استبدال لعلاقات مصر الخليجية بعلاقات مع إيران، خصوصاً بعد تردي العلاقات بين جماعة "الإخوان المسلمين" والإمارات على خلفية ضبط خلية إخوانية هناك، وفشل زيارة عصام الحداد، مستشار الدكتور محمد مرسي، في حل الأزمة. تلا ذلك مباشرة زيارة وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، ثم زيارة أحمدي نجاد. ويعني ذلك افتقارا واضحا للخيال السياسي من الإدارة المصرية الحالية، فمصر لا تحتاج إلى إذن من أحد لترفع مستوى علاقاتها مع إيران، ولكن العلاقات مع إيران يجب أن تكون إضافة لرصيد مصر في المنطقة وليس بدلاً عن ضائع.
    • إيران وتركيا وعجائب الأقدار
    • سيؤدي كسر القشرة العربية للإقليم واستبدالها بأخرى دينية صرف، إلى فتح الطريق أمام القوى الإقليمية غير العربية للعب أدوار تتخطى حدودها السياسية وللنفاذ إلى المعادلات الداخلية للدول العربية، دون قدرة مكافئة للأخيرة تمكنها من العيش بالإقليم على قدم المساواة مع باقي دوله. ومن أسف أن نفني عمرا في الدعوة إلى تقارب مصري - إيراني ومصري - تركي يحقق المصالح المصرية والعربية، وينفتح بندية على الأمتين الكبيرتين الإيرانية والتركية، في ما لم نره متحققاً طيلة السنوات الماضية، إذ آثر النظام السابق أن يغلق الأبواب أمام أي محاولة للتقارب مع كل من إيران وتركيا، طلباً لتلافي مخاطر محتملة، فلم يستطع اقتناص الفرص الكامنة. ويزداد الأسى بملاحظة الوضع الراهن بعد الانتفاضة الشعبية المصرية، حيث تنفتح الأبواب ولكن خدمة لأهداف تكتيكية وفئوية، دون أجندة محددة لتعريف وتحصيل المصالح الوطنية المصرية. يقول درس الزيارة، إن العلاقات مع إيران هامة وضرورية لتنويع علاقات مصر الإقليمية، ولكن علاقات مصر مع أي دولة في العالم - ومن ضمنها إيران - ليست مطلوبة لذاتها، وإنما بقدر ما تخدم فيه مصالح مصر الوطنية؛ والأخيرة لا تتطابق بالضرورة مع مصالح تيار أو جماعة سياسية بعينها حتى ولو كانت جماعة "الإخوان المسلمين".
    • من عجائب الأقدار أن يثور الشعب المصري العظيم على نظام انقضى لأسباب منها: تراجع مكانة بلادهم الإقليمية والدولية في ظل حكمه ودوران النظام السابق في الفلك الأميركي مباشرة، ثم يطلب منه الآن ألا يثور، وقد أمست سياسته الخارجية تصنع على قياس وقيافة مصالح تيار سياسي بعينه؛ وأصبح النظام الجديد دائراً في فلك وكلاء أميركا في المنطقة، كبروا أو... صغروا!

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 318
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:19 AM
  2. اقلام واراء عربي 308
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:02 AM
  3. اقلام واراء عربي 307
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:02 AM
  4. اقلام واراء عربي 306
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:01 AM
  5. اقلام واراء عربي 278
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:15 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •