النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 290

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 290

    أقــلام وآراء إسرائيلي (290) الاربعاء- 13/03/2013 م


    في هــــــذا الملف


    من يحكم مصر؟
    بقلم: تسفي بارئيل،عن هآرتس

    الحصار اضعف الاقتصاد الفلسطيني
    بقلم: عميره هاس،عن هأرتس

    أنا ايضا عربي
    بقلم: افيعاد كلاينبرغ،عن يديعوت

    محاسبة مغلوطة
    بقلم: أسرة التحرير،عن هأرتس

    استراتيجية تغيير
    بقلم: داني روتشيلد،عن معاريف

    مسلسل سياسي ملغوم
    بقلم: سيما كدمون ،عن يديعوت

    قطيعة لبيد
    بقلم: نحاميا سترسلر ،عن هأرتس









    من يحكم مصر؟

    بقلم: تسفي بارئيل،عن هآرتس

    'هل تذكرون اليوم الذي فررتم فيه من المحكمة؟ إذا لم تحكموا حسب العدل يوم السبت 9 اذار فانكم ستتوقون للفرار ولكنكم لن تستطيعوا'، هكذا كتب مؤيدو فريق كرة القدم الاهلي القاهري في صفحتهم على الفيسبوك. تهديد 'الاولتراس' المؤيدين المتزمتين للاهلي، اخذ على محمل الجد. اكثر من 2.000 شرطي جندوا لحراسة محكمة الجنايات التي انعقدت يوم السبت في مبنى كلية الشرطة، لحسم مصير المتهمين (وهذه مجموعة المتهمين الثانية) في المذبحة التي وقعت في بداية شباط 2012 في مدينة بور سعيد.
    في هذا الحدث الذي هز مصر قتل 74 شخصا بعد مباراة كرة قدم تنافس فيها الفريق القاهري مع خصمه 'المصري' من بور سعيد. ومنذ ذاك اليوم الفظيع، ترقبت مصر قرار الحكم وبالاساس 'العدل' الذي سيتخذ بحق قادة الشرطة الكبار، الذين بزعم مؤيدي الاهلي شجعوا المضيفين من بور سعيد على ذبح ضيوفهم.
    ولكن قرار المحكمة الذي صدر يوم السبت هيج الخواطر مرة اخرى فقط. فمؤيدو الاهلي وسكان القاهرة غاضبون من تبرئة 28 متهما وعقوبات السجن، المخففة برأيهم، بحق ضباط الشرطة الكبار.
    بور سعيد هي الاخرى تعتمل منذ قرار المحكمة. الاحساس في المدينة هو أنه لاسباب سياسية القت المحكمة كل الذنب على مؤيدي الفريق المحلي، وكل المتهمين هم من ابناء المدينة. منذ كانون الثاني، حيث عقدت المحكمة الاولى، أعلنت المدينة عن عصيان مدني عنيف، عن 'استقلال' رمزي وفك ارتباط عن الدولة. الكثير من مواطنيها رفعوا علم المدينة وكأنه علم الدولة، واستبدلت لوحات ترخيص السيارات بلوحات كتب عليها 'دولة بور سعيد'، والاشتباكات مع افراد الشرطة ورجال الامن اصبحت ظاهرة يومية أخذت في التصاعد في الاسابيع الاخيرة الى أن خرجت المدينة عن السيطرة.
    'محكمة بور سعيد' هي آخر أمر يحتاجه الرئيس محمد مرسي الذي اضطر الى أن يعترف غصبا لان مستقبل حكمه منوط بقرارات المحكمة. وكان واضحا عشية المحكمة للرئيس ومستشاريه بان كل قرار يخرج عن المحكمة سيهز الدولة، سيستدعي ردا بالقوة وربما حتى تدخل الجيش. وقد سبق لمرسي أن سمع تحذيرات الجيش الذي ابلغه بانه لن يصطدم مع الجمهور وأنه غير معني بان يشركوه في التطورات السياسية. ولكن عندما يكون أفراد الشرطة، الذين يعملون لدى وزارة الداخلية، مضربين ويطالبون بتزويدهم بالسلاح كي يتمكنوا من الدفاع عن انفسهم في وجه المتظاهرين، فان من شأن مرسي أن يضطر هذه المرة الى الجيش وان يظهر بذلك عدم سيطرته في مصر.
    التهديد السياسي الذي يواجهه مرسي في اعقاب هذه المحكمة ليس استثنائيا في شبكة العلاقات بين الرئيس وجهاز القضاء. فقبل بضعة ايام من المحكمة تلقى مرسي صفعة من المحكمة الادارية التي قررت تجميد كل الاستعدادات للانتخابات البرلمانية الى أن تدرس المحكمة الدستورية قانون الانتخابات الجديد وتقرر بانه لا يتعارض مع الدستور.
    وظاهرا يدور الحديث عن موضوع فني. فحسب القانون، فان قانون الانتخابات يجب أن يمر أولا عبر المحكمة الدستورية قبل أن يعرض على البرلمان. وعن هذه المرحلة قفز مجلس الشورى، الذي يعمل الان كبرلمان كي يسرع اجراء الانتخابات. وتمسكت المعارضة الشديدة لمرسي، وعلى رأسها جبهة الانقاذ الوطني، التي اعلنت عن مقاطعتها للانتخابات، تمسكت بهذا البند الدستوري كي تدق العصا، وان كان مؤقتا، في تطلع مرسي لتصفية الازمة السياسية وانهاء العملية الرسمية لاقامة الديمقراطية.
    مرسي على وعي جيد بقوة المحكمة ولهذا فهو نفسه، مقابل حسني مبارك، لم يعد يمكنه أن يؤثر فما بالك أن يقود على قرارات المحكمة. المحكمة الدستورية هي التي حلت في السنة الماضية البرلمان الذي فاز فيه الاخوان المسلمون بالاغلبية، وهي التي قررت بان قراراته الرئاسية ليست دستورية. وشطبت المحكمة في حينه ترشيح خيرت الشاطر نائب زعيم الاخوان المسلمين للرئاسة، والذي احتل مكانه مرسي كمرشح بديل. وباختصار فان المحكمة الدستورية التي تحظى بشعبية جماهيرية، اصبحت سورا واقيا بوسعها أن توقف سياقات سياسية يرغب مرسي في دفعها الى الامام.
    غير أن الحكم الناجع والمستقل، الذي اصبح جزءا من شخصية الثورة هو الذي من شأنه ان يمس بوتيرة البناء الاقتصادي لمصر. وذلك لانه طالما كانت المحكمة تعيق الانتخابات، وحين تكون قرارات المحكمة الجنائية قد تؤدي الى اندلاع اضطرابات في الشوارع فستجد مصر صعوبة في التوقيع على اتفاق القرض الحيوي مع صندوق النقد الدولي، وسيواصل المستثمرون ابعاد اقدامهم عن الدولة، والسياح سيفضلون اهدافا اخرى في العالم على الاهرامات. وتأمل المعارضة، التي ستساعدها الاثقال التي تضعها هي والمحكمة على عاتق مرسي الانتصار في الانتخابات للبرلمان. ولكن المشكلة هي ان ذات الاثقال من شأنها ايضا، في نفس المناسبة، الى اغراق الدولة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

    الحصار اضعف الاقتصاد الفلسطيني
    بقلم: عميره هاس،عن هأرتس

    يدعو البنك الدولي دول العالم أن تبدي رأيها لا في مشكلات مالية مباشرة للسلطة الفلسطينية بل في ضعف طويل الأمد للاقتصاد الفلسطيني سببه المباشر في زعم كُتاب التقرير سياسة الحصار والقيود الاخرى التي تفرضها اسرائيل. ويرسم التقرير الذي ينشر اليوم استعدادا لمؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد في الاسبوع القادم في بروكسل، صورة وضع مقلقة جدا بل يتوقع استمرار الاتجاه السلبي للمعطيات الاقتصادية وتأثيرها السلبي في الوحدة الاجتماعية وفي الشباب.
    يُلخص التقرير الذي عنوانه 'تحديات نقدية وكلفة اقتصادية بعيدة الأمد' العقبات النقدية التي ميزت السنة الماضي وهي: تخلف عن تحويل التبرعات الموعود بها للسلطة، ونفقات أكبر من المخطط لها وجباية للضرائب أقل من المتوقع، وديون كبيرة على السلطة للمصارف والمزودين، وتأخير تحويل اموال الضريبة الجمركية من اسرائيل الى مالية السلطة، وتخلف عن دفع الرواتب وأمواج اضرابات واحتجاجات. ويقول التقرير زيادة على هذه العقبات إن الاقتصاد الفلسطيني فقد من قدرته على المنافسة قبل ذلك بسنين كثيرة وإنه سيكون لذلك تأثيرات قاسية في المدى البعيد.
    ويكتب كُتاب التقرير ان انجازات السلطة التي تستحق الذكر في بناء المؤسسات والبنية التحتية الادارية غير كافية لتغيير الاتجاه وحدها. كان النمو الحقيقي للانتاج الوطني الخام الفلسطيني في الارباع الثلاثة الاولى من 2012، 6.1 في المائة قياسا بـ 11 في المائة في 2010 و 2011، ويقف النمو في غزة على 7.7 في المائة قياسا بـ 15 في المائة في السنتين السابقتين، وفي الضفة على 5.5 في المائة قياسا بـ 9 في المائة في السنتين السابقتين.
    تبدو هذه المعطيات برغم الهبوط ايجابية اذا قيست بمعدل النمو في دول اخرى واذا أخذنا في الاعتبار الازمة الاقتصادية العالمية وقد أجلّها ممثلو اسرائيل في مؤتمر الدول المانحة إجلالا عظيما. ولا يفسر التقرير بصورة مباشرة التناقض بين الانطباع الأولي الذي تتركه معطيات النمو وبين الصورة السلبية العامة التي يرسمها. لكنه يذكر ان النمو في سنين خلت كان يعتمد بقدر كبير على الزيادة في القطاع العام.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    أنا ايضا عربي
    بقلم: افيعاد كلاينبرغ،عن يديعوت

    يثير الاتهام بالعنصرية في الاسرائيليين الرد الانعكاسي المشروط فنحن نرفضه على نحو آلي. وقد نُسبت إلينا العنصرية مرارا كثيرة لاسباب سياسية؛ وتمت التسوية بيننا مرارا كثيرة عن حماقة أو تعمد آثم، بألمانيا النازية الى ان صار ميلنا الطبيعي لا الى تجاهل تشخيص المرض فقط بل الأعراض ايضا. لكن الاعراض أخذت تكثر في المدة الاخيرة وتوجد في المجتمع الاسرائيلي ظواهر عنصرية كثيرة ومقلقة. والميل الى الغائها بهز الكتف لا يساعد في القضاء عليها.
    إن القُبح العنصري يظهر في سياقات مختلفة. فهو يظهر مثلا بين مشجعي بيتار القدس الذين لم يعد فريق منهم يكتفون بكراهية العرب العادية فوسعوا الكراهية لتشمل المسلمين جميعا. وهو يظهر كل يوم في هجمات كلامية على العرب وفي شتائم وتهديدات للعرب لكونهم عربا. وتظهر في اقوال رؤساء بلدات ومجالس ولجان قبول لا يخجلون من القول ان العرب غير مرغوب فيهم لأن العرب دون ولأن العرب هم العدو. وأخذ يظهر مؤخرا أكثر وأكثر في هجمات مادية: برشق للحجارة وضرب وبصق ومحاولات قتل حقيقية.
    إن تفجر العنف العنصري هو دائما طرف جبل الجليد. فالجزء الذي يظهر فوق الماء يعتمد على كتلة كبيرة من المؤيدين الصامتين الذين يعتقدون ان اعمال المشاغبين قد لا تكون مرغوبا فيها لكن مقصدهم وإن لم يكن مرغوبا فيه مفهوم ويستحق العطف عليه.
    في دولة اسرائيل تحظى التصريحات العنصرية والعنف العنصري بالكثير جدا من العطف. واليهود مهما تكن افعالهم هم الضحايا دائما. إن الافعال العنصرية يندد بها ناس مثقفون بلغة واهية. ولا يُعاقب عليها أبدا تقريبا عقابا حقيقيا. ويرى المُربون ورجال القانون والساسة العنصرية شبه فتوة جاهلة يمكن تفهمها وإن لم يمكن تسويغها. ويحظى الضحايا بثوانيهم الـ 15 في وسائل الاعلام. ويفرقع مقدمو نشرات الاخبار بألسنتهم كما هو مطلوب وتنظر الشرطة الى ذلك في هول. ويصمت قادة الدولة. وماذا عن 'القادة الروحانيين'، أعني الحاخامين؟ أضحكتموني. فالعنصرية بعد كل شيء غير موجودة حقا. فالاعتراف بوجودها في واقع الامر انضمام الى كارهي اسرائيل وتعبير عن معاداة الشعور الوطني. وينتهي ذلك دائما تقريبا الى عقاب تربوي ما، والى اعمال خدمة والى الالتزام بعدم العودة الى هذه الافعال أو ألا تُضبط وأنت تفعلها على الأقل.
    ويبقى الاحتجاج في البيت. في يوم الاحد تظاهر عشرات في القدس على العنصرية. ولا تُرى العنصرية خلافا لاسعار جبن الكوتج مشكلة حقيقية في اسرائيل حتى في معسكر معارضي الحكومة لأن العنصرية لا يمكن ان توجد في دولة اليهود. وهي موجودة برغم ذلك. وليست موجودة على نحو ضئيل بل هي تنمو. بل انه يصعب ان نشير الى سبب لتفجر الكراهية العنيفة الاخيرة. فالاسباب المعتادة وهي الحرب أو عمليات التفجير أو الازمة السياسية أو الاقتصادية غير موجودة. فيُخيل الينا ان العنصرية الاسرائيلية قد انتقلت من طور الى طور. ولم تعد عنصرية سبت ويوم طيب بل هي عنصرية يوم عادي وهي جزء من نسيج الحياة العادية. وهم يلعنون العرب ويضربون العرب ويهددون العرب.
    ليست العنصرية ربوا. وليست مرضا فوق السطح بل هي تعبير عن داء عميق يدمر الأنسجة. وكانت الحكومة تشمئز من العنصرية حقا وكان قلبها مواطئا للسانها وعملت في القضاء على هذا الداء قبل ان يستفحل بل أعلنت بأن العنصرية مشكلة وطنية وأنها الخط الاحمر الذي لن يُغفر اذا وُجد. ولعاقبت المخالفين لا بعقوبات 'تربوية'، بل بغرامات باهظة وعقوبات سجن طويل.
    ولا يقل عن ذلك أهمية انه ينبغي ان يعبر المجتمع الاسرائيلي لا عن نفور من مخالفي القانون فقط بل عن عطف ايضا على الضحايا. في رد على ملاحظة معادية للسامية وجهت الى دانيال كوهين بنديت من قادة احتجاج طلاب الجامعات في 1968 خرجت الجموع الى شوارع باريس تهتف 'كلنا يهود المانيون'. وحان الوقت لنقول: 'كلنا عرب'. كل من يبغض العنصرية عربي كما انه يهودي وأسود وصيني وهندي. اجل سيداتي وسادتي العنصريين، ان ما شعرتم به صحيح أنا عربي.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    محاسبة مغلوطة
    بقلم: أسرة التحرير،عن هأرتس

    يقول المذهب الفكري لنتنياهو ان 'الاغلبية يمكنها أن تفعل كل شيء وان الزعيم يمكنه أن يأمر كما يحلو له اولئك الذين يدخلون الكنيست بسببه وأن يفرض عليهم رأيه'.
    هذ أمر يمكن أن يضر جدا الديمقراطية ويخفض مكانة الكنيست الى أسفل الدرك' هكذا احتج رئيس الكنيست روبين ريفلين في مقابلة مع 'معاريف' قبل ثلاث سنوات. ولم تكن هذه هي المرة الاولى أو الوحيدة التي ينتقد فيها ريفلين، الذي هو من الجناح اليميني المتطرف في الليكود، نتنياهو على مذهبه الفكري غير الديمقراطي. اما الان، كما يبدو، فقد حان وقت المحاسبة. ومع أنه لم يقل ذلك صراحة، الا ان نتنياهو يعتزم منع من وضع أمامه مرآة غير عاطفة، من أن يتولى منصب رئيس الكنيست مرة اخرى.
    ريفلين، الذي بالنسبة للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني يمثل موقف الليكود الارثوذكسي، يفهم جيدا، خلافا لنتنياهو، الجوهر الحقيقي للديمقراطية. باسلوبه الرسمي، الذي يعتمد على استقامة سياسية نادرة، نجح، رغم مواقفه المتطرفة في أن يحافظ على الكنيست بصفتها ساحة المناكفة التي تمثل كل منتخبي الشعب. فقد عارض مشاريع قوانين مشوهة تقدم بها زملاؤه في الحزب واستهدفت المس بالاقلية العربية، كونه يعتقد بانها تمس بالديمقراطية؛ وحسب مذهبه الفكري فان رئيس الوزراء ليس فوق الشعب. وبالتالي فانه لم يجد مبررا للاستجابة لنتناهو ومنع النواب من المقاطعة عندما كان رئيس الوزراء يخطب.
    'الويل للدولة اليهودية والديمقراطية التي تجعل حرية التعبير عبئا مدنيا والويل للنواب الذين أملوا في نيل العنب، ولكنهم وجدوا الحصرم'، كتب ريفلين في مقال في 'هآرتس'. وكانت أقواله تقصد قانون المقاطعة البائس، وفي نفس الوقت توضح بان ريفلين ليس أسير 'حكم الحركة' ولا سيما عندما تنتج هذه صيغة مشوهة للديمقراطية.
    ريفلين، باسلوبه الخاص، عرف كيف يكسب قلب منتخبي الجمهور والجمهور الغفير، ولكنه بذلك اكتسب عداء نتنياهو وعلى ذلك يبدو أنه سيدفع الثمن. غير أن ليس هو فقط. كنيست اسرائيل، التي اصبحت منصة للمواقف المتطرفة، والجمهور في اسرائيل، يحتاجان ريفلين.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    استراتيجية تغيير
    بقلم: داني روتشيلد،عن معاريف

    قبل الانتخابات، ركزت الساحة السياسية الاسرائيلية على الشؤون المدنية والاصلاحات الاقتصادية. ومع أن الخطاب الداخلي حيوي لضمان الحصانة الوطنية، ولكن النقاش الاجتماعي لا يمكنه أن يحل محل جدول الاعمال الاقليمي والدولي واستراتيجية الامن الاسرائيلية.
    منذ اندلاع الهزة الاقليمية تحسن ميزان الامن العام لاسرائيل، واحتمال الحرب التقليدية الشاملة بين دولتنا وجيرانها قريب من الصفر. النظام في ايران تلقى ضربات استراتيجية ذات مغزى بسبب العقوبات الدولية ومع تفكك سوريا التي شكلت معقلا استراتيجيا لطهران. واضافة الى هذا، فانه طالما كان تهديد اسرائيل والولايات المتحدة لاستخدام القوة ضد التحول النووي لايران مصداقا، فان احتمال ان تحقق ايران سلاحا نوويا وتصبح قوة عظمى نووية عسكرية هو احتمال منخفض.
    رغم ذلك، فان الهزة في الشرق الاوسط، والتي تتداخل مع تغيير في ميزان القوى العالمي والمصالح العالمية، خلقت تحديات استراتيجية جديدة لاسرائيل. فالغرب يتعاطى مع الشرق الاوسط العربي كظاهرة يصعب احتواؤها، وبالتالي فان نهجه هو سلبي متداخل بأمل غامض. في هذا المحيط الاشكالي، فان مستقبل المناطق الفلسطينية يصبح حاسما اكثر من أي وقت مضى. وفي وضع تهزل فيه المصادر المالية للسلطة الفلسطينية، فان استمرار الجمود سيؤدي الى انتفاضة فلسطينية شعبية او أخذ القوة من جانب حماس وتحويل الاراضي الفلسطينية الى كيان معاد للغرب. بل ان الطريق المسدود من شأنه أن يؤدي الى تعاظم الدعم الدولي والفلسطيني لفكرة حل 'الدولة الواحدة للشعبين'، والتي تقوض الكيان الصهيوني. ويجسد الدور الاسرائيلي في التنسيق الدولي في الموضوع السوري بانه يمكن أن تكون قناة بديلة. وعلى الحكومة الاسرائيلية الجديدة ان تتبنى هذا النموذج حيال الفلسطينيين. وهم، من جهتهم، يحتاجون الى الدعم السياسي للقيادة السُنية كي يحطموا الجمود.
    ان الاطراف التي أدت الى انهاء الازمة في أعماق حملة 'عمود السحاب' تجسد بالملموس التغيير الموضعي الذي طرأ على المنظومة السنية في المنطقة، والتي توجد لها مصلحة أمنية في علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع اسرائيل.
    وتشير الخطوات الدبلوماسية حول الحملة في غزة الى التعاون والتنسيق بين الولايات المتحدة، مصر، تركيا، الاردن ودول الخليج. وما بدا ككتلة تتشكل ليس مبنى مثاليا ومتراصا يؤدي الى 'شرق اوسط جديد'، ولكن المصالح المشتركة كفيلة بان تهيئ التربة لصفقة شاملة واسعة تشارك فيها الولايات المتحدة.
    ويضع هذا النهج المسيرة السلمية في سياق اقليمي أوسع، يمكن فيه لشركاء اقليميين أن يساهموا في أمن الشرق الاوسط ويتمتعوا بمحيط استراتيجي اكثر استقرارا. وتستدعي بلورة صفقة شاملة للشرق الاوسط زعامة وتفكير استراتيجي وفهم شامل للمنطقة.
    وتسمح صفقة اقليمية شاملة لاسرائيل ليس فقط التقدم في المسيرة السلمية بل وايضا ان تؤدي دورا اقليميا بناء. على اسرائيل أن تكون مشاركة اكثر في تصميم مستقبل المنطقة والموقف من الازمة الاجتماعية ـ الاقتصادية في الشرق الاوسط، حتى وان كان بشكل هادئ.
    كما أن على اسرائيل أن تكون قلقة من الاهتمام المتناقص للولايات المتحدة بالمنطقة. فبينما يتجه الاهتمام الاستراتيجي للقوة العظمى الغربية الى ساحات جديدة، فان ائتلافا اقليميا يدفع السلام والامن الاقليميين الى الامام، يلوح كوسيلة لابقاء الدور الامريكي في ما يجري.
    وفضلا عن ذلك، فمن خلال تعميق الدور البناء لاسرائيل في المنطقة وما ورائها، فان بوسعها أن تثبت مكانتها كذخر استراتيجي للامريكيين. والتغييرات الاقليمية والعالمية ليست ملزمة بان تجعل اسرائيل قابلة للاصابة وضعيفة من ناحية استراتيجية؛ فمن شأن استمرار السلبية ان يعرض مستقبلها للخطر. ان دولة اسرائيل تستحق استراتيجية بوسعها احداث تغيير.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    مسلسل سياسي ملغوم
    بقلم: سيما كدمون ،عن يديعوت

    منذ اسابيع طويلة كانت الحيل الدعائية وطمس المعلومات تشوش على وعينا. وعلى حسب الانباء التي خرجت، وينبغي ان نقول انها في الأساس من مصادر في الليكود، كانت لنا هنا عدة حكومات: حكومة مع الحريديين ولبيد من غير بينيت، ومع بينيت والحريديين من غير لبيد، وحكومة اسرائيل بيتنا والعمل، وحكومة ضيقة مع الحريديين فقط كان يفترض ان يقفز بينيت اليها على رأسه كالقفز في بركة فارغة. ولن نذكر الحكومة المنفوخة التي تم ابلاغنا عنها في يوم السبت ليلا فقط وفيها 25 وزيرا ووزراء بلا حقائب وزارية ونواب وزراء وهو ما قرر الساسة والمحللون انه فشل ذريع للبيد الذي وعد بحكومة صغيرة مضيقة.
    لكنه لم يمض يوم حتى تغيرت الصورة تماما فأصبحت الحكومة التي تلوح تباشيرها حكومة رئيس وزراء واحد و20 وزيرا و8 نواب وزراء. وهناك فرق كبير بين هذا وبين الحكومة التي تجلس الآن في قاعة الكنيست الى طاولتين تمت تهيئة احداهما بصورة خاصة لأكبر حكومة في تاريخ الدولة 30 وزيرا وفيها حقائب وزارية ابتدعها مستنسخ مُحنك بصورة مميزة و4 وزراء بلا حقائب و9 نواب وزراء ايضا.
    لن يحدث هذا بعد الآن. صحيح ان الامور لم تُبرم كلها الى الآن وما تزال الحرب على وزارة التربية في ذروتها إلا اذا تقرر في الوقت الذي كنا نائمين فيه هل تبقى الحقيبة الوزارية عند جدعون ساعر في الليكود أم تنتقل الى شاي بيرون من حزب يوجد مستقبل.
    قد يكون تخلي نتنياهو عن عدد الوزراء وسيلة ضغط اخرى على لبيد ليتخلى عن حقيبة التربية. وقد لا يكون أي شيء يشهد على أي شيء كما رأينا هذا الاسبوع وان يضاف الى الوعدين اللذين أعطاهما لبيد لمصوتيه وتم الوفاء بهما كاملين وهما حكومة بلا حريديين وحكومة صغيرة انجاز آخر لا يمكن الاستهانة بأهميته وهو الحقيبة الوزارية التي قصد اليها لبيد منذ ان دخل السياسة والتي أفردها منذ البداية للثاني في قائمته الحزبية.
    إن الشيء الواضح هو انه لا شيء مما تم احرازه في اثناء تشكيل هذا الائتلاف هو كما يبدو في الظاهر. فلبيد ليس وزير الخارجية، والصدع بينه وبين بينيت لم يظهر حتى الآن واعضاء كتلة الليكود يتحدثون عن بيع تصفية. قال مسؤول رفيع المستوى في الليكود أمس في مرارة إن لبيد يُملي على نتنياهو كل شيء، تركيبة الحكومة وكبرها ايضا.
    ليست مشكلة الليكود هي الوزارات بل عدد الحقائب الوزارية التي فرضها لبيد عليه. والمفارقة، يقولون هي انه يوجد من الحقائب الوزارية أكثر من عدد الوزراء المحتمل، ولهذا يتحدثون الآن عن 'تركيبة' ينوي نتنياهو القيام بها كأن يبقى أردان مثلا مع حقيبة حماية البيئة ويحصل على حقيبة الاعلام ايضا، أو ان يصبح سلفان شالوم ايضا الوزير المسؤول عن النقب والجليل ووزير السياحة ايضا.
    إن الشيء الواضح هو انه مهما يحدث في التفاوض من اليوم الى ان تؤدي الحكومة اليمين الدستورية، فلن يعوض اعضاء الليكود المتضررين الذين يعتقدون جميعا ما عدا فايغلين وريفلين أنهم يستحقون ان يكونوا وزراء. وها هو ذا نتنياهو قد نجح في جعل عضو الكنيست الذي لم يطلب ان يصبح وزيرا، عدوا: وهو رئيس الكنيست روبي ريفلين الذي شوهد في الكنيست أمس وكله ابتسام. لكن كل من يشاهد الآن المسلسل السياسي 'بيت أوراق اللعب' يعرف كم يوجد من الوجوه للانتقام.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    قطيعة لبيد
    بقلم: نحاميا سترسلر ،عن هأرتس

    إن ايلي يشاي يكاد يذهل عن نفسه لشدة الأسى فهو بعد قليل سيودع ملذات الحكم: المساعدين والمتحدثين والمكتب والتشريفات، ويضطر الى النزول الى رتبة عضو كنيست عادي، بل انه لا يعلم حتى ما الذي يفعلونه في المعارضة.
    وهو يصرخ شاعرا بالمرارة: 'تمت القطيعة مع جمهور كامل بسبب اعتقاده فقط'، ويكرر عضو الكنيست نسيم زئيف القول بعده: 'قطعوا معنا، هذا فساد وهذا ائتلاف كراهية الحريديين'، ويشعر آريه درعي بالمرارة بسبب القطيعة ويطلب تعيينه رئيسا للحزب وكأنه ليس له نصيب مركزي من الفشل في الانتخابات.
    إن شاس ويهدوت هتوراة على يقين من أنهما جديرتان بالحكم بأمر مباشر من الخالق وأنهما ممثلتاه على الارض. وهما غير قادرتين على فهم أنهما خسرتا في الانتخابات ببساطة. فلو ان شاس حصلت على 19 نائبا وحصل يوجد مستقبل على 11 نائبا لدخلت ولخرج لبيد. وآنذاك ما كانتا لتحلما حتى بالاهتمام بـ 'البيت اليهودي' بل كانتا ستفرحان برؤية نفتالي بينيت في المعارضة كما فعلتا بالمفدال طول سنين، مع سيطرتهما المستمرة على كل قطاعات الدين والمخصصات، ولهذا فان من الواضح لماذا لم يُرد لبيد وبينيت رؤيتهما في الحكومة.
    حينما يجلس الحريديون في المعارضة فقط يستطيع وزير المالية لبيد الاقتطاع من الميزانيات الضخمة التي يحصلون عليها للمدارس الدينية ومخصصات عامة. لماذا لا يدفع طالب معهد ديني رسوما دراسية ثم يحصل الى ذلك من الدولة على رسوم عامة تبلغ 850 شيكل كل شهر وعلى تأمين دخل يبلغ 1040 شيكل وعلى دعم مالي للسكن والمنازل اليومية وضريبة المسقفات في حين يدفع شاب علماني أو متدين بعد الخدمة في الجيش رسوما دراسية عالية في الجامعة ولا يحصل من الدولة الى شيكل واحد ويخدم الخدمة الاحتياطية ايضا في اثناء الدراسة؟ ألا يوجد حد للتمييز؟.
    حينما يجلس الحريديون في المعارضة فقط يستطيع لبيد ان يُبدل معيار الحصول على سكن تدعمه الدولة ومعيار 'قِدم الزواج' الذي نسجه اريئيل اتياس للحريديين ليصبح 'استنفاد القدرة على كسب الرزق' الذي هو أكثر عدلا وملاءمة للعلمانيين والمتدينين.
    وسيكون من الممكن من غير الحريديين وقف المخصص الزائد للمدن الحريدية والضغط على رؤساء البلديات لبناء أحواض تطهر على حساب المراكز الجماهيرية. وسيكون من الممكن مع وجود يشاي ومئير باروش في المعارضة فقط تحديد ان يحصل على المخصصات والتخفيضات وتأمين الدخل من يخرجون للعمل فقط.
    حينما لا يوجد حريديون في الحكومة فقط سيكون من الممكن ان تُفرض عليهم الدراسات الأساسية والتجنيد العسكري، وحينما يجلسون في المعارضة فقط سيكون من الممكن فتح الجهاز الاقتصادي للمنافسة بالاستيراد بغرض خفض غلاء المعيشة. وسيكون من الممكن من غير الحريديين الاقتطاع في الاماكن الصحيحة ومنع ازمة عميقة ويتعلق كل ذلك مباشرة بالطبقة الوسطى لأن هذا هو معنى مضاءلة العبء عمن يخدم ويعمل ويدفع الضرائب.
    إن حكومة من غير حريديين هي مصلحة بينيت ايضا. فهم قد شهّروا وأخزوا وأهانوا المتدينين طوال سنين. وهم رأوا ان البيت اليهودي هو بيت أغيار كما قال ميران. وهم لا يحسبون حسابا لدراسة المتدينين للتوراة بل إن أصحاب القبعات المنسوجة لا يلائمون حضور صلاة الجماعة.
    أبعدت شاس ويهدوت هتوراة المتدينين طوال سنين عن كل الوظائف في المؤسسة الدينية، من الحاخامية الرئيسة الى اجهزة الطعام الحلال، وليس الأمر أمر تأثير ووظائف فقط فناخبو بينيت يريدون ان يعيد اليهم ايضا الكرامة والمنزلة.
    إن الحريديين خلعوا كل لجام لكثرة صلفهم. فقد وجهوا النساء الى المقاعد الخلفية في الحافلات في تمييز يثير الغضب. وبصقوا على كل من بدت لهم لا تلبس لباسا محتشما ونكلوا بالأقليات وكرهوا الاجانب وحاولوا تغليب اليهودية المتطرفة والمتخلفة على كل شعب اسرائيل، وهم الآن يدفعون ثمن الاستكبار.
    أي انه ليس الحديث هنا عن قطيعة ولا عن كراهية ايضا بل عن محاولة سياسية للحصول على تقسيم مختلف أكثر عدلا للموارد والوفاء بذلك بالوعود التي أعطاها لبيد وبينيت لجمهور ناخبيهما.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 263
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:07 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 262
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:06 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 261
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:05 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 241
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:37 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 230
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 11:43 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •