أقــلام وآراء إسرائيلي (297) الجمعة- 22/03/2013 م
|
في هــــــذا الملف
- زيارة الرئيس اوباما: الصحوة الامريكية الاليمة
- بقلم: عوزي رابي،عن الشرق الاوسط
- خطبة اليقظة
- بقلم: آري شبيط ،عن هآرتس
- جزيرة استقرار
- بقلم: البروفيسور ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم
- نعم... ضغط
- بقلم: جدعون ليفي ،عن هآرتس
- اوباما يحتفل والحي يحترق
- بقلم: د. رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
- هكذا اسرنا
- بقلم: سيما كدمون ،عن يديعوت
|
زيارة الرئيس اوباما: الصحوة الامريكية الاليمة
بقلم: عوزي رابي،عن الشرق الاوسط
زيارة الرئيس باراك اوباما الى اسرائيل والى المنطقة في بداية ولايته الثانية توفر سببا وجيها لاجمال أولي للسياسة الخارجية الامريكية في الشرق الاوسط. وتتميز الزيارة في هذا الوقت بأهمية خاصة كبيرة في ضوء علامات الاستفهام المتزايدة في أوساط شركاء الولايات المتحدة الاقليميين حول مدى استعداد الادارة للعمل بجد لمواجهة تحديات الساعة التي يفرضها المحيط الجغرافي السياسي المتغير في الشرق الاوسط.
وتدل الزيارة أغلب الظن على النية لتطبيق بعض من الدروس التي استخلصت في فترة ولاية اوباما الاولى، وترمي الى عرض صيغة أكثر واقعية ووعيا لمعالجة المسائل التي تشغل بال حلفاء الادارة في المنطقة وتمس بمكانة واعتبار الولايات المتحدة.
وبلا ريب فان استئناف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية هو أحد المواضيع التي من أجلها يأتي اوباما الى الشرق الاوسط. وخلافا للزيارة التي اجراها في بداية ولايته الاولى الى الشرق الاوسط يخيل أن هذه المرة يحرص رجال الادارة على تخفيض مستوى التوقعات والايضاح بان ليس في جعبتهم حل سحري او خطة سلام جديدة. فقد استثمرت الادارة الكثير ماديا ومعنويا في السلطة الفلسطينية بقيادة عرفات وابو مازن. وفي ضوء التطورات الاخيرة في السلطة يبدو أنه بدون مسيرة سياسية من شأن هذا الاستثمار ان يضيع هباء. وترمي الزيارة، ضمن امور اخرى، الى الاشارة الى ابو مازن بان الولايات المتحدة تواصل النظر اليه وليس الى حماس بصفته الجهة المركزية فتضمن بذلك بان لا يفقد صلته في صالح حماس. وعليه ففي جدول أعمال زيارة اوباما تكتيك من مرحلتين، اساسه اعادة الصلة لابو مازن وتحريك المسيرة السياسية في المنطقة. في هذه المسألة سيركز اوباما على تحقيق تفاهمات غايتها كبح جماح خطط البناء في المستوطنات مقابل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. من هذه الناحية يمكن أن نرى في زيارة اوباما جهدا اضافيا لانقاذ واحد من إرث السياسة الامريكية في الشرق الاوسط، تعود بدايته الى اتفاق اوسلو ونهايته المرجوة الى اقامة دولتين للشعبين بالطرق السلمية.
ولكن استئناف المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية ليس السبب الوحيد لوصول اوباما الى الشرق الاوسط. مسألة اخرى ستبحث في اثناء الزيارة ستكون النووي الايراني.
في بداية ولايته الثانية ينطبق على باراك اوباما واجب البرهان في كل ما يتعلق بصد ايران في السباق نحو النووي. ففشل المحادثات في كازخستان في الشهر الماضي والتجارب النووية والتهديدات التي تطلق من بيونغ يانغ تضيق بالفعل نافذة الفرص الدبلوماسية وتجعل احتواء النووي الايراني خيارا معقولا أقل. فايران نووية هي كابوس بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بمن فيهم السعودية، دول الخليج، تركيا وبالطبع اسرائيل. الانتقاد الفظ الذي وجهه وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، الى طريقة تصرف الامريكيين في مسألة النووي الايراني وتصريحه الذي قال فيه: 'اننا نرغب في وضع حد للمشكلة وليس في احتوائها' كفيل بان يدل على أن مستوى القلق المتعاظم لدى شركاء الولايات المتحدة الاقليميين وعلى علامات الاستفهام المتزايدة بالنسبة لرغبة وقدرة الولايات المتحدة على أن تتصدى بجدية لهذه المسألة.
لا تزال إدارة اوباما متمسكة بموقفها بان مسألة النووي يمكن أن تحل بوسائل دبلوماسية، ولكنها توصل التشديد على أن 'كل الخيارات لا تزال على الطاولة'. مؤشر هام على مجرد فهم الادارة بانه يجب تشديد الموقف في المسألة الايرانية يجد تعبيره في موقف اوباما الاخير بان 'ايران ستحتاج نحو سنة كي تطور سلاحا نوويا، ولكن الولايات المتحدة لا تريد أن تصل الى هذا القدر من القرب من هذه النقطة وستعمل بكل الوسائل لمنعها من ذلك'. استخدام التعابير الزمنية في المسألة الايرانية ليس أمرا يتميز به الرئيس (الذي قبل عدة اشهر فقط رفض الاستجابة لطلب نتنياهو في تحديد جدول زمني في المسألة) ويرمي الى الايضاح لعموم اللاعبين، ولا سيما لاسرائيل، بانه توجد صيغة عمل وانها تستوجب التنسيق والتعاون بين الحلفاء.
رغم أهمية مسألتي المسيرة السلمية والنووي الايراني، تنشأ ظروف وصول اوباما الى المنطقة أساسا من النتائج المتدحرجة لـ 'الربيع العربي'. ففي تاريخ الشرق الاوسط الحديث فشل الغرب غير مرة في المفترق الاشكالي الذي ألزمه في أن يقرر بين مصالح جغرافية سياسية وبين التزامه بالقيم الغربية الاساس. وبهذا المفهوم، فقد أكد 'الربيع العربي' بقوة اكبر التوتر البنيوي بين المصالح القومية والامنية الامريكية في المنطقة وبين الرغبة في الدفع الى الامام بقيم مثالية كالتحول الديمقراطي وحقوق الانسان. وكانت النتيجة سياسة امريكية تعاني من تشويشات في الوتيرة وانعدام الانسجام. فمنذ اندلاع الربيع العربي لا توجد استراتيجية امريكية متماسكة في الشرق الاوسط. ومع ان الامريكيين كانوا أول من ايد الثورتين في مصر وفي تونس، على أمل معلن في اقامة مجتمعات أكثر تعددية وديمقراطية. غير أن صعود احزاب الاسلام السياسي في هاتين الدولتين، وصراع الجبابرة الجاري فيهما بين سيادة الشعب وسيادة الرب كشفت عن سياسة امريكية عدمية تجاههما. ففي محاولة لمواجهة التطورات في تونس وفي مصر أوضحت ادارة اوباما بان شكل سلوك الاحزاب السياسية المختلفة سيكون اهم من ناحيتها من مذاهبها الايديولوجية، وبتعبير وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون فان 'الشكل الذي تعرف به الاحزاب نفسها يهمنا أقل مما تفعله بالفعل'.
غير أنها اكثر حدة من مسألة الانظمة ما بعد الثورة التي صعدت في أعقاب الربيع العربي هي المسألة النازفة في المنطقة، والتي عرفت منذ وقت قصير مضى كدولة سوريا، والتي وضعت أمام الامريكيين سلسلة من التحديات. احد مبادىء السياسة لادارة اوباما هو تخفيف حجم القوات المسلحة الامريكية في المنطقة (العراق وافغانستان) او القيام بعمل مثل التدخل الثاني في الازمة الليبية ('leading from behind'). وبموجب ذات المبدأ تبنى الامريكيون سياسة 'الجلوس على الجدار' في الحالة السورية ايضا.
غير أنه في بداية العام 2013 يبدو أن الامريكيين توصلوا الى الاعتراف بان مستوى الدم المرتفع في سوريا يسحق بشكل متراكم مكانتهم ومصالحهم في المنطقة. فالازمة السورية خلقت واقعا وقف في تعارض مطلق مع القيم التي حاولت الولايات المتحدة تثبيتها والمصالح التي سعت الى حمايتها في المنطقة في العقود الاخيرة، اي 'تحقيق استقرار في المنطقة، مكافحة الدول المؤيدة للارهاب، منع انتشار اسلحة الدمار الشامل ودعم منظمات حقوق الانسان.
في بداية العام 2013 يبدو انه واضح للامريكيين بان عليهم ان يحركوا سياقات تحقق الاستقرار، حتى وان كان جزئيا في المجال السوري الذي تفكك الى مناطق تسيطر عليها مراكز قوى مختلفة. في سوريا وفي محيطها نشأت صورة جغرافية سياسية سائلة وخطيرة من ناحية حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة انضمام قوات راديكالية اسلامية الى معسكر الثوار؛ رقصة السيوف بين السنة والشيعة في أقاليم الهلال الخصيب؛ والمملكة الاردنية التي تجثم تحت عبء اللاجئين السوريين.
هذه الدول (السعودية اساسا، ولكن ايضا دول الخليج، تركيا والاردن) لم تتردد في توجيه انتقادها للامريكيين بدعوى أن الواقع الناشيء هو بقدر لا بأس به نتيجة سياسة الانغلاق والانسحاب من المنطقة التي اتخذتها ادارة اوباما. فالتردد في اعطاء سلاح ثقيل للثوار هو فقط احدى المسائل التي تدل على تعقيد وتفجر المسألة السورية من ناحية ادارة اوباما. فالادارة تفهم بان اجتياحا واسعا للاراضي السورية ليس واردا، وهي مطالبة بسياسة مركبة تستند الى جهد جماعي، لوجستي، استخباري وعسكري ثمرة تعاون كامل مع الحلفاء في المنطقة.
تأتي زيارة الرئيس الى اسرائيل والمنطقة بالتالي لتهدئة روع شركاء الولايات المتحدة الاقليميين. وهي ترمي الى الايضاح بانه خلافا للانطباع الناشيء بشأن انطواء الولايات المتحدة في شؤونها الداخلية، فان لادارة اوباما النية والقدرة للتصدي لمشاكل المنطقة بل والعمل بكل النشاط لحلها.
الموقف الاسرائيلي العالم بجدول الاعمال الامريكي الحالي كفيل بان يستخلص من زيارة الرئيس مرابح جغرافية سياسية. فقرار اوباما أن يدخل هذه المرة اسرائيل ايضا في جولته الشرق اوسطية يدل، على نحو شبه مؤكد، على الدور الخاص المعد لاسرائيل في الصيغة المتبلورة. فالشرق الاوسط يعيش ذروة سياقات مركبة تضع تحديات جديدة امام اسرائيل، وفي هذه اللحظة تزداد الحيوية لتوثيق العلاقات الاستراتيجية بينها وبين الولايات المتحدة، بل ان الزيارة كفيلة بان تعمق منظومة التعاون في مسائل مثل تعزز قوة الاسلام المتطرف، مسألة النووي الايراني والصراع من أجل منع انتشار السلاح غير التقليدي. نشاط اسرائيلي في اطار شبة التعاون الاقليمي كفيل بان يساهم في التحسين المنشود للعلاقات بين اسرائيل وتركيا، وكذا يحافظ على التفاهمات الاساسية في اتفاقات السلام مع مصر والاردن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
خطبة اليقظة
بقلم: آري شبيط ،عن هآرتس
قبل بضعة اشهر نشر أمنون دانكنر مقالة لاذعة مُسلية في الصحيفة الجديدة 'نهاية الاسبوع'. ووصف دانكنر كيف أن مشروعا تقنيا حديثا لشمعون بيرس يجعل اسرائيل تنفصل عن الشرق الاوسط وتبدأ الابحار غربا في ماء البحر المتوسط مثل جزيرة عائمة. وهذا مضحك لكن دانكنر أصاب على نحو دقيق روح العصر.
فاسرائيل في السنوات الاخيرة تشعر وتفكر وتتصرف كأنها لم تعد واقعة في غرب آسيا وكأنها قادرة على ان تحيا مثل جزيرة انفصلت عنه. وماذا عن ايران؟ لا شيء. والعالم العربي؟ لا شيء، وفلسطين؟ لا شيء. فلا عرب ولا مستوطنين ولا احتلال. إن حاملة الطائرات الاسرائيلية التي تبلغ مساحتها 20 ألف كم مربع فقط تشعر بأنها قادرة بفضل قوتها الاقتصادية والتقنية على تصريف حياة مستقلة ليست لها صلة بمحيطها.
لا يوجد انسان هو جزيرة، كما كتب الشاعر الانكليزي جون دان في القرن السابع عشر ومن الواضح للجميع في القرن الواحد والعشرين أنه لا توجد أمة هي جزيرة ولا سيما اذا كانت أمة من 8 ملايين اسرائيلي محاطين بـ 350 مليون عربي، أو أمة فيها 6 ملايين يهودي يتقاسمون الارض مع أكثر من 5 ملايين فلسطيني، أو أمة تصر حتى في العقد الثاني من الألفية الثالثة على ان تكون أمة محتلة.
ومع كل ذلك فان اسرائيليي 2013 يؤمنون كما يبدو بأنهم جزيرة. فخطابهم الجديد هو خطاب جزيرة، فهم خائفون. وسياستهم الجديدة هي سياسة جزيرة رمات أفيف ج من اجل ايتمار ج. ووعيهم الجديد هو وعي جزيرة فالبرامج السخيفة ونسب المشاهدة العالية. والاسرائيليون الجدد ومن غير ان يعترفوا بذلك يسلكون في هذه الايام وكأن مصنعا تكنولوجيا ضخما فصلهم عن الشرق الاوسط وعن يهودا والسامرة وعن حقيقة ان سيطرتهم على شعب آخر تضعضع أسس وجودهم.
اليوم بعد الظهر سيقول الرئيس اوباما قوله لسكان الجزيرة. وسيحتضننا اوباما بطريقته، سيقول لنا إن عندنا تراثا انسانيا مجيدا يثير الالهام. وسيقول ان مشروعنا القومي هو مشروع تحرير عادل. وسيعترف بصلتنا بهذه الارض وبحقنا في الارض وبالاعمال العظيمة التي قمنا بها على هذه الارض. وسيكون كلامه مُتبلا بجمل حارة تُذوب القلوب.
لكن بعد ان يمنحنا الحب الذي نحن متعطشون اليه كثيرا سيسألنا اوباما بضعة اسئلة صعبة. هل نرى الى أين نُبحر؟ وهل ندرك أين نعيش؟ وهل نحن مستعدون لتعبيد كل ما بنيناه في داخل الخط الاخضر من اجل استعباد الشعب الذي يعيش وراء الخط الاخضر؟.
إن باراك اوباما رئيس امريكي ولهذا سيتحدث بضبط للنفس. واوباما ابن حضارة ولهذا سيسلك سلوكا مهذبا. لكن الرسالة التي ستكون كامنة كما يبدو في خطبته في مباني الأمة ستكون واضحة تقول أيها الاسرائيليون استيقظوا. ولا تجعلوا دولة الحرية التي انشأتموها بجهد كبير جدا تغرق في مستنقع الاحتلال المُغرق. ولا تدعوا 'أثينا' كُم اليهودية تصبح إسبارطة الحرب الأبدية. ولا توهموا أنفسكم أنكم جزيرة فلستم جزيرة. يجب عليكم ان تجدوا طريقة للتعايش المعقول مع العرب المحدقين بكم ومع الفلسطينيين الذين ما زلتم تسيطرون عليهم.
إن خطبة اوباما قد تكون خطبة يقظة. وستمنحنا فرصة أخيرة تقريبا للاستيقاظ من السُبات المفضي الى الغباء الذي استغرقنا فيه في السنوات الاخيرة. وسيعرض علينا ان نغير المسار وان نبدأ في مواجهة مشكلاتنا الوجودية الحقيقية. وسيأتي بعد اوباما جون كيري للقيام بالعمل الاسود. لكنه سيكون لوزير خارجية الرئيس احتمال نجاح فقط اذا لمس الرئيس هنا القلوب وفتح الرؤوس. عشية عيد الفصح يأتي الرجل الذي شُبه ذات مرة بفرعون لاخراجنا الى الحرية. وسيقول حرروا أنفسكم وأنقذوا أنفسكم بأن تحرروا شعبهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
جزيرة استقرار
بقلم: البروفيسور ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم
في الرابع من حزيران 2009 خطب اوباما خطبته التأسيسية في جامعة القاهرة التي مد بها يد المصالحة الى العالم الاسلامي وافتتح بذلك مبادرته الاقليمية الطموحة. وخُصص لاسرائيل في اطار هذه الرؤيا دور ابتدائي باعتبارها جهة كان يفترض ان تكون تنازلاتها من طرف واحد في الفضاء الفلسطيني (وفي مركزها تجميد البناء في المستوطنات عشرة اشهر) المستحث الضروري الذي يمهد الطريق لصوغ محور عربي سوري معتدل. وآمن اوباما بأن هذا المحور سيكون مستعدا لربط مصيره والتعاون تعاونا شاملا مع القوة العظمى الامريكية ولا سيما على خلفية انفصالها عن العراق.
مرت اربع سنوات تقريبا منذ وُضع الأساس الفكري للسياسة الامريكية الجديدة، وتهاوى الحلم كله ما عدا صدى خافتا من خطبة اوباما في القاهرة مع مشتقاته الاستراتيجية تهاوى منذ زمن في هاوية النسيان. وكان الربيع العربي هو العامل المركزي الذي زعزع الساحة وأدى سريعا الى انهيار التوقعات السابقة لأوانها.
هبط الرئيس الـ 44 في اسرائيل في ظروف وشروط مختلفة تماما عن تلك التي استقبلته حينما جاء الى القاهرة.
وبعد أن قُضي على مخطط التحالف الاقليمي لم يعد يحتاج الى الحفاظ على استراتيجية التباعد والكتف الباردة لاسرائيل التي استعملها في بداية طريقه إذ كانت جزءا من جهوده لانشاء المشاركة العربية المأمولة. بالعكس فبسبب التهديد الايراني الذي يزداد قوة وبازاء الزعزعات التي ما زالت تصيب العالم العربي، نضج عند اوباما معرفة أن ليست اسرائيل فقط جزيرة استقرار في داخل محيط عاصف عنيف بل من الضروري عنده أن يُزيل مخاوفها وارتيابها من توجهه واسلوب سلوكه معها.
من الواضح بعد هذا التمهيد لماذا توسَم الزيارة الرئاسية لاسرائيل بسمة جزرة الحوافز وتعبيرات الود والتأييد الدافئ لاسرائيل التي تم التعبير عنها تعبيرا فصيحا على نحو مميز بكلام التحية الذي صدر عن اوباما أمس مع هبوطه. وخلافا لخطبة القاهرة التي تناول فيها الرئيس انشاء دولة اسرائيل باعتباره مشتقا مباشرة وبصورة حصرية من المحرقة، كان كلامه في اثناء المراسم في مطار بن غوريون يشبه توبة واصلاحا حينما وسّع الحديث عن تراث الشعب اليهودي القديم وعن الجذور التاريخية العميقة للصلة بأرض الآباء. فالحديث عن جهد رئاسي لا مثيل له بغرض منح الرحلة بُعد التعاطف والود والتأييد العميق للجمهور الاسرائيلي وقيادته. وليس ذلك فقط لاتمام الانعطافة المطلوبة بعد البرود الذي أوحى به في مستهل طريقه في البيت الابيض بل عن تقدير ان اظهار هذا الود سيمهد لاجراء حوار أصدق مع الحليفة الاسرائيلية.
يأمل اوباما اذا ان تجعل هذه الاستراتيجية الجديدة نحو اسرائيل، ان تجعل اسرائيل أكثر ارتياحا وسكونا فيما يتعلق بالتزام القوة العظمى الامريكية ان تواجه بكامل الحزم مع كل الوسائل والأدوات التي تملكها جملة الأخطار والتحديات الاقليمية التي تتعرض اسرائيل لها.
إن غاية الزيارة الرئيسية اذا اعادة بناء الثقة الاسرائيلية بنوايا الزعيم الامريكي مؤملا ان يفضي ذلك الى استعداد اسرائيلي أكبر للثقة بصاحب الهيمنة الامريكية وان تكون أكثر انفتاحا لمبادرات يأتي بها اوباما.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
نعم... ضغط
بقلم: جدعون ليفي ،عن هآرتس
جاء الى اسرائيل أمس مسيح مُخلص لكن يبدو أنه لن يهاتف. بقي فقط عند من هو على يقين من أنه لن يأتي تغيير من داخل المجتمع الاسرائيلي وأنه ليس لاسرائيل بقاء بصفة دولة عدل من غيره، بقي له فقط الحلم بفارس يأتي على الحصان الابيض ويضغط على اسرائيل كما حث على ذلك محرر صحيفة 'هآرتس' ألوف بن في مقالته 'أيها اليساريون أُخرجوا من الفانتازيا' ('هآرتس'، 18/3).
اجل إن الحديث عن فانتازيا؛ وجميع البدائل اسوأ منها. وفي وضع السكون والعمى في اسرائيل فان الأمل بضغط دولي هو الوحيد المعقول. صحيح ان هذا غير سليم من جهة ديمقراطية لأن التغيير كان يجب ان يأتي من الداخل. وصحيح ان العالم لا يفترض ان يؤدي دور اسرائيل. لكنه لن يظل أكثر من ثلاثة ملايين من الرعايا يعيشون بلا حقوق الى جانب دولة زاهرة. وسيتحطم هذا الوضع دفعة واحدة بطريقتين: الارهاب وسفك الدماء أو الضغط والقطيعة الدولية. والضغط أفضل.
لم تُحدث المجتمعات الحرة والشبعى قط ثورات لأن الظلم كان نافعا لها. فلو كان الامر متعلقا بالرجال لبقيت النساء بلا حق انتخاب. ولو كان الامر متعلقا بالبيض في جنوب افريقيا أو بالبيض في امريكا لاستمر الفصل العنصري والعبودية والعنصرية الى الأبد. ولو كان الامر متعلقا بالمستعمرين الاوروبيين لبقي نصف العالم مستعمرا. إن التأليف فقط بين الهبة العنيفة دائما تقريبا والضغط الدولي احيانا هو الذي أفضى الى إنهاء كل ذلك.
كان باراك اوباما الذي وصل الى هنا أمس يستطيع ان يؤدي دور فارس العدالة. وكان يجب على اوباما ان يؤدي هذا الدور لكنه لا يؤديه. وليس الحديث عن 'إسكان ناس في بضع شقق في ايتمار أو موديعين العليا'، كما قال ألوف بن في مقالته بل الحديث عن عدل تاريخي. وحينما لا يُصنع هذا فيجب على العالم ان يقول قوله. وحينما لا يريد العالم احيانا يعرف كيف يفعل ذلك وهو يصرف نظره احيانا. وهذا ما يفعله بازاء الاحتلال الاسرائيلي، والأمل في ان يغير نهجه مشروع.
يستطيع اوباما ان يقول الى بعد غد 'الحقيقة لليسار الاسرائيلي' كما قال ألوف بن وهي أن 'التغيير يجب ان يأتي من الداخل'. لكن المجتمع الاسرائيلي يستحسن الاحتلال وهناك من يعملون ايضا على اخفائه عن أعينه. فلماذا يضع له حدا ما ظل جيدا له ولذيذا؟ هل لأن عددا من اليساريين يعترضون فقط؟ هل لأن العالم 'المعادي للسامية' يتحدث في غضب فقط؟.
اجل إنني وأشباهي نأمل ضغطا خارجيا، وأنا أعترف بذلك مع شعور بالمهانة: فليس لنا بلد آخر ولا طريقة اخرى لانقاذه. وهو عزيز على قلوبنا بقدر لا يقل عن كل واحد آخر، ولهذا فاننا في توق الى الضغط. أهذا سخيف؟ إن تأييد الاحتلال أسخف كثيرا. ولا يمكن 'إنعاش' هذه الرسالة، فليس الحديث عن شعار يمكن نسخه. ولن يقوم زعيم يساري يُخرج الجموع الى الشوارع، فهم مشغولون بمشاهدة برامج الترفيه.
ولا يمكن 'الارتباط بالتيار الرئيس' لأن التيار الرئيس لا يدفع شيئا عن الاحتلال ولا يريد ان يعلم شيئا عنه. يجب إنهاؤه لا بسبب 'التهديد السكاني' ولا لأن 'الاتفاق في متناول اليد' بل من اجل العدل فقط الذي يُغضب الاخلال به وهو يُغضب قلة قليلة من الاسرائيليين ويُغضب أكثر العالم منذ 46 سنة. ألا تكفي الاخلاق؟ إن المصلحة ايضا، الامريكية والعالمية، تصرخ من اجل حل الصراع في الشرق الاوسط.
ولهذا سنستمر على ما عندنا. ونريد ان نكسر الاحتلال بكل طريقة تمنع سفكا للدماء آخر. وقد أملنا قبل اربع سنوات ان يكون الفارس على الحصان الابيض أسود على التخصيص وخيّب الآمال حتى الآن. ولم يكن هذا التوقع مُفندا وهو غير مُفند الآن ايضا. جاء اوباما لينال اعجاب الاسرائيليين (واليهود في بلده)، فيا ليته ينجح. لكن السؤال هو ماذا سيفعل بهذا النجاح؟ انه يزور دولة القناة الثانية التي حياتها طيبة وبرامج تسليتها مُسلية والتي لن يستيقظ مجتمعها ولن يصحو الى ان تجري أنهار الدم في شوارعها، أو الى ان تشعر بضغط رئاسي حقيقي. قد يكون من الفانتازيا حقا ان يفعل ذلك لكن البديل عنه كابوس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اوباما يحتفل والحي يحترق
بقلم: د. رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
قُبيل زيارة الرئيس اوباما ووزير الخارجية الامريكي كيري للمنطقة نشرت في صحيفة 'نيويورك تايمز' قطع من لقاء صحفي تم في الآونة الاخيرة مع عبد الله ملك الاردن مع مجلة 'أتلانتيك'. وتبين ان الملك يعي المس المتوقع بالمملكة مع تطرقه الى الساسة الامريكيين 'الساذجين'. وهذا اللقاء الصحفي شهادة على الازمة الاردنية التي ظهرت في وسائل الاعلام لا بالصدفة قُبيل زيارة الرئيس الامريكي للمنطقة.
أُضيف فشل الانذار الامريكي الذي بدا مثل نفاخة هواء ساخن الى ضعف الادارة الامريكية في نظر حلفائها في الشرق الاوسط.
وأُضيفت صورة إبطال القوى العظمى بعضها لبعض فيما يتعلق بـ 'الحرب الباردة' التي تجري في الساحة السورية واستعمالها لممثلي الدول مبعوثين ومقاولين ثانويين لقتل الجموع في الدولة، هي ايضا الى الضعف والاخفاق الامريكيين اللذين ظهرا في قضية فشل العقوبات وصد الجهد الايراني لامتلاك السلاح الذري.
إن العجز الامريكي البادي يُعجل النشوء المتوقع لسباق تسلح ذري فتاك عند حليفات امريكا العربيات في الشرق الاوسط اللاتي يشعرن بأنه تم التخلي عنهن، ويضيف الى حالة الفوضى الاقليمية الموجودة فيها النظم العربية التي تحارب عن البيت. وهذا هو المنظر العام الحقيقي الذي ربما لا يراه اوباما في زيارته الحالية.
إن الاردن مثال على الزعزعة المتوقعة. ففي اللقاء الصحفي غير العادي الذي أجراه الملك عبد الله ندد بأبناء العائلة المالكة باعتبارهم 'مُسرفين' وأفاد أنه ينوي ان يجعل إبنه في خلال الخمسين سنة القادمة يحكم دولة اردنية ديمقراطية ترأسها ملكية في الاسلوب البريطاني. وأعلن الملك ايضا أنه جعل في مقدمة اهتماماته أن يحبط جهود 'الاخوان المسلمين' الذين كانوا في الماضي حلفاء العائلة أن يصلوا الى الحكم وعرّفهم بأنهم 'ذئاب في جلد شاة وهم أشرار وناس دم'.
يبدو ان الملك شعر بأنه تم التخلي عنه، لكنه يحارب عن حياة المملكة وأشار الى نيته الاعتماد على مراكز قوة جديدة في الاردن المتغير. وسمّى زعماء القبائل البدوية الذين هم اليوم دعامة حكمه الرئيسة 'ديناصورات' اهتمامهم كله هو التصويت للمقربين منهم لا التفكير السياسي الموضوعي.
أخذت الارض تتصدع تحت قدمي اوباما. هناك من يُفسرون ثبات نظم الحكم الملكية المحالفة لامريكا التي بقيت في منطقتنا بالشرعية العائلية الدينية لها وبغناها والموارد التي تتمتع بها، وتأثيرها وأمنها الداخلي ومنظومات التعاضد بينها وبين نظم ملكية ودول وقوى من القوى العظمى الاخرى، لكن المنعة لا تدوم أبدا.
إن المسار التاريخي لانحلال الدولة العثمانية الى الدول العربية المصنوعة اليوم ينتهي الآن بانحلال أكثر هذه الدول المصنوعة الى قبائلها الأصلية التي بدأ الاسلام بها في انتشاره الاستعماري. ولهذا فان انشاء دولة فلسطينية جديدة الآن خاصة اجراء أكل الدهر عليه وشرب ما زال الى الآن ولسبب ما تحديا للرئيس الامريكي الحائر. ومساعدة القوى الاسلامية البديلة الطاغية في المنطقة هو ايضا رهان تبين أنه مخطيء من تجربة الامريكيين المؤلمة.
إن انحلال الدول العربية هو تحدٍ كبير يواجه اوباما زعيم العالم الحر الآن. وقد حدث مسار الانحلال الى قبائل في بداية الاسلام.
ويحاول قادة الاسلام المتطرف الذين رفعوا راية 'الاسلام هو الحل' يحاولون الآن وبلا نجاح ان يوحدوا بالقوة شظايا 'الأمة' وأن يحتلوا اوروبا باعتبار ذلك البداية. إن فشل المتطرفين الاسلاميين في عرض انجاز ما بازاء شعاراتهم الفارغة يحطم ايمان الجماهير ويُذكر بحروب 'الردة' القديمة ويقوي 'الفوضى التي ستنتهي الى ان توجه على الغرب'.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
هكذا اسرنا
بقلم: سيما كدمون ،عن يديعوت
في اللحظة التي فُتح فيها باب 'إير فورس 1' لم يكن من الممكن ان نخطئ: فقد كان الحديث عن درجة مختلفة من الاسلوب والأناقة والبهرج. وكان يكفي أن نراه يخلع حُلته ويرفعها بخفة وتلقائية على كتفه ونتنياهو يتابعه بحركة متثاقلة ذكّرتنا كيف خلع ذات مرة درعه الواقية في مؤتمر داخلي لليكود، كي نقول إن رئيس الولايات المتحدة الامريكية وسيم آسر.
يبدو انه يُحتاج بين الفينة والاخرى الى زيارة رئاسية كهذه كي تُذكرنا كم نحن بعيدون عن الحضارة. بدأ ذلك بسلسلة الوزراء الذين انتظروا في تأثر في بدلاتهم الاحتفالية على الاسفلت وكل واحد منهم يحاول ان يترك انطباعا في الضيف، إما بعدم تهذيب بطلب الافراج عن جونثان بولارد، وإما باندفاع شعوري غير مخطط له في الطريق الى منظومة القبة الحديدية وإما بذِكر تاريخ الميلاد المشترك مع اوباما.
ومع كل ذلك فان هذه الصورة للرئيس الامريكي ورئيس الوزراء الاسرائيلي وهما يخطوان جنبا الى جنب مع البدلتين على الكتفين وطالبين في جامعة ستانفورد، التي أوحت بالود وإن لم يكن موجودا حقا ستبقى منقوشة في الذاكرة حتى عند المراقب البعيد عن الحضارة بقدر لا يقل عن صورة باراك وهو يدفع عرفات الى داخل الغرفة في البيت الابيض. في هذا شيء من عدم الرسمية وفكاهة ما أو وخزة لاذعة خفيفة وبضع كلمات بالعبرية، ونمتلئ حبا كبيرا للرجل الذي أصبح يبدو للحظة أنه يُحبنا. إننا مثل أولاد صغار يحتاجون للحب نُقدم فورا الخد الثاني للمسة ملاطفة اخرى وقبلة اخرى.
لم تحظ زوجة رئيس الوزراء طول سني ولايتها للعمل باطراء كالذي حظيت به في الدقائق الاولى من مؤتمر اوباما الصحفي. ويمكن ان نُخمن ما الذي فعله ذِكر رئيس الولايات المتحدة ليئير وآفنر بالزوجين نتنياهو. أو ما الذي فعله ذِكر يوني نتنياهو بأخيه رئيس الوزراء. كم كان في هذه الخطبة من الاحكام واللطف والتهذيب. لكن مع كل التأثر من المهم ألا نتبلبل. فانه يصعب ان نؤمن بأن رئيسا امريكيا يُضيع قدرا كبيرا من الوقت والطاقة والسحر الشخصي خاصة كي يحبه الاسرائيليون. والحديث عن أقل الرؤساء محبوبية وهو شخص لم ينجح في عقد صلة شعورية بأي واحد من الساسة الذين هم أهم عنده حتى منا مثل بلير أو برلسكوني أو ميركل. فهو انسان عقلاني مُقدر للامور مفكر بها، بل إن لطفه محسوب وما كان ليُجهد نفسه من اجل ما يُسمى 'من اجل تناول قطعة اللحم فقط'.
لهذا من المهم أن نفهم اسباب هذه الزيارة الودية. إن اوباما هنا من اجل سبب واحد، من اجل ان يحشد احتياطيا من العلاقة الايجابية ومن الثقة استعدادا للاجراءات التالية. لأنه اذا كان ينوي ان يحث نتنياهو على اجراء سلمي فلن يحدث هذا من غير ثقة. وقد تعلم اوباما هذا من الولاية السابقة. وقد أدرك انه لن ينجح لا هو ولا أي رئيس امريكي آخر في الضغط على اسرائيل إلا اذا وجدت علاقات ثقة وصداقة وتفاهم كالتي كانت بين رابين وكلينتون أو بين بوش وشارون واولمرت.
لم يكشف اوباما عن نتنياهو من جديد. فالغضب من اجتهاد رئيس وزراء اسرائيل من اجل خصمه الجمهوري لم يُمح، وما زال اوباما يعتقد نفس ما اعتقده في نتنياهو قبل شهرين. ولن توجد هنا صداقة حقيقية أبدا وربما لا يُحتاج الى ان توجد، فالمصالح في السياسة الامريكية هي اسم اللعبة ومصلحة اوباما هي تليين اسرائيل من اجل ما يأتي سواء أكان ذلك مبادرة سياسية اقليمية أو الاستراتيجية الامريكية في مواجهة ايران.
وهذا ما حاول اوباما ان يفعله أمس في المؤتمر الصحفي. فقد وعد بالاستمرار في المساعدة الامنية لاسرائيل وبزيادة الضغط على ايران في حين ان كل الخيارات على الطاولة ومحاولة بناء ثقة بين اسرائيل والفلسطينيين.
هلّم اذا ندعه يُليننا ولنُسلم أنفسنا لهذه المشاهد اللذيذة، وللنغمات الآخذة في اللين، ولننضم الى رحلة شخصية بهذه العظمة. مع مشهد هوليوودي وقوة حضور نجم روك يتجول في شوارع القدس مع قافلة كالتي نراها في الأفلام فقط. تعالوا نُصدق لبضع ساعات أنهم يحبوننا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ