[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]
[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:
- القصة أكبر من مؤتمر قمة للمصالحة
- بقلم: د.عاطف أبو سيف عن صحيفة الأيام
- تصغير القمم وتصفير الوقائع
- بقلم: عدلي صادق عن صحيفة الحياة الجديدة
- قصة المليار دولار؟
- بقلم: حسن البطل عن صحيفة الأيام
- اوباما .. الموازنة ... السياسة
- بقلم: نبيل عمرو عن صحيفة القدس
- ملهاة الحوار الوطني
- بقلم: سميح شبيب عن صحيفة الأيام
- وحدة الشعب ووحدة القضية !!!
- بقلم: يحيى رباح عن صحيفة الحياة الجديدة
القصة أكبر من مؤتمر قمة للمصالحة
بقلم: د.عاطف أبو سيف عن صحيفة الأيام
مرة أخرى تعيد قطر خربطة الأوراق وذر الرمال في العيون من خلال طرح فكرة عقد قمة عربية للمصالحة الفلسطينية. وفيما يبدو الاقتراح بسيطاً وسهلاً إلا أنه ليس كذلك. ويمكن لرصد التعليقات عليه وردود الأفعال أن تكشف حالة الإرباك وعدم الوضوح في تبني موقف منه خاصة ان أوساطاً في "فتح" في مستويات قيادية مختلفة رحبت به في البداية قل ان يتم تطوير الموقف الآخر الذي نظر للامر بريبة واستطاع ان يفهم ما بين السطور. فالقصة ليست قصة مؤتمر وقمة وأي شيء آخر بل إن خلف الاكمة ما خلفها. فقطر تعود مرة أخرى كما تفعل بين فينة واخرى لمحاولة التدخل في ترتيب البيت الفلسطيني وفي التأثير على عملية الترتيب تلك بطريقة غير محايدة.
المؤكد أن استطلاعاً للرأي يجري في أي مدينة او مخيم او بلدة يمكن له ان يقود إلى خلاصات بديهية في هذا المجال. فلو سئل الناس عن رأيهم في التدخل القطري وفي ماهيته وغاياته فإن الاجابة ستكون مُدينة لقطر. فالناس لا يعتقدون ولو من باب الظن أن غايات قطر حقاً وطنية وأن قطر حقاً تدعم المقاومة وتعادي إسرائيل وتريد تحرير فلسطين. ثمة انطباع يرقى للاعتقاد في الشارع الفلسطيني بأن غايات قطر غير نبيلة في كل مواقفها في الصراع وفي الاشتباك الداخلي. ولا يلام الناس عادة على مواقفهم بل يلام من اعطاهم هذا الانطباع ومن جعلهم يعتقدون بذلك. إن مجموع المواقف القطرية سواء من الصراع مع إسرائيل والعلاقة الحميمية التاريخية مع واشنطن والقواعد العسكرية لواشنطن على أرض قطر او العلاقة الدافئة مع تل أبيب والمكتب التجاري هناك، كل ذلك لا يمكن له أن يستقيم مثلاً مع الادعاء بدعم محور الممانعة بكلمات أصحاب المحور والوقوف خلف كل من ينتقد إسرائيل وواشنطن. لسنا بوارد تحليل الدور القطري والدولة الوظيفية وهو بات شائعاً في الممارسة السياسية ولكن من المؤكد ان هذا الدور يظهر للسطح في كل مرة يتم فيه استحضار أي موقف لقطر.
وفي العودة للطرح القطري بعقد قمة عربية للمصالحة فإنه من الصعب أخذ مثل هذا الموقف بحسن النوايا لجملة من الأسباب. فقطر المهتمة كثيراً بالمصالحة كما تقترح هذه المبادرة كان الأجدر بها أن تقوم بواجباتها الأساسية تجاه المصالحة. فهي قد رعت محادثات وأشرفت على توقيع اتفاق للمصالحة عرف باتفاق الدوحة ليس قبل زمن بعيد. اتفاق اعتقد في حينه أنه سينهي الانقسام المرير. كطرف راع فإنه تقع على قطر مسؤولية التدخل لدى الأطراف الموقعة ومتابعة تنفيذ الاتفاق. بالطبع إن التذكير بتفاصيل الانقسام مريرة أيضاً ولكن المؤكد ان قطر تعرف من المعطل لتنفيذ اتفاق حمل اسمها. وعليه فإن مسؤولية قطر الأساسية تكمن في الضغط على الطرف المعطل من اجل أن يتكفل بما تعهد به امام شيوخها وتحت رعايتهم قبل وبعد ان يولموا له محتفلين بانجازهم. اما ما عدا ذلك فليس إلا تضييعاً للوقت. لكن النظام العربي العاجز لن يستطيع ان يجبر طرفاً على تحمل مسؤولياته ليس لأن الله لا يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ولكن لأن حالة الشلل التي تمر بها الامة العربية والتوتر الذي يسيطر على الأقليم تجعل الجعجعة اهم من الطحن.
الامر الآخر ان القمة القطرية المقترحة لن تقود لشيء أكثر من ترسيخ الانقسام وتجسيده ومأسسته وجعل مكان له في المؤسسة العربية. انظروا المسرحية الموليرية (نسبة لمولير الكاتب الفرنسي) الساخرة التي تم فيها تنصيب معاذ الخطيب في القمة العربية. بالطبع لست بأي حال مع بقاء النظام السوري بل مع إزالته ولكن هذه قضية أخرى. مبكراً قبل خمس سنوات كتب الزميل محمد أبو دقة دراسة في مجلة "سياسات" اقترح فيها ان صراع "حماس" ليس على مقاعد ولا على وزارة بل هو صراع تمثيل فـ"حماس" تريد أن تحتكر التمثيل الفلسطيني وان تخطفه من منظمة التحرير. وبعد ذلك ظهرت شواهد هذا جلياً ليس في التنافس على حضور المؤتمرات والمزاحمة حول طاولة الامراء بل تعداه لتطوير مفهوم دولة غزة وتمثيلها وغير ذلك. إن المقترح القطري عملياً يصبغ على الانقسام الفلسطيني شرعية عربية ويصبح للفلسطينيين مقعدان حول الطاولة العربية. القصة ليست بحاجة لقمة ولا لشيء، بحاجة لإرادة عربية وقطرية تحديداً بوضع حد لحالة التبني والوصاية التي تفرضها بعض النظم العربية على بعض التنظيمات السياسية وخاصة "حماس" والقول لها هذا الانقسام يضر بالمصالح العربية وليس بالفلسطينية فقط. حالة التبني والرعاية تلك هي ما يطيل عمر الانقسام وليس المواطن الفلسطيني ولا القيادة الفلسطينية التي تدرك تأثير هذا الانقسام على صورة الفلسطيني في العالم. في هذا العالم الذي يضرب به مواطن أرجنتيني عن الطعام تضامناً مع الأسرى ولا يتوحد الفلسطينيون خلف الأسرى حتى.
الانقسام يعم المجتمع العربي برمته ولا تخلو دولة عربية من اعراضه حتى قطر التي تظن نفسها فوق شبهته. وسيكون الطرح القطري في موضعه لو تم تعميمه على الحالة العربية. ففلسطين ليست وحدها من تعاني من وجود برنامج بديل للمشروع الوطني فجل الدول العربية لديها تنظيمات إسلامية لا تعترف بالدولة الوطنية وتتجاوز احلامها مفاهيم هذه الدولة لتلامس الامة الأشمل والأعم وبالتالي فإن تلك التنظيمات تعمل على هدم الدولة الوطنية وتقويض بنيانها. هكذا يمكن لتونسي ان يطلق امرأته كي يسمح لها بالجهاد في سورية، وهكذا يمكن أن يتحول الربيع العربي إلى صراع بين الإسلاميين والوطنيين او القوميين من أجل السيطرة. وهكذا يمكن لجيوش الخليج أن تتحرك لحماية المنامة تظاهرات المطالبين بالديمقراطية. المؤكد أن الحالة العربية تعاني من انقسام شديد وهي فعلاً بحاجة لدراسة معمقة في محاولة للخروج بأفضل الحلول. فالقصة لم تعد مجرد صراع على عملية ديمقراطية او عثرات في عملية تحول ديمقراطي، بل انها حقاً انقسام حاد في النظم السياسية وفي المقاربات الفكرية التي ينطلق منها كل فريق ستترك أثرها على استقرار النظام السياسي العربي لعقود قادمة. هكذا يصبح المطلب القطري مشروعاً على قاعدة دعوة النظم العربية الحاكمة والمعارضات المختلفة لها وبالطبع على الامير القطري أن يجهز مقاعد للمعارضة القطرية ولكتائب الحق بجواره حتى يكتمل مشهد المصالحة العربية وتصبح حقاً قمة عربية حقيقية وليست كذبة نيسان.
تصغير القمم وتصفير الوقائع
بقلم: عدلي صادق عن صحيفة الحياة الجديدة
كلمة أمير قطر في القمة العربية، قُرئت ولم تُرتجل. وربما يكون "المفكر العربي" هو الذي أعدها للأمير. أما المؤكد، فإن الخلل السياسي والبروتوكولي في صيغة اقتراح حسم الأمر، على صعيد المصالحة الفلسطينية؛ لم يكن سهواً ناجماً عن ارتجال في الطرح!
لسنا معنيين بخلاف مع أمير قطر، أو مع سواه ممن نحرص على علاقات صحيّة معهم، يكون شرط انتعاشها هو الاحترام المتبادل. لكن صيغة الدعوة الى قمّة مصغرة ومفتوحة لمن يرغب (إذ يمكن ـ فرضاً ـ أن يرغب الجميع، فتسقط عن هذه القمة العجيبة؛ الصفة التي قررها سموّه سلفاً، وهي أنها مصغّرة)؛ حملت نوعاً من التخرّص المقصود، الهادف الى تصفير الكيانية الفلسطينية من حيث هي دولة مُعترف بها، ومن حيث هي منظمة تحرير سلخت نحو خمسين عاماً من عمرها، ومن حيث هي سلطة وطنية لا تزال ضحية انقلاب دامٍ. كذلك فإن الدعوة التي قُرئت من نص مكتوب ولم تُرتجل، تعمدت تصفير الحكاية كلها، والدعوة الى إعادة اكتشاف عناصرها في "قمة مصغرة" تحسم وتُحيل الى "الله والتاريخ" اسم الطرف المسؤول عن انسداد أفق المصالحة. وفي الحقيقة، لم يتحفنا الأمير، ولا من كتب له الكلمة؛ بأية إشارة تتعلق بما سيقع بعد الإحالة الى "الله والتاريخ" وما إذا كانت ثمة عملية قيصرية، لانتزاع المصالحة من بطن "قمة" تالية، أم إن الأمر هو مجرد أن يصبح للطرف الذي يُصر على تعطيل وحدة الكيانية الفلسطينية؛ اسم ورقم، على جداول العصاة والمارقين، أمام الله والتاريخ؟!
صيغة هذه "القمة" التي دعا اليها أمير قطر، ترتسم، من حيث الشكل، كهرمٍ مقلوب. ومن حيث المضمون، تقلل هذه الدعوة، من أهمية ووضوح ووجوب تنفيذ اتفاقات تم التوصل اليها بعد سنوات من الاجتماعات، وتتجاهل أن "فتح" جاهزة للتنفيذ، بينما الطرف الحمساوي الذي يحكم في غزة، هو الذي يعطل، علماً بأن الاتفاقات التي قبلنا بها، تعطي لـ "حماس" امتيازات تناقض شروط قيام الكيانية الوطنية قوية مهابة، وتناقض حتى مستلزمات ضمان ديمومة المصالحة نفسها واستقرار الأراضي الفلسطينية.
ما فعله أمير قطر نفسه، في اتفاق الدوحة بخصوص لبنان في أيار (مايو) 2008 يختلف تماماً، لأن المناخ الإقليمي والدولي، لم يكن يتيح لسموّه أن يأنس في نفسه الجدارة في رسم مقادير ومصائر الأوطان، والتحرك ببراعة، وبالبذل المالي السخي، لتنفيذ مقاولة تاريخية كبرى، وهي منح "الإخوان المسلمين" المهمة التي توسلوا الأمريكيين، أن يتيحوا لهم الاضطلاع بها في المنطقة، وذلك في اجتماعاتهم أواخر الأربعينيات مع أركان السفارة الأمريكية في القاهرة.
* * *
كان حمد بن خليفة، وبشار الأسد صديقين متضامنيْن. لذا تمخض اجتماع الدوحة، الذي دُعيت اليه كل الأطراف اللبنانية المحسوبة على الموالاة، وتلك المحسوبة على المعارضة، عن اتفاق مُلْزم. ولأن الإرادة العربية والدولية، كانت تريد حلاً، فقد توافق العرب والإيرانيون والأمريكيون والألمان وسائر الأوروبيين على الترحيب ودعم التنفيذ!
وأمامنا طريقة اتفاق الطائف بخصوص لبنان أيضاً، في العام 1989 حين تكفلت الشقيقة المملكة العربية السعودية بضمانات التنفيذ، بعد أن وجهت الدعوة الى جميع أعضاء مجلس النواب اللبناني للحضور وعقد المجلس في مدينة الطائف، وكان البرلمان قد مر على انتخابه نحو عشرين سنة.
تداول المجتمعون من كل الأطياف، ضرورات وشروط قيام الدولة التي تكون حكَماً نزيهاً بين الجميع، وأكدوا على أن لبنان "وطن نهائي لجميع أبنائه، واحدٌ أرضاً وشعباً ومؤسسات.."
بالنسبة للحال الفلسطينية، فقد تم الاتفاق على المصالحة، ثم الاتفاق على تنفيذ الاتفاق، ثم وُقعت اتفاقات أخرى تقضي بتنفيذ اتفاقات التنفيذ. إن أمير قطر يعلم هذا، ويعلم أن لا حاجة لتصفير كل هذه الحيثيات، وأن لا حاجة لقول ما كان ينبغي قوله منذ أعوام، وهو أن "حماس" هي الطرف المسؤول عن استمرار الانقسام الفلسطيني، وهي التي تتحمل المسؤولية أمام الله والتاريخ.
نقول باختصار، إن صيغة الدعوة غير عملية، وهي خاطئة بروتوكولياً، وعن عمد، وبقصد التصفير والتصغير، إذ لا يجوز أن تنعقد "قمة" يحضرها ـ مثلاً ـ ملك وأمير ورئيس، ومعهم ممثلون لطرفين فلسطينيين، يحضران على قدم المساواة بينهما ومع الآخرين. وهذه المسألة مفهومة ولا تحتاج الى شرح. فأبو مازن رئيس دولة، ورئيس منظمة التحرير، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لفصيل، وهناك أطراف فصائلية أخرى، لها مواقفها، لا سيما وأن المشكلة بدأت من الجانب الحمساوي، متلطية بشعارات "جهادية". وفي مقدور أمير قطر، أن يدعو الى انعقاد للمجلس التشريعي في الدوحة، على أن يتدخل هو نفسه أو رئيس حكومته ووزير الخارجية، لدى تل أبيب، لكي يتم السماح لنواب "حماس" في الضفة، بالسفر لحضور الجلسة. عندئذٍ سيكون شكل الانعقاد، قبل مداولاته، شبيهاً بالوجهة التي أرادها الأمير ومن يُعدون له خططه وخطاباته: تصفير كل شيء، بحيث لا تبقى مشكلة أمنية واحدة لـ"حماس" مع واشنطن وتل أبيب، ولا تبقى هناك عقبة، لسيطرة "إخوان" الحلقة الفلسطينية على مقاليد الأمور في بلادهم، بشفاعة تصفير المشكلات "الجهادية" وإحالتها الى عالم الخطابة المنبرية، وأن لا تبقى مشكلة لـ "حماس" مع كل من تأذى من حكمها في غزة، إذ ستظهر باعتبارها أقوى، بعد مهرجان انطلاقة "فتح" وستبدو واثقة إقليمياً ودولياً، جنباً الى جنب، مع شقيقات إخوانيات عربيات مستأنسات. وكل ذلك ـ طبعاً ـ بفضل الأمير. أما في المداولات، فإن سقف النقاش، لن يتعدى الحديث حدود الإجابة عن السؤال: من يأخذ ماذا من السلطة. فلا مجال لكلام حول المقاومة والاستشهاد، من حيث هما على جدول أعمال الطرف الحمساوي. يمكن الحديث بتعابير فضفاضة عن "برنامج" نظري للمقاومة ونهجها وثقافتها. وفي هذا السياق، سننصح نوابنا الفتحاويين بتغليظ التأكيد على القناعة، من حيث المبدأ بـ "برنامج" الهجوم ـ لا المقاومة الدفاعية وحسب ـ لتحرير كل بقعة سليبة، وطئتها أقدام العرب والمسلمين، إن كان ذلك هو السبيل الوحيد لجمع الأشتات، وتحاشي الضياع، وضمان طي صفحة الكارثة الاجتماعية والسياسية والنفسية والكيانية والوطنية، التي أوقعنا فيها "الإخوان" الحمساويون، وما زال يهنأ بها المعتوهون!
قصة المليار دولار؟
بقلم: حسن البطل عن صحيفة الأيام
عرب اختراع الصفر والأرقام، اصطدم اختراعهم بحاجز المليون، فكانوا يقولون عنه "ألف ـ ألف وصار العالم يقول عن المليار "ألف ـ مليون".. وصعد إلى التريليون "ألف ـ مليار" في ميزانية الولايات المتحدة مثلاً!
عادت قمة الدوحة إلى خرافية "إبريق الزيت" وأعلنت قطر مشروع تأسيس صندوق القدس بمبلغ مليار دولار، تدفع منها قطر ريعها.
لو أن الاثرياء العرب دعموا مشروع المرحوم فيصل الحسيني "اشتر زمناً في القدس" لربما استطاعوا ببعض ثرواتهم الطائلة شراء ساعات طويلة وربما أياماً، وليس ثواني وهي أصغر وقت على معصم ساعتك.. ولا شيء في الزمن القدسي.
وزير خارجيتنا رياض المالكي متفائل بالقرارات المالية للقمة، وأنا متشائل ـ متشائم بقراراتها السياسية بخصوص سورية والصلحة الفلسطينية، عدا قراراتها المالية. لماذا؟
القمة قررت تشكيل وفد للطواف على الدول العربية لحثها على الإسراع في تمويل "شبكة الضمان" العربية بقيمة 100 مليون دولار شهرياً.. وربما شكلت القمة السابقة وسابقتها وفود جباية مماثلة.
المليار دولار مبلغ ضخم في الحساب المالي الفلسطيني، وضئيل الشأن في حساب الميزانية الإسرائيلية.. وتقريباً تافه في موازنة مئات التريليونات وآلافها في الميزانية الأميركية!
لا أعرف هل خصصت قمة عربية سابقة مليار دولار لـ "إنقاذ عروبة القدس" وفيها قال شاعر عراقي هو مظفر النواب "القدس عروس عروبتكم" لكن أتذكر أن عاهل العربية السعودية "اشترى" صلحة مكة بين "فتح" و"حماس" بمبلغ مليار دولار. المبلغ تبخّر لأن الصلحة تبخّرت.
ربما بعد عشرات السنوات سيخترعون رقماً يطوي رقم التريليون، ويصير "ألف ـ ألف" تريليون حاملاً رمزاً جديداً، وهذا بفعل التضخم النقدي، ويذكرني هذا بقصة طريفة حيث حررت واشنطن إلى صاحبة الجلالة البريطانية شيكاً بمبلغ 10 ملايين جنيه استرليني مساعدة لبريطانيا العظمى في الصمود أمام صواريخ هتلر F1 و F2.
هذه الأريحية العربية ـ القطرية ليست في النوايا "بنت ساعتها" لكن توقيتها جاء بعد إفراج أميركا عن مساعداتها للسلطة، وإفراج إسرائيل عن اعتقال عائدات ضريبة المقاصة، وقيام الاتحاد الأوروبي بواجباته المضادة خير قيام!
وفي المحصّلة؟ أصدرنا مشروع الميزانية الفلسطينية في آخر وقت وقبل يوم من 31 آذار، متأخرين أربعة شهور عن وقتها المعتاد في تشرين الثاني، والطريف أن الصحف الإسرائيلية قارنت بين ميزانيتنا وميزانيتهم، والفارق هو 25 ضعفاً لصالحهم.. فقط!
إكليل غاز للفصح اليهودي
خلّينا في المصاري والفلوس والاقتصاد، فعشية عيد الفصح اليهودي باشروا نقل الغاز من حقل "تمارا" البحري، على بعد 80 كيلومتر من الشواطئ إلى ميناء أسدود.
.. ومن ثم؟ هتف الإسرائيليون أن بلادهم صارت "قوة غازية" عظمى إقليمية، وبعض صحفهم استبدلت ما في التوراة عن "أرض الحليب والعسل" إلى "أرض الحليب والغاز".
تريدون الحقيقة؟ لقد انقهرت لأن اكتشاف الغاز الإسرائيلي كان قبل 4 سنوات، والآن وضعوه في الاستغلال، بينما اكتشفت "بريتش غاز" حقل مارين قبالة غزة العام 1999 دون نقل ما يملأ إسطوانة (جرّة) غاز إلى غزة، رغم أن محطة كهرباء غزة مصمّمة على الإنتاج بالغاز والسولار (الإسرائيلي والمصري) وربما بالبنزين، أيضاً.
لو أن الانتفاضة الثانية لم تحصل، ولو أن الانقسام الغزي لم يحدث، ولو أن صواريخ غزة لم تجلب إليها "الرصاص المصهور" و"عمود السحاب" لربما استثمرنا "مارين واحد" ولم يعد أطفال غزة يحترقون حتى الموت بالشموع لانقطاع الكهرباء.. وربما اشترينا جرّة الغاز في رام الله بعشرة شواكل.. كم من الآثام تتمسّح بجوخ المقاومة!
"المحارب الفلسطيني"
في الأردن، شاركت 36 دولة وعشرات الفرق العسكرية المختارة في مناورات تدريب وجاهزية ولياقة، ومن ضمن هؤلاء "الحرس الرئاسي الفلسطيني في مناورات سابقة جاء ترتيب قواتنا المختارة 11 وفي المناورات هذا العام جاء ترتيبها الرابعة.
المعارضون لأوسلو ولواحقها يقولون إن هذه "قوات دايتون" على اسم الجنرال الأميركي الذي كان يُدرّبها في الأردن.
لن أنبس بحرف عن قيود أوسلو السياسية والأمنية والاقتصادية، ولا عن نصيب القوات من الميزانية العامة، لكن يُشرّفنا أن المحارب الفلسطيني كان خرّيج المدرسة الفدائية.. والآن صار خرّيج مدرسة احتراف القتال، متقدماً على فرق مختارة لجيوش عريقة.
اوباما .. الموازنة ... السياسة
بقلم: نبيل عمرو عن صحيفة القدس
غادرنا الرئيس اوباما بعد رحلة مثيرة، قال فيها ما قال وفعل فيها ما فعل ، وبعد ايام من المغادرة هدأ الصخب الكلامي الذي سبقها ورافقها، وتواضعت التوقعات على ضوء الوقائع الملموسة، لم تكن زيارة سياحية كما وصفها الصحافي اللامع توماس فريدمان، ولم تكن محطة استراتيجية تغير مجرى الامور في الشرق الاوسط، بل كانت زيارة ضرورية.ضرورية لنا، لانها اولا اعادت تنشيط الحديث عن الموضوع الفلسطيني، بعد ان أُهمل طويلا وتوارى وراء القضايا المستجدة ومعظمها في الشرق الاوسط. كانت سخونة القضايا المستجدة والتي اسميناها بتسريع " الربيع العربي" قد جذبت اهتمام العالم وجعلت القضية الفلسطينية الا وهي الاساس والاصل ، بمثابة اثر بعد عين، يجاهد اهلها كي يعود الحديث عنها بل وكي يتذكرها اهل الجوار والبعد، وقبل الزيارة بوسعنا رصد حال السلطة الوطنية حيث كانت مضغوطة بين شقي رحى ، الازمات السياسية والمالية. ومن منا ينسى التلويح بتسليم مفاتيح السلطة تحت ضغط الازمات بما يعتبر في واقع الامر النزع الاخير قبل الموت السريري والنهائي ، ولعلنا لازلنا نذكر ازمة الموازنة ووزارة المالية وكيف كانت صياغة الموازنة ولو ببنود نظرية امرا يكاد يكون مستحيلا ، ومعروف ان عجز اي سلطة عن صياغة موازنة واقرارها هو مؤشر النهاية على احد اهم اسباب وجودها وشرعيتها . فهل كان من قبيل الصدفة المحضة ان ننهي الموازنة بعد ايام من زيارة اوباما ام ان الامر اتصل باستئناف الدعم الذي كان محتجزا لاسباب سياسية فافرج عنه لاسباب سياسية ايضا .اذن فان زيارة اوباما التي حركت الملف السياسي ولو من خلال تكليف الوزير كيري بالمتابعة، وفككت اجزاء من الازمة المالية على نحو مكن من صياغة الموازنة واعتمادها... كانت مفيدة لنا وهذا ما ينبغي تسجيله دون اغفال ان ليس هذا بالضبط ما يحتاجه الفلسطينيون وما ينبغي على امريكا ان تقدمه .ان اعادة فتح الملف السياسي من خلال الجهود التي يقوم بها الوزير كيري، والتنقيط في حلق السلطة ماليا من خلال تشجيع اسرائيل على تحويل مستحقات السلطة ولو بحذر ، مع الافراج عن اموال كانت مخصصة للفلسطينيين في امريكا امر لا نستطيع التقليل من اهميته ولكن ذلك ما زال يندرج تحت بند تسكين الالم دون البدء بخطة علاج منهجي تفضي في نهاية المطاف الى حل سياسي .دعونا نستذكر اقوال وزير الخارجية الامريكي الذي كان قاب قوسين او ادنى من ان يصبح رئيسا يوما ما، ما قاله وهو يتهيأ لبدء عمله الجديد بخصوص الشرق الاوسط، فلقد قال والحماس بادٍ على طرحه امام الكونجرس وفي تصريحاته الاولية بانه سيعمل على انجاز حل لأزمة الشرق الاوسط في عهد الرئيس اوباما اي خلال السنوات الاربع القادمة وقد فتح هذا القول بابا لتوقعات معقولة لجهد يكون مختلفا عن جهد من سبقته، التي كانت بالكاد تتذكر شيئا اسمه المسار الفلسطيني الاسرائيلي. غير ان وعود كيري وزيارة اوباما تظل محدودة الجدوى اذا لم تسندها روافع فلسطينية وعربية وحتى دولية، وبكل أسف فاننا امام مشهد في غاية الغرابة ، اي امام منطق معكوس تبدو فيه الرافعة الدولية اقوى من الرافعة العربية وتبدو فيه الرافعة العربية افضل من الرافعة الفلسطينية.الرافعة الدولية عبرت عن نفسها في تصويت الامم المتحدة، ما قطع بان الدولة الفلسطينية اصبحت محل اجماع دولي اما الرافعة العربية فهي على الاقل شكلت وفدا يغادر الى واشنطن للتأكيد على ان القضية الفلسطينية ما تزال في الحسبان وان لدى العرب ما يقال في شأن توفير امكانيات اعادة فتح الملف ومحاولة ايجاد الحلول اما الرافعة الفلسطينية ، فهي اضعف من الاولى والثانية وهذا هو سر مأساتنا والسبب الجوهري لعجزنا وانتظارنا حقن التقوية حتى نتقدم خطوة متواضعة ولو على صعيد معالجة ازماتنا المالية ناهيك عن تأثيرنا في المسار السياسي، وفي وجهنا حكومة مثل الحكومة الاسرائيلية الراهنة.لو استمر الوضع على حاله فلسطينيا باستمرار الانشقاق، وضعف الاداء الذي يؤدي الى ان لا نكون فعالين في كافة الملفات المتعلقة بنا فلا عتب ساعتئذ على ضعف الاداء العربي ودورانه في حلقة مفرغة ولا لوم كذلك على اوباما وكيري لو قالا في منتصف الطريق او آخره آسفون لم نستطع.ان مخرجنا من المأزق الذي نحن فيه والذي نتعايش معه بالمسكنات ليس الا ان تتكامل الروافع الثلاث في اداء منطقي وفعال ، بذلك سيصعب على اسرائيل ان تغمض عينيها عنا وسيصعب على العرب ان لا يطوروا اداءهم من اجلنا وسيصعب على اوباما وكيري ان يظلا في وضع ادارة ازمة بالمسكنات دون الذهاب الى محاولات حل سياسي فعال.اذن فان الامر اولا واخيرا يتوقف علينا فاما ان نكون المحرك الذي يوفر وقودا للعربة السياسية واما ان نظل على قائمة الانتظار لفرج سياسي او مالي غالبا ما يأتي بالصورة التي لا تكفينا .
ملهاة الحوار الوطني
بقلم: سميح شبيب عن صحيفة الأيام
عادت لغة التصعيد الداخلية، للظهور منذ ما يزيد على الشهر، وأخذت تلك اللغة، أشكالاً جديدة ـ قديمة، باتت باهتة، وغير مؤثرة، وأبرزها اتهام القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها محمود عباس (أبو مازن)، بالانصياع لضغوط أميركية ـ إسرائيلية.
بات من الواضح والجليّ للشارع الفلسطيني، بأن الرئيس محمود عباس لا ينصاع لأي ضغط أميركي أو غيره، وظهر ذلك بوضوح، في عدة مواقف، كان أبرزها حضوره القمة العربية في سرت، رغم الموقف الأميركي المعارض، وكذلك حدث، عند التوجه لمجلس الأمن لنيل صفة الدولة، وللجمعية العامة لنيل صفة الدولة غير العضو، والتوجه لمجلس الأمن، وطرح مشروع قرار بشأن إدانة الاستيطان.
بات الشارع الفلسطيني يدرك، تمام الإدراك، بأن المصلحة الوطنية العليا، هي معيار رسم تحركات القيادة الفلسطينية، وبأن تلك المصلحة باتت تكمن في إنجاز المصالحة الوطنية، وإنهاء حالة الانقسام الداخلي.
طال أمد الحوار الوطني الفلسطيني، دون نتائج ملموسة، وتضخم ملف الحوار وما نتج عنه، ولعلّ أبرز أوراقه اتفاقا القاهرة وقطر.
في الذاكرة الفلسطينية القريبة، مشهد التوقيع على اتفاق الدوحة، من لدن الرئيس محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل. ويتذكر، أيضاً، موقف قيادة حماس في غزة التي عارضت الاتفاق، وتنصّلت منه، واعتبرت توقيع خالد مشعل عملاً منفرداً لا يمثل حماس!!
نص هذا الاتفاق، على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني، بعد تجديد السجل الانتخابي، وبدء الاعداد للانتخابات، وتشكيل حكومة ائتلاف وطني من التكنوقراط تكون مدتها ثلاثة أشهر فقط، وتحدد مهامها في إدار شؤون البلاد، والاعداد لتلك الانتخابات.
عطلت حماس تجديد السجل الانتخابي طويلاً، ثم سمحت به، وقالت عبر جولات حوار وطني في القاهرة، إنها غير مستعدة بعد لإجراء الانتخابات... عندها قالت السلطة، إنها على أتم الاستعداد لإجراء الانتخابات، ولتشكيل حكومة ائتلاف وطني، قبل ثلاثة أشهر من تحديد موعد الانتخابات، على أن تعلن حماس بوضوح، تاريخ إجرائها، وقبل هذا التاريخ بثلاثة أشهر، سيتم حل الحكومة الراهنة، وتشكيل حكومة الائتلاف الوطني للاعداد للانتخابات، وصندوق الاقتراع، سيكون الحكم، وإليه ستعود الأمور، لم تحدد حركة حماس تاريخاً مناسباً لها، لإجراء الانتخابات، وبعد ذلك، بدأت لغة التصعيد تأخد مداها، لتخريب عملية المصالحة المتعثرة، ومحاولة كسب الوقت والمراهنة على ما يمكن أن يستجدّ في المنطقة، خاصة جمهورية مصر العربية!
إذا كانت حماس، قادرة على المكاشفة والشفافية، فما عليها إلاّ أن تعلن مواقفها الصريحة على اتفاق الدوحة، علانية دون لف أو دوران، ومن ثم تحديد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية، وترمي الكرة في ملعب "فتح"، عندها سيرى الشارع، كيف ستحل الحكومة الراهنة، ومن ثم تشكيل حكومة الائتلاف الوطني من التكنوقراط، وكيف سيتم الإعداد لإجراء الانتخابات.. الذي يحول دون ذلك، حسابات فئوية ضيقة، أفقها اعتبارات تنظيمية في حركة "حماس"، ليس إلاّ.
وحدة الشعب ووحدة القضية !!!
بقلم: يحيى رباح عن صحيفة الحياة الجديدة
تابعت باهتمام كبير الفعاليات التي ما زالت مستمرة بمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين ليوم الارض، ابتداء من الفعاليات التي جرت في بلدة سخنين، وهي احدى البلدات الثلاث في سهل البطوف الفلسطيني التي سقط فيها ستة شهداء خمسة منهم من سخنين نفسها، في تلك الهبة المشهودة في الثلاثين من اذار عام 1976، أي بعد ثمانية وعشرين عاما من وقوع النكبة، وبعد تسع سنوات من وقوع هزيمة الخامس من حزيران.
ماذا يعني يوم الأرض؟
ولماذا هو ذاكرة مهمة جدا للشعب الفلسطيني؟
ولماذا يتم الاحتفاء به كل عام؟
ولماذا تستنفر فيه دولة اسرائيل قواتها الامنية والعسكرية؟
معروف ان الحركة الصهيونية عموما، ووليدتها اسرائيل على وجه الخصوص قد نسجت روايتها على اساس انكار وجود شعب فلسطيني بالمطلق، وبناء على هذه الفكرة، مارست اسرائيل وكثيرون في المنطقة، سياسات قائمة على اساس انه بعد النكبة (فقدان الوطن وانهيار الكيان وبعثرة الهوية )فان الشعب الفلسطيني ومن خلال حياته الصعبة تحت اشكال قانونية متناقضة ومختلفة، سواء في ارض الوطن فلسطين او في الشتات القريب والبعيد، سوف يفقد مع مرور الوقت وحدته كشعب ووحدته كقضية !! وسوف يكون فقدان الوحدة على هذا النحو مدخلا الى مجاهل التفتيت والنسيان.
وهكذا رأينا سياسة قاسية جدا تمارس ضد الشعب الفلسطيني، فالفلسطينيون الذين تشبثوا بأرضهم ووطنهم في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة، حملوا الجنسية الاسرائيلية، وأولئك الذين ظلوا في ارضهم ووطنهم في الضفة حملوا الجنسية الاردنية !!! واهل القدس صار لهم بعد هزيمة حزيران وضع قانوني خاص، بين بين، بينما اللاجئون في الشتات القريب والبعيد كان لهم اوضاع قانونية لا تشبه بعضها، ومن يريد ان يعرف اكثر فليقرأ ما كتبه الكتاب والأدباء الفلسطينيون وانا واحد منهم عن يوميات وثيقة السفر! أي تحول الشعب الفلسطيني الى مزق وأولوياته –كما خطط المخططون – اصبحت اولويات مختلفة.
يوم الارض، هو صدمة كبيرة لذلك المخطط، وصمة كبيرة لذلك الوهم، ففي ذلك اليوم المجيد، عندما قامت اسرائيل بمصادرة مساحة واسعة من الاراضي في سهل البطوف، حدث الاشتباك الكبير، اشتباك مختل الموازين بطبيعة الحال ولكن المعنى كان اكبر من اختلال موازين القوى، فالمعنى ان اسرائيل نفسها بكل فئاتها السياسية وشرائحها الاجتماعية والايديولوجية رأت بأم عينها ان كل ما كانت تعتبره ماضيا سحيقا انداح هناك بعيدا وراء هلالات الذاكرة البعيدة لم يكن سوى اعتقاد وهمي، وان السؤال الأول ما زال مطروحا، وان الجوهر الاول في القضية ما زال متوهجا، بل هو المحرك الرئيسي للاحداث، انه الارض، وهذه الارض لأصحابها الفلسطينيين، وهؤلاء الفلسطينيون هم الشعب الفلسطيني الواحد الموحد مهما تعددت الاسماء، وان هذا الشعب الفلسطيني الواحد، يتحرك، ويحيا، ويعيش من خلال جوهر واحد، ومحرك واحد له اقاليمه الثلاثة المقدسة التي لا يسبقها شيء على الاطلاق وهي الوطن، والكيان، والهوية، وان كل ما يزعمه الزاعمون مهما تعددت راياتهم ليس سوى سراب موغل في الخداع.
يوم الارض، في ذكراه السنوية، يمدنا كشعب فلسطيني بطاقة عجيبة متجددة، طاقة الذاكرة الخالدة، وطاقة الحق الذي يزداد يقينا، وذاكرة القوة المخزونة في فوران الدم ونبض العروق.
وليست هذه الطاقة المتجددة والذاكرة الجمعية، والوحدة الخارقة هي التي نراها في كفر قدوم وفي بلعين ونعلين وفي يطا وسعير، وفي احفاد يونس وباب الشمس، وفي الخضر وقلنديا وشوارع القدس العتيقة، وفي فن البقاء الاسطوري الذي يبدعه المقدسيون في القدس الشريف، الذي يزعم التافهون من سقط الامة العربية والإسلامية بتحريم زيارتها، زيارة القدس وهي تحت القيد والسجان، هذا التحريم هو ذروة البطولة مع انه في حقيقة الامر خيانة مفضوحة؟ أوليست هذه الطاقة الكامنة المتجددة هي ما رأيناه بأم اعيننا في مهرجان غزة الفتحاوي، يوم ان اجمع سكان القطاع وأهله ان يردوا على الاشاعات والحكايات السقيمة التي تدعي انهم ذاهبون الى كثبان الرمل في صحراء سيناء وليقولوا انهم فلسطينيون حتى النخاع ولن يقبلوا عن فلسطينهم بديلا؟
أوليست هذه الطاقة المتجددة والوحدة الراسخة للشعب والقضية هي التي جعلت الفلسطينيين في العراق وسوريا وليبيا وغيرها يواجهون محنة شتات الشتات، بهذا الصبر الذي يصل الى حد البطولة الاستثنائية؟
يا يوم الارض المجيد، نلوذ بك في كل عام، لنجدد الذاكرة، ونشحذ العزيمة، ونؤكد العهد والقسم، فألف تحية لأرواح الشهداء وألف تحية لذكرى ابطالك، وان فلسطين ستظل دائما هي اول الكلام وآخر الكلام.


رد مع اقتباس