النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 317

  1. #1

    اقلام واراء حماس 317

    اقلام وآراء
    (317)

    الاثنين
    22/04/2013




    مختارات من اعلام حماس



    أقلام وآراء (317)
    الحكومة وأزمة النظام السياسي الفلسطيني
    بقلم عمر قاروط عن فلسطين اون لاين

    لماذا قطر؟ ولماذا غزة؟
    بقلم يوسف رزقة عن فلسطين اون لاين

    احذروا حرب الاحتلال الإعلامية
    بقلم حسن أبو حشيش عن فلسطين اون لاين

    جماعة الإخوان وجدت لتحكم
    بقلم عصام شاور عن فلسطين اون لاين

    إلى أبناء وبنات الكتلة الإسلامية
    بقلم عيسى الجعبري عن المركز الفلسطيني للاعلام

    لماذا تلاحق (إسرائيل) الأسرى المحررين بالضفة؟
    بقلم عدنان أبو عامر عن المركز الفلسطيني للاعلام

    محاولات التشويه للفلسطينيين في الإعلام المصري مستمرة
    بقلم مصطفى الصواف عن المركز الفلسطيني للاعلام

    (إسرائيل) وشبح صواريخ سيناء
    بقلم غسان الشامي عن المركز الفلسطيني للاعلام

    أم بكر بلال والصورة بكاميرا السجان
    بقلم فؤاد الخفش عن المركز الفلسطيني للاعلام

    الحكومة وأزمة النظام السياسي الفلسطيني

    بقلم عمر قاروط عن فلسطين اون لاين
    من جديد يثير إعفاء فياض من الحكومة وتكليفه بالاستمرار في حكومة تسيير الأعمال وسط ضبابية إزاء شكل وطبيعة الحكومة المقبلة، وكيفية وتوقيت تشكيلها، الجدل الذي مضى عليه سنوات والمتمثل في: أزمة النظام السياسي الفلسطيني؟ وشرعية الحكومة التي تمثله؟
    فمن المعروف أن النظام السياسي الفلسطيني استند في تشكيله إلى المنظومة الثورية التي مثلتها منظمة التحرير الفلسطينية ومنظماتها المختلفة، ثم انتقلت هذه الشرعية إلى السلطة "سلطة الحكم الذاتي" التي شكلتها المنظمة استنادا الى اتفاقات أوسلو التي وقعتها مع دولة الاحتلال، وهي الشرعية التي تمثلت في تشكيل المجلس التشريعي والحكومة استنادا إلى الدستور الفلسطيني المؤقت فيما غيبت المنظمة ومؤسساتها عن المشهد السياسي رغم أنها هي الشرعية الأصلية ليولد لدينا نظام سياسي فاقد للأصول الشرعية السياسية الفلسطينية لارتباطه باتفاقات أوسلو من جهة، وهيمنة دولة الاحتلال عليه من خلال تحكمها في مفاتيح الحركة والعمل لهذا النظام، وهو ما يجعل شرعيته ناقصة إن لم تكن مفقودة. وعليه تبرز أزمة النظام السياسي الفلسطيني في كونه يعاني من القاعدة الشرعية التي تكسبه خصوصيته واستقلاليته والتمتع بكامل حقوق السيادة على أرضه وشعبه ومقدراته.
    ومن هنا فإن الخلاف على تشكيلة الحكومة الفلسطينية في حقيقته ما هو إلا تعبير عن أزمة هذا النظام التي لم تحدد آليات العمل داخل النظام السياسي، وكيفية تغيير الحكومات، وتداول السلطة داخل هذا النظام. وقد يقول البعض لا، هذا غير صحيح. لدينا دستور مؤقت، ولدينا أجهزة ناظمة للعمل داخل النظام السياسي، وهي تحدد كل ما له علاقة بتغيير وتشكيل الحكومات، وتداول السلطة.
    هذا صحيح من الناحية النظرية، لكن من الناحية العملية نحن لدينا أزمة حقيقية وعميقة إزاء كيفية تغيير الحكومة، وطريقة تشكيلها، وصلاحياتها، ومهماتها. وإلا كيف نفسر وجود حكومتين في غزة والضفة، وكيف نفسر الجدل حول شرعية حكومة فياض وعدم تمثيلها للشعب الفلسطيني وحفاظها على مصالحه الوطنية كما تقول حركة فتح، وكيف نفسر التخلي عن هذه الحكومة "حكومة فياض" دون أن تكون لدينا أي معطيات عن الحكومة الجديدة التي يفترض أن تحل محلها؟ وكيف نفسر الخلاف حول هوية الحكومة؟ هي هي حكومة كفاءات، أم شراكة وطنية "حكومة توافق"؟ أم حكومة تشكلها وتقودها فتح؟ وهل يعود فياض للحكومة بثوب جديد أم يخرج نهائيا من المشهد السياسي، وهل، وهل كثير؟
    إن هذا الجدل والخلاف على الحكومة في حقيقته هو خلاف ناجم عن أزمة النظام السياسي الفلسطيني الذي بات يفتقد لمعالم هويته، ومنظومته، وأولوياته. هذا النظام الذي زاوج بين مرجعيتين: مرجعية قائمة على المنظومة الثورية التي قادتها منظمة التحرير من الستينيات، ومرجعية قائمة على اتفاقات أوسلو والشراكة مع الاحتلال، هذا التزاوج تسبب في حالة الاضطراب في المشهد السياسي الفلسطيني، وأفقد النظام السياسي توازنه، وهو ما أفقده قدرته على الحركة والعمل بصورة منسجمة مع المصالح الوطنية العليا. فالحديث الذي يجري حول طبيعة وشكل الحكومة القادمة إنما هو ناتج عن الخلاف حول مدى ارتباطها بالاحتلال واستنادها الى اتفاقات أوسلو التي أرهقت الشعب الفلسطيني وعطلت مسيرته الوطنية وتسببت في انقسام قوى ومكونات هذا الشعب.
    إن مدخلنا إلى تشكيل الحكومة الجديدة يتمثل في إعادة التوازن والتماسك إلى النظام السياسي الفلسطيني، من خلال العودة إلى منظمة التحرير الفلسطينية كحاضن جامع لقوى الشعب الفلسطيني، ولمشروعه الوطني القائم على التحرير والعودة والدولة المستقلة، والتخلي عن مرجعيات أوسلو كناظم للنظام السياسي الفلسطيني، وهو ما سيسهل استعادة التوافق الوطني الفلسطيني، وإنهاء الانقسام، والعودة لمنظمة التحرير كإطار جامع لقوى وفصائل الشعب الفلسطيني. وعندها سنكون قادرين على التغلب على عقبات تشكيل الحكومة، وتشكيل حكومة تقوم على رعاية مصالح ومتطلبات الشعب الفلسطيني فيما تتولى المنظمة كإطار مرجعي مهمة العمل السياسي والتحرير والعودة وإقامة الدولة المستقلة.



    لماذا قطر؟ ولماذا غزة؟

    بقلم يوسف رزقة عن فلسطين اون لاين
    كان المشهد مثيرًا. إحدى الفضائيات المناكفة لمحمد مرسي وللثورة، بثت مشهد إحراق صِبْية للعلم القطري بالأمس. المشهد مثير جدًا لأن قطر الجزيرة شاركت في إنجاح الثورة المصرية باعتراف قادة الثورة جميعًا، ولأن قطر الأمير والحكومة والدولة قدمت حتى الآن حوالي خمسة مليارات دولار كوديعة لإسناد الاقتصاد المصري، وهو رقم أعلى مما تتفاوض عليه مصر مع البنك الدولي. في ضوء ما تقدم فإن قطر تستحق الشكر ورفع علمها إلى جانب العلم المصري.
    لا أود هنا الدفاع عن قطر، فهي تملك القدرة للدفاع عن علمها وعن مواقفها، وقد دافع عنها رئيس مصر محمد مرسي باسم الشعب المصري كله، في حواره بالأمس على الجزيرة مع خديجة. الرئيس رفع القبعة المصرية احترامًا للموقف القطري العملي، وسخر من الذين يروجون إشاعات باطلة حول شراء قطر لقناة السويس. وقال الرجل الصابر الذي تعود كظم غيظه: (مصر، وأرض مصر محرمة على غير المصريين).
    لم يعقب الرئيس المصري على إحراق العلم القطري، ربما لأنه لم يشاهد منظر الصبية وهم يحرقون العلم، وربما لأنه يعلم أن من يحرق أيا من الأعلام العربية لا يمثل مصر، ولا يمثل الشعب المصري المسكون بحب العرب.
    من المؤكد أن الذي أحرق العلم كان يعبر عن رغبته في إحراق تجربة الثورة المصرية، وإحراق تجربة محمد مرسي والإخوان في الحكم، ولأنه بفشل عميق في قدرته على تحقيق هدفه الكبير قفز إلى خارج نفسه فأحرق العلم القطري، ولأن قطر عامل إيجابي في إنجاح الثورة المصرية، وإنجاح الاقتصاد المصري من الفشل.
    الرئيس المصري المعروف بصبر أيوب، حرّم الأرض المصرية على قطر، وحرم مصر وسيناء على فلسطين أيضًا، ونفى إشاعة بيع سيناء للفلسطينيين، وقال ببلاغة: الشعب الفلسطيني يحب أرضه ووطنه ولا يقبل بغيرها وطنًا بديلاً، وهو يقاوم منذ ستين عامًا من أجل العودة إلى أرضه ووطنه.
    الثورة المضادة في مصر ليست (إسرائيل)، وتناست فساد النظام السابق، واستلت سيفها لقطع رقبة التجربة الإخوانية في الحكم، ومن ثمة سيبقى سيفها ملوثًا بدم كل دولة أو فئة تدعم نجاح الثورة المصرية، وإنجاح تجربة الإسلاميين في الحكم.
    الرئيس الصابر لم يتورط في الإساءة لأحد، وبالذات لدول الخليج، رغم ما يقال أو يشاع عن رعاية بعض دوله للثورة المضادة، ونظر الرجل في الجزء المليء من الكوب، وقدم احترامه وتقديره لكل دول الخليج، وفي الوقت نفسه لم يذم المعارضة المصرية نفسها، وذم الإجراءات العنيفة والخارجة على القانون فقط، وخرج من الحوار أباً للجميع، ورئيساً لكل المصريين وحارساً للقانون، رغم قسوة وغلظة الآخرين عليه.

    احذروا حرب الاحتلال الإعلامية

    بقلم حسن أبو حشيش عن فلسطين اون لاين
    الجميع يُدرك طبيعة الاحتلال الصهيوني العدوانية, وافتقاده لأدنى مبادئ الأخلاق, وأنه لا يحتاج لمبررات لشن عدوان على شعبنا في الوقت الذي يحدده وفق مصلحته وخططه. هذه قاعدة باتت من المُسلمات. لكن العلاقة مع هذا العدو يتطلب يقظة وحذراً, وقدرة على قراءة ما بين سطور كلامه.
    قادة الاحتلال كثفوا من تصريحاتهم التهديدية منذ تشكيل الحكومة الجديدة, ونجدهم يوميًا يطلقون تهديدات مفادها التحضير لضرب إيران, ولبنان, وغزة.. ويمارسون إرهابا نفسيا, وحربًا معنوية, ويُشعرون شعبهم أنهم مسيطرون على ميدان الردع وخاصة بعد هزيمته في المجابهات الأخيرة.
    اتهام نتنياهو لغزة بأنها من يقف وراء إطلاق صواريخ من سيناء تجاه (إيلات) يأتي في هذا السياق. إننا في الأساس نُشكك في الرواية الصهيونية, ولا يُوجد دليل واضح المعالم على واقعية الحادثة. الاحتلال أراد من وراء هذا الهجوم المعنوي المتجدد أن يُحرض العالم على مصر الثورة ويُوضح أن سيناء باتت خطرا عليه, مما يتطلب ضغطا وتدخلًا أجنبيًا في مصر. كما أنه يُرسل رسائل تحريضية ضد المقاومة الفلسطينية, ويزرع بذور الفرقة بينها. وأراد أن يستجلب من العالم وخاصة الإدارة الأمريكية الدعم السياسي والعسكري والمالي وخاصة في بناء القبة الحديدية الفاشلة والمكلفة.
    الخطورة برأيي أن وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية تعاملت مع الحادثة ومع التهديدات وكأنها من المسلمات والحقائق التي لا غبار عليها, وذهبت بعيدا في نقل الرواية الصهيونية كما هي, وبدأنا نسجل ردود أفعال من قبل الأحزاب والقوى من باب حتمية الموقف وحتمية رد فعل الاحتلال, وأعتقد أن هذا شرك يستلزم التوقف عنده, والأكثر خطورة أن المستويات السياسية لدينا تعاملت مع الأمر بنفس الدرجة, وردد بعض القادة مقولات أن الاحتلال يُحضر ضربة لقطاع غزة.
    قد أفهم أن الهدف تعرية الاحتلال والتحذير من تهديداته, لكن يجب أن نكون على وعي أكبر بمخططاته المعنوية والإعلامية والنفسية, ونتحلى بالحذر الشديد من كل تصريح وموقف صادر عن قبل قياداته, والتوقف عند أهدافه المُعلنة وغير المُعلنة. وإرسال رسائل قوية للاحتلال بأن الشعب تعود على كسر شوكته إذا ما فكر بالاعتداء.

    جماعة الإخوان وجدت لتحكم

    بقلم عصام شاور عن فلسطين اون لاين
    يعتقد البعض بأن ثمة معادلة تخضع لها الأوضاع السياسية في مصر وهي: لا يمكن لجماعة الإخوان كسر المعارضة ولا يمكن للمعارضة إسقاط الجماعة من خلال صناديق الاقتراع وانتخابات نزيهة، ولا بد _بناء على تلك المعادلة_ من إيجاد حلول وسط وتوافق بين جماعة الإخوان الحاكمة والمعارضة من أجل إنقاذ مصر والوصول بسفينة الثورة إلى بر الأمان.
    طالما هناك إجماع على انه لا يمكن إسقاط جماعة الإخوان المسلمين من خلال صناديق الاقتراع وانتخابات نزيهة، وهذا ما أثبتته كافة الانتخابات والاستفتاءات الشعبية في مصر حتى هذه اللحظة، فذلك يعني أن الجماعة تحظى بالشرعية الشعبية والدستورية وعلى المعارضة بكافة أطيافها احترام خيار الشعب والإقرار بحكمه، ولا حاجة لمن وصل إلى سدة الحكم باسم الشعب أن يكسر المعارضة، ولكن العمل على إفشال من اختاره الشعب بالمؤامرة والتدليس الإعلامي والعنف لا يعتبر معارضة وإنما تمرد يجب التصدي له بكل حزم وقوة، وهذا ما نختلف فيه مع مروجي المعادلة المتناقضة مع أصول العمل السياسي والديمقراطي، فكل من يحاول إيجاد حالة من التوافق بين أصحاب الشرعية والمتمردين هو عدو للنظام الديمقراطي الذي يسوقه الغرب ويتاجر به العلمانيون وأعداء الثورة المصرية بقياد جبهة الإنقاذ الوطني، فمن أراد تغيير خيار الشعب عليه فقط اللجوء إلى الشعب عبر صناديق الاقتراع.
    إن القول بأن جماعة الإخوان غير قادرة على كسر التمرد فذلك مرده إلى حكمة الجماعة وحنكة قيادتها وحرصا منها على مصر وثورتها ومصالحها وليس ضعفا منها كما يظن قصيرو النظر، ولو أن الجماعات الإسلامية بما فيها الإخوان سلكوا سلوك العلمانيين واللادينيين لأخضعوا المتمردين بقوة الذراع ولكنهم اختاروا قوة القانون وسيحققون هدفهم بعد تطهير القضاء.
    في النهاية نؤكد على أنه من المنطقي أن يسعى أي حزب سياسي أو جماعة سياسية إلى الحكم، ولا تخرج جماعة الإخوان المسلمين عن تلك القاعدة، فالجماعة تسعى إلى حكم إسلامي في مصر وفي غيرها، سواء اتهمها الأعداء بأنها تريد "أخونة " أو " أسلمة" المجتمع أو تريد سيطرة كاملة أو "كعكة كاملة" فذلك لن يمنعها من العمل على إقامة أنظمة إسلامية كمقدمة لإقامة خلافة إسلامية راشدة على منهاج النبوة، يشاركها في ذلك الأحزاب والجماعات التي تلتقي معها في أهدافها، فجماعة الإخوان وجدت لتحكم وإن هي أخفقت فسيقيم حكم الله من يستحق ذلك الشرف العظيم ولا عزاء للعلمانيين.

    إلى أبناء وبنات الكتلة الإسلامية

    بقلم عيسى الجعبري عن المركز الفلسطيني للاعلام
    يحق لأبناء وبنات الكتل الإسلامية في جامعاتنا في الضفة المكلومة أن نقف لهم وقفة اعتزاز وافتخار، فهم يرفعون الراية في زمن يحاربهم فيه القريب والبعيد، ويزرعزن في حقول الشوك الورود، وحالهم هو كما وصف رسولنا صلى الله عليه وسلم أنهم ( لا يجدون على الحق أعوانًا).
    ورغم كثرة التحليلات المتعلقة بالانتخابات، ومنها ما قاله الناطق باسم فتح بأن فوز الشبيبة في هذه الانتخابات رسالة مدوية تثبت أن حركة فتح ما زالت تتمتع بثقة الغالبية العظمى من الجماهير الفلسطينية، وأن هذا الفوز بمثابة مبايعة لقائد الحركة ورئيس الشعب الفلسطيني ابو مازن، واستفتاء على منهج قائد الحركة وبرنامجها السياسي، وبالنسبة لفتح فهذه عادتها، تحميل الأمور أكثر مما تحتمل، والتعامي عن الحقائق، وأبرزها أن تحقيق الكتلة الإسلامية لهذه النتائج (المتواضعة) في ظل القمع البوليسي الذي تتعرض له والهجمة من قبل كل من سلطة عباس والاحتلال يعتبر انجازًا نوعيًا له ما بعده، فإن هذا ليس هذا ما يهمني من المسألة، فالذي يهمني هو موقفنا نحن من الانتخابات، وهنا لا بد من إبداء الملاحظات التالية، أوجهها لأبنائي في الكتل الإسلامية، عسى أن نعمل على تطوير الأداء وتجاوز الأخطاء:
    أولًا: لم يكن هناك تزوير في هذه الانتخابات، بمعنى تغيير الصناديق، واقتراع غير ذوي الحق، والصيحات التي صدرت من البعض مدعية حصول ذلك لا أظنها تعبر عن الموقف الرسمي للكتلة الإسلامية، وإنما هي صيحات مكلومين حرَّكتهم عواطفهم الجياشة، وهالهم أن النصر الذي كانوا يرجونه لم يتحقق، وذلك نابع من عدم دراستهم للواقع الحقيقي، فانتصار الكتلة الإسلامية قد تحقق بمجرد مشاركتها في ظل هذه الظروف الأمنية والقمع البوليسي الذي يتعرض له أبناء التيار الإسلامي، وأنا هنا أوجه نداء لهؤلاء المخلصين أن لا يقعوا في هذا الفخ، فخ الاتهامات غير الواقعية، وغير المستندة إلى أدلة، لأن هذا يسيء إلينا أولاً وآخرًا.
    ثانيًا: التزوير الحقيقي والفعلي للنتائج هو هذا الجو من الإرهاب الذي تمارسه السلطة ضد معارضيها، والذي يمنع الكثيرين من المشاركة والإدلاء بأصواتهم خوفًا من عواقب ذلك، وأنا متيقن أن الظرف الذي تعيشه الضفة المكلومة لو كان غير ما هو عليه لكانت النتائج مغايرة، وهذه رسالة يجب أن يدركها الإخوة الذين يفاوضون فتح حول المصالحة، مفادها لا تقعوا في فخ الموافقة على إجراء الانتخابات إلا إذا تهيأت ظروف الحرية اللازمة لذلك، وإلا فإن الانتخابات ستزور ليس بتغيير الصناديق واقتراع الموتى والغائبين، وإنما بتزوير الإرادات، ودفع مؤيدينا لعدم الاقتراع خوفًا على أنفسهم ومصالحهم.
    ثالثًا: نحن بحاجة إلى نقد ذاتي، ودراسة لما حدث، واستخلاص للعبر منه، فهل كان أداؤنا كما يجب أن يكون؟؟؟ هل مارسنا الدعاية بالطريقة التي تحقق جلاء الصورة وتوضيح الحقيقة؟؟؟ وخصوصًا مع حملة التشويه المستمرة من سنوات، والتي جعلت قطاعًا واسعًا من أبنائنا وبناتنا لا يعرفون عن التيار الإسلامي إلا ما يسمعونه من سلبيات، فهم لم يشاهدوا أبناء هذا التيار على أرض الواقع لأنهم غائبون أو مغيبون، والمطلوب جهد مضاعف لجلاء الحقائق.
    إنها دعوة أوجهها لأبنائنا وبناتنا في الكتلة الإسلامية أقول لهم فيها إن النتائج المتواضعة التي حصلتم عليها، رغم أنها إنجاز مقبول في ظل ظروفكم التي تعيشونها إلا أنها يجب أن تطرح السؤال الذي يجب عليكم مناقشته: هل لم يكن بالإمكان أفضل مما كان؟؟
    الفشل في الإنجاز له أسباب خارجية وداخلية، ومن الخطأ الشنيع أن نركز على الأسباب الخارجية التي ليس بيدنا تغييرها، لأن ذلك سيدفعنا لليأس والقعود، والمهم بعد إدراكنا لعوامل الإعاقة الخارجية أن نقف مع ذواتنا وقفة نقيم من خلالها أداءنا، ونتعرف على أخطائنا وعثراتنا، فنحن لسنا معصومين، والخطأ وارد، ولا تظنوا أنني أحملكم وحدكم مسؤوليته، فكلنا شركاء فيه، ولكم عذر في أنكم تعملون بدون الاستفادة من تجارب سابقيكم في كثير من الأحيان، ولكن تذكروا أن مراجعة الذات وتقويم الأداء من أهم عناصر التطور وتجاوز الأخطاء في المستقبل.
    أسأل الله أن يوفقكم للخير، ويسددكم للصواب، وأن يرفع بأيديكم راية الإسلام خفاقة في كل مكان.

    لماذا تلاحق (إسرائيل) الأسرى المحررين بالضفة؟

    بقلم عدنان أبو عامر عن المركز الفلسطيني للاعلام
    لو قدر لـ(إسرائيل) العودة بالزمن إلى شهر أكتوبر تشرين أول 2011، لما مضت في صفقة التبادل مع حركة حماس حتى النهاية، وأفرجت عن ألف أسير من كبار كوادرها مقابل تحرير الجندي الأسير، مقابل عودة 111 لمنازلهم في الضفة الغربية، بينهم 45 من القدس، وإبعاد 163 آخرين إلى قطاع غزة مدة طويلة.
    صفقات تبادل
    مناسبة هذه الفرضية هو تواصل حملات الاعتقالات التي تشنها المخابرات الإسرائيلية والجيش ضد الأسرى المحررين في الضفة الغربية، بدعوى عودتهم من جديد للأعمال المسلحة، على اعتبار أن الحافز الأساسي الذي قد يشجعهم على التفكير باختطاف جنود إسرائيليين وجود سابقة تاريخية، تمثلت بخضوع (إسرائيل) لشروط حماس في الصفقة الأخيرة، ويعتقدون إمكانية تكرار ذات الصفقة معها لإطلاق من تبقى من رفاقهم خلف قضبان السجون.
    وهو ما دفع بالفلسطينيين للتحذير من عمليات استهداف الأسرى المحررين، بعد ما اعتبروها حملة التحريض التي يقودها جهاز "الشاباك"، الذي اتهمهم بتوجيه وتمويل العمليات المسلحة، خاصة محاولات خطف الجنود، وربطه بين وجودهم في غزة وارتفاع عدد العمليات ضد الجيش بعيداً عن عيون المراقبة.
    أكثر من ذلك، فقد اعتبر "الشاباك" إبعاد سراح أسرى من الضفة إلى غزة خطأ كبيراً، لأنهم سيكونون بعيدين عن عمليات المتابعة والاعتقال، وهو ما كشفته المحامية أحلام حداد عن أمر عسكري تمت صياغته خلال سبتمبر/أيلول 2011، قبل توقيع صفقة التبادل بأيام قليلة، ويعطي (إسرائيل) إمكانية إعادة الأسرى المحررين بناء على معلومات سرية ليكملوا محكوميتهم المتبقية، وتم اعتقال 20 منهم حتى كتابة هذه السطور من قبل الجيش الإسرائيلي.
    ولعل ما يساعد المخابرات الإسرائيلية في تتبع الخطوات التي يقوم بها هؤلاء الأسرى لتنفيذ عمليات مسلحة، الجهد الحثيث الذي تبذله أجهزة الأمن الفلسطينية ضدهم، لأن نجاحهم باختطاف جنود أو مستوطنين لمساومتهم بأسرى فلسطينيين، يعني توجيه ضربة قاصمة للمشروع السياسي للسلطة الفلسطينية، وهي ترجو (إسرائيل) مرة تلو أخرى للإفراج عنهم دون جدوى! كما أن تحقق هذه العمليات المسلحة قد يسرع بقرار الجيش لاستباحة الضفة، على هيئة استنساخ عملية "السور الواقي" عام 2002، وشهدت تدمير السلطة بصورة نهائية.
    الإمكانية الميدانية
    بعيداً عن التسليم بمزاعم الجيش الإسرائيلي بجدية الخطوات التي يقوم بها هؤلاء الأسرى للقيام بتلك العمليات، فإن قراءة ميدانية طبوغرافية لواقع الضفة الغربية من النواحي العملياتية والأبعاد الجغرافية قد تشجع مثل تلك التخوفات، دون منح الثقة الكاملة لما تتحدث به (إسرائيل).
    فالضفة تمثل أهمية إستراتيجية للقوى الفلسطينية على مختلف الأصعدة وتهديداً جدياً لـ(إسرائيل)، وفقاً لما أوضحه "عاموس يادلين" رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، بحيث إن أقرب نقطة بين حدودها نزولا باتجاه الغرب إلى عمق (إسرائيل)، ووصولا للبحر تتراوح بين 12-15 كلم، وتطل جبالها على عمق المناطق الإسرائيلية، وتشرف على 45% من مساحة الشريط الغربي.
    ولذلك تتمثل خطة (إسرائيل) في الضفة بمنع الأجنحة المسلحة من التقاط أنفاسها كي لا تتمكن من امتلاك أسلحة نوعية، مع شعور إسرائيلي فلسطيني مشترك بأن الضفة باتت الحقل الأساسي للمواجهة القادمة، ولذلك يسمونها: "الجبهة الشرقية الجديدة، قوس الشر".
    في المقابل، تبرز شواهد تستبعد قدرة الأسرى المحررين على التحرك الميداني في الضفة، لأن الجيش الإسرائيلي الذي اجتاح مدنها، لا يزال يحتلها، ويعتقل النشطاء، ولديه شبكة من العملاء تراقب تحركاتهم، ورغم ما يعني أن قدرتهم على التحرك ليست سهلة في ظل الانتشار العسكري المكثف بكافة المدن والقرى، ويسعى جاهداً لتفكيك أي خلية مسلحة تقوم في الضفة، كما أكد ذلك مصدر أمني إسرائيلي أوائل العام الجاري، خاصة مع وجود عدد من معسكرات الجيش الإسرائيلي المنتشرة فيها، وجميعها في حالة استنفار على مدار الساعة.
    وسواء كان ذلك حقيقياً، من خلال كشف بعض الوقائع، أو نشر اعترافات المعتقلين، فإن الفلسطينيين يرجحون أن اتهامات (إسرائيل) للأسرى المحررين "تهويلية"، لها خلفية أمنية استخبارية إسرائيلية، تهيئ الرأي العام لمزاعم تفيد بأن الضفة تحولت "عش دبابير"، وأن الفلسطينيين يحضرون لشن هجمات متقدمة كماً ونوعاً، مما سيبرر للجيش الانقضاض عليها.
    وكل ذلك يدل –وفق التحليل الإسرائيلي- على أن حماس تبذل جهوداً لترميم شبكتها العسكرية في الضفة، بمشاركة نشطائها من الأسرى المحررين، ويوجهون رفاقهم لتنفيذ هجمات فدائية، والتركيز على عمليات أسر إسرائيليين!
    هنا يكمن الندم الإسرائيلي على إبرام صفقة التبادل، حيث بات الأسرى المحررون بعيدين جداً عن الاعتقال أو الاغتيال!
    لاسيما وأن إعادة عمل حماس العسكري في الضفة يبدو طبيعياً بالنظر لرغبتها بـ"إشعال" الجبهة الساخنة هناك، مقابل الإبقاء على "تهدئة" الميدان في غزة بعد الحرب الأخيرة، لإشغال الجيش في تضاريس الضفة الوعرة من جهة، ومنع السلطة الفلسطينية من الإمساك بزمام الوضع هناك، وفقاً لما أعرب عنه الرئيس محمود عباس من مخاوف في لقائه الأخير بـ"جون كيري" وزير الخارجية الأميركي خلال لقائهما في رام الله.
    استحضار غزة
    حماس تعلم جيداً أن الضفة هي ساحة الصراع الحقيقية مع (إسرائيل)، ولذلك -بذلت وما زالت تبذل وستبقى تبذل- جهوداً غير محدودة للوصول إلى تلك المرحلة، تنجح حيناً وتفشل حيناً آخر، لكنها تجري سباقاً مع الزمن كما يبدو، لأنها تعتقد أن الأوضاع في الضفة ذاهبة لمواجهة حتمية، وتسعى لأن تكون رأس الحربة فيها ضد (إسرائيل)! في محاولة منها لاستعادة ذروة عملياتها المسلحة أوائل انتفاضة الأقصى بين عامي 2001-2004.
    ولئن كان هذا التحليل يتناول ملاحقة أسرى حماس المحررين في الضفة، فإن غزة الحاضر الغائب في الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، لاسيما وأن عشرات منهم تم إبعادهم هناك، حيث تبسط حماس سيطرتها المطلقة، ويبدو جناحها العسكري "كتائب القسام" ذا أيدٍ طليقة بصورة كاملة في جميع أنحائه.
    لذلك تتهمهم (إسرائيل) بتلقي تدريبات عسكرية، وإعداد مخططات ميدانية لتكرار عملية أسر الجندي "غلعاد شاليط"، ونقلها لمدن الضفة، حيث إمكانية إخفاء جندي في جبالها ومرتفعاتها الوعرة أكثر سهولة، مما دفع بأجهزة الأمن الفلسطينية للإعلان أنها اكتشفت مخبأ سرياً بمدينة الخليل لإخفاء أشخاص بداخله، تأكيداً منها للرواية الإسرائيلية بنوايا حماس لخطف جنودها!
    أخيراً..فإن إعلان حماس رفضها لهذه الاتهامات الإسرائيلية الموجهة لأسراها، واعتبارها تبريراً للاستمرار في ملاحقتهم، لكن أحداً لا يشك في أن "صفقة شاليط" لتبادل الأسرى، "فتحت شهية" الحركة نحو تنفيذ عمليات خطف قادمة ضد الجنود والمستوطنين، وهو ما يجعل (إسرائيل) تخوض "صراع أدمغة" معها لمنع تنفيذ هذا "الكابوس"، حتى لو أدى ذلك لإعادة اعتقال جميع الأسرى المحررين.. فمن يسبق من؟

    محاولات التشويه للفلسطينيين في الإعلام المصري مستمرة

    بقلم مصطفى الصواف عن المركز الفلسطيني للاعلام
    (ضبط فلسطيني يحمل أجهزة اتصال "محظورة" بمطار الغردقة) عنوان لخبر منشور على وكالة معا الفلسطينية أمس نقلا عن وسائل إعلام مصرية، وفي خبر آخر نشر قبل أيام ليست ببعيدة جاء فيه ضبط فلسطيني بمطار العريش بحوزته جوازات سفر، وفي أخبار كثيرة تنشر في صحف مصرية وعربية وتنشرها وسائل إعلام فلسطينية دون تحرير أو تبديل كلمة مكان كلمة حتى يستقيم التحرير، لماذا لا نقول ضبط أجهزة اتصال محظورة مع فلسطيني في مطار الغردقة، على سبيل المثال، وأنا أسوق هذا الأمر ليس من أجل الصياغة فقط؛ ولكن من أجل توضيح مسألة مهمة أن هذه الأخبار عادة ما يتم الإفراج عن أصحابها بعد ساعات أو أيام ولم نر خبرا يقول أن هذا الفلسطيني الذي ضبط في هذا المطار أو ذلك المعبر أفرج عنه بعد التحقيق وتبيان ما حدث معه.
    فواحد من الأخبار والتي نشرت حول ضبط فلسطيني من غزة بحوزته جوازات سفر في مطار العريش، هذا الشاب وهو مهندس يعمل في إحدى الشركات الفلسطينية وكان في طريقه إلى عمان من أجل دورة تدريبية وقبل سفره حُمل من صاحب احد مكاتب السفر مظروفا لنقله إلى مندوب هذا المكتب في عمان، وبحسن نية حمل الشاب المظروف وفي المطار عندما السؤال عن المظروف وما فيه قال الحقيقة المجردة حملته من المكتب الفلاني وهو أوراق رسمية من أجل إيصالها إلى فرع المكتب في عمان، وعندما فتح المظروف فإذا به عدد من جوازات السفر، وهذا أمر فيه مخالفة لأنه ممنوع نقل جوازات سفر بدون إذن من الجهات المسئولة، وتم تحويل المسافر إلى التحقيق وبعد أيام من الاعتقال تم إطلاق سراحه ومعه تلك الجوازات وعاد إلى قطاع غزة.
    هذا الأمر والذي تناولته وسائل الإعلام هو أمر عادي ولا يستحق النشر؛ ولكن لأن هناك محاولات لتشويه الفلسطينيين وخاصة في مطارات مصر أو معابرها من قبل بعض وسائل الإعلام ضمن حملة التشويه التي يمارسها بعض الإعلام المصري، ومع الأسف تحاول وسائل إعلام فلسطينية نشر ما تنشره هذه الوسائل والذي في كل ما نشر يطلق سراح من تحدثت عنه وسائل الإعلام ونسجت حوله الروايات والفبركات وربطها بالأحداث التي تجري في مصر في محاولة للنيل من الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية والحركة الإسلامية وعلى وجه التحديد حركة حماس.
    وهذا الفلسطيني الذي بحوزته هذه الأجهزة وهو يحمل الجنسية السويسرية، هذه الأجهزة قد يكون تم شراؤها من بلده التي يقيم فيها وهي مسموح بها ولا تشكل مشكلة أمنية في بلاده واعتقد أن الاتجار بها أو نقلها أمر طبيعي في أي دولة من دول العالم، وقد لا يكون فيما قام به جريمة وان ضبط هذه الأجهزة يتم معالجته بمصادرتها لو كانت ممنوعة في القانون المصري لأن هذا السويسري الفلسطيني الأصل وهو يحمل هذا العدد من الأجهزة هو لا يقوم بعملية تهريب لها وإلا ما حملها عبر المطار وهو يعلم أنه سيتم تفتيش الحقائب إما بفتحها أو عبر الأجهزة الالكترونية، ولكن مع الأسف يتم تضخيم مثل هذه الأخبار خاصة لو كانت مع فلسطيني من غزة أو من أي مكان حتى لو كان يحمل جنسية أوروبية.
    تابعت كثيرا من الأخبار المنشورة منذ نشرها في وسائل الإعلام المصرية وما تنقله بعض الوسائل الفلسطينية بعد أيام يثبت أن الأمر طبيعي وان المسالة مجرد اشتباه فيغادر المحتجز بعد ساعات أو بعد أيام دون أن يكون هناك جريمة وفي نفس الوقت لا تجد متابعة من هذه الوسائل لتبيان حقيقة الأمر بعد نشر الخبر الأولي حول الضبط، وهذا فيه وبدون شك تعمد مقصود بعدم النشر والمتابعة من قبل وسائل الإعلام.
    لست ضد نشر مثل هذه الأخبار؛ ولكن علينا أن نراعي ما وراء هذه الأخبار عند نشرها وخاصة في وسائل إعلامنا الفلسطينية وكذلك علينا متابعة القضية ونشر تبعاتها حتى تتضح الأمور أمام الرأي العام الفلسطيني أولا والمصري ثانيا بأن ما تتصيده بعض وسائل الإعلام المصرية ليس فيه جريمة إنما هي مسألة احترازية وان ما نشر لا يشكل جريمة وهو أمر عادي وطبيعي موجود في كل المطارات والمعابر يقع فيه البعض بدون علم أو لجهل وان الأمر في بلادهم مسموح وفي مصر ممنوع فيتم مصادرته أو إعادته وينتهي الأمر، لذلك المطلوب عدم النشر والتريث ما دام هناك تحقيق وأن لا نضخم مثل هذه الأحداث وبشكل مقصود.

    (إسرائيل) وشبح صواريخ سيناء

    بقلم غسان الشامي عن المركز الفلسطيني للاعلام
    شبح الخوف وعقدة الأمن لازمتا دولة الكيان "الإسرائيلي" منذ اغتصابها أرض فلسطين في عام 1948م وقد نشأ الكيان على أرضنا المقدسة ليكون النبتة السيئة في الوطن العربي الإسلامي والتي تمنع أي وحدة سياسية أو جغرافية عربية ولكي تقف في وجه المارد الإسلامي العربي وتعمل على تفتته وتمزق وحدته، وما الأنظمة العربية البائدة التي حكمت الوطن العربي على مدار السنين إلا من صنع الاحتلال الغربي وذلك لتحقيق أهدافه على الأرض العربية.. أما الآن فقد بدأت الخارطة السياسية العربية تتغير مع انهيار الأنظمة الحاكمة في كل من مصر وليبيا واليمن وتونس وبداية السقوط الكبير لنظام بشار الأسد في سوريا.
    أمام هذه التغيرات العربية والإقليمية تحرك الصهاينة شرقا وغربا لحماية كيانهم المتهاوي، وبدأت الاتصالات الأمريكية والأوروبية لحماية دولة الكيان وللإبقاء على الاتفاقيات الدولية بين الكيان والدول العربية، فيما بقيت منطقتان تمثلان إزعاجا كبيرا للكيان الإسرائيلي وهما سيناء وهضبة الجولان المحتلة، حيث إن الصواريخ الأخيرة التي زعم الاحتلال سقوطها على مدينة إيلات من سيناء كانت بمثابة ناقوس الخطر لدولة الكيان، إذ جاءت هذه الصواريخ بعد أيام من زيارة الرئيس الأمريكي للكيان "الإسرائيلي" وتعهده بحمايته وتأكيده على أن فلسطين أرض لليهود وتشديده على يهودية الدولة، بل إنه مكث في دولة الكيان ساعات طويلة أكثر من مكوثه في أي بلد آخر خلال زيارته للمنطقة .
    وقد ترجمت زيارة الرئيس الأمريكي للكيان الإسرائيلي بترجمات عملية وأعلنت واشنطن عن زيادة الدعم العسكري لدولة الكيان حيث كشفت مصادر صهيونية أن وزير الجيش الصهيوني " موشيه يعلون " قام بزيارة إلى واشنطن للقاء وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل وذلك للاتفاق على دعم الكيان بصفقة أسلحة أمريكية متطورة حديثة, من ضمنها طائرات تزود بالوقود ورادارات للطائرات القتالية وصواريخ مضادة للرادارات و" الطائرات المروحية".
    كما قررت "إسرائيل" وللمرة الأولى في تاريخها شراء طائرة أمريكية مروحية توصف بأنها قادرة على نقل قوات عسكرية كطائرة، وهي قادرة على التحليق والهبوط كمروحية، حيث قام رئيس الأركان الصهيوني بني غنتس بزيارة واشنطن قبل شهرين، وحلق بالطائرة المروحية التي ترغب " إسرائيل " بشرائها، حيث توصف هذه الطائرة بأنها أحدث تطور في عالم العمليات الخاصة، ولها قدرات على التحليق بسرعة عالية ولمسافات طويلة، وهي قادرة على الهبوط العمودي، واستخدمها الجيش الأمريكي مؤخرا في إنقاذ طيارين هبطا من طائرة " إف 15" سقطت في ليبيا.
    كما ستحصل " إسرائيل " من البنتاغون على طائرات خاصة تزود بالوقود وصواريخ جديدة قادرة على تدمير أنظمة الرادارات وستحصل على رادارات متطورة، وفي هذه الأيام تقوم دولة الكيان الصهيوني بتزويد الطائرات المدنية " الإسرائيلية" العاملة ضمن الخطوط الجوية في مطار إيلات الصهيوني بأنظمة دفاع ضد صواريخ الكتف المضادة للطائرات، وذلك عقب ارتفاع منسوب التهديدات القادمة من جبهة جنوب الأراضي المحتلة عام 48 مع سيناء ..
    أمام هذه المخاوف الصهيونية والتطورات في تدعيم وبناء منظومة عسكرية " إسرائيلية " لصد الصواريخ التي تسقط على الكيان الصهيوني، صرح مسؤول كبير في البنتاغون للصحف الأمريكية أن الهدف من دعم الكيان الإسرائيلي بالصواريخ والطائرات والرادارات هو حماية (إسرائيل) من أي هجوم إيراني أو من مصادر أخرى، ولكن أمام هذه الرواية مخاوف الكيان تتصاعد ليس من احتمال تعرضها لضربة من إيران بل من مكان أقرب من إيران وهي غزة القطاع الساحلي الصغير الذي أذاق الاحتلال الإسرائيلي الويلات، فهي تخاف من امتلاك المقاومة الفلسطينية المزيد من الصواريخ والمضادات للطائرات والاستعدادات العسكرية اليومية للمقاومة الفلسطينية على أرض غزة لصد أي هجوم أو حرب إسرائيلية على القطاع.
    كما أن " إسرائيل " تخشى من تكرار هزائمها في وحل غزة خاصة الحرب الأخيرة على القطاع والتي استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تحقق نصرا كبيرا على آلة الحرب الصهيونية وأسقطت عددا من الطائرات وقامت بقصف المغتصبات " الإسرائيلية " في (تل أبيب) والقدس المحتلة .. إذن المعادلة بالنسبة لدولة الكيان " الإسرائيلي " تغيرت ولم تعد (إسرائيل) قوة مهابة من قبل المقاومة وبدأت (إسرائيل) في التراجع والانحسار خلف جدران محدودة وقريبا ستنسحب من هضبة الجولان المحتل كما انسحبت من جنوب لبنان وقطاع غزة .

    أم بكر بلال والصورة بكاميرا السجان

    بقلم فؤاد الخفش عن المركز الفلسطيني للاعلام
    لا تستطيع كل أقلام هذا الكون ولا كتبه أن تصف حرارة مشهد التقط لأم محرومة من عناق ورؤية ولمس ابنها الأسير منذ عقد في سجون الاحتلال ولا تاريخ محدد لموعد الإفراج عنه.
    كانت عيونها متجهة نحو الكاميرا التي يحملها السجان بينما كان هو ينهال على يديها وجبينها يقبله بقبل تفوق حرارتها براكين ثائرة وكانت تضمه إلى صدرها الذي لطالما اشتاق اليه وحرم منه.
    التقاط صورة من قبل سجان يسمح بها مرة واحدة في العمر أو مرتين دون قيود داخل أسوار السجن يعتبر إنجازاً كبيراً لا يمكن وصفه، يتبعه تقديم طلب ينظر له المدير ويراعى فيه عمر هذه الأم، وتأتي الموافقة متأخرة ولكن لا حدود لفرحة هذا الأسير على توثيق هذه اللحظة، ليس من أجل التوثيق ولكن من أجل تلك القبلة على تلك اليد الحانية التي رعته صغيراً وابتعد عنها من أجل أمه فلسطين.
    مع مطالبات السجان بسرعة التقاط الصورة وضرورة الالتفات نحو الكاميرا وشوقه لحضن أمه وقبلات حارة يلثمها بثغره الذي رضع من هذه الأم لبن العزة ينظر الاثنان للكاميرا وتلتقط الصورة ويطلب من كل واحد أن يذهب لأدراجه، الأم خارج القضبان والولد داخل السجن.
    قلب الأم يبقى خلف القضبان وقلب الابن الأسير يخرج من مكانه ويبقى ملتصقاً بجسد أمه وتتبدد البسمة التي رسمت للعناق ويحاول بكل الوسائل رسم بسمة مزيفة يصبّر بها أمه ولكن لم يخلق بعد ذلك الذي يخدع قلب أم.
    هذا هو المشهد بكل مهنية وصفته لصورة التقطت بعد 18 عاماً من الاعتقال لشجرة فلسطين الرومية أم بكر بلال مع نجلها معاذ الذي أمضى ما يزيد عن نصف عمره في سجون الاحتلال والبعيد عن شقيقه الأسير في مكان آخر والمعتقل قبله والأصغر منه عمراً عثمان الحبيب.
    لم تتحدث بكثير كلام أم بكر عن هذه الصورة ولكن تنهيدتها والصورة الملتقطة تتحدث عن نفسها ومتى كانت الكلمات والأحرف تصف المشاعر بين الأحباب والعشاق والمنتظرين اللقاء بشوق وحنين.
    في فلسطين القصص التي تصف المعاناة والمواقف التي لا تعد، لا تحصى وفي كل قصة حكاية بها من الألم ما بها، يشعر بها أصحاب القلوب الطيبة الرقيقة التي تشعر بمعاناة الناس، وتكاد هذه الأمور لا تتكرر بأي مكان في العالم والسبب بكل بساطة أننا الشعب الوحيد القابع تحت الاحتلال.
    في فلسطين أمهات الأسرى وزوجاتهم تخالط الدموع البسمات والبكاء الدعاء والألم الصبر وما بين النطق بحكم المؤبد أو الشهادة زغرودة فخر وعزة والصورة هنا حصرية لفلسطين أم الحكايات.
    تخيل من أماني الفلسطينيين الأسرى أن يجمع ما بين الأسير وشقيقه الأسير الآخر الموجود في سجن آخر هذه من أمنيات معاذ صاحب الصورة أن يجتمع تحت سقف زنزانة مع شقيقيه عثمان وبكر.
    رحمك الله يا شعباً لا يلين ولن تتحقق أمانيه إلا بزوال هذا الاحتلال، وفرج الله كربك يا معاذ ويا عثمان ويا بكر وجمعكما الله بوالدتكم وأحبابكم على خير وإلى أن يحين اللقاء كما تعودت أن اقول لكم ما زال بيننا موعد ولقاء بحول الله.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 306
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-08, 10:12 AM
  2. اقلام واراء حماس 351
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 09:21 AM
  3. اقلام واراء حماس 254
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 10:56 AM
  4. اقلام واراء حماس 253
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 10:55 AM
  5. اقلام واراء حماس 252
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 10:55 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •