[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]
- [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:
- ذكرى فصيل وطني
- بقلم: عادل عبد الرحمن - الحياة
- حياتنا – مناصرة الأسرى
- بقلم: حافظ البرغوثي - الحياة
- فلسطين ومسلمو الهند
- بقلم: عدلي صادق - الحياة
- عن أي اتفاق وتزامن يتحدثون ؟!
- بقلم: موفق مطر - الحياة
- حول السلام الاقتصادي
- بقلم: هاني حبيب - الايام
- صراع أردني إسرائيلي في واشنطن
- بقلم: حمادة فراعنة – الايام
- إسرائيل تحرّض لإحراق المنطقة ..!
- بقلم : أكرم عطا الله – الايام
- ربيع "سامر العيساوي" يزهر
- بقلم: ريما كتانة نزال – الايام
- القضية بحاجة الى حلول وليس مجرد اجتماعات..!!
- بقلم: حديث القدس – القدس
- أسرانا: رُمُوزٌ لِحَدِّ القُدُسِيًّةِ
- بقلم: عزيز العصا – القدس
- لأحد ... وكل يوم أحد ...أبعاد السيطرة الاسرائيلية على قطاع الخدمات بالقدسوالمتغيرات الاجتماعية... ودور السلطة الفلسطينية وعرب الداخل
- بقلم: المحامي زياد أبو زيّاد - القدس
- التمييز والعنصرية بحق المقدسيين..!!
- بقلم: نبيل حمودة – القدس
- د .فياض ربيع فريدمان ليس ربيعنا
- بقلم: : بسام زكارنه - معا
ذكرى فصيل وطني
بقلم: عادل عبد الرحمن - الحياة
مرت أمس، ذكرى انطلاقة جبهة التحرير الفلسطينية، الفصيل الوطني الوحدوي، واحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، الذي قدم عددا من ابرز قياداته في مسيرة الكفاح الطويلة. فلا يمكن ان تمر الذكرى إلا ويستحضر الشعب ذكرى رحيل الشهيد القائد طلعت يعقوب، الامين العام الاول للجبهة، الذي استشهد عام 1988، وايضا تبرز ذكرى رحيل الشهيد القائد محمد عباس (ابو العباس) الامين العام الثاني، الذي أغتيل في سجون الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003، ثم رحيل الشهيد القائد عمر شبلي (ابو احمد حلب) الامين العام الثالث للجبهة.
جبهة التحرير تميزت بالعديد من العمليات البطولية ضد دولة الاحتلال الاسرائيلية منها: عملية المنطاد والطائرة الشراعية وعملية القدس البحرية وكذا محاولة اختطاف السفينة الايطالية أكيلي لارو، التي اعتقل على اثرها ابو العباس في ايطاليا، ورغم اضطرار السلطات الايطالية الافراج عنه، إلا انها حكمت عليه خمسة مؤبدات. فضلا عن ذلك، ساهمت الجبهة بدورها في الدفاع عن الثورة وراية المشروع الوطني في كل المعارك، التي خاضها الشعب الفلسطيني في زمن الظاهرة العلنية في الاردن وسوريا ولبنان.
كما ان جبهة التحرير الفلسطينية سجلت انحيازا واضحا منذ تأسيسها للوطنية الفلسطينية ورفضت قياداتها الشابة تطويع ارادة فصيلهم لحسابات واجندات هذا النظام أو ذاك. بل انها دفعت غاليا لقاء دفاعها عن استقلالية قرارها واستقلالية القرار الوطني، ورغم الخلافات مع قيادة منظمة التحرير في العديد من المحطات الكفاحية، إلا ان قيادة الجبهة لم تفكر للحظة بإدارة الظهر لموقعها في صفوف منظمة التحرير، لادراكها ان التباينات الوطنية اقل تكلفة من التبعية لأجندة الانظمة العربية، وحرصت على الا تغيب بوصلة الوطنية لحظة عن سياساتها ومسيرتها الكفاحية.
ولهذا واجهت الجبهة العديد من الانقسامات نتيجة تساوق بعض قياداتها وكوادرها القيادية مع هذا النظام او ذاك نتج عن ذلك اكثر من انشقاق كاد يؤثر على مستقبل الجبهة ودورها، ولكن القيادات راسخة الايمان بوطنيتها ومكانها واصلت شق طريقها الكفاحي الوحدوي، وطردت من صفوفها اولئك الذين ارتضوا ان يكونوا اداة في يد بعض رموز النظام السوري أو غيره.
ما زالت جبهة التحرير الفلسطينية بما تملك من امكانيات وقدرات وحضور في التجمعات الوطنية المختلفة، في الوطن والشتات تواصل مشوارها الكفاحي بالتراص والتخندق في صفوف منظمة التحرير تحمل راية الاهداف الوطنية في الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينين على اساس القرار الدولي 194.
وكل عام وقيادات وكودار واعضاء وانصار جبهة التحرير الفلسطينية بخير.. مع تمنيات بعام جديد ينقل الجبهة ودورها الى مواقع متقدمة في العملية الكفاحية الوطنية.
حياتنا – مناصرة الأسرى
بقلم: حافظ البرغوثي - الحياة
مئة شخصية برلمانية وسياسية دولية انتظمت أمس، في مؤتمر مناصرة الاسرى لمناسبة الذكرى الحادية عشرة لاعتقال القائد مروان البرغوثي, وبدأ المؤتمر عند افتتاحه وكأنه مؤتمر «فرانكوفون» أي ناطق بالفرنسية لأن أكبر الوفود عددا جاء من فرنسا برئاسة نائبة رئيس البرلمان الاوروبي ايزابيل جيرون التي القت كلمة تضامنية بالفرنسية, بعد كلمتين مسجلتين للرئيس محمود عباس، والرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر وعريف الحفل كان يتحدث بالفرنسية ولعل النائب البرغوثي الذي حصل على الماجستير في العلاقات الفرنسية الفلسطينية وترأس اول جمعية صداقة فلسطينية فرنسية كان يركز على العلاقات مع فرنسا وعندما كان البعض يسألني شخصيا عن الدول المرشحة للتوسط لاطلاق سراح القائد مروان كنت اقول انها فرنسا ذات العلاقة الجيدة مع الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني, وذكر ابو القسام في كلمته التي خاطب فيها المؤتمر ان اسرائيل ليس فيها من هو مثل ديغول ليصنع السلام في الجزائر ولا مثل دي كليرك ليزيل نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا, ولعل جنوب افريقيا كانت ممثلة في المؤتمر امس بشخصية تاريخية سارت على خطى مانديلا هي الناشط والمناضل السياسي الهندي الاصل احمد كترادا الذي امضى 26 سنة في السجون العنصرية ولعب دورا مهما في تفكيك هذا النظام اللاإنساني الكريه. وهو في كلمته كان الأكثر تفهما لمعاناة الاسرى والتحقيق والتعذيب ومواجهة الموت واجتياز معاناة العزل الانفرادي... الخ، لأنه مر بهذه التجربة مطولا.
ان هذا المؤتمر بهذا الزخم البرلماني الدولي وفي هذا التوقيت مع الحراك المستمر في سجون الاحتلال يأتي ليدفع هذا الحراك قدما لرفع الظلم القائم في السجون وصولا الى ابقاء قضية الاسرى على رأس الاولويات كما قال الرئيس ابو مازن في كلمته وكما أكد رئيس الوزراء سلام فياض في كلمته ايضا, فهذه التظاهرة جاءت بعد موجة من النسيان ألمت بقضية القائد ابو القسام حتى ظننا اننا نساهم في حبسه لتجاهلنا له رسميا, فالشعوب الحية لا تنسى رجالاتها ولا تنسى ابا القسام ولا احمد سعدات ولا آلاف الاسرى الذين يخوضون معركة الثبات والصمود في وجه جبروت الاحتلال ولا ننسى ايضا احمد الفرنسي ذاك الشهم الجميل رفيق درب ابي القسام, كل هؤلاء كانوا في المؤتمر امس لانه لهم ولأجلهم.. حتى تبقى قضية المناضلين الاسرى قيد الاهتمام الدولي. ونأمل ان يضع المؤتمر خطة عمل عملية لتحرير الاسرى ونشر قضيتهم في المحافل الدولية فالأسير الفلسطيني هو اسير قضية تحرر وطني يجب ان يحظى بأولوية دولية ولا يجب طمس قضيته مهما بلغت آلة الاحتلال القمعية والاعلامية من جبروت. شعبنا لن يهزم كما قال المتحدثون.. وحريتنا لن تكتمل الا بحرية الشعب الفلسطيني كما قال المناضل مانديلا.
فلسطين ومسلمو الهند
بقلم: عدلي صادق - الحياة
في مستهل العشرينيات، كان المنهج العام، للعمل الوطني الفلسطيني، بقدر ما أتيح في بلادنا أثناء الانتداب؛ يتسم بالشفافية والنزاهة والمناقبية، على النحو الذي يتمنى واحدنا أن نعثر على ما يماثلها بعد تسعين عاماً. غير أن الهجمة الصهيونية كانت عاتية وذات مقدرات لا حدود لها!
فعندما تولى الحاج أمين الحسيني في شبابه، أمر ترميم المسجد الأقصى وأسواره، ومعالجة التشققات؛ اتصل بمهندس تركي يُدعى كمال الدين، لإجراء المعاينة الهندسية، لإجراء المعاينة واستدعاه الى القدس في العام 1922. وفي السياق، شكل الحسيني لجنتين واحدة فنية وأخرى مالية. اتصل كمال الدين بشركة معمارية ألمانية للتنفيذ، وجرى التفاوض، لكن الطرفين لم يتفقا، بسبب شروط ألمانية للتربح ولتوريد المواد. وعلى الفور، أنعقد مؤتمر للمهندسين في بلادنا وجوارها، عرباً وأتراكاً وشوام، جرت بعده ترسية عقود العمل على مقاولين وطنيين، وقُدرت التكاليف بمئة وخمسين جنيهاً استرلينياً، تولت اللجنة المالية، وضع خطة لتوفيرها. فقد اتسمت الخطة بالتنوع، إذ تعمد الجانب الفلسطيني توظيف الحافز الديني مع الحافز السياسي. وكان من أطرف حيثياتها مخاطبة الإنجليز، بمنطق أن ملكهم جورج الخامس، لو تبرع، سيرفع من شأن حكومته في نظر المسلمين في الهند. في الوقت نفسه أعد الأخيار الفلسطينيون عدتهم لتحمل مشقة السفر بحراً الى بلاد السند والهند، لجمع المال والتنقل في أرجاء شبه القارة الهندية، لتحقيق هذه الغاية!
كلما تبرع زعيم هندي بمبلغ، كانت البرقيات تُبرق الى مركز الإدارة في القدس. وبادر نظام الدين، زعيم حيدر اباد، الى افتتاح التبرع، بوضع نحو سبعة آلاف جنيه في الحافظة. ومع كل تبرع، كانت تُحرر الإيصالات، بأصل وأربعة صور كربونية، توزع على أفراد من الطرفين، وتُبرق تفصيلاتها الى القدس. وتم جمع 23 ألفاً في بحر أسبوع، وكان مولانا شوكت علي، رائد لعبة الكريكيت في عصره، وأحد أقطاب حزب المؤتمر، ورئيس جمعية الخلافة الإسلامية؛ ودع الوفد بمثل ما استُقبل به من ترحاب، وحمَّله رسالة مفادها أن الهند تمر بضائقة اقتصادية ستتعافى منها قريباً، وستتوالى التبرعات لتغطية المبلغ اللازم، من استمرار عملية الإعمار.
المسلمون الهنود، كانوا في تلك الأثناء، مشغولين محبطين بسبب إجهاز كمال أتاتورك على الخلافة الإسلامية العثمانية. فقد شعروا إنهم بلا راع، بعد أن انقطعت السلسلة. ولعلهم يئسوا من "الخلافة" العثمانية وشعروا بدنو أجلها، عندما علموا أن السلطان العثماني الأخير (عبد المجيد) تبرع عينياً وليس مادياً، للأقصى، بما لا يزيد عن حمولة نحو عشرين بعيراً من "القاشاني" اللازم لبعض جوانب الترميم والتجديد. فمنذئذٍ الى يومنا هذا، بدا أن الأطر الرسمية للمسلمين، أشهرت إفلاسها على صعيدي النُصرة والنفير!
الإدارة الفلسطينية المركزية، في القدس، وجهت وفوداً أخرى لجمع المال من مسلمي الحجاز والأستانة، وعادت بحصاد معتبر. واللافت أن الإدارة الفلسطينية تلك، على الرغم من خضوعها لسلطة الانتداب، كانت مركز التقاء ردود أفعال المسلمين على ما يجري في أقطار الأمة. وكان الحاج أمين الحسيني ورفاقه، يتلقون البرقيات من زعماء المسلمين في العالم الإسلامي. ففي محنة الشعب العربي السوري، إبان الثورة على المستعمر الفرنسي، كان الفلسطينيون حاضرين، يرسمون طرق العمل السياسي والاجتماعي والإغاثي، لمصلحة الثورة. وكان الهنود المسلمون، في طليعة الناشطين، يطيّرون البرقيات لعصبة الأمم، ولملك بريطانيا، لكبح جماح فرنسا، ويجمعون تبرعات الإغاثة. ولما فتك الفرنسيون بثورة الشعب السوري، تأسست اللجنة الفلسطينية لإغاثة الأشقاء السوريين، بطريقة نظامية حضارية، جاء في تشكيلتها مع الحاج أمين، موسى البديري وعوني عبد الهادي والأمين العام عادل ارسلان، الثائر والأديب اللبناني الأصل والفلسطيني معاشاً ومماتاً، وهو شقيق شكيب أرسلان، وكان أمين الصندوق محمود الدجاني. ولما تقهقرت الثورة، ولجأت بقيادة زعيمها سلطان الأطرش، الى منطقة الأزرق في الأردن، أرسل الحاج أمين وفداً يرأسه المؤرخ اللبناني القومي عجاج نويهض (والد السيدة "بيان" حرم الراحل شفيق الحوت) لمواساة الثوار وشد أزرهم وتقديم العون الوافد اليهم من سائر المسلمين عبر القدس وعبر القيادة الفلسطينية التي استنهضت المسلمين، لتقديم العون لإخوتهم السوريين، بل وصل بفعل نداءات القدس، متطوعون أفارقة وهنود، رآهم عجاج نويهض مع سلطان الأطرش في صحراء الأزرق!
خلاصة القول، وهو سبب كتابة هذه السطور، أن المسلمين الهنود لازموا خطوة بخطوة، قضايا المسلمين، وبسبب موقفهم هذا، كان المهاتما غاندي، بفلسفته وحكمته، يرى أن الوقوف مع قضايا الشعوب الإسلامية، يمثل أحد أهم عناصر الوحدة الوجدانية للشعب الهندي بكل أطيافه!
عن أي اتفاق وتزامن يتحدثون ؟!
بقلم: موفق مطر - الحياة
يخطئ قادة حماس الممانعون لإنهاء الانقسام المعطلون لعجلة المصالحة الفلسطينية -الفلسطينية إن اعتقدوا ان الشعب الفلسطيني سيبقى ينتظرهم الى ما لا نهاية على هامش ميدان الملعب الدولي، منتظرا " المنَّ " بقرار الاستيقاظ والتخلي عن اضغاث احلام الكيان الخاص والتقدم في مسار الوعي الوطني !!..فللشعب محاكمه التاريخية العادلة، وذاكرته الثاقبة المضادة لكل انواع قذائف التحريف والتزييف الخارقة !..فبالأمس السبت اعلن الرئيس ابو مازن، قراره البدء بمشاورات، لتشكيل حكومة التوافق الوطني وفقا لإعلان الدوحة وتنفيذاً للجدول الذي أقرته القيادة الفلسطينية في اجتماعات تفعيل وتطوير (م.ت.ف) وكذلك التوافق على موعد إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني،التي انعقدت في القاهرة بتاريخ 8/2/2013، ولتنفيذ قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في اجتماعها برام الله بتاريخ 18/4/2013.
جاء قرار الرئيس بعد دراسة وافية للأوضاع الفلسطينية، وتأثير الانقسام المفروض منذ انقلاب حماس على السلطة في العام 2007 على القضية الفلسطينية وتحقيق اهداف الشعب الفلسطيني الوطنية، وتجسيد قرار الأمم المتحدة برفع مكانة فلسطين الى دولة عضو بصفة مراقب، والأهم هو قناعة الرئيس الذي يمثل ارادة الشعب الفلسطيني بأن الوحدة الوطنية ليست خيارا وإنما حتمية تاريخية، وان الوضع القائم ( الانقسام ) حالة شاذة في التاريخ الفلسطيني، وان المصالح العليا للشعب تتطلب تنازلات لاحلال السلم الوطني مكان الصراع، الذي يجب ألا يكون الا مع المشروع الاحتلالي الاستيطاني، وتعبيرا عن الفلسفة الوطنية الناظمة لمبادئ وقرارات وتوجهات حركة فتح وآليات عملها مع الآخر في الوطن...لكن رغم ذلك فإن حماس اعتبرت التزام الرئيس باتفاق القاهرة وإعلان الدوحة وقرارات القيادة الفلسطينية في القاهرة وما اكدت عليه اجتماعات اللجنة التنفيذية قبل عشرة ايام مكايدة وليس مصالحة !!! أما اذا قرأنا مبررات حماس كما وردت على لسان الناطق باسمها صلاح البردويل، سنكتشف ولع قيادات حماس باحتراف نظم التفسيرات اللامنطقية والباطلة مثلهم كمثل قادة الجماعات الاسلاموية الذين ذهبوا الى حد تطويع الآيات الكريمة وفسروها وأفتوا بها بما يصب في صالحهم ومكاسبهم السياسية الدنيوية، لذا فليس عجبا ان يقول البردويل في التصريح المنشور بوسائل اعلام حماس إن ما فعله الرئيس ابو مازن مناقض للاتفاق وأن شروط حركته لإتمام المصالحة هي "أن تكون الخطوات بالتوافق، ومتزامنة".
لكن البردويل يعلم ان حركته لم تتقيد بقرارات القيادة في 8 شباط الماضي بالقاهرة اذ طلبت تأجيل اللقاء مع حركة فتح مرتين: الأولى بحجة انتخابات المكتب السياسي، والثانية بحجة توزيع المناصب في اجتماع سري خاص عقد بالدوحة. فهل ظنت قيادة حماس أن الرئيس سيبقى رهن اجنداتهم الخاصة، وصراعاتهم الداخلية، فيما المنطقة تعصف بها رياح تغيير، وصراعات مذهبية وطائفية، وانقسامات وتوترات قد تندلع على اثرها حروب اقليمية قد تدفع القضية الفلسطينية الى آخر ترتيب القضايا المهمة في العالم، فالآتي على المنطقة من مخاطر قد تغير معالمها الجيوسياسية لا تنتظر تأجيلات قيادات حماس ولا رؤيتهم القاصرة لمصير الشعب الفلسطيني ومستقبله، ومصير المنطقة العربية، فهؤلاء كما يبدو لا يرون الا بعدسة مصالح التيار العالمي للإخوان وتأمين ارتباطاتهم وتبعيتهم لقوى اقليمية، تفرض عليهم ارادتها ومشيئتها، وتبني مواقفها وإلا فسحب الدعم المالي، ولنا في استجابة حزب الله لمشيئة ايرانية بالتدخل في الصراع بسوريا مثال وبرهان على قراءتنا.
يعرفون لكنهم يحرفون..فالمقصود بالتوافق والتزامن هو التوافق على كينونة الحكومة واسماء الأشخاص المستقلين الذين سيتولون الحقائب بمهمة محددة الأهداف والأجل، أما التزامن فهو تزامن اصدار مرسومين احدهما يحدد موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية والانتخابات للمجلس الوطني، والثاني بتشكيلة حكومة التوافق من كفاءات مهنية مستقلة كما نعرف عن ذلك سلفا وأعاد التأكيد عليه الرئيس ابو مازن بإعلانه يوم امس، خاصة بعد ان انجزت لجنة الانتخابات المركزية مهمة تحديث السجل الانتخابي في الضفة وقطاع غزة.. فعن أي تزامن وتوافق يتحدث البردويل، الا اذا اعتقدوا أن الرئيس الذي تحدى الادارة الأميركية وتحمل كل الضغوطات والتهديدات الاسرائيلية والحصار السياسي والاقتصادي لاعلاء القرار الفلسطيني المستقل والمصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني، سيخضع لرزنامة حماس أو لشهوات قادتها بالتسلط والاستكبار على قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، رئيس الشعب الفلسطيني العظيم الذي نال احترام قادة وزعماء وشعوب العالم عن جدارة لأنه رئيس شعب لا يخضع..!!. ولعلنا نقرأ في خطبة القيادي في حماس يونس الأسطل ما يشير الى استصغار مكانة رئيس دولة فلسطين، فالرجل ضرب بعرض الحائط كل مفاهيم الوطنية والسيادة، ومنطق النظام السياسي الفلسطيني, الوحدة الجغرافية والسياسية لدولة فلسطين في الضفة والقدس وقطاع غزة عندما خطب على منبر صلاة الجمعة مبشرا بزيارة اردوغان متحدثا عن ان يكون الرئيس ابو مازن برفقة رئيس وزراء تركيا !! فعن أي مصالحة يتحدثون وهم يتكلمون عن الرئيس ابو مازن الذي حسب " الاتفاق " الذي يتحدث عنه البردويل هو رئيس السلطة الوطنية ورئيس حكومة التوافق، فإن رضي قادة حماس ان يتعاملوا بنقص لتأمين مصالحهم الخاصة فهذا شأنهم لأنهم قادة حزب لا أكثر، لكن الرئيس ابو مازن هو رئيس الشعب الفلسطيني الذي اعترف له العالم بحقه في الحرية والاستقلال والسيادة على أرضه.
المؤسف أن قادة حماس ما زالوا حتى اللحظة لا يعرفون معنى السيادة للشعب ورموزه، ولا كيفية تفكير الفلسطيني الوطني.
حول السلام الاقتصادي
بقلم: هاني حبيب - الايام
من قال إن الولايات المتحدة لم تعد تضع مسألة العملية التفاوضية على الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي على قائمة أولوياتها، وأنها مهتمة أكثر بملفات جوهرية، كالوضع في سورية والملف النووي الإيراني، وتداعيات "الربيع العربي"؟ باعتقادنا أن واشنطن لا تزال تمنح هذا الملف جلّ اهتمامها، إلى جانب الملفات الأخرى، لكنها تعلّمت الدرس جيداً من تجاربها السابقة، وأصبحت تتناول هذا الملف وتداوله مع الأطراف الأخرى بعيداً عن وسائل الإعلام لضمان نجاح مساعيها الرامية إلى استئناف العملية التفاوضية. الزيارات التي قام بها الرئيس الأميركي ثم وزيرا خارجيته ودفاعه، ثم قيام زعامات عربية وإقليمية بزيارات العاصمة الأميركية هذه الأيام، ساهمت في تأكيد الاهتمام الأميركي المعلن بكافة الملفات باستثناء العملية التفاوضية، فكل التصريحات من كافة الأطراف تؤكد على أن المباحثات تتعلق بالوضع السوري وبالملف النووي الإيراني، إلاّ أن تسريبات صحافية، أميركية وإسرائيلية تحديداً، تشير إلى أن الجهد الأميركي نحو استئناف العملية التفاوضية يجري على قدم وساق ولكن بسرية مطلقة، خاصة وأن هذا الملف يرتبط بشدة بالملفات المشار إليها.
الزيارة الأولى التي قام بها جون كيري فور تعيينه وزيراً للخارجية إلى المنطقة، شكلت بداية لجهد أميركي جديد على هذا الملف، استلزم بناء شبكة من التحالفات العربية والإقليمية للمساعدة على إنجاح هذا الجهد، ورأينا كيف تفوض دولة فلسطين العاهل الأردني بملف المقدسات في القدس المحتلة، ورأينا، أيضاً، كيف تعود المياه إلى مجاريها بين تل أبيب وأنقرة، وتراجع هذه الأخيرة عن شرط العودة إلى التطبيع مع الدولة العبرية بإنهاء الحصار على قطاع غزة، الأمر الذي دفع بأردوغان كي يقرر زيارة قطاع غزة، كرد فعل على هذا التراجع المعلن!!
مع تلك الزيارة الأولى لجون كيري للمنطقة، بدأ التخطيط لعقد قمة رباعية، قيل وقتها إنها ستعقد في عمان بمشاركة أوباما وأبو مازن والعاهل الأردني ونتنياهو، وأن العمل يجري لتوسيع هذه القمة لتشمل تركيا ومصر، غير أن ذلك يحتاج إلى مزيد من المشاورات، وعلى الأرجح أن الأمر سيتم مناقشته أواسط الشهر القادم في واشطن بين أوباما وأردوغان، بعدما حمل جون كيري إلى واشنطن بعد زيارته مؤخراً لأنقرة، استعداداً تركياً أولياً للمساهمة في هذه القمة، التي قيل مؤخراً إنها قد تعقد في واشنطن بدلاً من العاصمة الأردنية.
وبالتوازي مع هذا الجهد السياسي، عاد الحديث من جديد عن الخطة الإسرائيلية المعروفة بالسلام الاقتصادي، هذه المرة تحمل الولايات المتحدة هذا العنوان كأسلوب جوهري لتفعيل الجهد السياسي، ويمكن فهم الحصار المالي الذي قامت به عدة أطراف على دولة فلسطين مؤخراً، كشكلٍ من أشكال الضغوط للترحيب بمثل هذا "السلام"، الذي يبدو وكأنه إنقاذ لدولة فلسطين من الانهيار، وخشبة الخلاص من الوضع المالي المتأزم الذي شاركت في صناعته إسرائيل والولايات المتحدة، هذه الأخيرة هبّت أخيراً لإنقاذ دولة فلسطين بعدما عملت مع إسرائيل على وصول دولة فلسطين إلى حافة الانهيار الاقتصادي الذي إذا ما استمر، فإنه سيقضي على هذه الدولة العتيدة التي لا تزال بحاجة الى مقومات أساسية كي تصبح دولة ذات سيادة.
يعود الجهد الأميركي الاقتصادي على المسار الفلسطيني إلى وثيقة فلسطينية سابقة بعنوان "المبادرة للبنى التحتية الوطنية" والتي وصفتها حكومة فياض باعتبارها مدخلاً للحل السياسي والاستقلال السياسي وليست بديلاً عنه، وهي الوثيقة ـ المبادرة التي رفضها نتنياهو في حينه، عندما وضع المزيد من العوائق أمامها حين رفض الانسحاب من المنطقة "ج" ونقلها إلى سيطرة السلطة الفلسطينية في ذلك الوقت، كما رفض إقامة مشروع سياحي كبير شمال البحر الميت، وكذلك رفضه لتفعيل حقل الغاز على شواطئ غزة أو حتى إقامة مطار فلسطيني، غير أنه قد يعيد نتنياهو حساباته، في اطار الجهد الأميركي، إذا ما تبين له، أن السلام الاقتصادي سيشكل بديلاً دائماً لعملية تفاوضية حقيقية، وتغطية مقنعة، لاستمرار مثل هذه العملية بشكل مستمر وعلى الدوام بدون أن تحقق أي تقدم ملموس.
ينطوي "السلام الاقتصادي" بالنكهة الأميركية على أن تقوم شركات أميركية كبرى برعاية المشروع، تستثمر في البنى التحتية والاقتصادية في مناطق حساسة على أراضي دولة فلسطين، وبرعاية من اللجنة الرباعية الدولية، أو على الأقل رئيسها توني بلير الذي لا يظهر اسمه إلاّ في مجال الكوارث الفلسطينية. من بين الشركات الأميركية الكبرى التي ستسهم في هذا المشروع، شركة كوكا كولا، التي يقال إنها تجنّدت لرعاية "السلام الاقتصادي" وربما تحت شعار "افتح تربح"!!
ويغيب عن أصحاب الحل الاقتصادي، الإسرائيلي ثم الأميركي، أن العوائق التي قامت بها وتقوم إسرائيل، في المجال الاقتصادي والمالي، ليست مجرد صعوبات يمكن أن تحل من خلال "تسهيلات" بل هي استحقاقات فلسطينية بالدرجة الأولى، ويجب أن تضغط أي قوة تهدف إلى إحياء العملية التفاوضية على إلزام إسرائيل بتنفيذ هذه الاستحقاقات بمنأى عن أي حل آخر، بما فيه "السلام الاقتصادي"، ذلك أن هذا الحل لا يشكل بديلاً بأي حال من الأحوال عن الاستقلال الناجز والتحرر الكامل من ربقة الاحتلال!
صراع أردني إسرائيلي في واشنطن
بقلم: حمادة فراعنة – الايام
ليس صدفة ما صرح به العميد إيتي بارون، رئيس قسم الأبحاث لدى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "أمان" عن النظام السوري قوله "إن النظام استعمل سلاحاً كيميائياً قاتلاً"، وسواء استند ضابط الاستخبارات الإسرائيلي إلى معلومات مؤكدة أو تخمينات لا تستند إلى وقائع حسية، فالتصريح له مدلول سياسي ودوافع سياسية، غير بريئة، تستهدف استكمال حلقات الهدف الإسرائيلي وهو الدفع باتجاه التدخل الأميركي الأوروبي المباشر كما حصل في تجربتي العراق وليبيا، بإسقاط نظاميهما بالعمل العسكري من قبل واشنطن وحلف الناتو.
تصريحات إيتي بارون، فعلت فعلها لدى واشنطن، وإن لم تأخذها بالمصداقية السهلة ولكنها فرضت نفسها، ودفعت الرئيس أوباما كي يأخذها باهتمام حينما قال بحضور العاهل الأردني "كنت واضحاً جداً خلال إجتماعاتي سواء العلنية أو الخاصة بأن أي استخدام للأسلحة الكيماوية، معناه خرق للخطوط الحمراء، الأمر الذي سيغير من حساباتي، ومن كيفية تعامل الولايات المتحدة مع هذا الأمر"، وقال "إن الاستخدام المحتمل لأسلحة الدمار الشامل ضد المدنيين يخرق الأعراف والقوانين الدولية وهذا سيغير قواعد اللعبة، وعلينا التصرف بعقلانية وإجراء التقييمات بحذر".
لذلك سعت إسرائيل، وتعمل وتتمنى تحقيق غرضين:
أولهما: تورط دمشق باستعمال الأسلحة الكيماوية وهو أمر أعلنت دمشق عدم حصوله، وشككت بمصداقيته ونفته لعلمها بمدى خطورته وتبعاته.
وثانيهما: دفع واشنطن نحو اتخاذ إجراءات وأعمال تتجاوز التعاطف أو التأييد أو إسناد المعارضة السورية المسلحة معنوياً ومالياً وسياسياً، بل العمل نحو فعل عسكري مباشر كما حصل في كل من العراق وليبيا ومن قبلهما في أفغانستان.
تصريحات الضابط الإسرائيلي لم تكن بريئة لا من حيث المضمون ولا من حيث التوقيت، فقد تعارضت مع السياسات الأردنية المعلنة ومع أهداف وتصريحات الملك عبد الله في زيارته لواشنطن حول "ضرورة التوصل إلى حل سياسي انتقالي شامل، يضمن المحافظة على وحدة سورية أرضاً وشعباً ويضع حداً للتطرف وإراقة الدماء"، وهي سياسة تُحبط أهداف إسرائيل ومراميها الإستراتيجية في جعل البلدان العربية ممزقة وعاجزة عن ممارسة أي دور في مواجهة السياسة التوسعية الإسرائيلية، خاصة وأن إسرائيل لا تزال تحتل أراضي الجولان السورية، وترفض الاستجابة لحقوق الشعب الفلسطيني والانسحاب من الأراضي المحتلة.
توقيت التصريح الإسرائيلي تم قبل لقاء القمة الأميركي الأردني، بهدف واضح وهو التشويش على القمة والتأثير على نتائجها، وقبل ذلك، التشويش على السياسة المنهجية الأردنية التي تستهدف التركيز على صانعي القرار الأميركي الذين لا يملكون بعد سياسة واضحة نحو التعامل مع سورية، وعدم وجود تصور لدى الجانب الأميركي حول الوسائل الممكنة لإنهاء الأزمة، فعلى الرغم من رغبة القطاع الأوسع من المسؤولين الأميركيين لرحيل نظام الرئيس بشار الأسد، ولكنهم متخوفون في أن يكون البديل هو التطرف والأصولية وعدم الاستقرار وانعكاس ذلك على مجمل الوضع في المنطقة.
فقد ثبت بالملموس أن طريق إسقاط نظام دمشق عبر المعارضة المسلحة، ليس واقعياً، فقد فشلت المعارضة السورية في إسقاط النظام بعد أكثر من سنتين، مثلما فشل النظام في إنهاء المعارضة المسلحة وتصفيتها، وكلاهما ما زال يملك زمام المبادرة في الرد على الآخر، وسورية وشعبها ومؤسساتها يدفعون الثمن، ووحده الموقف الأردني الواقعي والمتزن ثبت صحته وصواب خياراته وهو هدف زيارة الملك عبد الله لواشنطن وقالها بوضوح وصراحة "إن القضية الأساسية التي سنبحثها هنا في واشنطن هي الأزمة السورية وتحدياتها" معتبراً "أن تفتت المجتمع السوري المتزايد بفعل الأزمة، أصبح أمراً ينذر بالخطر بشكل أكبر يوماً بعد يوم".
السياسة الأردنية، حول سورية، لا تعجب إسرائيل، وتتعارض مع مصالحها، وتتناقض مع توجهاتها، ولذلك لم يكن اللوبي الصهيوني اليهودي في واشنطن مرتاحاً من هدف الزيارة الأردنية وتوقيتها، ولكنه لا يملك أوراقاً لإعاقتها، فجاء التصريح الإسرائيلي حول استعمال الأسلحة الكيماوية من قبل دمشق بمثابة غطاء دخاني لتمرير الأهداف الإسرائيلية وتشويه الصورة ووضع عقبات أمام التوصل إلى قرارات، وضد التحرك والسياسة الأردنية التي قادها رأس الدولة الأردنية الملك عبد الله وقدمها بوضوح خلال إقامته التي امتدت أسبوعاً كاملاً التقى خلالها بأدوات صنع القرار في واشنطن والتي يمكن تلخيصها بما يلي:
أولاً: عدم التدخل العسكري الأميركي في سورية.
ثانياً: لن تكون هناك قوات أردنية في سورية مهما كانت الظروف والمستجدات.
ثالثاً: ضرورة التفاهم الدولي وخاصة بين واشنطن وموسكو وخلاف ذلك لن يتحقق نجاح التوصل إلى حل.
الدبلوماسية الأردنية في علاقاتها بواشنطن تستهدف توظيف العلاقات الأردنية الأميركية باتجاه دفع العاصمة الأميركية نحو سياسة واقعية في تعاملها مع الحدث السوري، مستفيدة من فشل السياسة الأميركية في تعاملها المماثل مع أفغانستان والعراق وليبيا، على الرغم من نجاحها في إسقاط أنظمتها بالوسائل العسكرية، ولكنها أخفقت في الإسهام الإيجابي في توفير البديل الديمقراطي التعددي الذي يحتكم حقاً إلى نتائج صناديق الاقتراع على قاعدة تداول السلطة، فالهدم تم بسهولة، ولكن إعادة البناء يصطدم بالصعوبات المتراكمة حتى في وجه السياسة الأميركية ومصالحها، كما أن ذرائع التدخل الأميركي في الحالة العراقية ثبت عدم صحتها وأن المعلومات الاستخبارية التي استعملت ضد نظام الرئيس الراحل صدام حسين، لم تكن صحيحة وثبت عدم مصداقيتها وهذا ما قاله علناً جورج تينت مدير المخابرات المركزية الأميركية، ولكن بعد فوات الأوان وبعد الاحتلال الأميركي لبغداد، وبعد أن ترك تينت وظيفته، وأنها كانت معلومات تضليلية هدفها الدفع باتجاه اتخاذ قرار أميركي للتدخل العسكري في العراق كما تحاول إسرائيل أن تفعل اليوم نحو سورية.
إسرائيل تحرّض لإحراق المنطقة ..!
بقلم : أكرم عطا الله – الايام
لو كانت إدارة بوش هي من يقود البيت الأبيض لاحترق الشرق الأوسط، بعد كل هذا التحريض الإسرائيلي الفج على دفع الولايات المتحدة لتحريك أساطيلها تجاه سورية وإيران وربما في الطريق مناطق أخرى مثل الجنوب اللبناني كما تتمنى وتريد بل وتعمل جاهدة كل مواقع صنع القرار في تل أبيب.
أو لو أن إدارة أوباما استفادت من حروب بوش العبثية ونتائجها الكارثية فأصبحت أكثر رصانة حين يتعلق الأمر بحركة قواتها المسلحة فلم تعد يدها على الزناد كما السابق بل ان ما شهدته مرحلة أوباما هو سحب للقوات الأميركية من العراق وأفغانستان، لا شك أن الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالولايات المتحدة أثرت كثيراً على التوجهات الأميركية، لكن تجربتها المريرة في حربي الشرق كانت لا بد وأن تعلق في الذاكرة الأميركية حين اتخاذ قرار الحرب.
القرار الأميركي يشهد نوعاً من التهدئات مقابل التصعيد الإسرائيلي، وتبدو إسرائيل مثل الذي يصب زيتاً على النار المحترقة أصلاً في سورية ومرشحة للتوسع في المنطقة بعد إثارة النعرة الطائفية في هذه الحرب، فقد بدأت نذر الصراع الطائفي تطل برأسها بعد نجاح الدول الداعمة للصراع في سورية بإبرازه على أنه صراع بين السنة والشيعة وخاصة بعد دخول قوات "حزب الله" على خط المواجهة في دمشق، وإن كان دخوله دعماً وخوفاً من سقوط ما يصفها عاصمة المقاومة، وليس لأسباب طائفية لكن الإعلام الذي لم يشفع التاريخ المجيد لـ"حزب الله" لديه لم يتوان عن استغلالها بشكل بشع لتشويه صورة الحزب وتقزيمه من منظمة استطاعت أن تواجه أعتى قوة في الشرق الأوسط إلى منظمة طائفية صغيرة وهذه خدمة لم يحلم بها أشد المتطرفين تجاه "حزب الله" في إسرائيل.
وحين يتم الترويج للبعد الطائفي للحرب في سورية هذا يعني دخول المنطقة في محرقة جديدة ستمتد لسنوات وستقضي على كل محاولات المجتمعات العربية في الاستقرار والتقدم نحو دولة المواطنة، وأن استعارها بهذا الشكل يعني اللعب على وتر هو الأخطر في المنطقة والذي لا بد وأن ينتهي بتفتيت كثير من الدول العربية التي تضم شيعة وسنة وأولها لبنان ما يعني عزل "حزب الله" وإضعافه وهو الذي يشكل أزمة كبيرة للأمن الإسرائيلي بناء على المعلومات التي نشرها موقع "تيك دبكا" الاستخباري بأن الحزب قد جهز خمسة ألوية لاجتياح الجليل وأصبح ذلك منذ ثلاث سنوات الهاجس الأبرز لأمن إسرائيل وخاصة أن ما نشر يشير إلى قدرات تلك الألوية باعتبارها مدربة بمستوى تدريب أفضل القوات الخاصة في العالم أي القوات الخاصة البريطانية والأميركية.
هذه الألوية الخمسة ربما هي التي تكبل يد إسرائيل من الذهاب نحو مغامرة تجاه إيران، حيث تشكل هذه القوة التي وضع الحرس الثوري الإيراني ثقله فيها كما تقول التقارير الإسرائيلية عنصراً رادعاً لإسرائيل التي تعرف أنها لو قامت بضرب إيران لربما أن طهران وبسبب المسافة ستجد صعوبة في الرد الفوري، لكن هذه القوة التي تتواجد تحت الجدار الشمالي سترد بقوة تصل إلى السيطرة على الجليل كما وصفها تقرير "تيك دبكا" تجعل إسرائيل تتراجع إلى الخلف وتسعى لتحريض الولايات المتحدة لضرب إيران.
غياب الملف الإيراني عن الدعاية الانتخابية في إسرائيل في بداية العام يشير إلى محدودية القوة التي تمتلكها، فبعد قياس مستوى النار في الدولة العبرية لا يستطيع أي حزب أو حكومة التعهد للمواطن في إسرائيل بضرب إيران أو وقف برنامجها النووي، لهذا تجاهلها الجميع بمن فيهم نتنياهو الذي اعتبر وقف المشروع النووي الإيراني مشروع حياته. ولو كان لدى إسرائيل ما يكفي من القوة لمهاجمة إيران دون خسارة لفعلت ذلك منذ زمن كما المشروعين العراقي "تموز 81" والسوري "دير الزور 2006".
لذلك فإن ما يصدر عن إسرائيل من جعجعة عن الحرب وخصوصاً على الجبهة الشرقية من إيران أو حتى الدخول على الأزمة السورية لا يعتبر قياساً بالقدرات الإسرائيلية أكثر من تحريض للولايات المتحدة على شن الحرب، هذا التحريض الذي أخذ شكلاً محرجاً للولايات المتحدة في الأيام الأخيرة.
فقد أعلنت الولايات المتحدة موقفها من الأزمتين. السورية والإيرانية محددة خطوطها الحمراء ففي الأولى يتمثل هذا الخط باستعمال السلاح الكيماوي وفي الثانية بالوصول إلى ما قبل صنع القنبلة الذرية.
التصريحات الإسرائيلية تجاه المسألتين أحدثت صدمة في الخارجية الأميركية كما يقول الصحافي الإسرائيلي أليكس فيشمان في "هآرتس" حين سمعوا في واشنطن ما قاله العميد ايتي يارون رئيس قسم البحث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأنه تم اجتياز الخط الأحمر في سورية في مجال الحرب الكيماوية باستعمال غاز السارين وهكذا فإنهم يقولون للولايات المتحدة "هيا أرونا ما أنتم فاعلون".
التصريح الثاني والأهم ما صدر عن رئيس معهد بحوث الأمن القومي ورئيس الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يادلين بأن "الإيرانيين يستطيعون الوصول إلى القنبلة الذرية في الصيف القريب" وجاء ذلك بعد شهادة رئيس الاستخبارات القومية الأميركية جيمس فليبر الأسبوع الماضي في مجلس النواب بأن "الزعيم الإيراني لم يستقر رأيه بعد على بناء سلاح ذري".
التقديرات لدى المحللين في إسرائيل أن تل أبيب قصدت الحديث عن تجاوز الخط الأحمر في سورية لاختبار فعل الولايات المتحدة ولقياس ذلك على الوعد الأميركي بالتدخل في المسألة الإيرانية، فإذا ما أوفت الدولة الكبرى بتعهدها في الملف السوري هذا يعني أن تطمئن إسرائيل للمعالجة الأميركية في الملف الإيراني. هذا سبب كل الصراخ الذي يصدر عن تل أبيب ...طبول حرب تقرع وترسم في الأفق نذر الحريق ولكن إدارة أوباما لا تستعجل الحروب فدرس التاريخ ماثل ..أفغانستان ..والعراق، وإسرائيل تعرف حدود قوتها ومن الصعب التصور أن تغامر بالذهاب وحدها.
ربيع "سامر العيساوي" يزهر
بقلم: ريما كتانة نزال – الايام
بعد اعتقال استمر سنة ونصفا سيخرج سامر العيساوي، مسجلا انتصار جحافله على جحافل الاحتلال، ومؤكدا تفوق ترسانة اللحم والعظم على الترسانة المدججة بأدوات الحرب الجهنمية. لقد سجل سامر نهاية مشرفة لمعركة دامت أكثر من تسعة أشهر، داوم فيها العظم على قصف خصمه بكتل الإرادة المتعاظم حجمها على حساب ذوبان الجسد وهشاشة العظم.
سيسجل التاريخ صفحة مشرقة في تاريخ النضال الفلسطيني، وسيدوّن سابقة مشرِّفة ستشكل قدوة لأمثاله الذين يعانون من الظلم والاضطهاد. وسيسجل مجريات منازلة غير متكافئة أرغمت السجان على رفع الاحتلال للراية البيضاء وفك القيود، مسجلا دروسا وعبراً ذات مغازٍ عميقة، ورموزا للقراءة والتحليل التي تسلط الضوء على تجربة زاخرة بالمعاني والمواقف التي لا بد من التوقف مليّا أمامها.
لقد خاض العيساوي بمسؤولية تفاصيل معركة كبيرة دون أن يزوغ بصره عن هدفه الأساس، حريصا على عدم الإتيان بما يمكن أن ينعكس سلبا على قضية الأسرى، في ظل اختلال موازين القوى من جهة، وعدم تكافؤ شروط ومقومات التفاوض من جهة ثانية. كان العيساوي يقظا وفطنا لعدم تمكين الاحتلال من استغفاله أو خداعه، من خلال خبرته الخاصة بالاحتلال، ومن خلال التجربة الفلسطينية الزاخرة بأشكال المراوغة والتنصل من الاتفاقات والعهود.
سيسجل التاريخ مجريات عملية التفاوض التي أدارها سامر بقوة وثبات، وذلك أمام فريق المفاوضين المشكَّل من أجهزة المخابرات والخبراء النفسيين. لم يسمح خلال عملية التفاوض التي دامت شهرا كاملا، لجسمه المتآكل أن يلحق التآكل على ثبات مواقفه ومنطلقاته. رفض كل العروض والاغراءات الزائفة التي تنزل بسقوف مطالبته بعودته إلى البلد والديار، وتمسّك باستراتيجيته الرافضة للإبعاد جملة وتفصيلا، دون تفريق بين إبعاد وآخر، مؤقت أو دائم، على أيّة بقعة من التراب الوطني أو دولة خارجية، متمسكا ببلدته ومسقط رأسه.
لقد كسر قواعد الاحتلال ورفض كل عروض الابعاد عن القدس، لم يكن سامر ليوافق على أن يكون جسرا لتمرير سياسة الاحتلال الذي يعمل، ليلَ نهار، على تصفية الوجود الفلسطيني في القدس، ووجد فيها توطئة لسحب هويته ضمن سياسة شاملة، اقتصادية ومالية واجتماعية، تستهدف إجبار السكان على خيارات الهجرة الطوعية من القدس لتنقيتها تدريجيا من "الأغيار"، ولم يوافق على أن يكرس إضرابه التوجه الاسرائيلي في إنزال عقوبة الإبعاد بحق الناشطين السياسيين عن القدس.
لقد كسر سامر "قواعد الإبعاد الاسرائيلي إلى قطاع غزة، ورفض أن يساهم في تشريع سياسة الاحتلال بتحويل غزة إلى منفى الفلسطينيين، بما تحمله فكرة الإبعاد إلى غزة من مقاصد اسرائيلية مشبوهة تتجه إلى تكريس فصلها الجغرافي عن فلسطينيتها، وتوجهه إلى تحويل القطاع إلى خيار بديل للخيارات التي اتبعها الاحتلال سابقا، المتمثلة في نفي المناضلين إلى الأردن ولبنان وأوروبا. وهكذا، سجل رفض سامر الإبعاد إلى غزة خروجا عن القاعدة الاحتلالية في تحويل القطاع إلى منفى آخر.
بعد تسعة أشهر من الاضراب؛ رفع الجلاد الراية البيضاء في صراع الإرادات، وسيتحرر سامر في الثالث والعشرين من كانون الأول القادم رافعا رأسه محققا لشعبه نصرا ملهما وموحيا بآفاق محاربة الكف العاري للمخرز. لقد أفشل حكمهم في استكمال مدة حكمه البالغة عشرين عاما قضى منها عشر سنوات، وأحبط رغبتهم بأن يخرج في العام الثالث والثلاثين بعد الألفية الثانية.
سيعود البطل إلى بلدته الوفية رافعا رأسه مواصلاً نضاله. ومنذ القرار وحتى موعد الإفراج، سيواصل العيساوي حياته التي يحب ويحترم، على عكس ما اعتقده أحد المفتين الذي أفتى بأن الإضراب عن الطعام حرام، والتي سيكون لها انعكاسات سلبية وضارة لو قُدر لها التفاعل والتداول. فالشاب أضرب كرها بالموت وحبا في الحياة، بادئا في بلّ عروقه الجافة وتثبيت مفاصله، لإعادة بناء توحيد الجسد الذي سخر نفسه لخدمة صاحبه.
القضية بحاجة الى حلول وليس مجرد اجتماعات..!!
بقلم: حديث القدس – القدس
في بدء ولايته الثانية زار الرئيس اوباما فلسطين والاردن واسرائيل، مؤكداً أهمية تحقيق السلام وضرورته و«الاستماع» الى مواقف الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني قبل بلورة اقتراحات او أفكار جديدة، ثم أوفد وزير خارجيته جون كيري ليقوم بجولات مكوكية في المنطقة، في هذا السياق.
ومن الواضح ان الأوضاع العامة في المنطقة، ولا سيما الحالة السورية خاصة بعد الاحاديث عن استخدام أسلحة كيماوية في الحرب هناك، تسيطر الى حد كبير على أجندات السياسة الدولية والاميركية بصورة خاصة، والبحث عن سبل لمواجهة التحديات في سوريا، سواء بالتدخل العسكري او إقامة مناطق حظر طيران او تزويد أقسام من المعارضة بالأسلحة.. وتداعيات كل ذلك، ويجب الا ننسى ايضاً الموضوع الايراني والتركيز الاسرائيلي عليه وصفقة الأسلحة المتطورة الضخمة التي قدمتها اميركا لاسرائيل لتساعد في أية هجمات محتملة ضد المنشآت النووية الايرانية، كما ان الاوضاع غير المستقرة في مصر والعراق تستأثر باهتمام دولي خاص.
وسط هذه الدوامة من الاحداث والتطورات تظل القضية الفلسطينية مركز توتر استراتيجي ومصدر عنف وتطرف بلا حدود، فاذا كانت التطورات المحيطة تؤثر بنا فإن قضيتنا في المستقبل وكما كانت في الماضي، ستؤثر بقوة في المنطقة كلها اذا لم تجد حلاً عادلاً ومقبولاً.
هذا الحل العادل يتطلب شيئاً اكبر من مجرد اجتماعات ولقاءات وابتسامات أمام الكاميرات كما حدث في السابق حين عقدت قمة انا بوليس عام ٢٠٠٧ بحضور الرئيس بوش، والقمة التي رعاها الرئيس اوباما نفسه بحضور الرئيس ابو مازن والملك عبدالله الثاني والرئيس السابق حسني مبارك ورئيس وزراء اسرائيل نتانياهو وذلك في ايلول ٢٠١٠.
ان تلك اللقاءات لم تسفر عن شيء واستمرت الممارسات الاسرائيلية على أوسع نطاق من الاستيطان ومصادرة الأرض وتهويد القدس وتغيير طابعها وتهجير أبنائها والتنكر الدائم لكل الحقوق الوطنية الفلسطينية حتى وصلنا الى ما نحن فيه اليوم.
والمطلوب تحرك جديد وسريع لأن اسرائيل تواصل مخططاتها التي تقضي على احتمالات أية حلول سلمية ولا تعير اي اهتمام لكل التنديدات وبيانات الاستنكار والادانة، ونأمل ان يتوصل الوفد الوزاري العربي الذي يزور واشنطن لبحث ما أسموه «تطوير» مبادرة السلام العربية، الى انجاز حقيقي ولو لمرة واحدة في تاريخ الجامعة العربية، يساهم في التقدم نحو تحقيق السلام خاصة وان الدول العربية تمتلك من الامكانات المتعددة ما يؤهلها للضغط والتأثير متى توفرت لها الارادة السياسية والقرار المستقل.
لا بد من التأكيد اخيراً، على ان اية وعود بالدعم الاقتصادي وتخفيف معاناة المواطنين لن تكون رغم ضرورتها، بديلاً للمواقف السياسية الحادة التي تؤدي الى الحل.
أسرانا: رُمُوزٌ لِحَدِّ القُدُسِيًّةِ
بقلم: عزيز العصا – القدس
لكل شعب رموزه التي بها يتغنى، وبها يعتز، وبها يرفع رأسه بين أمم الأرض وشعوبها. أما نحن في فلسطين؛ فإن رموزنا متعددة العناوين والأسماء والمهمات، وذلك لطبيعة التعقيدات التي تحيط بقضيتنا، من حيث الاحتلال-الإحلالي الذي استهدف وجودنا وهويتنا الملتصقة بهذه الأرض منذ آلاف السنين. وعليه؛ فإن كل من تمتع بمكانة رمزية في نفوس أبناء شعبنا وأمتنا وعقولهم، يكون قد قدم ما يعجز الإنسان العادي عن تقديمه (في مواجهة الاحتلال وإفرازاته) من قبيل التضحيات الجسام المشبعة بالبطولة، والفداء، ونكران الذات.
يتربع على رأس تلك الرموز الأكرم منا جميعاً؛ شهداؤنا الأبرار، وعنوانهم القادة الشهداء، الذين جادوا بالأنفس والأرواح دفاعاً عنا؛ وأناروا الدرب للأجيال القادمة على طريق الحرية والحياة الأفضل.
يلي هؤلاء مشاريع الشهادة؛ أسرانا الذين استبسلوا في الذود عن حق شعبهم في الحياة الحرة الكريمة على أرض الآباء والأجداد، فضحوا بحريتهم، وحُرموا من متعة الحياة الأسرية الهانئة-الوادعة عندما واجهوا الاحتلال ولم يقبلوا بالضيم لأبناء شعبهم، إلى أن انتهى بهم الأمر أسرى خلف القضبان.
قد يقول قائل: إنه من الواجب على كلٍ منا أن يذكر هؤلاء الأسرى، ويتذكرهم. ولكننا نرى أن الأمر يتخطى الواجب بكثير حتى يصل إلى مستوى من القدسية؛ بتبني قضايا الأسرى، ودعمها، والتفاني في الدفاع عنها من قِبَلِ كلِّ حرٍ شريف يؤمن بحق الشعب الفلسطيني في العيش على أرضه التي ورثها كابراً عن كابرٍ.
ومصدر هذه القدسية؛ أن الأسرى الفلسطينيين يقفون على تخوم الوطن؛ في مواجهة مباشرة مع الاحتلال، الذي لا يُعْتَبَرُ الصراع معه صراعا تقليديا بين طرفين يدافع كل منهما عن حدود وجغرافيا واضحة المعالم، بل هو صراع على نفس الأرض؛ أي على الوجود، والهوية، والكرامة الوطنية.
ويشترك في هذه القدسية أكثر من (800,000) مواطن، يشكلون خُمس الشعب الفلسطيني الصابر المرابط على أرض فلسطين التاريخية، الذين عانوا من الأسر وعذاباته منذ العام 1967م حتى تاريخه. وهم من مختلف الأعمار؛ بدءاً بالجنين الذي اعتُقِلَ في أحشاء أمه؛ فرأى النور بين جدران الزنازين المظلمة، وانتهاءً بالشيخ الهرم الذي اعتقل مع عكازته.. ومنهم الأمي الثائر؛ الذي حرمه الاحتلال، والفقر، والفاقة من فرصة التعلم.. ومنهم العالِم الثائر الذي كرَّس عِلمَه وعقله وقلمه في الدفاع عن شعبه.
بعيداً عن الأرقام والأعداد، وبدراسة معمقة لموضوع الأسرى الفلسطينيين تجد أنهم يختلفون عن الأسرى على مستوى العالم؛ بقدرتهم الفائقة على مواجهة السجان، في أجواء من الإجماع، الشعبي والرسمي، والدعم والإسناد الذي يجعلهم يتمتعون بإرادة صلبة تجعل السجان يدور حول نفسه، بلا هادٍ ولا دليل. وخير دليلٍ على ذلك ما أنجزه، أخيراً، الأسير سامر العيساوي الذي حطم القيد بخوضه معركة مع المحتل مستخدماً سلاحاً لم يستطع الاحتلال مواجهته، ألا وهو الأمعاء الخاوية لمدة تجاوزت تسعة أشهر.
لذلك؛ لا بد من جعل قضايا الأسرى تحظى بالأولوية في برامجنا التربوية، والتثقيفية، والتعليمية، والسياسية، والوطنية. وأن نرضعها لأطفالنا، مع حليب اللبا، أن هناك من أبناء شعبهم أبطالٌ رسموا لهم خارطة طريق نحو وطن حر كريم، كما أضاءوا (بتضحياتها الجسام) دروب الحرية والكرامة على وطن الآباء والأجداد.
لأحد ... وكل يوم أحد ...أبعاد السيطرة الاسرائيلية على قطاع الخدمات بالقدسوالمتغيرات الاجتماعية... ودور السلطة الفلسطينية وعرب الداخل
بقلم: المحامي زياد أبو زيّاد - القدس
كثيرا ً ما نتحدث عن تهويد القدس أو تغيير معالمها للتحذير من مغبة الاستمرار في ذلك وآثاره المدمرة على فرص التسوية السياسية للصراع ، أو نتحدث عما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات واعتداءات للتحذير من " غضبة " ٍ اسلامية وعربية إذا ما تم المساس به. ويتابع المرء هذه التحذيرات ويتساءل عن الهدف من ورائها وعما إذا كنا قد أعددنا الخطوات العملية لافشالها، أم أن البعض اعتاد على تسجيل المواقف ليبريء ذمته أمام الله والتاريخ من قبيل القول " اللهم فاشهد ...لقد حذرت ! " .
ويشعر المرء بالغصة وهو يرى أن هذه التحذيرات قد تحولت إلى اسطوانة مشروخة مل ّ المرء سماعها والانتظار لشيء حقيقي عملي يأتي بعدها . ولا غرابة أن الأخوة في غزة وبالرموت كونترول يشاركون هم أيضا في جوقة التحذيرات وبفعالية كاملة.
وفي حين تستمر جوقة التحذير والوعيد ترتفع وتيرة الحديث عن نوايا إسرائيل لتقسيم المسجد الأقصى على غرار ما فعلته في الحرم الأبراهيمي بالخليل لدرجة أن المراقب بات يخشى من أن استمرار الحديث عن نوايا اليهود لتقسيم الأقصى قد يؤدي إلى تهيئة الرأي العام الفلسطيني والعربي إلى قبول هذا الأمر لأن كثرة الحديث عنه تجعله أمرا طبيعيا ً لا غرابة أو مفاجأة فيه.
فالحديث عن تهويد القدس وتغيير معالمها والتحذير من نوايا تقسيم المسجد الأقصى يبقى مجرد حديث لا جدوى منه إن لم يُرافقه فعل ٌ للتصدي لذلك ومنع حدوثه.
وإذا كان البعض يرى في استمرار التغيير الجغرافي ( الطبوغرافي ) للقدس من خلال تغيير معالمها وتقطيع أوصالها وعزل أحيائها وحاراتها عن بعضها البعض بواسطة البؤر الاستيطانية داخل الأحياء العربية وإقامة الأحياء اليهودية ، فإن عملية التغيير السكاني ( الديموغرافي ) في المدنية لا تقل خطورة عن التغيير الجغرافي بل وربما كانت أخطر منه.
والتغيير السكاني الذي أتحدث عنه لا يقتصر على ما يسميه البعض بالتطهير العرقي متمثلا ً في سحب الهويات والترحيل القسري للمواطنين العرب في القدس وإنما يقوم بشكل أساسي على السيطرة على المؤسسات وقطاعات الخدمات وإحداث التغييرات الاجتماعية داخل المجتمع العربي في المدينة وعزله عن امتداده نحو المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية وتوجيهه إلى الداخل.
ولاعطاء صورة أوضح لما يجري في القدس فإنني أورد بعض الأمثلة من قبيل المثال لا الحصر.
القطاع الصحي:
لقد طبقت اسرائيل في القدس العربية سياسة التأمين الصحي الالزامي ونتيجة لهذه السياسة فقد أصبحت الغالبية الساحقة من سكان المدينة مشمولين بالتأمين الصحي مما أفقد الأطباء العاملين في عياداتهم الخاصة فرص العمل وأثر على دخلهم بشكل جوهري مما اضطرهم إلى ترك عياداتهم والتوجه للعمل في صناديق المرضى الاسرائيلية المناط بها تطبيق التأمين الصحي الأسرائيلي مثل كوبات حوليم كلاليت ومكابي والمؤحيدت ، وتمكنت هذه الصناديق من استقطاب العديد من خيرة الأطباء في الضفة للعمل لديها .
ولتسهيل مهمة صناديق المرضى في القدس العربية فقد طبقت هذه الصناديق سياسة العمل تحت أسماء عربية وضعت إلى جانب الأسماء العبرية لهذه الصناديق . ويستطيع المراقب أن يقول بشكل جازم أن اسرائيل تسيطر الآن على القطاع الصحي بالقدس العربية بشكل شامل لا يشذ عنه إلا من لا يملكون التأمين الصحي كأبناء الضفة الذين يعيشون بالقدس بدون تصاريح أو هوية زرقاء وهم يُقدرون ببضعة آلاف ، أو الذين مُنع عنهم التأمين الصحي لعدم تمكنهم من إثبات أنهم يقيمون في القدس بشكل دائم ويدفعون التأمين الصحي.
ويدعي العديد من المسؤولين والمراقبين الاسرائيليين بأن غالبية سكان القدس العرب يُفضلون البقاء تحت الحكم الأسرائيلي لعدم رغبتهم بالتخلي عن التأمين الصحي الذي تُقدمه لهم إسرائيل ، ويعززون هذا الأدعاء بالقول بأن العرب في القدس يحصلون على مساعدات مادية من مؤسسة التأمين الوطني الاسرائيلية كمخصصات الأطفال والبطالة والشيخوخة وأنهم يُفضلون البقاء في ظل إسرائيل وعدم التنازل عن هذه الاعانات. ومع أن هناك الكثيرين من أبناء القدس الذين يدحضون هذه الادعاءات الاسرائيلية ويؤكدون ارتباطهم المصيري بشعبهم وقضيتهم إلا أن علينا أن نتبه لما يجري في هذا المجال وأن نأخذ ذلك بأقصى قدر ٍ من الجدية ونحن نتابع ما يجري بالقدس ونفكر في احتمالات المستقبل.
ولا بد من التنويه في هذا الصدد بأن ما تجنيه إسرائيل من أبناء القدس العرب من ضرائب مختلفة وغرامات يفوق كثيرا ً جدا ً ما تقدمه لهم وبالتالي فلا أساس للادعاء بأنها تقدم لهم التأمين الصحي أو إعانات التأمين الوطني مجانا ً فهذا هو جزء يسيرٌ جدا ً مما تقوم بتحصيله منهم.
قطاع التعليم :
لقد كان قطاع التعليم أول ساحات المواجهة بيننا وبين الجانب الأسرائيلي حين حاولت إسرائيل تطبيق المناهج الاسرائيلية على مدينة القدس ، فقمنا باستغلال كل رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والثانوية الخاصة وتحويلها جميعها إلى مدارس تُدرس المنهاج الأردني وقام المواطنون بسحب أبنائهم من المدارس الحكومية التي سيطرت عليها بلدية القدس آنذاك لدرجة أن تم تفريغ هذه المدارس من الطلاب العرب وبلغ عدد طلاب الكلية الرشيدية مثلا ً ستة عشر طالبا ً فقط مما اضطر البلدية الاسرائيلية إلى التراجع والسماح بتدريس المناهج الأردنية كما كان الحال قبل الاحتلال مع إضافة مادة واحدة عن المدنيات الاسرائيلية.
ولقد ظل الوضع على هذا الحال بضع عشرات من السنين ولكن إسرائيل لم تُسلّم به وبدأت تطبق في السنوات العشر الأخيرة سياسة تدريجية لتقديم الدعم المالي للمدارس الأهلية إلى أن أصبحت هذه المدارس تعتمد اليوم وبشكل كامل على المساعدات المادية التي تُقدمها لها البلدية الأسرائيلية وأصبحت البلدية ومن ورائها الأجهزة الاسرائيلية المختلفة تتدخل بشكل جوهري في هذه المدارس وتتحكم فيها كما تشاء. وكانت النتيجة هي أن اسرائيل تتحكم مباشرة في جميع المدارس التابعة للبلدية ، وتتحكم بواسطة المساعدات المادية في جميع المدارس الأهلية أي أن قطاع التعليم في القدس أصبح خاضعا ًتماما ً للاشراف والتدخل الاسرائيلي
المسجد الأقصى:
لقد قام الجنود الأسرائيليون حين احتلت إسرائيل القدس والضفة الغربية برفع العلم الاسرائيلي فوق قبة الصخرة المشرفة ولكن وزير الدفاع الاسرائيلي آنذاك موشيه ديان أمر حين وصل إلى المكان بإنزال العلم الاسرائيلي فورا ً عن قبة الصخرة خشية أن يثير ذلك مشاعر المسلمين في العالم . ومنذ ذلك الحين وحتى قرابة عشر سنين مضت وإسرائيل تراعي تلك النظرة وتتحاشى التدخل في شؤون الأقصى وترك الأوقاف الأسلامية تحت إشراف الأردن بإدارة شؤون المسجد بشكل ذاتي ، ولكن هذه السياسة بدأت تتغير تدريجيا ً خلال السنوات العشر أو الثلاثة عشر الأخيرة إذ صارت تتدخل في أمر الدخول للأقصى للزيارة ، وبدأت تنظم زيارات للاسرائيليين بحجة أنهم رجال أمن أو خبراء في البداية، ثم تطور الأمر وأصبح زيارات للاسرائيليين العاديين ثم للاسرائيليين الذين يؤدون بعض الطقوس سرا ًأو علنا ً هذه الأيام.
والملفت للنظر هو أن الذين يقومون بهذه الزيارات ليسوا جميعا ً من المتدينين وإنما هناك غالبية منهم من القوميين غير المتدينين الذين ينظرون إلى السيطرة على الأقصى وإعادة بناء الهيكل أمرا ً وطنيا ً قوميا ًلا ديني.
هذه السياسة الاسرائيلية تعتمد على عنصر الزمن وسياسة خلق حقائق الأمر الواقع . وعلينا نحن المتواجدين بالقدس أن نواجه هذه السياسة المبرمجة من خلال أمرين نستطيعهما بشكل أساسي . الأول ، هو الامتناع ومنع أية تصرفات عنفية في باحات الأقصى يمكن أن يقوم بها البعض سواء بحسن نية أو سوء نية لأن مثل هذه التصرفات ستُستخدم من قبل الاسرائيليين لتبرير المزيد من التدخل في شؤون المسجد بحجة الأمن وهو ما حدث في الماضي !..والثاني هو التواجد المكثف لنا في المسجد الأقصى في كل ساعات اليوم وليس يوم الجمعة أو مواعيد الصلاة لأن تواجدنا السلمي هناك يُشكل درعا ً واقيا ً للأقصى. واما ما بعد ذلك فهو واجب فرض على الأمة الاسلامية والعربية على حد سواء .
الأثر الاجتماعي للجدار:
لقد استطاعت إسرائيل إلى حد كبير عزل المواطنين العرب في القدس عن إخوانهم في الضفة الغربية وبدأ ينشأ في القدس جيل ٌ من الأسهل عليه الذهاب للعمل في تل أبيب أو غيرها من المدن داخل إسرائيل من أن يذهب للضفة ، ورافق تلك الظاهرة تدفق أبناء الداخل من قرى المثلث وغيرها إلى القدس وما صاحب ذلك من زيجات وروابط اجتماعية عززت ارتباط أهل القدس بعرب الداخل وتفكيك عُرى ارتباطهم بالضفة. بل وأكثر من ذلك فقد نجحت سياسة وزارة الداخلية الاسرائيلية في الحد من حالات الزواج بين مواطني القدس واخوانهم في الضفة إلى حد كبير ، وظهرت في بعض الأوساط نزعة ضد الارتباط بأناس من الضفة مستخدمة التسمية العبرية " شتاحيم " ! للنظر ببعض الاستعلاء نحو أهل الضفة ، وهذه حالات محدودة ٌ جدا ً إلا أنها موجودة ولا بد من التصدي لها ومحاربتها لأن المستفيد منها هو الاحتلال لا غير.
أبناء القدس والشرطة الفلسطينية:
وفي المقابل فإن الكثيرين من أبناء القدس يشكون من إساءة معاملتهم من قبل أفراد الشرطة والأمن الفلسطيني لدى توجههم الى مناطق السلطة الفلسطينية لا لشيء إلا لكونهم من حملة هوية القدس الزرقاء.ومعظم الحالات التي تتم الشكوى منها تقع مع أبناء القدس الذين يتوجهون إلى رام الله أو بيت لحم أوغيرها بسيارات تحمل لوحة أرقام صفراء ( اسرائيلية ) حيث يقول سائقوها بأنهم يتعرضون لاستفزازات وإساءة معاملة من قبل أفراد الشرطة الفلسطينية. وفي المقابل يشكو أفراد الشرطة الفلسطينية من أن بعض من يحملون الهوية الزرقاء أي أبناء القدس يتصرفون بشكل استفزازي ومتحد ٍ للشرطة الفلسطينية مما يستدعي رد فعل ٍ مماثل من قبل الشرطة .
وفي الحقيقة فإن لهذا الأمر خلفية تعود إلى أيام كانت السيارات ذات اللوحات الصفراء المسروقة من اسرائيل تجوب شوارع مدن الضفة دون وجل وكان معظمها يقوده شبان من الضفة ينتحلون صفة أبناء القدس ويسيئون لأفراد الشرطة الفلسطينية مما ساهم في خلق هذه الحساسية بين الطرفين. ومهما يكن من أمر فإن هناك حاجة ملحة إلى معالجة هذه المشكلة بشكل جذري وإضفاء روح المحبة والأخوة إزاء أبناء القدس من خلال مبادرة الشرطة والأمن الفلسطيني إلى إزالة كل الأسباب التي تؤدي إلى بقاء هذه الحساسية بين الطرفين.
وثمة أمر آخر يستدعي المعالجة الفورية من قبل المسؤولين في السلطة بما في ذلك أجهزة الأمن الفلسطينية. فهناك العديد من أبناء القدس ممن لهم عقارات ومصالح تجارية في القدس وكثيرا ما يحتاج هؤلاء إلى إجراء معاملات في دوائر السلطة فيفاجأون بأنهم تجري معاملتهم بشك وكأنهم غرباء أو عملاء. وأضرب مثلا ً أن لي أخ شقيق يحمل هوية القدس بحكم زواجه من القدس وقد ورث معنا أراض في الضفة ، وإذا ما أراد الحصول على صورة إخراج قيد مثلا ً فإنه يُعامل بشك ويجب أن تُحول معاملته للفحص الأمني من قبل الأمن الوقائي والمخابرات مما يستغرق أكثر من شهر في حين أن بإمكان من يحمل هوية الضفة أن يحصل على طلبه في نفس اليوم.
فلماذا يُعامل أبناء القدس بشكل مختلف ؟! ولماذا لا تتم معاملة أبناء القدس أسوة بأبناء الضفة فهم لم يختاروا أن يكونوا تحت حكم إسرائيل وعلينا أن نحتضنهم ونعزز الروابط معهم في مواجهة المحاولات الاسرائيلية دق الأسافين والتفريق بين أبناء الشعب الواحد.
فالأسلوب الذي يُعامل به أبناء القدس في مناطق السلطة يمكن أن يخدم سياسة إسرائيل في عزل القدس عن الضفة أو أن يكون إحدى وسائل مواجهة تلك السياسة... وعلينا أن نختار!
خلاصة:
قلت بأنني سأورد بعض الأمثلة من قبيل المثال لا الحصر ، وأختتم بالقول بأن من الضروري جدا ً الانتباه إلى المتغيرات الاجتماعية والصحية والتعليمية في القدس والعمل على وضع الخطط ومن ثم التنفيذ لمواجهة هذه السياسات والمتغيرات إذ لا يكفي تسجيل المواقف وقرع الأجراس وإنما آن الأوان للبحث عمن يُعلق الجرس .
التمييز والعنصرية بحق المقدسيين..!!
بقلم: نبيل حمودة - القدس
لون بشرة الناس ليس واحداً كما هي طبائعهم وقدراتهم، فألوان بشرة الناس ليست فئة واحدة، حتى وان حاول بعض الناس صبغها وتلوينها وتغييرها حسب رغباتهم، فلون البشرة يعتمد على مواد تلوينية (صبغات) توجد في الجسم تكَّون اللون . لذا وحتى إن تمكن البعض من صبغ نفسه وتلوينها، فإن تقاسيم وجهه لا تتغير ولذا تظل اهمية الانسان بجوهره ومضمونه، وليس بلونه أبداً.
إستغل بعض الناس فكرة التمييز العنصري، بطرق وأساليب مختلفة، وممارسات ومستويات متعددة، وبأشكال مباشرة معلنه علنية، أو غير مباشرة خفية، وبأشكال فردية او جماعية، عبر مختلف العصور وشتى الأماكن والظروف ، بوسائل عدائية متعددة ، على أساس التفضيل والتمييز حسب اللون أو التعصب للجنس او النسب، أو استغلال بعض الظروف السياسية أو الإثنية "عرقية" أو الاقتصادية أو الدينية أو التاريخية أو الجغرافية أو الإجتماعية أو الإنسانية أو القانونية أو الثقافية. وكان لون بشرة الناس من أكثر مظاهر التفرقة والقهر وسوء المعاملة والمهانة الانسانية والتمييز العنصري لاختلاف لون البشرة البيضاء للذين يقطنون في شمال اوروبا، عن البشرة السوداء لقاطني قارة افريقيا، أو البشرة الصفراء ممن يقطنون في جنوب شرق اسيا، فكان لون البشرة وتفاوت الاعراق واختلاف الجنس او النسب أو الولاء والمعارضة من أكثر العوامل سلبية لتبادل العلاقات الانسانية المتساوية، او توحيد وتماثل الخدمات والمساواة الاجتماعية، أو تكوين المصالح المشتركة الايجابية، والاحترام المتبادل بين الافراد او الجماعات.
ولقد تغير مفهوم التمييز العنصري وممارساته مع تغير ومرور الزمن، فاختُلف في وصفه وتحديد اسبابه وتفسيره، وبالرغم من تعدد اشكاله وأدواته، فهو لم ولا يزال يمثل الوجه القبيح والفيروس الاجتماعي البشع الذي يعيق ويعرقل ممارسة الانسان لحقوقه وتمتعه بحرياته الاساسية وتقرير مصيره. وفي الوقت الذي استغلت فيه بعض الدول والمؤسسات وبعض الجماعات والأفراد العنصرية ووظفت التمييز العنصري لتحقيق مصالحهما وزيادة جشعهما متذرعين بأنهم الجنس الأنقى والأسمى والأعلى، المتميزين والمتفوقين على غيرهم .
لقد عانت وذاقت بعض الشعوب والجماعات الأمرين من ويلاته فانتهكت بسببه حقوقهم المدنية والقانونية، وصودرت حرياتهم الاساسية، ولم يمارس عليهم مبدأ المساواة للتمتع بحقوقهم، وكان ذلك واضحاً في تجارة الرقيق ضد الافارقة السود، وفي قوانين العزل والفصل العنصري، والتهميش والإقصاء في جنوب أفريقيا وروديسيا مثلاً، وفي معاداة السامية في أوروبا التي بلغت اوجها في المانيا النازية، وفي العنصرية الامريكية الحالية التي تستهدف شعوب الشرق الأوسط والمسلمين خصوصا بعد احداث ايلول لعام ( 2001 م)، وفي التمييز الذي تمارسه اسرائيل ضد المواطنين العرب والنساء والأثيوبيين كذلك في معاملة اللاجئين، وطالبي اللجوء العرب، وانتهاك حقوق المهاجرين وذوي الاحتياجات الخاصة كما نشر في "التقرير السنوي لوزارة الخارجية الامريكية لعام 2012 "، الامر الذي ادى الى التوتر وعدم التوافق والكراهية والتفرقة في هذه المجتمعات.
تعرضت الجاليات اليهودية "كغيرها من الاقليات غير اليهودية" للاضطهاد والمعاداة من الشعوب والدول الاوروبية وقت الأزمات السياسية والاقتصادية داخل هذا البلد او ذاك. وعانى اليهود الإهانة والطرد والتشريد أينما حلوا او ارتحلوا، فعاشوا في احياء يهودية منفصلة "الغيتو" في المدن الاوروبية، ووصل الأمر لدرجة عدم السماح لهم بالانتشار والخروج منها حيث كان يفرض عليهم أحيانا، "وضع الشارات الصفراء لتمييزهم وعدم اختلاطهم واحتكاكهم مع غيرهم" كما في ايطاليا، هذه الامور وغيرها هي التي مهدت لظهور المسألة اليهودية في أوروبا والتي كانت مقدمة لظهور الفكرة الصهيونية السياسية وتهجيرهم للاستيطان في فلسطين.
إن الاعتقاد بأن تهجير اليهود وترحيلهم من أوروبا إلى فلسطين هو حل للمسألة اليهودية كان إعتقاداً خاطئاً، فإن التعاطف معهم لا يبرر الاعتداء والبطش وظلم غيرهم ، لعدم إمكانية شطب وإلغاء شعب على حساب شعب آخر، بل إن حل مسألتهم ومشاكلهم هو في عودتهم وإرجاعهم لديارهم. كما أن فكرة إزالة المخيمات وإلغاء حقوق وثوابت وأحلام الفلسطينيين المهجرين وتذويبهم بترحيلهم وتشتيتهم في بقاع الدنيا هو اعتقاد خاطئ أيضاً، فالحقوق لا تضيع ولا تنسى ولا يفرط بها ولا تسقط بالتقادم مع مرور الزمن، فمشكلتهم لا تحل بإنشاء دولة لهم في فلسطين وتجميعهم فيها بادعاء أنها " أرض بلا شعب " .
ولعل ما يدعو للاستغراب ان يكون اليهود الذين عاشوا كل هذا الاضطهاد هم وراء كل هذا التشريد والقهر للشعب الفلسطيني، وكأن حل المسألة اليهودية كان يجب أن يكون على حساب الشعب الفلسطيني، لتنشأ المسألة الفلسطينية. وأن تكون الصهيونية التي تدعي الديمقراطية والتعايش السلمي وتنادي بالسلام وتدعو الى التوحيد والتجمع ليهود العالم المشتتين في انحاء العالم، هي التي تغذي الكراهية والعنف ضد الشعب الفلسطيني على أرضه وفي الشتات.
رسخت الصهيونية خطاب التمييز العنصري بأنواعه داخل فئات وشرائح المجتمع اليهودي نفسه، ومارسته ضد الشعوب التي تتعايش معها، وذلك في الفكر والتخطيط والممارسة بادعائهم بأنهم أنقى السلالات المتفوقة والمتميزة عرقيا على غيرهم " بالرغم من ان العرب واليهود من سلالة واحدة " ، وبأنهم شعب الله المختار، وبأن ارض فلسطين هي ارضهم المقدسة لهم وحدهم دون سواهم من سائر البشر، يحملون رسالة خاصة للعالم دون غيرهم من الشعوب الاخرى، كما أن دولة اسرائيل هي دولة يهودية الطابع، وأن القدس هي عاصمتهم الأبدية الموحدة، بل أن معبدهم مكان المسجد الأقصى المبارك..!!
وانطلاقا من مفهوم " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض " الاستعلائي المضلل إفترض الصهاينة منذ أن توافدوا الى فلسطين بأن العرب أدنى منهم، ونظروا اليهم نظرة دونية دون احترام او اكتراث بهم " ساعدهم في ذلك الانتداب البريطاني والسياسة الاستعمارية " ، وعاملوهم بمعايير سلبية، دون احترام أو اكتراث بهم ، وعملوا على تجاهلهم والتغاضي عنهم وابتزوا عمالهم واستخدموهم بأجور رخيصة ، وبمهن وضيعة، وفي الوقت الذي نال اليهود كامل حقوقهم وتمتعوا بمميزات وأفضلية في كل مجال ، تم رفض الاعتراف بالحقوق القومية والسياسية الفلسطينية، بل اعتبروهم خطر امني وخطر داهم لا بد من اجتثاثه، فوقفوا ضدهم في كل مجالات الحياة، واستمروا في قضم وابتلاع أراضيهم وبناء المستوطنات فيها، وكذلك عملوا على تجزئتهم، وتعميق الشروخ الداخلية فيما بينهم جغرافياً وطائفياً، وزرع وتأجيج الخلافات الاجتماعية والعائلية فيما بينهم.
ومن مظاهر التمييز أيضاً ما تمارسه اسرائيل من تشويه مقصود بإعطاء صورة محرفه عن الانسان الفلسطيني وشحن اليهود بمفاهيم مضللة عن الفلسطينيين ، بمعلومات خاطئة، وتزييف تاريخي قائم على الانحياز الاعمى والتعصب ضد الشعب الفلسطيني، وتعليم الاجيال اليهودية المختلفة بأن العرب قوم متخلفون اجتماعيا وعلمياً.
هذا الخطاب المليء بالتعصب والحقد نابع من الخوف والإحساس بامتلاكهم ما هو ليس لهم، والمبني على اساطير تلمودية، أوجد مجتمعاً متناقضاً أيدلوجياً، هشاً غير متوازن اجتماعياً، مغلقاً أحادي التفكير يحيط ويحصن نفسه "كما يعتقد أفراده" بأسوار غيتو، تنمو وتترعرع في داخلها قيم حب الذات ، وعدم التعايش والمساواة والتسامح بل ورفض وإقصاء الأخر وإفنائه، في الوقت الذي تتراكم من حوله وخارجه نظرة استياء وغضب وبغض وكراهية.
هذا الخطاب انعكس على المجتمع اليهودي المشكل والمركب من جنسيات متعددة متناقضة فظهر فيه الخلاف بين الدين والديمقراطية، وبين القومية والدولة اليهودية، وبين اليهود الشرقيين "السفارديم"، واليهود الغربيين "الاشكناز"، والخلافات بين اليهود العلمانيين واليهود المتدينين واليمين المتطرف، وبين البشرة السوداء "الفلاشا" والبيضاء، الامر الذي اوجد هوة من انعدام الثقة في المجتمع يصعب معها من ايجاد تعريف شامل للهوية اليهودية.
ولعل أعتى مظاهر التمييز والفصل والعزل "الابارتهايد " ما يمارسه الاحتلال في مدينة القدس ومع أهلها العرب المقدسيين الذين اغتصبت ارضهم وعقاراتهم، وحرموا من التمتع بحقوقهم الشرعية، وسلبت مواطنتهم. وانتهكت جميع كافة حقوقهم الانسانية، وحريتهم الشخصية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ولم يتم الاعتراف بحقهم في تقرير مصيرهم وهويتهم الوطنية، ومورس عليهم جميع اشكال وأنواع التمييز، دون اعتبار لقرارات الشرعية الدولية. مستخدماً كافة وسائل البطش والقمع، متمادياً في عنفه مع المقدسيين، بل ضاق بوجودهم حتى بات لا يطيق ابتسامتهم وضحكاتهم، فحارب أحلامهم وأمانيهم وحرق ممتلكاتهم ومزارعهم وقطع أشجارهم ، وحاول اغلاق الهواء عنهم، والأنكى من ذلك انه لا يعترف او يقر بذلك، بل هو يزداد بطشاً وغبناً لهم يوماً بعد يوم، وإلا كيف نفسر استمراره في مصادرة الاراضي والعقارات، وهدم البيوت وتعقيد منح رخص البناء ، ومصادرة الاوقاف الإسلامية وتطبيق قانون الغائبين لسنة 1950، وتمزيق القدس جغرافياً واجتماعياً بسور عنصري ، ومنع حرية الحركة والانتقال لأماكن العبادة في المسجد الاقصى المبارك ، وغيره من الاماكن المقدسة بالمدينة، والحفر تحت اساسات الاقصى ، وتدنيس ساحاته وباحاته، وتضييق الحياة الاقتصادية والتجارية والمغالاة برفع الضرائب والرسوم والغلو في تقدير المخالفات والغرامات لتهجيرهم المقدسيين قسرياً من المدينة، وإتباع سياسية التمييز الممأسس ضد المقدسيين ومعاملاتهم، وإغلاق مؤسساتهم الرسمية والوطنية لمحاصرتهم، وعدم توفير وإتاحة فرص عمل أو وظائف للمتعلمين من شبابهم ، بل تهميشهم والاعتداء على كراماتهم بقسوة ومحاولة افنائهم، بقتل شبابهم، وأسرهم وزجهم بالسجون ومعاملتهم معاملة قاسية وخرق حقوقهم واعتقال وتعذيب أطفالهم وترويعهم ، واهانة نسائهم ، وسحب هوياتهم، وإلغاء اقامتهم، وتحريف الوقائع والحقائق، والتلاعب بالتعليم والمناهج، والمراوغة في العهود والمفاوضات والاتفاقيات، وتزييف تاريخ وطمس معالم المدينة، وأهمال البنية التحتية وتوفير الخدمات اللازمة، والتغاضي عن الفلتان الاجتماعي، والسكوت عن متابعة الجريمة وترويج المخدرات وملاحقة اللصوص وأعمال الزعرنة والبلطجة في المدينة، وعدم توفير الرعاية البيئية والنظافة والعناية اللازمة للمدينة، والتضييق على حركة الناس وتنقلاتهم ونشر الجنود والشرطة وحرس الحدود في كل مكان، وإقامة الحواجز والمعابر واستفزازهم بالاحتفالات العنصرية وبالمسيرات والاقتحامات التحريضية لإثارة القلاقل.
لقد هدف الاحتلال من عزل القدس عن محيطها الى اسرلة المدينة وتهويدها، والى عزل الفلسطينيين بالقدس، «أبارتهايد» وقطع أواصرهم مع محيطهم الفلسطيني بل والعربي والإسلامي، وربطهم قسرياً مع المجتمع اليهودي العنصري التدريجي وفرض التعامل الحياتي والمعيشي مع القناة الوحيدة المفتوحة لهم دون اغلاق في غربي القدس.
ومن اغرب ما استخدمه الاحتلال في تصنيف الشعب الفلسطيني بعد احتلاله للضفة الغربية عام 1967 معتقداً بأنه تصنيف هذا يقسم الشعب الفلسطيني ويجزؤه، ويغير هويته الوطنية وجوهره ، ويشتت انتماءه وولاءه ، فمنح سكان القدس العربية بطاقات هوية اسرائيلية زرقاء اللون، تفيد بأنهم مقيمين في القدس وليسوا مواطنين فيها، وتم فصل المدينة عن باقي أجزاء الضفة الغربية التي منح سكانها بطاقات برتقالية (استبدلت بخضراء عند قيام السلطة الفلسطينية في عام 1994) وهي هويات تظهر جميعها الانتماء العرقي وديانتهم، في الوقت الذي لا تظهر صفة الجنسية في بطاقة الهوية الاسرائيلية اطلاقاً، الأمر الذي يعني تطبيق النظام القانوني المزدوج الذي يتبعه الاحتلال بين اليهود والسكان الأصليين، وهذا يظهر الاختلاف والازدواجية بالتعامل في الحقوق، كما قام بتقسيم اراضي المدينة الى خضراء وصفراء يحظر فيها البناء، ومنح تصاريح متعددة لدخولها حتى يتسنى البقاء بها مدد متعددة..
أليست هذه هي نفس الاساليب التي تمارسها المجموعات العرقية المختلفة الدالة على التمييز العنصري والتي تكافحها الأمم المتحدة؟!
ألم يحن الوقت كي تقف الأمم المتحدة وشعوب العالم الحر مع حقوق الانسان في كل مكان دون محاباة أو ازدواجية في المعايير، واتخاذ ودعم التدابير والإجراءات اللازمة لمكافحة العنصرية ومناهضة العزل والفصل العنصري والتعصب الذي يمارس على الشعب المقدسي خاصة والفلسطيني عموماً "بأشكاله المختلفة"؟!
د .فياض ربيع فريدمان ليس ربيعنا
بقلم: : بسام زكارنه - معا
.. الشارع الفلسطيني بعد استقالة رئيس الوزراء د.سلام فياض يعيش حالة من الجدل في المستقبل ونقاش لتقييم الماضي وفي كل الاحوال هذا حق ويجب ان تؤخذ الامور على هذا النحو ولكل فلسطيني الحق في نقد او مدح الشخصية العامة دون قدح او ذم او تخوين.
ان البعض حاول وصف د. سلام بالضحية لحركة فتح وانه "كبش فدا" وكذلك الشعب مجرم وفياض الضحية !!!!! دون ان يقدم اي معطيات لاثبات ذلك ولم ينظر للاحتجاجات العارمة التي ترفض سياسته وتطالب برحيله وحتى عند هذا الاتهام لم يحترم حركة فتح انها اختارت هذا الرجل لتسع سنوات متواصلة لم يحصل عليها قيادات الحركة نفسها بمعنى اعطي الفرصة الكاملة لتقديم ما لديه بحيث ان اي فترة اضافية فإن الرجل سيكرر نفسه.
والغريب ان د . سلام يطرب لهذه الاتهامات ويصدقها دون ان يعترض او ينفي او يذكر ما يعرفه من وقوف اقطاب الحركه معه وحماية الحكومة من السقوط لاكثر من مرة رغم المطالب الشعبية الحاشدة والعارمة التي طالبت بوقف سياسته الاقتصادية والمالية التي دمرت معظم القطاعات ودمرت الاقتصاد بشكل عام .
ولا بد ان نتحدث بالارقام والوثائق عندما نصف فترة حكمه بالمدمرة فمثلا لو قلنا عن حجم العجز بالموازنة قبل استلامه وزارة المالية كان العجز صفر ووصل اليوم لميار واربع مائة مليون وحجم المساعدات في ظل عدد موظفين اقل وومهام اقل ووزارات اقل وعدد طلاب اقل وعدد سكان اقل كانت المساعدات مليار وثمانية مليون واصبحت في عهده سبعمائة مليون وبناء على طلبه وتصريحه انه سيقلل الاعتماد على الخارج وان الشعب الفلسطيني سيحقق الاكتفاء الذاتي بحلول العام 2013 ولا حاجة للشعب لذلك !!وللاسف وجد ذلك حبر على ورق !!!
ثم انتظر الجميع خطة بناء الدولة التي خطط لها ان تنتهي في العام 2013 ايضا انها خطة وهمية ودعايات لا وجود لها بل لم نشهد اي اضافة على مؤسسة ولو دهان للجدران وتحولت الوزارات ممالك لبعض المتنفذين ولا عمل مؤسسي وعلى رأسها وزارة المالية ورفع د. سلام شعار الشفافية وبشكل خاص المالية ووجدنا ان الموضوع المالي يتحكم فيه فقط شخص او شخصين وفق تعليماته ولا معلومة حقيقية لدى اي جهة معنية ومنع مبطن للجانب الرقابي على اداء وزارة المالية وصرف مالي بطريقة تخدم اهداف واجندات لا علاقة لها بالمصلحة العامة وانما شخصية من صرف مكافآت ومساعدات بدون قانون او نظام فقط للمحسوبين على توجه معين.
وللاسف لو نظرنا لحجم الضرائب وشعارات التقشف لوجدناها تسبب ضرب للاقتصاد وتصب في خانة المس بالعمل المؤسسي وتقارير واضحة من بعض المؤسسات تحويل بعض الموظفين لخطر قبول الرشاوي لسداد احتاجاتهم واستغلال مناصبهم بسبب عدم منهم حقوقهم وكذلك استغلال غياب المجلس التشريعي واقرار القوانين بالجملة لخدمة اجندات لا تصب في المصلحة العامة بعيدا عن مبدأ الشراكة مع المجتمع وضرب بعرض الحائط الاحتجاجات من الاتحادات والنقابات وممثلي الشعب واللجوء لشعارات ومؤتمرات صحفية نتيجتها استمرار العمل بتلك القوانين المرفوضه شعبيا ومثال ذلك قانون ضريبة الدخل وتجاوز للقانون بشكل كبير اخرها وقف رواتب التوكيلات في غزة.
ان الشعارات المرفوعة تحترم بظاهرها ولكن ما ينفذ على ارض الواقع يمس صمود وكرامة المواطن ومستقبل الشعب وتجاوز للقانون فلا يعقل ان نتحدث عن نمو وتنمية وهمية في ظل الاحتلال دون الانتباه لتسواق ذلك مع السلام الاقتصادي لنتياهو !!!! ولا يعقل قبول شعار خطة الجاهزية للدولة ونحن نعلم ان ذلك يخدم الاحتلال الذي يسوق ان عدم منح الفلسطينين دولتهم هو باقرارهم انهم غير جاهزون لذلك!!!! وللاسف تمنح دولة لجنوب السودان ولا يوجد فيها عشرة كيلومترات طرق معبدة !!! ومنحت ذلك خلال شهر !!!.
لا يعقل ان يمرر على شعبنا تحسن في الوضع الاقتصادي وحجم الديون كان قبل استلام د. فياض في العام 2002 تقريبا اربعمائة مليون وبعد استلام فياض وصل لستة مليارات ورغم ذلك عدم انتظام بصرف الراتب !!! وعدم استيعاب موظفين جدد ووقف للترقيات وفي السابق تعينات بالجملة وترقيات استثنائية دون اي عجز !!!!! لا يعقل ان يمرر ان نسبة البطالة كانت قبل فياض 15? ووصلت بعد فياض 29? وان اربعون الف خريج لا يعرفوا ماذا سيحل بهم !!! لا يعقل ان نمرر تدخل البنك الدولي قبل فياض صفر اصبح يسيطر على كل مؤسسات الوطن ويضع الخطط والقوانين ولا دور للشعب
لا يعقل ان يقبل شعبنا اجماع الدول على فياض لتنفيذه سياساتها وتجدها تحاصر شعبنا وتقوم بحجز المساعدات عنه !!!فهل مطلوب ان نقبل ان تستفيد تلك الدول من وجود فياض وتستطيع تحقيق اهدافها وشعبنا يجوع ويهاجر ولا فائدة من وجوده.
لا يعقل ان لا نرى ان مستوى التعليم وحسب فحص تيمز وصل لرقم 36 من 42 دولة في الشرق الاوسط وكان قبل ذلك 10 من 42 !!! والامية وصلت للصف الرابع لتدني مستوى الطلاب !!!! لا يعقل ان يكون على كاهل كل طبيب 108 مرضى في اليوم وكانت قبل ذلك 25 مريض !!!! لا يعقل قبول رواتب عقود من يعمل لدى د. فياض تصل شهريا ل 14000 يورو ... و 5 الاف استرليني وتوقف الترقيات للعسكرين والمدنين ولا يعقل قبول صرف مكافآت للوزراء ولشخصيات بلا سبب ولا تصرف مكآفاة المتقاعدين منذ اكثر من خمس سنوات ونترك اصحابها يموتوا قبل ان يستلموا مستحقاتهم !!!!
وهنا اقول لا يمكن لحركة فتح ان تقبل ان يبقى د. سلام يسحب من رصيدها وزخمها في الشارع بسبب سياسته التي تتحملها بسبب خيارها واستمرارها بالدفاع عنه وعن سياسته المرفرضة وقامت بحماية فياض وحكومته لاكثر من مرة من السقوط سواء بالدفاع العلني والمباشر او ممارسة الالزام على كادرها الذي يقود الاحتجاجات !!! وللاسف لم ولن يعترف د. فياض او من يروجوا لسياسته بذلك ولن يذكروا خروج الرئيس ليقف ويعلن ان هذه حكومته وانه يتحمل المسؤولية عن سياستها فهل الرئيس الرمز ابو مازن ملزم ان يبقى يغامر ويخسر من التفاف المواطن حوله لمواقفه السياسية الشجاعة ليخسر ذلك على مواقفه لدعم سياسة فياض رفضها شعبه !!! فهل الحكومه حكومته والشعب ليس شعبه !!! لماذا لا يقولوا ان الرئيس منح الفرص تلو الفرص لفياض ومنحه فترة طويلة عشر سنوات لتقديم ما لديه !!!
والان الرئيس استجاب لصرخات شعبه. الشعب يريد رئيس وزراء يسعى لارضاءه ولوقف اجتجاجاته بالاستجابة لمطالبه فعند ذلك سيجد بيانات ترفض استقالته لا ان تنتظر تنفيذ الاستقاله لحظة بلحظة حيث ان رأي الشعب له المعنى والقيمة وبالعكس كم يشعر بالانزعاج عندما يرى الضغط والوقاحة الامريكية التي تقول ان فياض لم ولن يستقيل فهو باق !!! ورحيله انتهاء للربيع الفلسطيني ثم يسمع بيانات المدح لسياسته من اعداء الشعب من دول سعت ولا زالت لدعم ممارسات الاحتلال وتريد سياسات تخدمها وتحقق اهداف اموالها والتي على راسها تفوق اسرائيل .
ونصيحة لكل من حب فياض فعلا ان يكرر شكره لحركة فتح التي منحته الفرصة لترأس الحكومه هذه الفترة الطويلة وجعلت له اسما معروفا بعد ان كان غير موجود على اي لائحة من قيادات الوطن !!!! او في مواقع الاشتباك وان يسأل ماذا قدم له البنك الدولي او الدول التي مدحت ادائه !!! وماذا قدم له بعض اصحاب الاقلام الموجه والتي ظلمت الحركة وهاجمتها ظلما !!! دون ان نرى اي نفي منه او اعتراف بدعم معظم قيادات الحركة له وعلى راسهم رئيس الحركة مع العلم انها فترة جعلتها تخسر شعبيا وتستهدف بأعضائها وقادتها منه او محيطه !!! كما فعل بارتكاب مجزرة الرواتب بغزة تحت شعار انه شفاف وان الحركة فاسدة عينت اسماء وهمية وهو المخلص ( بضم الواو) وبهذا فياض لم يقدم لهذه الحركه الا النقد والتجريح من البعض باقلامهم ومن الشعب على سياسته التي تتحملها الحركه !!! وعلى د. فياض ان يكون جريئا وان يقول ما قدم لفتح مقابل ما قدمته فتح له .... وعلى فتح ان تقول له اسحب من رصيدك لا من رصيد الحركة لان الحركة وجدت لخدمة الشعب وليس البنك الدولي.
ان فترة فياض وسياسته لم تنتهي وستبدأ من جديد ولكن على الشارع ان يتلقاها منه ومن حزبه مباشرة اذا حصل على نسبة تمنحه الحق في تشكيل الحكومة وليس من فتح ومن الجلي انه استخدم كل امكانات الحكومه لصناعته ورهاننا على الشعب لدعمها او مواجهتا وبوصلته ليست بعض الاقلام وانما ما لمسه على ارض الواقع خلال فترة كامله غير منقوصة للفياضية والتي لا علاقة لبرنامج فتح فيها اطلاقا سواء كانت مقبوله لهم او مرفوضة بشكل مطلق عبروا عنها بهبات شعبية رافضة من جنين حتى الخليل ولن تقبل فتح ان يبقى الشعب الضحية وفقا لرغبة بعض الدول سواء امريكا او اوروبا او البنك الدولي !!!! ومن يريد دعمنا عليه ان يستجيب لحاجة شعبنا ورغباته لا ان نرضخ لاهدافه !!! وربيع توماس فريدمان ليس ربيعنا ولم ولن يحدث في فلسطين .... وربيعنا بدء منذ انطلاقة الثورة وينتهي بزوال الاحتلال لا برحيل قائد او شخص .


رد مع اقتباس