النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 391

  1. #1

    اقلام واراء عربي 391

    اقلام واراء عربي 391
    6/5/2013


    في هذا الملــــف:
    قانون العزل الليبي: وصفة للثأرية وعدم الاستقرار
    رأي القدس - القدس العربي
    يوسف اليوسف: يخضور فلسطين السورية
    صبحي حديدي – القدس العربي
    عدوان على سورية يستوجب الردّ
    عبد الباري عطوان – القدس العربي
    العدوان الإسرائيلي على دمشق يؤشر على مأزق الأمة
    رأي الدستور – الدستور
    اعتذار لا بد منه!!
    خيري منصور - الدستور
    هذا الوطن يستحق منا ما هو أكثر و ما هو أجمل
    د. سليمان عربيات - الدستور
    العربى القطرى بن همام.. رجل.. والرجال....
    عصام شلتوت – اليوم السابع
    «شم النسيم» فيه حرام قاتل!
    محمد الدسوقى رشدى – اليوم السابع
    هل يكره الإخوان عبدالناصر حقاً؟
    سعيد الشحات – مصراوي
    رجل التاريخ والتحولات الكبرى..
    يوسف الكويليت - الرياض


    قانون العزل الليبي: وصفة للثأرية وعدم الاستقرار
    رأي القدس - القدس العربي
    عانى الشعب الليبي كثيرا من النظام الديكتاتوري السابق ولكن يبدو ان امانيه في الديمقراطية والحريات والاستقرار السياسي ربما تنتهي بخيبة امل كبرى لم يتوقعها.
    بالامس اقر البرلمان الليبي بالاجماع تقريبا قانون العزل السياسي المثير للجدل رضوخا لطلبات مسلحين ارادوا فرضه بالقوة من خلال محاصرة وزارات سيادية مثل الخارجية والعدل.
    حصار الوزارات السيادية انتهى فور اقرار القانون ولكن الحصار على الحريات والمصالحة الوطنية قد بدأ، الامر الذي قد ينبئ بمواجهات وصدامات في المستقبل القريب.
    مسودة هذا القانون الذي صوت عليه البرلمان وينتظر تصديق اللجنة القضائية في المؤتمر الوطني الليبي العام ليصبح نافذا (اجراء روتيني) يحرم ممارسة العمل السياسي والاداري سواء بالحق في الترشيح والترشح في الانتخابات التي ستجرى في البلاد بمختلف انواعها، وكذلك تولي مناصب قيادية او مسؤوليات وظيفية او ادارية او مالية في كافة القطاعات الادارية العامة والشركات او المؤسسات المدنية او الامنية او العسكرية وكل الهيئات الاعتبارية المملوكة للمجتمع وكذلك تأسيس الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وعضويتها وكذلك الاتحادات والروابط والنوادي وما في حكمها لمدة عشر سنوات، وكل من عمل في مؤسسات النظام او تعاون معه، او تولى مناصب قيادية سياسية واعلامية او دبلوماسية في مرحلة ما بعد الفاتح من ايلول (سبتمبر) عام 1969 حتى سقوطه.
    هذا القانون يأتي اكثر قسوة من قانون اجتثاث البعث الذي وضعه الدكتور احمد الجلبي وتبناه بول بريمر حاكم العراق السابق وظل يشكل بقعة سوداء في تاريخ الديمقراطية العراقية في العراق الجديد، وعقبه رئيسية في طريق المصالحة الوطنية واستقرار البلاد بالتالي.
    فمن المفارقة ان رئيس البرلمان السيد محمد المقريف عمل سفيرا لنظام العقيد معمر القذافي في الهند لسنوات قبل انشقاقه وتشكيل حزب معارض بمساعدة وكالة الاستخبارات الامريكية وتدريبها حاول اغتيال العقيد الليبي الراحل، وغزو البلاد من الجنوب انطلاقا من تشاد، ولهذا فانه لا يحق له بمقتضى هذا القانون البقاء في منصبه.
    الشيء نفسه يقال عن المستشار مصطفى عبد الجليل رئيس اول مجلس انتقالي ليبي بعد اسقاط النظام، فقد كان عضوا ثم رئيسا لمحكمة الثورة التي شكلها العقيد لمحاكمة معارضيه واصدار احكام بالاعدام في حقهم، كما تولى السيد عبد الجليل وزارة العدل.
    محمود جبريل اول رئيس وزراء في ليبيا ما بعد القذافي عمل وزيرا للتخطيط في حكومة القذافي وكان اليد اليمنى لسيف الاسلام القذافي في فترة من الفترات وها هو الآخر يجد نفسه على قائمة العزل والاجتثاث الجديدة.
    الاخطر من ذلك ان معظم السفراء الليبيين الحاليين سيواجهون الاجتثاث، وابرزهم السيد عبد الرحمن شلقم الذي لعب دورا كبيرا في مجلس الامن لاستصدار قرار بالتدخل العسكري لاطاحة نظام القذافي، فهناك حوالي خمس مواد في القانون الجديد تحتم عزله، فقد عمل رئيسا للتحرير (جريدة الفجر الجديد) ومديرا لوكالة الانباء الليبية، ثم وزيرا للاعلام، ثم وزيرا للخارجية.
    السيد محمود الناكوع سفير ليبيا في لندن حاليا مرشح لكي يعود الى دارته معزولا فقد تصالح مع سيف الاسلام القذافي وكتب مقالا في هذه الصحيفة اشاد باصلاحاته واعتبره املا لليبيين في وضع بلادهم على الطريق الصحيح.
    ما لا يدركه واضعو هذا القانون ان هذا العزل السياسي سيخلق حالة من الغضب والاحباط في اوساط عشرات ان لم يكن المئات، من الليبيين الذين عملوا مع نظام القذافي على مدى 40 عاما، باعتباره السلطة الشرعية في ذلك الوقت، ولم يكن امامهم اي خيار آخر للعمل واطعام اطفالهم.
    هؤلاء سيتحولون واطفالهم الى اعداء للنظام الجديد وما اكثر اعداء هذا النظام في ظل الانقسام المناطقي، وانعدام الامن، وفشل مؤسسات الدولة او غيابها عن تقديم الحد الادنى من الخدمات للمواطنين.
    في ليبيا عشائر غاضبة متمردة، ومئات الآلاف من انصار النظام السابق الذين تعرضوا للتهميش ومناطقهم للقصف والتدمير في سرت وبني الوليد وتاورغاء وسبها وغيرها، وهؤلاء قد يشكلون جيشا للثورة المضادة الى جانب من يتم عزلهم لانهم عملوا فقط مع النظام السابق مكرهين او محبين، ومؤيدو النظام كانوا يشكلون نسبة ليست كبيرة بين الشعب الليبي. اقرار مسودة هذا القانون، وبالاجماع، وتحت تهديد الجماعات المسلحة هو انعكاس واضح لعقلية انتقامية ثأرية، في وقت تحتاج فيه البلاد الى الترفع عن الاحقاد والثارات، والتوجه نحو المصالحة والمسامحة. انها وصفة فريدة من نوعها لعدم الاستقرار والاقتتال الداخلي وتكريس للتقسيم السياسي والاجتماعي وربما المناطقي والعشائري ايضا.
    يوسف اليوسف: يخضور فلسطين السورية
    صبحي حديدي – القدس العربي
    كان ينبغي لإغماضة عينيه الأخيرة أن تكتمل في لوبية، قضاء طبرية، مسقط رأسه؛ وذاك منتهى توق الفلسطيني الذي شُرّد عن وطنه، ومرتع صباه، سنة 1948، في مستهلّ النكبة. أو، عند مشتهى أقلّ، كان من حقّ العينين أن تُغمَضا على مشهد سوري ـ فلسطيني في شارع الجاعونة، مخيّم اليرموك الدمشقي، حيث وفد مع أسرته سنة 1956، ودرس، وتخرّج من جامعة دمشق، ثمّ درّس وكتب وتألق. لكنّ أحقاد النظام السوري على المخيّم، واستهدافه بقصف مدفعي وصاروخي شبه يومي، شاءت ردّ الناقد الفلسطيني الكبير يوسف سامي اليوسف (1938 ـ 2013) إلى لبنان، المحطّة الأولى في أوديسّة الراحل؛ وإلى مخيّم نهر البارد تحديداً، غير بعيد عن ‘ويفل’، تلك الثكنة الفرنسية القديمة التي حُوّلت إلى ملجأ للفلسطينيين.
    ومنذ أواسط السبعينيات، باندفاع أمضى أعقب صدور كتابه الاختراقي الممتاز ‘مقالات في الشعر الجاهلي’، جاهد اليوسف من أجل الانتصار للمثال الأعلى ـ الصافي والراقي والمتسامي والمتعالي… حسب مفرداته الأثيرة ـ في ما اعتبر أنه جوهر ‘الشعر العظيم’. وأغلب الظنّ أنه كان بين آخر الفرسان، الكبار النبلاء، المنتمين إلى مدرسة في التحليل النقدي لا ترى غضاضة في إعلاء شأن المثال والمثالية في النموذج الشعري؛ ولعلها أيضاً، وهذا تفصيل هامّ واستثنائي في آن، لم تخضع، البتّة، لمختلف ضروب ‘الإرهاب’ الفكري، القدحي والتشهيري والابتزازي. ولم يكن الراحل بين آخر هؤلاء الفرسان على مستوى عربي، فقط، بل على مستوى عالمي أيضاً.
    واليوسف كان مثالياً، باعتزاز شخصيّ جدير بالانتباه والاحترام، ليس في ما يتّصل بمنهجيته المفتوحة في قراءة النصّ الشعري قديمه وحديثه، فحسب؛ بل كان رسولياً في دفاعه عن سلسلة مصطلحات أقرب إلى أحجار الأساس عنده: الروح، الوجدان، الذائقة، القيمة وحكم القيمة، المعيار، الخيال، وحرية الخيال. وهو لم يتلعثم، بل توقّد يقيناً وانحيازاً، حين كتب: ‘الجرعة الوجدانية هي العنصر اليخضوري الفعال في تحديد قيمة النصّ الأدبي’، أو: ‘الحميم هو المحتوى الأوّل لكلّ أدب عظيم’، أو: ‘في الحقّ أنّ كلّ نصّ أدبي هو استحضار لصباغ عصره، أو لما يستتبّ في ذلك العصر من ماهية. وهذا يتضمن ما فحواه أنّ النصّ البكر لا ينتجه إلا عصر بكر، أو طور تاريخي لم يرضخ بعد لشيخوخة الروح. وفي صلب الحقّ أن عصرنا الراهن لم تعد له أية بكارة، مهما تك نسبتها، ولهذا فلست أحسبه شديد القدرة على إنتاج الكثير من الأدب الأصيل’!
    الاقتباسات السابقة تتيح الوقوف على عنصرين، في لغة اليوسف: الجرعة المثالية، المتسامية والشجاعة معاً، وراء مواقفه من واجبات ولادة، وقراءة، النصّ الشعري؛ وخصوصية قاموسه النقدي، ذلك المزيج الناجح من الفصحى العالية، التي تتقعرّ لغوياً عن سابق قصد، دون أن تفقد طلاوتها وسحرها وطرافتها؛ والفصحى الفلسفية الميسّرة، التي تغرف من معين التراث الصوفيّ إجمالاً، ومن ابن عربي والحلاج بصفة خاصة.
    وهكذا فإنّ قرّاء اليوسف باتوا على ألفة مع سلسلة مفردات، نحتها الراحل وارتقى بها إلى مستوى المصطلحات الصانعة للعدّة التحليلية؛ وأحسب، شخصياً، أنها ألفة لم تخلُ من مشقّة معجمية وتركيبية أحياناً، ولكنّ مثوبتها كبيرة وقائمة في كلّ حين. فإلى جانب مصطلحه الشهير حول ‘البرهة الطَلَلية’ في القصيدة العربية الجاهلية، شاعت في كتابات اليوسف عبارات مثل ‘تهجّس أسرار الوجود’، و’حوزة السداد’، و’تسريح النفس′، و’الرحم الراخم في اللغة’، و’لباب الإنسان’، و’مملكة الهيف والدماثة’، و’عرام الأدب’، و’الألطاف الحسنى’، و’استنباع اللغة… وهذا الرجل، الذي يتفق العارفون على حقيقة أنه أفضل مَن ترجم ت. س. إليوت إلى العربية، بدا في الشعر منذهلاً إلى دانتي أليجييري وشكسبير، أكثر من و. ب. ييتس وإزرا باوند وإليوت.
    ولست، شخصياً، بين الذين ينقبّون في الشعر عن المثال المتسامي المتعالي وحده؛ كما أنني لا أجد أنّ المآلات التاريخية المعقدة التي أفضت إلى أفول نجم الفلسفة المثالية، وربما في مواقفها من الوجود والفنّ بصفة خاصة، يمكن أن تشهد ‘صحوة’ إعجازية تعيدنا أكثر من قرنين إلى الوراء. ولذلك أختلف في كثير، وليس في قليل فقط، مع آراء اليوسف حول ماهية الشعر، و’رَوْحَنة’ الظاهرة الإبداعية، وتحويل الهاجس الميتافيزيقي إلى قلبٍ وقالبٍ للعمل الإبداعي.
    غير أنّ اختلافي هذا لا يحجب، بأيّ مقدار، احترامي البالغ لمنجز اليوسف النقدي النظري، وكذلك التطبيقي (وأخصّ بالذكر كتابه التطبيقي ‘الشعر العربي المعاصر’، 1980، وفيه دراسات عن السياب، و’الشعر المقاوم’، فضلاً عن اثنتَين من أعمق الدراسات في شعر أدونيس)؛ ولطرائقه المستقلّة في البرهنة على ما يجيش في روحه (ولست أعني المجاز هنا، بل أقصد المعنى الحرفي) من قلق نبيل حول واقع الشعر؛ ولثقافته العميقة، السمحة والتعددية، التي ساعدته في أن لا يتعصّب ولا ينتبذ ولا يجرّم؛ ولدأبه، طيلة ثلاثة عقود ونيف، على خوض الحملة تلو الحملة، انتصاراً للشعر العظيم.
    رحيله في نهر البارد لا يُخمد شيئاً من طاقاته اليخضورية التي استولدت مشهداً نقدياً وفكرياً وثقافياً عميقاً، فيه امتزجت ‘رعشة المأساة’ الفلسطينية بأكثر من ‘برهة طللية’، في ‘عرام’ تاريخ سورية المعاصرة.
    عدوان على سورية يستوجب الردّ
    عبد الباري عطوان – القدس العربي
    اذا لم تكن هذه الهجمات الصاروخية الاسرائيلية على سورية ‘اعلان حرب’، وعدوانا سافرا، وانتهاكا لحرمة سيادة دولة تعيش حربا اهلية، وبطريقة انتهازية بشعة، فما هي الحرب اذن؟
    هذه الهجمات الاسرائيلية المتلاحقة تؤكد ان سورية مستهدفة لأنها تشكل خطرا على دولة الاحتلال، في وقت ترتمي فيه معظم الحكومات العربية في احضانها، وتنسق معها، وتتنازل عن ثوابت فلسطينية من اجل ارضائها.
    نحن على ابواب حرب اقليمية مدمرة، واذا اندلعت هذه الحرب فإن اسرائيل والدول الداعمة لها، او العربية المتواطئة معها، تتحمل المسؤولية الكاملة عنها، لان اسرائيل هي البادئة بالعدوان، وهي التي تستفز من خلاله الردّ السوري، او الايراني، فلماذا لا ترسل سورية صواريخ لحزب الله وهي التي تتلقى اطنان الاسلحة من امريكا، ولماذا لا تملك سورية صواريخ تلجأ اسرائيل الى تدميرها، وهي التي تحتل اراضي سورية وتتربع على ترسانة نووية ومئات الآلاف من الصواريخ؟
    لا نستغرب، بل لا نستبعد، ان تردّ سورية هذه المرة على العدوان، وان لم تردّ فإنها ستخسر هيبتها ، وكل من يقف في خندقها، وكل ادبياتها حول الممانعة والصمود، فالشعب السوري، والشعوب العربية كلها، لم تعدّ مستعدة لتصديق مقولة الردّ في المكان والزمان المناسبين.
    ما يجعلنا اكثر قناعة هذه المرة، بأن الردّ ،وبأي شكل من الاشكال قد يكون حتميا، هو ان الغارات الاسرائيلية الاخيرة على اهداف سورية، سواء كانت معامل نووية، او قــــوافل صاروخـــية في طريقها الى حزب الله، باتت تتكرر وبوتيرة متسارعة، ما يوحي بأنها قد تتكرر في الايام المقبلة، وقد تسير جنبا الى جنب مع غارات امريكية جوية تحت ذريعة اختراق ‘الخط الاحمر’ الذي تحدث عنه الرئيس الامريكي باراك اوباما.
    ولعل التصريحات التي ادلى بها السيد عمران الزعبي وزير الاعلام السوري، بعد اجتماع طارئ لمجلس الوزراء وقال فيها ‘ان هذا العدوان الاسرائيلي يفتح الباب واسعا امام جميع الاحتمالات، ويجعل الوضع المعقد في المنطقة اكثر خطورة’، وان ‘على الدول الداعمة لاسرائيل ان تعي جيدا ان شعبنا ودولتنا لا يقبلان الهوان’، هي تصريحات غير مسبوقة في جديتها ووضوحها وتعاطيها مع هذا العدوان.
    لم يسبق ان صدرت بيانات او تصريحات بهذه القوة والوضوح عن السلطات السورية، والتفسير الأبسط لها ان كيل ضبط النفس السوري قد طفح، وان الخيارات امامها بدأت تضيق، وابواب الهروب من المواجهة قد تكون اغلقت.
    ‘ ‘ ‘
    اسرائيل وامريكا في عجلة من امرهما، ومعهما كل الدول العربية الداعمة لهما، فحال الجمود على الجبهة السورية الذي دخل عامه الثالث، وصمود النظام طوال هذه الفترة، بل ووصول تقارير عن تحقيقه بعض التقدم في جبهات القتال، هذا الجمود تريان انه لا يجب ان يستمر، ولا بدّ من الحسم.
    الخوف من سقوط الصواريخ والاسلحة الكيماوية السورية في ايدي جماعات سنية (الجماعات الجهادية) او شيعية (حزب الله) تستخدم ضد اسرائيل لاحقا، او من قبل النظام حاليا، كآخر محاولة من اجل البقاء، هو الذي يقف خلف هذا العدوان الاسرائيلي.
    النظام السوري استطاع ان يمتص جمــيع الغارات الاسرائيلية السابقة، سواء تلك التي وقعت قبل اندلاع الانتفاضة الشعبية في صيغتها السلمية، او بعدها، لانه كان يفعل ذلك تحت مسمى الاستعداد وتعزيز القدرات الدفاعية، والحفاظ على سورية الوطن والشعب، ولكن الآن الصورة تغيرت بالكامل، واسباب ضبط النفس تبخرت، فسورية مدمرة ممزقة، واكثر من مئة الف من خيرة ابنائها قتلوا، وجيشها انهك، واربعة ملايين من اهلها شُردوا في الداخل والخارج، فلماذا الخوف الآن؟
    الكثير يتساءلون في العالمين العربي والاسلامي عن قيمة الاحتفاظ بهذه الصواريخ السورية اذا كانت لن تستخدم للردّ على هذه الإهانات الاسرائيلية، والاستباحات المتكررة للكرامة الوطنية السورية؟
    يتفهم الكثيرون عدم اخذ النظام السوري زمام المبادرة في الهجوم على اسرائيل في ضربة استباقية، ولكنهم لا يتفهمون عدم دفاعه عن نفسه وبلاده في مواجهة مثل هذا العدوان.
    امريكا تدافع عن اسرائيل، وتبرر هذا العدوان الصارخ بأنه دفاع عن امنها من قبل دولة لم تطلق رصاصة عليها وتواجه خطر التفكك والصراع الطائفي، فلماذا لا يفعل حلفاء سورية، روسيا وايران على وجه التحديد، الشيء نفسه والتحرك سياسيا وعسكريا لوقف مثل هذا العدوان؟ فالاسلحة التي تدمرها الغارات الاسرائيلية روسية وايرانية بالدرجة الاولى.
    ‘ ‘ ‘
    يجب ان تدرك الجماعات الجهادية الاسلامية ان اسرائيل تريد اسقاط النظام السوري ليس من اجل تسليم الحكم في سورية لها، وانما لبدء معركة اخرى، تشارك فيها الولايات المتحدة ودول عربية واقليمية اخرى للقضاء عليها، وتجربة صحوات العراق هي درس لا بدّ من الاستفادة منه.
    السلطة في سورية في حال سقوط النظام ستسلم الى جهة مستعدة لـ’تنظيف’ البلاد من الجماعات الجهادية، حسب توصيف المسؤولين الغربيين، والعاهل الاردني تحدث عن ذلك صراحة عندما قال ان واشنطن تتوقع انتهاء هذه المهـــمة في غضون سنتين او ثلاث بعد اسقاط النظام.
    لا بدّ ان القيادة السورية تدرك جيدا، او هكذا نأمل، انه اذا كان نظامها سيسقط، فمن الاكرم له ان يسقط في حرب ضد المحتل الاسرائيلي، وبعد تكبيده خسائر كبرى، خاصة انه البادئ في العدوان، فالأشجار تموت واقفة.
    النظام السوري يجب ان يعلن وقفا شاملا للعمليات العسكرية ضد معارضيه، في اطار الدعوة لمصالحة وطنية من اجل التركيز على مواجهة العدوان الاسرائيلي، وكم سيكون موقف المعارضة بطوليا ومسؤولا لو قابلت هذا الاعلان بما هو افضل منه.
    الحرب في اعتقادنا بدأت، والمنطقة على شفير هاوية بلا قاع، وينتابنا احساس بأنها ستكون حربا مختلفة في ادواتها ونتائجها، حربا ستغير خريطة المنطقة، ولا نرى انتصارا اسرائيليا فيها، فإذا كانت اسرائيل لم تحسم حربا استمرت 34 يوما مع حزب الله اللبناني لصالحها، فهل ستنتصر في هذه الحرب التي اشعلت فتيلها، خاصة اذا تحولت الى حرب اقليمية او دولية؟ لا نعتقد ذلك.
    العدوان الإسرائيلي على دمشق يؤشر على مأزق الأمة
    رأي الدستور – الدستور
    يأتي العدوان الإسرائيلي على دمشق وضرب عدة مواقع علمية وعسكرية في ضواحيها ليؤكد على عمق الأزمة التي وصلت اليها الأمة، وعمق الخلافات التي تعصف بها، وقبل ذلك وبعده على وصول الأزمة السورية الى مرحلة الاستعصاء بعد فشل الحلول العسكرية، وفتح الباب على مصراعيه للتدخلات الأجنبية، ودخول عصابات المتطرفين لتمارس حقدها وجرائمها.
    إن الطرفين - المعارضة والنظام- مسؤولان عما وصلت اليه الأوضاع في القطر الشقيق، وان كان النظام يتحمل الوزر الأكبر، لأنه لم يلتقط اللحظة التاريخية الحاسمة، وبقي مستهتراً بالمعارضة رافضاً الأخذ بالتحولات التاريخية، رافضاً الاتعاظ والاعتبار بدروس الدول الشقيقة، ونعني تونس ومصر واليمن وليبيا، وبقي راكباً رأسه مصراً على تجاهل حق الشعب العربي السوري في الحرية والكرامة والديمقراطية وتداول السلطة، احتكاماً لصناديق الاقتراع، والأخذ بالتعددية الحقيقية بعد أن سقطت الدول الشمولية بسقوط حائط برلين 1989، والذي كان إيذاناً بانتهاء حقبة الانظمة الشمولية والحزب الواحد في التاريخ، وانطلاق الموجة الثالثة من موجات الديمقراطية في العالم، لتصل بعدها الى العالم العربي.
    لم يتعظ النظام السوري من الأحداث، واعتبر نفسه عصياً على المتغيرات والمستجدات، وهو ما دفعه للانحياز للحلول العسكرية والأمنية، على غرار النظام الليبي، وهو ايضاً ما أوقع المعارضة في كمين “العسكرة” وحمل السلاح، وتسبب باندلاع الحرب الأهلية القذرة والتي تأخذ المنحى الطائفي في أحيان كثيرة، وهو ما فتح الباب على مصراعيه للتدخلات الدولية بعد أن اصبحت الساحة السورية ميداناً للحرب الباردة بين روسيا واصدقائها وأميركاً وحلفائها، وميداناً للصراع بين مصالح الدول الاقليمية.
    ومن هنا فقد وجد العدو الصهيوني الفرصة المناسبة لتدمير منظومة الصواريخ السورية، وحرمان الشعب الشقيق من قوة حقيقية تثير مخاوفه، وقادرة على تهديده، والوصول الى المواقع والمنشآت الاستراتيجية، وهو ما يتحمل مسؤولية النظام والمعارضة معا.
    مجمل القول: إن العدوان الصهيوني على سوريا الشقيقة، يفرض على الطرفين -المعارضة والنظام- العودة الى طاولة المفاوضات، وصولاً الى حل سياسي قادر على انقاذ القطر الشقيق -أرضاً وشعباً- من خلال وقف سفك الدماء، وتشكيل حكومة انتقالية، قادرة على ادارة البلاد واجراء انتخابات نيابية ورئاسية تؤدي الى اقامة سوريا الحديثة لطي صفحة الماضي المؤلمة والمرة.

    اعتذار لا بد منه!!
    خيري منصور - الدستور
    لا انطق باسم احد، ولكني كمثقف يتعامل بشكل جدي وعضوي وتراجيدي مع هذه الصفة التي تحولت من مهنة الى قدر.
    اعترف بانني كلما شرعت في الكتابة هذه الايام يملأني شعور بالخجل، وهو يأتي مصحوبا بالعرق واحيانا بالدمع الصامت، وذلك بسبب المسافة او الهوة الهائلة بين ما نمارسه من خلال حياتنا اليومية وتفاصيلها قليلة الشأن وبين ما نفكر به فعليا، ويتصور القارئ العزيز ان كاتبا يثق به ولو الى حد ما يضطر قبل الكتابة بساعة او ساعتين الى الدفاع عن ثقافته، بل الاعتذار عنها، فاكثر الناس منشغلون في صغائر لا ترقى الى حجر واحد مما يهدم الان سواء كان لاثر تاريخي او لبيت يستهدفه المستوطنون او لشاهدة قبر مسح المطر والغبار معا اسم الشهيد المنقوش عليها.
    كم هو مخجل ما نشتبك حوله في جلسات عقيمة تسودها الثرثرة، وتبدو اشبه بمسرح اللامعقول، او بمسرحية سارتر الشهيرة بعنوان الحلقة المفرغة، بينما يعج الفضاء حولنا بانباء عن قتل الالاف منا يوميا، فمن قتلناهم من ابناء جلدتنا ومن قضوا في حوادث السير وحدها كان عددهم يكفي لجيش عرمرم يزيح الجبال من مواقعها.
    لهذا اصبح الفرد منا مهددا بالشينروفرنيا التي تشطره الى واحد يثرثر ويضحك بلا معنى واخر يبكي ويكتب بشريانه وليس بالقلم، وما اصبحت متأكدا منه عبر كل الحوارات والثرثرات هو ان الصبي المتنازع عليه لا ام له بين كل هذه النساء، لانهن جميعا وافقن على تقسيم جسده الصغير بالسكين كي تظفر كل واحدة منهن باصبع او سرة او عين!
    لكأن ما يجري تحت اقدامنا وفوق رؤوسنا وحولنا من الجهات الست لا الاربع فقط لا يعنينا، فمن أين يأتي البعض بهذه القدرة الخارقة على اللامبالاة بحيث يتحول الى عجل في طابور امام المسلخ لكنه يبرطع ويشتبك مع سواه ويخور وينزو غير مدرك بان السكين المشحوذة على عظم امه باتت قاب كيسي شعير او ادنى من الذبح والسلخ!
    قبل نصف قرن كان العربي ينفعل لا بما يحدث في قرية السموع او طولكرم فقط، بل بما يحدث في القرن الافريقي وخليج الخنازير والكونغو، لكنه الان وبعد متوالية التدجين والعلف الثقافي المنزوع الدسم اصبح شبيها بالضفدع الاسترالي الشهير الذي لا يشعر بالالم حتى لو قطعه السكين الا عندما يقترب من اذنيه، لهذا يطبخ حيا ولا يشعر من يطبخونه بالاثم لانه عديم الاحساس.
    هكذا تحققت نبوءة جحا، الذي قرر ألا يحرك ساكنا اذا حدث زلزال بعيدا عن بيته، او اذا سقط بيته بعيدا عن الغرفة التي ينام فيها.
    لكن جحا دفع الثمن مضاعفا وسخر منه حتى حماره لكن بعد فوات الاوان!
    لتكن لحظة اعتذار للذات عما تتورط به من ثرثرة عمياء في وقت اصبح فيه الصمت من ماس وليس من ذهب فقط!


    هذا الوطن يستحق منا ما هو أكثر و ما هو أجمل
    د. سليمان عربيات - الدستور
    أجل ان هذا الوطن يستحق منا ما هو أكثر و ما هو اجمل. اننا قادرون كمواطنين و قيادات أن نقدم لهذا الوطن ما هو أفضل و ما يستحقه و أن لا نكون مترددين في مواجهة كل ما يسيء أو يحاول الاساءة الى هذا الوجه الجميل للوطن. اننا جميعا في خندق واحد و معنيون بما وصلت اليه الحال من اجحاف و ظلم عن قصد أو غير قصد. سأتعرض اليوم لما يقلقني و يقلق الكثيرين من أحداث سلبية.

    1. العنف الجامعي
    العنف الجامعي لم يعد مشاجرة بل ظاهرة “تزلزل” الحرم الجامعي و لم يعد السكوت عنها مقبولا الى هذه الدرجة. بين الحين و الحين تقدم احدى الجامعات “قربانا” أو “قرابين” من أبنائها في سبيل تغذية هذه الظاهرة. في الأيام القليلة الماضية سقط أربعة من أغلى الناس علينا في حرم احدى الجامعات و بعدها توالت التصريحات و الندوات اما بالتنديد أو التحليل. لم يختلف ما قيل بعدها عما قلناه في الماضي. تحدثت الندوات عن الظواهر و لم تعالج الأسباب. تردد الكثيرون من الشركاء عن قول الحقيقة و ماذا وراء هذا العنف. لم نكن صريحين في أقوالنا سواء سلبا أو ايجابا عندما تحدثنا عن دور العشائرية و الادارة الجامعية و فصل الطلبة و تطبيق الأنظمة و القوانين الجامعية.
    ان جامعاتنا تحتل مكانة عالية بين جامعات المنطقة و ما احدثه العنف الجامعي هو مغادرة ابنائنا من الدول العربية و الصديقة خوفا من أن تصيبهم رصاصة رعناء أو ضربة سكين من مجهولين. ان معالجة العنف الجامعي ليس من اختصاص جهة معينة, انها مسؤولية المجتمع بجميع مكوناته و علينا أن لا نقتصر المعالجة على أسلوب وحد بل بجميع الوسائل الحضارية, و نحن لا نعني بالحضارية التساهل أو التردد في تطبيق النظام على المتسببين بهذا العنف الذي قد يصل الى حد “المجزرة” كما حدث بالأمس القريب.
    2. المعارضة و حركات الاصلاح
    بعد صلاة كل يوم جمعة, تخرج مسيرات اجتماعية قوامها المعارضة و حركات الاصلاح, شعارها الاصلاح و مقاومة الفساد. و في المقابل تخرج مسيرات تحت شعارات مختلفة, لا لأنها ضد الاصلاح و مقاومة الفساد بل لأنها تجد في المسيرات الاحتجاجية ما يقف عثرة أمام مسيرة الاصلاح. الخوف هو أن يتكرر الصدام بين الجبهتين و تكون النتيجة ما حدث في اربد عندما تصدت قوات الدرك لحماية الطرفين نتيجة الصدام و لغة الحوار المستخدمة من أدوات صلبة أو ألفاظ خارجة عن السلوك الحضاري و السلمي.
    ان الصبر جميل عند مواجهة هذه الاحتجاجات, فالأردن كما قلت: يستحق منا ما هو أفضل لحماية جبهته الداخلية أمام المخاطر الداخلية و الخارجية التي تهدد مفردات الحوار و الاحتجاج السلمي و بخاصة بعد مشاركة علنية من المهاجرين السوريين.
    3. المهاجرون السوريون
    ما زال الأردن يتعامل مع المهاجرين السوريين كضيوف عليه, يتقاسم معهم لقمة الخبز و السكن و الماء, و لكن الضغط على الموارد الطبيعية و التأثيرات الجانبية بدأت بتجاوز قدراته على المدى الطويل. فالمصادر المائية كما نعلم محدودة جدا و تكاليف المدارس و المستشفيات كونها فوق طاقتنا مقابل تدني الخدمات لأبنائنا. أما التأثيرات الجانبية فهو الانتشار الواسع للعمالة السورية بالإضافة الى امتلاك المطاعم و النشاطات الاقتصادية. ان وجود ما يزيد على مليون لاجىء سوري لمدة مجهولة, يشكل مخاطرة كنسبة من عدد سكان الأردن بالإضافة الى لاجئين هناك شكوك بأن وجودهم في الأردن سيكون دائما بسبب وجود أقارب أو أنسباء لهم.
    ان التردد أو الخجل في التعامل مع هذه المسألة و أبناؤها في دائرة الضيافة لا يشكل معالجة ناجعة و أن أكثر ما نخشاه أن تتحول هذه الهجرة الى اقامة دائمة لا نستطيع حلها من موقف انساني اذا ما جرت ضغوط خارجية علينا لا يمكن أن تفرض على لبنان و العراق و تركيا. ان علينا أن ندافع عن هذا الوطن ضد المخاطر التي قد تواجهه نتيجة أحداث في المنطقة لم يكن لنا فيها لا ناقة و لا جمل.
    4. الحكومة البرلمانية..هل تتحقق المعجزة؟
    أطلق دولة الدكتور النسور اشارة باستكمال الحكومة البرلمانية بمجرد عودة جلالة الملك بمشيئة الله. و على هذا الأساس نتوقع بدء دولة الرئيس بمشاوراته المكوكية مع الكتل النيابية لتوزير النواب بعد اجراء تعديل وزاري على حكومته. لا ندري كم ستأخذ مشاورات الرئيس و هل تقدم كل كتلة نائبها أم تترك للرئيس اختيار الوزير الممثل للكتلة؟ لا أعتقد أن مهمة الرئيس ستكون سهلة في جميع الأحوال و كل ما أخشاه أن لا يكون هناك اتفاق بين أعضاء الكتلة على وزيرهم ثم الزمن الذي قد يستغرقه التعديل و استكمال الحكومة البرلمانية. ان دولة الرئيس قد يكون نجح في رمي الكرة في ملعب الكتل النيابية التي عليها أن تختار نائبها.
    لا أود أن أكون متشائما, عندما أتمنى لو أن الكتل النيابية توجل الحكومة البرلمانية اذا كان من المستحيل عليها الاتفاق على اختيار نائبها, لأنه اذا عدنا الى الناخبين فانهم سيردون عليهم بأنهم انتخبوهم ليكونوا نوابا لا وزراء.
    العربى القطرى بن همام.. رجل.. والرجال....
    عصام شلتوت – اليوم السابع
    حقاً نبحث دائماً عن شخصيات عربية، يمكنها رفع رايات العرب دولياً فى كل المجالات.. لكن حقاً.. عندما نجدها، فإن معاول كثيرة للهدم تتجه نحوها بسرعة الصاروخ!
    العربى القطرى محمد بن همام شخصية أجمع كل العالمين ببواطن أمور الرياضة، وكرة القدم، والعاملين عليها أيضاً أنه وحد الصف العربى فى قارة آسيا، بل ذهب بعيداً أو أصبح الأقرب للفوز بكرسى قيادة كرة القدم العالمية، وباعتراف عالمى أيضاً!!
    تحبوا أذكركم.. السيد بلاتر، عندما نجح المرة قبل الأخيرة التى استبعد فيها بن همام.. ظل يشد على يد الرجل ويقول له: شكراً الأخ والصديق.. لكن يبدو أنه كان وقت الضيق! أيضاً بن همام طور كثيراً.. وسريعاً الكرة الآسيوية، وزادت مقاعدها المونديالية، وأصبحت تمتلك دوريات محترفة بتراخيص احتراف!
    لم يقف بن همام كثيراً أمام بلده قطر، فكانت كل الأمور تتعامل من خلالها بلاده كأحد أعضاء الاتحاد الآسيوى ليس إلا!!
    الآن ما سبب الكلام عن السيد بن همام أو «أبوجاسم»؟!
    السبب أن المواطن العربى العروبى بن همام قال بكل شجاعة عقب إعلان نتيجة انتخابات الاتحاد الآسيوى: اليوم أنعى إليكم الكرة الآسيوية.. فما سبب العبارة.. علل؟!
    السبب واضح أن هناك تكتلاً انتخابياً ولد وترعرع على طريقة شيلنى وأشيلك!
    نعم وبكل تأكيد لذا، فإن الكرة الآسيوية.. والكل يعرف بعض أو بعيض بلدان آسيا الفقيرة الضعيفة التى تعج الكرة فيها بكل عوامل الفساد، والتى كان اتحاد القارة لها بالمرصاد خلال ولاية أبوجاسم، ستعيد إنتاج نفس البضاعة القديمة التى كانت تجعل الكرة الآسيوية تتذيل أرجاء المعمورة بكل جدارة عن استحقاق.. ليس هذا هو موضوعنا.. ولكن!!
    الموضوع هو أن بن همام يمتلك شجاعة عربية، ليست غريبة، على رجل تربى على العروبة فى مجلسه تشهد بتجمع كل العرب.. من كامل الوطن. كلام حقيقى.. وطرح لأسباب التقدم.. وظواهر العودة للخلف!
    أبوجاسم بشجاعة نادرة لم يفاوض عندما هبطوا عليه بتهمة كاملة التدبير بأنه مع الفساد، وكأن مشهد دلع بلاتر له كان حباً فى الفساد.. وكأن رأى كبيرين مثل بيكنباور وبلاتينى فيه مشكوك فيهما.. كل هذا لم يجعله يتراجع، بل عاند نفسه ورفض المهادنة وأنصاف الحلول.. ودخل إلى المحاكم بكل أنواعها إلى أن أنصفته الفيدرالية، قبل أن ينعطفوا بشدة ليصدروا قراراً آخر بأن مجرد طوال العمر من المناصب؟!
    لكن يكفيه خروج عضو لجنة الشفافية التى أكدت أن ما حدث محض افتراء وعقوبة لا مكان لها.. والرجل هو عنوان الشفافية.. بعدها سكن «أبوجاسم» مجلسه العربى مجدداً، مكتفياً بتمرير كل ما هو جديد فى رياضة الخيول!
    شجاعة وفروسية.. والخيول لا تعرف إلا معانى الوفاء يا أبوجاسم أحسنت الاختيار.
    أخيراً وليس آخراً.. نحن هنا لسنا بصدد نصرة من على من ولا شأن لنا بهذا، أو ذاك، إنما يبقى شىء ما هام جداً وعاجل لأقصى درجة ألا هو:
    لماذا نضرب فى مقتل شخصيات عربية ترفع راياتنا، بينما هناك مجال متسع لكل العرب النابهين للتألق.. إنها الغيرة القاتلة!
    الفارس النبيل محمد بن همام.. فعلاً.. ننعى معك، كل ما هو مجاملات.. ونذكرك أن الشجاعة نفسها مبدأ.. بل حل لكثير من مشاكلنا شكراً أبوجاسم الشجاع.
    «شم النسيم» فيه حرام قاتل!
    محمد الدسوقى رشدى – اليوم السابع
    معذور المواطن المصرى، كل الأشياء من حوله أصبحت قابلة للانفجار فى وجهه، أصبح يعيش فى قلب حقل من الألغام، يتحسس خطواته فى حذر، يسرق منه ضحكته وراحة باله وحقه الإنسانى فى حياة هادئة، وأوقات فراغ يستمتع خلالها بالتفكير والتخطيط للمستقبل.
    معذور المواطن المصرى يسير وبداخل قلبه وعقله يقين راسخ، بأن خطوته القادمة إن نجت من أفخاخ الانفلات الأمنى، فلن تنجو من قنبلة اقتصادية تحول أسرته إلى أشلاء، وإن نجا من الأولى والثانية فلن ينج أبدا من انفجار لغم قرار سياسى غير حكيم من رئيس غير مسؤول، ولا يعرف للاتزان النفسى والعقلى معنى، وإن نجا من الأولى والثانية والثالثة، فلن ينج من انفجار لغم غباء أهل السلطة فى وجهه، وفى وجه مستقبله بقرار مثل الصكوك أو الاقتراض الخارجى، وإن تحسس المصرى خطواته وأفلح ببركة المولى عز وجل فى تجاوز الأولى والثانية والثالثة والرابعة، فهو بكل تأكيد ضحية اللغم الأكبر والأخطر.. لغم التحريم.
    التحريم وما أدراك ما التحريم.. هذه السحابة السوداء التى أصبحت تظلل كل بقاع تحركاتك وحياتك على أرض مصر، منذ أن تخيل هؤلاء الذين يقدمون أنفسهم فى أثواب رجال الدين، أن السلطة قد دنت وتدلت وتهادت بين أيديهم التى كانت مغلولة من قبل بكلابشات الخوف من أمن الدولة، وانطلقوا.. لا للإصلاح أو المساهمة فى نشر خطاب دينى مختلف، يحرص على لم شمل الوطن الممزق.. بل نحو إشهار سلاح التحريم على كل صغيرة وكبيرة وكل شهيق وزفير يخص الأراضى المصرية، والمواطن المصرى بكل أنواعه.
    شهوة ما بعدها شهوة، انطلقت دون ضابط أو رابط لتحرم هذا، وتفتى بعدم جواز ذلك، وبحرمانية تلك، وعدم مشروعية الفعل الفلانى، أو الإقرار بأن هذا إثم، وهذه فى النار، وبعض من هؤلاء مهدور دمهم، والابتسامة فى وجه أولئك تأخذك إلى جهنم.
    حينما أحدثك عن فتاوى التشدد والغلو والتطرف، عن ثقافة التحريم التى تتسرب وتتوغل وتنتشر فى مجتمعنا وفى أرضنا، وتحتل الكثير من مساحات الحركة فى أيامنا، فأنا لا أدعوك إلى جدل فقهى، أو بحثى فى مسألة دينية، أنا فقط أختبر معك نوعا آخر من النقاش يخص التوقيت الصعب، والظروف القاسية والمرتبكة التى نعيشها، ولا يشعر بها شيوخ التطرف والغلو، ويخلطون الأولويات فيتركون ظلم الحكام وفسادهم وجوع الأطفال وتشردهم، ويهرولون نحو تحريم أعياد ميلادك، وعيد أمهاتك وتهانى إخوانك فى الوطن، وغيرها من التفاصيل الحياتية الصغيرة والبسيطة التى تمارسها يوميا، وأنت ترفع شعار طلب الستر والبركة من الله.
    باب الحرام الذى فتحه شيوخ التطرف علينا، وسمحوا لريح التخلف والقتل والتعصب والكره بأن تمر من خلاله، وصل بنا إلى حيث تحريم خروج المصريين فى نهار مثل نهارنا هذا للاحتفال بالربيع، أو شم النسيم، أو أكل الفسيخ بناء على فتوى تقول بعدم جواز احتفال المسلمين بأعياد شم النسيم، بل وحض المسلمين على منع مشاركة الآخرين بهذه الاحتفالات، وفى هذا الخصوص ومن على موقع صيد الفوائد، يقول الشيخ محمد بن إبراهيم أنه لا يجوز الاحتفال بشم النسيم، أو مشاركة المحتفلين به فى احتفالهم، أو حضور الاحتفال به؛ وذلك لما فيه من التشبه بالفراعنة الوثنيين، ثم باليهود والنصارى، والتشبه بهم فيما يخصهم محرم، فكيف بالتشبه بهم فى شعائرهم؟! ولا يجوز للتجار المصريين من المسلمين أو فى أى بلاد يحتفل فيها بشم النسيم، أن يتاجروا بالهدايا الخاصة بهذا العيد من بيض منقوش، أو مصبوغ مخصص لهذا العيد، أو سمك مملح لأجله، أو بطاقات تهنئة به، أو غير ذلك مما هو مختص به؛ لأن المتاجرة بذلك فيها إعانة على المنكر الذى لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله -صلى الله عليه وسلم- كما لا يحل لمن أهديت له هدية هذا العيد أن يقبلها؛ لأن فى قبولها إقرارا لهذا العيد، ورضاً به.
    هل يكره الإخوان عبدالناصر حقاً؟
    سعيد الشحات – مصراوي
    أعرف صحفيا إخوانيًا، سألنى بعد الخطاب الأول للدكتور محمد مرسى فى ميدان التحرير: «إيه رأيك، أظن الرئيس مرسى بيقرب من حالة عبدالناصر؟»، نظرت إليه مندهشا قائلاً: «إنت بتقارن عبدالناصر كده بمرسى فى السر، تقدر تقول كده فى العلن؟»، فواصل ضاحكا: «أنت بتمسك لى على الواحدة؟».
    كان سؤاله تلقائيا وقاله فى فورة حماس، والغريب أننى بعدها بأيام قليلة، التقيت مع عضو مجلس الشعب «الإخوانى» عن دائرتى، فسألنى نفس السؤال، وفى حوارات الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل مع الإعلامية لميس الحديدى، ذكر أنه قال لمرسى فى لقائه به بقصر الاتحادية: «سأغمض عينى وأتصور أننى جالس أمام جمال عبدالناصر رغم أنك قلت الستينيات وما أدراك ما الستينيات»، فرد مرسى ضاحكا: «ماكنوش كلمتين».
    شغلتنى هذه الحالة، وافترضت فيها سؤالا: «هل يكره كل الإخوان جمال عبدالناصر حقا؟، هل ينظرون جميعا إلى كل إنجازاته بوصفها خرابا ودمارا كما يعبر عن ذلك أحد قادتهم مثل الدكتور عصام العريان؟ ولماذا يعز عليهم أن يذكروا إيجابية واحدة فى حق الرجل؟ وهل يظنون أن التمسك بأسطوانتهم القديمة ضده لا تزال تجد صداها لدى الشعب المصرى، خاصة بعد أن ظهرت ممارساتهم فى الحكم أمام الكل؟».
    لا أستطيع أن أقدم إجابة شافية حول ذلك، ولم أجد تفسيرا لها سوى أن عبدالناصر يطاردهم سرا وعلنا، والأهم فى ذلك أنهم يضبطون أنفسهم على أسطوانة واحدة فى النظرة إلى الرجل رغم مرور 43 عاما على رحيله، وحدثت فى هذه السنوات متغيرات كثيرة، وظهرت وثائق، وقيلت شهادات عن طبيعة الصراع بين جماعة الإخوان وثورة يوليو فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى.
    قال الدكتور محمد مرسى، فى عيد العمال وهو فى مصنع الحديد والصلب بحلوان، إنه سيستكمل ما بدأه جمال عبدالناصر، وذكر اسم الدكتور عزيز صدقى وزير الصناعة فى عهد عبدالناصر الذى نفذ مخطط التصنيع الهائل، فدوت القاعة بالتصفيق المدوى، ولو تأمل الإخوان ذلك لعرفوا أن هذا استفتاء على منجزات الرجل، بالرغم من مرور 43 عاما على رحيله، مما يعنى أن أسطوانتهم المعهودة بدمغ مرحلته بكل السخائم يستقبلها الناس بأذن ويخرجونها من الأذن الثانية، ولا يعنى ذلك أن تلك المرحلة لم تحمل سلبيات.
    فى تفسير ما حدث من مرسى، قال البعض إنه لم يتوقع أن يرى هذا الصرح بكل هذا الشموخ، وربما كان يظن أنه سيجد كيانا أقرب إلى الورشة أو يكبرها قليلا، ولما صدمته المفاجأة قال ما قاله دون إعداد مسبق، وربما تجد لهذا الاعتقاد رجاحة حين تتابع تعقيب كتابات صحفيى الإخوان حول ذلك، فبدلا من الاعتراف بما قاله مرسى، استدعوا الأسطوانات القديمة التى تتحدث عن عبدالناصر، وكأنه لم يفعل شيئا لصالح مصر، مما يقودك إلى شيئين، الأول أن الرجل خرج عن النص الإخوانى فأحدث لهم ارتباكا، أو أنه قال كلامه فى محاولة لكسب شعبية لدى البسطاء الذين يحنون لعبدالناصر كقيمة ورمز، ولما وجدوا أن هذه المحاولة تشطب كل ما تحتوى عليهم أسطوانتهم، سنوا أقلامهم لوقف هذا الخطر الكبير عليهم.

    رجل التاريخ والتحولات الكبرى..
    يوسف الكويليت - الرياض
    من الصعب حصر ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله من منجزات كبيرة، على الصعيدين الداخلي والخارجي في الذكرى الثامنة للبيعة، وهي أعمال طالت كل المجالات، سواء في التعليم عندما ارتفع عدد الجامعات إلى أربع وثلاثين جامعة، عدا المعاهد والكليات ومراكز التدريب وغيرها، ثم ما يزيد على مائة وخمسين ألف طالب وطالبة تم ابتعاثهم لجامعات العالم المرموقة ليكونوا نواة القفزة المهمة إلى الأمام في المستقبل القريب..
    كذلك الأمر بالنسبة إلى المرأة التي صعدت إلى مراكز عليا في الجامعات ومجلس الشورى، ومثلت أدواراً مهمة كعضوات في مؤسسات دولية، إضافة إلى حضورها في مجال التعليم والصحة والبحث العلمي والمواقع الثقافية والاجتماعية، والإعلامية وغيرها..
    وفي الشأن التنموي قفزت أرقام الميزانيات إلى أعداد فلكية، ذهبت إلى إنشاء المدن الاقتصادية، والتعدين؛ حيث رأس الخير سيصبح أهم مجمع للصناعات التعدينية كرافد للنفط، وهناك مشاريع الطاقة المستدامة النووية والشمسية، والرياح وغيرها، وهي مفصل في مستقبل وطننا المعتمد على المورد الواحد، هذا عدا الإضافات الكبيرة في مشاريع الطرق والموانئ والمطارات، والملاعب الرياضية، والإسكان والمياه والتعليم وغيرها..
    وإذا كان الإعلام يشهد قفزة نوعية في المرئي، والمسموع والمكتوب فإن هامش الحرية الذي اتسع في هذا العهد، لا يقبل التهور والتجني، ولكنه يرحب بالنقد الموضوعي، حتى إن كشف التجاوزات والأخطاء أعطى الإعلام (لنزاهة) دور محاربة الفساد كرافد أساسي في نشر كل ما يصدر منها، وهي صيغة المكاشفة الحقيقية وردع المتسبب سواء أكان جهة حكومية أم أهلية..
    ونأتي إلى توسيع دائرة المواطنة حين جاء الحوار الوطني خطوة في تبادل الرؤى والأفكار وطرح المفاهيم بعيداً عن المناطقية والقبلية، والمذهبية، لأن الوطن قامت أسس وحدته، على مضمون الوطن الواحد دون تمييز، ويتصل هذا الأمر بالخارج عند تأسيس مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وكذلك تشمل هذه الطروحات حوار المذاهب والحضارات، وهي سابقة نموذجية في مغزاها وأهدافها، وقد نالت ترحيباً دولياً، لأن هذا المشروع يوقف أبواب التعصب والفصل العنصري وحروب الأديان والقوميات وغيرها، باعتبار الحوار المدخل لحل الإشكالات الموروثة، والالتقاء على مبادئ التعايش السلمي دون فقدان الهويات والعقائد، لكن في فضاء الحريات المفتوحة..
    نتيجة هذه الأعمال الكبيرة في زمن لم يصل إلى عقد من السنين، اعتُبرت شخصية الملك عبدالله، أحد الرموز العالمية المؤثرة، ليس في نطاقها الداخلي، وإنما على المستوى العالمي، وهذا تشريف لرجل أعطى من وقته الشيء الكثير، وحتى في مراكز الكوارث والحروب والمجاعات، أكدت المملكة أنها من أهم الدول الداعمة للأعمال الإنسانية، ولم تخص فئة، أو ديناً أو بلداً ما، بل ذهبت لتلك المواقع تقدم معوناتها بروحها وصفتها الإنسانية..
    الملك عبدالله الذي غلبت على سلوكه شخصية الأب والصديق الصادق، هو رمز لهذا الوطن بكفاءة ما أعطى وقدم، فكان النموذج للإنسان بكل خصائصه الروحية..

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 363
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-08, 10:14 AM
  2. اقلام واراء عربي 333
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-04, 10:13 AM
  3. اقلام واراء عربي 312
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:06 AM
  4. اقلام واراء عربي 311
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 11:05 AM
  5. اقلام واراء عربي 275
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:13 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •