13/5/2013
أقلام وآراء حماس (334)
أنا فلسطيني وجواز سفري مزور
د. فايز أبو شمالة / المركز الفلسطيني للإعلام
المأمول من زيارة أردوغان
حسام الدجني / المركز الفلسطيني للاعلام
زيارة القرضاوي تأكيد على إسلامية القضية الفلسطينية
مصطفى الصواف / الرسالة نت
انتبهوا.. إنكم تهدمون الوطن !!
محمد لافي / فلسطين اون لاين
"إسرائيل" والرهان على الدولة العلوية
صالح النعامي / فلسطين الان
|
أنا فلسطيني وجواز سفري مزور
د. فايز أبو شمالة / المركز الفلسطيني للإعلام
أحمل جواز سفر فلسطينيا مزورا، لأن جواز السفر الذي أحمله صادر عن الجهات الفلسطينية نفسها التي منحت الشيخ القرضاوي جواز سفره الفلسطيني، وقد أعلنت اللجنة المركزية لحركة فتح أن القرضاوي يحمل الآن جواز سفر فلسطينيا مزورا، وقد صرت اليوم مطلوباً، لأن وزارة الداخلية في رام الله طالبت دول العالم بإلقاء القبض على الشيخ القرضاوي حامل جواز السفر الفلسطيني المزور.
فما العمل؟ من أين نحصل على جواز السفر، نحن الفلسطينيين الذين قررت حكومة رام الله معاقبتنا بهويتنا؟ وهل هنالك أوسع من صدر رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية كي يمنحنا جواز سفرنا الفلسطيني، ويمنحه في الوقت نفسه للشيخ القرضاوي؟
فماذا نعمل كي نحول دون سلب الفلسطيني جنسيته؟ وهل سمعتم عن حكومة في الدنيا تحرم مواطنيها من جواز السفر؟ هل مر عليكم رئيس سلطة أو رئيس دولة يحارب الفلسطيني في راتبه، وفي جواز سفره؟
لقد احترم اليهودي الصهيوني الذي يغتصب أرضنا، ويهددنا بوجودنا، احترم قانون الاحتلال، ولم يستطع أن يوجه لي شخصياً أي تهمة بعد اعتقالي سنة 1977، فرد لي راتبي كاملاً، واعتذر عن فصلي من عملي، ولكن بعد أن أصدرت المحاكم الصهيونية حكمها بسجني ثمانية عشر عاماً، جاء قرار الفصل من العمل، وتم قطع الراتب، أما الحكومة الفلسطينية في رام الله فإنها تقطع راتب الموظف دون سابق إنذار، وتسحب جواز السفر من الفلسطيني الذي يرفض شروط الرباعية، ويصر على أن فلسطين، كل فلسطين ملك خالص للعرب الفلسطينيين.
فماذا نفعل نحن الفلسطينيين الذين ترفض حكومة رام الله أن تمنحنا جواز سفر، وتطردنا من فلسطينيتا؟ إلى أي الجهات الدولية نذهب لنشتكي على حكومة فلسطينية في رام الله تقطع الراتب، وتحرمنا من أصلنا الفلسطيني، وتقطع تواصلنا بالأرض؟ وأين جامعة الدول العربية، ومنظمات حقوق الإنسان التي تطبل وتزمر لأتفه القضايا في قطاع غزة؟ أين أنتم من حرمان الفلسطيني من جواز السفر؟ وأين أنتم من حملة التشهير والتشويه لجواز السفر الذي يصدره رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني المنتخب شرعياً؟.
وهل تصدقون بأن السيد محمود عباس سيلتزم بنتائج الانتخابات التشريعية القادمة، وهذا المجلس التشريعي الحالي والمنتخب بأعضائه وعناصره ورجاله ورئيسة ونائب رئيسه، لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، وهم الذين فازوا من خلال انتخابات تشريعية جاءت بعد عام على انتخاب محمود عباس رئيساً، أي أن الانتخابات التشريعية قد جبت ما قبلها من انتخابات رئاسية، ولكن السيد عباس الذي يسيطر على الأجهزة الأمنية، يمنع بقوة السلاح أعضاء المجلس التشريعي من دخول مبنى البرلمان في رام الله.
فأي التفاف على الحقائق هذا الذي يمنع انعقاد المجلس التشريعي، في الوقت الذي يدعو فيه عباس لانتخابات مجلس تشريعي؟
من الواضح أن الشيخ يوسف القرضاوي لا يقف وحيداً في معركة جواز السفر الفلسطيني، فهناك آلاف الفلسطينيين يحملون جواز سفر فلسطينيا مزورا! إنهم آلاف المقاومين الذين يطلقون الصواريخ على المدن الصهيونية، وإنهم العديد من الأسرى المحررين من السجون الإسرائيلية، وإنهم الرافضون للمعادلة السياسية التي تقدس التفاوض، وتحارب المقاومة.
المأمول من زيارة أردوغان
حسام الدجني / المركز الفلسطيني للاعلام
أعلن رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان عن موعد زيارته التاريخية لقطاع غزة المحاصر نهاية شهر مايو الجاري، رافضاً الضغوط الأمريكية التي عبر عنها وزير الخارجية جون كيري لتأجيل الزيارة، في دلالة واضحة للتحولات الهامة التي تشهدها تركيا، والتي كان لبصمات السيد أردوغان وحزبه العدالة والتنمية أثر كبير عليها، فالمدرسة الأردوغانية سيكتب التاريخ عنها الكثير، وسيخرج من رحمها العديد من النظريات التي تصنع رجالات دولة.
منذ اللحظة الأولى للانقلاب الإقليمي والدولي على خيار الشعب الفلسطيني الديمقراطي في يناير/2006م، فتحت تركيا أبوابها للحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة حماس، واستقبلت رموزها، وساهمت بشكل كبير في تآكل حلقات الحصار، ثم جاء موقف السيد أردوغان وكلمته المدوية ضد الجرائم الإسرائيلية بغزة وخروجه المشرف من مؤتمر دافوس خلال حرب الفرقان.
لم ينس الشعب الفلسطيني تضحيات أشقائه الأتراك في عرض البحر المتوسط، بعد أن مارست (إسرائيل) عمليات قرصنة بحرية في المياه الدولية ضد سفن وقوافل كسر الحصار، حيث هاجمت سفينة مرمرة وقتلت وجرحت العشرات من أبناء الشعب التركي العظيم، ومنعتهم من الوصول لشواطئ غزة، ليعانق الدم التركي دم أخيه الفلسطيني، ليرسموا لوحة الحرية، وكسر الحصار، ورفض الظلم، فكان الموقف الجريء من قبل السيد أردوغان بقطع العلاقات الدبلوماسية بين تركيا و(إسرائيل)، ووضعتم شروطاً ثلاثة لعودة العلاقات الدبلوماسية مع (إسرائيل)، وكنتم أوفياء لغزة، فكان شرط رفع الحصار عن قطاع غزة من بين الشروط الثلاثة، وعندما اعتذرت (إسرائيل) لكم، وأعلنت أنها استجابت لشروطكم الثلاثة وهي الاعتذار، والتعويض، ورفع الحصار عن غزة، إلا أننا في غزة بدأنا نسمع بتصريحات من قبل قادة الصهاينة تتنصل من شرط رفع الحصار، بل زادت (إسرائيل) من حصارها لغزة، ونحن على ثقة بأنكم تتابعون ذلك، وأنكم لن تقبلوا بإعادة العلاقات الدبلوماسية إلا بالاستجابة للشروط الثلاثة.
إن الشعب الفلسطيني يتطلع باهتمام لزيارتكم الكريمة، ويأمل أن تساهم تلك الزيارة في وضع بعض الحلول لمشاكله اليومية، وربما من أهم تلك المشاكل مشكلة شح المياه الصالحة للاستخدام الآدمي، وربما تركيا من الدول البارعة في مشاريع تحلية مياه البحر، وهذا المشروع الاستراتيجي سيكون له أثر كبير على مستقبل الأجيال القادمة، وعلى تعزيز صمود المواطن الفلسطيني على أرضه ووطنه حتى تتم العودة لبلدانه الأصلية داخل فلسطين التاريخية.
أيضاً يأمل الشباب الفلسطيني من السيد أردوغان أن يكون لزيارته بصمات إيجابية في وضع حلول لبطالة الخريجين الجامعيين الذين ينتظرون منذ سنوات فرص عمل، وبدون مساعدة الدول العربية والإسلامية لا يمكن تجاوز هذا الملف.
ونأمل أن تحمل زيارتك بشرى زيادة في عدد المنح الدراسية في التخصصات العلمية والأدبية، فبالعلم تنهض الأمم، وشعبنا توّاق للعلم والتعلُّم، ولكن ظروفه الاقتصادية تقف حائلاً أمام طموحات الشباب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.
الخلاصة: حللت أهلاً ونزلت سهلاً، فغزة تنتظرك، وبحضورك كسر للحصار السياسي الظالم، وبقدومك براً أو بحراً رسالة قوية للاحتلال، ولكنها أقوى بقيمتها لتضحيات شهداء وجرحى وأسرى فلسطين، وستستقبلك غزة استقبال الفاتحين الأبطال.
زيارة القرضاوي تأكيد على إسلامية القضية الفلسطينية
مصطفى الصواف / الرسالة نت
غادر الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي قطاع غزة، وثلة العلماء الكرام التي صاحبته في الزيارة الكريمة التي أثلجت صدور الفلسطينيين في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفلسطين المحتلة من عام 48 وفي كثير من بقاع المسلمين؛ لأن هذه الزيارة أكدت على البعد الإسلامي للقضية الفلسطينية الذي حاول أعداء الإسلام إبعاد القضية عن عمقها وبعدها الإسلامي، فجاءت هذه الزيارة لتؤكد على أن فلسطين إسلامية عربية وأنها تحيا ببعديها العربي والإسلامي.
فلسطين منذ أن دخلت الإسلام واعتبرت ارض وقف إسلامي مر عليها الكثير من الغزوات والاحتلالات لم يحررها أصحاب العقائد المنحرفة الفاسدة وحررها من اعتنق الإسلام فكرا ومنهجا، ولن يحرر فلسطين اليوم لا علمانيين ولا يساريين يحملون عقيدة فاسدة وفكرا منحرفا لا يصلح مع فلسطين أرضا وإنسانا، فلذلك كانت الهجمة الشرسة التي تعرضت لها زيارة العلامة القرضاوي ووفد العلماء من قبل أصحاب هذه الدعوات والتي وصلت حد الإسفاف والهبوط الأخلاقي وممارسة الكذب البواح وما يشهد على ذلك ما نسبوه إلى الشيخ رائد صلاح من قول ينفيه المنطق والعقل وعقيدة الرجل.
المعترضون على زيارة القرضاوي صنفان، الأول إما معاد للإسلام فكرا ومنهجا ولديهم فوبيا الإسلام لأنهم يدركون أن عودة فلسطين لبعدها الإسلامي يهدد وجودهم الفكري والعقدي ويتناقض مع دعواتهم اليسارية المرتبطة بأجندة فكرية وعقيدة مخالفة لعقيدة الشعب الفلسطيني وهذا احد أسباب تراجعهم في الساحة السياسية الفلسطيني إلى مرحلة قد تصل إلى الاندثار ووجود بعضهم سيكون رمزي غير مؤثر في الساحة السياسة الفلسطينية، لذلك لم يكن الاعتراض سياسي او نتيجة مواقف الشيخ المؤيد واو المعارضة للقضية الفلسطينية رغم أن موقف الشيخ واضح من القضية الفلسطينية دعما وإسنادا، أضف الى ذلك مجاملة اليسار لحركة فتح ومنظمة التحرير التي تسيطر عليها حركة فتح وتتحكم في المال المخصص لهذه الفصائل.
أما الصنف الثاني فكان اعتراضه على الزيارة تحركه أحقاد مركبة سياسية وفكرية، وليس له علاقة بحقوق أو ثوابت فلسطينية أو إسنادا أو كرها للقضية والشعب؛ لأن القرضاوي خير من دافع عن القدس وخير من دافع عن المقاومة ودعا كثيرا إلى ضرورة عدم التنازل عن الأرض والحقوق والثوابت وحق العودة، وفي كل مرة يؤكد أن فلسطين كل فلسطين هي ارض فلسطينية وان ليس من حق أحد أن يتنازل عن حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني وان من يفعل ذلك فهو خائن لدينه ووطنه وشعبه وهذا ما زاد الطين بلة بالنسبة لهذا الصنف الذي اعتبر مواقف القرضاوي شخصية موجهة له فوصلت الهجمة درجة الإسفاف واستخدام أسلوب غير حضاري للتعبير عن الاختلاف أو الاعتراض.
هذا الصنف اعترض من باب المناكفة السياسية وتحت حجج واهية لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية الفلسطينية وليس لها تأثير على الانقسام أو المصالحة لأن من تابع كلمات الشيخ القرضاوي في كل الأماكن التي تحدث فيها أكد على الوحدة وإنهاء الانقسام و على التمسك بالحقوق والثوابت ورفض المبادرة العربية ورفض فكرة التنازل أو التبادل لأرض فلسطين؛ لأن فلسطين كل فلسطين هي حق للشعب الفلسطيني، وان من حرك هذا الصنف هو فوبيا الشرعية الزائفة ووحدة التمثيل الفلسطيني هي نفس "التوشيحة" المتكررة مع أي شخصية تزور قطاع غزة سياسية كانت أو دينية أو حتى ثقافية أو رياضية.
حل القرضاوي ضيفا مكرما عزيزا على فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة واستقبل استقبالا يليق بمكانته وحملت رسالته أبعادا متعددة سياسية وعقدية وفكرية ومضت زيارته وغادر قطاع غزة والوفد المرافق له سالما غانما معافى، ومضت ساعات زيارته أسرع من البرق ولكن آثارها باقية وشحنتها النفسية والمعنوية عالية.
ورسالة القرضاوي أنعشت قلوب المؤمنين بحق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وإقامة دولته على كامل التراب الأمر الذي أغاظ الكارهين للحق الفلسطيني، زيارة القرضاوي حملت في جلها رسالة تؤكد على البعد الإسلامي وان الأمة الإسلامية والتي يمثلها العلماء تقف الى جانب الشعب الفلسطيني حتى تحقيق حقوقه وستعمل على تحريض الأمة نحو الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني وعدم التفريط بحقوق وثوابت الفلسطينيين.
انتبهوا.. إنكم تهدمون الوطن !!
محمد لافي/ فلسطين اون لاين
في الأيام الأخيرة راجت بضاعة جديدة على صفحات المواقع والفيسبوك، بضاعة يباع فيها الغالي بالرخيص، أصحابها يتدافعون للنيل من شخصيات عامة، أو من رموز وطنية، وحتى وصل الأمر للقدح بالمقاومة وفلسفتها، والربح فقط أن يظهر أصحاب هذه الأقلام بمظهر البطل الجريء، والمنادي بالحرية المفقودة، وهؤلاء هم أشخاص ومجموعات يجتهدون في تشويه كل ما يجمل الصورة في غزة، وعندما انبهر العالم بما فعله شعبنا في غزة على صعيد مواجهة الحصار بحفر الأنفاق وجلب البضائع، وتحدي الاحتلال وصمود الشعب كله في عواصف العدوان ترى هؤلاء ينزوون في الظل لأن العاطفة الوطنية في أحسن حالاتها، وينتظرون الأيام لتضعف هذه العاطفة مع تفاصيل وتزاحم الحياة اليومية، فيتقدم هؤلاء الأبطال – أبطال من ورق- من جديد ليشيعوا الأكاذيب ويهولوا من دقائق الأخطاء، وتطفوا على السطح مرة أخرى صورة يملؤها السواد والتشاؤم، وتتخلخل النفوس الساكنة الوادعة فترتبك وتتشاءم وتكثر الأقاويل وتتضاءل الأفعال وتضعف الولاءات للوطن بعد أن تتراجع التضحيات .
قطاع غزة الذي يعج بالحركة والعطاء حتى بات كل فلسطيني يتفاخر بانتسابه لفلسطين من أجل غزة، غزة التي جمعت بين سلاح المقاومة وسلاح الحكومة دون ملاحقة أو خلط في المهام، غزة التي تنطلق في صد العدوان في تناغم رائع بين المقاومة والإعلام والأجهزة الأمنية وجموع الشعب كله، غزة التي تخوض حرباً ضد العملاء وتنعم بالحرية كاملة دون المساس بالقيم والتقاليد الوطنية، غزة التي ينعم أهلها بالنوم العميق دون خوف على بيوتهم أو مركباتهم التي تنتظرهم صباح اليوم الجديد، غزة التي يتجول فيها الأجانب والضيوف في كل شوارعها دون حراسة، غزة التي يتعايش فيها أهلها من مسيحيين ومسلمين جنبا إلى جنب، هذه غزة التي نعرفها، فإذا هم يتحدثون لنا عن غزة أخرى، غزة –كما يروونها- تعج بالفلتان الأمني، وملاحقة المعارضين السياسيين، غزة تمتلئ سجونها بالخصوم السياسيين والمظلومين، غزة التي يفر منها شبابها مهاجرين إلى بلاد الغربة طلبا للحرية، غزة التي تلاحق فيها النساء غير المتحجبات والشبان أصحاب الشعر الطويل، غزة التي تمنع المواطنين من السفر وتقهرهم، .... وكأنهم يتحدثون عن غزة أخرى غير التي نعرف !!
ويحاول البعض التماهي مع الإعلام المصري الذي يحارب كل ما يقول به الإسلاميون بعد الثورة – رئاسة وتشريعي وحكومة- بسبب حكم الإخوان، ووصل الأمر إلى خروج اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير – مستيقظين من نومهم العميق – منادين برفضهم لمحاولات "أخونة " و"طلبنة" المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة، ألا تتذكرون أنهم ملؤوا الدنيا صياحا قبل أعوام: لا للإمارة الإسلامية في غزة ولا لطلبنة غزة، فلا تم أخونة غزة ولا أعلنت الإمارة الإسلامية في غزة، وكأن ما يكتبه هؤلاء مخطط له مع أولئك فيمهدون لهم الأحوال لتستقبل تصريحاتهم دون تمحص أو انتباه .
شعبنا مسلم ومحافظ على هويته الإسلامية، ونحن في القطاع كأسرة واحدة نتلمس آلامنا ونخفف من شكوانا، ونضمد جروحنا، ومن أبرز ما يغيظ العدا هذا التماسك الرائع، فينفث بين الحين والآخر سموما قد يتشربها البعض على حسن نية أو سذاجة مقصد، وأن هذه الكلمات المسمومة تعمل على النيل من رموز الوطن ومقدراته المقاومة، فتصل الصورة مخلوطة ومغلوطة في ذهن الرأي العام، فتضعف القيمة الوطنية جراء هز صورة القيادات والنماذج الوطنية المشرفة، وهنا يتساءل المواطن لمن إذاً سيناضل ويضحي ؟
ومن المستفيد من دم الشهداء الذين يسقطون - وما زالوا - لأجل الوطن، ومن المستفيد من سنوات السجن وقهر السجان، وعندها لن يجد المواطن إلا بما قاله الشاعر أحمد مطر في قصيدته "يسقط الوطن" : نموت كي يحيا الوطن .. يحيا لمن ؟...لابن زنى يهتكه ثم يقاضيه الثمن؟! ..... تف على هذا الوطن! وألف تف مرة أخرى ! على هذا الوطن!...
هذه الصورة المهترئة للوطن في أذهان البعض تكون بيئة ناضجة لأن تزرع فيها الحقد والكره لهذا الوطن، فبالله عليكم هل تجد حينها من يضحي بحياته وحياة أبنائه لأجل هذا الوطن الذي ينتظر الكثير الكثير ...لذلك نقول لمن يتوارى حين يجد الجد ويُبذَل الدم لا يحق لك أن تطيل لسانك على العاملين ليل نهار لخدمة الوطن وتحرير الوطن، وإن هم أخطؤوا فهم بشر، ومن أراد أن ينتقد فعليه أن يدخل تفاصيل الحياة من معركة النهار وجهاد الليل وأن نقيم هذه الأخطاء على أرضية الصورة الكاملة دون اقتطاع متعمد ... فيا هؤلاء: انتبهوا ... إنكم تهدمون الوطن.
"إسرائيل" والرهان على الدولة العلوية
صالح النعامي / فلسطين الان
على الرغم من الضبابية المتعمدة ومحاولة النأي بالنفس الظاهرية، فإن الهجمات التي نفذتها "إسرائيل" ضد أهداف داخل سوريا وفي محيط دمشق، وبالقرب من الحدود اللبنانية تدلل على أن "تل أبيب" تتبع استراتيجية واضحة المعالم تجاه الأحداث في سوريا، وتشمل هذه الاستراتيجية تتضمن المركبين التاليين: تصفية مقدرات الدولة السياسية، والتأثير على شكل سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
معضلة غياب الإطار السلطوي
على الرغم من إن موازين القوى ظلت تميل إلى جانب "إسرائيل" بشكل كبير، إلا إن ما لدى سوريا من منظومات أسلحة تقليدية وغير تقليدية، نظرت إليه دائرة صنع القرار في "تل أبيب" دوماً على إن بإمكانه أن تمثل خطراً استراتيجياً على "إسرائيل"، حيث إن صواريخ سوريا بإمكانها أن تضرب إيلات في أقصى الجنوب وكريات شمونا في أقصى الشمال. صحيح أن مخزون سوريا من السلاح، لاسيما الصواريخ بعيدة المدى كانت لدى النظام السوري منذ وقت بعيد، لكن سقوط النظام أو تفكك الدولة السورية يحمل في طياته مخاطر جمة، تتمثل في وقوع هذا السلاح في أيدي جماعات لا تمثل إطاراً سلطوياً، يصعب على "إسرائيل" ردعها وزجرها، على اعتبار أنها لا تمثل إطاراً سلطوياً بالإمكان تهديده لإنه لا يشعر بالتزام تجاه مؤسسات حكم منتظمة. ومما يزيد الأمور تعقيداً بالنسبة للإسرائيليين الحقائق الجيواستراتيجية، حيث إن المدن الكبرى والحواضر الإسرائيلية المهمة، والمرافق الاقتصادية والصناعية ذات الثقل الكبير تقع في مرمى النيران السورية، مما زاد من خطورة وقوع السلاح السوري في أيدي جماعات "غير سلطوية" . وعلى الرغم من إن "إسرائيل" ظلت تتذرع بأنها أقدمت على عمليات القصف لمنع نقل سلاح " كاسر للتوازن " لحزب الله، إلا إن هناك ما يدلل على أن التشبث بهذه الحجة يأتي من أجل توفير المسوغات لضرب مقومات الدولة السورية، في وقت تبدو فيه "تل أبيب" متأكدة أن نظام عائلة الأسد الذي ضمن هدوء الحدود لعقود يوشك على الانهيار والتلاشي. وهناك في إسرائيل من يرى أن لدى حزب الله وإيران وسائل مبتكرة لضمان إيصال السلاح النوعي لحزب الله، دون أن تتمكن "إسرائيل" من الإحاطة بذلك، بدليل أن لدى حزب الله صوايخ بعيدة كاسرة للتوازن منذ زمن بعيد.
الدولة الدرزية
تبدي "إسرائيل" من خلف الكواليس اهتماماً منقطع النظير بإمكانية تأثيرها على طابع صيغة الحكم التي تتبع سقوط نظام الأسد. إن السيناريو المفضل الذي تحبذه إسرائيل هو تفكك الدولة السورية إلى دويلات. وقد عبر عن هذا التوجه الجنرال عوزي ديان، الذي سبق له أن شغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي، ورئس شعبة الاستخبارات العسكرية، حيث دعا إلى الدفع نحو تقسيم سوريا إلى أربع دويلات، سنية، علوية، كردية، درزية، وعبر عن أمنيته أن تكون الدولة الدرزية تقع على الحدود مباشرة مع "إسرائيل"، على اعتبار أنها ستكون الأكثر حرصاً على الحفاظ على أمن "إسرائيل"، مشيراً إلى أن القيادات الدرزية في الجولان وداخل "إسرائيل" المندمجة في قلب المؤسستين العسكرية والمدنية الإسرائيلية ستلعب دوراً مهماً في ترويض القيادات الدرزية السورية وتدفعها للتوصل لتفاهمات صامتة مع إسرائيل. ويرى ديان أهمية قصوى لوجود دولة درزية على الحدود مع "إسرائيل" على اعتبار أن هذه الدويلة ستتولى مهمة إبعاد مقاتلي الجماعات الإسلامية وتمنعهم من الوصول إلى هضبة الجولان لاتخاذها نقطة انطلاق للعمل ضد "إسرائيل".
الدولة الكردية والعلوية
ليس هذا فحسب، بل إن ديان ( ابن شقيق وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق والاسطوري موشيه ديان القائد) يرى أن وجود دولة كردية في سوريا يتيح لـ"إسرائيل" إقامة علاقات معها من أجل التأثير سلباً على تركيا في حال واصل أردوغان خطه المتشدد تجاه "إسرائيل".
في "إسرائيل" يرون أن هناك احتمالا كبيرا أن يسهم تشكيل دويلة علوية على الساحل اللبناني في تعزيز الأمن القومي الإسرائيلي، من خلال تطورين محتملين:
أولاً: مخاوف العلويين من السنة وانتقامهم سيدفعهم لتعزيز علاقاتهم مع قوى خارجية، وعلى رأسها "إسرائيل"، مما يتيح لـ"إسرائيل" العمل بشكل "شرعي" داخل سوريا بعد سقوط نظام الأسد. ويذكرون في "إسرائيل" نموذج الموارنة في لبنان، حيث مكن الصراع الطائفي في لبنان "إسرائيل" من إقامة تحالف مهم مع الموارنة.
ثانياً: وجود دولة علوية في سوريا قد يعزز التوجهات الانفصالية للعلويين في تركيا، وهذا بحد ذاته مصلحة عليا لـ"إسرائيل" لإنه سيدفع تركيا لمشاكل من نوع يقلص من قدرتها على التفرغ للاهتمام بالصراع العربي الإسرائيلي.