اقلام واراء حماس 342
22/5/2013
مختارات من اعلام حماس
أردوغان واقتراب موعد زيارته إلى غزة
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، جمال أبو ريدة
إلى يائير لبيد.. اليوم غزة وغدًا القدس
المركز الفلسيني للإعلام ،،،، د.عصام شاور
صناعة البلطجة فى مصر
فلسطين الآن ،،، أحمد منصور
إغلاق معبر رفح وعلاقة حماس بالإخوان
المركز الفلسطيني للإعلام ،،،، أحمد أبو رتيمة
إعلام شامت
فلسطين اون لاين ،،، يوسف رزق
أردوغان واقتراب موعد زيارته إلى غزة
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، جمال أبو ريدة
مع اقتراب نهاية الشهر الحالي (مايو/2013م)، تقترب غزة أكثر مع موعد زيارة رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أردوغان"، وهي الزيارة التي إن تمت في موعدها، فإنها ستحمل الكثير من الرسائل السياسية المهمة إلى الأطراف جميعًا في المنطقة العربية، بل وفي العالم أجمع، أهمها شرعية الحكومة الفلسطينية برئاسة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، وهو الأمر الذي حاولت بل حاربت الكثير من الأطراف في المنطقة، وفي مقدمتها السلطة الفلسطينية على نزعه، ولعل الحصار (الإسرائيلي) الظالم المفروض على غزة منذ منتصف العام 2007م، ومن ثم العدوان (الإسرائيلي) الأول في العام 2008م، والثاني في العام 2012م، كانت جميعًا من أجل الوصول إلى هذه الغاية "السوداء"، ولكن كل هذه السياسات العدوانية فشلت فشلاً ذريعًا في تحقيق أهدافها، وظلت الحكومة الفلسطينية في غزة قائمة إلى يومنا هذا، بل وحققت في السنوات السبع الماضية الكثير من الإنجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، الأمر الذي أقنع الكثير من الأطراف العربية والإسلامية بخطأ مقاطعتها للحكومة في غزة، وأن الواجب عليها استدراك هذا الخطأ بالمسارعة في زيارة غزة، والاعتراف بشرعية حكومة رئيس الوزراء هنية.
ولعل من المفيد القول إن زيارة "أردوغان" إلى غزة نهاية الشهر الحالي، لن تكون كبقية الزيارات الكثيرة التي تمت إلى غزة حتى الآن، وتحديدًا زيارة أمير قطر حمد بن جاسم، فقطر من وجهة نظر السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" معًا، متهمة بالعمل ضدهما، وذلك من خلال الاقتراب أكثر من حكومة رئيس الوزراء هنية، عبر تقديم يد العون والمساعدة لها، وبغض النظر عن صحة هذا القول من عدمه، فإن السلطة وحركة "فتح" معًا هذه المرة لن تستطيعا توجيه هذه الاتهامات إلى تركيا، الدولة الإسلامية الصاعدة سياسيًا واقتصاديًا، والتي زارها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، لكسبها إلى صفه في مواجهة حركة "حماس"، وبالتأكيد كان موضوع الزيارة على جدول أعمال الرئيس عباس في الزيارات الأخيرة على وجه التحديد، وتأكيد "أردوغان" على الزيارة بعد كل هذه الزيارات لرئيس السلطة لأنقرة، له تفسير واحد وهو عدم صوابية موقف السلطة من الزيارة، أنها تعزز الانقسام الفلسطيني، وأن الوقت قد حان لتصحيح هذا الخطأ القاتل، الذي لا تزال السلطة الفلسطينية بشكل عام، والرئيس محمود عباس شخصياً مقتنعين به.
ويمكن القول إن هناك أسباباً عدة وراء إصرار "أردوغان" على زيارة غزة نهاية الشهر الحالي، رغم كثرة التدخلات الإقليمية والدولية لثنيه عنها، أولها –في حدود علمي- الرغبة التركية في العودة إلى المنطقة العربية من بوابة غزة، بعدما غابت تركيا قسرًا عن المنطقة طوال المائة عام الماضية، وهي المنطقة التي كانت أحد أهم مكونات الدولة العثمانية لما يقارب الأربعمائة عام، ولا أعتقد أن هناك قيادة تركية تستحضر هذا التاريخ العريق لها في المنطقة العربية، يمكن لها أن تخضع لمزاج أحد من أطراف المؤامرة على حركة "حماس"، وهي الأطراف التي ذهبت إلى استخدام "الفزاعة" الأمريكية لثني "أردوغان" عن الزيارة، وهو الأمر الذي حمله وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" في زيارته إلى أنقرة، ولكن الرد التركي كان واضحا وهو عدم القبول بالتدخل الخارجي في السياسة التركية مطلقاً، وأن تركيا وحدها هي التي تحدد من تزور من عدمه، ويبدو أن هذه الرسالة قد وصلت إلى الإدارة الأمريكية بشكل واضح ولاقت قبولها، عكس ما يعتقد البعض من الحكام العرب الذين لا يزالون إلى يومنا هذا يسبحون بحمد أمريكا ويشكرون.
وإن كان هناك ما يبرر لـ(إسرائيل) الضغط على الإدارة الأمريكية لممارسة ضغوطاتها على "أردوغان" لتأجيل زيارته إلى غزة، وذلك حتى استجابة حركة "حماس" لشروط الرباعية الدولية، فإنه من غير المبرر أن يكون تأجيل الزيارة هو مطلب السلطة الفلسطينية أيضاً، ولكن هذه المرة بحجة أن الزيارة تعزز الانقسام الفلسطيني، وغاب عن السلطة أن تحريضها المستمر ضد حكومة رئيس الوزراء هنية كان سبباً رئيساً في العدوان (الإسرائيلي) على غزة نهاية العام 2008م، وهو العدوان الذي أزهق أرواح ما يقارب 1500 فلسطيني، عدا الدمار والخراب الذي لحق بكل شيء في غزة، ولا يزال يشهد على همجية (إسرائيل)، وهذا التحريض في اعتقادي يبقى أحد أهم أسباب استمرار الانقسام الفلسطيني، واستحضار هذا التحريض كل مرة من شأنه أن يصب الزيت على نار الانقسام، وأعتقد أن ترحيب السلطة الفلسطينية بزيارة "أردوغان" إلى غزة من شأنه أن يكون نافذة حقيقية في البدء في طي صفحة الانقسام رويداً، كيف لا، وهذه الزيارة تؤرق حكومة (إسرائيل)، لأن من شأنها ملامسة "أردوغان" معاناة سكان غزة عن قرب، وأن يقف شاهداً على حجم الدمار الذي لحق بغزة بسبب العدوانين (الإسرائيليين)، وقبل ذلك الحصار (الإسرائيلي) الظالم ضدهم، وهو الحصار الذي اشترطت تركيا رفعه بالكامل عن غزة، كواحد من شروطها التي اشترطتها لإغلاق ملف المجزرة (الإسرائيلية) بحق المتضامنين الأتراك على متن سفينة التضامن التركية "مرمرة"، وذلك بتاريخ 31/5/2010م.
ويبقى السؤال المهم الذي يراود المتابع للشأن السياسي الفلسطيني، هو: ما الذي يضير السلطة الفلسطينية أن يزور "أردوغان" غزة نهاية الشهر الحالي، للوقوف شخصيًا على معاناة ما يقارب مليوني فلسطيني هم سكان غزة، إلا إذا كانت شريكة في الحصار على غزة جنبًا إلى جنب (إسرائيل)، وتعمل على إبقائه عقوبة لسكان غزة جميعاً على تصويتهم لحركة "حماس" في الانتخابات التشريعية في العام 2006، وهي الانتخابات التي فازت فيها حركة "حماس" بغالبية مقاعد المجلس التشريعي، على حساب حركة "فتح" التي لا تزال تعاني مرارة الهزيمة حتى يومنا هذا، رغم مرور ثماني سنوات عليها.
إغلاق معبر رفح وعلاقة حماس بالإخوان
المركز الفلسطيني للإعلام ،،،، أحمد أبو رتيمة
وأنا أكتب هذه السطور تكون خمسة أيام قد مضت على إغلاق معبر رفح، المتنفس الوحيد لأهالي قطاع غزة، وهو المعبر الوحيد الذي يربطهم بالعالم الخارجي، وفي ظل غياب إشارات على انتهاء الأزمة قريباً قد يتواصل إغلاق المعبر أياماً أخرى، مما يعني تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع وإعاقة سفر المرضى وأصحاب الاحتياجات الضرورية..
إغلاق المعبر جاء في أعقاب جريمة اختطاف الجنود المصريين في سيناء، وهي جريمة ذات صلة بالأوضاع الداخلية في مصر، والتوتر بين أهالي سيناء والحكومة المصرية، ولا توجد أي علاقة من قريب أو بعيد لغزة بهذه الجريمة..
يستسهل الإعلام المصري تحميل حركة حماس وقطاع غزة مسئولية كل مصيبة تقع في مصر، ويتورط في تصديق هذه التلفيقات الكاذبة حتى ذوو النوايا الطيبة الذين يقولون ربما تأتي عناصر من غزة عبر الأنفاق لتدريب عناصر سيناء وإمدادهم بالسلاح، مع أن سيناء هي التي تمد غزة بالسلاح وليس العكس لأن غزة محاصرة من الجهات كافة، وتواصلها الوحيد بالعالم هو عبر سيناء، ثم إن سيناء بحكم ترامي أطرافها وطبيعتها الجبلية وغياب مظاهر العمران فيها، وسهولة اختراقها من المخابرات الإسرائيلية كونها ملاصقةً للحدود مع (إسرائيل) تنشط فيها الكثير من عصابات المخدرات وتجارة الأعضاء وقطاع الطرق والجماعات المتطرفة، فإن سلمنا بهذا المنطق فإن غزة هي التي بحاجة إلى حماية نفسها من الانفلات الأمني في سيناء وليس العكس..
المهم أن معبر رفح أغلق دون أي سبب منطقي، وظل هذا الإغلاق متواصلاً حتى بعد بث شريط فيديو أثبت بشكل يقيني أن خاطفي الجنود هم من بدو سيناء، وهي حقيقة كانت مؤكدةً حتى قبل هذا الفيديو، ولا يمكن الفصل بين الإغلاق غير المبرر لمعبر رفح وبين حالة التحريض الممنهج في الإعلام المصري ضد غزة، فهذا التحريض المكثف هو الذي يخلق أجواءً مهيئةً لحصار غزة.
في قطاع غزة تشعر حركة حماس بالحرج، فهي لا تستطيع أن تعلي صوتها بمطالبة مصر بفتح معبر رفح في ظل كون الرئيس الحالي إخوانيا، فلا بد من الترفق معه في لغة الخطاب، والبحث عن أعذار له، ومراعاة تعقيد الأوضاع الداخلية حتى يستطيع تجاوزها ويتمكن من إنجاح مشروعه الإسلامي الذي هو مشروع حركة حماس، ولو أن ذات الإغلاق حدث في زمن مبارك لما تأخرت حماس عن الضغط الإعلامي لإجبار الحكومة المصرية على فتحه، لكنها اليوم تجد نفسها مكبلةً لا تملك القدرة على الحركة والمناورة..
إن من مفارقات القدر أن تدفع حماس ثمن حكم الإخوان في مصر وهي أول من احتفل بفوزهم وأطلق الآلاف من أهالي غزة الأعيرة النارية في الهواء ابتهاجاً بفوز مرسي.. أليس مؤلماً أن يتسلل الندم والإحباط إلى نفوس الغزيين على اليوم الذي احتفلوا فيه بفوز مرسي!!
لا ننفي صعوبة أوضاع الرئيس مرسي، ولا نريد أن نشق عليه، لكن هذه الأزمة تنبهنا إلى إشكالية خطيرة يقع فيها الإسلاميون عموماً وهي الخلط بين العلاقات الإخوانية وبين متطلبات العمل السياسي، أو بين فكر الجماعة وقيادة المجتمع..
مصر ليست "إخواناً" بل هي كيان سياسي أياً كان رئيسها، تخضع قراراتها لحسابات سياسية محضة فهي لا تبالي إن اقتضت حساباتها السياسية أن تنحاز إلى فلسطين أو إلى (إسرائيل)، وهي لن تلتفت إلينا إلا إذا شكلنا حالةً سياسيةً وإعلاميةً تجبرها على ذلك، فحسابات الساسة لا تسمح لهم بالتفكير في مشاعر الأخوة والرحمة والشفقة..
حتى بمنطق الأخوة فإن أفضل عون نقدمه لإخواننا في مصر على أنفسهم وعلى أعدائهم هو أن نعمل سياسياً وإعلامياً للضغط باتجاه إنهاء المهزلة التي ستسيء إليهم قبل أن تسيء إلى أي فريق آخر، وستذكرهم بالعار في التاريخ..
إن تشكيل حالة إعلامية وسياسية ضاغطة هو وحده الضامن لتحقيق أهدافنا.. دعونا من فكر الاجتماعات السرية والغرف المغلقة فهذا يصلح في تعامل تنظيم مع تنظيم، وليس حكومةً مسئولةً من شعبها مع حكومة أخرى..
إلى يائير لبيد.. اليوم غزة وغدًا القدس
المركز الفلسيني للإعلام ،،،، د.عصام شاور
من المفترض أن تكون الفرصة الممنوحة من قبل السلطة الفلسطينية لوزير الخارجية الأميركي جون كيري لإقناع الجانب الإسرائيلي بوقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين قد انتهت منتصف أيار مايو الجاري، ولكن ليس هناك أي أثر لتعليقات فلسطينية رسمية حول الموضوع،أما إسرائيل فقد وجهت ضربة تحت الحزام لجون كيري وللسلطة الفلسطينية.
فقد أكد وزير المالية الإسرائيلي يائير لبيد على أن دولة الاحتلال غير ملزمة بتغيير سياستها تجاه الاستيطان وستستمر في تقديم حوافز لكل إسرائيلي يريد الاستيطان في الضفة الغربية ،أما القدس فستبقى عاصمة أبدية لـ" إسرائيل" وأنها غير قابلة للتقسيم.
تصريحات يائير لبيد _رئيس حزب " يوجد مستقبل" _حول القدس والاستيطان والسلام مع الفلسطينيين تختلف عمن سبقه من حيث الفلسفة التي تنطلق منها، حيث يقول: ( إسرائيل تريد السلام وتحقيق الأمن فيما يريد الجانب الفلسطيني السلام وتحقيق العدالة وهذا فرق كبير)، أما عن القدس فيقول: (القدس ليست مكانًا بل هي فكرة وهي عاصمة " إسرائيل").
نحن نرد على ليبيد بأن " إسرائيل" كيان طارئ لا تبحث عن السلام ولن تنعم بالأمن، اما الجانب الفلسطيني_منظمة التحرير_ فهو يبحث عن سلام مع اليهود وعلى جزء صغير من فلسطين وليس في ذلك اي نوع من العدالة، فمنظمة التحرير لا تملك الحق في منح الشرعية لليهود على أي شبر من ارض فلسطين وكذلك ليس هناك من يمتلك حق التصرف بها، لا ملك ولا أمير ولا زعيم أي فصيل.
أما بالنسبة للقدس فلا هي مكان ولا هي فكرة بالنسبة للعدو الإسرائيلي ، فالذي قاله لبيد مجرد فلسفة أمريكية مقتبسة، فالرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون تحدث عن أوروبا قائلا : " هي ليست مجرد مكان بل فكرة"، ربما يعي كلينتون ما يقوله أما لبيد فهو كببغاء وعاشق أضواء ولكن لو جد الجد ودنت لحظة " وعد الآخرة " و" استرداد الأقصى " كما بشرت سورة الإسراء فسنجد يائير لبيد أول الفارين إلى " القطب الشمالي"، ولقد قال شارون إن غزة مثل تل أبيب ثم وجدنا جيشه يفر منها مذموما مدحورا، واليوم غزة وغدًا القدس بإذن الله.
صناعة البلطجة فى مصر
فلسطين الآن ،،، أحمد منصور
كان الفتوات في مصر القديمة هم أصحاب النخوة والشهامة ونصرة المظلوم، وقد تجاوز بعضهم هذه المفاهيم إلى سلوكيات سيئة في بعض الأحيان، لكن البلطجة حرفة أخرى بدأت تظهر وتتغول في مصر في نهاية عصر السادات لكنها تفشت إلى حد كبير في عصر الفساد عصر مبارك، حتى صارت صناعة وحرفة يعمل بها ما لا يقل عن نصف مليون مصري، وكان رجال الأعمال وأثرياء الانفتاح هم من شجعوا هذه الصناعة للحصول على ما لا يحق لهم، فكان أي منهم يضع يده على قطعة أرض ليست له أو على أي شيء آخر ويحميها ببعض البلطجية وعلى المتضرر اللجوء للقضاء، حتى الأحكام القضائية في ظل نظام البلطجة لم تكن تحترم ولم تكن تنفذ لأن الحاكم السابق كان بلطجيا كبيرا وراعيا للبلطجية، بل كان وزير الداخلية يستخدم بعض البلطجية لتحقيق أغراضه وعلى سبيل المثال كانت هناك علاقة قوية تربط بين حبيب العادلي وزير الداخلية السابق والبلطجي المشهور صبري نخنوخ، وكان نخنوح من أكبر موردي البلطجية في مصر، فكان كل الفنانين والمطربين والراقصات وغيرهم يطلبون من نخنوخ أن يوفر لهم بلطجية لحمايتهم تحت ستار أنهم حراس شخصيين، وكان كل هؤلاء يطلبون ود نخنوخ ورضاه، ويقدمون كل أنواع الهدايا بدءا من الخمور غالية الثمن وحتى النساء من أجل رضا نخنوخ، حتى أنه حينما قبض عليه كان عنده نساء قبض عليهن اتضح أن أحدهم بعثهن هدية إليه ليتمتع بهن بالحرام، وقد تطور عالم البلطجية بشكل كبير قبيل سقوط مبارك فقد كان البلطجية هم الذين يحمون رجال الأعمال وهم الذين يسودون الصناديق في الانتخابات ويعتدون على المرشحين المنافسين وأنصارهم، وكل بلطجي له سعر حسب الدور الذى يقوم به وحسب قوته وعافيته وجسمه وانسجامه مع ما يكلف به، بعد الثورة تطور الأمر واستخدم هؤلاء البلطجية من قبل رجال الأعمال ليقوموا بأعمال مضادة للثورة خلال أيامها المجيدة من 25 يناير إلى 11 فبراير مثل الهجوم على ميدان التحرير وموقعة الجمل وغيرها، وقد تطورت البلطجة بعد ذلك وضمت إليها فئات جديدة من عمال التراحيل واليومية الذين لم يكونوا يجدون عملا بسبب تردى الأوضاع الاقتصادية ولعل قصة حمادة المسحول خير شاهد على ذلك كما ضمت أطفال الشوارع وأمثالهم ويمكن متابعة تحويلات النيابة اليومية لهم للأحداث، واصبح هناك مقاولون وموردون للبلطجية في الأحياء الفقيرة والشعبية في مصر، بعضهم بقالين وبعضهم مقاولي أنفار حيث كانت بعض التجمعات بحاجة إلى أعداد كبيرة من البلطجية وحينما تكون هناك تظاهرات في القاهرة يضطر مقاولو البلطجة إلى استيراد بلطجية من الأقاليم وكانت المقاهي هي الأماكن التي يتم التعاقد عليها في العادة وكان أجر البلطجي في البداية مائة جنيه في اليوم لكنه تطور في بعض الأيام والمعارك إلى خمسمائة جنيه في اليوم حسب الحاجة والدور الذى يقوم به البلطجي، بعض الدول التي عملت ضد الثورة المصرية حولت ليس ملايين أو عشرات أو مئات الملايين وإنما مليارات إلى مصر سعت من خلالها أن تسقط النظام بكل السبل وكانت صناعة البلطجة إحدى الصناعات التي ضخت فيها عشرات الملايين من الدولارات، البلطجية يعانون بعض الكساد الآن لكنهم يستعدون للانتخابات القادمة.
إعلام شامت
فلسطين اون لاين ،،، يوسف رزقة
نأسف. نحن مضطرون للتركيز على معبر رفح وأزمة العالقين خلف الحدود. ٢٤٠٠ مسافر عالق حتى الآن في العريش ورفح المصرية ، بعضهم لا يملك أجرة الفندق فينام في العراء إلى جانب حقائبه. هذا المشهد المؤلم مبرر كافٍ لأن نواصل الحديث إلى شعبنا وإلى من يعنيهم الأمر عن معبر رفح ، حيث تصادفت أزمته الأخيرة مع الذكرى (٦٥) للنكبة. ومن ثمة قلنا في مقال سابق إن حديث العرب الطنان عن النكبة هو حديث لسان بلا رصيد.
اليوم نعود للمرة الرابعة نتحدث عن أزمة معبر رفح من خلال حديث الإعلام الشامت بما يقع. استمعت إلى فضائيات القطاع الخاص ورجال الأعمال وكيفية تناولها للأزمة فوجدتها شامتة بالرئيس محمد مرسي وتحاول تقديمه كرئيس فاشل لا يملك مؤهلات العلاج. بعض هذه الشماتة أصابت حزب الحرية والعدالة. ولكن الأسوأ أنها أصابت القوات المسلحة المصرية. ثمة حديث ساخر في هذه الفضائيات عن العملية العسكرية لتخليص المختطفين. في القضايا الوطنية القومية لا توجد روح قومية وإنما روح حزبية وروح انتهازية وقد سجل فهمي هويدي ملاحظته هذه في مقاله الأخير.
الإعلام الشامت لا يهدف التغطية الإعلامية المهنية للأزمة ، وإنما يهدف إلى إسقاط حكم مرسي وهو يقدم امتنانه وتفهمه لعملية الخطف إذا ساعدت في إسقاط الرئيس مرسي. الإعلام الشامت يتكلم فقط عن الفشل ولا يتكلم عن غيره. الرئيس الفاشل. الدولة الفاشلة. الحزب الفاشل. الإخوان الفاشلون. الأمن الفاشل. الاقتصاد الفاشل. لا شيء صحيح في مصر. المطلوب هو رحيل مرسي.
الملفت للنظر أن الإعلام الشامت بمرسي هو شامت أيضاً بحماس. وهو يعمل على التشهير بها وتشويهها كما يشوه مرسي وتجربته. ولا مانع عند هؤلاء الشامتين من الكذب الصريح على الله وعلى الخلق بزعم احتمالات مشاركة حماس في الخطف أو مشاركة فصائل سلفية في الخطف أو أن الخاطفين دخلوا من الأنفاق إلى غزة ليحتموا بها من الجيش المصري. قادة الجيش المصري نفوا أي علاقة لغزة بالخطف ولكن الإعلام الشامت بمرسي وبحماس يكرر روايته وافتراضاته الباطلة عقلاً وشرعًا. وهذا سبب كاف لتفاقم أزمة معبر رفح وأزمة (٢٤٠٠) من العالقين.
في معبر رفح يتضامنون مع المختطفين بإغلاق المعبر للضغط على الدولة. وفي غزة يتضامنون مع العالقين خلف المعبر بلا ذنب. تفهم مشاعر الأطراف مطلوب ولكن المشاعر تعجز عن قيادة الأزمة إذ لا بد من العقل. والعقل لا يعمل جيدا في حالة الشماتة.
الشماتة تخلط الأوراق وتنتقل بالمشكلة من حالة اختطاف إلى حالة إسقاط رئيس أو إسقاط نظام وتجربة. وتنتقل بالمشكلة من سيناء المختطفة منذ اتفاقية كامب ديفيد إلى اختطاف المعارضة للقاهرة نفسها. في مقابل خلط الأوراق نقول للإعلام الشامت والمعارضة ماذا سيكون حال القاهرة والوطن إذا ما كان الاختطاف يوما لا سمح الله في مطار القاهرة الدولي ولعدد من العاملين فيه. هل ستغلق القاهرة المطار بعاطفية التعاطف مع الإضرار بمصالح مصر القومية.
المزعج في لغة أعلام رجال الإعلام هو الشماتة المكشوفة وغير المبررة بالرئيس والحكومة. وعلى المستوى الفلسطيني فإن المزعج أننا ندفع ضريبة جريمة لم نقترفها. ويزيد الإعلام الشامت من المشكلة بالإساءة لحماس ولغزة وكلما حك الكوز بالجرة ألقوا المسئولية على الأنفاق وعلى حماس.
الإعلام الشامت نسي (إسرائيل) تماماً ونسي أن كامب ديفيد كبلت يدي مصر في سيناء ونسي أن دولا إقليمية تشجع التطرف في سيناء وتعمل على كسر هيبة الدولة المصرية. ليس في الإعلام الشامت في هذا الأسبوع حديث عن (إسرائيل) أو حديث عن متربصين آخرين بمصر. (إسرائيل) تشعر بارتياح لا سابق له مع الإعلام الشامت. مشكلة سيناء تكمن في التدخل الإسرائيلي السافر وغير السافر في شأن سيناء. حل المشكلة في سيناء جذريا يكمن في قطع يد (إسرائيل) ويد الإرهاب. الإعلام الشامت يقف من هذه المعاني موقف المتفرج لأن مشكلته مع محمد مرسي لا مع (إسرائيل) للأسف الشديد.


رد مع اقتباس