النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 347

  1. #1

    اقلام واراء حماس 347

    اقلام واراء حماس 347
    29/5/2013

    رئيس السلطة يأمر بالقتل

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين ،، د. يوسف رزقة

    حوار حول الأنفاق
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. حسن أبو حشيش

    لماذا تلوم حزب الله؟
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، سرّي سمور

    لقاء ثلاثي لزيادة رواتب الموظفين
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. فايز أبو شمالة

    إلى أصحاب المبادرات..ليتكم كنتم مثل كعب
    فلسطين الآن ،،، ديمة طهبوب

    الإخوان مطالبون بالصفح عن الأسد
    فلسطين أون لاين ،،، د.عصام شاور

    ما بين يوسف القرضاوي ..وأرئيل شارون
    إذاعة صوت الأقصى ،،، صالح النعامي


    رئيس السلطة يأمر بالقتل
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين ،، د. يوسف رزقة
    لم يكن محمود عباس مضطرًا إلى الوقوع في الإساءة إلى نفسه، وإلى أجهزته الأمنية، وإلى شعبه أيضًا. التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال عار وجريمة، حاسبت عليها حركة فتح ومنظمة التحرير المتخابرين مع الاحتلال في الانتفاضتين، وبعضهم أطلق على قدميه الرصاص، والبعض الآخر أعدم بدون محاكمة لمجرد إقراره بالتخابر مع ضابط الاحتلال. ما كان جريمة وعيبًا وعارًا لذاته يبقى كذلك على صفته بغض النظر عن الزمان وعن المكان وعن منزلة مرتكب الجريمة والعار.
    في الأعراف والتقاليد الفلسطينية تتبرأ الأسر الشريفة من ولدها إذا وقع في جريمة العمالة والتخابر، وكان سببًا في قتل مقاوم أو إيقاعه في السجن، ولهذه الأعراف والتقاليد منزلة القانون الضابط لسلوك المجتمع، وهذه أعراف تملك قوة التشريع المستمد من الشريعة الإسلامية، وتملك قوة التاريخ الحاكم على تجارب ومواقف الأفراد والجماعات.
    إن ما حرمته الشرائع والأعراف على الضعفاء والفقراء والأفراد هو محرم ولا شك أيضًا على الأغنياء، والسادة، والقادة، حتى ولو كانوا قادة لمنظمة التحرير، أو السلطة أو حركة فتح.
    العشرات ممن تخابروا مع العدو لم يستحلوا جريمتهم، وفعلوها في الخفاء، لشعورهم أنها تجلب لهم العار، وترميهم بسخط المجتمع بعد سخط الله، ونحن نعلم أن الله يغفر الذنوب والمعاصي ما لم يجاهر بها صاحبها وما لم يقع في كبيرة استحلال ما حرم الله، وأحسب أن تصريحات محمود عباس رئيس حركة فتح بأنه لا يخجل من التنسيق الأمني مع الاحتلال تصريح فيه ثلاث جرائم.
    الجريمة الأولى: أنه يستحل ما حرم الله، وما توافق المجتمع الفلسطيني تاريخيًا على تحريمه، ومحاسبة مرتكبه بالسجن أو بالقتل، وقوله (لا نخجل) فيه استحلال للإثم، لنفسه ولقادة الأجهزة الذين يتعاونون معه ومع الاحتلال.
    والجريمة الثانية: أن في قوله وسلوكه مجاهرة ممقوتة بالمعصية وتحدياً للمجتمع الفلسطيني في دينه، وثقافته، ومفهومه للوطنية.
    والجريمة الثالثة :أن في قوله وتصريحه اعترافا قانونيا بأنه كرئيس سلطة ارتكب جريمة الإضرار بالغير من أبناء المجتمع، وبالذات من المقاومين الذين يعملون بموجب الشرعية والوطنية لتحرير وطنهم ومقدساتهم.
    والجريمة الرابعة: أن الإضرار بالمواطن وبالذات المقاوم للمحتل، وقع بحسب التصريح من رئيس السلطة رئيس فتح، وهذا الإضرار ربما تسبب بقتل أو اعتقال، أو جراح، وهو تسبب مجرّم بموجب الدستور الفلسطيني وقوانين الثورة الفلسطينية، وإذا وقع هذا الإضرار من رئيس السلطة أو رئيس الدولة في أي من البلاد فقد الرئيس مشروعيته ومنصبه، ووجب عزله ومحاسبته.
    هذه جرائم أربع وقع فيها رئيس حركة فتح باعتراف لسانه في دافوس- الأردن على الملأ استرضاءً لأميركا وللمحتل الإسرائيلي، وإغضابًا لشعبه ولربه وهو ما يفقده الأهلية في القيادية، ويستدعي محاسبته، وأحسب أن كل الشعب الفلسطيني يرفض هذا العار ويستنكر هذه الجريمة، ويشعر بخجل من تصريح لقيادة غير المسئول، والذي فيه مجاهرة بالمعصية، والقيام بأفعال مشينة صاحبها غير مضطر إليها.


    حوار حول الأنفاق
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. حسن أبو حشيش
    الإعلام في مصر انشغل لعدة أيام في قضية الأنفاق بين قطاع غزة وشمال سيناء، وهذه قضية تتحرك وتتكثف مع أي تطور ميداني أو تنموي يحدث في سيناء، حيث إن خطف الجنود مؤخرا وما تلاه من إغلاق لمعبر رفح لمدة أسبوع يُعتبر من أحدث الأمور التي حركت هذا الملف.
    وهنا لا نتكلم عن الإعلام الهجومي والتوتيري والعدمي، الذي يعتمد على الإثارة والاصطياد بالماء العكر ويصفي حسابات خاصة، والذي لا يطرح حلولا، إنما الحديث عن الخطاب الذي يناقش المشكلة من كل الجوانب بغرض التبصير ووضع الحلول. تمحور الحوار الذي دار حول الأمر حول حاجة قطاع غزة للأنفاق، وكيف يمكن محاربة الآثار السلبية التي من الممكن أن يتأثر بها الأمن القومي لسيناء وبالتالي لمصر كلها. بدا الحوار قاسيا في بعض محطاته وفقراته، وهناك خلط للأوراق. والمبادرة التي طرحتها الحكومة الفلسطينية في غزة باتت محل اهتمام وسؤال عن مدى واقعيتها.
    من جهتي كفلسطيني أكدت في حواراتي على الحقائق التالية : أن الأنفاق خطوة اضطرارية لجأ إليها الشعب في غزة بعد حصار لعين حرمنا من الدواء والغذاء، وأن مصر كدولة كبرى وجارة وحدودية هي المعتمد عليها،والحدود مع مصر لا تتجاوز 14ك، لا يمكن أن تهدد الأمن القومي لبلد مساحته مليون متر مربع ولها حدود مع ليبيا والسودان والسعودية والأردن، إضافة لحدود مع فلسطين المُحتلة التي يُسيطر عليها الاحتلال، وأن غزة قوة شرائية ضخمة فلماذا تذهب هذه الاموال للاحتلال ؟!
    ولماذا لا تذهب لمصر عبر حركة تجارية رسمية؟! إن الأنفاق كما هي إنسانية إجبارية واضطرارية فإن لها سلبيات لا يقبل بها أحد، والجميع مع إغلاقها نهائيا، لكن مع حل جذري يضمن حاجات أكثر من مليوني فلسطيني، ويضمن الأمن للشعبين، ويحافظ على سيادة مصر. إن مثل هذه التداعيات لا يُمكن ان تُناقش في جو من التوتر والعصبية والسطحية،وعلينا ان نتوقف عن لعن الظلام، والانتقال إلى إشعال أضواء الحلول الخلاقة الجريئة وذات البعد الاستراتيجي.
    بقي نقطة مهمة قبل أن نغلق الحوار المفتوح وهي ربط الأمر بأن الفلسطينيين منقسمون ولا بد أن ينتهي الانقسام حتى نجد للأمر حلا...هذا هروب من استحقاق الواجب والحل والبديل، وسياسة الاحتلال في الحصار ليست وليدة اللحظة، وهنا نقول إن حصاره للرئيس عرفات واغتياله بشكل هادئ هل له علاقة بالانقسام؟! إن اللجوء لهذا التفسير لا علاقة له بالواقع، وهو لوضع العصا في دواليب الحلول.


    لماذا تلوم حزب الله؟
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، سرّي سمور
    سؤال منطقي يوجه لأكثر من شخص؛ ولكنه قد يوجه للعبد الفقير باستغراب أكثر، أو بلوم على (اللوم) هذا إذا كنت الآن أكتفي فقط بلوم حزب الله، ولا أخفي أن مشاعري ونظرتي فيها ما يفوق اللوم لكن سأكون دبلوماسيا.
    نعم يا «سري سمّور» لماذا تلوم حزب الله وأنت الذي دافعت عنه بلسانك وقلمك، وبقيت تنظّر للحزب على أنه الدولة الحمدانية المعاصرة، وغضبت من مقربين منك، وكنت مستعدا لمقاطعتهم ومجافاتهم، وربما لما هو أكبر لأنهم ضد حزب الله؟ لماذا تلوم حزب الله وأنت الذي جعلت حسابك على فيسبوك ساحة دفاع عبر(بوستات) كتبتها أو نقلتها أو علقت عليها، ناهيك عن الإعجاب (اللايك) لكل ما يمدح ويزكي حزب الله وأمينه العام؟ وهذا الدفاع ظل مستمرا حتى بعد إعلان الحزب دفاعه عن (المقدسات) الشيعية في القصير؟ وقبل ذلك سخرت قلمك لتدبيج مقالات تنافح عن حزب الله ومن خلف حزب الله ومنها مثلا:-
    - مقال بعنوان:هل سيضطر حزب الله إلى الحسم؟! تزامنا مع قرار الحزب حسم المواجهة مع فريق 14 آذار...وصارحت القريب والبعيد بأن لسانك لهج بالشكر والدعاء لله تعالى على تمكن الحزب من حسم الصراع داخل أحياء بيروت...بل ربما وزعت الحلوى على نطاق ضيق...فماذا جرى الآن؟
    - مقال بعنوان:مشكلتنا هي إيران وحزب الله هاجمت فيه من أسميتهم بالتحالف الليبرالي-السلفي وانتقدت كل من يعارض إيران وحزب الله، أو من يعتبرهما خطرا ولو بنسبة قليلة على مصالح العرب وعموم السنة، وذلك في شهر تشرين أول/أكتوبر 2011م، فهل اختلفت نظرتك للحزب وأمه إيران؟
    - مقال بعنوان: برهان غليون..كُشفت لنا العورات أواخر العام 2011 ردا على تصريحات لرئيس ائتلاف المعارضة السابق واتهمته بأنه يسعى لاتفاق 17 أيار جديد، فقط لأن الرجل تحدث عن تغير وضع حزب الله مستقبلا، وبأن العلاقات الخاصة السورية-الإيرانية الحالية لن تبقى كما هي، بل وصل بك الحال أن تصف الرجل بـ «حليف الصليبيين الجدد» فهل أنت نادم على هذا المقال؟
    -مقال بعنوان: أخطأ القرضاوي ولا يوجد «بابا» للمسلمين في آذار/مارس 2012 ،انتقدت فيه الشيخ د.يوسف القرضاوي بلا دبلوماسية لأن الشيخ هاجم حزب الله بسبب موقفه من الثورة السورية؟ فهل اكتشفت الآن أن حديث الشيخ كان صوابا وفي محله؟
    نعم هي أسئلة في محلها للعبد الفقير...ويضاف لها:لماذا تلوم حزب الله، وأنت تعرف أن عناصر منه اتهموا بقتل رفيق الحريري، والمقصود ليسوا هم بل رأس الحزب وبنيته ووجوده وكينونته، لأن إسرائيل لا تنام على ثأرها ولو بعد حين، وهي تتحكم بالمنظمات والمحاكم الدولية؟لماذا تلوم حزب الله، وهو يعيش على أرض لبنان ويتنفس من إيران عبر سورية بنظامها الذي يراد إزالته؟لماذا تلوم حزب الله وأنت تعلم أن حليفه ميشال عون إما أن يغير رأيه وإما أن يقتل لينقلب تياره إلى أعداء، وهم فعلا كانوا أعداء سورية قبل سنوات؟لماذا تلوم حزب الله وأنت تعلم تقلّب مواقف وليد جنبلاط الذي قد يغير موقفه في «لحظة تخلي» ويحيل الجبل من جديد معقلا لقتال حزب الله؟لماذا تلوم حزب الله والسنة في لبنان تراجع دورهم وبات يتحكم فيهم رأس المال السياسي، وتيار سلفي يرى أن الشيعة كفار وجبت محاربتهم؟لماذا تلوم حزب الله وهو لا بد يقرأ الخريطة السياسية جيدا ويدرك أن إطباق الكماشة على «محور المقاومة والممانعة» بدأ بالنظام السوري، ثم سيكون الحزب لا محالة هو التالي، ولن تسلم إيران، ولن تنجو غزة، مع أن حماس رفعت علم الثورة السورية؟لماذا تلوم حزب الله وهو الحزب الوحيد على الساحة اللبنانية الذي قدم أمينه العام دماء ابنه في الحرب مع الكيان العبري؟لماذا تلوم حزب الله وأنت تعلم أنه قاتل أفضل من كل جيوش العرب المدججة بالسلاح المشترى من أسواق الشرق والغرب من قوت الشعوب ثم يصدأ في مخازنه دون أن تطلق منه طلقة ضد العدو الصهيوني؟لماذا تلوم حزب الله وقد أثبت صدقه في محاربة الكيان والاستعداد والحشد؟لماذا تلوم حزب الله وقد حرّر جميع اللبنانيين من سجون الاحتلال بأسر الجنود؟لماذا تلوم حزب الله وأمينه العام كان أكثر صدقا من زعامات الدول العربية التي هددت وتوعدت، وقال إعلامها:تجوّع يا سمك، وإذ بالعدو هو القاهر والظافر، بينما الأمين العام للحزب على الهواء مباشرة قدم أقوى المفاجآت، ونفذ وعده بقصف حيفا وما بعد حيفا؟ لماذا تلوم حزب الله وأنت الذي كان يقول علنا لمن يهاجم الحزب وقيادته:اشتم أبي الراحل عن الدنيا منذ ما يقارب 40 سنة وأنا أقبل وأسامح أما أن تشتم السيد حسن فهذه عندي أكبر؟ لماذا تلوم حزب الله وأمينه العام هاجم برنامجا على إحدى الفضائيات يعرض مناظرة بين علماء سنة وشيعة لأن البرنامج يثير الفتن، ودروس نصر الله الدينية المبثوثة لا تقترب من القضايا الخلافية بين السنة والشيعة؟
    كلها وزيادة وضعت في الحسبان
    ما جاء في السطور أعلاه، لم يغب عن الحسبان، لدى العبد الفقير وغيره، بل لعل أفضل تعبير عن حالي وحال كثيرين مثلي ما كتبه الأسير الأردني المحرر «سلطان العجلوني» على صفحته في فيسبوك حيث قال العجلوني:-
    ((حسن_نصر الله...أثناء حرب ٢٠٠٦ كنت في سجن الرملة..رفضت الوقوف لمديرة السجن وتم عقابي في الزنازين الانفرادية وانقطعت عني الأخبار..أكثر ما كان يقلقني هو مصير "السيد"...ولم أكن لأفكر ثانية لو طلب مني افتداؤه بنفسي..واليوم..دار الزمان وتغيرت البوصلة وصارت القصير بعد حيفا..وأصبحت أشعر بالغثيان لمجرد رؤيته أو سماع صوته
    فسبحان مقلب القلوب))
    والعجلوني قتل بيده ضابطا صهيونيا برتبة رائد، والإفراج عنه من سجون الاحتلال، كان من مخرجات عملية التبادل بين حزب الله والكيان بعد الحرب التي كتب حول مشاعره عنها.
    والله يشهد أن كثيرا من القرائن، أو الشواهد كنت أمر عليها بأنها نزغ من الشيطان أو حرب إعلامية ونفسية؛ فمن احتلال العراق وتعالي النفس الطائفي والتحريض الشيعي ضد السنة بحجة أنهم صداميون أو تكفيريون، وموقف (السيد) السلبي المعلن ضد المقاومة العراقية، وهو موقف لامه عليه بأدب جم الشيخ د.محمد عياش الكبيسي ممثل هيئة علماء المسلمين في الخارج، ولم نكترث بمن كتب منتقدا ومهاجما آية الله الشيرازي، الذي أفتى بإطلاق ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني، لأن نتيجة الثورة-حسب زعم من كتب- أدت لتسلم السنة الحكم، بينما رأينا حفيد من «قتل ليجمان...هز لندن ضاري وبكاها» يقف مع المقاومة فيما هادي العامري قائد ميليشيات بدر يهدده ويتوعده، ورأينا إعلام حزب الله يحاول تزيين بطل «المقاومة السلمية» الذي لا يحمل الجنسية العراقية علي السيستاني، فسكتنا وقلنا يكفي الحزب أمجاده في الجنوب، وحين كتب من اقتحموا الفلوجة على واجهات وداخل بيوت أهلها:اليوم أرضكم وغدا عرضكم!...فقد قلنا:وما شأن حزب الله في الأمر؟...ورأينا العراق يغرق في الطائفية المقيتة، ويعود بفضل حكم «المظلومين» إلى عصور ما قبل الاختراعات الحديثة، وقد حولوا وطن الأنبياء وموئل العلماء ومهد الحضارة إلى ما يشبه المأتم الدائم، وحين التقى من كان «رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق» الوغد جورج بوش في البيت الأبيض، قلنا فعلها السني طارق الهاشمي أيضا، ورأينا كيف أن أي محاولة للمقاومة من جانب أي مجموعة شيعية يتم وأدها ومحاصرتها واحتواؤها من قبل المرجعيات الشيعية البارزة، وقيادات الأحزاب الشيعية المركزية، ومنها ما حدث مع التيار الصدري في بغداد والنجف، ورأينا كيف تقاسمت واشنطن وطهران النفوذ في العراق عبر عاملهما نوري المالكي، الذي هو قائد لحزب الدعوة، ورأينا كيف أن المالكي انقلب من عدو لبشار الأسد إلى جسر لعبور الميليشيات للقتال إلى جانبه وتمرير الدعم الإيراني له، لأنه ليس سوى أداة بيد الإيرانيين...أغمضنا أعيننا عن العراق، وخاصة بعد حرب تموز 2006م...ونسينا أن حسن نصر الله وعد بتحرير مزارع شبعا، وإذ به يكتفي بالتهديد والوعيد، قلنا لا بأس للرجل ظروفه، وهناك من يتآمر عليه وعلى سلاح المقاومة...وحين انتشرت عبر الإنترنت رسالة كتبها من قيل أنه أحد أعضاء حزب الله اللاجئ إلى سويسرا بعد الحرب، والتي يؤكد فيها أن الحزب لم يعد لبنانيا بل هو أداة إيرانية بامتياز، قلنا:حرب إعلامية ونفسية ورسالة مفبركة أو ناجمة عن حالة ضعف إنساني، وأغلقنا آذاننا وتجاهلنا ما قاله صبحي الطفيلي الأمين العام الأول للحزب...أما حينما شنق صدام حسين، الرئيس العربي الوحيد الذي قصف قلب الكيان صبيحة يوم العيد، وظهر وهو ينطق بالشهادتين، فيما من حوله يتلفظون بشعارات طائفية حاقدة...قلنا أيضا:لا شأن لحزب الله!...واكتملت الحلقات بعمليات قتل وتهجير للاجئين الفلسطينيين وقد أرسلوا استغاثات بلا مجيب، والمنفذ كانت ميليشيات طائفية شيعية...وأيضا برّأنا حزب الله!
    وحينما أعلن نصر الله يوم 25-5-2007م بوضوح أن دخول الجيش اللبناني إلى مخيم نهر البارد هو «خط أحمر» نمنا بعمق وقلنا لن يجرؤوا، وإذ بالمخيم يدمر بطريقة شاهدها الجميع، ويبدو أن الخط الأحمر له مفهوم مختلف عقولنا لم تستوعبه!...وأغلقنا أعيننا وصممنا آذاننا عن ملابسات اغتيال عماد مغنية، وما تسرب عن دور لسورية في هذه الجريمة، وانتظرنا طويلا ردّا من حزب الله على اغتيال مسئوله العسكري...وما زلنا!
    ليس هذا فقط وضعناه بالحسبان؛ بل اعتبرنا أن ما يجري في سورية في جزء كبير منه مخطط لحصار وإنهاء حزب الله، وحينما كان الثوار يعرضون أسرى من الحزب وبطاقات هوية خاصة، كنا نقول:كذب وافتراء، والحزب مضطر لاتخاذ الموقف الذي اتخذه.
    بل حتى البعد الطائفي والمذهبي كنا نسخر منه بالقول إن الدين النصيري الذي ينتسب له خاطفو دمشق وعموم سورية من القرداحيين، متناقض تماما مع المذهب الجعفري الاثني عشري، خاصة الموقف من أشقى الأمة عبد الرحمن بن ملجم.
    هكذا نظرنا للأمر، ولم أوجه للحزب لوما، بل هاجمت، وبعنف شديد، كل من انتقده، وكان فقط عتبي على الإعلام التابع للحزب، لكن أصر حسن نصر الله أن يعلن عن التدخل في القتال في سورية بحجة محاربة من أسماهم «تكفيريين» بعد أن أعلن في أوقات سابقة أن الهدف هو حماية المقدسات وحماية لبنانيين...فقد تبين أن الدعوات للاستعداد لتحرير الجليل انـقلبت إلى دعوات لاحتلال القصير التي آوت عائلات أبناء الحزب والطائفة في 2006م...هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!
    إلى هذا أوصل الحزب نفسه
    أنا وكل من ليس طائفيا، وينظر للأمة نظرة شاملة؛ عربها وفرسها وكردها وتركها وأمازيغها، سنتها وشيعتها، سلفييها وصوفييها، بل حتى من لا يدين بالإسلام، على أنهم مكونات كل له مزاياه في إطار وحدوي جامع يجب أن تختفي منه كل العصبيات والدعوات الشعوبية، شعورنا ليس الندم، بل الحزن والألم، على الوضع الذي وضع نصر الله فيه نفسه وحزبه وطائفته، وكيفما كانت نهاية الحال في سورية فإن حزب الله هو الخاسر، والناس تستذكر حصار حركة أمل للمخيمات الفلسطينية، وإجبار أهلها على أكل القطط والكلاب وجثث القتلى، لم تمح تلك المآسي إلا بانطلاق حزب الله وخوضه صراعا مع حركة أمل...ولكن ما يجري أعاد فتح الجروح، ووضع الملح فيها...وثمة نقاط وملاحظات هامة حول وضع حزب الله لدي وهي:-
    1) أعطى الحزب هدية وذخيرة لمن ينبذونه من منطلق مذهبي بحت؛ فهم الآن يقولون لنا وبتشف:ألم نقل لكم إن نصر الله وحزبه كانوا يتعاملون بالتقية، وأن المقاومة وضرب إسرائيل ليست سوى أقنعة للسيطرة والهيمنة وإقصاء السنة، وآخرون من منطلق قومي يقولون:قلنا وحذرنا بأن حزب الله هو أداة لأغراض هيمنة الفرس على العرب ومقدراتهم، وحصان طروادة كان المقاومة في لبنان، والحوثيين في اليمن، والمظلومية في العراق...إلخ...الآن لا مجال للرد عليهم بطريقة علمية، أما من يتحدثون عن المقاومة والممانعة والمؤامرة فهم في حالة هلوسة فكرية وسياسية وحتى عسكرية.
    2) الإنسان ليس أوليّ الخلية، ومن أسوأ الظواهر ارتداد الناس للبوتقة الصغيرة؛ لقد كان بمكنة حزب الله أن يصبح حزب الأمة بأسرها، وكانت صور أمينه العام تعلق في بيوت ومحلات السنة وتوضع خلفية لأجهزة الكمبيوتر والجوالات عندهم...الآن حزب الله وحسن نصر الله يثبتون أنهم حزب وقوة ضاربة للطائفة أو جزء من الطائفة، ويهمهم مصالح الولي الفقيه، وغارقون في شعوبية وعصبوية مذهبية سيخسرون بسببها، لأنه ثبت أن الأقلية لا يمكنها التحكم بالأغلبية، ولكن يمكن لأقلية قيادة أغلبية بانفتاح ثقافي وتلاقح فكري واجتماعي وفشل نصر الله وحزبه بامتياز في ذلك...ومع كل قتيل يقتل من حزب الله أو على يده فإنه يزداد انحشارا في شرنقة مذهبية هو اختارها لنفسه حين يتباهى بقدرته على حشد الآلاف لما يسميه جهادا، ومهما حاول التبرير فإن الصورة المرئية هي أنه يتحدى غالبية الأمة المسلمة من أهل السنة، وهو أمر لم يجرؤ عليه حتى اليهود والغرب بطريقة مكشوفة كما فعل!
    3) فعلا أنا تحمست وشجعت إقدام حزب الله على حسم الصراع الأمني والعسكري لصالحه في بيروت، فقد كانت تلك حالة دفاع عن المقاومة، وشبكات اتصالاتها، ووضعها، وتبقى حالة لبنانية داخلية...أما الآن فالحزب يتصرف بغرور «القوة الفائضة» متجاوزا ومستهترا بالدولة اللبنانية، وضاربا عرض الحائط بتحذيرات عقلاء الشيعة، ورئيس الجمهورية...وهو لن ينجو من اللعب بهذه النار، فغيره سيتعامل أيضا وكأن الدولة اللبنانية حالة وهمية...ولقد فتح الحزب على نفسه وطائفته أبوابا ستجلب له رياحا حتى لو تصدى له فإنها ستقتلع الكثير من أوتاده!
    4) ليس ثمة مانع بأن يكون للحزب خلايا نائمة في سورية لحماية ظهره وخطوط إمداده، فهذا طبيعي، ولكن أن يتدخل في القتال بحيث يخسر في أيام ما لم يخسره حتى في معارك مع الصهاينة فهذا ما سيجعل الحزب مستهدفا أكثر، وحتى لو حاول إنشاء خلايا في سورية سيكون صعبا عليه.
    5) قاتل الله الطائفية المقيتة؛ ولكن كيف يهاجم الحزب الطائفية والفتن المذهبية ومن شعاراته وهو يقاتل في القصير وبقية سورية«يا لثارات الحسين» و«زينب لن تسبى مرتين» أي استحضار أخرق لتاريخ بعيد؛ فأهل القصير ليسوا جيوش يزيد، وفي بيوت السنة تجد من اسمه حسن وحسين وزينب إلى جانب من اسمه عمر وعثمان وعائشة وحفصة...كيف سيثق السنة بمن هذه تعبئتهم وفكرهم في الخلاف، ثم يحذرون من المذهبية؟من هو المذهبي؟بل من هو التكفيري الحقيقي؟
    6) لماذا من حق الميليشيات الطائفية العراقية ومعها ضباط إيرانيون، وحتى شيعة من البحرين والقطيف القتال في سورية مع بشار الأسد، فيما يحرم على أهل السنة ذلك خوفا من الاتهام بالمذهبية والطائفية؟
    7) يجب عدم حرف البوصلة والانشغال عن فلسطين والقدس بنزاع تستفيد منه إسرائيل وأمريكا...عبارة تتردد كثيرة وهي صحيحة، ولكنها مبتورة، لأن حزب الله هو الذي حرف بوصلته ووجه فوّهة بندقيته في اتجاه خاطئ، وقد راعينا أنه منع القوة والسلاح عن التنظيمات الفلسطينية واللبنانية المقاومة في الجنوب، وقلنا لا بأس فالمقاومة لها حساباتها والحزب أولى بإدارتها، وها نحن نراه الآن قد جفف ينابيع المقاومة وتوجه بعدته وعتاده نحو حرب ستستنزفه وتزرع الإحباط واليأس.
    أخيرا وليس آخرا فإن ما جرى ويجري يدلنا على سرعة تقلب الظروف والأحوال؛ ولكن ولكن ولكن، لا نندم على تأييد الحزب حينما كان يقاوم؛ لأن كل موقف يجري التعامل معه على حدة، فسيدنا رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- هو من قال:رحم الله أبا ذر في غزوة العسرة، وهو من قال له: إن فيك جاهلية...فالحكم بناء على الموقف والسلوك والتصرف.
    أما أنا الفلسطيني اللاجئ المغتصبة أرضه، فإنني والله على ما أقول شهيد لا أرضى أن تحرر فلسطين من بحرها إلى نهرها، ودرة تاجها القدس، إذا كان هذا التحرير ثمنه قتل أبناء الشعب السوري على يد عناصر حزب الله وحليفهم النظام السوري، وعلى كل قلبي مطمئن من هذه الناحية فالقدس فتحها عمر وحررها صلاح الدين، رضي الله عنهما وأرضاهما، وفضح وكشف ستر من يبغضهما!
    اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.


    لقاء ثلاثي لزيادة رواتب الموظفين
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. فايز أبو شمالة
    تحت ظلال العلم الأردني، وبعلم ومباركة الحكومة الأردنية، صار اللقاء الثلاثي بين اليهودي شمعون بيرس وجون كيري ومحمود عباس، هذا القاء الثلاثي بحد ذاته جل ما تطمع إليه السياسية الأمريكية في المرحلة الراهنة، إذ يكفي مثل هذا اللقاء الإعلامي لإيصال الرسالة الأمريكية لشعوب المنطقة، والتي تتحدث عن مواصلة الجهود، وعن التعاون والتنسيق بين الأطراف الثلاثة، فوق الأرض الأردنية، وبرضا الملك عبد الله، وبدعم من حكومته.
    لقد اكتفى جون كيري بالمشهد المسرحي عبر الفضائيات بعد أن أدلاك استحالة اخترق الصلف الإسرائيلي، فاهتم بلقاء يوحي بعودة مياه التفاوض إلى مجاريها، ولتسهيل الأمر على السيد عباس، فقد عرض كيري مشروعة الاقتصادي، وراح يدق على أبواب بيوت الفلسطينيين، ويبشرهم بمحاربة البطالة، وبزيادة رواتب موظفي السلطة الفلسطينية نسبة 40% .
    فهل صغرت أمريكا إلى هذا القدر حتى تصير رواتب موظفي السلطة الفلسطينية شأناً أمريكياً، يهم وزير الخارجية؟ أم هل كبر شأن الرأي العام الفلسطيني حتى صار مدار اهتمام السياسة الأمريكية؟ مهما يكن، فإن تصريح جون كيري بأن المواعيد التي حددها لتقديم مبادرته للسلام مطلع الشهر القادم، مواعيد غير مقدسة، تصريح يحمل إشارة الفشل في مساعيه في انتزاع أي شيء من الإسرائيليين، فاكتفى بالنجاح الإعلامي الذي منحه إياه محمود عباس من خلال الصورة المشتركة مع شمعون بيرس.
    وفي الوقت الذي سخر فيه الإسرائيليون من اللقاء الثلاثي، مارسوا على أرض الواقع الأفعال العدوانية التالية:
    1ـ استولى المستوطنون اليهود على محلين تجاريين في القدس العربية.
    2ـ استولى المستوطنون اليهود على مزيد من الأراضي الفلسطينية جنوب مدينة الخليل، وبدؤوا في شق طريق من وادي الحصين حتى الحرم الإبراهيمي في الخليل.
    3ـ اقتحمت عشرات المنجدات اليهوديات باحات المسجد الأقصى بلباسهن العسكري.
    4ـ وسع الجيش الإسرائيلي حدود مستوطنات الضفة الغربية بمساحة ثمانية ألاف دونم.
    5ـ وجه 200 من نخبة رجال الأعمال الفلسطينيين وإسرائيليين نداء إلى الحكومتين بكسر الجمود، والتوجه للمفاوضات، وقد تساوي في النداء دم الذبيح مع رصاص القاتل.
    أما على الجانب العربي؛ فلم يشهد وجود القاتل شمعون بيرس أي مظاهرات شعبية في الأردن باستثناء موقف بعض الصحفيين الوطنيين الذين قاطعوا أعمال المؤتمر، في حين لم تشهد الضفة الغربية أي حراك شعبي، ولم تشهد أرض غزة أي مسيرات تندد بمثل هذه اللقاءات التي تسخف القضية الفلسطينية، وتسخر من تضحيات الشعب الفلسطيني.


    إلى أصحاب المبادرات..ليتكم كنتم مثل كعب
    فلسطين الآن ،،، ديمة طهبوب
    تناول المفسرون ظلالا كثيرة لقصة المتخلفين عن غزوة تبوك، والقصة ومعانيها تظلّ حاضرة متجددة، وما ذلك إلاّ للدرس القرآني الذي يؤكد صلاحية هذا الدين لكل زمان ومكان، وبالذات في الأصول والمبادئ مع ترك الهامش للاختلاف في الفروع.
    يعلّق سيد قطب على قصة المتخلفين الذين صدقوا الله ورسوله بعد تخلّفهم عن جماعة المسلمين، إذ كانوا سابقا من صالحي الصحابة وبالذات كعب بن مالك الذي كان سباقا ولم يتخلّف عن مشهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم، باستثناء بدر، وشهد بيعة العقبة: «إنّها صورة بارزة الخطوط عن القاعدة الصلبة للمجتمع الإسلامي ومتانة بنائها وصفاء عناصرها ونصاعة تصورها لمعنى الجماعة وتكاليف الدعوة ولقيمة الأوامر ولضرورة الطاعة».
    لقد تخلّف أو اختلف كعب مع المسلمين ونزل به العقاب والإبعاد، ولكنه ظلّ ملازما لهم، صادقا في مبدئه وكان بإمكانه أن يبرر ويناقش ويدافع وقد أُثر عنه قوة الحجة وقال عن نفسه: «لقد أعطيت جدلا» ولكنه آثر الصدق، وليس الصدق هنا خلاف الكذب، ولكنه صدق المبادئ والالتزام بالجماعة كمنهاج حياة وليس فقط كخلق ولذا علّق على موقفه فقال: «ما علمت أنّ الله قد أبلى أحدا على الصدق مثلما أبلاني وإنّي لأرجو فيه عقبى من الله» وجاءت الآية ختاما وملخصا لأخلاق الخلاف وكيفية النجاة منه بالتقوى والصدق فقال تعالى: «يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين» وحال الكينونة هذه خُلُق في النفس وتطبيق في واقع الحياة لا يستقر في وجدان المرء ولا يستحق صفته إلاّ إذا مارسه من المهد إلى اللحد، ومن البدء إلى المنتهى.
    لم يرض كعب أن يبتعد عن جماعة المسلمين لا اختيارا ولا اضطرارا حتى مع وجود الإبعاد القسري، بل وعدَّ ذلك من الاستدارج الشيطاني يوم وصلته رسالة استمالة من ملك غسان تمدح وتواسي وتعرض الزلفى والقربى فاعتبرها بلاء وامتحانا آخرا وألقاها في النار ولزم صف المسلمين.
    إنّ قادة وأبناء الحركة الإسلامية بحاجة إلى استذكار وتمثُّل أخلاق هذا المعين التربوي الأصيل في لزوم جماعة المسلمين أيّا كانت الأحوال، وصدق العهود والوعود مع الله ومن ثم للمبادئ التي لا تعرف أشخاصا ولا مواقع، بل تعرف الله وترضى بما أقامها الله فيه، إن كان في المقدمة أو الساقة، فما يرفع الأعمال والأسماء هو عزة الله التي يلقيها على عباده وأعمالهم وسيرهم وآثارهم «من كان يريد العزة فلله العزة جميعا».
    إنّها لمواقف بالغة الأذى والألم أن ينفصل بعض قادة العمل الإسلامي عن المفاهيم التي قضوا ردحا وهم يعلمونها ويبنونها في الأجيال التي لحقتهم عن التجرد للفكرة والإخلاص للمبدأ وعدم التبديل ولا الاستقالة ولا القبول بالإقالة وأنّ العمل للإسلام له طريق دخول فقط وليس فيه طريق خروج، سواء كانت الظروف مؤهلة أو معسرة أو كان العاملون مساعدين أو معاندين، وأن يكون المرء مع إرادة الله فيه إن شاء أقامه في العلن أو أقامه في السر.
    إنّ بعض مصائب الحركة الإسلامية من داخلها وبأيدي أبنائها عندما يرى بعضهم أنّهم كبروا عليها وأنّها أصبحت لا تستوعب تقدمهم ولا طاقاتهم ولا المجتمع من حولهم وأنّ العمر والتاريخ والتجربة التراكمية أصبحت قاصرة على استيعاب التطورات الراهنة والتحولات الجديدة! وبدل البر بالحركة التي رعتهم وجعلت لهم أسماء ومواقع ومكانة بين الناس في الداخل والخارج يعقّونها باستبدالها بصور ومسميات وهيئات جديدة تبدو بهجة للناظرين وفتنة للمفكرين وما هي في حقيقتها سوى شرخ ونزع وتقسيم ولو جاء في ثوب الملائكة وحجة الحكماء!
    إنّ النوايا الصافية والأفكار العظيمة بحاجة إلى حواضن وعوامل مساعدة ووضوح وظروف مواتية حتى لا تجتمع عليها الشبهات ويخدمها الفلول فينقلب صفاؤها كدرا ووبالا، أمّا في وقت الشدة والزعزعة والفتنة فإنّ لزوم الخندق المكين والتكاتف والتجميع هو عين العقل وغير ذلك هو فتح وخرق نساعد به كل متربص ليضرب الصف، ومثال حاطب بن أبي بلتعة خير شاهد عن رجل صاحب بداية مشرقة خلطها بنهاية لا يرضى عنها الله ورسوله وكان يظن أنّه يحسن صنعا.

    وبالمقابل هذا لا يعفي الحركة الإسلامية من ضرورة التجديد والمراجعة وتداول السلطة وضخ الدماء الجديدة وعدم القبول بهيمنة طرف على طرف فالصلاح والإصلاح الحقيقي يبدأ من الداخل وهو في اختلاف الآراء وتعدد الشخصيات ضمن الإطار الواحد، فالحركة الإسلامية لا يجب أن تكون أسيرة لقائد ملهم ومن معه تبع على نفس لونه ودرسه أو كما يقول المثل «قاريين على شيخ واحد»! الصلاح والإصلاح في أن تنقلب الحركة الإسلامية على نفسها من نفسها وتغيّر أوضاعها وتراجع سياساتها بيدها لا بيد من لا يريدون لها خيرا ويمكرون بها وأن تسع الكبير والصغير والذكر والأنثى والمخالف قبل الموافق والشاب جنبا إلى جنب مع الشيخ، وإلاّ فلا عتب بعد ذلك على من وجد السقف واطئ لا يتّسع له وخرج ليبحث عن أطر ومبادرات.
    إنّ لإصحاب المبادرات الجديدة حجة ومنطقا محكما، ففي يوم من الأيام كنّا تلاميذ وطلاب جامعات في محاضراتهم في مفاهيم السياسة الشرعية والاصطلاحية وكانوا أعلاما في التنظير للفكر السياسي الإسلامي فلن أغلبهم بقوة المنطق ولكني آمل أن أذكرهم وأصل إليهم بالصدق أن يراجعوا أنفسهم ولا يجعلوا عملهم مثارا لشبهة ولا يفتحوا الباب ولا النار على حركة ضحّوا هم شخصيا من أجلها لرفعة الإسلام وخدمة المجتمع، فإنّ الناس إذا رأت واحدا خارج الصف لا يقولون خرج واحد ولكن يقولون صف أعوج.
    ومن رضي بذلك فقد تنكّر لمبادئه وتاريخه ولن ينفعه مستقبله، ومن رمى بحجر في النهر الذي سقاه عند عطش وأمدّه عند حاجته لن ينفعه حفر الجداول والسواقي، فالأثر لا يغني عن العين ولا فرع قوي بغير أصل.
    فاللزوم اللزوم والثبات الثبات والصدق الصدق وللجميع أن يسع بعضنا بعضا.


    الإخوان مطالبون بالصفح عن الأسد
    فلسطين أون لاين ،،، د.عصام شاور
    كثرت في الآونة الأخيرة الدعوات الموجهة إلى جماعة الإخوان المسلمين في سوريا للقفز عن أحقاد وضغائن الماضي وأحداث حماة والقبول بالحل السياسي ونبذ العنف والاقتتال حتى لو لزم الأمر بقاء بشار الأسد في السلطة، تلك الدعوات لو لم تكن صادرة عن مفكرين ومحللين سياسيين أصحاب مواقف وطنية مشرفة_رغم كبوتهم_ لما اضطررنا للتعقيب عليها.
    حسب معرفتي بتاريخ جماعة الإخوان المسلمين فإنها بعيدة كل البعد عن تقديس أو شيطنة الأشخاص، لا تحمل الأحقاد ولا الضغائن ولا تحركها الأهواء والرغبات الخاصة، ولو كانت كذلك لانتزعت الحكم في مصر أو أحرقتها بنار الفتنة والاقتتال الداخلي لشدة ما تعرضت له من محن على أيدي طغاتها مع ما تمتلكه من رصيد جماهيري وشعبي، ولكنها جماعة تحرص على المسلمين وسلامتهم وأمنهم حرصها على الدعوة الإسلامية ذاتها.
    ما حدث في حماة وغيرها من المدن السورية في ثمانينيات القرن الماضي لم يكن مجرد "أحداث" بل هي مجازر وحرب إبادة مارسها النظام الأسدي بقيادة الأب حافظ الأسد ضد الشعب السوري مثلما يفعل الآن الابن بشار، ولا أعتقد أن من السهولة القفز عن تلك الدماء، ولا يحق لجماعة الإخوان ولا لغيرها العفو عن المجرمين مهما طال الزمان. ما فعله النظام الأسدي لم يقتصر على سفك الدماء، بل تعداه إلى محاربة الإسلام والمسلمين وإرهاب الأبرياء والمدنيين فضلا عن تسليم الجولان للإسرائيليين.
    يقول أحد الناصحين لجماعة الإخوان: "إذا كانت أمريكا ستغير الأسد فمرحبا ببقائه"، هذا قول مرفوض، فالمسلمون لا يسيرون أمورهم بمخالفة الكافرين، قد نخالف الكافرين اتباعاً للسنة وفي أمور محددة ولكننا لا نخالفهم فيما أباح الله ولنا فيه منافع، وكذلك لا يجوز لنا التخلي عن تحقيق أهداف يصدف أنها تتقاطع مع أهداف الكفار، ومع ذلك نؤكد بأن أمريكا تريد بقاء الأسد إلى حين توفر من هو أكثر إخلاصاً وحرصاً منه على أمن دولة الاحتلال (إسرائيل) ومن يقول غير ذلك فهو واهم أو أنه يتعمد تضليل الرأي العام العربي.
    ختاماً نقول بأن دولة الاحتلال (إسرائيل) هي العدو الأول للعرب والمسلمين ولكن هناك لائحة طويلة للمعادين للإسلام والمسلمين منهم بشار الأسد وشبيحته ويجب التخلص منهم وعدم مهادنتهم أو الدفاع عنهم، وعلى الذين يدعون إلى بقاء الأسد أن يتوبوا إلى الله عز وجل ويعتذروا للسوريين ولدماء شهدائهم التي روت أرض سوريا منذ مجازر حماة حتى مجزرة القصير وما بعد القصير.


    ما بين يوسف القرضاوي ..وأرئيل شارون
    إذاعة صوت الأقصى ،،، صالح النعامي
    قبل عام ونصف وقبيل تقاعده زار يوفال ديسكين رئيس جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي " الشاباك " قيادة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله. وسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية التي نقلت الخبر، أكدت إن الزيارة استغرقت يوماً كاملاً، وذلك بهدف أن يحصل ديسكين على انطباعات حول جهود هذه الأجهزة في محاربة " الإرهاب " ( المقاومة ). ومن لا يعرف، فإن هناك إجماع صهيوني على وصف ديسكين بـ " بطل إسرائيل "...لماذا؟ ، لإنه يعتبر " مهندس " عمليات الاغتيال التي نفذتها إسرائيل ضد آلاف الفلسطينيين منذ مطلع انتفاضة الأقصى... التذكير بهذه الحادثة مهم جداً لمعرفة حساسية الكثير من الجهات في السلطة الفلسطينية لزيارة الشيخ القرضاوي لغزة ومهاجمتها له... فمن يستقبل ويحتفي بمن يرتكب الفظائع ضد أبناء شعبه وينسق معه أمنياً، لن يروق له الاحتفاء بالشيخ القرضاوي، لإنه يمثل النقيض.
    الكتكوت بلا ريش
    يجوز لأي أحد الاعتراض على مواقف القرضاوي وما يصدر عنه، وبعض تصريحاته قد تثير جدلاً مشروعاً، ويمكن للسلطة اتهامه بالانحياز لحركة حماس، وانتقاد ذلك..الخ، لكن الرجل كان يعبر عن مواقفه بعيداً عن التجريح والشخصنة...لكن المفارقة العجيبة الغريبة، إن أبواق السلطة التي سارعت لمهاجمة القذافي على هذا النحو هي التي صمتت عندما وصف رئيس وزراء إسرائيل الأسبق أرئيل شارون رئيس السلطة محمود عباس بإنه "كتكوت بلا ريش "، وعندما قرر عباس التوجه للأمم المتحدة قبل عام وصفه ليبرمان بإنه " بعوضة "، ومع ذلك فقد كانت ردة فعل أبواق السلطة عادية...لماذا إذن كان التمادي في تجريح القرضاوي.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 321
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-29, 10:23 AM
  2. اقلام واراء حماس 351
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 09:12 AM
  3. اقلام واراء حماس 301
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 09:07 AM
  4. اقلام واراء حماس 300
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 09:07 AM
  5. اقلام واراء حماس 269
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:28 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •