اقلام واراء عربي 412
30/5/2013
في هذا الملــــف:
مشروع مارشال لفلسطين
د. فهد الفانك عن الرأي الأردنية
إحياء القضية الفلسطينية من البحر الميت
سلطان الحطاب عن الرأي الأردنية
«دحلان» و«العريان»
علاء الدين عبد المنعم عن الوطن المصرية
رسالة مفتوحة إلى الديبلوماسية الفلسطينية والعربية
درويش عبدالنبي (عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين) عن السياسة الكويتية
لا يا معالي الوزير
د. صبري صيدم (كاتب فلسطيني) عن القدس العربي
آخر الحروب.. ونبوءة السادات..!
عودة عودة عن الرأي الأردنية
هيكل سليمان.. والغاء حق العودة الى فلسطين..!!
المحامي سفيان الشوا عن الدستور الأردنية
المنتدى الاقتصادي العالمي بالأردن
عبد الله محمد القاق (رئيس تحرير جريدة الكاتب العربي الاردنية وجريدة سلوان الاخبارية) عن الزمان العراقية
إفريقيا والموساد الإسرائيلي
صالح عوض عن الشروق الجزائرية
لغز اختطاف الجنود المصريين !
رجا طلب عن الرأي الأردنية
الإخوان وافقوا لإثيوبيا؟!
نيوتن عن المصري اليوم
الإخوان المسلمون بين مصر والخارج
سمير كرم عن الشروق المصرية
تحية إكبار لقداسة البابا وتحية تأييد للبرادعي
يحيى الجمل عن المصري اليوم
الرئيس محمد الثالث وتحرير القدس
كمال الهلباوي عن الوطن المصرية
مشروع مارشال لفلسطين
د. فهد الفانك عن الرأي الأردنية
إنبرى لسان رئيس بنك الكويت الوطني السيد إبراهيم دبدوب وهو يدعو لمشروع مارشال عربي، تقوم به الدول العربية المصدرة للبترول للارتقاء بالاقتصاد العربي ككل، وبما يفيد المعطي والآخذ، بدلاً من إيداع فوائض الأموال في البنوك الأوروبية والأميركية بأسعار فائدة رمزية تقل عن 1%.
الجانب الأميركي ممثلاً بوزير الخارجية جون كيري طرح مشروع مارشال لإحياء الاقتصاد الفلسطيني الصغير بمبلغ يصل إلى أربعة مليارات من الدولارات، فهل ستفعل أميركا ذلك لوجه الله أم أن لديها أهدافاً سياسية؟.
مهما كانت أهداف أميركا فإن هذا المشروع يستحق الترحيب، فإحياء الاقتصاد الفلسطيني مكسب فلسطيني وعربي، وهو يؤشر إلى حجم التقصير العربي تجاه شعب عربي يرزح تحت الاحتلال مع أن نوافذ مساعدته مالياً مفتوحة على مصاريعها.
مع ذلك فلا بد من ملاحظة أن مشروع مارشال الأميركي قد يقصد به خدمة استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي يريد للفلسطينيين سلاماً اقتصادياً لأكثر من سبب، أولها أن يعتبر السلام الاقتصادي بديلاً عن السلام السياسي الشامل، وثانيها أن الجزء الأكبر من المليارات الأربعة سينتهي بها المطاف في إسرائيل لتمويل مستوردات وخدمات إسرائيلية.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يفهم هذا الموضوع، وقد حذر من الحلول الاقتصادية الجزئية بدلاً من الحل السياسي الشامل. ووزير الخارجية الأميركي بدوره لم يغب هذا التوجه عن باله، فاطلق تصريحاً بأن العمل الاقتصادي يجب أن يواكبه تقدم ملموس في عملية السلام، وهذه كلمات جيدة لا يملك الوزير، وقد لا يرغب في الالتزام بها، فهي مجرد طرح نوايا حسنة لإغلاق الباب على تفسيرات بنوايا غير حسنة.
في الجانب الإيجابي فإن مشروع مارشال الأميركي قد يعطي نتائج إيجابية جانبية غير مقصودة مثل تثبيت السكان في مدنهم وقراهم عندما تتوفر لهم فرص العمل وتتحسن مستويات المعيشة، ومن يدري فقد يقتنع عدد من الفلسطينيين في الخارج، الذين يحق لهم العودة، بممارسة هذا الحق بدلاً من السعي للحصول على جنسية بديلة.
السؤال ما إذا كانت المليارات الاربعة ستأتي من الخزينة الأميركية التي تشكو من العجز أم أنها ستتم جبايتها من الدول العربية الغنية، بحيث تقوم أميركا بدور المدير لنقل المال وتوظيفه.
إحياء القضية الفلسطينية من البحر الميت
سلطان الحطاب عن الرأي الأردنية
بدل أن يدفن الربيع العربي القضية الفلسطينية كما رجت اسرائيل التي وظفت الفوضى بإدارة ظهرها لقضية العرب الأولى وأظهرت كما لو أنهم يتخلون عنها بدل ذلك بادرالأردن ودفع مرة أخرى بالقضية الى أروقة مؤتمر البحر الميت ( المؤتمر الاقتصادي العالمي ) حيث تحدثت الادارة الاميركية على لسان وزير خارجيتها كلاما جديداً يعطي أهمية متزايدة للقضية الفلسطينية وتأتي قيمة هذا الكلام في وقت الصمت العربي الرسمي وانفضاض سائر الانظمة التي اما سقطت أو راحت تقتلع أشواكها مركزة على اوضاعها او اخرجت اسلحتها لتظهر شجاعتها في محاربة شعوبها بدل تحرير الارض واستعادة الكرامة.
المهم وجدنا من يتحدث عن القضية الفلسطينية ومن يحاول احراج اسرائيل وجعل رئيسها يتكلم عن حل الدولتين وحتى عن الموافقة على التعاطي مع المبادرة العربية المعلنة منذ عام 2002 بعد تضييعها في قمة بيروت وقد لا يكون الكلام الذي جاء على لسان رئيس الدولة الاسرائيلية شمعون بيريز بنفس الاهمية لو جاء على لسان نتنياهو رئيس الوزراء صاحب الولاية التنفيذية ومع ذلك فإن القضية الفلسطينية وان بدت على المستوى الرسمي العربي باهته ومدحورة تدير حكومة اليمين الاسرائيلية الظهر لها الا ان هذه القضية ستبقى عميقة الجذور وينقلب السحر الذي صممته الفوضى الخلاقة لدفنها كعرض من اعراض الربيع العربي الى حالة اخرى لان عمق هذه القضية وقاعدتها الشعبية الفلسطينية والعربية سيمنعان من تصفيتها مهما بلغت المخططات عداوة وضراوة.
و السؤال لماذا جرى الحديث مجدداً عن حل شامل للقضية؟ هل تغيرت اسرائيل ؟ أم تغيرت الادارة الاميركية وخرجت الى الجد في لغة وزيرالخارجية كيري؟ أم ان ارادة الفلسطينيين في الصبر والصمود ما زالت مؤثرة ام ان المجتمع الدولي ما زال يعتقد باستمرار الخطورة في المنطقة والإقليم وعلى السلام الدولي طالما لم تجد القضية الفلسطينية حلا ؟
لا يكفي أن يقول بيريز للرئيس أبو مازن أنت شريكنا ويعيد تأهيله اسرائيلياً بعد انكار ذلك من جانب رئيس الوزراء نتنياهو، فهذه الشراكة لا تطعم خبزاً طالما استمرت اسرائيل في حجز أموال الفلسطينين وهذه الشراكة لا تمنح حرية طالما استمرت اسرائيل في حجز الأسرى الفلسطينين واعتقالهم قبل اوسلو وبعد اوسلو.. وهذه الشراكة لا تعني سلاما طالما بقيت اسرائيل تواصل استيطانها بالبناء ومصادرة الاراضي وهدم البيوت واستمرار بناء سور العزل العنصري
يدرك الاميركيون انهم بتأييدهم الاعمى لاسرائيل ودعمها في مواجهة اي مخاطر بقيت اسرائيل تهولها وتروج لها انما يعطلون اي عملية سلام حقيقية ولذا فان الدعم الاعمى لاسرائيل وهو ما يشجعها على العدوان فانه يتناقض مع الطلب منها أن تذهب باتجاه فرصة السلام الحقيقي واذا كان ذلك لا يتناقض كما يقول الاسرائيليون وانما يحمي اسرائيل ويجعلها قوية لتفكر في السلام. فلماذا لا تقوم بذلك حتى الأن ؟
الخشية أن تمضي ولاية أوباما الثانية كما الأولى وأن تظل كلماته المزركشه التي أطلقها في القاهرة واسطنبول في ولايته الاولى كمن «رش على الموت سكراً» وأن لا تزيد كلمات السيد كيري المتفائله عن أن تكون وصفه لا تزال اسرائيل ترفض صرفها.
أحس بقليل من الأمل وأنا اتابع جهود الملك عبدالله الثاني والرئيس محمود عباس واقتراب الموقف الاميركي من ما يشعران به من هموم ومعاناة تعطيل الحل الذي للاردن مصلحة حقيقية فيه وحرص على أن لا يطوى ملف القضية الفلسطينية لان طي هذا الملف سوف يبعث الصديد الذي سيضرب الجسم الاردني والفلسطيني لما يترتب على ذلك من مضاعفات فليمسك ما تبقى من عرب المبادرة الفلسطينية الاردنية التي تقوم من المبادرة العربية عام 2002 والتي جمدت. ولتدفع الأمة ما بقي لديها من عزم هذه المبادرة لتفتدي المزيد من الحرائق والدمار الذي رأيناه نارا تأكل البلدان العربية نفسها حين منعت أن تأكل عدوا لم تتمكن الأمة من الوصول اليه لضياع البوصلة.
«دحلان» و«العريان»
علاء الدين عبد المنعم عن الوطن المصرية
لن تنكشف الحقائق عن حقيقة ما جرى من خطف لجنودنا فى سيناء ثم الإفراج عنهم دون مفاوضات أو مساومات -هكذا أعلن رئيس الجمهورية- وكذلك دون إراقة نقطة دم واحدة أو تحريرهم بعملية عسكرية.. لن تنكشف هذه الألغاز إلا بعد رحيل النظام الحالى.
ولا أرى سبباً منطقياً يستسيغه العقل لإخفاء أسماء الخاطفين وميولهم، ذلك أن اللواء هانى عبداللطيف، مساعد وزير الداخلية للعلاقات العامة، كان قد أعلن فى مساء الثلاثاء الماضى أن من قاموا بتنفيذ هذه العملية معروفون لأجهزة الأمن بالاسم، وأنه جارٍ ملاحقتهم، ولو كان السيد اللواء يعلم أنه سيتم إخلاء سبيل جنودنا المختطفين فى فجر الأربعاء أعتقد أنه لم يكن ليعلن ذلك ليحرج النظام الحاكم الذى لم يعلن هذه الأسماء، كذلك فإن الحفاظ على الأمن القومى لا علاقة له فيما أظن بالإعلان عن أسماء هذه العصابة، فليس للعملية كما أُعلن أبعاد دولية أو سياسية، وإنما هو عمل إجرامى قامت به عصابة من المتطرفين المصريين داخل مصر، فما هى خطورة الإعلان وبوضوح عن منفذى العملية وكيفية إخلاء سبيل المخطوفين هكذا ودون مقابل ودون استخدام للقوة؟ إلا لو كان الإعلان عن أسماء المجرمين سيسبب حرجاً للإخوان المسلمين ولرئاسة الجمهورية حيث سيكشف وقتها عن علاقة ما تربط بين الخاطفين وبين القائمين على الحكم الآن، خاصة أن رئيس الجمهورية قد صرح بحرصه على سلامة الخاطفين والمخطوفين، فضلاً عن أنه لم تصدر إدانة واحدة لهذا العمل الإجرامى من كل فصائل من يطلق عليهم الإسلام السياسى.
وأوائل هذا الأسبوع صرح الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، لصحيفة «الحياة» اللندنية بأنه يتهم محمد دحلان القيادى السابق فى حركة فتح بزرع عناصر فى سيناء لزعزعة الأمن فيها بتمويل من دولة خليجية (يقصد دولة الإمارات العربية)، مشيراً إلى احتمال تورط دحلان فى حادث اختطاف الجنود، وأضاف أنه يجب فتح ملفات تحركات عناصر حركة فتح الذين طُردوا من قطاع غزة عقب سيطرة حماس على القطاع.
وقد التقط الإعلامى البارز محمود الوروارى هذه التصريحات واستضاف فى حلقته فى برنامج «الحدث المصرى» على قناة العربية محمد دحلان للرد على هذه الاتهامات، وقد أوضح الإعلامى الوروارى أنه وقبل الحلقة حاولوا الاتصال بالدكتور عصام العريان لمواجهة دحلان لكنه لم يرد، فأرسلوا له أربع رسائل على هاتفه المحمول ولكنه أيضاً لم يرد.
وفى الحلقة فتح محمد دحلان النار على الإخوان المسلمين وعلى العريان شخصياً، فقال إن كل قضية الجنود أصبحت مكشوفة ومفضوحة، وإن الإخوان المسلمين قد خانهم التعبير والتقدير وخانتهم عبقريتهم فى قدرتهم على نصب الدسائس فوقعوا فى هذا الشرك.. ومعنى الكلام بوضوح أن الإخوان المسلمين هم من دبروا ونفذوا هذه العملية لإحراج الجيش المصرى وإضعاف موقفه. وأضاف أن الحقيقة ساطعة ابتداء من اقتحام الحدود المصرية على يد حماس ودخول قوات حماس إلى منطقة العريش ورفع أعلام حماس على المؤسسات المصرية وكان ذلك قبل الثورة، ثم قتل الجنود المصريين فى رفح والعريش فى شهر رمضان مع إغلاق كل هذه الملفات حتى الآن عند الإخوان المسلمين، ثم أن يُخطف جنود مصريون ويذهب إليهم شيوخ سلفيون وبعض جماعات الإخوان المسلمين المعروفة أسماؤهم لدينا ويفاوضوا هؤلاء الخاطفين ثم يُفرج عن المخطوفين ويختفى الخاطفون. وأضاف دحلان أنه وحتى هذه اللحظة ما زالت اتصالات الإخوان مع هذه الجماعات المتطرفة التى تريد أن تُحرج الجيش المصرى وتورطه فى رمال سيناء.
وتحدى دحلان الإخوان المسلمين أن يُعلنوا عمن الذى نفذ هذه العمليات وعن أسمائهم، لأن الإعلان عن ذلك سيفضح علاقتهم بهؤلاء المتطرفين، وأن المقصود هو إحراج الجيش المصرى وتدمير هيبته. وقال أخيراً إن الأجهزة الأمنية فى مصر تعرف من الذى اختطف ومن الذى قتل، وتعرف من الذى هرب ومن الذى فاوض، وتعرف من دخل الأنفاق ومن خرج منها.
هذا ما حدث بين دحلان والعريان، وبتحليل ذلك نخلص إلى ما يأتى:
(1) إن اتهام العريان لدحلان بزرع عناصر فى سيناء لزعزعة الأمن فيها وباحتمال تورط دحلان فى حادث اختطاف الجنود -إن كان صحيحاً- وهو اتهام خطير جداً، خاصة أنه قد ربطه بمساعدة دولة الإمارات لدحلان على هذا التخريب الذى يهدد الأمن القومى المصرى؛ يعنى -الاتهام- أن جميع أجهزتنا الأمنية إما نائمة أو فاشلة أو متواطئة، ويعنى أيضاً أن العريان يمتلك من المعلومات ما لا تمتلكه هذه الأجهزة، وكان الأولى به وهو الحريص على أمن البلد أن يبلغ ما لديه من معلومات إلى هذه الأجهزة أو يفضى بها لرئيس الجمهورية مباشرة حتى يتخذ ما يلزم، أما أن يصرح بها إلى جريدة تصدر فى لندن فهذا أمر غير منطقى، فإذا ما أضفنا إلى ذلك تهرب العريان من المواجهة مع دحلان، اتضح لنا أن وراء التصريحات هدف خفى ربما يكون لإبعاد الشبهة عن التنظيمات الجهادية التى تعيث فى أرض سيناء إرهاباً والتى ترتبط عقائدياً بحكام مصر الآن.
(2) إن هذه الاتهامات لو صحت فإن معنى ذلك أن أرض سيناء خارج السيطرة المصرية تماماً، فحماس والجهاديون والموساد وعناصر تابعة لدحلان بتمويل من الإمارات والعصابات المسلحة؛ كل هؤلاء -وما خفى كان أعظم- يعبثون بأمن مصر والسلطة المركزية فى القاهرة غافلة، من المسئول إذن؟ ومن صاحب القرار؟ ومن القائد الأعلى للقوات المسلحة؟
(3) إن تحدى دحلان للإخوان وللعريان أن يعلنوا أسماء الخاطفين لا يجب أن يمر دون رد، وقد أعلن مساعد وزير الداخلية عن معرفة أجهزة الأمن بالخاطفين وبالاسم، فعدم الرد يعنى صحة ادعاء دحلان بأن الإخوان هم من دبروا لحادث الاختطاف، وهم من أوعزوا للخاطفين بإخلاء سبيل الجنود.
(4) إن استمرار الغموض حول هذه العملية ومن قبلها عملية اغتيال جنودنا فى رمضان ومن قبلها اختطاف ثلاثة من ضباط الشرطة ومعهم أمين شرطة - يُرجح ما يشاع عن تورط حماس فى هذه العمليات، وما حماس إلا فرع الإخوان المسلمين فى غزة.
(5) يجب على الأجهزة الأمنية، ونعنى بها المخابرات الحربية والمخابرات العامة والأمن الوطنى، أن تخرج بالحقائق على الشعب إن كان اتهام العريان صحيحاً أو كان اتهام دحلان هو الصحيح، لأن هذه أجهزة الدولة المصرية وفى خدمة الشعب المصرى وليست -ولن تكون إن شاء الله- أجهزة للحاكم أو لفصيله أياً كان هذا الحاكم.
إن إجلاء الحقائق عن كل هذه الأحداث ليس به أى مساس بالأمن القومى المصرى، لأنها جرائم منظمة تقوم بها جهات إرهابية وعصابات مسلحة ترفع السلاح فى مواجهة الدولة المصرية وتحبط الشعب المصرى الذى بات يشعر بأنه غريب فى وطنه، وكما قال شوقى:
وغداً يعلَمُ الحقيقةَ قومـى ليسَ شىءٌ على الشعوبِ بسِــرِّ
رسالة مفتوحة إلى الديبلوماسية الفلسطينية والعربية
درويش عبدالنبي (عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين) عن السياسة الكويتية
انتظرت طويلاً تحليلاً وافيا وشافياً للمبادرة العربية في صيغتها المعدلة الاخيرة, ولكني للأسف لم أعثر حتى يومنا هذا على كلمة حق شجاعة, تقول: لا يا عرب ... لا يا أهلي وعشيرتي وقومي ... لا يا من تكمن بكم قوتي ... ويا من أستمد منكم صمودي وصلابتي وعجزي وضعفي... فقد بذلت ديبلوماسيتكم قصارى جهدها في اثبات حسن النية في معالجة قضية الصراع العربي - الاسرائيلي حتى غابت الضوابط عن النص في معالجة الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي الذي هو في الاصل جوهر الصراع في المنطقة, واداة تحويلها الى بؤرة من أخطر بؤر التوتر على الامن والسلام العالميين.
وأعني بالضوابط هنا, حسن الصياغة في سبك النص فيما لا يسمح بالتأويل والتسويف والتسويق والمراوغة والهروب من الالتزام وبخاصة ان اسرائيل قد علمتنا كيف تستغل الصياغة في تحريف النص عن مضمونه ولو بحرف واحد كما استغلت غياب لام التعريف في قرار أممي فحولته من انسحاب من الأراضي المحتلة الى انسحاب من اراض محتلة حسب النص باللغة الانكليزية لتعطي نفسها شرعية الاستيلاء على ما شاءت او تشاء من الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وهذا ما يستدعي الاهتمام بما غاب عن المبادرة من ضوابط في صياغة النص, عسى ان يتم معالجتها في ملاحق لاحقة او في تفاهمات ديبلوماسية لاحقة.
فقد أجازت المبادرة العربية مبدأ تبادل الأراضي وتركت الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام اسرائيل لتختار ما تشاء من هذه الأراضي من دون ضوابط محددة لطبيعة الأراضي التي يمكن اجراء التبادل عليها, حتى لو كانت هذه الأراضي تتعلق بالمقدسات والعمق الأمني الستراتيجي للدولة الفلسطينية مكتفية بما ورد في النص من تبادل طفيف بالقيمة والجودة نفسيهما, دون الاشارة الى ان هناك من الاراضي الفلسطينية ما لا يجوز اخضاعها للتبادل, ولا ترتقي الى مستوى قيمتها وجودتها اي اراض في العالم كمدينة بيت المقدس وما حولها.
وتجاوزت المبادرة حدود الضوابط حين اجازت تبادل الاراضي من دون تحديد النسبة القصوى لهذا التبادل للحد من الطمع الاسرائيلي بنسبة قد تصل الى 30 او 40 في المئة.
ثانيا- لم تحدد المبادرة سقفاً زمنيا للحل النهائي وتركت الباب مفتوحاً أمام اسرائيل للمماطلة الى عشرين سنة اخرى من دون الوصول الى حل.
ثالثا: لم تحدد المبادرة سقفا زمنيا لصلاحيتها وسحبها فور انتهاء المدة المحددة لها, لالزام اسرائيل والمجتمع الدولي بأخذ هذه المبادرة بعين الجد والاهتمام.
رابعا- لم يرد في المبادرة ما يعتبر المبادرة وكأنها لم تكن اذا استمرت الحفريات تحت المسجد الاقصى, واذا ما واصلت اسرائيل مشروعاتها الاستيطانية التوسعية.
خامسا: لم تطالب المبادرة اسرائيل بتقديم ما يثبت حسن النوايا كخطوة مماثلة لما قدمته المبادرة العربية على طريق العملية السلمية.
سادسا- لم تتضمن المبادرة العربية, اتخاذ موقف عربي بالاجماع على دعم ومساندة السلطة الوطنية طالما استمر العدوان الاسرائيلي على اراضيها, مع رفض اساليب الحصار المادي والسياسي والعسكري المفروض عليها, والوقوف الى جانبها في قرار عدم العودة الى طاولة المفاوضات ما لم تتوقف اسرائيل عن مشاريعها الاستيطانية.
سابعا: في الوقت الذي تحدثت فيه المبادرة عن الاستعداد للتطبيع مع اسرائيلا مقابل الوصول الى اتفاق سلام ينهي حالة الصراع العربي - الاسرائيلي من خلال تنفيذ حل الدولتين, لم تشر المبادرة الى أهمية التزام الدول العربية بقرار المقاطعة العربية وايقاف كل اشكال التطبيع التي تفردت بها بعض الدول العربية قبل هذه المبادرة, وعدم الرجوع اليها إلا بعد الوصول الى الحل النهائي.
إن ايماننا المطلق بعمق جذورنا العربية واعتزازنا بهذا الانتماء ومن منطلق ايماننا بأهمية الدور العربي في حماية الحقوق الشرعية لشعبنا الفلسطيني, وأهمية التنسيق العربي الفلسطيني في الاخذ بيد الشعب الفلسطيني الى شاطئ الأمان وسط اخطر منعطف تمر به امتنا العربية. عرجنا على هذا الموضوع لاهميته ليكون رسالة مفتوحة الى ديبلوماسيتنا الفلسطينية والعربية, ثقة بقياداتنا, واملا بقدرتها على تصويب ما يمكن تصويبه قبل فوات الأوان .
لا يا معالي الوزير
د. صبري صيدم (كاتب فلسطيني) عن القدس العربي
استمعت بحرص شديد إلى تصريحات وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ في زيارته الأخيرة للضفة الغربية، التي بدت وكأنها تتكامل كما درجت العادة مع زيارة رأس الخارجية الأمريكية من حيث التوجه والطرح.
وما يميز زيارات الزوار، خاصة في خطبهم المتحركة مع كل محطة يزورونها، هو الحديث الدائم عن المعونات الاقتصادية التي قدمتها حكومة الضيف وما ستقدمه في قادم الأيام. ومع هذا الطرح يكثر الكرم في حجم المبالغ ‘الرنانة’. ومع التقدير لهذا الجهد وما قُدم وسيُقدم من كل الدول، إلا أن بريطانيا تحديداً لا تستطيع أن تنتهج الطريق ذاته، لاعتبارات تاريخية لا أريد أن أستثير ملل أحد في عدّها وتفصيلها من كثرة ما كتب عنها.
فحكومة صاحبة الجلالة ومع التقدير لجهودها يُنتظر منها الكثير الكثير. فالمال ومع التقدير له، ليس البديل عن الموقف يا معالي الوزير. الموقف الحاسم والجازم والقاطع. الموقف الفعلي الذي يضع النقاط على الحروف ويجنبكم خطأ تاريخياً جديداً تكون بريطانيا رأس الحربة فيه. موقف يقول لإسرائيل كفى للاحتلال.. وكفى للمستوطنات.. وكفى لنقاط التفتيش.. وكفى للحصار.. وكفى لاقتطاع الأرض العربية وتهويد القدس.. وكفى للاعتقال. وكفى للإصرار على أن يكون شبر من الأرض أهم من البقاء والاستمرار.
ليس من المقبول يا معالي الوزير أن تتحدث بريطانيا تحديداً عن المال وحده، أو أن تجلس حكومة صاحبة الجلالة كغيرها في مقعد المتفرج. فالشارع الفلسطيني يفهم المعادلات الدولية لمهادنة الاحتلال والخوف من مراكز ضغطه السياسي والاقتصادي والقانوني ومنظومة التحالفات، لكنه يعي أيضاً أن المعركة اليوم يجب ألا تستمر في إطار حفظ التوازنات والقول بأن العالم لا يستطيع التدخل وأن الطرفين مسؤولان عن إيجاد الحلول!
أية حلول، حلول اقتصادية، استيطانية إحلالية؟ أية حلول في ظل مشروع وأد فلسطين الذي تمارسه آلة الاستيطان؟
إن التوازن اليوم لم يعد مقبولاً لا فلسطينياً ولا حتى إسرائيلياً، كما يقول رجالات السلام في إسرائيل، تماماً كما تقول المقولة الإنكليزية بأنك تحتاج لصديق مخلص لينبّهك للخطأ والخطر الذي يداهمك لا أن يتغنّى بك. لذلك صداقة حكومة صاحبة الجلالة وإسرائيل وأسبابها المعروفة يجب أن تنصب على إنهاء الاحتلال، فالخبز والجنيه الاسترليني ليسا بديلاً عن الحاجة اليوم لإنهاء الاحتلال.
إن مساحة ملؤها الحرية والاستقلال هي من ستصنع الرخاء والسلام، وليس المساعدات في ظل الحراب أو في مقاعد التفّرج والمراوحة. فالمال يجب أن لا يأتي تكفيراً عن الذنب ولا تهرباً مطلقاً من الذنب ولا فرصة للمحتل لاستدامة احتلاله، وإنما أن يتبع قدومه إصرار وتحرك جاد لإنهاء الاحتلال … إذ ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان!
آخر الحروب.. ونبوءة السادات..!
عودة عودة عن الرأي الأردنية
تقوم اسرائيل كل يوم بشنّ حروب عديدة على أعدائها العرب، حقاً أن هذه الحروب لا تضم دبابات وطائرات ومدافع...إنها حروب مختلفة فهي إقتصادية وإعلامية وتجسسية ونفسية أيضاً.
في الأنباء.. أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شد رحاله قبل أيام الى العاصمة الصينية بيكين، والهدف من الرحلة إقناع القادة الصينيين بإنشاء سكة حديد بطول 350 كيلومتراً تربط ميناءي إيلات على البحر الأحمر وأسدود على البحر المتوسط لإيصال البضائع الصينية الى أوروبا ( الرأي 30- 4 -2013 ).
وضمن هذا الهدف الإسرائيلي جاء في الأنباء أيضاً: أن نتنياهو نفسه أعلن في شباط من العام الماضي الإنتهاء من إنشاء الطريق البري ( 350 كيلومتراً ) أيضاً بين ميناءي إيلات وأسدود
وبتمويل أميركي ( الحياة 12-2-2012 ).
الهدف من المشروعين الإسرائيليين معلن حيث سيكونان بديلين لقناة السويس التي تدعم الإقتصاد المصري بأكثر من ستة مليارات دولار سنوياً بالإضافة الى أهداف إسرائيلية أخرى منها تعزيز المكانة الإقتصادية ورفع حجم الموازنة الإسرائيلية العامة من خلال عقد سلسلة إتفاقيات بين دول آسيوية وأوروبية تضاعف في النهاية الميزان التجاري للعدو الإسرائيلي.
هدف آخر تريده حكومة نتنياهو من ربط ميناءي إيلات وأسدود يتمثل بربط سكة الحديد هذه
والطريق البري بمنابع الغاز الطبيعي الإسرائيلية مقابل الساحل الفلسطيني المحتل وعلى بعد 90 كيلومتراً من مدينة حيفا إضافة الى ربط ( إسرائيل ) بمصالح وثيقة في مجال الطاقة والاقتصاد
والصناعة خاصة وأن العقد المقبل سيشهد صعود دول عظمى جديدة منها الصين والبرازيل
والهند وجنوب إفريقيا وسوريا قبل عامين وغيرها مما يحتم على إسرائيل ضمان مصالحها الحيوية، وتقدر الحكومة الإسرائيلية مكاسبها من هذين المشروعين الكبيرين والإستراتيجيين ( سكة الحديد والطريق البري ) بين ميناءي إيلات وأسدود بمايزيد عن ثلاثة مليارات دولار سنوياً إضافة الى رفع مكانة إسرائيل وإضعاف المكانة الإستراتيجية للشقيقة مصر.
ويجري التساؤل في اسرائيل: من أين تأتي الحكومة الإسرائيلية بالأموال لتنفيذ مشروع سكة الحديد هذا بين إيلات وأسدود وتجيب الحكومة الإسرائيلية نفسها على السؤال: بأن نتنياهو شكـّل فريقاً لهذه الغاية يسعى الى تحقيق عدة أهداف منها: عقد إتفاقيات بين حكومة إسرائيل
وحكومات دول أخرى لها مصالح اقتصادية واستراتيجية في هذا المشروع المستقبلي..
ومشاركة القطاع الخاص فيه إضافة الى رصد الأموال اللازمة للمشروع لموازنة دولة إسرائيل،
وقد توصل وزير المواصلات الإسرائيلي ( يسرائيل كاتس ) الى اتفاق مع الصين للشراكة في هذا المشروع والذي سينجز خلال السنوات الأربع المقبلة على الأكثر.
الجامعة العربية لم تعلن غضبتها حتى كتابة هذه السطور وكذلك الحكومة المصرية، وكما يبدو في هذه المرحلة فللجامعة ولحكومة مصر ولجميع الحكومات العربية اهتمامات أخرى مختلفة متعلقة ( بالثورات ) العربية ولا داع للدخول في التفاصيل..!
لا أدري إن كانت هذا العُجالة الصحفية قد بددت تماماً نبوءة الرئيس المصري الراحل أنور السادات بأن حرب رمضان عام 1973 هي آخر الحروب..!!
هيكل سليمان.. والغاء حق العودة الى فلسطين..!!
المحامي سفيان الشوا عن الدستور الأردنية
يتبادل الليل والنهار الادوار فاذا اشرقت الشمس واطلت بنورها ثم يجيء الليل فيغشى الكرة الارضية وتصبح في ظلام الليل ولكن تبقى الارض المقدسة لسكانها الكنعانيين العرب ونسلهم من بعدهم ولا يؤثر في هذا ان مزامير داوود لا تهدأ ولا تنام فهي ترهق العالم كله باساطير اليهود التي اصبحت ممجوجه خاصة النظرية الجديدة التي ابتكرتها الحركه الصهيونية ومفادها ان اليهود كانوا في اورشليم (القدس) وكانت لهم مملكة عظيمة وبنوا هيكل سليمان ليكون بيتا للعبادة وقصرا لسكن الرب (يهوه) والاعلام الصهيوني دائم التذكير بامجاد اسرائيل الغابرة وبالحضارة اليهودية وبهيكل سليمان تاج الحضارة اليهودية التي لم يرها انسان في هذا العالم ولم نسمع عنها الا من الكتب اليهودية المقدسة فالتوراة مليئة بوصف هيكل سليمان الذي يضاهي افخر القصور من الذهب الموجود فيه فحدث عنه ولا حرج فان اساطير اليهود تفوق كل خيال فذلك الذهب لا عين رأت مثله ولا اذن سمعت عنه.
ويزعم اليهود ان هيكل سليمان كان في اورشليم (القدس الشريف) ويعلم الجميع ان اليهود لم يكونوا في اورشليم (القدس) الا مجرد رعاة اغنام ولم يتجاوز عددهم عدد سيدنا يوسف واخوانه ويجمع المثقفون والمؤرخون والعلماء على ان اليهود فئة قليلة العدد الا انهم مزعجون فكأن الازعاج هواية عندهم او عقيدتهم بحسب اوامر الرب (يهوه) فقد قال لهم الرب كما ورد في التوراة: (واذا ادخلك الرب الهك الارض التي انت سائر اليها لترثها واستاصل امما كثيرة من امام وجهك فابلسهم ابلاسا لا تقطع معهم عهدا ولا تأخذك بهم رافة بل كذا تصنعون بهم تنقضون مذابحهم وتكسرون انصابهم وتقطعون غاباتهم انك شعب مقدس واياك اصطفى الرب) فاليهود قساة حاقدون مزعجون منذ قديم الزمان فمثلا كانوا مزعجين ومحتقرين في مصر؛ ما جعل الفرعون يأمر بقتل اطفالهم وسبي نسائهم واستعباد رجالهم وكان في ذلك عذاب عظيم لهم وكان المصريون يحتقرون اليهود لدرجة انهم كانوا لا يسمحون ليهودي بالجلوس معهم على مائدة الطعام ولم تختلف الحال, في العصور الحديثه فلم يترك اليهود هذه العادة المؤذية فهي تسري في دمائهم فبعد ان اغتصبوا فلسطين تحولوا الى الوطن البديل للفلسطينيين بالرغم من ان الفلسطينيين لا يقبلون بديلا عن فلسطين والاغرب من هذا ان نتنياهو يقول في كتابه مكان تحت الشمس ما يلي: ان فلسطين جزء من ارض اسرائيل فقط وهو بكل وقاحة يعيد مقولة: “من النيل الى الفرات حدودك يا اسرائيل” وهذا مكتوب على مدخل (الكنيست) البرلمان الاسرائيلي.
منطق عجيب فاليهود لهم مبادىء عجيبة وتصرفات غريبة فهم يؤمنون بان الارض العربية هي ارض اسرائيل تماما كما يؤمنون بان جميع البشر خلقوا على شكل دواب لخدمة بني اسرائيل وهم الشعب المختار عند الله من بين باقي الشعوب وهم يمارسون الربا والجاسوسية ويعملون كل رذيلة؛ ما جعلهم مكروهين غير مرحب بهم اينما حلوا بل كانت المقصلة تطاردهم فتقطع رؤوسهم عن اجسادهم وطردوا من معظم البلاد التي كانوا يعيشون فيها.
واخيرا جاء اليهود الي فلسطين بموجب وعد بلفور وزير خارجية انجلترا سنة 1916 واستقبلوا استقبالا كريما ثم تحولوا الى غزاة والى مستعمرين للارض التي استقبلتهم فان الثعبان عادة بعد ان يدفأ لا يحترم صاحب الفراش الذي دفأه بل يقوم بلدغه وهذه عادة اليهود وتصرفاتهم. فزعموا ان فلسطين هي وطن ابائهم واجدادهم وان الله قد وهبها لهم من النيل الى الفرات كما ورد في التوراة وهم يطالبون باستردادها ويزعمون انهم كانوا في هذه الديار منذ 3000 سنة وبنوا هيكل سليمان وهو الهيكل العظيم الذي ليس له مثيل في الوجود فقد بنى بناء على مخططات رسمها الله بيده ولم يستعن بملاك او بمهندس ولكن الملك البابلي (نبوخذ نصر) هدمه سنة 586ق.م. وقام اليهود باعادة بناء الهيكل الثاني الا ان القائد الروماني تيطس هدمه سنة 70 م وطرد اليهود من فلسطين ولم يسمحوا لهم بالاقامة في اورشليم (القدس) ولكن العلماء الغربيين قالوا هذا غير صحيح (كتاب القدس مدينة واحدة عقائد ثلاث): لا توجد على الاطلاق اثار تدل على قيام مملكة يهودية كما لم يعثر احد على اثر من اثار هيكل سليمان سوى في الكتاب المقدس ومن الارجح انها اسطورة) ومن هنا اطلق اليهود لفظة بداية الشتات اي تشتيت اليهود في الارض بعيدا عن الهيكل الثاني الذي دمره الرومان اي نظرية جديدة هي ان اليهود كانوا يعيشون في اورشليم (القدس) وشتتهم الرومان في انحاء الارض بالرغم من ان هذا افتراء كاذب فاليهودية ديانة وليست قومية واليهود مختلفون في اشكالهم وفي عروقهم بل في لغتهم ايضا فيهود الخزر الاوروبيون يختلفون عن يهود الفلاشا ويختلفون عن يهود من اصل مغولي مثلا فلماذا لا يكون يهود دخلوا الديانة اليهودية عن طريق التبشير مثل المسيحيين والدعوة مثل المسلمين ان كتاب (اليهود في روسيا وبولندا من اقدم العصور) للعالم اليهودي الاستاذ داني لاخ أكد ان يهود الخزر تهودوا ولم ياتوا من اي بلاد خارجية.. كذلك يهود الحبشة.. فقد دخلت الديانة اليهودية بالتبشير.. فان ملوك اليمن وهم عرب حِميَر اعتنقوا الديانة اليهودية كذلك كان اليهود في يثرب وكانوا عربا تهودوا ولم يكونوا من قوم موسى وليس لهم صلة بفلسطين.. فالحركة الصهيونية تهدف من وراء هذا الزعم بان اليهود هم اصحاب ارض فلسطين.. والتوراة مليئة بمثل هذه الافتراءات والمزاعم فهي جزء من ارض اسرائيل كما يزعمون ولقد كانوا فيها وعادوا الى بلادهم.. بالرغم من قرارات الامم المتحدة وقرارات مجلس الامن المتعددة التي تؤكد حق الفلسطينيين في وطنهم وضرورة انسحاب القوات الاسرائيلية. ان هؤلاء الذين تقول عنهم الحركة الصهيونية عائدون الى وطنهم التاريخي انما هم غزاة محتلون وكل غزوة مصيرها الى زوال ولو بعد حين..!! وصدق امير الشعراء احمد شوقي عندما قال: العدو وان طال زمانه.. فالحقد في قلبه مدفون...؟!!.
المنتدى الاقتصادي العالمي بالأردن
عبد الله محمد القاق (رئيس تحرير جريدة الكاتب العربي الاردنية وجريدة سلوان الاخبارية) عن الزمان العراقية
يمكن القول ان المنتدى الاقتصادي العالمي الذي اختتم اعماله في الاردن يوم الاحد الماضي نجح في تشخيص القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية المعروضة على جدول اعماله، حيث ناقش السياسيون والاقتصاديون والمثقفون قضايا عديدة بحضور اكثر من 900 شخصية بينها رؤساء دول ووزارات ووزراء خارجية وكبار رجال الاعمال بالعالم، وتابع هذا المنتدى اكثر من نصف مليار مشاهد على شاشات التلفزة العالمية التي حضرت لتغطية هذا المنتدى الذي يعقد في الاردن لأكثر من خمس مرات نظرا للاستقرار والحرية والطمأنينة الذي يتمتع بها الاردن عبر كل الصعد.
المناقشات التي حضرتها عبر الثلاثة أيام الماضية كانت ايجابية وهامة من شأنها مواجهة التحديات الحقيقية الراهنة سواء السياسية او الاقتصادية او التعليمية من اجل تحقيق الاصلاحات في العالم العربي وتعزيز الاستقرار العالمي حيث كانت هذه المشاركات باللقاءات واسعة وفاعلة وقوية ايضا حيث فرضت احداث ثورات الربيع العربي نفسها على مناقشات المنتدى وتصدرت قضية فلسطين وانهاء الصراع العربي ــ الاسرائيلي قمة المناقشات بحضور الملك عبدالله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الامريكي جون كيري ورئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز وتوني بلير حيث اكد عبدالله الثاني في هذه اللقاءات الهامة ان الشرق الاوسط لديه هدف اساسي وهو بناء مستقبل قوي ومستقر تنعم فيه جميع الشعوب، وقال يجب علينا ان نعمل معا لمعالجة الازمة السياسية في منطقتنا وهي الصراع الفلسطيني ــ الاسرائيلي مشددا جلالته على ان يتوقف بناء المستوطنات وكذلك التهديدات التي تتعرض لها المدينة المقدسة ومواقعها الدينية ويجب ان تُستأنف المفاوضات بنية حسنة .
فهذا المؤتمر الاقتصادي غلبت عليه قضايا المنطقة السياسية وخاصة فلسطين والازمة السورية والاوضاع في العراق والتوتر الاقليمي والعالمي حيث كانت هذه المسائل عناوين كبيرة تعنى بصفة خاصة بالعالم العربي.. وهذه الموضوعات كانت مطروحة بقوة اذ لا يمكن تجاهل قضيتي الصراع العربي الاسرائيلي وسورية رغم التناول العميق للتحديات الاقتصادية والتعليمية وخلق فرص عمل لانهاء قضايا البطالة وكذلك تحديات الامن والاستقرار في المنطقة والعالم وهما ذات اتصال مباشر بالقضيتين الرئيسيتين وفي استثمار محكم لأكبر حشد دولي من نوعه يعقد على شواطئ البحر الميت حيث طرح الاردن مبادرات ذات صلة بالاصلاحات الاقتصادية والسياسية وهي التي استحوذت على اهتمام الساسة المتواجدين بالمؤتمر ونالت اهتمام الدوائر العربية والعالمية في الآونة الاخيرة.
وهذه المبادرات الاردنية التي اطلقتها ايضا الملكة رانيا في شأن التوظيف العام وخلق فرص العمل تجيء في ضوء اهتمام جلالتها بالنهوض بالوطن والمواطنين في اطار الاصلاحات الشاملة للبلاد وهي تنطلق ايضا راغبة في تجسيد الخطوات الفاعلة التي يقوم بها الملك عبد الله الثاني على صعيد الاصلاحات التي يجري تنفيذها في قطاع التعليم والتنمية السياسية وهذا يعني ان الاردن قدم نفسه كما شاهدت بالمؤتمر العتيد كدولة معاصرة قيادته حكيمة وبلد قائم على التعايش والمحبة والاخاء والسلام.. اقتصاده حر والحقوق المدنية وحرية الرأي فيه مصانة.
ولم تخل جلسات المؤتمر المتعددة والفاعلة والتي اعدت لها قيادة المنتدى برئاسة كلاوس شواب من ابحاث في جلسات متوازية حول بناء القدرات المؤسسية والاصلاحات في الدول العربية والتجارة ودور المجتمع المدني في بناء الانسان وكذلك تطوير المفاهيم التربوية والثقافية وهذه الجلسات القيمة جرى خلالها تبادل الخبرات واللقاءات بين رجال الاعمال العرب والاجانب وكانت فرصة ثمينة للقطاع الخاص العربي ليأخذ دوره بقوة في اعمال التنمية السياسية وعلاقات التعاون بين الدول وسبل تعزيزها بشتى الوسائل.
والواقع ان اعمال المنتدى الاقتصادي التي كانت مثار اهتمام العالم اكدت على ان هناك حاجة ماسة الى بناء الصلات بين دول المنطقة والعالم الخارجي ليصبح هناك تكامل بين ما يتم في منطقتنا وما هو قائم على المستوى الدولي حيث لاحظ المشاركون بالمنتدى بأن التجارة البينية العربية وكذلك لاستثمارات اقل مما يجب، ويمكن زيادتها اذا ما استخدمنا ما هو قائم من ثروات عربية داخل المنطقة العربية وبما يحققه الكثير من ابنائنا لتقديم خدمات افضل لشعوبنا.
فهذا المؤتمر الاقتصادي سلّط الضوء على الحقيقة الاساسية الاهم لمنطقتنا بكاملها ومفادها كما قال الملك عبد الله الثاني ان مستقبلنا يعتمد على الحل العادل للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي باقامة الدولة الفلسطينية قابلة للحياة تجاور اسرائيل وتكون عاصمتها القدس الشريف .
ومن الواضح انه قد تم خلال جلسات المؤتمر بحث المبادرات الفردية والنمو الاقتصادي وضرورة التمييز بين المتطلبات التي يجب توافرها لايجاد متخصصين في المجالات الاقتصادية والتنموية والثقافية والتعليمية وهو ما يقوم باعداده العديد من المسؤولين في الدول العربية من خلال تطوير نظم التعليم ورفع عدد الخريجين والارتقاء بهم من حيث النوعية من ناحية وما يتطلبه ايجاد اشخاص من ذوي القدرة على القيام بمشروعات متنوعة واكسابهم مهارات التنظيم والابداع والابتكار من جهة اخرى وهذه القضايا من شأنها ان تسهم كما سمعت من المشاركين في ندوة التوظيف العام التي رعتها الملكة رانيا العبدالله ولقيت اهتماما واسعا وكبيرا في اطلاق طاقات الابداع والتفكير وليس مجرد التلقين والاسترجاع باعتبار ان البرامج التدريبية خاصة التي تتم من خلال مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الاعمال لها اهمية كبيرة في زيادة الامكانات المتاحة لها من اجل ايجاد فئة من ذوي القدرة على قيادة المشروعات وتطويرها.
ولم ينس السياسيون خلال هذه اللقاءات من الحديث عن الديمقراطية، بل اكدوا على ان طريق الديمقراطية هو الطريق الوحيد للشعوب العربية ويجب مواصلة السير بها لتحقيق آمال الشعوب وتطلعاتهم نحو مستقبل افضل وضرورة اشراك المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية بالدول العربية وانهاء قضية العاطلين عن العمل والذي يتوقع ان يزداد عددهم خلال العقدين المقبلين ما بين 80 ــ 100 ميلون نسمة.. وان اجراء الاصلاحات الاقتصادية كما قال الخبراء ستسهم في حل هذه الازمة وبالتالي يتم تقليل خطر العنف.
اهمية انعقاد هذا المؤتمر في الاردن اكثر من غيره من الدول تؤكد انه بلد آمن ومستقر وقادر على مواجهة الظروف الراهنة الصعبة وتبديد الهواجس والمخاوف لدى رجال الاعمال والمستثمرين من ارتفاع المخاطر وان استثماراتهم بالاردن مصانة ومكفولة من البنك الدولي بهدف تحفيزهم وازالة حالة التردد في اتخاذ القرارات الاستثمارية والتنموية.. فضلا عن كونه يهيئ التشريعات الناظمة للنشاط الاستثماري في المنطقة ويوفر العديد من الفرص المتاحة.
ولعل عرض مجموعة من الشباب الاردني الواعد مشاريع واختراعات انتجوها بجهود فردية ترجمة لفكرة سمو الامير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد تهدف الى تحفيز هذا القطاع المهم وتعزيز قدراته وامكاناته خاصة وانني اطلعت على هذه العروض وشروحات المشاركين بالمنتدى سعيا لايجاد داعمين لافكارهم وتطلعاتهم وتوجهاتهم التي تشكل نواة لاختراعات تخدم البشرية وانطلاقة لمشاريع اقتصادية تتمثل في المجالات الصحية والعسكرية وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة وتكنولوجيا المعلومات والنشر.
حقا.. لقد نجحت اجتماعات المنتدى الاقتصادي بالبحر الميت بدعم من الملك عبدالله الثاني حيث قدم الرؤى الصحيحة والقويمة لبناء اقتصادي سليم وحظيت التوجهات الملكية وسياسات الاصلاح بالمملكة المبنية على الخطط الحكيمة والقائمة على الشراكة بين القطاعين الخاص والعام والتي اسهمت في ايجاد فرص عمل خلاقة للجميع باهتمام عربي ودولي كبير في مختلف المجالات كما لعبت مبادرة السلام الخلاقة التي قدمت للمؤتمر لدعم الجهود الرامية لاستئناف المؤتمر دورا بارزا لوقف سياسية الجمود في ازمة الشرق الاوسط بسبب سياسة التعنت الاسرائيلي ومواصلة الاستيطان ورفضها الافراج عن المعتقلين والسجناء الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، واستمرار عملية التهويد في القدس والمقدسات وفرض الحصار الجائر على الفلسطينيين الذين يعانون من هذا الاحتلال البغيض خلال السنوات الخمس والستين الماضية.
الامل كبير في ان يجري دراسة وتقويم النتائج العملية لهذا المنتدى وما توصل اليه من قرارات وتوصيات وتوجيهات وبلورة نتائجه للنهوض باقتصادنا بشكل دائم وبناء سياسة تنموية مستدامة والاسهام في التغلب على التحديات وتوفير الفرص وظروف المعيشة التي يستحقها الناس في كل مكان.
إفريقيا والموساد الإسرائيلي
صالح عوض عن الشروق الجزائرية
قبل أشهر قليلة، كشفت صحف إسرائيلية عن نشاطات مكثفة للموساد الإسرائيلي في تونس، وتم الحديث عن محطات ثلاث إحداها تراقب الأوضاع في الجزائر والأخرى تتابع الشأن التونسي والثالثة لها علاقة بكل الإقليم.. لا أدري حجم الاهتمام الذي حصل نتيجة هذه الأخبار، ولكن الذي نتأكد منه من خلال تجاربنا أن إسرائيل لا تنام لحظة عن تطوير اختراقاتها للمنطقة وتغذيتها لأزمات عديدة فيها.
ولكي ننتبه إلى حجم الشر المتوقع من الموساد ينبغي أن نشير إلى حادثة البرجين وما حولها.. فعندما تذيع كاتبة أمريكية أسرار سقوط البرجين وتشير بأصبع الاتهام من خلال أدلة ومعلومات نحو الموساد الإسرائيلي، وذلك بالاتفاق مع جهات أمنية أمريكية.. عندما يحدث ذلك ولا نسمع ردا واحدا من قبل المسؤولين الإسرائيليين يفند هذه الاتهامات فإن ذلك يعني بوضوح استمرار المهمات الغريبة للموساد والتي تخرج عن إطار المواجهة المباشرة للعرب والمسلمين..
ونتذكر جميعا المهمات البوليسية والإجرامية لرجال ونساء الموساد في الدول الأوربية والعربية والإفريقية في تصفية قيادات العمل الوطني الفلسطيني والعربي ولم يتوقف الموضوع إلى هنا بل امتد ليطال رجال العلم والدين في بلداننا العربية في مصر والعراق وسوريا وبلدان أخرى كثيرة.. يكفي أن نعلم أن مئات وآلاف الخبراء العراقيين قد قامت أذرع الموساد بتصفيتهم في العراق بعد سقوطه قبل عشر سنوات..
لكن الأمر الخطير لنشاط الموساد الآن هو ذلك الذي يتمدد بشكل سريع هذه الأثناء ويتنامى في شرق إفريقيا ووسطها وبمحاذاة الشريط العربي مسجلا سياجا أمنيا استخباراتيا وعملياتيا لخلق أزمات أمنية تتغذى على الإثنيات والجهويات وسوى ذلك من تنوع.. لقد كان شرق إفريقيا ضروريا للغاية، حيث باب المندب المدخل الوحيد نحو ميناء العقبة الإسرائيلي، فكان لا بد من التغلغل في القرن الإفريقي، واستوجب ذلك تدمير الصومال وإلحاق جيبوتي وتجزئة السودان وإشعال النار المتشعبة في اليمن والسيطرة على أرتيريا.. وهكذا تتم عملية تأمين الموقع الاستراتيجي لفترة طويلة جدا. وقد وثقت قيادات الموساد ذلك بشراء جزر في البحر الأحمر قبالة اليمن..
ومن الملاحظ أن هناك نشاطات مكثفة للموساد في دول الجوار لشمال إفريقيا شرقا ووسطا وغربا من خلال شركات تجارية وسياحية وخبرات أمنية وسوى ذلك في مهمة آخذة في الاتضاح، وهي جر الدول العربية إلى الجنوب والصحراء وإدخالها في حروب الضياع والتيه وشد انتباهها عن شمالها ومدنها وعواصمها ومشاريع التنمية إلى جبهات استنزاف مفتوحة مع أعداء وهميين ومفاجئين.
إن التغلغل الأمني الصهيوني بلغ ذروته وقام بالإشراف عليه وزراء وشخصيات متقدمة في الكيان الصهيوني وهو لم يكن بامكانه أن يصل إلى هذه الوضعية المقلقة للأمن العربي إلا في ظل غياب مذهل للأدوار المطلوبة من قبل أقاليمنا العربية الإفريقية.. لذا، فنحن نواجه احتمالات خطر فادح تحركه أيادي الموساد.. فهل إلى يقظة من سبيل؟
لغز اختطاف الجنود المصريين !
رجا طلب عن الرأي الأردنية
مازال الكثير من الغموض والريبة يكتنف كامل حادثة اختطاف الجنود المصريين في سيناء وكذلك ما يسمى بتحريرهم ومن ابرز الاسئلة الملحة بخصوص الحادثة ما يلي:
اولا: لماذا رفض الرئيس محمد مرسي اقتراح وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي استخدام القوة لتحرير الجنود السبعة المختطفين؟ فهل كان رفض مرسي ناتجا عن تخوفات بفشل العملية؟ ام هي رغبة منه بعدم امساك المؤسسة الامنية والجيش المصري اية دلائل مادية او معلوماتية عن هوية الخاطفين؟ ولماذا يريد مرسي ومن ورائه جماعة الاخوان المسلمين التستر على هوية الخاطفين؟
ثانيا: لم تعلن الرئاسة المصرية الى اللحظة من هي الجهة التى اختطفت الجنود ولم توضح للشعب المصري كيف تم الافراج عنهم، وعبر اية وساطة وهل كانت هناك صفقة في عملية الافراج عنهم وما هي هذه الصفقة وما هي تفاصيلها؟
ثالثا: لماذا تم الايعاز الى عصام العريان القيادي في الجماعة والذي لا يحمل اية صفة رسمية رغم تأثيره المعروف على مرسي وعلى رجل الجماعة القوي «خيرت الشاطر»، في ظل كل التكتم وغياب الشفافية فيما يتعلق بكل ما تم طرحه من اسئلة، لماذا اوعز له لاتهام القيادي في فتح محمد دحلان ومن ورائه دولة الامارات العربية بالوقوف وراء الحادث؟ والعريان شخص معروف بتهوره اللفظي والسياسي وعدم اتزانه في التقييم العام للامور؟
فهل كانت اتهامات العريان مجرد قنبلة دخانية للتغطية على كل ما سبق؟ ام ان العملية كلها رتبت من اجل الصاقها بدولة لا علاقة لها من قريب او بعيد بهكذا اعمال ارهابية او صبانية كدولة الامارات العربية صاحبة السجل الناصع في محاربة الارهاب والتطرف وصاحبة السجل الابيض في دعم الاشقاء وتحديدا مصر وشعب مصر وذلك بسبب خلافها مع اخوان مصر الذين شكلوا تنظيما سريا في الامارات من اجل قلب نظام الحكم؟
من الواضح ان العملية برمتها دبرت عبر جهاز مخابرات الاخوان المسلمين في مصر وبالتعاون مع حماس ومع ما يسمى بالجماعات الجهادية في سيناء التى كانت تاريخيا تمول من حماس واخوان مصر لزعزعة وابتزاز نظام مبارك وذلك من اجل الضغط على المؤسسة العسكرية والامنية المصرية بعد قرارها «المزعج جدا جدا» لمؤسسة الرئاسة المصرية وحزب الحرية والعدالة والاخوان المسلمين، وحماس والمتمثل في اغلاق وتدمير مئات الانفاق بين سيناء وغزة.
اما الاهداف السياسية من العملية فكانت على النحو التالي :
اولا: احراج الجيش المصري واظهاره بحالة ضعف وعجز لغايات تتعلق بتقوية سطوة مؤسسة الجماعة على حساب الدولة لاستكمال مشروع «اخونة الدولة المصرية» والعمل على اقصاء السيسي ومدير المخابرات المصرية «رافت شحاتة» من اجل استبدالهما بشخصين اخرين محسوبين على الحزب والجماعة، واعتقد ان ذلك كان من الممكن تنفيذه بسهولة، غير ان سيناريو عملية الاختطاف والفشل في فك رموزه صعب ذلك.
ثانيا: الانتقام من دولة الامارات العربية التى كانت الاكثر جراة في التعامل مع التنظيم الانقلابي للاخوان فيها والمكون من مصريين واماراتيين والصاق التهمة بها وتشويه صورتها امام الراي العام المصري.
النتيجة وببساطة.. ان تخبط الاخوان في مصر وصل حد المس بالمؤسسة العسكرية التى هي عماد الدولة المصرية الحديثة وهي مرحلة خطيرة للغاية على مستقبل مصر والاستقرار فيها.
الإخوان وافقوا لإثيوبيا؟!
نيوتن عن المصري اليوم
صمت حكم الإخوان. كل الذين ينبغى أن يتكلموا لم ينطقوا. الشعب غاضب. قلق. التعليقات التى أقرؤها منزعجة جداً. البرامج التليفزيونية ملتهبة. سد النهضة الإثيوبى يسبّب رعباً للمصريين. عناوين الصحف فزعة. تعليقات القراء كذلك. الرئيس التزم الصمت. رئيس الوزراء لم يتكلم. وزير الرى لم يعلّق. قائد الجيش فى حالة كمون. وزير الخارجية لم يصدر تصريحاً. مساعد الرئيس للشؤون الخارجية لم يكتب بياناً.
سكوت الرئيس قد يكون مقبولاً. إلى حين. اختفاء رئيس الوزراء له معنى. لا قدرة له. لا موقف له. حالة الصمت العامة رسمياً توحى بأن مصر الدولة ترضى بما يحدث. توافق على تحويل مجرى النيل. تقبل بناء سد النهضة. فى إثيوبيا قال وزير الرى إن مصر لم تعترض على السد. أضاف: أبداً. غياب وزير الخارجية ومساعد الرئيس يؤكد قبول مصر القرار الإثيوبى. الصمت يمكن أن يُفسر رضوخاً. يمكن أن يُفسر أنه ليس فى الإمكان أسوأ مما كان.
نطق سفير مصر فى إثيوبيا. قال تصريحاً محدداً. لم يصلنى اعتراض على السد من القاهرة. دافع عن رئيسه. قال: بدء بناء السد غير مرتبط بزيارة د.مرسى إلى إثيوبيا. قال: الخطوة معلن عنها من قبل. قال: إثيوبيا كانت تنوى ذلك فى نوفمبر. يدور مجدداً حول عدم الربط بين زيارة مرسى والخطوة الإثيوبية. قال: حصتنا لن تتأثر، مياهنا كما هى. ترك وزير الخارجية للسفير أن يعلق. التزم هو الصمت. ظهر السفير فى برنامجين على الأقل. أدلى بتصريحات لعدة صحف. لا يمكن أن يفعل ذلك من تلقاء نفسه. لابد أن لديه تعليمات. يمرّر للرأى العام موافقة مصر على خطوة إثيوبيا.
قد لا يكون هناك ضرر مائى. السكوت مصرياً يعنى الرضا. الرئيس راضٍ. طابور خلفه من المسؤولين راضون. لم يتخذوا موقفا. السكوت يعنى أن من حق أى دولة أن تفعل أى شىء. تبنى سداً. تحوّل مجرى نهر. تتصرف انفرادياً. مبدأ سياسى وقانونى. قَبِلَ الإخوان بما يحدث فى النيل. الشعب الغاضب لابد أن يعرف. لا أحد يريد أن يطمئنه. لا يتشجع الإخوان ليقولوا نعم وافقنا. يعلنون الموافقة السلبية. بالصمت.
تحويل مجرى النيل الأزرق اختطاف. الجنود السبعة اختُطفوا وتحرروا. التحويل ليس له من تحرير. اختطاف أبدى. لا يمكن التعامل مع الموقف بنفس الطريقة. كل موقف يغضب له الناس لا يجد تعليقاً من الإخوان. يجد هروباً. اختفاءً. يعتقد الإخوان أن المصريين سينسون. سيهدأون. أعتقد أن هذا توقع خاطئ. الماء لا يُنسى.
الشفافية واجبة. يعلن الإخوان موقفهم بصراحة، الجماعة، حزبها، الذراع السياسية لها، الحكومة، الرئيس، وزير الخارجية، وزير الرى، مساعد الرئيس للشؤون الخارجية. فى مواقف أقل خطورة تصدر بيانات. لو الصمت موافقة لابد أن يكون ذلك معلناً. اشرحوا للرأى العام لماذا وافقتم. تحملوا ثمن مواقفكم. تقبلوا جراء موافقتكم. لو الصمت خوف.. ليس لدىّ حل. لو الصمت تعبير عن فشل. الحل هو الاستقالة. استقالة كل صامت. الماء ليس أمراً بسيطاً.
الإخوان المسلمون بين مصر والخارج
سمير كرم عن الشروق المصرية
ما لم نكن منحازين عقائديا لأى من التنظيمات الدينية الكثيرة التى تمارس العمل السياسى الآن ربما يسيطر علينا اعتقاد بأن كل التنظيمات الدينية متشابهة فى تكوينها وأهدافها.
وهذا اعتقاد من السهل إثبات زيفه.
وعلى سبيل المثال فإن تنظيم الإخوان المسلمين، يختلف عن حزب الله الذى يعتبر الآن شريكا فى السلطة بصفة رسمية فى وطنه لبنان. الإخوان وحزب الله بدوره يختلف عن تنظيم القاعدة الذى يتمسك بما يعتبره المبادئ الدينية الإسلامية مثله مثل تنظيم الإخوان المسلمين. كذلك فإن من الصعب تبيّن أوجه شبه بين الإخوان المسلمين والقاعدة.
فحزب الله يحارب القاعدة ويحارب الإخوان المسلمين وغيره من التنظيمات التى تحارب النظام فى سوريا إلى جانب منظمات «إسلامية» أخرى تنتمى الى بلدان مختلفة. وتكاد هذه الحرب بينهما أن تشمل مجالا واسعا للغاية ابتداء من الحرب الكلامية، التى تعكس صراعا فكريا بينهما، وصولا الى الحرب العنيفة الدموية.
وبينما نعرف أن تنظيم الإخوان المسلمين، مثله مثل تنظيم القاعدة، لا يوجه أسلحته ضد إسرائيل أو ضد أهداف أمريكية قريبة أو بعيدة، نعرف أن حزب الله حارب إسرائيل وحرر جنوب لبنان من وجودها العسكرى فى عام 2000 وعاد فخاض حربا أخرى معها عام 2006 انتهت بما اعتبرته المصادر التى لا تنحاز لإسرائيل عقائديا أو سياسيا ــ هزيمة إسرائيلية جديدة. وتشير الدلائل فى الوقت الحاضر الى أن حزب الله يخوض حربا جديدة ضد إسرائيل فى سوريا.
●●●
ويقف تنظيم الإخوان المسلمين فى الصفوف المناهضة لحزب الله الى جانب الصفوف الداعمة للمعارضة السورية. فى هذا الوقت لم تفد الانباء أن تنظيم القاعدة أطلق رصاصة واحدة ضد إسرائيل دفاعا عن حزب الله. وهنا لابد من العودة الى تذكر حقيقة أن تنظيم الإخوان المسلمين لا يعتبر نفسه تنظيما وطنيا مصريا صرفا، إنما جزء من تنظيم إخوانى واسع النطاق والقدرات فى مائة بلد إسلامى. ومهما شغلته أمور السلطة وتحدياتها فى مصر يحاول أن يبقى على صورته كتنظيم «دولى» تشغله شئون الإخوان المسلمين فى العالم الإسلامى بأكمله. ولعل هذا يشكل أحد أسباب التدهور الذى يصيب جماعة الإخوان المسلمين إزاء قضايا الحكم فى مصر. إن الانشغال بما يجرى فى سوريا وما يجرى فى ليبيا، بل ما يجرى فى ماليزيا وإندونيسيا والفلبين ونيجيريا ومالى فضلا عن تونس والمغرب والجزائر وغيرها يستهلك من وقت وجهد القادة الإخوانيين المصريين ما تحتاج إليه قضايا مصر والحكم فيها. إن مصر هى بلد المنشأ بالنسبة للإخوان المسلمين جميعا ولا بد أن تؤدى دورا قياديا فى توجيه نشاطات الإخوان المسلمين فى كل هذه البلدان.
ولعل هذا من اسباب ابتعاد الإخوان المسلمين فى مصر عن النضال ضد إسرائيل ومحاولاتها للسيطرة على سيناء. لقد أثبتت سياسات الإخوان انها محكومة بحدود قدرات قياداتها فى بلد ظل يمارس فيه المعارضة السرية ثم العلنية لفترة تربو على ثمانين عاما. إن التأثير بين مشكلات مصر المتفاقمة تحت سلطة الإخوان ومشكلات البلدان الإسلامية فى أنحاء العالم لابد أن يكون من أسباب تعثر القيادات الإخوانية فى شئون الحكم فى مصر.
●●●
إن كل يوم آخر يقضيه الإخوان المسلمون فى حكم مصر يعتبر من وجهة نظر إخوانية بحتة دعما لوجودهم فيها وخارجها، أما من وجهة نظر الجماهير المصرية فإنه استمرار لأزمته. ولهذا تلح هذه الجماهير على ضرورة تقصير عمر الحكم الإخوانى فى مصر. ومن المؤكد أن قادة الإخوان المسلمين يعتبرون أن استمرارهم فى حكم مصر يقربهم أكثر الى تولى الحكم فى بلدان عربية وإسلامية اخرى. ولم يتنبه الزعماء الإخوانيون فى مصر الى الوجه الآخر من هذه المعضلة وهو أن تردى صورة الإخوانى فى الحكم له تأثيره العكسى على مشاريعهم المتعلقة بتولى الحكم فى بلدان إسلامية أخرى.
يضاف الى هذا اعتقاد الإخوان المسلمين بأنهم دفعوا على مر السنين منذ التأسيس فى عام 1928 ثمنا غاليا من المعاملة القاسية من حكام مصر الى أن تمكنوا، فى ظروف لا تزال محاطة بالغموض، من الصعود الى السلطة على إثر ثورة 25 يناير 2011. ويبدو أنهم لم يدركوا بعد أنهم يتعاملون مع الشعب المصرى وكأنه المسئول عما أصابهم على أيدى الحكام السابقين. ويدرك الشعب المصرى هذه الطريقة ويبدى طوال الوقت كل ما يعكس رفضه لهذا المعاملة.
وبينما يبدو جليا أن الإخوان المسلمين قد اقنعوا انفسهم بأن صعودهم الى السلطة فى بلدان أخرى سيكون هينا، فإنه ليس هناك أى دليل على صحة هذا الاعتقاد. واذا ألقينا النظر على بلدان اشترك فيها الإخوان فى القتال الذى أفضى الى سقوط السلطة ــ كما هو الحال فى ليبيا مثلا ــ نرى بوضوح أن الإخوان لم يتمكنوا من السلطة ولا يزالون يخوضون صراعا داخليا مع القوى السياسية الأخرى. ولا يمكن عزل هذه الظاهرة عما يجرى فى مصر من تخبط فى سياسات الاخوان وتعثر فى طريقة توليهم الحكم.
هذا هو الطريق الذى يسلكه الإخوان المسلمون ومدى اختلافه عن الطريق الذى يسلكه حزب الله. وهذا هو مدى الاختلاف بينهما فى الوسائل والأهداف.
تحية إكبار لقداسة البابا وتحية تأييد للبرادعي
يحيى الجمل عن المصري اليوم
مازلت أعتقد أنه رغم الظلام الذى يخيم على مصر فى هذه الأيام العجاف، فإن فيها خيراً كثيراً بإذن الله، وأن هذا الشعب العظيم فى جوهره وجذوره قادر على أن يفرز عناصر رائعة مثل تلك العناصر التى أفرزها عام 1919 وعام 1952 وعام 1973 وعام 2011، ومنذ فجر التاريخ الذى عرفت فيه مصر التوحيد على يد إخناتون فى تل العمارنة قبل كل الأديان السماوية.
مصر العظيمة قد ترهق وقد ينحدر حالها، وقد يصيبها الهوان نتيجة ما يلحق شعبها من ظلم واستبداد، لكنها أبداً لن تموت. إن هذا البلد الذى صنع حضارات وعاش فى ظل حضارات كثيرة من الدولة الفرعونية مروراً بالمرحلة القبطية ثم بعد فتح مصر على يد عمرو بن عاص، ثم تتوالى الحقب والأحداث وتبلغ مصر أقصى درجات الانحطاط أيام المماليك، ثم يبدأ فى عام 1805 محمد على الكبير فى بناء الدولة المصرية الحديثة التى ما كانت تعرف تفرقة بين مسلم وقبطى، بل تولى أول رئاسة لمجلس الوزراء فيها مسيحى أرمنى. هذه هى مصر التى عرفناها حتى ما بعد 25 يناير 2011 بعدة شهور. ثم كان ما كان.
ومع كل هذا الظلام الذى يخيّم فإن فى مصر خيراً كثيراً بإذن الله. وأنا أكتب هذا المقال خصيصاًَ لأقدم تحية إكبار وإعجاب لقداسة البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة المصرية الأم، على تصريحاته التى أشاد فيها بالعلاقة بين الأزهر الذى يرأسه فضيلة الإمام السمح المستنير الدكتور أحمد الطيب، والتى قال فيها أيضاً مخاطباً شعب مصر كله إن مصر سيسير حالها وسيتحسن بفضل أبنائها المخلصين جميعاً، وأنا شخصياً أعتز بعلاقتى الطيبة، بل والعميقة بقداسة البابا شنودة الثالث التى يعرفها الجميع والتى تجددت أيضاً مع قداسة البابا تواضروس، كما أعتز بعلاقتى بفضيلة شيخ الأزهر، وأعتز بعضويتى فى «مجلس العائلة» الذى يضم فى عضويته مسيحيين من مختلف الكنائس ومسلمين من العديد من الاتجاهات.
تحياتى وإكبارى لقداسة البابا ولفضيلة الإمام الأكبر.
وحفظ الله لمصر هاتين القلعتين العظيمتين الراسختين على تغيّر أنظمة الحكم.
هذا أولاً. أما الأمر الثانى فهو أنى أريد أن أعلن تأييدى للأخ العزيز الدكتور محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور، منسق جبهة الإنقاذ، على دعوته الوطنية السليمة لكل الأحزاب المدنية أن تتوحّد فى حزب واحد، طالما أنه ليست هناك أسباب جوهرية للخلاف. ليس من الضرورى أو اللازم أن يتفق جميع أعضاء الحزب فى كل شىء. يكفى أن يكونوا متفقين على الأساسيات. لكن ليس أمام كل القوى المدنية فى مصر إلا أن تستجيب لدعوة الدكتور محمد البرادعى المخلصة التى ستضع حجراً فى إنقاذ مصر المستقبل إن شاء الله.
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا
والله المستعان.
الرئيس محمد الثالث وتحرير القدس
كمال الهلباوي عن الوطن المصرية
أثارت تصريحات د. عبدالرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد، بشأن تنبؤات الحاخام اليهودى عن تحرير القدس على يد الرئيس محمد الثالث، أى محمد مرسى، استهجاناً من ناحية البعض وأملاً عريضاً عند البعض، رغم أهمية الموضوع. بصرف النظر عن تلك التنبؤات، الدكتور البر داعية بارع، ولكن علينا أن نذكِّر لأن الذكرى تنفع المؤمنين كما جاء فى القرآن الكريم، ولا ينبغى للدعاة، على الأقل، فضلاً عن جميع المؤمنين أن يقولوا ما يقوله المنجمون، ويردده الجهلاء، ويصدقه البلهاء، خصوصاً فى مسألة حساسة مثل تحرير القدس. قد يصدّق بعضهم من السذج والبسطاء النبوءات، لأنه فى مشكل حياتية أو أسرية أو مرضية، طلباً لحل تلك المشكلة، كما يقول المثل المصرى: «الغريق يتعلق بقشة». وقد يتعلق هذا الأمر أيضاً بالأمل البعيد فى تصديق النبوءة، ما يعطى الإنسان راحة وأملاً. والدكتور البر يعلم يقينا نهى المصطفى (صلى الله عليه وسلم) عن تصديق العرافين لأنهم كذابون وإن صدقوا فى بعض النبوءات.
ولكن تصريحات د. البر أثارت موضوعاً فى غاية الحساسية، وهو ضرورة السعى لتحرير المقدسات المحتلة. هناك مجموعة من الأسئلة تتعلق بهذه القضية يجب البحث عن إجابات لها، وهناك طريق واضح لتحقيق هذا الحلم أو الأمل، وكثير من الأحلام الكبيرة تتحقق ولكن باتخاذ الخطوات وإعداد العدة وانتهاز الظروف المناسبة لتحقيق هذا الحلم، الأسئلة التى ترد فى هذا المقام عديدة، وأولها: هل نحن الذين عناهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى الحديث المشهور «تقاتلون اليهود...»؟ وهل نحن الذين سينادى عليهم الحجر والشجر قائلاً: «يا عبدالله، هذا يهودى ورائى تعالَ فاقتله»؟ هل يمكن أن يتم تحرير القدس والأمة العربية والإسلامية منقسمة على هذا الحال الذى نراه؟ وهل يمكن ذلك فى ضوء انقسامات الأوطان، كما هو انقسام المجتمع المصرى حاليا؟ وهل يستطيع مرسى أن يحرر القدس بعد أن اعترف علناً وأقر باحترام اتفاقية العار التى تسمى اتفاقية السلام، وبعد أن تراجع عن كلام له بشأن اليهود عندما كان فى المعارضة، وهو كلام صحيح مبنى على آيات من القرآن الكريم؟ علماً بأن تراجعه هذا ليس عودة إلى الحق، والبر يعلم ذلك ومرسى نفسه يعلم ذلك، ولكن كان استجابة سياسية للضغوط الأمريكية والصهيونية. هل يستطيع مرسى تحرير القدس وهو يستورد أسلحة من أمريكا، ويتم تدريب بعض القيادات العسكرية فى المدارس الأمريكية؟ لماذا كتب مرسى تلك الرسالة المشينة لبيريز صديقه العزيز أو الوفى؟ وهل يمكن تحرير القدس فى ضوء الفتن التى تتعرض لها الأمة ومنها فتنة التكفير له وللإخوان جميعاً من بعض المتشردين المنتشرين اليوم فى سيناء والواحات والصحراء الغربية وبعض القرى والمدن؟ هناك فتن أخرى ينبغى القضاء عليها أو التخلص منها كضرورة لتحرير القدس، وفى مقدمتها فتنة التخلف التى قد لا يراها البعض وفتنة الوهن، كما قال المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، والوهن هو حب الدنيا وكراهية الموت.
وهناك فتنة السنة والشيعة، رغم أن الشيعة اليوم وبالأمس ومنذ أن قامت ثورتهم العظيمة هم الذين ينادون بزوال إسرائيل، ويحتفلون ويذكّرون بيوم القدس عالمياً فى آخر جمعة من رمضان سنوياً، ولا يشارك معهم أهل السنة بسبب الفتنة الطائفية إلا قليلاً، رغم أن الأمر يتعلق بتحرير القدس وليس لصراع المذاهب بهذا الواجب دخل. هل يمكن تحرير القدس ونحن نمد أيدينا إلى صندوق النقد الدولى وشروط وهيمنة الأمريكان عليه؟ وهل يمكن أن نسعى فى تحرير القدس فى ضوء حركات مثل «تمرد» و«تفرد» أو «تجرد»؛ حركات لتحقيق أهداف سياسية، أو فى ضوء المظاهرات والمليونيات والاعتصامات وأزمات البترول والكهرباء والخبز؟
إن تحرير القدس واجب وشرف لمن يفكر ويسعى فى هذا الأمر، يقول الله (تبارك وتعالى) فى سورة الإسراء: «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِى بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا»، ويقول الله (تعالى): «وإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا»؛ فنحن فى حاجة إلى أن نكون عباداً لله لا نهاب إلا الله تعالى ولا نخشى آن باترسون ولا كيرى ولا أوباما ولا مكين ولا بيريز ولا غيرهم. العبودية الحقة لله (تعالى) تعنى تحرير الإنسان من كل هيمنة وسيطرة وعبودية أخرى لغير الله (تعالى)، وعلينا أن نتعلم كيف نجوس خلال الديار حتى يتحقق الوعد الربانى.
كلنا نتمنى أن تحرر المقدسات، كل المقدسات، حررها محمد الثالث أو الرابع أو العاشر، ولكن وأخيراً من هذه الأسئلة: هل تتحرر المقدسات خصوصاً القدس فى ضوء ما يحدث فى سوريا اليوم، وانتظار القرار الدولى بشأنها؟ وهل تتحرر القدس فى ضوء القواعد العسكرية الأمريكية فى الخليج والعالم العربى والإسلامى؟ يحتاج أمر تحرير القدس إلى إجابات عن هذه الأسئلة، وعلاج ما هو شائن منها، والتركيز على ما يعين فى عملية تحرير القدس، وتحتاج بالضرورة إلى وقت وإعداد وعمل أكبر من تحرير الجنود السبعة الذين اختطفهم الإرهاب، واستغرق تحريرهم أسبوعاً تقريباً.
والله الموفق


رد مع اقتباس