النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 358

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 358

    اقلام واراء اسرائيلي 358
    5/6/2013

    في هــــــذا الملف

    ثورة الاتراك والشباب
    بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت

    ليس ربيع اسطنبول
    بقلم: نداف ايال،عن معاريف

    السياسي الفلسطيني الوحيد الذي قدره ضباط الجيش الاسرائيلي
    بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس

    جون كيري وبيتر من الرملة
    بقلم: عوزي برعام،عن هآرتس

    اخترت الكلمات
    بقلم: العاد زيرات،عن يديعوت

    الاسد سيئ لاسرائيل
    بقلم: عاموس غلبوع،عن معاريف






    ثورة الاتراك والشباب


    بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت
    جادة عصمت اينونو تنزل من ميدان تقسيم، الميدان المركزي في اسطنبول الى البوسفور. في الايام العادية تبث هدوءا بهيا اوروبيا، جادة روتشيلد للاغنياء، السفارات تقام على طولها، ومقابلها قصور من العهد العثماني وفنادق. أما امس فكان الشارع ساحة معركة.
    متظاهرون شبان تحصنوا في الشارع وتزودوا بنظارات السباحة وبكمامات الجراحين واندفعوا الى الشارع. اما الشرطة فردوا باطلاق الغاز المسيل للدموع. المتظاهرون تراجعوا الى الوراء، بفزع كبير، الى المتاريس التي بنوها على طول الجادة، وعادوا لينزلوا اليها ويرشقوا الحجارة، وأخرج عاملو الفنادق والمطاعم على طول الجادة أوعية مليئة بقشور الليمون لترطيب العيون وأواني من المياه المعدنية. هذا هو أقل ما يمكن لهم أن يفعلوه.
    ليست هذه هي المرة الاولى التي يستخدم فيها غاز مسيل للدموع، ولكنها المرة التي يصاب فيها بغاز مسيل للدموع تركي، ليس هذا لطيفا. وافكر بالمظاهرات التي جرت في اسطنبول بعد اجتياح الكوماندوز البحري لسفينة مرمرة، في حينه كانت اسرائيل هي العدو، واردوغان هو البطل القومي. ولا يدور الحديث بالطبع عن ذات المتظاهرين، يدور الحديث عن اعدائهم.
    حي بشكيتاش، في أسفل الشارع، على شاطئ البوسفور، معروف في اسرائيل بسبب فريقه لكرة القدم الذي يحمل بفخر اسم الحي. ويعتبر مؤيدو بشكيتاش الاشجع والاعنف بين متظاهري موجة الاحتجاج الحالية. فهم يهاجمون الشرطة من دون خوف. واليهم ينضم فوضويون باعلامهم السوداء، اكراد باعلامهم الحمراء، وعدد اخر من الجماعات المتطرفة من اليسار ومن اليمين ممن ليس بينهم قاسم مشترك غير شيء واحد: احساس النفور من استمرار حكم اردوغان.
    الاغلبية العظمى من المحتجين يفضلون الاحتجاج الهادئ من غير عنف. وقد تجمعوا أمس في ميدان تقسيم الهائل في اجواء ايجابية احتفالية، تشبه المظاهرات الكبرى لصيف 2011 في اسرائيل.
    المقارنة واجبة، احتجاج اسطنبول ولد الاسبوع الماضي بمبادرة أربعة شبان ارادوا الاحتجاج على القرار باقتلاع اشجار في حديقة غازي المجاورة للميدان، واقامة مبنى تجاري مكانها بدلا من مبنى عثماني. وقد ضربوا الخيام ونظموا دروس يوغا ومحاضرات، وجاء فنانون للعزف. وعندما جاءت الشرطة وهجموا عليهم واحرقوا الخيام انبت الاحتجاج اجنحة.
    يوجد وجه شبه آخر يفقأ العين، هذا احتجاج الشباب من الطبقة الوسطى، من ابناء النخبة التركية القديمة والعلمانية، فهم يشعرون، وعن حق على ما يبدو، بان اردوغان وحزب الحرية والتنمية الاسلامي برئاسته لا يأبهون بهم. ‘يا طيب ارحل’، يهتفون مثلما هتف الشباب في تل أبيب في 2011 ‘يا بيبي ارحل’. وهم يتغذون بالفيسبوك والتويتر ويوثقون أنفسهم كل الوقت بالكاميرات الرقمية وبالالواح الالكترونية، تماما مثلما في روتشيلد.
    النقطة الاكثر تشويقا هي المشاركة العالية للنساء. يخيل أن عددهن لا يقل عن نصف المتظاهرين وربما أكثر. ويدور الحديث عن طالبات، نساء شابات، ذوات مهن حرة، فتيات. وأمس وصل الى الميدان الاف المحامين الشباب، وهم يلبسون عباءاتهم السوداء، التي توشح هنا بالذهب. والكثيرون منهم كانوا نساء. صورتهن، في دولة يحكمها حزب اسلامي هي اعلان. اردوغان يحاول أن يعيدهن الى المطبخ وان يغطيهن من اخمص أقدامهن وحتى الرأس، هو ينفي، ولكنهن مقتنعات بان القمع على الابواب.
    بعد عشر سنوات من حكم اسلامي الاحساس هو ان الحكم صعد لاردوغان الى الرأس. وهو يخطط لان يخلد حكمه الشخصي من خلال انتخابه رئيسا. ليس له خصم حقيقي وليس له معارضة. وهو مغرور: الديمقراطية في نظره هي طغيان الاغلبية، وهو كاسح. هؤلاء الشباب يشعرون تجاهه بما يشعر به الاسرائيليون تجاهه في كل مرة يفتح فيها فمه.
    وجه الشبه باسرائيل يتوقف في هذه النقطة، لتركيا يوجد تاريخ خاص بها. وسلسلة من الطغاة التاريخيين لمواجهة إرثهم. أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، كان علمانيا بلا مساومة.
    اردوغان يسعى الى تدمير ارثه بالتدريج. وهو يعتمد على النجاح الاقتصادي اللامع، على حكم ناجع واقل فسادا من اسلافه، وعلى شعبيته الهائلة في المحافظات القروية. ليس فقط علمانيون ضد متدينين بل وايضا المدينة ضد القرية، والغرب ضد الشرق. ولا غرو أنهم في البسطات في الميدان باعوا أمس قمصانا باكمام قصيرة مع صورة أتاتورك.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



    ليس ربيع اسطنبول


    بقلم: نداف ايال،عن معاريف

    ما تشهده عيوننا في تركيا هو على ما يبدو ، في اقصى الاحوال هو ربيع براغ: محاولة ليبرالية للتغيير، فرص نجاحها قليلة، فالاحتجاجات في تركيا تشبه بشكل أكبر، في طبيعتها وفي تركيبتها البشرية، حركات occupy الامريكية من ان تشبه ميدان التحرير في القاهرة. بتعبير آخر: النخب على أنواعها، الى جانب جماعات سياسية مقموعة ومكبوتة، تخرج الى الشوارع لانعدام فرص التغيير من خلال الساحة السياسية المؤطرة.
    حزب اردوغان، حزب العدالة والتنمية التركي، تخلى في السنوات الاخيرة عن ادعائه بانه يجمع تحت علمه في نفس الوقت التقليدي والليبرالي البرجوازي. وحذر اردوغان نفسه هذه السنة من أنهم لم يعودوا يدعموننا، وكان يعرف عما يتحدث. وبقدر اكثر فأكثر تخلى حزبه عن الغطاء الرقيق الذي حرص عليه وبدأ يكشف النقاب عن المواقف والسياسات التي تتسلل الى حياة المواطنين، ممن يرى الكثيرون منهم أنفسهم علمانيين بوضوح.
    لقد تحدث رئيس الوزراء التركي عن أن ‘الاجهاض هو قتل’ فأثار غضب المنظمات النسائية. وقيد بيع الكحول باساليب متنوعة، وهذا الميل يتعزز فقط، مشاريع طموحة، وعلى رأسها بناء الجسر الاضافي على البوسفور جاءت لتجسد ارثا عثمانيا على أفضل التقاليد الداخلية لحزب العدالة والتنمية، الذي ينشغل بكثافة باعادة مكانة تركيا كزعيمة الخلافة.
    الطبقات المدينية، الميسورة والعلمانية كان يمكنها أن تدحر الحركات الاسلامية طالما عبرت هذه عن نفسها في نمط حياة الافراد (لنقل، المزيد من النساء المحجبات في الشوارع). ولكن الضغط المتصاعد لهذه السياسة جاء من فوق، من الحكومة نفسها. فقد تحولت نزعة المحافظة الشعبية لدى اردوغان بالنسبة لهذه الطبقات الى اكراه ديني حاد.
    ما خدم اردوغان هو بالطبع التعزيز الموضوعي لمكانة تركيا واقتصادها. اين انقرة واين الاتحاد الاوروبي الذي درج ذات مرة على اهانة الاتراك الذين دقوا ابوابه. اما اليوم فالاتراك يثبتون نموا اقتصاديا قويا وثابتا، فيما الاوروبيون هم الذين يلحقون بهم. طبقة جديدة من الاغنياء ترسخت في الدولة الجديدة الناشئة.
    وأمس ظهر اردوغان وسأل، وعن حق، كيف كانت تبدو اسطنبول قبل أن يصبح رئيس البلدية، وبعد ذلك رئيس الوزراء. وكان هذا سؤال في مكانه، فقد كانت المدينة مهملة تعاني من التلوث الشديد، وكانت توشك على الافلاس. ولكن النجاح كان يمينيا صرفا الاغنياء ازدادوا غنى، الدولة تنمو، والكن الفارق بين الفقراء والاغنياء اتسع جدا. والمعارضة تشعر بان اردوغان يشطب كل أمل في ان تعود في أي يوم الى الحكم.
    في دمي لا يجري الطغيان، هتف أمس اردوغان (وهو يهتف احيانا في خطاباته على سبيل الاسلوب)، وهكذا لذع المعارضة التي من داخل صفوفها ومن صفوف الجيش الذي ايدها خرج الحكام الذين علقوا الديمقراطية في تركيا المرة تلو الاخرى. استطلاعات خارجية ودولية تجري في تركيا تظهر أن التأييد لاردوغان قوي، ولكنه قوي بقدر لا يقل عنه التأييد للمصالح الاقتصادية.
    ليس صدفة أن عذر اردوغان لهدم الحديقة كان ضمن امور اخرى منها مسجد ومبنى عثماني كانا في المكان قبل ان يكون الرئة الخضراء، ولكن في الواقع سيبنى هناك مجمعا تجاريا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ






    السياسي الفلسطيني الوحيد الذي قدره ضباط الجيش الاسرائيلي


    بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
    وجد سياسي واحد فقط في المنطقة، تحدث عنه كبار قادة الجيش الاسرائيلي بتقدير حقيقي في السنوات الاخيرة، ليس هو رئيس وزراء اسرائيل ولا سلفه في منصبه، بل هو رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض. ان فياض الذي أعلنت السلطة يوم الاحد انها عثرت على بديله، هو وطني فلسطيني بجميع جوارحه ومع كل ذلك يبدو أنه يصعب ان نفكر في سياسي اجنبي آخر اسهم في الاونة الاخيرة اسهاما جد كبير في أمن اسرائيل اكثر منه خاصة شعور المواطنين الاسرائيليين بالامن الشخصي. كان يمكن طول تلك السنين ان نسمع الثناء على فياض على ألسنة نحو من عشرة ضباط كبار كانت لهم صلات به.
    هذا اسهام بقي في اكثره خفيا. فقد كان فياض شديد الحذر من الا يُرى متعاونا مع اسرائيل. اما حكومتا نتنياهو واولمرت فلم يكن يريحهما ان تبدوا بمظهر المتكلتين على السلطة الفلسطينية في مسائل أمنية، ولكن الحقائق تبقى كما هي، فبعد أن صد الجهد المشترك بين الجيش الاسرائيلي والشاباك الهجوم الارهابي من الانتفاضة الثانية، كان التنسيق الجديد الذي نشأ مع اجهزة الامن الفلسطينية هو الذي ضمن استمرار الهدوء وجعل السنوات الاخيرة هي الاكثر أمنا منذ نشوب الانتفاضة في سنة 2000، في الضفة الغربية وفي داخل الخط الاخضر.
    كان فياض الذي تولى عمله في 2007 هو الذي قاد المسيرة؛ فقد سيطر على الاجهزة المتنافسة، فاعاد القانون والنظام الى شوارع جنين ونابلس. وبعد بضعة اشهر من اختيار فياض قاد قائد منطقة المركز آنذاك غادي شمني هجوما واسعا على البنية التحتية المدنية لحماس في الضفة (‘الدعوة’). وقال رئيس الوزراء الفلسطيني للاسرائيليين انه سيتولى زمام الامر في هذا المجال. قطع الجيش الاسرائيلي الجهد في الحقيقة وكانت السلطة الفلسطينية لا اسرائيل هي التي صدت نجاح حماس في الضفة، بعد وقت قصير من اتمام المنظمة الاسلامية سيطرتها على قطاع غزة.
    يقول العقيد (احتياط) رونين كوهين الذي كان قائد استخبارات قادة المنطقة في تلك الفترة، ان الاسرائيليين تأثروا من قدرة فياض على تحريك النمو الاقتصادي الفلسطيني من جديد، وكسب ثقة الدول المانحة وقيادة مسار واسع ببناء مؤسسات الدولة المستقبلية من اسفل الى اعلى. ويعتقد كوهين أن فياض جلب الهدوء الى الضفة اكثر من اي انسان آخر. ‘حينما تولى عمله كنا ندعوه ‘تكنوقراط’. وتعلمنا بالتدريج ان نقدر حضوره على الارض ومشاركته في كل ما يجري ونفوذه الى معرفة التفاصيل. ويصعب ان نؤمن بان شخصا ما يستطيع أن يملأ هذين النعلين الكبيرين’.
    يفترض أن يقدم الدكتور رامي الحمدالله رئيس الحكومة الجديد، الى الشخص الذي عينه وهو رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن)، صيغة اشحب من فياض، من غير النقص الاكبر لرئيس الوزراء التارك في نظر عباس هذه المرة وهو استقلاله ورفضه الاستسلام لاملاءات فتح التي هي حركة الرئيس. يعد الحمدالله شخصا معتدلا وليس له ماض قتالي في صفوف النضال الفلسطيني ـ وهذا شيء سيحببه، بسهولة نسبية، للغرب في المستقبل. لكنه في المقابل ليست له تجربة اقتصادية تشبه التجربة التي أتى بها معه فياض، ويشك في أن يكون أوتي الشخصية القوية الحضور التي اظهرها سلفه كلما زادت ثقته بنفسه في منصبه.
    كان ثمّ من قدروا في اسرائيل، الى أن كان اعلان التعيين المفاجئ يوم الاحد، ان عباس وفياض سيبحثان طريقة للتغلب على الاختلاف بينهما. لكن يبدو أن عباس فضل آخر الامر انفاذ اعلان استقالة فياض قبل نحو من شهرين. وقد تكون في القرار اشارة مزدوجة الى حماس التي طالبت منذ وقت برأس فياض بان رئيس السلطة مستعد اولا بالتقدم في مسار المصالحة بين الحركتين، وثانيا انه سيستعين وقت الحاجة بخبرة رئيس الوزراء الداخل (الذي كان يتولى رئاسة لجنة الانتخابات الفلسطينية) ويهيئ للانتخابات، وهذا تطور يبدو ان حماس تخشاه. لكن لا ينبغي الى الان أن ننفي احتمال ان يدعى فياض للعودة الى الصورة بعد ذلك اذا ساء وضع السلطة، رغم المعارضة الشخصية له بين ناس فتح ايضا. يحدث كل ذلك بالطبع على خلفية توسيع التدخل الامريكي في المسيرة السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين. وقد نشرت مجموعة متابعة الازمات الدولية في الاسبوع الماضي تقريرا عن الوضع الداخلي في السلطة الفلسطينية.
    يتميز التقرير بتشاؤم حذر وهو لا يتوقع نشوب انتفاضة ثالثة على الفور في المناطق، لان لكثيرين من سكان الضفة مصلحة شخصية قوية في اعادة بناء الاقتصاد الفلسطيني بعد الانتفاضة. وفي مقابل ذلك يحذر خبراء المجموعة من استمرار ضعف السلطة.. في وقت تكثر فيه من مصادر قوتها الاصلية. ويحذرون من أن الجهد الامريكي، خاصة تحريك المحادثات من جديد قد يفضي اذا فشل الى تعجيل الصدام التالي مع اسرائيل، وهذا بالضبط نفس التطور الذي يريد وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان يمنعه بعرض مبادرته الجديدة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    جون كيري وبيتر من الرملة

    بقلم: عوزي برعام،عن هآرتس
    اتصل مشهدان في الوقت الاخير في تفكيري معا ولا يدعانني استريح. قبل ثلاثة اسابيع عرض لي ان كنت في مطعم في نيويورك احتفالا بيوم ميلادي. وكانت المائدة امامنا فارغة، وكانت اكبر من الموائد الاخرى ووجد على طرفها اصيص نرجس جميل. وبعد نصف ساعة اتى خمسة مدعويين الى المائدة. وميزت زوجتي على الفور الغريب الطويل القامة الذي ادار ظهره الينا، كان هو جون كيري وزير الخارجية الامريكي مع زوجته. ولم نعرف الثلاثة الاخرين.
    كان المزاج النفسي للجالسين الى المائدة ممتازا. فلم يكف كيري عن الابتسام وتساءلت في نفسي: ‘لماذا يبتسم الا يعلم انه اصبح بمنزلة فكاهة تسير على الارض عندنا؟’ قد لا يعلم وقد يتجاهل ذلك مع العائلة والمقربين، لخصت بيني وبين نفسي.
    وعدت الى اسرائيل وانا اخبئ في قلبي استنتاجاتي عن الشخص الذي يريد أن يغير اساليب عيشنا في الدولة وفي المنطقة. وآنذاك رأيت في صحيفة ‘هآرتس′ مقال بيتر من الرملة الى اسرة التحرير، الذي رد بصورة مسمومة على المقالة التي تحدث فيها جدعون ليفي عن كيف تلقى هو وصديقته بصقات من رجل أزعر (‘هآرتس′ 26/5).
    ما كان جون كيري من واشنطن وبيتر ذاك من الرملة يتصلان في ذهني لولا ان ختم ذلك الاخير رده بقوله: ‘هكذا ستكون ههنا دولة افضل، لان فلسطينييه لا يعنونني ببساطة’. وفكرت في أن انقل رده الى كيري لكن الكسل والشعور غير العادي بالمسؤولية جعلاني امتنع عن فعل ذلك.
    وتذكرت فجأة واقعة من الماضي، فقد كنت قبل سنوات غير قليلة في بعثة رسمية الى جنوب افريقية، والتقيت بوساطة السفير آنذاك الون ليئال مع واحد من وزراء نظام الفصل العنصري وقد كان في آخر ولايته وعرف أن ايام السلطة مع قيمها ومبادئها معدودة.
    وبين لي ذاك الوزير بصورة مطولة أن نظام الفصل العنصري هو جزء لا ينفصل عن سياسة صحيحة، وان سقوطه يأتي ‘لاننا لم نستطع ان نصمد امام العقوبات الدولية والوصمة الاخلاقية التي علقت بنا’. ولم يثر السود عنايته. فقد كان يراهم قتلة خطيرين لا غير، لكنه اضطر الى قبول القضاء.
    يؤمن بيتر من الرملة ايضا بما يكتبه ومعه كثيرون لا يستفيدون من التاريخ القريب. فهم ينددون بجميع صناع السلام من الاتحاد الاوروبي الى ادارة الرئيس باراك اوباما لانهم يصرون على تذكيرهم بوجود كيان فلسطيني ويتحدونهم بموقفهم الغريب، وهو ان اولئك الفلسطينيين يثيرون الاهتمام.
    من المؤكد ان الفلسطينيين لا يهمون كثيرين في اسرائيل لكن ماذا نفعل والى اين نأخذ العار انهم هم خاصة من المجاهيل الذين لا يثيرون الاهتمام هم السبب الرئيس في كون مكانة اسرائيل الدولية مضعضعة جدا.
    يكون عالم كبير يا بيتر يعتقد أننا شعب محتل بل مضطهد. تستطيع حينما تكون في ايوان بيتك مع اصدقائك ان تشكو من معاداة السامة وكراهية اليهود، ولكن لا يجرؤ أي رئيس حكومة على الاختباء وراء موقف كهذا. إذن ربما يجب علينا على كل حال أن نستقبل كيري الذي كان قبل سنوات معدودة فقط مرشحا جليلا لرئاسة الولايات المتحدة. فهو ربما يخدم مصالحنا الحقيقية بصورة افضل من التوأمين فايغلين بينيت. اللذين يدعوان الى مهاجمة ايران وتعريض أمن دولة اسرائيل وربما وجودها للخطر. ما زال كيري، الى الان على الاقل، يجول في المنطقة وتجاهل السخرية والاحتكار اللذين وجها اليه. الحقيقة هي ان وضعه، ووضعنا في الاساس، سيئ لانه يواجهه امثال بيتر عندنا وامثال مشعل عندهم ممن يريدون من اعماق قلوبهم ان يتبخر من المنطقة ويدعنا لمصيرنا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    اخترت الكلمات


    بقلم: العاد زيرات،عن يديعوت
    حافظ الاديب دافيد غروسمان وهو واحد من أكبر الادباء الذين عرفهم الادب العبري، وواحد من أكثر الاشخاص تواضعا فيمن نشأوا في الثقافة الاسرائيلية، حافظ مدة طويلة على الابتعاد عن وسائل الاعلام، لا لانه فقد الامر بسبب الوضع الامني، او لان رأيه استقر على رفع يديه استسلاما عما يتعلق بالمسيرة السياسية.
    بعد سقوط ابنه اوري في حرب لبنان الثانية مرت عليه فترة صعب عليه فيها أن يجد كلمات، وكانت الكلمات هي التي اعادته آخر الامر الى الحياة.
    ‘ان الكتابة نفسها فيها اختيار للحياة’، يقول غروسمان في مقابلة خاصة ستنشر في ‘يديعوت احرونوت’. ‘هذ شيء أتذكره في الفترة التي تلت سقوط ابننا. ان القدرة على الانتاج وايجاد الخيال والحب والشوق وحس الفكاهة كل ذلك كان القوة التي تستطيع أن تعمل على مواجهة ثقل الاسى والحداد. وبعد ان اصابتنا الكارثة تلقيت الكثير من رسائل التعزية من ادباء في العالم. وكتب جميعهم تقريبا بنفس الاسلوب قائلين: ‘ليست عندنا كلمات’. وهم الناس الذين يعدون اساتذة الكلمات الكبار في العالم اليوم ويقولون انه ليست عندهم كلمات. وفي الحقيقة في الفترة الاولى بعد الكارثة لم تكن عندي بالطبع كلمات ايضا. بالعكس شعرت حتى بانها بغيضة اليّ. لكنني أتذكر آنذاك انني فكرت في أنه اذا اصابني هذا الشيء وأُرسلت الى هذه الجزيرة النائية فانني اريد على الاقل ان ارسم خريطتها في طريقي وطريقي هي طريق اعطائها الكلمات. ان كتابة كتابي ‘ساقط من خارج الزمان’ الذي أتى بعد الكارثة كانت صعبة على نحو غير عادي، لانه كان معناها ان آتي في كل صباح الى الغرفة التي اكتب فيها وادخل نفسي بالقوة في وضع اكون فيه على اتصال باصعب شيء حدث لي في حياتي. لكنه شيء حدث لي في حياتي واذا كان قد حدث لي فانني اريد ان اكون فيه وطريقي الى أن اكون فيه هو طريق الكتابة فهذا ما اعرف فعله. ولا اعرف ان اكون في الاشياء بطريقة اخرى سوى طريق الكتابة’.
    في مقابلة صحافية مؤثرة يعود غروسمان الى كتابه ‘انظر مفهوم: الحب’ الذي صدر في سنة 86 ويتحدث عن مسار عمله، وعن الكتابة نفسها، وعن قوة الكلمات وعن الغنى الادبي الموجود في اسرائيل وحب الفضول الذي يثيره في العالم. ويتحدث عن السلام باعتباره البديل الوحيد للكارثة. ‘انا مدمن ما يحدث ههنا’، يبين. ‘وانا اخمن انني كنت أستطيع أن احيا حياة طيبة جدا في اماكن شتى في العالم لكنها اماكن ليست لها صلة بي واسرائيل ذات صلة بي. ان ما يحدث ههنا ذو صلة بي حتى حينما يصيبني بالجنون’.
    ان الشر عند البشر من النقاط المركزية التي تشغل غروسمان في كتابه ‘انظر مفهوم: الحب’. ان هذا الكتاب الذي يعود الى فترة المحرقة يحاول ان يفهم كيف يمكن ان يكون انسان سوي قد أدى بالبشرية الى كارثة كبيرة جدا. ويبين قائلا: ‘الشر اليوم مخادع. اليوم خصوصا يعبر الشر عن نفسه بعدم اكتراث ينبع من اليأس من تغيير الاشياء والاصلاح. انك لتشعر مرات كثيرة بان الناس الذين هم في اساسهم اناس اخيار وعدول واخلاقيون فيهم يأس من امكان تغيير اشياء كثيرة تحدث حولهم’.
    ويتناول غروسمان بتوسع نشاطه في الدفع بالسلام قدما، رغم أنه يلقى كما يقول عدم اكتراث يثير الغضب. ‘عندنا فيل ضخم في حجرة منذ 46 سنة وطورنا طرقا عجيبة للعيش مع الفيل من غير ان نشعر به. لست مثاليا ساذجا لكنني بصفتي انسانا يثير غضبي التعامل مع عمل كهذا. توجد دائما اسباب كثيرة تبين لماذا لا نفعل شيئا ما وكل الذين يقولون ان ذلك سيفضي الى كارثة لا يفهمون الكارثة التي سيجلبها عدم السلام. ورغم الاحتمالات الضئيلة لا زلت اقول انه يجب علينا ان نسمع هذه الكلمات طول الوقت لتكون هناك. وان نترك طريق وعي امكان السلام هذا مفتوحا طول الوقت. وان نبين للناس مبلغ كون وضع عدم السلام مدمرا، لانهم لا يشعرون بذلك ولان الناس يريحهم هذا الوضع فهم لا يدركون كم هو خطر. وبهذا المعنى اتابع واقول هذا الكلام في كل منتدى استطيع أن اقوله فيه. وان اعتقد أن كل كتبي من ‘ابتسامة الجدي’ الى ‘ساقط من خارج الزمان’ تتناول المشكلة التي يسببها لنا هذا العمى. ولهذا ليس عند الكثير من الامال والتوقعات من مجتمعنا الذي لا يريد ان يعلم بصورة عميقة وفعالة’.
    ويقول غروسمان ان ‘انقلاب الوعي سيأتي على يد من يقودنا أو سيقودنا في المستقبل، ويدرك انه لا يمكن سوى ذلك. هذا شيء قد يحدث لنتنياهو ايضا. وقد يكون القرار ايضا نتاج ضغط خارجي من الولايات المتحدة، خاصة وانا اعتقد في هذا المعنى حقا ان الرئيس اوباما هو الامر’.
    اجتمع غروسمان مع الرئيس اوباما حينما زار رئيس الولايات المتحدة منزل الرئيس بيرس وقال له الرئيس الامريكي انه قرأ كتبه. ويقول غروسمان ان ‘اسرائيل موجودة في وضع هزيل جدا لن ينقذها منه سوى تغيير حاد جدا يأتي من الخارج. ورغم وهم الفعل والانتاج فانني اعتقد ان كل اسرائيلي في اعماق قلبه يدرك اننا نحيا بموازاة حياة كنا نستطيع ان نحياها.
    وستنشر المقابلة الصحافية الكاملة مع غروسمان في اطار ملحق خاص لـ’24 ساعة’ احتفاء باسبوع الكتاب الذي يتناول انتاج الادب العبري المميز. ويشارك سوى غروسمان: عاموس عوز، وأ.ب يهوشع، ومئير شلو وغيرهم الكثير.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    الاسد سيئ لاسرائيل


    بقلم: عاموس غلبوع،عن معاريف
    موضوع هذا المقال هو سورية. ليس مثل القول ‘لا يشهد الخباز على عجينك’، بودي أن أبدأ باقتباسين لامور كتبتها في هذه الصفحات. في 3 نيسان/ابريل 2011 كتبت أقول: ‘مصير كل الطائفة العلوية موضوع على كفة الميزان، لمواصلة السيطرة ربما مع اصلاحات عديمة المعنى أو الى وادي القتل والذبح، توقعوا قمعا وحشيا وعالما صاخبا’. في 1 تموز/يوليو 2012 كتبت هكذا: ‘ينبغي للمرء أن يكون سخيفا متجذرا كي يتوقع ان يسقط الاسد قريبا او بعد سنة او بعد عدة سنوات’.
    أعترف بالحقيقة، أردت بكل القوة أن يسقط نظام الاسد ويختفي، ولكن التفكير البارد والحذر، الذي يستند ضمن امور اخرى، الى التجربة والتعلم سنين عدة عن المجتمع والنظام في سورية الدولة وفي سورية في العهد العثماني، هو الذي يملي تقديري. رأيي الثابت هو أن الاسد فقد منذ زمن بعيد شرعيته، والدولة الوطنية السورية تتفكك ولكن بين هذا وبين سقوط نظام الاسد المسافة واسعة. بتقديري، عائلة الاسد والحكم الذي اقامته في سورية منذ السبعينيات شكل ويشكل، الى جانب ايران العدو الاكثر خطرا، الاكثر دهاء والاكثر وحشية بالنسبة لنا، اكثر من ‘الف’ عصابة للقاعدة وأمثالها. كل يوم يواصل فيه البقاء في الحكم سيئ وخطير لدولة اسرائيل.
    ومقابل هذا التقدير تعرض حجتان مركزيتان، الاولى هي أنه في زمن حكم عائلة الاسد كانت لنا حدود هادئة منذ اتفاق فصل القوات في 1974، بمعنى أن هذا هو نظام يريد الهدوء، وانه سيكون لنا خير في الحدود مقابله. في هضبة الجولان كان هناك هدوء حقا، ولكن نظام عائلة الاسد جعل لنا الموت عبر الحدود اللبنانية، وسفك من هناك دمنا من خلال مبعوثيه وعلى رأسهم منظمة حزب الله، التي طورها وسلحها لهذا الغرض؛ هو الذي استضاف في دمشق كل قيادات منظمات الارهاب المختلفة وعلى رأسها حماس وحرص على تسليحها وتدريبها.
    المهم أن يسفكوا دما يهوديا، وتقوم اياد سورية نقية. والمثيرون للشفقة في اسرائيل يتباهون بالحدود السورية الهادئة. وبالمناسبة، في الستينيات ايضا، قبل صعود الاسد، عرفت الانظمة في دمشق (باستثناء فترة واحدة قصيرة الايام) كيف تستخدم ضدنا الارهاب عبر الاردن وعبر لبنان وفقط ليس من داخل الحدود السورية. وكان شعارهم دوما: ‘مهمة الاشرار ينفذها آخرون’.
    الحجة الثانية حظيت بصدى واسع في شكل القول، بانه خير لنا الشيطان المعروف المتمثل بالاسد على الشياطين غير المعروفة التي ستأتي في أعقابه. واعتقد أن هذه حجة مغلوطة من اساسها، لماذا؟ لان الاسد الحقيقي لم يكن حقا معروفا في الماضي لمؤسستنا الامنية؛ هذه المؤسسة واخرى كثيرة اعتقدت بان هذا شاب طيب مع تعليم غربي يرغب في السلام وكلمته هي كلمة في الصخر. وفقط اذا ما اعطي كل هضبة الجولان فانه سيقطع كل علاقاته مع ايران وحزب الله. لقد آمنت مؤسستنا الامنية بذلك حتى عندما تبين أن هذا الشاب اللطيف يطور قدرات نووية.
    ثانيا، العلاقة الشجاعة والوثيقة التي كانت له في الماضي مع حزب الله وايران اصبحت الان حلفا دمويا. وعلاقته مع روسيا توثقت الان هي ايضا. كل الجلبة والتوتر والمخاطر حول مسألة صواريخ اس 300 ما كانت لتولد لو كان نظام الاسد سقط. وبالمقابل، لا يهم من يستولي على السلطة بعد سقوط الاسد ونظامه، فكائنا من يكون لن تكون في ايديه كل عناصر القوة السياسية والعسكرية لنظام الاسد. عندها ستكون عصابات اسلامية متطرفة في هضبة الجولان، والفوضى ستسود في سورية.
    وبالفعل من ناحية اسرائيل سيكون دوما التعامل مع ثعالب صغيرة تعض افضل مما مع أسد جريح وغاضب مسنود بملك الاسود الاقليمي الايراني.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 328
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-30, 10:03 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 282
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:42 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 235
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:23 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 234
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:21 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 233
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:20 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •