اقلام واراء حماس 353
6/6/2013
مختارات من اعلام حماس
المقاومة تحمل القضية وتمنح المعنى
ساري عرابي / المركز الفلسطيني للاعلام
لا شرعية إلا شرعية الصاروخ
عبد الستار قاسم / المركز الفلسطيني للاعلام
حكومات سقفها أكفّ المانحين!
لمى خاطر / فلسطين اون لاين
حكومة الحمد الله الفتحاوية
ابراهيم المدهون / الرسالة نت
مساحات الوطن أوسع
يوسف رزقة / فلسطين اون لاين
بصيص أمل رغم النكسات
خالد معالي / المركز الفلسطيني للاعلام
القدس العربي من "ضحايا" الثورة
عصام شاور / فلسطين اون لاين
المقاومة تحمل القضية وتمنح المعنى
ساري عرابي / المركز الفلسطيني للاعلام
منذ خمسة وستين عامًا؛ والفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة، أي ذكرى الحدث في لحظته الأولى، ذكرى فاتحة الكارثة الفلسطينية، فالنكبة حدث مفتوح ومستمر، لا باستمرار الاحتلال وحسب، وإنما باستمرار القضية الفلسطينية أيضًا، فنحن إزاء حالة خلق متجددة بلا توقف في الزمن المفتوح، للمعاناة، والبطولة، في آن، فمع المعاناة التي تولد في كل لحظة، تولد في مقابلها بطولة وحياة ورفض وثورة ومقاومة.
فالنكبة الفلسطينية مستمرة بهذا المعنى، لا باستمرار الباطل وحسب، وإنما بحياة الحق في مواجهته، وإلا لاستحال الباطل إلى معطى طبيعي في مشرقنا العربي، فنكبة العرب والمسلمين في الأندلس لم تكن أكثر من حدث حصل في التاريخ وانتهى، بموت المقاومة، وانقطاع المعاناة الأندلسية في الأجيال التالية على الأوائل الذين أخرجوا من الأندلس، وبالضرورة انقطاع الإيمان بالحق والعمل له.
لم يكن الفلسطيني أندلسيًا خرج وانقطع عن حركة التاريخ، وتضاءل حتى انتهى من وجدان الأحفاد البيولوجيين، ولا هنديًا أحمر يحيي ذكرى أيام باهتة في الذاكرة، على نحو رثائي أو فلكلوري، ولا ساكنًا أصليًا طبّع وجوده مع وجود مستعمر طارئ، تحول مع الأيام إلى صاحب وجود أصيل، وحاكم غالب. فالعدو في فلسطين بقي عدوًا وطارئًا ومحتلاً، وبقي وجوده شاذًا، ومقحمًا على التاريخ والجغرافيا، يضيق به الحاضر، ويهدده لفظ المستقبل.
بعد خمسة وستين عامًا، لا يزال الفلسطينيون ينتظرون على مشارف الوطن التي قاتلوا عليها عقودًا، وفي داخل الوطن، ورغم كل شيء، لم تعرف البندقية الفلسطينية العطالة، وبهذا –وحده- بقي الوجود الفلسطيني بلسانه العربي هو الأصلي الراسخ، المستبشر بيقين مذهل، بفلسطين كاملة وخالصة له من دون العدو المحتل الذي يتحسس وجوده في كل لحظة. نعم؛ بقي الفلسطيني أصيلاً واثقًا، والعدو غريبًا يائسًا.
لم تمت القضية الفلسطينية أبدًا، ليس فقط؛ لاستمرار اللجوء في مخيمات سوريا ولبنان، وإنما لأن البندقية الفلسطينية التي قاتلت عقودًا في الأردن ولبنان، قد انتقلت إلى داخل الأرض المحتلة، كي تنجز على الأسرلة نهائيًا، وتفرض حياة وديمومة الحق الفلسطيني على العالم بأسره، لا على العرب والمسلمين وحدهم، وقبل ذلك كي تمنح الوجود الفلسطيني معناه الحقيقي على كل ذرة تراب داخل فلسطين.
من أين لنا بكل هذا الدم الحار في عروقنا، لولا انتفاضة العام 1987، التي باغتت المحتل، وفاجأتنا نحن أنفسنا؟! باغت المحتل الذي توهم أنه انتهى منا تمامًا بعد خروج ثورتنا من لبنان، وإذا بنا ونحن نباغته بكل هذا العنفوان، نفاجئ أنفسنا وكأننا اكتشفناها من جديد، حتى صار النضال هو الروح التي نحيا بها، والمعنى الذي نطل به على أنفسنا أولاً وعلى العالم كله.
صارت الأسرلة كلمة من الماضي، أجهزت عليها انتفاضة الحجارة، بينما أجهزت انتفاضة الأقصى على كل مقولات التعايش، وأعادت من جديد إلى قاموس المحتل الحاضر، مفردات (حرب الاستقلال)، (وحرب الوجود)، بعدما تأكد له عجزه عن اصطناع جذور له في هذه الأرض المباركة.
في ذكرى النكبة، سوف نكتشف أن أجيالنا المتتالية على هذه الأرض، وعلى مشارف الوطن، والمنبثة في هذا العالم، تدرك قضيتها فقط من استمرار المقاومة والنضال، لا من مناهج التعليم، وحكايات الآباء والأجداد، وبرامج الإعلام، وفعاليات الأحزاب والفصائل، وخطط السلطة والمنظمة، ونشاطات المؤسسات والتجمعات.
هذه الفعاليات على ضرورتها وأهميتها، عاجزة عن حمل قضيتنا التي عنوانها النكبة واللجوء، فاستمرار الصمود الحقيقي، وبقاء المقاومة فكرة وممارسة -حتى تجذرت في انتفاضة الأقصى معسكرًا كبيرًا من الإعداد والتدريب في قطاع غزة- هو الحامل الوحيد لهذه القضية إلى الفلسطينيين أنفسهم ثم إلى العرب والعالم.
هذا لا يقلل من أهمية هذه الفعاليات، بل يدعو إلى إعادة النظر فيها، إذ سوف نكتشف أن المقاومة من حيث هي حامل القضية، ومانح المعنى لاستمرار وجودنا الأصيل، لا يمكنها القيام بكل شيء، كما أن الفلسطينيين ليسوا كلهم مقاومين بمعنى مقاتلين، وهو ما يثير السؤال حول دورنا جميعًا كأفراد، ومؤسسات، وأحزاب، وسلطة، ومنظمة تحرير، هذا فضلاً عن كون الاحتلال دائم العمل على اختراقنا واستهداف وعينا وشبابنا.
ففي اللحظة التي نجد فيها ثقافة النكبة وافرة لدى كل فرد فلسطيني، يمكن القول أن هذه الفعاليات تؤدي مهمتها على الوجه المطلوب، لكن الحقيقة أننا نجد فقرًا مخيفًا في المعرفة المتعلقة بالنكبة، من حيث هي حدث أول حصل في العام 1948، ومن حيث هي حدث لا يزال مستمرًا تحت عنوان القضية الفلسطينية، إذ على الأغلب لا تتجاوز هذه المعرفة العناوين العريضة حول حدث النكبة، والموضوعات الراهنة من القضية الفلسطينية، هذا إضافة إلى أن المسافة بين روايتنا ورواية العدو لا تزال بعيدة لصالح رواية العدو فيما يتعلق بوصولها إلى العالم، بل وأثر من ذلك سوف نجد تصورات ظالمة ومجحفة عنا لدى إخوتنا العرب الذين يتحملون قدرًا من المسؤولية عن نكبتنا.
فأفضل ما يمكن فعله لذلك كله، فحص قصور هذه الفعاليات، والبحث عن كل جديد يمكن فعله.
لا شرعية إلا شرعية الصاروخ
عبد الستار قاسم / المركز الفلسطيني للاعلام
مع ظهور رئيس وزراء جديد لسلطة الحكم الذاتي الفلسطينية في رام الله يطرح بعضهم مسألة الشرعية الفلسطينية، ويتساءلون عن دور المجلس التشريعي الفلسطيني في منح الثقة للوزارة.
بدأت الفصائل الفلسطينية بعد حرب حزيران/1967 التحدث عن شرعية البندقية على اعتبار أن القتال ضد إسرائيل هو مصدر الشرعية، ولا شرعية غيره؛ وكان ذلك في إشارة إلى منظمة التحرير التي أنشئت عام 1964 بدون سند ثوري قتالي. وأصبحت المنظمة نفسها هي مصدر الشرعية لأنها أضحت مظلة لمختلف الفصائل الفلسطينية المقاتلة، وحازت بعد ذلك على اعتراف عربي بأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، واعترفت بها الأمم المتحدة كعضو مراقب في الجمعية العامة.
أتت اتفاقية أوسول وما تبعها من اتفاقيات لتدمر منظمة التحرير الفلسطينية وتحولها إلى مجرد هياكل فارغة من المحتوى، وتستعمل فقط عندما ترى سلطة الحكم الذاتي ضرورة لاستخدامها في المناكفات الفلسطينية الداخلية. أزاحت الاتفاقيات مع إسرائيل البندقية كمصدر للشرعية جانبا، وأصبحت السلطة الجديدة المنبثقة عن هذه الاتفاقيات عدوا للبندقية الثائرة، وحاملة للبندقية المرخصة إسرائيليا.
قررت الاتفاقيات مع إسرائيل أن الانتخابات هي مصدر الشرعية شريطة أن تعكس نتائج الانتخابات متطلبات اتفاق أوسلو وطابا وباريس، الخ. ولهذا عملت الدول الغربية وإسرائيل وأتباع الاتفاقيات مع إسرائيل على رفض نتائج انتخابات عام 2006، الأمر الذي أدى إلى الاقتتال الفلسطيني.
شرعية الانتخابات ليست شرعية حقيقية وإنما مزيفة لأنها منبثقة عن إرادة العدو، ولأنها محصورة في الضفة الغربية وغزة فقط دون الشعب الفلسطيني على اتساع كافة أماكن تواجده. وإذا كان لنا أن نقبل شرعيتها تجاوزا، فإن الأمر كالتالي:
رئيس سلطة أوسلو ليس شرعيا لأن مدة رئاسته انتهت عام 2009. قرر هو أن يمدد مدته حتى كانون ثاني/2010 ليترك موقعه بعد ذلك، وقد كتبت في حينه أنه لا يجرؤ على ترك موقعه، وسيأتي عام 2013 وهو لا يزال في موقعه.
رئيس الوزراء بغض النظر عن شخصه ليس شرعيا لأنه بحاجة لثقة المجلس التشريعي.
المجلس التشريعي نفسه ليس شرعيا لأن مدته قد انتهت.
مجالس منظمة التحرير ليست شرعية لأنها تخالف التعليمات الداخلية التي من المفروض أن يعمل وفقها كل مجلس.
إذن أين الشرعية؟ فلسطين ما زالت محتلة، والاحتلال جاثم على صدورنا، وهو سيد على جزء كبير منا، وأجهزتنا تعمل وكيلا أمنيا وإداريا له. ولا شرعية لأحد سوى الصاروخ.
الصاروخ الفلسطيني الذي تطوره أيد فلسطينية أو تهربه وتواجه به العدو هو مصدر الشرعية الوحيد، ولا يمثل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج إلا هذا الصاروخ. وإن كل من يدعي الشرعية خارج مظلة هذا الصاروخ إنما يريد أن يبرر خدماته للعدو الصهيوني لكي يتمكن من رقابنا بالمزيد. الصاروخ هو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ومن المفروض الالتفاف حوله لإعطاء المقاومة الفلسطينية زخما ودعما وقوة.
في ذكرى هزيمة حزيران النكراء، علينا أن نجدد العهد، وأن نبقى قابضين على الجمر متحملين كل التضحيات اللازمة من أجل استعادة حقوقنا وعودة شعبنا.
حكومات سقفها أكفّ المانحين!
لمى خاطر / فلسطين اون لاين
ليس صعباً إدراك أن اسم رئيس وزراء السلطة الجديد كان على جدول أعمال زيارة وزير الخارجية الأمريكي لرام الله مؤخرا، إذ كان لا بد قبل التكليف الجديد من الحصول على المباركة الأمريكية والغربية، وإقناع كيري بأن الخيار الجديد لا يقلّ (أصالة) عن المستقيل سلام فياض. وبما أن معيار الأصالة مشابه للتعبير الذي خرجت به (يديعوت أحرنوت) لتقول إن يدي المكلّف الجديد (رامي الحمدالله) بلا دماء، فهذا يعني أنه ما من قيمة أصلاً لتغيير البيادق وتبديلها على رقعة الشطرنج المسماة سلطة فلسطينية!
إن ذلك النهج الحديدي الذي بات يرسم معالم برنامج الحكومات المتعاقبة في الضفة لم يعد يترك أهمية للانشغال في جدليات شرعيتها من عدمها، ولا للاستغراق في بحث تأثيرها على واقع (الانقسام)، ولا التكهّن حول فرص الخيارات الجديدة في إحداث تقارب مع غزة أو تغيير الواقع الميداني الرازح تحت صخرة الارتباط الأمني مع كيان الاحتلال.
فسلام فياض الذي يفترض أنه صاحب خلفية مهنية تحترم سلطة القانون وتقدّر مكانة الحريات حدثت في عهده أبشع المجازر ضد القانون والحريات، لأن النهج الذي حكم مسار حكومته قد فرض ذلك بكلّ بساطة، وهو نهج مرتبط ارتباطاً عضوياً بسقف رضا المانحين وممولي السلطة، ومن خلفهم إسرائيل، وهذا الرضا يرتبط بدوره بمدى نجاح هذه الحكومات في توفير الأمن لإسرائيل ومحاربة (الإرهاب)، وفي إبقاء المواطن رهينة لقمة عيشه والخوف على مستقبلها!
فليس لأحد أن يحلم بأن يكون الخيار القادم أفضل، ولا أن يقدّم للواقع المحليّ ما عجز عنه فياض، وأقول الواقع المحلي، لأن هذه الحكومات مجرّد أدوات إدارية تسيّر الحياة اليومية للناس، ولكن تحت يافطة ثابتة محددة خطوطها السياسية والاقتصادية والأمنية من قبل مانحيها الحياة!
غير أن هناك ميزة وحيدة قد يتفوق بها رامي الحمدالله على سلام فياض، وهي أنه أداة مطواعة في يد فتح، ولن يكون بمقدوره الحدّ من تدخلها في سياساته، ولا عرقلة كولسات الفاسدين فيها، وتاريخ الرجل في جامعة النجاح يقول ذلك بوضوح، حيث كانت اليد الأمنية تعبث في الجامعة دونما حسيب أو رقيب، وكان انتفاء المهنية واضحاً في الكثير من سياسات الجامعة الإدارية. أي أن الخيار الجديد هذه المرة لم ينل فقط الرضا الأمريكي والغربي، بل أضيف له كذلك مباركة فتح المطْلقة، وهي التي تعرف جيدا كيف سينعكس تعيينه على آمالها التي حدّ فياض من تحقيقها، خصوصاً بعدما انحرقت ورقته في الشارع الفلسطيني، ونجحت فتح في تحويله إلى كبش فداء، يتحمّل كل رزايا الحكومة وسياساتها التعجيزية خصوصاً على الصعيد الاقتصادي.
صحيح أن هناك نهجاً اسمه الفياضية، وقد أساء كثيراً للقضية الفلسطينية، لكن الأسوأ والأخطر منه هو نهج الوطنية الزائفة، لأنه ما زال بإمكانه تجنّب الانكشاف المطلق، عبر مواهبه التضليلية التاريخية التي احترف تأديتها بكلّ جدارة، وظلّ يحظى بالمعتنقين والمصفّقين!
حكومة الحمد الله الفتحاوية
ابراهيم المدهون / الرسالة نت
لم يُقدم الرئيس محمود عباس على إزاحة السيد سلام فياض من رئاسة الوزراء في الضفة الغربية وتعيين رئيس جامعة النجاح الفتحاوي رامي الحمدالله من غير ضوء أخضر أمريكي، وذلك مقابل الحفاظ على هدوء الضفة الغربية واستقرارها.
الضفة التي تعاني من عمليات (إسرائيلية) مكثفة وعلى مدار الساعة، مطلوب منها أن تبقى خالية من المقاومة الفلسطينية، وعاجزة عن أي حراك "وطني شعبي"، وهذه هي المهمة الرئيسية للحكومة الجديدة، في ظل التوسع (الإسرائيلي) في الأغوار واستمرار بناء المستوطنات وتهويد القدس وقضم الأراضي.
من المعلوم أن أي شخصية تتقلد رئاسة الوزراء في المقاطعة يجب أن تحظى بقبول أمريكي و(إسرائيلي) قبل كل شيء، وتكون على استعداد للمضي قدما بالالتزامات الامنية اتجاه الاحتلال ومستوطنيه ومشاريعه التوسعية، ولهذا لم يتم تعيين الحمدالله إلا بعد التزامه واقراره لأبي مازن والولايات المتحدة بالحفاظ على الدور والوظيفة الامنية لحكومته، ولهذا لن تختلف حكومته عن حكومة سلفه إلا برعاية مصالح ورغبات حركة فتح وقيادتها.
فما يميز الحمدالله أنه رجل فتحاوي صرف. وهذا ما لم يكن يحظى بشرفه السيد فياض التي ثار عليه الشارع الموجه، فحُمِّل بجميع اخفاقات وفشل السلطة في المرحلة الماضية، ولا ندري هذه المرة من ستحمل حركة فتح الزئبقية واللزجة اخفاقات الحكومة والسلطة؟! خصوصا أن الرجل سيستلم تركة فياض بتفاصيلها ووزرائها وتوجهاتها والتزاماتها.
اقدام الرئيس عباس على تعيين الحمدالله يرسل رسالة ان المصالحة لا تعني له شيئا، وأنها غير مطروحة على سلم أولويات برامجه، فما يهم سعادته الرضا الامريكي واستقرار سلطته وبقاؤها. ومخطئ من يظن ان الحمدالله رجل يمكن ان يصب في صالح المصالحة أو يفكر بهذا الاتجاه، فتجربة الحمدالله في جامعة النجاح تبشر انه فتحاوي متطرف لا يتعايش مع خصومه السياسيين وصاحب سياسة اقصائية.
حكومة الحمدالله لا تختلف عن حكومة فياض في شيئ فهي لم تُعتمد من التشريعي وبهذا تعتبر حكومة غير شرعية قانونيا، ولا تمتلك برنامج عمل ورؤية سياسية وطنية، وستقتصر على تسيير الاعمال التي بدأ فيها فياض، مع اعطاء مساحة اكثر لكوادر حركة فتح ومصالحها.
مساحات الوطن أوسع
يوسف رزقة / فلسطين اون لاين
في الذكرى السادسة والأربعين لاحتلال القدس تنطلق أعمال تشكيل حكومة جديدة في رام الله برئاسة الأكاديمي رامي الحمد الله .
وفي هذه المناسبة تنطلق أيضا المسيرة العالمية لنصرة القدس ومواجهة الاحتلال .الأولى دخلت إلى الفضاء الإعلامي من خلال ملفات المصالحة المجمدة منذ زيارة أوباما إلى المنطقة، ودخلت إليه أيضا من البوابة القانونية والمجلس التشريعي، حيث أعلن النواب ومنهم الأستاذ حسن خريشة النائب الثاني لرئيس المجلس أن أي حكومة لا تنال الثقة من المجلس التشريعي هي حكومة غير قانونية .
والثانية أعني (المسيرة)دخلت إلى الفضاء الإعلامي من باب مواجهة الاحتلال، واستنقاذ القدس والمقدسات، وتحشيد الأمة في 27 عاصمة عربية وإسلامية ودولية ،للمشاركة في عملية التحرير من خلال ضغوط شعبية سلمية على المحتل من ناحية، وعلى العواصم الداعمة له من ناحية ثانية .
في باب مواجهة المحتل تجتمع الأمة ولا تتفرق، لأن العدوان الخارجي يوحدها حتما، وفي باب الحكومات والمقاعد تتفرق الأحزاب وتتباعد، وهذا الأمر طبيعي، وغير طبيعي معا.
إنه طبيعي ومفهوم في الدول الديمقراطية المستقرة كبريطانيا وفرنسا، حيث تتوحد الأحزاب مع الحكومة في مواجهة العدوان الخارجي،والكوارث، والإرهاب، وتختلف سياسيا في الممارسة الديمقراطية، وكلا التصرفين صار خلقا يفتخرون به ويثنون على من يلتزم به.ولكنه غير طبيعي في الحالة الفلسطينية لأن الحكومات في الحالة الفلسطينية ينبغي لها أن تقود عملية التحرير وأن ترعاها لأن العدوان الإسرائيلي قائم في كل الأحوال.كان قائما قبل اتفاقية أوسلو،ويومها كان الشعب والأحزاب يدا واحدة خلف المقاومة،ثم جاءت أوسلو ولم ينته العدوان والاستيطان ودخلت الفصائل والأحزاب في خلافات في اليوم الأول لوجود السلطة والحكومة،وما زال التباين موجوداً،حتى مع تكليف الحمد الله برئاسة الحكومة في رام الله.
ما أود قوله هنا إن القواسم المشتركة بين الفصائل المختلفة على الحكومة، وعلى الشرعيات القانونية في الحكم ، أكبر بكثير مما هو مختلف فيه أو عليه .وإن من وظائف الحكومات حماية ما تبقى تحت يدها من الوطن والأرض، فقدت الحكومات مسوغ وجودها، وهذا ينطبق على السلطة نفسها ، التي في رحمها خرجت الحكومات .
إن المساحات المشتركة في مجالي(خدمة المواطن)و(خدمة الوطن)ومواجهة الاحتلال كبيرة وواسعة رغم حالة الانقسام ولكن بعض المنقسمين والمختلفين ينظرون في الأزقة الضيقة ويمضغون الماء،ولا ينظرون في الفضاء الرحب الفسيح ،وهؤلاء يجدر بهم أن يقرؤوا بعمق تجربة الاتحاد الأوروبي حتى يتمكنوا من تصحيح المفاهيم،وتصويب رؤيتهم.
بصيص أمل رغم النكسات
خالد معالي / المركز الفلسطيني للاعلام
لم تتوقف نكسات الشعب الفلسطيني منذ الخامس من حزيران عام 1967 ، والتي تم وقتها احتلال قطاع غزة والضفة الغربية، وأعلنت الأنظمة العربية حينها أنها انتصرت؛ كون الحرب لم تطح بعروشها، مستخفة كعادتها بشعوبها. لم يطل الوقت حتى استفاقت الشعوب الحية في ظل الربيع العربي وأخذت تطيح بهم واحدا تلو الآخر.
طيلة 46 عاما من عمر النكسة لم يحصل تطور إيجابي من وقتها حتى الآن يقلل من ثمن وخسائر النكسات المتتالية؛ إلا ما حصل من طرد المحتل من جنوب لبنان وقطاع غزة، وتعاظم الأمل بالربيع العربي، لتشكل بمجموعها بصيص أمل يمكن التعويل عليه.
القول من قبل بعض المرجفين إن ما جرى هو عبارة عن إعادة انتشار لقوات الاحتلال في غير محله وغير دقيق؛ فشارون قال عن مستوطنات غزة إنها مثل تل الربيع "تل أبيب"، ولا يمكن الانسحاب منها؛ إلا أنه وتحت ضغط المقاومة المسلحة انسحب صاغرا ذليلا، وهدم بيديه تلك المستوطنات.
الاحتلال البغيض يكون كعادته ضعيفا بمنطقه وبأخلاقه، ولا يملك قوة فكرية وأخلاقية تمكنه من الاستمرار؛ ولذلك كان سهلا على مقاومة بسيطة في غزة وبرغم فارق القوى الكبير؛ أن تطرده بما تملك من قوة عقائدية وفكرية، وتكون مدرسة عالمية في النضال والتضحية، ما زالت دروسها تتوالى.
في عام 67؛ من كان يحلم يوما ما أن تصل صواريخ فلسطينية إلى عمق دولة الاحتلال، وتجبر قادته على الاختباء في ملاجئ يعتقد أنها محصنة تحت الأرض. من كان يصدق أن تتبدل فرحة قادة الاحتلال عام 67 إلى تجهم وتكشير بعد هزيمتهم في العدوان على غزة عام 2012، وقت فرح المؤمنون بنصر الله.
مقاومة فكر الهزيمة وما باليد حيلة، لا يقل ضرورة وأهمية عن مقاومة المحتل. المقاومة لها أشكال عديدة بحسب الزمان والمكان، يقدرها القادة والمفكرون. مقاومة الشموع وإن طالت مئة عام لن تحرر شبرا واحدا، والمقارنة بمقاومة غاندي ليست دقيقة، فعلى الأقل ثبت غاندي شعار" نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع"، ودعاته من بيننا ليس مثله أبدا.
بعد 46 عاما من الاحتلال؛ لم ينجح الاحتلال في جلب أكثر من 15 مليون يهودي إلى فلسطين، ولم ينجح في احتلال ما بين النهرين؛ بل تقلصت دولته وما زالت تتقلص، فالظالم مثله مثل حبل الكذب الذي عمره قصير.
كنا نتمنى أن يسقط الشهداء من مختلف البلدان العربية والإسلامية على أبواب مدينة القدس المحتلة لتحريرها، وكنا نتمنى أن يجري التغيير في العالم العربي سريعا وبدون بحور من الدماء، للتفرغ لتحرير فلسطين؛ ولكن الأمنيات شيء والواقع شيء آخر، ونسأل الله اللطف بأمتنا.
أشد ما نخشاه هو أن ينجح الاحتلال ومعه قوى الاستكبار؛ في إيجاد وخلق فتنة مذهبية بين سنة وشيعة، والتي تطل برأسها من سوريا، وحرف البوصلة عن دولة الاحتلال إلى فتن داخلية عمياء تأكل الأخضر واليابس؛ وعندها يختفي ذكر نكسات الشعب الفلسطيني، ولا تذكر أمام القتل والإجرام بالملايين وقتها؛ وهو ما يسعد "نتنياهو" الذي ينتظرها على أحر من الجمر، فهل ندعه يفرح ويسعد بها، أم نبطل مخططاته ونقلبها رأسا على عقب؟ لننتظر ونرى ما سيفعله شرفاء الأمة ومخلصوها قبل فوات الأوان.
القدس العربي من "ضحايا" الثورة
عصام شاور / فلسطين اون لاين
مواضيع متعلقة20 شهيدا بقصف مخيم اليرموك بدمشق إلى أن ينفد رصاصهم! الفلسطينيون ضحايا الثورة السورية
من مزايا الثورة في الوطن العربي أنها كشفت أقنعة زائفة طالما خدعت الشعوب العربية التواقة للمقاومة والحرية والخلاص من أنظمة الاستبداد، أقنعة تسترت بها أنظمة عربية وأحزاب وحتى شخصيات كنا نظنها وطنية، فضلا عن إعلاميين وأدباء وفنانين والقائمة تطول.
أين نظام المقاومة والممانعة في سوريا؟ وأين سيد المقاومة؟، إنهم في القصير يمتصون دماء أطفالها حتى يحرروا فلسطين..هزلت، أين وطنية دريد لحام وكأسك يا وطن؟، تبخرت واستبدل كأس الوطن بكأس بشار والشبيحة.. خسارة، أين عبد الباري عطوان وصوته الغاضب والمدافع دائما عن الشعوب المستضعفة؟ مشغول بالوقيعة بين قطر وحماس، وبين القسام والشعب الفلسطيني، بالدفاع عن مصاصي الدماء، صوته بدأ يخفت لأنه أصبح ظهيرا للقتلة، القذافي ثم الأسد.
السيد عبد الباري عطوان من بين من أحرجتهم الثورة، و ظهرت أعراض الأزمة على صحيفته القدس العربي، فبدأت تخلط الحابل بالنابل، وتترنح يسرة ويمنة كمن ضل طريقه في ليلة ظلماء عاصفة، التمسنا له ولها العذر بعد العذر ولكن التمادي يعني أن القدس العربي غيرت المسار وما بقي إلا أن تغير اليافطة. قبل خمس سنوات كتبت: "لا أعتقد أن الجميع سيغادر القطار السوري، فالبعض ممن لعب دور المعارضة والممانعة ربما لا يلزمه سوى استبدال "اليافطة" وبعض الشعارات".
بالأمس نشرت " القدس العربي" خبرا يشير إلى خلاف شديد بين قيادة حركة حماس وجناحها العسكري، مدعية أن كتائب القسام مستمرة في تحالفها مع إيران وحزب الله وأنها ترفض المال العربي وأن الكتائب أرسلت رسالة إلى رئيس المكتب السياسي خالد مشعل بهذا الخصوص.
كتائب القسام وبشكل رسمي نفت نفيا قاطعا الأكاذيب التي وردت في صحيفة القدس العربي ، ونحن على يقين بأن الخبر كاذب لأننا نعرف سياسة وأسلوب كل فصيل في التخاطب، فقادة حماس لا يخونون العرب ولا يستهينون بدعمهم المالي لشعبنا، وكيف للمقاومة أن تستهتر بالمساعدات العربية وهي من مقومات صمودنا؟. وكذلك فإن الرسالة المزعومة تضمنت طعنا بموقف العلامة القرضاوي إلى جانب التهجم على قطر، وهذا ما نسمعه يوميا من أعداء الثورة وأعداء الشعوب ولا يمكن لكتائب القسام أن تتساوق معهم أو تقع في شركهم وشرهم.
كتبة الخبر المفبرك استخدموا تعبيرات مثل: " مصادر مطلعة جدا" ، " قيادات ذات وزن ثقيل" وكرروها، وهذا دليل على لهفتهم لخداع القراء والمتلقين، وهذا شيء معيب ويكفي منهم لو ذكروا أسماء صريحة وسنعرف إن كانت تلك القيادات من الوزن الثقيل أم وزن الريشة، أو أن مصادرهم مطلعة جدا أم أنهم ممن يسترقون السمع ولا يفقهون ما يسمعون.
ما جاءت به القدس العربي باطل ولا يحق لها ولا لغيرها التأثير على علاقة شعبنا بغيره من الشعوب أو الحكومات العربية، وإذا أرادت القدس العربي أن تصدر أزمتها أو تدعم مواقفها فنتمنى عليها أن تفعل ذلك بعيدا عن فلسطين و المقاومة الفلسطينية لأنها ليست أداة لغسل الذنوب ورتق الثقوب.


رد مع اقتباس