اقلام واراء حماس 380
7/7/2013
أسباب خفوت الهمة وتراجع الحماسة لإقامة الدولة الإسلامية(5-5)
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، سري سمّور
الصناديق أو التوابيت
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، فيصل القاسم
الاسلاميون عائدون في مصر
فلسطين الآن ،،، عبد الباري عطوان
الأخطر على مصر
فلسطين أون لاين ،،، أ.د. يوسف رزقة
مصر والخروج من الأزمة
فلسطين أون لاين ،،، حسام الدجني
رؤيـة فلسطينية حـول المشهـد المصري
فلسطين أون لاين ،،، أشرف مقداس
أسباب خفوت الهمة وتراجع الحماسة لإقامة الدولة الإسلامية(5-5)
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، سري سمّور
سادسا:كثرة الاجتهادات حول طبيعة ومفهوم الدولة وطريقة إقامتها:-
هل نظام الدولة الإسلامية العتيدة رئاسي أم برلماني؟ أم أنه نظام الخلافة؟ وما هي صلاحيات الخليفة؟وهل الشورى معلمة أم ملزمة؟ثم ما هو مفهوم الدولة الإسلامية فعلا؟هل من الضروري أن تحمل اسم الإسلامية؟وهل الدولة الإسلامية هي الدولة المدنية؟وهل الدولة الإسلامية فقط تلك التي تطبق فيها أحكام الشريعة؟وهل تقتصر أحكام الشريعة فقط على الحدود والقصاص مثلما انشغلت بعض المجموعات في هذه المسألة؟وكيف نتعامل مع الدول الغربية، خاصة أمريكا التي ستسعى لإحباط أي تجربة إسلامية؟وهل المهم أن تكون الدولة بدستورها وقوانينها وفكر من يحكمها إسلامية دون مراعاة فكر المجتمع؟والمجتمع هو إسلامي بالفطرة، ولكن ما مدى تقبله لتجربة إسلامية قد تجلب عليه عقوبات دولية؟ ثم إن الدول والنظم القائمة قامت على أساس غير إسلامي، بل في عقيدتها محاربة الإسلاميين، والتصدي لكثير من المفاهيم الإسلامية، فكيف سيمكن «أسلمة» نظم هذا هو حالها؟هذه أسئلة تتفاعل وكثيرا ما تطرح، ولكل حركة أو جماعة إسلامية إجابة أو وجهة نظر حولها، أحيانا تكون صريحة واضحة، وأحيانا مبهمة أو متروكة للظرف الزماني والمكاني...ثم هل الحل لإقامة الدولة الإسلامية يكمن بحمل السلاح والتصدي العنيف للأنظمة العلمانية المدعومة من الغرب؟أم بالإصلاح التدريجي للدولة والمجتمع؟خلال السنين الماضية انحسر وتراجع إلى حد كبير أنصار الرأي القائل بالحل القائم على القوة، بل إن حركات وجماعات تبنت هذا الحل ومارست العنف أعلنت تغيير أساليبها، وتوجه الإسلاميون نحو الشراكة السياسية، وأبدت حركات إسلامية مرونة منقطعة النظير في التعاطي مع الحركات العلمانية واليسارية والقومية، بإقامة تحالفات، والقبول بالآليات المتاحة للمشاركة في الحكم والدولة، وذلك بناء على اعتبارات عدة؛ منها أن الإسلام قائم على مصلحة البلاد والعباد، ومنها أن تراكمات عصور تراجع للدولة الإسلامية عبر قرون، واستعمار غربي، تلاه نظم استبدادية مدعومة من الاستعمار، أمور ومعضلات تحتاج إلى وقت طويل لعلاجها، والصدام يجلب الدمار والضرر على العاملين في الحق الدعوي.
وكانت النتيجة المتوقعة هي أن الإسلاميين من خلال صندوق الاقتراع يحصدون فوزا واضحا، ولكن القوى العلمانية ومن خلفها الدول الغربية تقدّس الانتخابات وصناديق الاقتراع بشرط ألا تحمل الإسلاميين إلى سدة الحكم، وهو أمر ملحوظ، وكان له تداعياته على العاملين والأنصار، بحيث أنهم يشعرون بأن لا العنف يأتي بنتيجة، ولا القبول بالمشاركة تحت الدساتير والأنظمة القائمة يأتي بنتيجة، وفي كلتا الحالتين نرى أن مصير العاملين هو أنهم يعانون من القمع والتعامل الأمني العنيف معهم، مما ولّد لديهم شعورا بأن عليهم الحفاظ على أنفسهم، وتراجعت رغبتهم في تغيير المجتمع والدولة، وهذا طبيعي في ظل استنفاذ الوسائل المتاحة للتغيير.
وإذا استمر الانقلاب العسكري في مصر، فإن فكرة المشاركة السياسية ستصبح أشبه بملهاة، وسيتعزز التفكير الصدامي، حتى لو كانت عواقبه وخيمة، لأن من اختاروا المشاركة والمرونة لم يسلموا من القمع والإقصاء والاستئصال...فالوضع الآن على المحك والأعين تتجه نحو مصر، وتجربة مصر ستقرر وجهة الحركات الإسلامية في العالم أجمع، وليس فقط حركة الإخوان المسلمين.
سابعا:إهمال القضية الفلسطينية:-
هناك سؤال مطروح وهو:لماذا لم تتحدث عن تجربة حماس وحكمها لقطاع غزة؟والجواب أن فلسطين تحت الاحتلال، وليست دولة مستقلة ذات سيادة وحدود مفتوحة، وفي جزء صغير من فلسطين وهو الوسط الشرقي(الضفة الغربية) باستثناء مدينة القدس، وقطاع غزة(1% من مساحة فلسطين الانتدابية) هناك نوع من الحكم الذاتي الخاص بإدارة شؤون المواطنين، وقد دخلت حماس في السلطة لأسباب معروفة، وحماس أعلنت وما زالت أنها ملتزمة بالقانون الأساسي الفلسطيني، وأنها لا تريد إقامة إمارة خاصة بها في غزة، ومع أنها سلطة أمر واقع في غزة، إلا أن هذا لا يغير من أنها ليست حزبا سياسيا...وعلى كل تقييم تجربة حماس مرتبط بالقضية الفلسطينية، وبها كحركة فلسطينية، وهو يجب أن يكون منفصلا عن الحديث عن التجارب الأخرى.
والحديث عن فلسطين يقودنا إلى النقطة الأخيرة والأهم في المقال، وقد جعلتها متأخرة، بل ترددت في طرحها، كي لا يحكم عليّ وفق النظرية الجامدة «الفلسطينيون يعتبرون مشكلتهم أكبر من كل مشكلات العالم!» ولكن أنا هذه المرة مسلح بالتجربة؛ فإيران عبر استثمارها بحزب الله، ها هي تفرض معادلاتها على الأرض وبقوة، كما أن فلسطين قضية جامعة للأمة، لو أحسن التجييش حولها، بل هي قضية كافية لتأجيل الكثير من الملفات، التي ستحل تلقائيا بعد تحرير فلسطين.
والأهم من كل ذلك، إن الغرب حينما ينظر إلى أي مشروع إسلامي، فإنه يكون مسكونا بهاجس الثنائية المعروفة «إسرائيل والنفط» ولهذا فإنه في ماليزيا لم يعرقل، وسمح لتركيا أن تصعد، أما مصر فالمشهد أمامنا...فلو أن المشروع الإسلامي قام على جعل فلسطين نقطة انطلاقته لكان أفضل.
ومشكلة الحركات الإسلامية، أنها اتبعت نظرية تقوم على تقوية نفسها في أراضيها ودولها، على اعتبار أن هذا سيفيد فلسطين وشعبها مستقبلا، وقرأت بطريقة خاطئة سيرة صلاح الدين الأبوبي-رضي الله عنه- والذي كان يبني دولته ويبني مؤسساتها العلمية والاقتصادية، دون أن يترجل عن حصانه وهو يقارع الصليبيين ويجاهدهم ويسترد منهم الحصون والقلاع والمدن المسلوبة، بل إن بعض الإسلاميين، ظنوا أنهم يمكن أن يساوموا أمريكا بتأجيل ملف فلسطين، حتى تغض الطرف عنهم، وتبين أن كل هذا خطأ، وأنا على يقين أن الحركات الإسلامية لو جعلت فلسطين بوصلتها، وأعلنت أن هدفها تحرير فلسطين، قبل أي شيء آخر لرأت ما يشبه المعجزات، فلهذه الأرض بركات من الله تعالى، ولم نبتعد، فحماس التي انبثقت عن الإخوان المسلمين، حققت خلال بضع سنين تقدما ونجاحا، علما بأن الإخوان في فلسطين عمرهم عشرات السنين قبل تأسيس حماس، وهذا ليس لأن حماس حركة فلسطينية فقط، ولو أن إخوان الأردن وسورية ولبنان فعلوا ذلك لرأوا الأمور تتغير لصالحهم، فلم لا يجربون ذلك؟لقد خاضوا تجارب كثيرة، ألا يستحق مسرى محمد-صلى الله عليه وآله وسلم- أن يجربوا؟
السؤال كيف ذلك، ونحن نرى حماس محاصرة ومقاطعة ومدموغة غربيا بالإرهاب، ومثلها الجهاد الإسلامي؟ صحيح، ولكن لو أن التركيز كان على فلسطين بالدعم المالي السخي وإدخال السلاح، وعدم التذرع بالمحيط العربي، لأنه ثبت أن الإرادة السياسية تخترق كل الحواجز الأمنية، وجعل القضية حاضرة في كل بيت عبر إعلام ذكي، لأحدث المشروع الإسلامي اختراقات لا يستهان بها، ولكان وضع فلسطين أفضل.
ولكن رأينا خذلانا لفلسطين أو تأجيلا مستهجنا لقضيتها، بدعوى التمكين للمشروع الإسلامي في دولة ما تمهيدا لتحريرها، وهذا ما ثبت إخفاقه،كما ذكرت...ونعلم أن الإخوان المسلمين لم يتحمسوا في البداية لخطوة الشيخ الشهيد أحمد ياسين بتأسيس حركة حماس، متذرعين بعدم قدرتهم على توفير الدعم الكافي لإنجاحها، ولولا بعد نظر الشيخ، وتصميمه، لبقيت فلسطين في ملف فرع الشام داخل الجماعة!
إن فلسطين هي كلمة السرّ لنجاح المشروع الإسلامي، وما دون ذلك ملهاة، وأنا واثق أن الحركة الإسلامية العالمية ستتوصل إلى هذه النتيجة في نهاية المطاف، ولكن لم إضاعة الوقت؟ فقد جرّبتم كل شيء، حاولوا في فلسطين، فلها قدسية مبهرة، تجعل خلافات كثيرة تذوب أو تؤجل!
الخلاصة: هذه سبع أراها أهم عوامل الفتور تجاه إقامة دولة إسلامية، والانشغال بتطويع النصوص والالتفاف عليها، وكأننا نريد «علمنة الإسلام»...يجب عدم التخلي عن هدف إقامة دولة إسلامية قوية تزيل حدودا رسمها الغرب، ولكن يجب أن تكون فلسطين نواة المشروع، وألا تنشغل الحركات الإسلامية عنها، بدعوى التمكين والمنعة تمهيدا لتحريرها، لأن النتيجة هي كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، ولا بدأن يحسن العاملون قراءة الواقع، وأن يكون لهم مؤسسات بحثية علمية تفيدهم في قراءته، وألا يتعاملوا بردات الفعل وثنائية الأبيض والأسود....والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
الصناديق أو التوابيت
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، فيصل القاسم
من العبث، لا بل من السخف، أن يعتقد البعض داخل بلدان الربيع العربي أو خارجها بأنه قادر على إقصاء طرف أو اجتثاثه أو الانتصار عليه. لم تعد المعادلة بتلك البساطة التي يتصورها بعض الأطراف في الداخل والخارج. كم هي مغفلة تلك القوى في الداخل التي تعتقد أنها قادرة على سرقة الثورات وتجييرها لصالحها. وكم هي سخفاء ومتهورة تلك القوى الخارجية، دولياً وإقليمياً، إذا كانت تعتقد أن بإمكانها توجيه الثورات هنا وهناك بالاتجاه الذي يخدم توجهاتها ومصالحها.
لقد استفاقت الشعوب، وغدت يقظة جداً، وبالتالي لن تسمح لا لقوى الداخل ولا لقوى الخارج أن تسرق إنجازاتها. ولا نقول هذا الكلام دفاعاً عن فصيل ضد آخر في أي من بلدان الربيع العربي. لا معاذ الله، فلا بد من الاعتراف أن الشعوب التي ثارت تشعر ولأول مرة في حياتها أنها لم تعد مجرد كتل صماء، بل صارت تستمتع باختلافاتها وتنوعاتها وتوجهاتها. وهذا من حق الشعوب تماماً بعدما كان الطواغيت يسيرونها على مدى عقود كما لو كانت قطعاناً. هذا الزمن لن يعود، وحدث الانقسام الصحي والطبيعي داخل كل بلد عربي. ولذلك، فلا بد من العمل على تأمين مصالح الشرائح المتصارعة والتوفيق بينها بالطرق الديمقراطية الصحية والمأمونة، وليس عن طريق التهميش والإقصاء والاستئصال المقيتة التي لا يمكن أن ينتج عنها سوى خراب الأوطان ودمارها.
دعونا نعترف أنه في كل بلدان الربيع العربي دون استثناء، هناك الآن صراع لم يسبق له مثيل بين القوى الشعبية والأحزاب المختلفة. وهذا إفراز طبيعي للأجواء الجديدة التي حلت محل أجواء الطغيان التي كانت تجمع الكل تحت مظلة واحدة، شاء من شاء وأبى من أبى. هذه الأوضاع الجديدة بحاجة لسياسات حكيمة جديدة كي لا تتحول بلداننا إلى ساحة للفوضى "الهلاكة"، وليس الخلاقة التي بشرت بها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة غوندوليزا رايس. وكل من لا ينتبه إلى الأوضاع الجديدة ويعمل على التعامل معها بحكمة، فهو بالضرورة يدفع الأمور باتجاه المواجهات الكبرى والحروب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر. وبالتالي، على القوى الداخلية والخارجية أن تعلم أنها لن تحقق أطماعها عن طريق الاجتثاث ولا الإقصاء، ولا إعلان النصر على الآخرين. هذا "لعب عيال" وليست سياسة.
إن أكثر ما يمكن أن يدفع الأمور في بلدان الربيع العربي باتجاه الخراب أن يعتقد طرف أو حزب أو تيار بأنه انتصر. من الرعونة إعلان الانتصار على الأطراف التي شاركت في الثورات. هذه حماقة كبرى. الانتصار الوحيد الذي يمكن التباهي به في بلدان الربيع العربي هو الانتصار على الطواغيت الساقطين والمتساقطين. أما أن يعلن طرف أنه انتصر على آخر فهذا هراء. فلو نظرنا مثلاً إلى الأوضاع في مصر وليبيا وتونس لوجدنا أن الانقسام حاد للغاية في الشارع بين القوى الثورية. ويتجلى الانقسام في صراع واضح بين الإسلاميين والعلمانيين. وقد رأينا أن الثورات لم تنته فوراً إلى تحقيق الديمقراطية بعد إسقاط الطغاة، بل تحولت في واقع الأمر إلى صراع بين التيارين العلماني والإسلامي في البلدان المذكورة أعلاه. وقد زادت جذوة الصراع بعد فوز الإسلاميين في صناديق الاقتراع في بعض البلدان. وبدلاً من أن يقبل العلمانيون بنتائج صناديق الاقتراع راحوا يعملون على إسقاط الأنظمة المنتخبة ديمقراطياً بطريقة صبيانية سخيفة للغاية ظناً منهم أن الأمر في غاية السهولة.
لا أدري لماذا ظنت بعض القوى أن إسقاط طرف منتخب ديمقراطياً يمكن أن يمر بسهولة. ألم يدر في ذهنها أن أي قوة منتخبة لن تقبل بالخروج من السلطة، وإذا اضطرت للخروج فإنها مستعدة أن تقلب الأوضاع رأساً على عقب تحت من أسقطوها حتى لو كانت تقف وراءهم كل الجيوش وقوى الأمن. كم هم سخفاء أولئك الذي يعتقدون أنهم قادرون على إعادة عجلة الزمن إلى الوراء، خاصة في سوريا التي يتوعد فيها بعض مؤيدي النظام المعتوهين معارضيهم بالويل والثبور وعظائم الأمور، ظناً منهم أنهم سيعودون إلى السلطة بنفس طريقة السبعينيات أو الثمانينيات. الزمن الأول تحول تماماً. والسعيد من اتعظ بغيره، والأحمق من اتعظ بنفسه.
الحل الأمثل في بلدان الربيع العربي لحسم هذا الصراع المرير بين القوى الشعبية كما في مصر وتونس وليبيا يكمن في الاحتكام لصناديق الاقتراع كما يجري الأمر في البلدان الديمقراطية، وليس عبر الانقلابات والإقصاء، فالانقلاب لا ينتج سوى انقلاب، والإقصاء لن يؤدي إلا إلى التطاحن والاحتراب والفوضى. ولا أعتقد أنه حتى الجيوش يمكن أن تضبط الأوضاع الجديدة في بلدان الربيع العربي مهما كانت قوتها وسطوتها. ولعلنا نرى كيف أن الجيش السوري بكل عتاده لم يستطع منذ أكثر من عامين أن يقضي على ثورة شعبية. والجيش الذي يزج بنفسه ضد الشعوب سينهك نفسه، وربما ينهار عاجلاً أو آجلاً.
على بلدان الربيع العربي بكل فئاتها وجيوشها وأجهزة أمنها ونخبها السياسية والثقافية أن تختار بين الصناديق والتوابيت، فاحترام إرادة الشعوب ونتائج الصناديق سيؤدي إلى نهضة الأوطان واستقرارها. أما الإقصاء والاجتثاث وعدم احترام نتائج صناديق الاقتراع فبديله الوحيد التوابيت. وسلامتكم!
الاسلاميون عائدون في مصر
فلسطين الآن ،،، عبد الباري عطوان
أساء الفريق الأول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة، ومعه جميع قادة جبهة الانقاذ المعارضة، تقدير قوة التيار الاسلامي بقيادة حركة الاخوان المسلمين، عندما اقدم على قيادة الانقلاب العسكري الذي اطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي، ووضعه رهن الاعتقال.
المشكلة أن مصر هي التي ستدفع ثمن سوء التقدير هذا من استقرارها ودماء ابنائها، ووحدتها الوطنية، وهذه كارثة بكل المقاييس.
الرئيس مرسي ارتكب اخطاء اثناء فترة حكمه القصيرة (عام واحد فقط)، ولكن هذه الأخطاء، مهما كبرت، كانت صغيرة، مقارنة مع أخطاء المؤسسة العسكرية وانقلابها الذي يمكن أن يقود البلاد إلى حمام دم قد يحصد حياة المئات وربما الآلاف.
بالأمس نزل مئات الآلاف من أنصار التيار الاسلامي الى الميادين في مختلف محافظات مصر مطالبين بعودة رئيسهم، والتهديد باللجوء الى العنف اذا لم يتحقق طلبهم هذا، وهم، او بعضهم، يقول ويفعل، وشاهدنا ذلك بوضوح في افغانستان والعراق وسورية وليبيا واليمن.
نعم قوات الجيش تملك الأسلحة والدبابات والطائرات العمودية، ولكن ماذا بإمكانها ان تفعل في مواجهة هذه الجموع الغاضبة، هل ستقتل مئة، مئتين، الفين، عشرة آلاف ؟!ولماذا، لأنهم يتظاهرون لاسترجاع سلطة وصلوا اليها عبر صناديق الاقتراع وفي انتخابات حرة نزيهة؟
هذا الغرب المنافق الذي ظل على مدى مئة عام يحاضر علينا حول الديمقراطية وقيمها، ويتغنى بالديمقراطية الاسرائيلية، لماذا يقف صامتا امام هذا الانقلاب على الديمقراطية وحكم صناديق الاقتراع؟
هل لأن الفائز في هذه الديمقراطية هو من أنصار التيار الاسلامي، وهل هم مع الديمقراطية في بلادنا التي تأتي بأحزاب وفق مقاساتهم، وتطبق سياساتهم ومشاريعهم في الهيمنة في المنطقة؟
أمريكا سقطت.. الاتحاد الأوروبي سقط.. وكل المقولات الليبرالية التي تدعي التمسك بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة سقطت ايضا، وبات واضحا ان الليبرالي في مفهوم الغرب هو الذي يتخلى عن عقيدته وقيمه ومبادئه، ويتبنى المبادئ الغربية التي تضعها واشنطن ومحافظوها الجدد.
فوجئت بالدكتور محمد البرادعي احد منتوجات هذه الليبرالية الغربية ودعاتها يكشف في حديث لصحيفة ‘نيويورك تايمز′ انه اتصل بجون كيري وزير الخارجية الامريكي، وكاثرين اشتون مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي من اجل تأييد الانقلاب العسكري، الذي كان احد ابرز المتآمرين للاعداد له. وفوجئت اكثر ان هذا الليبرالي يؤيد اغلاق ست قنوات تلفزيونية متعاطفة مع التيار الاسلامي.
أنصار "الديمقراطية" وحكم صناديق الاقتراع، ولا نقول انصار التيار الاسلامي، يتدفقون بالآلاف الى ميادين المدن والقرى والنجوع لكي يطالبوا بعودة الرئيس المنتخب، ويعبروا عن استعدادهم للشهادة من اجل هذا الهدف.
كنا نتوقع أن يتدخل الجيش المصري لنصرة الشرعية الديمقراطية لا من أجل سحقها، واعتقال رموزها، والانحياز لصناديق الاقتراع، لا لدعم من يريدون اسقاط هذه الشرعية من خلال التظاهر وشاشات التلفزة.
الانقلاب العسكري سيؤدي حتما الى خدمة الجماعات المتطرفة داخل التيار الاسلامي وحركة الاخوان بالذات، وسيؤكد مقولة تنظيم ‘القاعدة’ والجماعات الاخرى التي ترفض الديمقراطية وتعتبرها ‘بدعة غربية’، وتطالب بالاحتكام الى السلاح وليس الى صناديق الاقتراع لإقامة دولة اسلامية تكون نواة لدولة الخلافة.
المعتدلون في التيار الاسلامي وحركة الاخوان المسلمين سيكونون هم الضحية، لان صوتهم لن يكون مسموعا في اوساط القواعد الشعبية، لان جنوحهم للاعتدال، وتبنيهم للخيار السلمي ونبذ العنف اثبت عدم جدواه بعد الانقلاب العسكري الحالي، الذي نرى ارهاصاته في تنصيب رئيس غير منتخب، وحل مجلس الشورى، واعلان الاحكام العرفية، وشنّ حملة اعتقالات دون اي مسوغات قانونية، وتحت اتهامات واهية.
ما هي التهمة التي سيحاكم على اساسها الرئيس محمد مرسي، وما هي الجريمة التي ارتكبها حتى يتم اعتقاله مثل اي مجرم؟ فالرجل لم يقتل بعوضة ولم يسرق جنيها واحدا، ولم يعين اقاربه في اي منصب، والغالبية العظمى من ضحايا الصدامات امام قصر الاتحادية وفي ميدان رابعة العدوية من انصاره.
شخصيا قابلت الرجل لأكثر من ثلاثة ارباع الساعة، ولم اسمع منه غير لغة التسامح مع الآخر، والحرص على حقن الدماء، والتركيز على كيفية اعادة الكرامة لمصر وشعبها، واحياء صناعتها الوطنية الثقيلة، وانعاش قطاعها الزراعي، بالانحياز الى الفلاحين البسطاء ملح الارض.
من سيصدق الحكم العسكري الذي يدير شؤون مصر حاليا عندما يتحدث عن الديمقراطية والانتخابات الرئاسية والبرلمانية بعد ان اهانوا الرئيس المنتخب وحلوا مجلس الشورى المنتخب ايضا؟ ومن سيذهب الى صناديق الاقتراع بعد هذه الخطيئة الكبرى؟
نختلف مع حركة الاخوان في الكثير من طروحاتها، وكنا نتمنى لو انها انحازت الى قضية العرب المركزية، ودشنت عهدها في السلطة بطرد السفير الاسرائيلي واغلاق سفارته في القاهرة، ولكن هذا لا يمكن ان يدفعنا للوقوف ضدها، او التشكيك في شرعية رئيسها المنتخب، حيث قلنا وكررنا اكثر من مرة ان عليه ان يكمل مدة حكمه، وان على من يريد اسقاطه ان يذهب الى صناديق الاقتراع.
نخشى على مصر وشعبها الطيب من الحرب الاهلية، نخشى على الفقراء وهم الاغلبية الساحقة من الجوع والحرمان وعدم ايجاد لقمة العيش لاطعام اطفالهم، ولكننا على ثقة بأن هؤلاء لن يقبلوا مطلقا ليبرالية كاذبة مزورة مضللة تقود، بل تمهد الطريق، لانقلاب عسكري يؤدي الى تعميق الانقسام ودفع البلاد الى الحرب الاهلية حتى يصلوا الى الحكم على ظهور الدبابات، وليس من خلال صناديق الاقتراع.
الأخطر على مصر
فلسطين أون لاين ،،، أ.د. يوسف رزقة
علامة القسمة في علم الرياضيات أداة لتمزيق المجموع الموحد وتوزيعه وتجزئته ، وعلامة (+) في العلم نفسه أداة للجمع والتوحيد ، وبنظرة رياضية لما يجري الآن في مصر حرسها الله لا تجد غير أداة القسمة والتجزئة في كل شيء ، وكأنهم لا يعرفون أدلة الجمع .
في الدول والمجتمعات أمور لا تقبل القسمة ،لأن القسمة فيها خطر على الدولة وعلى المجتمع . قد يقبل العمل السياسي القسمة على اثنين أو أكثر فتتعدد الأحزاب وتختلف أحيانا وتتحالف أحيانا أخرى بدافع المصلحة أو غيرها كما هو حادث في جبهة الإنقاذ وفي التحالف الوطني الإسلامي . وقد يقبل العمل الإعلامي القسمة والتجزئة حيث تقف وسائل إعلامية مصرية مؤيدة للثورة المضادة ولعزل الرئيس المنتخب ووقف فضائيات مصر25 والحافظ والناس والرحمة المؤيدة للرئيس .
الانقسام السياسي والإعلامي موجود في كل البلاد التي تمارس الديمقراطية مع اختلاف في درجات الحدة والعنف من بلد لآخر ، ولكنه انقسام لا يهدد الدولة بالتمزق والخراب ، ولا يهدد المجتمع بفقدان الأمن والسلم المجتمعي .إنه من السهل معالجة القسمة السياسية والإعلامية ، ولكن كيف يمكن معالجة الانقسام في مكونات الدولة والمجتمع الأساسية الذي أحدثه الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب في 4/7/2013 م . ثمة الآن انقسام عمودي في الجيش المصري كما تتحدث بعض وسائل الإعلام حيث ترفض قطاعات وقيادات في الجيش تدخل الجيش في العمل السياسي وعزل رئيس انتخبه الشعب مهما كانت المبررات ،وتطالب هذه القيادات الفريق السيسي بسحب بيان الجيش وعودة الرئيس المنتخب ورعاية مصالحة وطنية ،قبل أن يتعمق الشرخ العمودي في الجيش ، وقبل أن يتحول الجيش إلى عدو لنصف الشعب أو لأكثر الشعب ، وقبل أن يتحول الجيش في الأذهان إلى عدو للحرية وللديمقراطية وللصندوق .
هذه القسمة في أهم مؤسسات الدولة تهدد الدولة نفسها ، وتهدد تماسكها ووحدتها ، وتضعفها ، وتخلق مليشيات مسلحة تقابل القوة بالقوة ، والسلاح بالسلاح ، حيث اتفقت مصر مجتمعة أنه لا مكان للانقلابات العسكرية في ظل عالم الحداثة بمكوناته التي لا يتسع المقال لشرحها وتفصيلها .
الانقلاب العسكري أحدث شرخاً في الجيش لا يمكن معالجته بقوة السلاح وأحدث شرخاً في السلم المجتمعي لا تعالجه الدبابة ولا الإجراءات الأمنية ، فمجموع القتلى والجرحى بالأمس هو بداية المنزلق نحو شرخ عمودي في المجتمع ، فالملايين التي خرجت لاستعادة الشرعية من الجيش ، تعمل على استعادتها أيضا من الأحزاب السياسية المهزومة في الانتخابات ، وأبناء المجتمع الآن هم قسمان : الأول هم أنصار الشرعية والديمقراطية ، والثاني هم أنصار الانقلاب والثورة المضادة ، وبين القسمين صراع ساخن وبأدوات متنوعة قد ينزلق إلى الرصاص كما حدث في الاسكندرية ، وميدان النهضة ، وأمام الحرس الجمهوري ، وبالتدريج تتبخر مفاهيم السلمية ، وتعرض أذن الشباب عن الاستماع لأهل التجربة.
الانقلاب العسكري هو أخطر على مصر من الأخطاء التي يتهم بها محمد مرسي ،لأن الانقلاب يهدد بقاء الدولة متماسكة ، ويهدد بقاء السلم المجتمعي ، وقد يهدد وحدة الجيش ، كما يهدد جغرافية الوطن المصري الذي هو في المخطط الاستعماري في مركز خطط إعادة تقسيم المنطقة بحسب المخطط الأمريكي الصهيوني .
مصر والخروج من الأزمة
فلسطين أون لاين ،،، حسام الدجني
لم يكن يتوقع أحد حجم الاحتجاجات الشعبية السلمية في كل محافظات الجمهورية الرافضة لقرار المؤسسة العسكرية بعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، فقد خرجت حشود كبيرة وعريضة في الميادين والمحافظات، وقدّرت محطات التلفزة العالمية الحشود في كل المحافظات بـثلاثين مليوناً، وهذا الحشد مقارب للحشد الذي خرج يوم 30 يونيو وحمل مطلب تنحي الرئيس محمد مرسي والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، والذي بموجبه قدّرت القوات المسلحة وقائدها العام الفريق عبد الفتاح السيسي الموقف بالانحياز لإرادة الشعب، وأصدرت تحذيرها ثم بيانها الحاسم الذي جمّد الدستور، وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي، وألقى بتداعيات داخلية وإقليمية ودولية، فالبعض اعتبر ما قام به الفريق أول عبد الفتاح السيسي استكمالاً لثورة الخامس والعشرين من يناير وأنه بمثابة موجة تصحيحية للحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر، بينما رأى آخرون أن ما جرى بمصر هو انقلاب عسكري قادته المؤسسة العسكرية بمشاركة شخصيات دينية وسياسية وشبابية، وانقسم المجتمع الدولي هو الآخر، فهناك دول رحبت بما جرى، ودول رأت فيه انقلاباً عسكرياً.
للعودة إلى الوراء قليلاً وتحديداً في 24 يونيو 2012م، وهو تاريخ إعلان نتائج انتخابات الرئاسة المصرية وفوز محمد مرسي بها بما نسبته 51.58% مقابل حصول المرشح الرئاسي أحمد شفيق على 48.42%، تؤكد النتائج أن الشعب المصري منقسم في خياراته السياسية بين برنامجين، وربما حدث تغيير طفيف بعد عام من حكم الإسلاميين في مصر، ولكن كان لابدَّ من مقدر الموقف الاستراتيجي بالقوات المسلحة الأخذ بعين الاعتبار هذا الانقسام، ولكن جرى ما جرى وقتل 30 مصرياً وجرح المئات في يوم الجمعة الماضية، ودخلت البلاد حالة من الغضب الشعبي، وهذا يطرح السؤال التالي: ما هي آليات الخروج من الأزمة..؟
هناك خياران للخروج من عنق الزجاجة، على النحو التالي:
1- تراجع القوات المسلحة عن بيانها وعن النتائج المترتبة عليه، وعودة الرئيس محمد مرسي للحكم، ولكن تلك العودة مشروطة بإجراء استفتاء شعبي على شرعيته، وفي حال وافق الشعب على بقائه استمر بالحكم، وفي حال رفض تتم الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة خلال فترة زمنية محددة، وهذا الخيار من شأنه أن يرضي كل الأطراف، ويحقن دماء المصريين ويغلق الأبواب أمام التدخلات الخارجية التي تتربص بمصر وبوحدتها.
2- قبول الإسلاميين بالأمر الواقع وتهدئة الشارع والقبول بالعودة للاحتكام لصناديق الاقتراع، وعلى الرغم من صعوبة هذا القرار لكل المؤمنين بمبادئ الديمقراطية إلا أنه يشكل مدخلاً لحقن الدماء ووقف الانقسام المجتمعي، وسيسجل الشعب المصري للإسلاميين هذا الموقف، وقد ينعكس ذلك في صناديق الاقتراع.
خلاصة القول: ينبغي العمل من الجميع على وقف حالة الاحتقان، ووقف كل الإجراءات الاستثنائية التي تقوم بها وزارة الداخلية المصرية والتي تزيد من حالة الاحتقان والاستقطاب، كالاعتقالات السياسية، وإغلاق قنوات فضائية وإبقاء على أخرى، وهنا لابد من الجميع تغليب الصالح العام على الصالح الخاص.
نتمنى الخير والأمن والاستقرار لمصر ولشعبها ولمؤسساتها.
رؤيـة فلسطينية حـول المشهـد المصري
فلسطين أون لاين ،،، أشرف مقداس
لا يمكن لكل صاحب لبّ يرى المشهد المصري في مرحلته الحرجة التي يحياها الشعب المصري إلا أن يلقي بظلال تفكيره على أحمال الإعلام النظيف، الذي ينقل الصورة التي ترى الحقيقة البيّنة، ولا يرى الصورة مقلوبة، فيشوه الحقيقة ويظهر الأحداث على غير مظهرها.
ما يحصل في مصر يعد مشهداً محزناً ومؤلماً، فالأرواح البريئة التي أزهقت على مشهد الحكم في مصر؛ تبرز مشهداً أليماً من الناحية الإنسانية وكذلك من الناحية القانونية والدستورية، وهذا ما دفعني للحديث عن المشهد المصري، ولكن من وجهة نظر فلسطينية ترى المشهد من عدة جوانب، أبرزها أن نترحم على أرواح الشهداء وندعو لهم بالرحمة والمغفرة، ولجميع الجرحى الذين أصابهم القرح خلال هذه الأحداث المؤسفة بالشفاء التام.
ويبدو أننا نعيش في زمن العجائب، على أن الأيام قد صارت كلها عجائب حتى أصبح ليس فيها عجائب، الحقيقة أنني أعجب أشد العجب ممن يستخدمون لغة الشماتة ممن ينتسبون لشعبنا الفلسطيني، ويعتبرون أنفسهم جزءاً من كينونته وقيادته، ويزجّون بشعب غزة وأهل غزة في المشكلة المصرية، وكأنها ساحة معركة خسرتها غزة، وهذا غير صحيح على الإطلاق، وهذا فسوق لا أساس له من البينة، بل إن من يحاول الزجّ بغزة في هذه الأحداث إنما يريد السوء لغزة، ويريد الفتنة لغزة، بل ويستكثر علينا ما نعيشه من أمن وأمان، ويريد أن يرى مشهد سفك الدماء وقتل الأخ لأخيه في الساحة الفلسطينية، فما ينبغي أن يكون عليه الحال عند العقلاء وأولي الألباب هو أن يكونوا أكثر عقلانية، وأن يدرسوا التاريخ جيداً، وألا يشمتوا بأحد، فالأيام دول، ولا ندري أين تسير الأمور، وهذا ليس شأننا على الإطلاق، بل إننا نتأثر سلباً بأي حدث مؤسف يمكن أن يتسبب في إراقة الدم المصري الغالي على قلوبنا، ونرفض أن يراق على مسرح الحكم في مصر.
غزة يا جماعة.. ستغرق في الأزمات وسيزيد عليها الخناق، وستكون أمام كارثة إنسانية حقيقية؛ ما لم يدركنا الله برحمته، وما لم يتم استدراك الأمور في مصر، فالاحتلال الآن يشعر بسعادة كبيرة وهو يرى القلق الذي صنعه بيده ومعه أذياله وأذنابه؛ يسعدون وهم يرون إفسادهم يؤتي أكله على شعب مصر وشعب غزة على السواء، في وقت تشعر فيه غزة بنقص حادّ في الموارد الأساسية نتيجة الأحداث المؤسفة في مصر الشقيقة.
نتمنى أن يتدخل منطق الحكمة، وأن توجّه البوصلة نحو حلّ منصف للأزمة، حتى لا نفقد وجهتنا فتغرق مصر في بحر من الدماء، فنحن كفلسطينيين ومعنا كل حر وشريف في الأمة؛ لا نحتمل رؤية هذا المشهد الأليم، بل إننا يمكن أن نصبر على الجوع والحرمان، لكن لا نصر على رؤية الدم المصري الغالي يراق.
والأمل في الله كبير أن يعجل بالفرج لأهلنا في مصر الكنانة، بوابة النصر والتحرير لنتحقق قول الله عز وجل بصدق: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين"، ودمتم يا أهل مصر سالمين.


رد مع اقتباس