اقلام واراء حماس 410
14/8/2013
دلالات سحب تفويض حركة حماس من الرئيس عباس
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، حسام الدجني
|
صفقة الأحرار وصفقة المفاوض "الكمبرس"
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، إياد القرا
|
حيوية العلم وبساطته
فلسطين أون لاين ،،، أحمد أبو رتيمة
|
انقلابيات 6
فلسطين أون لاين ،،، عصام شاور
|
التصحيح قبل الميلاد أوجب
الرأي ،،فلسطين أون لاين ،، يوسف رزقة
|
العبث الثوري
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، عصام عدوان
|
|
دلالات سحب تفويض حركة حماس من الرئيس عباس
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، حسام الدجني
في مؤتمر صحفي مفاجئ أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس على لسان عضوي مكتبها السياسي محمود الزهار وخليل الحية رفضها لمفاوضات الاحتلال والسلطة، وعدتها عبثية، وسحبت حركة حماس تفويضها الذي جدده رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل للرئيس عباس في 24/ تشرين الثاني/ 2011م، وبموجبه ذهب الرئيس محمود عباس بغطاء شعبي وفصائلي، إلا أنه واجه تعنتًا وتصلبًا صهيونيين، وتمددًا استيطانيًّا أفشل كل الجهود الرامية إلى استئناف عملية المفاوضات بين الاحتلال والسلطة.
فما هي الدلالات السياسية لخطوة حركة حماس؟، وما هي انعكاساتها على العملية التفاوضية؟
أعتقد أن حركة حماس تدرك أن قرار السلطة الفلسطينية الموافقة على الذهاب إلى المفاوضات، دون تلبية كل شروطها المتمثلة بإطلاق سراح أسرى ما قبل أوسلو، ووقف كل أشكال الاستيطان داخل الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967م، هو نتاج حراك إقليمي دولي يرمي إلى تصفية القضية الفلسطينية، عبر خطوات ممنهجة تتجاوز فضاء فلسطين الجغرافي، بل تمتد إلى العديد من الأقطار العربية والإسلامية، من خلال إسقاط كل المشاريع النهضوية في المنطقة، وإفشال محاولات استنهاض الحضارة الإسلامية، عبر تأجيج الصراعات المذهبية، من خلال نظريات الفوضى الخلاقة التي تمنح الكيان العبري والغرب تفوقًا سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا في منطقة الشرق الأوسط، وصولًا إلى دمج الكيان العبري في المنطقة العربية ضمن إطار الشرق الأوسط الجديد أو الكبير، وكل المنظرين يدركون أن ذلك لن يتم دون حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وربما ترى حماس أن هذا الحل سيكون على أساس التفريط بالثوابت الوطنية، وضمن مرجعية الاعتراف بيهودية "الدولة الإسرائيلية"، والثمن الذي سيحصل عليه المفاوض ربما لا يتجاوز ما تحدث به وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووعد السلطة الفلسطينية به، ويتمثل بتعزيز نظرية "السلام الاقتصادي"، وإطلاق مشاريع حيوية، منها _على سبيل المثال_ بناء مطار في منطقة (أ) برام الله، وبناء فنادق سياحية على شواطئ البحر الميت، والاستفادة من حقول الغاز في عرض بحر غزة، إضافة إلى زيادة عدد تصاريح العمل داخل الخط الأخضر، وهذا _بالتأكيد_ يتطلب ترتيبات أمنية وبحاجة لرفع مستوى التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال.
ربما يكون هذا (السيناريو) الأرجح الذي دفع حركة حماس لأن تطلق موقفها الجديد المتمثل بسحب التفويض، الذي سيكون له انعكاسات كبيرة على المفاوض الفلسطيني، وعلى المشهد السياسي الفلسطيني.
إذ يشكل قرار حماس بسحب تفويضها للرئيس عباس مسمارًا سياسيًّا في نعش العملية التفاوضية، وسيكشف عبثيتها؛ كونها تقوم على أدوات قديمة جربت أكثر من عشرين عامًا ولم تنجح.
ومن هنا إن الانعكاس الأول فلسطينيًّا يتمثل ببراءة حركة حماس من أي اتفاق لا يلبي الطموح الوطني الفلسطيني، ويمنحها العمل على إفشال أي مخططات من شأنها التفريط بالثوابت الوطنية، في حال ضغطت القوى الإقليمية والدولية على الرئيس عباس والوفد المفاوض لقبولها.
في المقابل ضعف موقف السلطة الفلسطينية والمفاوض الفلسطيني أمام الاحتلال، فقرار الرئيس عباس الذهاب إلى المفاوضات لم يأخذ شرعية مؤسسية، فاللجنة التنفيذية لم تمنحه تفويضًا، وهناك تباين باللجنة المركزية لحركة فتح، ورفض مطلق من حركة الجهاد الإسلامي، واليوم تسحب حماس تفويضها، وهذا سيمنح الاحتلال مساحة للمناورة السياسية والمراوغة، وبذلك تكون حركة حماس قد لعبت بإحدى أوراق القوة التي تمتلكها، ومن شأنها أن تخلط الأوراق أمام المخططات الإقليمية والدولية التي تعمل على تصفية القضية الفلسطينية، وتقترب من النبض العام للشعب الفلسطيني وقواه الحية بالداخل والخارج.
العبث الثوري
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، عصام عدوان
ليست المرة الأولى التي مارست فيها حركة فتح العبث الثوري وهي تدخل حلبة المفاوضات للمرة الألف، وفي كل مرة تقدِّم تنازلات جديدة، الآن بدأت المفاوضات واستمر الاستيطان اليهودي في الضفة "على عينك يا تاجر"، وبدأ التفاوض على إمكانية السماح للمستوطنين اليهود بالصلاة في المسجد الأقصى في أوقات يتفق عليها، وتبدي فتح استعدادها الكامل إلى الاعتراف بـ"يهودية دولة (إسرائيل)"، وبضم الكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة والأغوار إلى أراضي الـ(48)، مع بقاء الجدار العازل الذي قضم 9% من أراضي الضفة، فلم يتبق من الضفة للتفاوض عليه سوى نصفها تقريبًا.
مفاوضات عبثية هي حصيلة طبيعية لعبث ثوري، دعا في منطلقه إلى "فلسطنة" القضية الفلسطينية، بانتزاعها من العمق العربي والإسلامي ووضعها في يد فصائل فلسطينية، دعت فتح في بدايتها إلى توريط الدول العربية في تحرير فلسطين وفق شعار "التوريط الواعي" الذي رفعته إبان انطلاقتها، رفعت فتح شعار "عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية"، لكنها تمادت في إسقاط هيبة النظام في الأردن، إلى أن رفع ياسر عرفات شعار "عمان هانوي الثورة"، الذي يعني أن تحرير فلسطين يمر عبر إقامة كيان ثوري في عمّان، وكانت هذه أعلى صور التدخل في الشأن الأردني، ليتلو ذلك صراع دموي أدى إلى إزهاق أرواح ما يقرب من ثلاثين ألف فلسطيني وأردني في عامي 1970م و1971م، خرجت فتح مهزومة من الأردن وهي تحمل روح الانتقام، فأسست مكتب شئون الأردن الذي يرمي إلى إسقاط النظام في الأردن بشكل صريح، وشرعت في ترتيب اغتيالات ضد رموز النظام بدأتها باغتيال رئيس وزراء الأردن وصفي التل في أواخر عام 1971م، ومحاولة اغتيال سفير الأردن في بريطانيا بعد ذلك، واستهداف بعثات دبلوماسية أردنية في عدد من الدول.
وفي لبنان انخرطت حركة فتح في الشأن الداخلي اللبناني بشكل سافر حتى أصبحت طرفًا في الحرب الأهلية، وخلال تلك الحرب جنّدت فتح استخباراتها للبحث عن السفير الأمريكي المخطوف واستعادته، وطلبت من السفارة الأمريكية التنسيق معها لحماية موظفيها، واستمر هذا الحال حتى خروجها من لبنان، ولم تكتفِ فتح بتوفير الحماية للأمريكان في لبنان، بل أيضًا أفشلت محاولة لاستهداف السفارة الأمريكية في روما، لم تودع فتح الساحة اللبنانية قبل أن تدير صراعًا دمويًّا مع المنشقين عن الحركة في معارك طرابلس أواخر عام 1983م، التي ذهب ضحيتها أكثر من ثلاثمائة قتيل، وانتهت بقطع العلاقات نهائيًّا مع سوريا التي دعمت المنشقين.
وعندما زار السادات الكيان العبري في عام 1977م تعرَّضت له حركة فتح بهجوم إعلامي كبير، حتى دعت قياداتها لقتل السادات، فقال عرفات: "إن شعب مصر الذي قتل النقراشي على خيانته لقادر على تصفية هذا الخائن"، وقال بعيد اغتيال السادات: "هذا هو مصير الذين يخونون القضية الفلسطينية"، ربما لم يتوقع عرفات في تلك اللحظة أنه سيعترف يومًا ما بـ(إسرائيل) ويتعاون أمنيًّا معها في مواجهة المقاومة الفلسطينية، وكذا فعل خليفته.
ودخلت فتح في اتصالات سرية مع الأمريكان منذ عام 1972م، أدت إلى تعاون أمني لمصلحة الأمريكان، إلى الدرجة التي دفعت فتح إلى التوسط لدى إيران للإفراج عن الرهائن الأمريكان في عام 1980م، وأدت أيضًا إلى ترويض فتح لقبول قرار (242)، الذي شكّل مدخلًا للولوج إلى "الحل السلمي" الذي توجته فتح بتوقيع اتفاق أوسلو والاعتراف بـ(إسرائيل).
كما أدارت فتح اتصالات سرية باليسار الإسرائيلي بدءًا من عام 1976م، يقودها عضو لجنتها المركزية آنذاك محمود عباس، كان من بين نتائجها إنهاء المقاطعة الإفريقية للكيان العبري.
وأساءت فتح استثمار الانتفاضة الفلسطينية الأولى، إذ ذهبت في أواخر عام 1988م باتجاه طرح "مبادرة السلام الفلسطينية" التي تقبل القرارات الدولية التي سبق أن رفضتها، وتنبذ الإرهاب، وتعترف بأن لـ(إسرائيل) حقًّا في الوجود والعيش بسلام، لقد كانت تلك المبادرة أسوأ استثمار لنضالات وتضحيات الشعب الفلسطيني، وكان طبيعيًّا بعد هذا التطور السلبي أن توقع اتفاق أوسلو، وأن تمضي في طريق التعاون الأمني مع الاحتلال لضرب المقاومة الفلسطينية، وملاحقة رجالاتها بالاعتقال والتعذيب ومصادرة الأموال وبالقتل، حتى وصل بها الأمر لتحرض الاحتلال على مهاجمة قطاع غزة للقضاء على حركة حماس حركة مقاومة، وتأليب الدول العربية عليها، والعمل على إفساد علاقاتها مع دول الربيع العربي.
من الواضح أن مسار حركة فتح منذ بداياته حتى اللحظة يسير في حالة مرتجلة من العبث الثوري، لم توصلها إلى أهداف الشعب الفلسطيني، وإنما أوصلتها لأن تصبح ذراعًا فلسطينية للكيان العبري، يحقق من خلالها أهدافه السياسية والتوسعية.
صفقة الأحرار وصفقة المفاوض "الكمبرس"
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، إياد القرا
يخرج اليوم إلى النور 26 أسيراً فلسطينياً بطلاً من الذين قضوا عشرات السنين في سجون الاحتلال وهو أمر يدخل الفرحة إلى قلوب شعبنا، إلا أن هذه الفرحة منقوصة بالظروف والشروط التي يخرج بها هؤلاء الأسرى.
المفاوض الفلسطيني يصر على أن يبقى الأسرى وفق رؤية الاحتلال بأن أيديهم ملطخة بالدماء، وأن الإفراج عنهم يجب أن يتم من خلال صفقات حسن نوايا، وأن يدفع مقابلها ثمناً مرتين من ثوابت القضية الفلسطينية.
الاستياء الشعبي والفصائلي الفلسطيني من صفقة المفاوض الجديدة محق ومفهوم وناقم على المفاوض الذي يفقد اللياقة الوطنية والحس الوطني تجاه القضايا الوطنية، وهنا يطرح سؤال كيف يمكن أن ندفع ثمناً باهظاً وهو القبول بالاستيطان وشرعنته مقابل إطلاق سراح أسرى سيطلق سراح بعضهم خلال أسابيع، وبعضهم خلال عام وهكذا، وهو ثمن ليس مضطراً له المفاوض.
نعي أن المفاوض لا يملك من أمره شيئاً وهو يقاد للغرف المغلقة لتلبية نزواته الشخصية والسلطوية، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في أنه يذهب ليمثل الشعب الفلسطيني ويقدم تنازلات بأثمان بخسة تمس الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، والتي قدم التضحيات للدفاع عنها.
الأسرى ذاتهم هم محور الصراع ورسل المقاومة وقضوا زهرة شبابهم خلف القطبان، وبينهم المتوقع خروجهم، وغالبيتهم اعتقل أثناء تنفيذهم عمليات مقاومة قتلوا فيها جنوداً ومستوطنين في قطاع غزة والضفة الغربية رداً على المفاوضات التي كانت نشطة في ذلك الوقت، وعمليات المقاومة التي قاموا بها كانت رداً على مسيرة المفاوضات التي انتقلت في بداية التسعينيات ورفضاً للتنازل وسياسة التفريط.
الأسرى بين صفقتين: الحالية التي يقودها المفاوض والذي قدم هدية التفاوض القبول باستمرار الاستيطان، والصمت تجاه سياسة التهويد في القدس المحتلة، مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى المتوقع إطلاق سراحهم هذا العام، وهي سياسة قديمة جديدة ولعبة يمارسها الاحتلال الإسرائيلي مع المفاوض الذي يتقبلها بطريقة مهينة ومذلة.
الأسرى وعائلاتهم والشعب الفلسطيني يقفون اليوم بين صفقتين الأولى للمقاومة والثانية للمفاوض، حيث الأولى التي يخرج فيها الأسير المقاوم من السجن رغماً عن الاحتلال ورغماً عن أنف السجان كما حدث في صفقة وفاء الأحرار، حيث شارك واشترط فيها المقاومون الأسماء ومعايير إطلاق سراح الأسرى.
خرج الأسرى في صفقة وفاء الأحرار في أكتوبر 2011 مرفوعي الرأس وبينهم مئات الأسرى الذين قضوا عشرات السنوات ومن كافة الأراضي الفلسطينية وخاصة القدس وفلسطينيي الداخل وغيرهم، وفق شروط المقاومة.
الأمر اليوم مختلف طرفها الأساسي هو الاحتلال يملي الشروط والمعايير بعيداً عن دور المفاوض الذي ارتضى دور "الكمبارس" فهو يلعب الدور كما يجب، ويقدم الحقوق الفلسطينية على طبق من ذهب للاحتلال الذي يملي شروطه ويقبض الثمن الذي يشاء، وسط ذهول من الشعب الفلسطيني لحال المفاوض الذي لم يعد سوى سلطة يقودها التنسيق الأمني مع الاحتلال، وفرض سياسة التطبيع على الشعب الفلسطيني لمسح هويته الوطنية، لكنه لن ينجح في تغييبها.
المفاوض الفلسطيني لا يزال أمامه متسع من الوقت أن يعيد حساباته وأن يتخلى عن دور"الكمبرس" الذي يلعبه بإتقان لصالح الاحتلال، وهو للأسف أصبح الحصول عليه أمراً صعب المنال، وهو ما اعترف به كبير المفاوضين الذي يمتهن التفاوض ليلاً نهاراً ضمن سياسة طحن الهواء، والتي لا يجني منها الشعب الفلسطيني إلا مزيداً من تهويد القدس وتوسيع الاستيطان وسرقة المواد البيئية وفرض الحصار وهدم المنازل.
الطريق الأكثر وضوحاً والأكثر أملاً للشعب الفلسطيني لإطلاق الأسرى من سجون الاحتلال هو المقاومة، وسياسة خطف الجنود والمستوطنين، ويدرك الاحتلال ذلك جيداً ويجند ملايين الدولارات شهرياً لتحصين مواقعه العسكرية والقيام بخطط ومناورات وإرشادات دائمة لمنع المقاومة من الوصول إلى اللحظة التي تأسر فيها جنوده.
الاحتلال على بينة أن المقاومة وتحديداً في غزة تعمل ليلاً ونهاراً للوصول لهذه اللحظة التي ستعيد الأمل لآلاف الأسر الفلسطينية في إطلاق سراح المقاومين من سجون الاحتلال، وخاصة بعد التجربة المميزة في إطلاق سراح المئات من سجون الاحتلال ضمن صفقة "وفاء الأحرار عام 2011.
الشعب الفلسطيني قال كلمته دائماً إنه على استعداد لدفع الثمن، وله في ذلك تجربة مقابل إطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال حتى تبييض سجون الاحتلال من الأسرى الفلسطينيين باعتبارهم وقود النضال والثورة الفلسطينية.
التصحيح قبل الميلاد أوجب
الرأي ،،فلسطين أون لاين ،، يوسف رزقة
حماس وغيرها من فصائل العمل الوطني والإسلامي الفلسطيني أجمعت على نزع الشرعية التفاوضية عن محمود عباس بصفته رئيساً للسلطة الفلسطينية، حيث ترى هذه الفصائل أن محمود عباس لا يُمثل في هذه المفاوضات إلا نفسه٠
لقد قررت فصائل منظمة التحرير أن محمود عباس ذهب إلى المفاوضات برعاية جون كيري بقرار شخصي منفرد . وقالت الفصائل الوطنية والإسلامية التي تعمل من خارج المنظمة: إن محمود عباس عاد إلى المفاوضات بلا تفويض شعبي أو فصائلي، وإن عودته جاءت في ظل أجواء من أزمة فلسطينية وعربية خانقة، ومن ثمة فهي عودة فلسطينية مأزومة، ومن كانت هذه حالته فليس له أن يقرر نيابة عن شعبه، لان مخرجات هذا القرار ستكون مخرجات أزمة.
لقد غيب محمود عباس مؤسسات منظمة التحرير عن القرار، وغيب أيضاً مؤسسات حركة فتح عن القرار، ولا يحظى عباس إلا بتأييد عدد قليل من طاقمه الخاص المفاوض . ولأن هذه العودة غير حميدة ولا تحظى بتأييد شعبي لما تضمنته من تنازلات عن المطالب الفلسطينية في ( الحدود، والاستيطان، والقدس)، وقد جاء تنازله هذا صادماً ومفاجئاً لفصائل منظمة التحرير، وبعض قيادات فتح وقد أبدت أوساط عبرية وأخرى عربية دهشتهم من هذه التنازلات الصادمة .
إن إحساس حماس وفصائل منظمة التحرير بالخطر الداهم من هذه العودة الصادمة، المحملة باستعداد غير مسبوق للقيام بتنازلات مؤلمة عن ثوابت تاريخية كالقدس، واللاجئين، والحدود، مع قبول مبدئي بيهودية دولة الاحتلال جعلها تخرج في مظاهرات رافضة لهذه المفاوضات ومحذرة من هذه التنازلات، وقد عقدت حماس مؤتمراً صحفياً قيادياً رفضت فيه هذه المفاوضات، وحذرت المفاوض من التنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني، ونزعت حماس وغيرها الشرعية التفاوضية عن محمود عباس وطاقمه التفاوضي، وقالت إنهم لا يُمثلون إلا أنفسهم، ومخرجات تفاوضهم ليست ملزمة للشعب الفلسطيني .
محمود عباس يعود إلى مفاوضات شرطها الأول أن تتم بسرية وتكتم بحسب الوثيقة الخطيرة التي نشرها موقع فلسطين الآن، حيث احتكر جون كيري الحق في التصريح للإعلام، وهو منهج خطير في مفاوضات قد تفاجئنا فيها الأطراف بالحفل الدولي الختامي على غرار اتفاق أوسلو، حيث ستجند له أمريكا وإسرائيل دعماً دولياً يكون قيداً على الشعب الفلسطيني وعلى فصائله بما فيها حركة فتح أيضاً بحسب الوثيقة الخطيرة.
عباس الذي أقرّ بمبدأ السرية الذي طالب به جون كيري، أبدى لا مبالاة بالشعب من ناحية، وبلا مبالاة اخرى بفصائل العمل الوطني والإسلامي من ناحية ثانية، واتخذ أذنا من طين وأخرى من عجين، كعادة القادة الذين يعملون في الخفاء بعيداً عن مؤسسات الدولة، وبعيداً عن رقابة الإعلام .
ما يجري في المفاوضات الآن يبشر للأسف بمولود مشوه خلال فترة من ( ٦-٩) اشهر ٠ وهو مولود ربما سيحتار الشعب الفلسطيني كله في علاجه لاحقاً للتقليل من تشوهاته الخطيرة، وعندها ربما لا يكون من يوقع على الميلاد المشوه موجود، ولأن قضايا الوطن لا تخضع لأعمار الأفراد والقادة، وجب على الشعب وعلى فصائله الحية ان تقوم بعملية تصحيح لهذه الأخطاء القاتلة قبل عملية الميلاد الخطيرة التي يبشر بها جون كيري ويحتكر أوراقها لبناء مجد شخصي له على حساب الوطن الفلسطيني الجريح، لان تصحيحها بعد الميلاد اشد عسرا وأكثر بعدا، ولكم في أوسلو وكامل ديفيد عبرة.
حيوية العلم وبساطته
فلسطين أون لاين ،،، أحمد أبو رتيمة
التعليم الحي هو الذي يبدأ من تساؤلات الواقع، ويرمي إلى إيجاد حلول لمشكلاته، ويكتسب فيه الإنسان خبراته من خلال مخالطة الحياة، والتأمل في ظواهرها واستحضار أمثلتها، لا أن يغلق الأبواب على نفسه وينكب على دراسات نظرية معزولة عن الواقع، فهو يتخذ من الحياة معملًا للتدريب، وبذلك تنشأ شخصية المتعلم متوافقةً واقعيةً تتشرب ما تتعلمه، وتجد تطبيقًا مباشرًا له في الحياة.
في طفولتنا تلقينا في المدارس تعليمًا نظريًّا مفصولًا عن الواقع؛ فنشأنا ونحن ندرس بهدف أن ننجح في الامتحان ونتجاوز إلى المرحلة الدراسية التالية دون رغبة ذاتية في العلم، ودون أن نستشعر علاقةً حيويةً لما تلقناه بحياتنا القريبة.
آية العلم الحي هو أنك تستشعر ملامسته لشغاف قلبك، وأنه سد ثغرةً في حياتك فيورث هذا الاستشعار طمأنينةً قلبيةً، وإحساسًا بالتكامل والتوافق النفسي.
التعليم النظري يعزز حالة الانفصام النفسي بين العلم والواقع، ويفرغ العلم من وظيفته الحيوية؛ فيصبح طلاسم وألغازًا، ذا وظيفة "ديكورية" لنيل مكانة اجتماعية وحسب، دون أن يكون له تماس مباشر بحياتنا، وهذا ما نراه في غياب النقاش الفكري الحيوي المستند إلى حقائق المنطق البسيطة في مجتمعاتنا، فالعلم حسب ظننا يجب أن يكون معقدًا حتى ينال صفة العلم، والعالم أو المثقف عندنا هو ذلك الذي يقول كلامًا غير مفهوم، ويكثر من التحدث بمصطلحات فلسفية تستعصي على فهم العامة، لقد قال لي أحدهم ذات مرة: "إن فلانًا بحر من العلم"، قلت له: "وكيف عرفت ذلك؟"، قال: "إنه يتحدث بلغة فلسفية صعبة، لا أفهم منها شيئًا"، إن العالم عندنا هو من يلوي لسانه بمصطلحات غامضة ولكنة أجنبية، وليس ذلك الذي يشرح الحقائق ببساطة ويملك القدرة على إقناعنا، ويحمل رسالةً إصلاحيةً تلامس قضايا المجتمع.
كان عالم الفيزياء الشهير آينشتاين يكره الكهانة العلمية والتلفع بالغموض، والادعاء، والتعاظم، وكان يقول: "إن الحقيقة بسيطة"، يتحدث عنه في ذلك العالم المصري مصطفى محمود.
إن العلم بصورته المشوهة في بلادنا لا يشجع الناس على الإقبال عليه؛ فهو يفتقد جاذبية العلم وروحه؛ لأنه منفصل عن الواقع، ما سيدفع الناس إلى تفضيل الالتفات إلى هموم حياتهم اليومية عن الانشغال بعلوم نظرية لم تلامس حلاوتها شغاف قلوبهم، والسبيل إلى نهضة علمية حقيقية لا يكون عبر (ديكور) الاهتمام بالعلم، وإقامة الاحتفاليات به، وتقديسه كصنم لا حياة فيه، إنما بتبسيط لغة العلم وردم الفجوة بينه وبين الواقع، وتوثيق الصلة بين مؤسسات التعليم ومناهجه وقضايا المجتمع؛ حتى يشعر المقبل على العلم بعلاقة حيوية مباشرة بين ما يتعلمه ومشكلاته الحياتية، ويكون دافعه للعلم هو اقتناعه بأنه سيجد الحلول للمشكلات التي تؤرقه في هذا العلم، وأنه بعد تلقي هذا العلم سيصبح أكثر كفاءةً وأكثر إنتاجيةً.
مثلًا: إن المزارع حتى يقتنع بالعلم لابد أن يكون لهذا العلم تماس مباشر مع حقل تخصصه، فيدخل إلى معهد زراعي ويتلقى تدريبات تتعلق بميدان عمله، وكيف يضاعف الإنتاج الزراعي ويكافح الآفات التي تلحق بعمله الخسائر، أما أن يدخل هذا المزارع إلى كلية زراعية أربع سنوات، ويستنزف جزءًا كبيرًا من طاقته الذهنية في دراسة متطلبات الجامعة، ومتطلبات الكلية، وأساسيات نظرية بعيدة عن التماس المباشر لحقله؛ فإن هذا الواقع سيزهده في العلم.
مثال آخر: حين يتعلم أحدهم لغةً أجنبيةً لو كان هذا الشخص يمتلك ذاكرةً خارقةً، وأمسك بمعجم ألفاظ هذه اللغة وحفظها جميعًا عن ظهر قلب؛ فإنه لن يتقن هذه اللغة، وستظل معرفته نظريةً تتمثل في حفظ كلمات معجمية دون أن يستطيع توظيفها واقعيًّا، وإتقان اللغة لا يكون إلا بممارستها، والتعرف إلى كلماتها من خلال سياق حي؛ فهذا أثبت للمعرفة، وهنا نستحضر تنزل القرآن في ثلاث وعشرين سنةً من خلال معالجة الأحداث والإجابة عن التساؤلات الواقعية أولًا بأول، بدلًا أن ينزل مجموعةً من المبادئ الأخلاقية النظرية جملةً واحدةً، كما طلبت قريش، وتعليل القرآن لذلك بتشرب هذه المعاني وتثبتها في القلب: "وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلًا"..
الفرق بين الكلمة المعجمية والكلمة الواردة في سياق هو أن الكلمة حين تنتزع من سياقها باردة لا حياة فيها، لكن حين تتعرف إلى الكلمة نفسها من خلال سياق واقعي سوف تتشرب هذه الكلمة، وتستقر في ذاكرتك ويثبت بها فؤادك.
انقلابيات 6
فلسطين أون لاين ،،، عصام شاور
حذر انقلابي عسكري كبير ثوار رابعة العدوية من تفشي الأمراض المعدية والأوبئة بينهم نتيجة الاعتصام الثوري المتواصل والتزاحم الشديد أكثر من 45 يوما، وهذه إشارة جديدة إلى إفلاس الانقلابيين وانفصالهم عن الواقع، فذلك التحذير فيه اعتراف صريح بقوة الداعمين لعودة الشرعية قد يودي بصاحبه إلى قسم الشرطة أو قسم الأمراض النفسية.
مددت محكمة الانقلاب على الشرعية اعتقال الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي 15 يوما أخرى على ذمة التحقيق، التهمة الأولى كما نعلم هي التخابر مع العدو الأول للمحتل الإسرائيلي وهي حركة المقاومة الإسلامية حماس، أما التهمة الثانية فهي "هروب" الرئيس الشرعي محمد مرسي من سجنه أثناء اعتقاله السياسي في عهد المخلوع، وهذا يعني أن الانقلابيين برئاسة عبد الفتاح السيسي يتهمون الرئيس المصري الشرعي بمعاداة " إسرائيل" والثورة على حكم المخلوع حسني مبارك،وهذا يؤكد أن تمرد 30 يونيو وانقلاب 3 يوليو كانا ضد إرادة الشعب المصري لصالح التحالف الاستراتيجي بين فلول مبارك ودولة الاحتلال إسرائيل بمباركة أمريكية.
أقر وزير خارجية ألمانيا الأسبق يوشكا فيشر بأن التوزيع الأساسي للقوة داخل المجتمع المصري مقسم بين الجيش وجماعة الإخوان المسلمين وأن الليبراليين لا يتمتعون بأي قوة حقيقية وهم يقفون الآن على أكتاف الجيش، ولكنه يرى أيضا أن هناك شباب الطبقة المتوسطة و القادر على التواصل مع الغرب ويمكن توجيهه وتوظيفه في السياسة المؤسسية وخاصة أن تلك الطبقة تمتلك شرعية من نوع خاص.
كلام فيشر فيه أيضا تأكيد على فشل الانقلاب وان العلمانيين والليبراليين واليساريين كانوا مجرد أحذية خاض بهم العسكر معركته ضد الشرعية، وهو كذلك اعتراف بأن الغرب ما زال يبحث عن بديل لمواجهة الإخوان، ولكننا نقول للسيد فيشر بأن شباب الطبقة المتوسطة ليسوا مشاريع " عمالة" للغرب، وهم لا يأتون من المريخ فهم من قاد ثورة 25 يناير ويقود الآن معركة استعادة الشرعية في كل المحافظات المصرية وميادينها ، وتبقى المعركة بين دولة الانقلاب العسكرية وبين أنصار الشرعية والدولة المدنية والدستورية بقيادة جماعة الإخوان المسلمين.
زحف بضع مئات من ثوار مصر الى بعض الوزارات الانقلابية وقد دب الرعب في الوزراء وفي الامن الداخلي، ذلك رد بسيط على تهديدات الانقلابيين بفض مليونيات الثورة، ويبدو اننا نشهد اولى الخطوات التصعيدية ضد الانقلاب وهذا يجيب بجزئية عن سؤال يردده كثيرون .. ماذا سيفعل الثوار غير الاعتصام في الميادين؟.