اقلام واراء حماس 419
28/8/2013
دماء على طاولة المفاوضات
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، إياد القرا
|
تركيا.. الهدف الثاني بعد مرسي
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، محمد القيق
|
الببلاوي يرد على الببلاوي
فلسطين أون لاين ،،، سيف الدين عبد الفتاح
|
أين سيادة مصر يا صحيفة الأهرام ؟؟
فلسطين الآن ،،، عصام شاور
|
انتعاش الاستيطان
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، خالد معالي
|
|
دماء على طاولة المفاوضات
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، إياد القرا
الجريمة التي ارتكبها الاحتلال في قلنديا بدم بارد وراح ضحيتها ثلاثة مواطنين شهداء، هي تكرار وتأكيد لدموية الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا وإن الاحتلال لا يعنيه كل إجراءات التنسيق الأمني الذي تقوم به السلطة من مطاردة وملاحقة واعتقال المقاومين بدعوى قمع المقاومة.
الشهداء الثلاثة هم من خيرة المناضلين، وإن قتلهم بهذا الشكل هو نبراس وحافز لقوى المقاومة في الضفة الغربية أن تستنهض الهامات لمواجهة الاحتلال، وخاصة إذا كانت النتيجة واحدة هي القتل على يد جنود الاحتلال، فيصبح الاستشهاد في مقاومة الاحتلال أفضل بكثير من القتل على الحواجز وتحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية التي تدعي كل يوم أنها تحرص على توفير الأمن للمواطنين وتقدم مبررات غير مقنعة أنها تريد حمايتهم من الاحتلال.
الأهم هنا أن الرجولة التي أصابت قيادة السلطة أنها سترد بوقف جلسة المفاوضات المقررة أول أمس، بعد إعلان الحداد على أرواح الشهداء، في مشهد كوميدي يدعو للحزن والضحك على واقعنا في الضفة الغربية نتيجة السياسة المهينة التي تتبعها السلطة في تجاهل معاناة ومشاعر المواطنين.
وما كان يمكن أن يتم لقاء حميمي بين ليفني وعريقات ودماء الشهداء لم تجف بعد وعائلاتهم تقف في استقبال المعزين برحيلهم، وعيون الاستغراب تحوم في عيون المواطنين متسائلين، أي حداد الذي أعلنته السلطة في الضفة الغربية وبياناتها الباردة ببرودة العصائر المقدمة للمفاوضين في فندق أريحا، وعلى طاولة المفاوض الفلسطيني الإسرائيلي.
الأسى والحسرة التي تسري في قلوب المواطنين لا يشعر بها صائب عريقات في لقائه مع ليفني، وهذا يرجع ببساطة إلى أن المفاوض يذهب بدون أدنى شعور وطني تجاه شعبه، وهو أمر قديم منذ انطلقت المفاوضات عام 1992 عندما كان الاحتلال يغتال المقاومين في بداية كل جولة مفاوضات ومقابل كل ما يدعي أنها بادرة حسن نية يقتل مقابلها عشرات المقاومين والمواطنين وبالعودة للأعوام الماضية تستطيع أن تستذكر أن أهم عمليات الاغتيال كانت تتم مع انطلاق جولات التفاوض بين الجانبين.
واليوم في الضفة الغربية حيث تكبل يد المقاومة الفلسطينية وتطارد من قبل الأجهزة الأمنية وسلطات الاحتلال في دور تبادلي بين الجانبين، وسط إجراءات قمعية كالتي ذكرت من اغتيلات ومطاردة واعتقالات وغيره، مما ترك الباب مشرعاً أمام الاحتلال الإسرائيلي للتغول على المواطنين الفلسطيني ويصادر الأراضي دون رادع أو حسيب بمعادلة أن قوة المقاومة هي كبح للاحتلال وجرائمه وصد لمخططاته، لكن بعد أن تحولت الساحة من مقارعة الاحتلال ومطاردته في الضفة الغربية إلى ساحة أخرى تغيرت الظروف.
الساحة الأخرى هي ساحة المفاوضات واستبدلت السلطة المقاومة بالمفاوضات، واستبدلت مقارعة الاحتلال بطاولة المفاوضات التي أصبحت ملطخة بالدماء والذين يجلسون عليها مبللة ثيابهم بدماء الشهداء وآخرهم الشهداء الأبطال في قلنديا في الطريق نحو قاعة التفاوض في أريحا.
عودة المقاومة للضفة الغربية هو الجواب الحقيقي والفعلي على جرائم الاحتلال، وتماديه في الاستيطان ومصادرة الأراضي، ووضع حد للمفاوضات العبثية اللاشرعية التي تتم باسم الشعب الفلسطيني بهتاناً، وتتحول طاولة المفاوضات إلى مجرد أداة يستخدمها الاحتلال للغطاء على جرائمه، وتتحول تلك الطاولة ساتراً لاغتيال الموطنين.
انتعاش الاستيطان
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، خالد معالي
يوماً بعد يوم، وفي ظل العودة للمفاوضات؛ تنتعش حركة الاستيطان، وتواصل سلطات الاحتلال قتل الفلسطينيين بدم بارد كما حدث في مخيم قلنديا، فالمس بحرمة الدم الفلسطيني واستباحته بات أمر عادي في عرف "نتنياهو"، كذلك إطلاق يد المستوطنين في البناء الاستيطاني، والزحف على ما تبقى من أراضي الضفة الغربية، لتقوى وتنتعش حركة الاستيطان بشكل غير مسبوق، والإعلان عن بناء مستوطنات جديدة؛ حيث أعلن عن مستوطنة "ليشم"غرب سلفيت.
الإعلان عن المصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس والضفة، ومحاولات تقسيم الحرم القدسي، وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وتجريفها، في القدس والضفة والنقب والداخل المحتل؛ كلها مؤشرات واضحة لما يريده الاحتلال من المفاوضات، وليست بحاجة لعمق تفكير.
بات يشعر المستوطنون؛ بأنهم فوق القانون، وفوق البشر، حيث لا حسيب ولا رقيب عليهم، وصاروا يسرحون ويمرحون، في مختلف مناطق الضفة الغربية، ويعتدون يوميا على مركبات المواطنين ويغلقون الطرق متى شاءوا، ويعربدون، وكل ذلك بحماية جيش الاحتلال الذي لا يتدخل إلا في حال تعرض المستوطنين للخطر.
بلطجة وعربدة المستوطنين وسرقة الأراضي ومصادرتها، وتجريفها لصالح توسعة مستوطناتهم؛ تتزايد كل يوم؛ فحرق للمزروعات، وقلع أشجار الزيتون وسرقتها وحرقها، ونشر الرعب والخوف والدمار في الضفة هو ما يتفاخر به المستوطنون في ظل عدم وجود ما يردعهم.
ويوما بعد يوم يتضح أن "نتنياهو" يريد مفاوضات لأجل المفاوضات وعلى مقاساته؛ كي يستخدمها غطاءً لتهويد ما تبقى من الضفة الغربية، وفرض الوقائع على الأرض بقوة السلاح والإرهاب.
مع إطلالة كل شمس يوم جديد في الضفة، صار للمستوطنين صولات وجولات في مختلف المناطق، ويتقنون في إفساد حياة الفلسطينيين بمختلف الأساليب والأشكال، ولا يتوانون عن فعل الأفاعيل تحت سمع وبصر العالم.
المستوطنون المستجلبون من مختلف دول العالم؛ يزعمون أن الأرض الفلسطينية لهم؛ كونها ارض ألآباء والأجداد، ومن ثم يستوطنونها، ولا يكلفهم ذلك شيئا، فهم مرتاحون لاستيطان غير مكلف، وسريع، ومحمي.
الاستيطان مجرم؛ كما هي مجزرة مخيم قلنديا، فالمحتل والمستوطنون لا يقتلون الفلسطيني فقط؛ بل يقتلون الاستقرار والهدوء في العامل أجمع.
يصرح "نتنياهو"بكل وضوح ويقول: لا عودة لحدود ١٩٦٧، ولا تراجع عن توحيد القدس باعتبارها عاصمة لدولته المزعومة الفانية، ولا وقف للاستيطان، ولا لعودة اللاجئين؛ فماذا تبقى أكثر من هكذا صراحة.
الزمن لا يرحم الضعفاء، ولا تعود عقاربه للوراء، ويجري سريعا؛ فعلى مختلف قوى الشعب الفلسطيني أن تجري سريعا نحو الوحدة والمصالحة، فالوقت ينفذ بسرعة، والاستيطان يتوحش، ويأكل اليابس والأخضر، ولا مجال للمزيد من الضعف والانقسام؛ لعل أولادنا يترحمون علينا في قبورنا بعد حين؛ بدل أن يلعنونا ألف مرة في اليوم الواحد، ويحملونا وزر ضعفهم، وهوانهم على الناس، وقتها.
تركيا.. الهدف الثاني بعد مرسي
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، محمد القيق
من المعلوم جيدا أن دول الخليج والغرب لا يرغبون بحكم الإخوان المسلمين كما أن روسيا ومصالح الاحتلال الصهيوني كذلك، وليست هي صحوة ضمير أن يقرر الغرب الضربة العسكرية لسوريا بحجة استخدام الكيماوي، ولماذا هذا الوقت بالتحديد وكيف تقرأ تصريحات روسيا وكذلك وزير خارجية الجزار بشار؟!
يبدو أن المخطط يدخل المرحلة الثانية في تسارع والهدف هذه المرة هو تركيا بالتزامن أو قبل التخلص من كابوس غزة، وللمتتبع في الحالة السورية فإن الغرب أغمض عينه كثيرا عن مجازر الأسد هناك وفجأة أصبح الضمير مستيقظا.
أعتقد أن الخليج الذي يشارك في اجتماعات عسكرية لضرب سوريا تخلص من حكم مرسي "الإخوان" ولا يريد شراكة مع إخوان تركيا وإن أخذت تهديدات ليفني بمحمل الجد حينما قالت "سندوس كل من وقف مع غزة" بدأت بالفعل في مصر والآن دور تركيا بعد فشل التظاهر وقلة الحشد الشعبي ضد أردوغان فكان الخيار الآخر فيما يبدو خوض معركة عسكرية محدودة في سوريا يعلم بها الروس والنظام السوري أيضا، ولن يتم إسقاط النظام فيها ودليل ذلك هو موقف بوتين الذي قال فيه إنه لن يتدخل في حرب في سوريا وهذا دليل على طمأنته بأن النظام باق وإنما المعركة لها أهداف وهي:
1- إشراك تركيا في العملية العسكرية وبالتالي الرد السوري العنيف سيكون في مدن تركيا وهذا ما تتمناه ليفني ويعتبر درجة ثانية في التخلص من نظام الإخوان المسلمين في العالم، لأن وليد المعلم كان واضحا بأنه لن يضرب الأردن وكذلك إن صحت الروايات فإن الأراضي التركية ستكون مسرح الانطلاق للعمليات، حتى أن صيغة مخاطبة المعلم للأردنيين تختلف كثيرا عن مخاطبته للأتراك في مؤتمره الصحفي والغريب أنه ربط بين أردوغان والقياة التركية والأحداث الجارية في مصر، وبهذا تتخلص أمريكا وحكومة الصهاينة وروسيا من الدور التركي لأن العمليات التي يتم الحديث عنها هي محدودة واستراتيجية أي لن يسقط فيها النظام وهذا يعلمه بوتين، وبالتالي ما الفائدة من هذه العملية إن حصلت، أليست رأس تركيا وجرها لمعركة سيتخلى عنها فيها الكثيرون كما الشرعية في مصر؟!
2- تزامنا أو بعد ذلك تنفيذ مخطط ضربة قطاع غزة والذي يأتي ضمن مشروع دولي للتخلص من الإخوان في مصر وقوة حماس وتركيا، ولعل ما يجري على أرض الواقع يؤشر أن التحرك نحو غزة قريب ويبدو أنه سيكون بالتزامن مع مسرحية قصف سوريا أو بعدها من باب الاستفراد وعدم خلط الأوراق.
3- التغطية الكبيرة على ما يجري في مصر من انقلاب عسكري ومجريات للأحداث، كما أنه حفظ لماء الوجه الشكلي لأوباما الذي تحدث سابقا بأنه لن يسكت عن الكيماوي في سوريا ومن باب أن الضمير لا يمكن أن يستيقظ ومصر يحكمها الإخوان لأن هذا تعزيز لقوة الإسلاميين استيقظ بعد التخلص من مرسي للانقضاض على تركيا من خلال سوريا وكأن الجيوش العربية دورها الحقيقي هو مهاجمة الأنظمة الديمقراطية التي تفرز الإخوان المسلمين.
في التصور للمرحلة المقبلة إن هدية أخرى تجهز للاحتلال الصهيوني وهو التخلص العسكري عن طريق سوريا من "المزعجين" في تركيا كما كانت الهدية الأولى في مصر وبعد ذلك أو بالتزامن في غزة، غير أن إغفال محددات وثغرات كثيرة في ه ذه الخطوة سيفتح الباب على مراحل وسيناريوهات ستخرج عن السيطرة لأن الروس والأمريكان يتصارعون الآن على سيادة مصر والدور في سوريا، ولكن هناك معادلات تم تجاوزها من الممكن أن تكون مفتاحا لمرحلة لا تأتي كما تشتهي سفن الأمريكان والروس، ومن أبرز تلك المعادلات الحالة غير المستقرة في مصر وأمن الاحتلال الصهيوني وموقف غزة وكذلك قوة تركيا في لجم هجوم سوريا الذي سيكون فقط وفقط نحو تركيا.
وإن صح هذا التوقع فإنه يقودنا إلى أن مجلس الجيوش الذي اجتمع في عمان كان يضم سوريا والاحتلال الصهيوني والغائب الحاضر فيه هو تركيا، وبالتالي فإن طبق فعلا واستهدفت تركيا فإن هذا يعني أن عنوان الاجتماع الحقيقي هو ضربة قاضية لقيادة تركيا وليس ضربة استراتيجية لسوريا.. الأيام القادمة تحمل المفاجآت الكبيرة ولعل أبرزها في مصر.
أين سيادة مصر يا صحيفة الأهرام ؟؟
فلسطين الآن ،،، عصام شاور
فضح الكاتب البريطاني روبرت فيسك صفقة تم إبرامها بين جهات إسرائيلية وقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، يقوم بموجبها الأخير بتدمير الأنفاق بين مصر وغزة على أن تتولى دولة الاحتلال " إسرائيل" الضغط على الإدارة الأمريكية حتى تقر بشرعية الاستيلاء على السلطة من قبل العسكر، وكذلك أشار فيسك إلى أن دولا خليجية شعرت بفشل الانقلاب وأنها ما عادت تنفق على الانقلابيين كما وعدت، وقد ثبت أن إسرائيل مارست ضغوطا من اجل تسويق الانقلابيين في الأوساط الأمريكية وكذلك الأوروبية،وكذلك بدأت بوادر أزمة اقتصادية خانقة تعصف بمصر جراء الانقلاب الإرهابي الفاشل.
الانقلابيون لم يعلقوا مباشرة على تلك الفضيحة ولكنهم عالجوها بطريقة ثانية لدحضها وللتغطية عليها مثلما قتلوا الجنود في سيناء للتغطية على قتلهم المعتقلين أمام سجن أبو زعبل في اليوم السابق للجريمة الثانية.
ردا على الفضيحة المشار إليها زعمت صحيفة الأقزام أو الأهرام _لا فرق_ بأن القوات الانقلابية أحبطت مؤامرة لزعزعة الاستقرار في مصر، وأن السفيرة الأمريكية في القاهرة آن باترسون رعت الاتفاق بين المخططين ومنهم المهندس خيرت الشاطر، وتضمن الاتفاق حسب افتراء الصحيفة دخول 300 مسلح من غزة إلى الأراضي المصرية عبر الأنفاق لنشر الفوضى في القاهرة واقتحام السجون، واعتبرت صحيفة الأقزام أن المؤامرة هي الحلقة الأخيرة من مخطط " تقسيم مصر" والذي بدأ في "الثالث من يوليو" بعد عزل الرئيس محمد مرسي، واستهدف إحداث فوضى في البلاد ثم عزل الصعيد وإعلان استقلاله.
ليس هناك من يشكك بوجود مؤامرة تستهدف زعزعة الاستقرار في مصر، ولا أحد ينكر بأنه تم البدء بتنفيذها في الثالث من يوليو كما كتبت صحيفة الأقزام وكما شاهد العالم أجمع، وأن الفوضى عمت البلاد، ولكننا والعالم كله نختلف مع صحيفة الأهرام على هوية المنفذين،فهي تنسبها إلى شخصيات لم تنقلب على الشرعية ولم تقتل المواطنين في ميادين العزة والكرامة، فالإخوان ما زالوا متمسكين بسلمية الثورة رغم الثمن الفادح الذي دفعته الجماعة وقياداتها، كما أن غزة لا علاقة لها بما يحدث في مصر والقاهرة، الدبابات التي حطمت عظام المصريين هي دبابات السيسي، والوقود الذي أحرق جثث المتظاهرين وقود فلولي يمنع الانتفاع به من المصريين والغزيين على حد سواء، بلطجية الداخلية وجنود الضلال هم من يريد إشاعة الفوضى في مصر وليس 300 عنصر من غزة يعجزون عن تهريب الدواء والحليب للشعب المحاصر. واضح فشل الانقلابيين وإعلامهم حتى في تسويق كذبة، ونلاحظ أنهم لم يذكروا في هذه الفرية " كتائب القسام" بالاسم، لأن القساميين ممنوعون من دخول مصر ،ولذلك لا نستبعد أن يأتوا ببضعة مواطنين فلسطينيين_ تم اعتقالهم تعسفا_ ليعترفوا بما أملته عليهم الأجهزة الأمنية المصرية.نحن لن نخوض كثيرا في أكاذيب الانقلابيين ولكن يبقى سؤال واحد وهو أهم من كل ما ذكرناه سابقا؛ إذا كانت السفيرة الأمريكية في القاهرة راعية للمتآمرين على مصر فلماذا تسمح السلطات الانقلابية ببقائها في مصر ولا تطردها شر طردة؟، فأين السيادة المصرية وأين كرامة الانقلابيين وتحديهم الواضح زيفه للإدارة الأمريكية؟
الببلاوي يرد على الببلاوي
فلسطين أون لاين ،،، سيف الدين عبد الفتاح
من خلال متابعة تصريحات هؤلاء الانقلابيين قبل وبعد الانقلاب يمكن أن نتعرف على تناقضهم فى كلامهم بما يعبر عن قدرة هؤلاء على افتقادهم أسس القيم الإنسانية التي يدعون أنهم يتمسكون بها، فالكلمات تتغير والمواقف تتبدل والسلطة تلعب بالرؤوس خاصة حينما تأتي على ظهر الدبابات، فإن كلمات الانقلاب تؤدي إلى انقلاب الكلمات، يقول الدكتور الببلاوي وهو موضع حديثنا اليوم عند وقوع "أحداث ماسبيرو" في الثامن والتاسع من أكتوبر 2011: "استشعرت أن ما حدث فى ماسبيرو من أخطر النكسات التي قابلت مصر.. (إن الناس تقتل في بعض)". نقول له فماذا يحدث الآن؟ أليس تأليب الشعب على بعضه هو ما تفعلون وما تقترفون؟ ماذا يعني فض الاعتصام واقتحامه سوى ما سبق أن استنكرتموه من قبل.
يقول الببلاوي: "إن الوظيفة الأولى لأي حكومة.. تحقيق الأمن لأبناء البلد.. إذا لم يتحقق الأمن لأبناء البلد.. هنا تفشل الحكومة.. وبناء عليه: نحن نأسف لأننا لم نكن بالمستوى المطلوب لنقدم للمواطن ما يستحقه من إجراءات أمن".
ونقول له: كنت نائبا لرئيس الوزراء في حكومة عصام شرف، وتحدثت آنذاك عن فشل الحكومة لأنها لم تحقق الأمن لأبناء البلد، لقد حققت كوارث لا تعد في مساحات الفشل بل مساحات الاتهام السياسي. إن ما حدث في "ماسبيرو" لا يشكل واحدا على الألف مما حدث في الانقلاب الدموي الفاشي، عزّ عليك الأسف واستمرأت لغة التبرير والتحريض وكيل الاتهامات وفائض الأوصاف، إن الكوارث التي وقعت يحاسب عليها القانون أمام المحاكم الدولية.
ويقول الببلاوي آنذاك: "رأيي أن تقدم الحكومة استقالتها للمجلس العسكري.. لأننا لم نقدم للناس ما تستحقه". وهو هنا حتى مع هذا الموقف الذي اتخذه واعتبره البعض آنذاك موقفا متميزا عارض فيه قتل الناس من غير ذنب فى "ماسبيرو" فإنه للأسف الشديد صب جام غضبه على حكومة عصام شرف وأطرافها المختلفة وكان منها، ولم ينبس ببنت شفة عن مسئولية المجلس العسكري الفائت عن هذا الفعل الرهيب الذي قام به جنوده وآلياته آنذاك.
وفي تصريحات له بعد توليه حكومة الانقلاب يقول فيها: "إن مصر دولة تحترم القانون الذي يسري على الجميع، مؤكدا أن الدولة مسئوليتها الأولى تطبيق القانون".. هكذا يتكلم رجل القانون عن دولة القانون.. وهو فى حقيقة الأمر يمارس انتقائية شديدة، يعبر بذلك عن موقف أيديولوجى مسبق فى المحاسبة القانونية، فماذا فعل بالبلطجية الذين يروعون الناس وعملوا في كنف بعض أطراف السلطة؟ أليس هؤلاء مسجلين خطر وخارجين على القانون؟ ولكنهم للأسف يستخدمون في دولة القانون تحت أسماء اخترعها "الأهالي" أو "المواطنون الشرفاء"، أي شرف هذا الذي تحرض فيه الخارج على القانون أن يقتل بدم بارد في رعاية وكنف الحكومة، أليس يعبر عن تطبيق القانون في انتقائية وانتقامية شديدة على كل من خالفه الرأي وفي توصيف استباقي لجماعة بممارسة الإرهاب؟ عن أى إرهاب تتحدث إرهاب من أتى على ظهر الدبابات؟ أم إرهاب هؤلاء الذين يحملون معارضتهم لنظام انقلابى فاش؟.
نقول لك مثل ما قال رجل الكونجرس الأمريكي حينما جلست وتصورت أنك فى محاضرة تلقيها عليه فى القانون وسيادته والديمقراطية وعملياتها، فأفحمك ليكشف زيف خطابك القانوني الذي تتفوه به، كلمات تشقشق بها ولا تؤمن بمعانيها أو مغازيها،، قال لك السناتور (جراهام لندسى) فى مقابلة صحفية: "كان رئيس الوزراء "كارثة"، بالغ فى الوعظ لي قائلا: لا يمكنك التفاوض مع هؤلاء الناس، يجب عليهم ترك الشوارع واحترام سيادة القانون، قلت: السيد رئيس الوزراء، إنه من الصعب جدا بالنسبة لك إلقاء محاضرة لأي شخص عن سيادة القانون. ما هي عدد الأصوات التى حصلت عليها؟ لم يكن لديكم انتخابات!" ،إنه يسأله: كيف جئت إلى مكانك؟!.
وحول فض الاعتصام يقول الببلاوي :إن "الشرطة استخدمت خلالها أعلى درجات ضبط النفس" نقول له عن أى ضبط نفس تتحدث وقد أُزهقت نفوس تعدت الألف نفس، وأصيب ما يزيد على العشرة آلاف، أهذا هو ضبط النفس الذي تتحدث عنه؟!، وكنت من قبل تتحدث عن القتل في ماسبيرو، فماذا تسمى القتلى الذين وقعوا في زمن رئاستك للحكومة الانقلابية التي لم تتعد الأسابيع؟ لن يحاسبك القانون فحسب ولكن سيحاسبك التاريخ، وستحاسبك الإنسانية. (ملاحظة: شاهد الفيلم الوثائقى "حريق رابعة" حتى تدرك ماذا فعلت بأرواح المصريين).
ونختم بتصريح الببلاوي (لا نقبل المصالحة مع من تلوثت أيديهم بالدماء) ونسأله ومن كل طريق من الذي تلوثت يده بالدماء، حكومتكم من تلوثت يدها بالدماء! إذا كنت الآن تحتمي بقوة غيرك التي تستند إليها حينما جئت على ظهر الدبابة، وتقوم بكل هذا في إطار ما تمارسه حكومتك من محاكمات انتقائية وانتقامية فاعرف أن محاكمتك قادمة، سواء أمام المحاكم الدولية أو محكمة الله حينما تقابل ربك وتُسأل عن أرواح أُزهقت ودماء استبيحت ونفوس استرخصت.