اقلام واراء حماس 432
22/9/2013
السفير وحصار غزة
فلسطين أون لاين ،،، عصام شاور
|
فضائح سفارة فلسطينية
فلسطين أون لاين ،،، فهمي شراب
|
روسيا الإسرائيلية
فلسطين الآن ،،، فيصل القاسم
|
قطاع غزة إلى أين؟
فلسطين أون لاين ،المركز الفلسطيني للإعلام ،، حسام الدجني
|
|
السفير وحصار غزة
فلسطين أون لاين ،،، عصام شاور
رغم تولي الرئيس الشرعي المختطف محمد مرسي منصب الرئاسة إلا ان تغيرا جوهريا لم يحدث طيلة تلك الفترة على معبر رفح الا من تسهيلات طفيفة وزيادة في حركة المرور لا تلبي حاجة قطاع غزة . ولم يحدث أن شعرنا بأن حصار غزة قد انتهى، وهذا دليل على عدم وجود أي تأثير للعلاقات التي تربط حماس بجماعة الإخوان بالمجريات السياسية في مصر وبالترتيبات الأمنية على الحدود المصرية الفلسطينية، وقد تعاملت الرئاسة المصرية حينها مع جميع الفصائل الفلسطينية على قدم المساواة، ولم نرصد أي استقواء من حركة حماس بالرئيس الاخواني محمد مرسي.
سفير فلسطين في القاهرة السيد بركات الفرا قال بأن معبر رفح لن يعود للعمل إلا بعودة قوات حرس الرئيس، ونحن نتمنى انتهاء حالة الانقسام وعودة الأمور إلى طبيعتها والاتفاق بين فتح وحماس وباقي الفصائل على جميع الأمور ومن بينها إدارة معبر رفح، ولكن إغلاق المعبر حتى ذلك الحين فيه ضرر بالغ لأهلنا في قطاع غزة، أما إذا كان المقصود شيئا آخر غير المصالحة فذلك هو " الاستقواء" بعينه، الاستقواء بالانقلابيين، وهذا نهج غريب سيجدد الانقسام ويقتل الأمل في المصالحة فضلا عن الكارثة الإنسانية التي ستلحق بسكان القطاع نتيجة استمرار الحصار والمراهنة على نجاح أو فشل الضغوط المصرية.
قبل أيام سمعنا تسجيلا صوتيا للرئيس المخلوع حسني مبارك وقد طعن بوطنية الرئيس الراحل ياسر عرفات ووصفه بوصف شائن، ولكننا لم نسمع أي احتجاج ولم نلمس اي غضب من سفير فلسطين في القاهرة، ثم يأتي السفير بعدها ليطالب أو يشجع على حصار قطاع غزة ويعطل مصالح المواطنين، ونحن لا نفهم كيف تدار الأمور في السفارة الفلسطينية في القاهرة، المفروض أن يدافع السفير عن مصالح شعبه وعن القيادة الفلسطينية وخاصة إذا كان احد رموز الشعب الفلسطيني، ولذلك أرى أن السفير يستغل موقعه لإدارة معركة لا تخدم الشعب الفلسطيني بل تخدم الانقسام ومن يريدون السوء لشعبنا.
أخيرا، فإنني أتمنى على الفصائل الفلسطينية دون استثناء أن لا تعطي المزيد من الذرائع لإدارة الانقلاب في مصر لتشديد الحصار على قطاع غزة أو تهديد المصالح الفلسطينية في مصر، وأن تقف صفا واحدا ضد الحصار وتعمل جاهدة لإغلاق ملف الانقسام.
قطاع غزة إلى أين؟
فلسطين أون لاين ،المركز الفلسطيني للإعلام ،، حسام الدجني
ما يجري في المنطقة من أحداث متسارعة وتطورات دراماتيكية يطرح تساؤلًا عن مستقبل القطاع، وتحديدًا في ضوء المتغيرات الإقليمية، وقرارات الاحتلال المخففة للحصار، والخطوات المصرية تجاه الأنفاق.
هناك متغيرات إقليمية تركت انعكاسها على القضية الفلسطينية بشكل عام وقطاع غزة على وجه الخصوص، فعدم استقرار الأوضاع الاقتصادية والأمنية والسياسية بدول الربيع العربي ترك آثاره على قطاع غزة وعلى الحكومة الفلسطينية؛ فتونس التي شهدت انطلاقة الربيع العربي، وأول عملية تحول ديمقراطي أفرزت وصول تيار الإسلام السياسي إلى سدة الحكم تشهد حراكًا مناهضًا للحكومة، ولحركة النهضة ذات التوجهات الإسلامية، ومصر بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي تعاني تحديات كبيرة وأزمات سياسية واقتصادية وأمنية، والحالة الليبية ليست أحسن حالًا، والنزف في سوريا مازال متدفقًا، والعديد من المؤامرات الإقليمية والدولية تحاك في الغرف المغلقة، وتغذيها خلايا أزمة شكلت من أجل إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بما يحفظ مصالح بعض النظم السياسية في المنطقة، وهذا يتقاطع مع مصالح الدول الكبرى والكيان العبري.
لم تكن فلسطين التي تشكل قضيتها بؤرة الصراع في المنطقة بعيدة عن تلك المخططات، فتصفية القضية الفلسطينية لا يمكن أن تتم دون القضاء على ثقافة المقاومة في الوعي الذاتي الفلسطيني، وإحلال مكانها مفهوم السلام الاقتصادي، وبناء الفلسطيني الجديد العازف عن كل أشكال النضال، والطامح إلى مواكبة أوضاعه المعيشية الصعبة، والبحث عن فتات راتب لا يكفيه سوى بضعة أيام من الشهر.
ولكن اليوم بات الشعب الفلسطيني أمام واقع جديد، ومتغيرات كبرى، وتغيرت خريطة التحالفات، وساد الفكر الإقصائي الاستئصالي لرأس المال الاجتماعي الفلسطيني، وتحول الخطاب الإعلامي المصري تجاه حركة حماس وقطاع غزة، وبدأ الجيش المصري حملة كبيرة تستهدف الأنفاق، وشهدت حواجز الاحتلال تسهيلات كبيرة في إدخال البضائع من قبله، وأعلنت السلطة الفلسطينية قرار إعفاء الوقود الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء من الضريبة، كل ما سبق يدفعنا إلى البحث في مستقبل قطاع غزة و"السيناريوهات" المتوقعة.
*(السيناريو) الأول: (سيناريو) حصار الحكومة وحركة حماس دون المساس بالشعب:
قد يكون هذا (السيناريو) الأكثر رجحانًا، بحيث تعمل السلطة الفلسطينية على حل معظم أزمات قطاع غزة عبر حواجز الاحتلال، وبذلك تظهر أمام الرأي العام أنها الوحيدة القادرة على إنقاذ القطاع، والتعبير عن طموحات شعبه الذي أنهكه الحصار منذ سنوات .
ومن الناحية الاقتصادية تستفيد السلطة من المقاصة الضريبية التي تجنيها قوات الاحتلال من إدخال البضائع، وفق ما نصت عليه اتفاقية باريس، وهذا بالتأكيد يتوافق هو وقرار الحكومة المصرية إغلاق الأنفاق التي كانت تجني منها الحكومة بقطاع غزة ما يساهم في دفع مرتبات أكثر من خمسين ألف موظف، وبذلك تكون السلطة قد حققت الأهداف التالية:
أ. جففت المنابع المالية لحركة حماس وحكومتها.
ب. تفريغ الخطاب الإنساني لقطاع غزة من محتواه، وسحب الذرائع من أمام أي جهود دولية لكسر الحصار عن غزة.
ت. بعد وقف تهريب الأسلحة من الأنفاق إن ذلك من شأنه الضغط على فصائل المقاومة للتخلي عن مبدأ عسكرة الانتفاضة.
ث . تحسين الإيرادات المالية للسلطة بجني مزيد من أموال المقاصة.
ج. أقل تكلفة من أي "سيناريوهات" أخرى كتمرد، أو استعادة غزة عن طريق (سيناريو) الحرب والقوة العسكرية.
*(السيناريو) الثاني: (سيناريو) تغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الخاصة:
قد يكون هذا (السيناريو) حاضرًا؛ كونه يعبر عن أمنيات الشعب الفلسطيني، وكونه الأقل تكلفة لكل الأطراف، ويساهم في ترطيب الأجواء نحو انطلاق قطار المصالحة الوطنية، ويؤكد ذلك أن هناك آراء داخل المجلس الثوري تطالب قيادة حركة فتح بتجنيب قطاع غزة ويلات الحصار والمعاناة وتحمل المسئولية الوطنية والأخلاقية تجاه غزة، مع ضرورة عدم حشر حركة حماس بالزاوية، والعمل معها لا عليها، وصولًا إلى إنهاء الانقسام والاحتلال.
*(السيناريو) الثالث: (سيناريو) الحرب:
ويبقى هذا (السيناريو) حاضرًا، ولكن حدوثه أمر صعب، ولكن يبقى السؤال عن طرفي الحرب، فقد جرت العادة أن يكون الكيان العبري هو من يشن الحرب على قطاع غزة، ولكن هناك من يتحدث عن إقدام الجيش المصري على توجيه ضربة إلى قطاع غزة، وأنا لا أتوافق مع هذا الطرح؛ نظرًا إلى عقيدة الجيش المصري القتالية، وطبيعة ساحة المعركة، فعقيدته تنظر إلى الكيان العبري أنه العدو الأول، وتنظر إلى الفلسطينيين أنهم جزء من أمنه القومي، وما يؤكد صعوبة ذلك من الناحية العسكرية هو ساحة المعركة بغزة التي تبلغ مساحتها 365 كيلو متر مربع، يعيش عليها نحو مليون وثمانمائة ألف مواطن، تصعّب المهمة من الناحية العسكرية، وتحديدًا في ظل الأجواء الأمنية المتوترة في سيناء، والوضع الاقتصادي والسياسي الصعب، أما الكيان العبري فربما هو المستفيد الأكبر مما يجري بالمنطقة، ومعروف عنه أنه لا يقاتل من أجل الآخرين، وبذلك سيجنب الكيان العبري نفسه (سيناريو) أن يوجه ضربة إلى القطاع في هذه الأيام دون مسوغ عسكري أو أمني قوي.
فضائح سفارة فلسطينية
فلسطين أون لاين ،،، فهمي شراب
يتضرع بعضٌ أحيانًا بأن يكرمهم الله في فلسطين بـ"عودة الكفاح"، ليكتشفوا أنهم مبتلون بـ"كفاح عودة"، وهو اسم السفير الفلسطيني في إسبانيا، وزوجته السفيرة "هالة فريز" سفيرة فلسطين لدى السويد، علمًا بأن القانون لا يسمح بأن يكون الزوجان سفيرين في الوقت نفسه، وعرفنا أن أصل السيدة فريز أردني من السلط، واكتسبت الجنسية الفلسطينية من زوجها، ويذكر في بعض الروايات أن ابن عمها هو مدير المخابرات الأردنية.
وفي الوقت الذي أصدر مجلس الوزراء في سبتمبر 2012م قرارات بوقف التعيينات والترقيات للموظفين بسبب الأزمة المالية، تبين أن هذه القرارات لا تسير على بنت السفير "نور كفاح عودة"، الصبية التي عينت ناطقة رسمية في أوروبا براتب شهري يبلغ 4 آلاف دولار، حسب ما ورد في زوايا الفضائح لدى بعض الصحف، وذلك حسب ادعاء والديها السفيرين أنها "شطورة أوي" في الإعلام، وتووصل مع الرئيس أبي مازن مباشرة ومع فياض "النزيه الشفاف المحترف"، ووفق إكرامًا وإجلالًا لوالديها، وقد كانت موافقة رمزي الخوري في "الجيبة" من قبل، وعندما نتحدث عن رمزي الخوري دعنا نتناسى قليلًا الطاوس الجميل رياض المالكي، إذ يملك رمزي الخوري العصا السحرية في مسألة التعيينات في وزارة الخارجية، وهذا ما جعل كثيراً من المسيحيين يتبوؤون مناصب عليا تصل إلى درجة سفير في كثير من الدول. وأغلب التعيينات من طرف "الكبير أوي" الخوري تأتي على خلفية الولاء والقربى والمحسوبية، لا المهنية والكفاءة (معايير جمهورية الموز العتيدة). ولا مانع لدي في تعيين أبناء الوطن المسيحيين، بل هذا حقهم، ولكن بحسب نسبتهم ومدى تمثيلهم النسبي، حسب مفاهيم سياسية إجرائية بحتة، إضافة إلى المعايير الأساسية التي يجري وفقها التعيين.
وتحت عناوين بارزة مثل: "سفيرة فلسطين في ستوكهولم هالة حسني فريز تسكر وتخمر في عز شهر رمضان، عجوز ناقص"، يتساءل كثير من رواد وزائري السفارة: لماذا السفيرة لا تعطي أي حُرمة لشهر رمضان المبارك؟!، ولماذا تشرب سجائر (مالبورو) في حين أن مواطني ستوكهولم يقاطعونه؟!، إن المسيحيين أنفسهم يراعون حرمة رمضان أمام المسلمين، ولا يتناولون أمامهم الطعام، هل يجب أن تصرف السفيرة عشرات آلاف الدولارات على سائقين آسيويين، وتبذر أموال الشعب الفلسطيني المبتلى من الاحتلال، وبطغمة من المرتزقة الوصوليين المحسوبين كذبًا وزورًا على فلسطين؟!، وبخصوص ذكر المساعدات يتساءل بعضٌ: هل من الوطنية في شيء استغلال المساعدات التي تبرع بها الشعب الإسباني لقطاع غزة بُعيد العدوان الإسرائيلي عام 2008-2009م، وبيع تلك المساعدات في المغرب العربي؟! وكثيرون يتساءلون هل: فعل ذلك السيد صلاح القاعود بمفرده؟، أم بإيعاز من السفير؟، وهل افتضح الأمر بسبب اختلافهم فيما بينهم على توزيع المغانم؟، الأمر الذي استدعى شرطة مدريد لكي تفض عراكهم ومشاكلهم، وتوقف اعتداء بعضهم على بعض، وتسكت أصواتهم الغوغائية المرتفعة.
من الجدير ذكره أن الزوجة تأتي لقضاء أوقات طيبة مع زوجها في إسبانيا الجميلة، تاركة سفارة فلسطين في ستوكهولم بين أيدي رجال المخابرات ورجال الوقائي من جهة، ورجال الموساد من جهة أخرى، الذين يتربصون برعايا دولة فلسطين الدوائر.
وقد أكد ذلك لنا الصحفي "يوسف الشايب" عبر "صحيفة الغد الأردنية"، عندما تجرأ وأشار صراحة في تقرير إلى تورط سفارة فلسطين بفرنسا في أعمال مخابراتية مشبوهة، وأنها تعمل لمصلحة دوائر أجنبية، وأن نائب السفير " صفوت أبراغيت" متورط هو وعدد من المسئولين في قضايا تجسس وقضايا مشبوهة، ما أدى إلى اعتقال السلطة الفلسطينية الصحفي مدة.
وإذا كان ظلم ذوي القربى أشد مرارة على النفس من وقع الحسام المهند؛ فإن المرء قد يلقى من بني جلدته أقسى مما يتوقع أن يلقاه من أعدائه في كثير من الأحايين، فقد تلقى السيد بلال النجار، وهو ناشط مؤسسي سافر إلى إسبانيا لكي يصنع مستقبله، مثل كثير من الشباب المتطلعين إلى السفر للخارج، ولكي يكون معول بناء وسنداً لجميع إخوانه وأهله، وهو ابن عائلة النجار المحترمة؛ تلقى كثيرًا من التهديدات وتدخلات موظفي السفارة في عمله، وقد كان يدير عام 2009م مؤسسة "أكاديمية الأمل للغات"، وعندما بدأت تعمل بنجاح بدأت المؤسسة تشهد زيارات من قبل السفارة وموظفيها؛ فقد زاره السفير مباركًا ومهنئًا، وبعد ذلك السيد محمد الطاهر، طالبًا من صاحب المؤسسة عرض سعر لتنفيذ دورة إسبانية لمجموعة الشباب، ولكن بشرط وضع جزء من المبلغ على جنب، وقال: "عدّه (كومشن) محبة"، ما جعله يخرج من المكتب مطرودًا، وبدؤوا في إحباط وإفشال عقود عمل بين المؤسسة ومؤسسات إسبانية، وفوجئ النجار بأنه كلما ذهب يبحث عن عمل بعدما أوقف حال مؤسسته قالوا له: "لا نريد عملاء مخابرات"، ما يدل أن توصية "جامدة أوي" تصل من سفارتنا ضد النجار.
تأتينا كثير من الشكاوى من جاليتنا في إسبانيا ضد السفارة وتعنتها معهم، وعدم إعطائهم أدنى الرعاية الضرورية، إلى درجة أن يتساءل بعضٌ: ما جدوى هذه السفارة؟!، وماذا تفعل؟!، ولماذا أولاد "الكبار" والدبلوماسيين يعينون في السلك الدبلوماسي؟!، وبالتالي نهنئ الأخت "ديمة حسن عصفور" بعملها الجديد في البعثة الدبلوماسية بجنيف، وسؤال سريع لها: "إنتِ تخرجت ولا لسه بتدرسي؟!".
إلى متى ستظل هذه العربدة، وهذا المسلسل غير الأخلاقي في سفاراتنا بالخارج؟!، أما من رقيب من الرئاسة أو وزارة الخارجية؟!، أم هذا هو الدليل القاطع على أن الفساد طال رأس السمكة؟!، لماذا ترقية الدبلوماسي الأخلاقي والفاسد والمتسلق، والذي له قضايا عديدة في الأمن ومشاكل وخلافات حادة مع الجاليات في الخارج؟!
إلى متى سيظل أمثال السيد القنصل محمد عمرو، المرتبط بالوقائي الذي يحقق مع طلابنا، ويفحص توجهاتهم، ويكتب التقارير هم المتحكمين في مصائر ورقاب أشراف وأدباء وأبناء فلسطين الأوفياء؟!، أيعقل أن السفير الفلسطيني في إسبانيا كفاح عودة الذي "فيلته" بمسبحها (الحوض المائي) أكبر من بيت و(فيلا) السفير الأمريكي يقول: "هدفنا الأساسي ليس نزع الشرعية عن (إسرائيل)"؟!، وذلك في أثناء التحرك الدبلوماسي للاعتراف بدولة غير عضو في الأمم المتحدة؛ ليموت الحراك الدبلوماسي بعد ذلك، وتعود سفاراتنا إلى سباتها العميق وترقد بسلام.
إنه واقع أليم جدًّا في بعض سفاراتنا المفصومة عن واقعها الفلسطيني المعيش في الداخل، إنهم لا يشعرون بنا في الداخل، ويعتاشون على دمائنا ودماء آبائنا وأهلنا التي كانت سببًا في سلطتهم وسفاراتهم، وأموال المساعدات التي يتنعمون بها في فنادق "خمسة نجوم".
لوثتم سمعتنا في الطين، يا سفارة فلسطين.
روسيا الإسرائيلية
فلسطين الآن ،،، فيصل القاسم
لا يسع المرء إلا أن يضحك، أو يسخر بمرارة عندما يرى بعض القومجيين العرب وهم يطبلون ويزمرون لتصاعد النفوذ الروسي في العالم بشكل عام وفي المنطقة العربية بشكل خاص. فقد اعتاد هؤلاء أن يصفقوا لأي قوة تنافس النفوذ الأمريكي في العالم، بغض النظر عن أهدافها ومراميها وتوجهاتها. والمضحك في موقف هؤلاء أنهم يتباهون بالقوى العالمية الصاعدة كما لو كانت تحت إمرتهم، أو مجرد حصان يركبونه للوصول إلى غاياتهم، دون أن يدروا أن القوى الصاعدة تعمل من أجل بلادها، وليس من أجل القومجيين العرب.
لا شك أن من حق روسيا والصين وغيرهما أن ينافسا على قيادة العالم، لكن، هل يحق لنا نحن العرب أن نطبل ونزمر لتصاعد القوة الروسية أو الصينية؟ لماذا ما زلنا نتصرف كالصلعاء التي تتفاخر بشعر جارتها؟ ولعل الأمر الذي يحاول القومجيون العرب القفز فوقه في تطبيلهم لروسيا الجديدة أنهم يتناسون أن علاقة الروس بإسرائيل لا تقل قوة عن علاقة أمريكا. فلا داعي للتذكير مثلاً بأن الاتحاد السوفيتي كان أول دولة تعترف بإسرائيل قبل أمريكا. لكن الأهم الآن أن علاقة موسكو بتل أبيب تجذرت، وأصبحت علاقة عضوية منذ عام 1985عندما غادر روسيا أكثر من مليون وثلاثمائة يهودي روسي إلى إسرائيل.
هل يعلم القومجيون العرب الذين يصورون لنا روسيا وكأنها رائدة القومية العربية ورمز المقاومة والممانعة وحاملة مشاعلها إن أقوى لوبي في إسرائيل الآن هو اللوبي الروسي سياسياً واقتصادياً وعلمياً؟ وهذا اللوبي غداً مرتبط ارتباطاً عضوياً بالطبقة الحاكمة في روسيا، وأصبح بينهما من المصالح والمنافع والتنسيق الكثير الكثير. لقد غدا الأمر أكبر من تحالف بين روسيا وإسرائيل، بعد أن أصبحت النخبة السياسية والثقافية والعلمية والاقتصادية والمالية الروسية السابقة كلها في إسرائيل منذ عام 1985. لهذا، عندما يزور فلاديمير بوتن إسرائيل، فهو يزور أهله وعشيرته عملياً. ولا شك أن النظام السوري يدرك هذه الحقيقة بين روسيا وإسرائيل، وبعض الماكرين يراه جزءاً لا يتجزأ من هذا التحالف. أضف إلى ذلك أن اللوبي الروسي في إسرائيل ليس مجرد صلة وصل بين الدولتين، بل أيضاً بين اللوبي الإسرائيلي في روسيا وإسرائيل. وما أدراك ما اللوبي الإسرائيلي في روسيا الذي لا يقل تأثيراً ونفوذاً عن اللوبي الإسرائيلي في أمريكا. وحدث ولا حرج عن أن لوبي السلاح في روسيا يكاد يكون في معظمة لوبياً إسرائيلياً. وقد ذكر أحد الملحقين العسكريين الروس في سوريا ذات مرة أن لوبي السلاح في روسيا لا يسمح ببيع إلا أنواع معينة من السلاح لسوريا خوفاً من أن يستخدم السلاح الروسي الفعال ضد إسرائيل. لذلك عندما تمتنع روسيا عن تزويد سوريا بصواريخ معينة، فليس لأن سوريا لم تدفع ثمنها، بل لأنها خط أحمر بالنسبة لإسرائيل وجماعتها في موسكو. ولنتذكر كيف باركت إسرائيل قبل مدة قصيرة بسرعة البرق وضع جنود روس على الحدود بينها وبين سوريا.
وكم أضحك عندما أرى بعض القومجيين، خاصة السوريين منهم، وهم يقرضون شعراً بفلاديمير بوتن متناسين ما قاله في آخر زيارة له لإسرائيل، حيث صلى خلف حائط البراق (المبكى) وهو يرتدي القلنسوة اليهودية الشهيرة. وقد اعتبر بوتن "أن التاريخ اليهودي محفور في حجارة القدس"، وأن عرى التحالف بين روسيا وإسرائيل أقوى من أن يقطعها أحد.
وقد برز التحالف الروسي الإسرائيلي في أجلى صوره في الخطوة الروسية الأخيرة المتمثلة بالضغط على النظام السوري لتدمير ترسانته الكيماوية التي تمثل السلاح الاستراتيجي بالنسبة لسوريا، ناهيك عن أنه المعادل الاستراتيجي للسلاح النووي الإسرائيلي. أليست إسرائيل هي المستفيد الأكبر من القضاء على الترسانة الكيماوية السورية؟ ألم يكن السلاح الكيماوي السوري يشغل بال إسرائيل على مدى أكثر من ثلاثين شهراً منذ اندلاع الثورة السورية؟ ألا تلعب روسيا لمصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى عندما تضغط على سوريا لتدمير مخزونها الكيماوي؟
ليس صحيحاً أبداً أن هناك خلافاً بين أمريكا وإسرائيل من جهة وروسيا من جهة أخرى فيما يخص النظام السوري، فالأطراف الثلاثة متفقة على بقاء النظام رغم الألاعيب المفضوحة التي مارستها روسيا وأمريكا في مجلس الأمن الدولي. فقد روى بعض المطلعين أن المسؤولين الأمريكيين كانوا يشكرون نظراءهم الروس في مجلس الأمن الدولي بعد كل مرة تستخدم فيها روسيا الفيتو لعرقلة أي قرار بخصوص سوريا. لقد كانت روسيا فقط تغطي على الموقف الأمريكي الذي يفضل بقاء النظام السوري، لكنه لا يستطيع الجهر بذلك علناً بسبب الرأي العام العالمي والعربي. فكيف يؤيد الرئيس الأمريكي نظاماً يقتل شعبه؟ فجاء الفيتو الروسي متفقاً عليه بين الأمريكيين والروس لحفظ ماء وجه الإدارة الأمريكية.
قد ينظر البعض إلى الضغوط التي مارستها روسيا على النظام السوري للتخلي عن سلاحه الكيماوي على أنها انتصار للسياسة الأمريكية والتهديدات التي مارسها أوباما على موسكو ودمشق في الآونة الأخيرة. لكن في واقع الأمر، فإن التنسيق الروسي الأمريكي فيما يخص تدمير المخزون الكيماوي السوري يهدف بالدرجة الأولى إلى خدمة إسرائيل وتجنيبها مخاطر ذلك السلاح، خاصة إذا وقع في أيدي جماعات لا يمكن لأحد أن يسيطر عليها.
ليس هناك خلاف بين الروس والأمريكيين أبداً فيما يخص الوضع السوري أبداً، فالطرفان متفقان على العمل من أجل المصلحة الإسرائيلية. وبالإمكان القول إن الخيط الإسرائيلي يجعل روسيا وأمريكا على قلب رجل واحد، وهو الرجل الإسرائيلي الصهيوني.
هل عرفتم أخيراً من يحمي النظام في سوريا؟ إنها روسيا الإسرائيلية