اقلام واراء حماس 437
2/10/2013
معا تنقلب على نفسها!!..
فلسطين اليوم ،،، هاني حبيب
|
ائتلاف شباب الانتفاضة و"جمعة الأقصى" ...
فلسطين اليوم ،،، منير شفيق
|
الانتفاضة بحاجة إلى مقاومة
فلسطين الآن ،،المركز الفلسطيني للإعلام ،، مصطفى الصواف
|
إعادة تشكيل المنطقة
فلسطين أون لاين ،،، أ.د. يوسف رزقة
|
من مصر إلى تونس: انقلبوا زيِّنا!!
فلسطين أون لاين ،،، محمد جمال عرفة
|
التخابر مع حماس!
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، إياد القرا
|
شعار "رابعة"
فلسطين الآن ،،، ياسر أبو هلالة
|
بعد عشرون عام ما الذي جنيناه من اتفاقية باريس الاقتصادية..
فلسطين اليوم ،،، د. ماهر تيسير الطباع
|
|
معا تنقلب على نفسها!!..
فلسطين اليوم ،،، هاني حبيب
ارتكبت وكالة معاً جريمة نكراء بحق نفسها ، اولاً وقبل كل شئ، عندما أوقفت موظفيها عن العمل ، ومعظمهم من الصحفييين والمراسلين ، قبل أيام قليلة من عيد الأضحى ، هى جريمة كونها تطال هذه الوكالة الفلسطينية العملاقة ، التى تعتبر إحدى أهم المنابر الإعلامية الناجحة ، وتشكل فخراً فلسطينياً على هذا الصعيد ، إذ أن هذا القرار ينال منها ومن سمعتها ومصداقيتها قبل أن ينال من لقمة عيش العاملين في مكتبها في قطاع غزة.
البيان الصادر عنها بهذا الصدد يدينها، قبل أن يشكل مبرراً واهياً لقرارها التعسفي، فقد لاذت "معاً" بأسباب تتعلق بقيام حكومة حماس بإغلاق مكتبها، وهو إجراء قمعى وتعسفي وإقصائي من الدرجة الأولي، غير أن قرار الاستغناء عن العاملين في مكتب الوكالة بغزة، يعتبر دعماً ضمنياً وربما مباشراً لقرار إغلاق المكتب من قبل حكومة حماس، وكأن الوكالة كانت بانتظار قرار هذه الحكومة، كي تخلي مسؤوليتها عن المكتب وموظفيه وصحفييه الذين أسهموا من دون شك فيما وصلت إليه الوكالة من مكانة مرموقة في الإعلام الوطني الفلسطيني المستقل.
ومن اللافت أن الوكالة تشير في بيانها المذكور "التزامها الأخلاقى والنقابي والإداري والمالي تجاه قضيتهم" مع أن الإجراء الإنتقامي يشكل خرقا فظاً وفاضحاً لكل المعايير الأخلاقية والنقابية والإدارية والمالية، بينما يشير البيان في مكان آخر إلى " أن معاً لا تصرف الأمول على الإنقلابيين ضد حرية الإعلام وحرية الرأي" وكأنما تشير الوكالة إلى إلصاق تهمة الإنقلابيين بموظفيها في قطاع غزة، الأمر الذي شجع تلك "الإشاعات" التي باتت تعم كافة مجالات الحياة في قطاع غزة، عن رغبة "الضفة" بقطيعة على الجزء الآخر المتاح في الوطن "قطاع غزه" والإنسلاخ عنه، تلك الشائعات واسعة النطاق والتى تعم الحديث المتواتر والمتواصل عن هذا الأمر باعتباره سياسة رسمية، امتدت إلى سياسات قطاعات مختلفة، ومع أننا لا نتفق مع هذا الرأى إلا أن إجراء معاً المشار إليه يخدم تلك التقولات والشائعات.
وبالمقابل فإن هذا القرار الإعتباطي غير المدروس بأبعاده ومراميه لا يجب أن يفتح النار على وكالة معاً من حيث كونها مؤسسة إعلامية وطنية، إذ يجب الفصل نسبياً بين دورها الوطني الطليعي، والحماقة التى ارتكبتها بحق نفسها وحق موظفيها من الزملاء الصحفيين والمراسلين، إذ أن ذلك يصب لصالح قرار إغلاق مكتبها من قبل حكومة غزة، مع ضرورة وقوف كافة الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين مع الزملاء في مكتب الوكالة في قطاع غزة، وربما من الأفضل الفصل بين قضيتى إغلاق الوكالة، وجريمة الاستغناء عن موظفي المكتب، لحشد كافة الاتجاهات السياسية والمهنية في الجسم الصحفي الإعلامي، مع اختلافاتها الفصائلية ومواقفهم السياسية، لصالح الوقوف مع حقوق الزملاء المفصولين تعسفاً من عملهم، كونهم لا يتحملون مسؤولية إغلاق المكتب، والأهم من ذلك، كونهم أسهموا إسهاماً فعالاً ومباشراً، فيما وصلت إليه الوكالة من مكانة ودور، وعندما قامت "معاً" بالاستغناء عنهم فإنها في الواقع تشير إلى أن ثقافتها مهددة من خلال الإخلال بمبدأ الوفاء والعمل في إطار فريق جماعي.
لقد تقاعس الصحفيون والإعلاميون الفلسطينيون، عندما لم يقفوا موقفاً حاسماً ضد كل الانتهاكات التى طالت العديد من حقوقهم، لكن ذلك لا يجب أن يستمر، ولعل "خلية الأزمة" التي شكلها نادي الإعلاميات الفلسطينيات، قد التقطت هذا التقصير الصادق، إنطلاقاً من قرار وكالة معاً، لتسجل وقفة حاسمة مستمرة ببرامج عمل تتصل بضرورة متابعة يومية للقيام بكل ما من شأنه إعادة حقوق الصحفي الفلسطيني والإعلاميات الفلسطينيات المنهوبة والمنتهكة، سواء من الجهات الرسمية والاحتلالية أو أصحاب العمل.
واللافت في هذا السياق أن زملاء الصحفيين المستغنى عنهم في قطاع غزة، في مركز الوكالة الرئيسي في بيت لحم، لم يتحركوا لنصرة قضية زملائهم، وكان من المتوقع أن يستنكر هؤلاء، على أقل تقدير، ما قامت به الوكالة من إجراء انتقامي عقابي ضد زملاء العمل في قطاع غزة، والطعم المر للقمة العيش، يجب ألا يعرف سبباً للصمت عن هذه الجريمة، وكان حرياً بالزملاء في مركز الوكالة وفروعها، الوقوف مع الزملاء في مكتب قطاع غزة.
إن انقلاب وكالة معاً على نفسها وعلى موظفيها في قطاع غزة، لا يجب أن يمر مرور الكرام من خلال ابداء الأسى والأسف على لقمة عيش الزملاء المفصولين، بل يجب ان يوفر فرصة التحام الصحفيين والإعلاميات الفلسطينيات مع قضايا حرية الرأى والتعبير وتوفير كافة الفرص للحفاظ على حقوق العاملين في المجال الصحفي والإعلامي وتحركاً منظماً ضد كل الاطراف التى استغلت وما تزال تضحيات الصحفيين والإعلاميات لصالح قرار هذه المؤسسات وأصحابها !!
بعد عشرون عام ما الذي جنيناه من اتفاقية باريس الاقتصادية..
فلسطين اليوم ،،، د. ماهر تيسير الطباع
تم توقيع اتفاقية باريس الاقتصادية قبل عشرون عاما , بتاريخ 29/4/1994 في مدينة باريس كأحد الملاحق الهامة لاتفاقية أوسلو و كان من المفترض أن تكون فترة تلك الاتفاقية للمرحلة الانتقالية لمدة خمس سنوات , لكن للأسف الشديد استمرت حتى يومنا هذا.
وبعد مرور عشرون عاما على توقيع اتفاقية باريس الاقتصادية , أصبحت من الزمن الماضي حيث أنها لم تعطى أي فائدة أو تضيف أي عائد على الاقتصاد الفلسطيني , بل ساهم استغلال الجانب الإسرائيلي لبنودها وتفريغها من محتواها وعدم تعديلها وتطويرها بما يتلائم مع المتغيرات الاقتصادية المحلية و العالمية إلى تدهور حال الاقتصاد الفلسطيني و الحد من نموه ونشاطه , كما أن الاتفاقية أضعفت القدرة على الإنتاج واستغلال الأرض والموارد الطبيعية الفلسطينية وتطوير التجارة والصناعة والزراعة و الاستثمار في فلسطين.
و ساهمت اتفاقية باريس الاقتصادية في تحجيم دور السلطة وعدم سيطرتها على المصادر الطبيعية و المعابر الحدودية وربطت الاقتصاد الفلسطيني الناشئ ذات النمو المحدود بالاقتصاد الإسرائيلي القوي ذات النمو الكبير والذي اعتبره البنك الدولي من ضمن أفضل الاقتصاديات في العالم , مما كان له الأثر الكبير في إضعاف و تدهور الاقتصاد الفلسطيني وحدوث فجوة كبيرة بين مستوى المعيشة لدي الطرفين حيث بلغ الحد الأدنى للأجور في إسرائيل 4300 شيكل شهريا , وهذا يوازي ثلاث أضعاف الحد الأدنى للأجور في المناطق الفلسطينية والذي تم إقراره حديثا وبلغ 1450 شيكلشهريا, وهو أقل من خط الفقر الوطني في فلسطين الذي يبلغ 2293 شيكل شهريا للعام 2011 , كما يوجد فجوة كبيرة بين نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي لدى الطرفين حيث بلغ نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي في إسرائيل 28,930 دولار , بينما يبلغ في المناطق الفلسطينية 1614 دولار , هذا بالرغم من التقارب الكبير في أسعار المواد الاستهلاكية و الأساسية لدى الطرفين.
كما ساهمت المعيقات الإسرائيلية إلى ضعف كافة الأنشطة الاقتصادية الفلسطينية , مما تسبب في ارتفاع معدلات البطالة في فلسطين إلى 20.6% حيث بلغ عدد العاطلين عن العمل حسب تعريف منظمة العمل الدولية حوالي 234 ألف شخص في فلسطين خلال الربع الثاني 2013، منهم حوالي 126 ألف في الضفة الغربية وحوالي 108 ألف في قطاع غزة. , ما يزال التفاوت كبيراً في معدل البطالة بين الضفة الغربية وقطاع غزة حيث بلغ المعدل 27.9% في قطاع غزة مقابل 16.8% في الضفة الغربية , بينما يبلغ معدل البطالة في إسرائيل 6.9% وهذا يوضح الفجوة الكبيرة الموجودة بين نشاط ونمو الاقتصاد الفلسطيني والإسرائيلي.
ومن أهم بنود اتفاقية باريس ربط ضريبة القيمة المضافة بين المناطق الفلسطينية و الإسرائيلية و استخدام الغلاف الجمركي الإسرائيلي , حيث يتحكم الجانب الإسرائيلي بنسب الضريبة المضافة بما يتلائم مع الأوضاع الاقتصادية في إسرائيل وتبلغ نسبة الضريبة المضافة في المناطق الإسرائيلية حاليا 18% و في المناطق الفلسطينية 16% حيث أن الفرق المسموح بة يجب ألا يتجاوز 2% حسب اتفاق باريس الاقتصادي , ومما يذكر بأن نسبة الضريبة المضافة كانت 14.5% في المناطق الفلسطينية قبل رفع إسرائيل النسبة , و هو ما تسبب في زيادة الأسعار على المستهلكين , و زيادة تكاليف الإنتاج للمنتجات الوطنية , الأمر الذي أثر بشكل سلبي على المواطنين و حملهم أعباء مالية إضافية دفعتهم في الفترة الأخيرة للتظاهر ضد الغلاء و السياسات الاقتصادية .
كما ربطت إسرائيل من خلال اتفاقية باريس الاقتصادية أسعار المحروقات بالمناطق الفلسطينية بالتسعيرة الإسرائيلية , مع السماح بوجود فرق للمستهلك الفلسطيني لا يتجاوز 15% من السعر الرسمي النهائي للمستهلك في إسرائيل , وتحصل إسرائيل على ما يعرف "بضريبة البلو" البالغة 3 شيكل عن كل لتر من مشتقات البترول يباع سواء في "إسرائيل" أو في مناطق السلطة الفلسطينية هذا بالإضافة إلي ضريبةالقيمة المضافة البالغة 18% , و هذا يعني أن كل لتر من مشتاقات البترول يباع في السوق يتحمل ما قيمته 3.5 شيكل و هو ما يشكل 50% من سعر اللتر يذهب لصالح الضرائب , وتعتبر هذه النسبة من أعلى النسب في العالم.
كما منحت اتفاقية باريس الاقتصادية الحق للجانب الإسرائيلي بتحصيل كافة الضرائب و الجمارك على الواردات الفلسطينية و على المبيعات الإسرائيلية في الأسواق الفلسطينية ومن ثم تحويل تلك الأموال إلى حساب السلطة , مما أدي إلى تحكم إسرائيل بتلك الأموال و استخدامها للابتزاز السياسي و هو ما ساهم في أزمة السلطة المالية , كما أدى عدم سيطرة السلطة على المعابر إلى انتشار التهرب الضريبي , وبحسب أحدث تقرير للأونكتاد فإن الضرائب غير المسددة عن السلع المهربة التي تأتي من إسرائيل تمثل 17% من مجموع الإيرادات الضريبية أي نحو 305 مليون دولار في عام 2012 ، وهو ما يكفي لتغطية 18% من فاتورة الأجور التي تدفعها السلطة , و وفقا لاتفاقية باريس الاقتصادية يفترض أن تحول إسرائيل إلى السلطة الإيرادات المتسربة من الضرائب على الواردات المباشرة وغير المباشرة .
و المطلوب الآن السعي بجدية لتطوير و تعديل اتفاقية باريس الاقتصادية بما يتلاءم مع المتغيرات الحالية المحلية و الدولية و ضرورة إعطاء أولوية للجوانب الاقتصادية والمعابر في أي اتفاقية سياسية مستقبلية وإعطاء ضمانات بحرية حركة البضائع علي المعابر التجارية وحرية حركة الإفراد علي المعابر الدولية على مدار العام.
ائتلاف شباب الانتفاضة و"جمعة الأقصى" ...
فلسطين اليوم ،،، منير شفيق
أصبحت الظاهرة الرائعة السائدة في فلسطين، المحتلة السليبة، تتجسّد في ما راحت تبادر إليه مجموعة – مجموعات من الشباب والشابات من حراك ونشاطات ارتفعا إلى مستوى الدعوة علناً إلى الانتفاضة ضدّ الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس والاعتداء على المقدسات المسيحية والإسلامية، ولا سيما ما يتعرض له المسجد الأقصى من اقتسام الصلاة بين المسلمين والمستوطنين الصهاينة.
عندما يقرأ المرء ويتابع على سبيل المثال لا الحصر بيانات «ائتلاف شباب الانتفاضة- فلسطين» يتأكد بأن ثمة محاولات جادّة لتصحيح البوصلة والمسار وذلك بالخروج من سياسة المفاوضات والتسوية وأوسلو، ومن مأزق الارتباك والانقسام إلى فضاء الانتفاضة وإعلان النفير العام من أجلها.
أكد الائتلاف في بياناته، والتصريحات الصحفية، أن هدفه إعادة مسار القضية إلى الطريق الصحيح، ووقف تغوّل قوات الاحتلال على المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن الثورة اليوم تنطلق للتصدي لمشروع تقسيم الصلاة في المسجد الأقصى الذي يصرّ الاحتلال على تنفيذه، وبعمل له ليل نهار.
هذا، ويتطلع ائتلاف شباب الانتفاضة- فلسطين إلى إعادة الدور القيادي الميداني للشباب في مسيرة تحرير فلسطين. ولعل أهم ما يلفت الانتباه مطالبته الانطلاق إلى نقاط التماس مع العدو، والتي تجسّد صور القهر والتنكيل، مع الإشارة بأن هذا الانطلاق غير موجّه ضدّ أحد من الأطراف الداخلية، فالبوصلة متجهّة ضدّ العدو وحده.
ودعا الائتلاف كل فصائل المقاومة الفلسطينية إلى ضرورة التحرك إلى جانب الشباب الفلسطيني المنتفض اليوم في وجه الاحتلال. وقد شدّد على أن الشباب الفلسطيني قرّر تجاوُز «كل الخلافات السياسية والتوحد بشكل كامل في وجه المحتل، استشعاراً منه بعظم الخطر الذي يحيط بالقضية الفلسطينية اليوم من كل جانب».
وحدّد الائتلاف يوم الجمعة في 27/9/2013 ليكون يوم النفير في مختلف ربوع الوطن، وفي كل المدن الفلسطينية لإحياء ذكرى انتفاضة الأقصى ونصرة القدس والمقدسات.
وبالفعل استجاب شباب وشابات فلسطين للانتفاض في اليوم الموعود الذي سمّي «جمعة الأقصى» حيث انطلقت التظاهرات الكثيفة والشجاعة والتي اصطدمت بقوات العدّو، ابتداءً من مدينة القدس ولا سيما في منطقة باب العامود. فكانت مواجهات واعتقالات أعادت مشهد «انتفاضة الأقصى» عام 2000. وشهدت مدينة الخليل بدورها مواجهات عنيفة في باب الزاوية وشارع الشلالة، ومفترق طارق بن زياد. وقد أطلقت قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وذلك بالرغم من الانتشار الكثيف من قبل أجهزة الأمن للحيلولة دون وصول المتظاهرين إلى مناطق التماس مما أثار احتجاجاً واسعاً من قبل الجماهير. واعتبرت تلك الخطوة مناقضة للتعهدات التي أعطتها أجهزة السلطة للائتلاف بالسماح للتظاهرات بالوصول إلى نقاط التماس.
واتسّعت التظاهرات لتشمل كلا من بلدة بيت أمر شمال مدينة الخليل ومن مخيم العروب حيث دارت مواجهات لعدّة ساعات بين المتظاهرين وقوات الاحتلال التي راحت تردّ على الحجارة بالرصاص المطاطي. وحدث الإشكال نفسه في مدينة نابلس حيث شهد حاجز حوارة جنوب المدينة مواجهات مع قوات الاحتلال التي استخدمت الغازات والرصاص المطاطي لمنع التظاهرات من الوصول إلى الحاجز. وهو ما تكرّر عند مفرق مستوطنة «بركة». أما في بيت لحم فقد استبقت الأجهزة الأمنية تجمعات المتظاهرين فانتشرت بكثافة أمام مدخل مخيم عايدة لتمنع الوصول إلى الأبراج العسكرية الصهيونية. ولكن تمكن عشرات من الشباب والفتيات من اختراق الحواجز فألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة على الأبراج التي ردّت بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيّل للدموع.
على أن الأجهزة الأمنية الباسلة واليقظة ضدّ شعبها استطاعت أن تحافظ على الهدوء في مدينة جنين وفي محافظة طوباس حيث منعت المتظاهرين من الوصول إلى حاجز الجلمة ونقاط التماس الأخرى.
وفي قطاع غزة اندلعت المواجهات بالقرب من موقع «ناحل عوز» بين المتظاهرين وقوات الاحتلال التي أطلقت بدورها الرصاص المطاطي والقنابل الغازية.
هذه المعلومات المستقاة من بيان للائتلاف حيّا فيه الشباب والشابات الذين شاركوا في التظاهرات وقدّر عالياً الاستجابة الشعبية الكبيرة، وبأشكال متعدّدة، لدعوات «الاحتشاد والانتفاض ضدّ آلة الظلم والقهر والتهويد الصهيونية». ولكنه من جهة أخرى استغرب «قيام الأجهزة الأمنية في الضفة المحتلة بمنع المظاهرات الجماهيرية والشعبية في مختلف مناطق ومدن الضفة على الرغم من الوعود التي قدّمت لنا بأنهم لن يتعرضوا لهذه المسيرات طالما أن وجهتها القدس».
وبهذا يكون يوم الجمعة في 27/9/2013 قد راكم يوماً آخر على طريق الإرهاصات والتحركات المتجهة إلى الانتفاضة الشاملة التي سينخرط فيها الشعب كله، وبكل قواه الحيّة، وفصائل المقاومة، شيباً وشباباً ورجالاً ونساء، وأولاداً وبناتاً، وفتياناً وفتيات. وعندئذ، وبقليل من الأسابيع أو الأشهر، وبالصمود والإصرار، وبعدم التراجع أو المساومة أو التفاوض، سنرى قوات الاحتلال تنسحب مدحورة، والمستوطنات تُفك بلا قيد أو شرط، وسنرى القدس والمسجد الأقصى وكل المقدسات في المدينة القديمة وما حولها قد استنقذت، وسنرى كل الأسرى محررّين إن شاء الله.
فتحية لائتلاف شباب الانتفاضة-فلسطين وتحية لكل حراك شبابي يوجّه بوصلته ضدّ الاحتلال والمستوطنات والمستوطنين ومن أجل استنقاذ القدس وإطلاق كل الأسرى. ويا للعيب والعار لمن يصدّرون الأوامر للأجهزة الأمنية لقمع التظاهرات والحيلولة ضدّ الانتفاضة. ويدّعون أنهم مع «المقاومة الشعبية».
شعار "رابعة"
فلسطين الآن ،،، ياسر أبو هلالة
بعد الثورة الإسلامية في إيران، حاول جهيمان العتيبي تكرار التجربة في السعودية، وأعلن عن بيعة المهدي المنتظر في الحرم المكي. في تلك اللحظة، تصرفت الدولة السعودية بذكاء؛ إذ لم تكتف بسحق حركة جهيمان، بل صدّرت طاقات الاحتجاج والغضب لمواجهة الاتحاد السوفيتي في أفغانستان.
ولم تكن تلك سياسة سعودية فقط، بل إن الأردن ومصر ودول الخليج ودول الغرب سمحت بالهجرة إلى أرض الجهاد وشجعتها. ولم يعنِ ذلك أنه لن تحدث هجرة معاكسة بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي. غير أن الضرر الأكبر تم تجاوزه.
في "الربيع العربي" يتكرر المشهد بصورة مختلفة، بفضل ثورة الاتصالات. فشارع بورقيبة في تونس، وميدان التحرير في مصر، كما ساحات الثورة في كل من اليمن وليبيا وسورية، دخلت كل بيت عربي، وأشغلته عن همه المحلي. وفي الثورة المضادة في مصر تكرر المشهد، وشعر الناس أنهم لو نظروا من شرفات بيوتهم لشاهدوا حريق "رابعة". لذا كان التضامن مع شهداء الميدان عالميا.
وبدلا من أن تسعد الدولة عندنا بانشغال المعارض الأردني بهم أكبر من همه المحلي، فإنها تحيل شبابا إلى المحكمة بتهمة رفع شارة "رابعة". وإن كانت تلك جريمة، فإن الدولة مضطرة لتوجيه تهم إلى آلاف من الأردنيين الذين يرفعون الشارة على "بروفايلاتهم" على مواقع التواصل الاجتماعي.
على الدولة أن تدرس "رابعة" وما بعدها؛ فالناس هزمت الخوف. لا تقرأوا صورة "رابعة" في الإعلام العربي، بل تابعوا كيف رُسم المشهد في الإعلام الغربي غير المتعاطف مع الإخوان أصلا.
شباب "رابعة" يحتاجهم أي بلد، بشجاعتهم وفدائيتهم وسلميتهم. لم يبسطوا يدهم بالقتل لمن بسط يده لقتلهم. وأقل ما يمكن أن يقدمه إنسان لإنسان مظلوم، ولو اختلف معه في كل شيء، أن يرفع شارته. فالتضامن مع "رابعة" ليس تعبيرا سياسيا يخص الإسلاميين، بل هو شعور إنساني طبيعي تجاه أي شعب من الشعوب يواجه الطغاة. ومن مصلحة الدولة أن يكون لدى الناشطين هنا انشغال بشأن خارجي، وكذلك من المصلحة أن يُقارن البطش في مصر بـ"الدلال" هنا.
يوجد الكثير من الظواهر في الأردن تستعصي على التفسير. فنحن نتباهى بإنجاز تعديلات دستورية تمنع إحالة المدنيين إلى محكمة أمن الدولة. وما أعلمه أن أبسط حقوق المواطن الدستورية أن يعبّر عن رأيه سلما فيما خص بلده، وأميركا، ومصر، والدومنيكان.
شخصيا، وضعت شعار "رابعة" على "بروفايلي" قبل أن أكتشف أنها جريمة. وأنا أسأل: هل هذا يهدد أمن الدولة؟! لدي أكثر من ثلاثين ألف متابع على "تويتر"، كثير منهم يضعون الشارة التي تظهر لمن يدخل على حسابي، فهل أخرجهم من قائمة متابعيّ؟
وبموجب التعديل الحكومي الأخير، صار ممثل اليسار الاجتماعي والناشط الحراكي خالد الكلالدة، وزيرا للتنمية السياسية. ولا شك أنه بحكم قربه من الحراكيين ومن الدولة في آن، يستطيع أن يقدم لنا تفسيرا علميا، أو على الأقل أن يستخدم تعبيرا علميا في وصف تلك الظاهرة.
الانتفاضة بحاجة إلى مقاومة
فلسطين الآن ،،المركز الفلسطيني للإعلام ،، مصطفى الصواف
يقولون أن عجلة التاريخ لا تعود إلى الوراء، هذا صحيح ، ولكن قد تعود مسببات حدث معين نفسها لترسم تاريخ جديد قد يكون مشابه للتاريخ الماضي أو استكمالا له لأن التاريخ عبارة عن سلسلة مترابطة بعضها ببعض قد تتشابه المسببات وتختلف النتائج لأن البيئة التي وجدت فيها المسببات المتشابهة فتكون النتائج مختلفة ولكن إذا كانت المسببات والبيئة واحدة تكون النتائج والمخرجات إن لم تكن واحدة فهي على الأقل متشابه إلى حد كبير ولكن بوجوه مختلفة.
اليوم أسباب وقوع انتفاضة في الأراضي الفلسطينية يبدو أنها تتحضر وان الظروف تتهيأ لليوم الذي تجري فيه انتفاضة ثالثة ستنفجر في وجه الاحتلال لأن الاحتلال هو العدو الذي يجب أن ينتفض الشعب الفلسطيني وفي نفس الوقت قد يتصدى للانتفاضة إذا وقعت أجهزة امن السلطة كما جرى في تظاهرات الجمعة الماضية التي انطلقت دفاعا عن الأقصى وهذا التصدي قد يتكرر فيما لو قامت انتفاضة جديدة وعندها سيوجه المنتفضون غضبهم ضد الاحتلال ومن يمنعهم من التصدي للاحتلال وهذا ما يجب أن تحذره السلطة والتي من الأجدر بها أن تنحاز إلى الشعب وانتفاضته لا أن تشارك الاحتلال في التصدي للانتفاضة الجديدة .
نقول أن إمكانية الانتفاضة الثالثة باتت قريبة وخاصة في ظل ما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصى المحرك الأساس للانتفاضة الثانية ( الأقصى ) والتي جاءت عقب محاولة المجرم شارون تدنيس المسجد الأقصى وتصدى له الفلسطينيون بالأحذية وحاويات القمامة فسقط الشهداء والجرحى واندلعت عندها انتفاضة الأقصى وقد سبقها فشل ما يسمى بالعملية السلمية وكامب ديفيد التي جمع فيها الرئيس الأمريكي بيل كلنتون ياسر عرفات ويهود باراك في منتجع كامب ديفيد والذي حول إلى معتقل مارست فيه أمريكا كل أساليب الضغط فكان الرفض من قبل ياسر عرفات الذي ادر كان الهدف هو تنازل الشعب الفلسطيني عبر قيادته التاريخية عن ما تبقى من حقوقه وثوابته، وقال كلمته الشهيرة ( إذا أردتم السير في جنازتي غدا يمكن أن أوقع ) وغادر ثم كان الحصار والتسميم والقتل.
ما أشبه اليوم بالبارحة وأن اختلفت الوجوه واختلفت المواقف، القدس تتعرض لهجمة غير مسبوقة تكاد تصل إلى حد التهويد القادم للقدس ولن يتوقف الأمر على التقسيم الزماني والمكاني بل قد يصل الوضع إلى هدم المسجد الأقصى حتى يتم بناء الهيكل المزعوم والذي يحاول الصهاينة أن يصلوا إليه في نهاية مساعيهم الجارية على الأرض، وفي نفس الوقت مفاوضات الوهم والدولة والتي انطلقت على وهم الموقف الأمريكي ومشروع كيري الاقتصادي والمشروع الصهيوني الهادف إلى أن تكون دولة الاغتصاب يهودية خالصة وسيطرة كاملة على الأجواء لأي كينونة فلسطينية وسيطرة أمنية على الأغوار وبقاء المستوطنات التي تقطع أوصال الضفة الغربية والأمر الذي يحول دون إقامة هذه الكينونة وإن قامت فستكون تحت سيطرة الاحتلال بشكل كامل أي بلا سيادة .
الضفة الغربية أضف إلى ذلك تعيش أجواء من الإرهاب والقمع من قبل السلطة وأجهزتها الأمنية اعتقالات ملاحقات استدعاءات تهديدات وفوضى وانتشار للجريمة بكل أشكالها إضافة إلى الغلاء والفقر والبطالة وتكميم للأفواه ومنع للحريات وفساد وتسلط بشكل غير مسبوق.
هذه وتلك هي الأسباب التي قامت من أجلها الانتفاضتان وهي اليوم تظهر بوضوح على ارض الواقع، لذلك نحن من هنا نتوقع أن انتفاضة ثالثة على الأبواب نتيجة أن المسببات باتت قائمة وأكثر وضوحا ولكنها لن تكون كمن سبقها بل ستكون اشد ضراوة وقسوة وذات أبعاد مختلفة؛ ولكن هذه الانتفاضة بحاجة إلى أن يكون للمقاومة ركن شديد في الضفة الغربية، صحيح أن الانتفاضة إذا ما نشبت ستكون شعبية جماهيرية في أولها ثم يتراجع الزخم الشعبي ليتقدم العمل المقاوم مسنودا بالزخم الشعبي من الخلف ثم تكون المقاومة في كل الأرض الفلسطينية مساندا قويا للانتفاضة في الضفة الغربية.
التخابر مع حماس!
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، إياد القرا
ما تتعرض له حركة حماس من حملة تشويه وشيطنة من قبل بعض وسائل الإعلام المصرية وبعض وسائل الإعلام العربية،التي تتبنى العداء نحو ما يطلق عليه الإسلام السياسي، وذلك لاعتبارات سياسية،يثبت أن تلك الوسائل تتبنى العداء للإسلام.
المؤسف أن هذه الحملة أصبح يتبناها بعض الجهات الحكومية العربية بشكل علني، بعد أن كانت تشارك سراً في تلك الحملات وتمولها وتدعمها، وأصبح العداء يستهدف كل ما هو إسلامي، سواء في مصر أو فلسطين أو تونس أو ليبيا، وخاصة بعد الثورات العربية، والنجاح الذي حققته الحركات الإسلامية، بفضل الدعم الشعبي الذي ظهر من خلال نتائج الانتخابات.
حركة حماس تتمتع بدعم وتأييد شعبي منقطع النظير في بلاد الثورات العربية، لذلك كانت في دائرة الاستهداف،سواء بالتضييق عليها في قطاع غزة،من خلال تشديد الحصار،أو تحريض بعض الأطراف المصرية عليها .
التخابر مع حركة حماس،تهمة الرئيس المصري، تنتقل بكل أسف لبعض الدول تحت دعوى دعم حركة حماس مالياً،وتصل التهمة إلى الحكم بعشرين عاماً ، مما أثار استغراب واستهجان الجمهور العربي.
التطور الأهم في ذلك هو علنية تلك الاتهامات، وهو الأمر المؤسف أن يحاكم المواطن العربي لدعمه للقضية الفلسطينية في تخلي تلك الأنظمة عن القضية الفلسطينية والمقاومة التي أرعبت الاحتلال وتعتمد بشكل أساسي على الدعم الجماهيري العربي.
تتبنى حركة حماس موقفاً واضحاً يحسب لها هو عدم التدخل في الشأن العربي الداخلي، والوقوف على مسافة واحدة بين الأنظمة العربية والشعبية، لضمان دعم شعبي ورسمي لصالح القضية الفلسطينية وقد نجحت في ذلك في الكثير من الحالات، بل دفعت ثمناً غالياً لذلك.
الشعب الفلسطيني يشعر بالأسى لاعتبار دعم المقاومة تهمة توجه للمواطن العربي، وهو أقل جهد يمكن أن يقدم لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته، التي استطاعت أن تعيد للشعوب العربية هيبتها في وجه الاحتلال،وتحقق نجاحاً فشلت الجيوش العربية في تحقيقه،وفي أقله قصف (تل أبيب) ودحر الاحتلال من الأرض الفلسطينية بالقوة.
الأنظمة العربية في بعض الدول هي بحاجة لأن تعيد النظر في سياستها تجاه حركة حماس والنظر إليها من منظور قوتها كحركة مقاومة فلسطينية تقاتل الاحتلال على الأرض الفلسطينية بدعم عربي وإسلامي شعبياً ورسمياً.
إعادة تشكيل المنطقة
فلسطين أون لاين ،،، أ.د. يوسف رزقة
في الحرب العالمية الأولى كشفت الثورة الروسية في ١٩١٧م عن مخطط (سركيس بيكو) ممثلين عن بريطانيا وفرنسا ودول الحلفاء, لتقسيم الدول العربية الخاضعة لسلطة الخلافة العثمانية إلى دول قطرية تخضع لسيطرة الحلفاء، وإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. كان القادة العرب يومها يقاتلون إلى جانب الحلفاء ضد تركيا بهدف الحصول على الاستقلال. ما كشفت عنه الثورة الروسية لم يغير من موقف القادة العرب في تلك الفترة، واكتفوا بنفي الحلفاء ، وانتهى الأمر بالعرب إلى ما انتهينا إليه من نكبة فلسطين وتقسيم البلاد العربية إلى دول ، واستعمارها لسنوات طويلة.
لقد هيأت الغفلة العربية، والظروف المحلية والإقليمية المرتكبة، إضافة إلى الحرب المشتعلة الظرف المناسب للحلفاء لتنفيذ مخطط التقسيم ، مع ضمان السيطرة على ردود الأفعال. هذا ما كان وهو معلوم علم يقين للعامة الآن ، لأن العامة تعيش في ظل مخرجاته. ولكن ما أود قوله من هذا التقديم التاريخي ، هو القول بأن المنطقة العربية تعيش الطقس نفسه، وأجواء إعادة تقسيم الدول إلى دويلات تتشكل بقوة، وبدفع إسرائيلي وأميركي، وبالغفلة العربية نفسها التي كانت في ١٩١٧.
في الأيام القليلة الماضية نشرت صحيفة (نيويورك تايمز الأميركية) بعض التفاصيل في هذا المخطط الاستراتيجي الذي يحاك للمنطقة، ومما قالته بعنوان ( تقسيم 5 دول عربية إلى 14 دويلة). ومنها:
١- اليمن إلى دولتين.
٢- ليبيا إلى ثلاث دول ، برقة وطرابلس ، وفزان.
٣- سوريا إلى ثلاث دول، دولة للعلويين، ودولة للأكراد، ودولة للسنة.
٤-العراق إلى ثلاث دول ، دولة شيعية، ودولة للأكراد، ودولة للسنة.
٥-السعودية إلى أربع دول، منها دولة في المنطقة الشرقية.
ولم تتعرض الصحيفة لدول أخرى ، كانت الدراسات البحثية قد تعرضت إليها مثل السودان ومصر. ولم تتعرض الصحيفة إلى موقع (إسرائيل) في الخريطة المذكورة، وهل ستكون الفرصة مناسبة (لإسرائيل) لحل مسألة الدولة الفلسطينية خارج أرض فلسطين التاريخية المحتلة ، أي على حساب دول عربية أخرى؟
قد يبدو حديث الصحيفة على أنه ضرب من الخيال، وان الواقع لا يقبل القسمة والتجزئة ، وهي الكآبة نفسها التي قالها القادة العرب في عام ١٩١٧ بعد الكشف عن مخطط سايكس بيكو. ويبدو أننا في حاجة لمراجعة ملف السودان ، وملف العراق. إن مصالح (إسرائيل) والدول الاستعمارية تلتقي مع التجزئة والتقسيم ، ومن ثمة يجب على من يهتم بالمستقبل العربي أخذ الأمور بما تستحق، وأولى الناس بالاهتمام هم الفلسطينيون.
من مصر إلى تونس: انقلبوا زيِّنا!!
فلسطين أون لاين ،،، محمد جمال عرفة
ضحكت كثيرا وأنا أقرأ البيانات التي أصدرها نبيل فهمي وعدلي منصور ردا على مطالبة الرئيس التونسى - وهو بالمناسبة يساري لا إخواني- لـ"السلطة الجديدة في مصر" أن تطلق سراح (الرئيس محمد مرسي وكافة المعتقلين السياسيين)، ليس لأنهم قالوا له إنه لا يوجد مساجين سياسيون فى مصر(!)، ولكن لأنهما دعيا تونس ضمنا للسير على ما سارت عليه مصر.. ينقلبوا زينا يعني!!.
وضحكت أكثر عندما قالت رئيسة البرازيل - فى كلمتها - إنها تنتظر الرئيس محمد مرسي للمشاركة فى افتتاح مسابقة كأس العالم في بلادها عام 2014 وكأنها تتوقع نهاية الانقلاب مثل الكثير من المصريين والعالم عاجلا أو أجلا بعدما سفك دماء الآلاف من المصريين واعتقل الآلاف وأعاد الفساد والمحسوبية والدولة البوليسية.
بيان نبيل فهمي الذى صدر منسوبا للخارجية المصرية نفى وجود "مساجين سياسيين" في مصر وكأن العشرة آلاف معتقل الذين تتحدث عنهم بعض منظمات حقوق الإنسان هم مجرمون جنائيون، وكأن أطفال إعدادى وثانوى (القاصرين) الذين تعتقلهم قوات الأمن وتضعهم في بوكس الشرطة والزنازين بالمخالفة للأعراف الدولية هم إرهابيون!.
والأغرب أنه قال للتونسيين: "ما حدث في مصر نرجوه للأشقاء في تونس الذين لا يزال البعض هناك يحاول أن يفرض عليهم نموذجًا بعينه لا يعبر عن واقع وطبيعة المجتمع التونسي السمحة"!، وهو دعوة للتونسيين كي ينقلبوا مثل مصر ويلغوا ثورتهم ويختاروا النموذج المصري في الانقلاب.
أما بيان عدلي منصور الذى صدر باسم الرئاسة المصرية فقال أيضا: "نتمنى لتونس التي كان لها شرف افتتاح الربيع العربي الاستفادة من التجربة المصرية، التى أثبتت رفض الشعب أن يُفرض عليه نموذج بعينه لا يعبر عن طبيعته السمحة" يعني برضه بيقول لهم انقلبوا زينا!!.
أما رئيسة البرازيل "ديلما روسيف" فاختصرت الأمر كله وتجاهلت توجيه أي كلمة للانقلابيين لأنها لا تعترف بهم ووجهت الدعوة رسميًا إلى الرئيس المصرى المنتخب الدكتور محمد مرسي، وذلك لحضور افتتاح بطولة كأس العالم المقامة في البرازيل فى العام المقبل 2014، لأن كل دول أمريكا اللاتينية تتخذ موقفًا رسميًا معارضًا للانقلاب على نظام الحكم الشرعى للرئيس مرسى، وقام بعضها بسحب سفرائها من القاهرة احتجاجًا على الانقلاب.
ومع هذا فلا أميل للتعامل مع الرسالة المصرية لتونس كى تحذو حذو الانقلاب في مصر بمنطق السخرية؛ لأن هناك بالفعل مخططا أسود يجري تنفيذه بالتعاون بين جهات محلية وإقليمية عربية ودولية يعد منذ فترة لإجهاض الربيع العربي، ولكن ما لم يتوقعه الإسلاميون الفائزون بنتائج الانتخابات الحرة التي أفرزها هذا الربيع العربي هو أن يشارك عسكريون في هذا الانقلاب بعدما مهد له يساريون وليبراليون خسروا الانتخابات وعاونهم رموز الحزب الوطني المنحل السابقين أملا فى إعادة مراكز نفوذهم وفسادهم.
أهداف هذا المخطط لإفشال ثورات الربيع العربي عبر إجهاض الثورتين المصرية والتونسية تحديدا، وإغراق ليبيا في الفوضى الأمنية وعدم السماح للتجربة السورية أن تفرز انتصارا للإسلاميين حتى ولو أدى الأمر لمصالحة مع بشار الأسد مقابل نزع السلاح الكيماوي، فضلا عن السعي لإسقاط حكم حماس في غزة لأنه يشكل بؤرة إزعاج للدولة الصهيونية وسلطة عباس ويحرج الأنظمة العربية الدائرة في الفلك الأمريكي.
أما زعيمة المخطط فهي أمريكا ومعها دول معسكر ما كان يسمى (الاعتدال العربي) الذى مات عقب الربيع العربي ويعاد إحياؤه حاليا، فضلا عن رموز الدولة العميقة في كل من مصر وتونس الذين نجحوا فى شيطنة حكم الرئيس مرسي والإخوان واستغلوا الإعلام في غسيل مخ المصريين ليفاجأ الجميع بأنه أمام دولة بوليسية بالكامل!.
ومع هذا يظل أمام الانقلاب في مصر معضلة المظاهرات اليومية التي ترعبه وكذا رفض الرئيس الشرعي تقديم استقالته، ورغم البطش والقتل بالرصاص الحي والاعتقالات لا يزال جسد هذا الربيع المصري حيا يقلقهم، كما أن الجزء الذي خدره الإعلام من هذا الجسد بدأ يستفيق تدريجيا ويدرك أن كرامته وحريته التي ثار من أجلها فى 25 يناير يعاد دهسها بالأحذية مرة أخرى.