النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 443

  1. #1

    اقلام واراء حماس 443

    اقلام واراء حماس 443
    12/10/2013

    مختارات من اعلام حماس



    من هم الذين دمّروا سوريا وخدموا نتنياهو
    فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة


    ملاحظات على حوار السيسى
    فلسطين الآن ،،، فهمي هويدي

    في غزة رجالٌ وعجوةٌ
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د.فايز أبو شمالة

    الانقلاب بعد مائة يوم
    فلسطين أون لاين ،،، أحمد فودة

    حاجتنا لمعبر رفح ليست انسانية
    الرسالة نت ،،، ابراهيم المدهون

    الفاتحة على المصالحة
    فلسطين اون لاين ،،، د. أيمن أبو ناهية

    حينما يسقط الإعلام بقبضة "الطواغيت"!!
    فلسطين أون لاين ،،، محمد فايز الإفرنجي

    كشف الحساب للتنسيق الأمني!
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين ،، إياد القرا

    فشل جديد للدبلوماسية الفلسطينية
    فلسطين الآن ،، فلسطين أون لاين ،، يوسف رزقة




    من هم الذين دمّروا سوريا وخدموا نتنياهو
    فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة
    تعالوا نسأل السؤال التالي بعد كل تلك التداعيات التي أصابت سوريا، ومعظم فصول ربيع العرب، وما يمكن أن يترتب بعد ذلك من تطورات تبدو واضحة في أكثر تفاصيلها القريبة في أقل تقدير. تعالوا نسأل: ماذا لو انتصرت الثورة السورية كما انتصرت الثورة التونسية والمصرية، وبدرجة ما الليبية، مع نصف أو ربع انتصار للثورة اليمنية؟ ولا نعني هنا بالانتصار غير سقوط النظام، حتى لو كان سقوطا جزئيا كما تم في مصر وتونس، وليس سقوطا كاملا كما تم في ليبيا؟
    الموتورون وحدهم هم الذين سيقولون إن تيار المقاومة والممانعة كان سيخسر أحد أهم أركانه، ليس لأن الشعب السوري لن يسمح بذلك، بل أيضا لأن الموقف الآن يبدو أكثر وضوحا، فقد خرجت سوريا عمليا من المشهد بعد تدميرها الذي سيستمر -كما يبدو واضحا- فيما سلمت سلاحها الردعي للعدو، وها هي الراعية العملية لتيار المقاومة والممانعة بحسب أصحاب ذلك الخطاب تستجدي بدورها صفقة مع الغرب سيترتب عليها ترك المقاومة والممانعة، فضلا عن التخلي عن المشروع النووي.
    الأسوأ من ذلك كله هو أن عدم نجاح الثورة في سوريا قد ترتب عليه تعثر واضح في مسيرة الربيع العربي، فلو نجحت كما كان مأمولا، لانتقل الحراك الشعبي إلى دول قادت وتقود الآن الثورة المضادة، ونجحت في مصر، وهي الآن تطارد تونس، وتعد العدة للانقضاض على قطاع غزة الذي يشكل قاعدة للمقاومة، بل إنها بصدد رعاية اتفاق “تاريخي” للقضية الفلسطينية لن يكون سوى تصفية عملية لها، فيما لن يكون بوسع أي أحد أن يقول لذلك لا، اللهم سوى بعض الجماهير والقوى الحية في الأمة. والخلاصة لو انتصرت ثورة سوريا، لاستمرت مسيرة الربيع العربي بدل هذا التعثر الكبير الذي أصابها.
    بوسع المسكونين بالأحقاد الحزبية والطائفية أن يقولوا إن مرسي في مصر والنهضة في تونس، وربما النظام الجديد في سوريا (لو نجحت الثورة)، فضلا عن ليبيا واليمن لن يكونوا إلا في صف الغرب، وهو قول لا يستحق غير الازدراء، ليس لأن الخطاب الإسلامي لا يسمح بذلك، بل لأن أية ديمقراطية لن تسمح بالبقاء في السلطة لمن يتبنى هذا اللون من الخطاب، والنتيجة أن القادمين الجديد سيضطرون إلى السير وفق ما تريده الشعوب، والشعوب لا تقبل بوجود الكيان الصهيوني، ولا بالتطبيع مع أو تسوية مشوهة في أقل تقدير. ومن تابع كيف انتصرت الدبلوماسية الأمريكية والصهيونية للانقلابيين في مصر يدرك أين هو الخيار الحقيقي للغرب والكيان الصهيوني؟
    من هنا يمكن القول إن من قدموا الخدمة الأكبر لنتنياهو، وتآمروا مع أمريكا والصهاينة ضد ربيع العرب وضد فلسطين هم: بشار وإيران والمتحالفون معها من دول وحركات، وها هم الآن يشترون رؤوسهم ويتخلصون من العقوبات المفروضة عليهم بتلبية المتطلبات الصهيونية.
    لقد اشترى هؤلاء وأولئك بشار الأسد، بينما باعوا مصير الأمة ومصير فلسطين، وها هي الأيام تثبت أن صاحبهم لم يتردد في بيع سلاحه الكيماوي من أجل الحفاظ على نفسه، بينما كف عن الحديث عن الكيان الصهيوني (راقبوا حواراته الأخيرة وانظروا عم يتحدث؟ إنه لا يتحدث سوى عن الإرهابيين الذين سيضرون بأمن الغرب والكيان الصهيوني، وتركيا أيضا)، مع العلم أن القوى الإسلامية التي توصف اليوم بالإرهابية هي ذاتها التي ساهمت بقوة في إفشال مشروع الغزو الأمريكي للعراق، وكان أولئك القوم يطبلون لها، بل كان نظام بشار نفسه يتعاون معها بشكل لافت حتى اتهمه نوري المالكي بكل صراحة ووضوح بدعم الإرهاب الذي يتسلل من سوريا لقتل العراقيين كما قال حينها.
    هكذا أيها السادة وضع نظام بشار ومِن ورائه إيران وحلفاؤها الحب صافيا في طاحونة العدو، وها هم يعيدون ترميم محور الاعتدال، بينما ينتهي ما يسمى محور المقاومة والممانعة مستجديا الصفقة مع الغرب والكيان الصهيوني، وكل ذلك من أجل تنفيس أحقاد حزبية وطائفية لا أكثر، مع علمهم بأن شعب سوريا إنما خرج ضد نظام ديكتاتوري فاسد، وليس خدمة للمشروع الأمريكي الصهيوني.
    تاريخ يكتب في هذه المنطقة، وفيه سيجرى الفصل بين من وقفوا إلى جانب الشعوب (الشعوب الأكثر وفاء للمقاومة والممانعة)، وبين من وقفوا إلى جانب أنظمة ثبت للجميع أنها على استعداد لبيع كل شيء من أجل بقائها كما فعل بشار.



    فشل جديد للدبلوماسية الفلسطينية
    فلسطين الآن ،، فلسطين أون لاين ،، يوسف رزقة
    توجه دولة التشيك الفج نحو نقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة هو توجه خاطئ ، ويمثل خطيئة متقدمة في السياسة الدولية التي تخص حالات الدول تحت الاحتلال. القرار التشيكي يعبر عن موقف دولة من داخل الاتحاد الأوروبي تنحاز انحيازا فاضحا لدولة الاحتلال. هذا القرار لم تجرؤ عليه الدول الأهم في الاتحاد الأوربي كفرنسا وبريطانيا وألمانيا، مع أنها الدول الأكثر دعما لإسرائيل ، باعتبار أن التشيك كانت لفترة قريبة ضمن اتحاد وارسو والنفوذ السوفيتي، الذي مثل دور الصداقة للعرب وبالذات لعبد الناصر ، وكلنا يتذكر صفقة السلاح التشيكية.
    التوجه التشيكي الذي دافعت عنه الخارجية التشيكية بلغة سيئة لا دبلوماسية فيها ، تمثل حالة متقدمة من الاستخفاف بالأنظمة العربية والقيادات العربية، الأمر الذي دفع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى إصدار بيان شجب واستنكار لموقف دولة التشيك.
    موقف التشيك يثير بعض الأسئلة ومنها:
    ١- أين هي الدبلوماسية الفلسطينية ؟! أليست دول حلف وارسو سابقا كانت نفوذا للسياسة الفلسطينية والعربية؟، فمن المسئول عن تآكل النفوذ الفلسطيني في هذه الساحات؟! هل فعلا تحولت السفارات الفلسطينية إلى دكاكين ( للبيزنس ) الخاص بأعضاء السفارات كما يقول عديد من المهتمين بهذا الملف؟! إن فشل السفارة الفلسطينية في واجباتها الدبلوماسية يجعل هذه الاتهامات مقبولة ومعقولة، لأن مخرجات القرار التشيكي هي إعلان عن فشل للدبلوماسية الفلسطينية تستوجب المناقشة والاستجواب البرلماني والإعلامي. من حق الشعب الفلسطيني الحصول على إجابة موضوعية.
    ٢- إن انشغال الدبلوماسية الفلسطينية في مناكفة حماس والتحريض ضدها في مصر وغيرها من الدول العربية والأوروبية سجل انحرافا غير مسبوق عن العمل الدبلوماسي المسئول لحماية القدس والحقوق الوطنية، وهذا الانشغال الحزبي ، هو الكارثة السياسية التي تحكي قصة الفشل مع التشيك وربما غير التشيك، الأمر الذي يستوجب مراجعة وطنية للعمل الدبلوماسي الفلسطيني، لتجديد الحياة فيه على قاعدة الكفاءة والمراقبة والمحاسبة ، والخروج من حالة الاستئثار الفتحاوي للسفارات على قاعد الولاء لا الكفاءة.
    ٣- ثم أين هي الدبلوماسية العربية التي تدعي مسئوليتها المشتركة عن القدس؟! أين ورقة المال العربي مع هذه الدول لحماية القدس؟! وأين ورقة المصالح والتجارة المتبادلة مع هذه الدول لحماية القدس؟! من المؤكد أن إسرائيل قد كسبت موقف التشيك من خلال المصالح وليس من خلال العقائد. مشكلة النظام العربي أنها تقود سياسة قطرية مغرقة في القطرية، بحيث تنفعل الدولة القطرية لأدنى أمر يخصها داخل حدودها، بينما لا تنفعل بما يكفي لما يجري خارج حدودها، لذا فإن موقفها من القدس ينتقل من فشل إلى فشل، ومن تنازل إلى تنازل ، وحين ضاق عليم ثوب التنازلات ذهبوا إلى إغماض الأعين ، وطلاق الألسن بشجب ضعيف، لا يتناسب مع مكانة القدس الدينية والتاريخية.
    لقد اعتاد المسئول الفلسطيني على إلقاء اللوم على العامل الخارجي، وعلى قوة الدبلوماسية الصهيونية، وقد آن الأوان أن نراجع أنفسنا وننظر في الأسباب الدخلية والذاتية الكامنة فينا، قبل إلقاء المسئولية على الخارج، لأن المطلوب من السفارات عادة هو مواجهة الانحرافات الخارجية واحتواؤها ، وهذا لن يحدث قبل تطهير الذات، وتطهير الداخل.










    ملاحظات على حوار السيسى
    فلسطين الآن ،،، فهمي هويدي
    لا أعرف ما هى حدود المباح وغير المباح فى التعليق أو مناقشة التصريحات التى نشرتها جريدة "المصرى اليوم" على لسان الفريق عبدالفتاح السيسى، ذلك أن الرجل له منصبه العسكرى باعتباره وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة، ومعلوماتى أن وزارة الإعلام أخبرت الصحف بحظر نشر أى شىء يتعلق بالقوات المسلحة إلا فى إطار القانون. وهو ما أوقعنى فى حيرة فالمتحدث هو قائد القوات المسلحة، لكن كلامه كله فى السياسة. وصفته ومنصبه يمنعاننا من مناقشة كلامه، أما تصريحاته فتغرينا بتلك المناقشة. وللخروج من ذلك المأزق فإننى آثرت أن اتطرق إلى كلامه من حيث الشكل من باب الاحتياط، وساحتفظ بآرائى فيما خص الموضوع لحين ميسرة أرجو ألا يطول انتظارها.
    ملاحظاتى الشكلية على الحوار المنشور ألخصها فيما يلى:
    • أن طريقة النشر التى استمرت ثلاثة أيام ترجح احتمال ترشحه لرئاسة الجمهورية، ولأننى قرأت الحوار كاملا بعد العودة من السفر فقد أصبحت أكثر اقتناعا بأننا لسنا بصدد حوار صحفى بقدر ما أننا إزاء حلقة جديدة من حملة «كمل جميلك» التى أطلقها البعض فى الأسابيع الماضية، الأمر الذى جعلنا بإزاء جهد للتسويق ينتمى إلى العلاقات العامة بأكثر مما ينتسب إلى العمل الصحفى. وقد تحول ذلك الظن إلى شبه يقين فى الحلقة الثالثة والأخيرة، حين سئل الرجل عن ترشحه للرئاسة فإنه لم يستبعد ذلك الاحتمال، ورد بإجابة دبلوماسية قال فيها ان الوقت غير مناسب لإثارة هذا الموضوع، مضيفا أن الله غالب على أمره، كما أنه أعاد تأويل كلامه السابق الذى حذر فيه من دخول الجيش فى السياسة، معتبرا أن الكلام لا ينبغى أن يبتسر وأن يقرأ فى سياقه.
    • لاحظت أن الفريق السيسى الذى نشرت له الصحيفة 28 صورة متعددة الأحجام ومن زوايا مختلفة. تمنى ان يحظى ببعض الثقة التى أولاها الناس للرئيس جمال عبدالناصر، وهو فى ذلك لم يكن ذهنه متجها إلى جمال عبدالناصر الضابط، ولكنه كان يتحدث عن الزعيم فى الرجل، وفى حدود المعلومات المتسربة فإن هذه الفكرة لا يتبناها بعض الناصريين فى مصر فحسب، ولكنها تلقى أيضا ترحيبا وتشجيعا من بعض الدول الخليجية التى سارعت إلى تأييده ومباركته. ومن المفارقات فى هذا الصدد أن الأطراف التى حاربت عبدالناصر بالسلاح فى اليمن فى الستينيات، هى التى تقود مباركة ترشيح السيسى فى المحيط العربى.
    • كل كلام الفريق السيسى كان عن الشأن الداخلى. ورغم انه كرر فى حديثه الإشارة إلى الرؤية الاستراتيجية، إلا انه لم يشر بكلمة إلى التحديات والحسابات الاستراتيجية الخارجية التى تواجه مصر، فلا تطرق إلى علاقة مصر بمحيطها العربى، ولا إلى موقفها من التغول والاستيطان الإسرائيلى. الذى يهدد بتصفية القضية الفلسطينية. ومن ثم يهدد أمن مصر القومى. ولا تحدث عن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية التى ما فتئ مسئولوها العسكريون يتحدثون عن التحالف الاستراتيجى مع الجيش المصرى.
    • أعجبنى تصريح السيسى الذى قال فيه إن حدودنا كرامتنا، وإن جيشنا قادر على صد أى عدوان. وهذا الاعجاب دفعنى إلى التساؤل عن موقفه من اتفاقية السلام مع إسرائيل وإلى أى مدى تمثل مساسا بالكرامة والسيادة المصرية. وبهذه المناسبة فقد حمدت له تمثله للرئيس جمال عبدالناصر وإعجابه بشخصه، لكننى احترت حقا فى إعجابه بالسادات. ولم أفهم كيف يمكن أن يتحقق الإعجاب بالسادات الذى كان مشروعه فى جملته على النقيض من مشروع عبدالناصر، رغم الانجاز الذى حققه فى حرب عام 73.
    • بهذه المناسبة فقد لاحظت الانصاف والحذر الذى اتسم به كلامه عن موضوع حلايب ومشروع تنمية قناة السويس، واعتبر ان موقف الدكتور محمد مرسى من هذين الملفين أثار قلق قيادة القوات المسلحة باعتبار صلتهما الوثيقة بملف الأمن القومى. وأثار انتباهى فيما قاله انه لم يتحدث عن وضع سيناء فى تلك الفترة التى أشاعت بعض الأطراف ان الانفاق التى تصلها بقطاع عزة تشكل مصدرا لعدم استقرارها وأحد عوامل تهديد الأمن المصرى. ولم استبعد ذلك لأن الفريق السيسى حين كان رئيسا للمخابرات العسكرية كان طرفا فى غرفة عمليات شاركت فيها قيادة حماس وكانت مهمتها الحفاظ على أمن سيناء.
    • لابد أن يحمد المرء للرجل عفة لسانه فى حديثه عن الدكتور محمد مرسى، ودقته فى التعبير عن العوامل التى أدت إلى عزله، حيث أرجع ذلك إلى اخفاقاته وعدم نجاحه فى إدارة الشأن الداخلى. وهذا صحيح، لكن لغته اختلفت فى حديثه عن مرحلة ما بعد العزل، ذلك انه تجاهل السبب الرئيسى المتمثل فى الإخفاق، وتحدث عن الترويع والتخريب والإرهاب، مما أعطى انطباعا بأن العوامل الأخيرة هى سبب العزل وليست نتيجة لها.
    • كان السيسى موفقا حين قال إن بعض الإسلاميين أساءوا إلى الإسلام وليس كلهم كما يصدر الخطاب الإعلامى الراهن. لكنه لم يكن موفقا فى حديثه عن عدم انشغال الإخوان بالوطن والحدود، والتزامهم بأفكار الخلافة والأمة. وهى معلومة تمنيت ان يراجعها لأن تاريخ الحركة الوطنية المصرية يذكر للإخوان انهم قادوا معسكرات محاربة الاحتلال الإنجليزى فى الإسماعيلية، وان بعض شبابهم، (عمر شاهين وأحمد المنيسى)، قتلوا أثناء تلك المعارك.
    • أخيرا فإن الفريق السيسى قدم تقييما لفترة حكم الدكتور مرسى، وهو ما يستحق التقدير والاحترام، لكن ذلك يظل قراءة من جانب واحد، يتعذر على المرء ان يسلم بها ــ إذا كان منصفا ــ إلا إذا سمع رأى الطرف الآخر ورده على ما نسب إليه، وهو ما ليس متاحا فى الوقت الراهن ــ هنا ينتهى حدود الكلام المباح .


    كشف الحساب للتنسيق الأمني!
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين ،، إياد القرا
    التصريح الأخير للرئيس محمود عباس بأنه نجح في التنسيق الأمني مع الاحتلال 100%، في موقف واضح حول الاستمرار في التنسيق الأمني، وقد جاء على ذكره ضمن تفاخره بنجاحه، وهو المفهوم المعروف المضاد للمقاومة تلقائياً، لأنه لا يمكن أن يلتقي التنسيق الأمني والمقاومة.
    تفاخر محمود عباس بالتنسيق الأمني جاء في ظل ما تشهده الضفة الغربية من حراك مقاوم يتنامى يوماً بعد يوم لم تتضح معالمه بعد، لكن يحمل معالم قوية نحو مقاومة قد تكون غير منظمة لكن مؤلمة بالأهداف والأسلوب، والتي كان آخرها أمس بقتل عقيد متقاعد في جيش الاحتلال في الأغوار، ويعتبر من قادة جيش الاحتلال، بتوليه سابقاً قيادة جيش الاحتلال في قطاع غزة ونائب لواء "جفعاتي".
    التصريح هو محاولة مستميتة من محمود عباس لنشر ثقافته وفرضها على الشعب الفلسطيني للتعود عليها وتبنيها ويتجاوز الأمر من بدل الجهد الى النجاح، وإن كان غير صحيح ولم ينجح، وإلا ما كان نجحت عملية الليلة قبل الماضية أو عمليات القنص في الأسابيع الأخيرة، لكن هو مغيب عن الواقع ويخضع للتقارير الأمنية التي توافق ثقافته ورغباته.
    عندما كان الرئيس الراحل ياسر عرفات يتم مساومته على التنسيق الأمني، والذي كان يقوده عرابا التنسيق الأمني القياديان الفتحاويان محمد دحلان في غزة، وجبريل الرجوب في الضفة الغربية، كان عرفات يتهرب من ذلك بأن يقول عليه الجهد ولا نجاح 100%.
    اليوم محمود عباس يقول هناك نجاح 100%، وهنا يسأل الشعب الفلسطيني ما الذي نجح فيه بهذه الدرجة، سوى استمرار الاعتقال السياسي، وإغلاق 260 مؤسسة خيرية ومصادرة أموال الأيتام والفقراء، واستمرار اعتقال المقاومين وتسليمهم للاحتلال والإبلاغ عنهم، وإعادة جنود الاحتلال بعد عربدتهم في الضفة الغربية، واستمرار الاحتلال في تهويد القدس وتوسيع الاستيطان وإقامة الحواجز واعتقال 4900 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.
    كان الأحرى بالرئيس محمود عباس أن يقدم كشف حساب عما حققه التنسيق الأمني لصالح الشعب الفلسطيني، كي يقنع الشعب الفلسطيني بنجاحه الموهوم، وهنا أرى أنه يقع على عاتق فصائل المقاومة الفلسطينية أن تعد كشف حساب مفصلا عن التنسيق الأمني ينشر علنًا عن النجاح الذي يزعم الرئيس عباس أنه حققه، وحينها من حق الشعب محاسبته على ذلك.








    في غزة رجالٌ وعجوةٌ
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د.فايز أبو شمالة
    الأول له وظيفة مرموقة في الأجهزة الأمنية في غزة، بعدعودته من العمل، شمر عن ساعده، وراح يساعد زوجته في عمل العجوة، فما علاقة العجوة بالأمن الفلسطيني؟
    قال: غزة في حصار، والعدو يستهدف كل مناحي حياتنا، ولدينا في أسواق غزة كميات هائلة من الرطب، إنه يباع بأسعار زهيدة، فلماذا لا نخبئ قرشنا الأبيض لليوم الأسود، ولاسيما أن لدي أكثر من عشرة أولاد في البيت، والراتب البريء من الرشوة والغش قليل مهما كان، لذلك أشارك زوجتي وأولادي في صناعة العجوة، وتخزينها لأيام الشتاء القادمة.
    الثاني له وظيفة مرموقة في الأونروا، بعد عودته من العمل شمر عن ساعده، وراح يصنع العجوة بنفسه، فما علاقة العجوة بالأونروا؟
    قال: لقد اغتصب الصهاينة أرضنا سنة 48، وطردونا في كثبان رمل غزة، لقد كبرنا حتى صار تعداد سكان قطاع غزة 2 مليون إنسان، نجحوا في أن يجعلوا من رمل غزة واحة نخيل، أغرقت أسواق غزة هذه العام بالرطب، فلماذا لا أصنع عجوة، لأولادي العشرة؟
    وما أسهل صناعة العجوة!
    افسق حبة الرطب، ارم قشرتها، اجعلها فلقتين، رصها على الصينية، عرضها لحرارة الشمس ثلاثة أيام، احرص ألا تبات تحت الندى، ثم اطحنها، واجعلها في أقراص، ثم عقمها، وذلك بتعريضها لحرارة الفرن قليلاً. رش على وجهها السمسم أو جوز الهند، يصير لديك مخزون محترم من العجوة، يكفيك كل فترة الشتاء.
    موسم عمل العجوة في غزة يكشف عن معدن الرجال، فبعض رجال غزة يكد نهاره، ويعمل بلا كلل، ويكد ليله مع أهل بيته، ويقوم بواجباته بلا ملل، وبعض رجال غزة ينام نهاره من وطأة الملل، ويتثاءب ليله من شدة الكلل.
    انصح بعض رجال غزة، ولاسيما أولئك الذين يجلسون مع النسوة بلا عمل، وأقول لهم: انشغلوا بصناعة العجوة، وارحموا نساءكم من أحاديثكم السياسية التي عفا عليها الزمن.


    الانقلاب بعد مائة يوم
    فلسطين أون لاين ،،، أحمد فودة
    من المؤكد أن المائة يوم الماضية سيقف التاريخ أمامها طويلاً ليرصد تلك الأحداث التي وقعت فيها والتي لم يسبق أن شهدتها مصر طوال تاريخها المديد، وليؤكد في نهايتها أنه كانت فيها سلطة حاكمة لم يكن لها هدف سوى إدخال مصر في أتون حرب أهلية تقضي على الأخضر واليابس من خلال محاولة إقصاء فصيل سياسي كامل ليس فقط عن السلطة التي وصل إليها بعملية انتخابية شهد العالم كله بنزاهتها، ولكن أيضاً لإقصائه عن الحياة السياسية بأكملها، حيث أدركت هذه السلطة أن الفصيل الذي تمثله لا يمكن أن يفوز بأي انتخابات ديمقراطية.
    لا يمكن الحديث طوال المائة يوم هذه عن مدى تحقق الاستقرار السياسي من عدمه، لأن السلطة الحاكمة لم تكن تسعى لذلك بل لم تكن راغبة فيه أصلاً، إلا إذا جاء على جثة هذا الفصيل السياسي الذي سعت لإقصائه بالقوة المسلحة التي تملكها، من خلال ارتكاب المجازر المتتالية والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى، فضلاً عن عشرات آلاف المعتقلين.
    لم تخف تلك السلطة نيتها تلك حتى في تصريحاتها الدبلوماسية بل سعت إلى التأكيد عليها من خلال القول إن السماح لمشاركة التيار الإسلامي في الحياة السياسية مرهون بقبوله بنتائج الانقلاب العسكري الذي أنهى السلطة المنتخبة التي كان يمثلها هذا التيار وأتى بهذه السلطة.
    واستخدمت آلتها الإعلامية الجبارة في تبرير ما تقوم به من جرائم ضد هذا التيار ومن يؤيده من أبناء الشعب المصري، في نفس الوقت الذي عملت فيه على تشويهه بالتأكيد على أن تلك الجرائم هي في إطار الحرب ضد الإرهاب حتى تلقى قبولاً دولياً.
    لكن رغم هذا زادت عزلتها الدولية كما زادت عزلتها المحلية من خلال تزايد المؤيدين للشرعية والذي ظهر في أوضح صوره في التظاهرات التي شهدتها المدن المصرية في ذكرى نصر أكتوبر، حيث خرج عشرات الملايين الذين يعلنون رفضهم لهذا الانقلاب.
    لقد جاءت هذه التظاهرات التي لم يتوقعها أحد حتى من المناصرين للشرعية لتؤكد على أن الانقلاب فشل في تحقيق أي من أهدافه.
    فقد فشل في توسيع نطاق مؤيديه حيث تقلص هذا النطاق إلى درجة كبيرة جداً ظهرت في حضور مئات فقط للاحتفالات التي أعلن عنها بمناسبة ذكرى أكتوبر في ميدان التحرير.
    كما فشل في محاصرة مؤيدي الشرعية، فرغم المجازر التي ارتكبها بحقهم إلا أن عددهم ظل في تزايد ملحوظ يوماً بعد يوم، حتى وصل إلى عشرات الملايين في 6 أكتوبر.
    كما فشل في الحصول على تنازل الرئيس مرسي عن السلطة من أجل إكساب الانقلاب للشرعية التي يفتقدها، وحتى محاولاته الحثيثة لبناء مسار سياسي بديل فشل بشكل كبير. فلم يستطع تشكيل حكومة توافقية وكذلك الأمر بالنسبة للجنة تعديل الدستور التي هيمن عليها اتجاه واحد مع إقصاء الاتجاه الآخر.
    هذا الفشل الذريع الذي حصده الانقلاب يؤكد أنه في طريقه للاندحار تحت ضغط مؤيدي الشرعية الذين يصرون على الاستمرار حتى عودة هذه الشرعية ممثلة في الرئيس مرسي والبرلمان المنتخب والدستور المستفتى عليه.

    حينما يسقط الإعلام بقبضة "الطواغيت"!!
    فلسطين أون لاين ،،، محمد فايز الإفرنجي
    سلاح فتاك لا يقل خطرا عن أدوات القتل العسكرية التقليدية, يقتل يفتك كما الرصاص و القذائف و الصواريخ, لكنه يقتل دون أن تراق قطرة دم فهو يقتل الحقيقة بتلك العقول فتصيب خلايا الانتماء والوطنية, وتقضي على مصالح الأوطان وتجر هذه العقول خلف أوهام مشبعة بالتضليل والكذب والخداع.
    فحينما يسقط الإعلام في قبضة الجبروت والطاغوت ويتم استخدامه وتوظيفه للنيل من خصومه في معركة "الباطل" ليدمر كل المصالح الوطنية والأمن القومي الداخلي للبلاد, لتسقط البلاد حينها في أيدي عصابة من المافيا تستخدم من هذا الإعلام منبرا لها لتفرض سياستها عبر الوسائل الحديثة من فضائيات ومواقع الكترونية وصحف يومية وما إلى ذلك.
    نشاهد اليوم كيف يستخدم الإعلام في تضليل شعوب "الربيع العربي" في معركة الثورة والثورة المضادة وكيف أن الإعلام عبر سنة كاملة حشد العقول وشحنها وهيأها لقبول الثورة المضادة بل والاشتراك فيها لتعطي زخما قويا للطغاة في تبديل الحالة التي أنتجتها ثورات الربيع العربي من ديمقراطية حرة نزيهة لتستبدلها بطغيان وديكتاتورية وسرقة ما أنجزته الثورات العربية في ربيعها المشرق وتركيعها والسعي لتحويل مسارها لصالح أعداء الديمقراطية وعودة الأنظمة البائدة لسدة الحكم من جديد.
    فضائيات عملت على مدار الساعة استخدمت كل المحظورات والممنوعات وتجاوزت كافة معايير الإعلام من أخلاق وشرف ومصداقية وتلاعبت بالعقول واستخدمتها كأداة من أدوات ثورتها المضادة لتهدم ديمقراطية أقرها الشعب بإرادته وأعطاها أصواته ومنحها الثقة للعمل على عودة ترسيخ سيادة القانون ومحاربة الفساد والنهوض بالبلاد من جديد بعد عقود من الظلام الدامس أعادت البلاد للوراء وجعلت منها مزرعة خاصة للحاكم وحاشيته.
    من جهة أخرى الإعلام اليوم استخدمته بعض الجهات للتحريض وتحديدا "السلطة الفلسطينية برام الله" على القضية الفلسطينية وخلقت عداوة بين السلطات المصرية الحالية والشعب الفلسطيني وحكومته الشرعية بغزة, مما خلق حالة من شد الأعصاب والتوتر بين الطرفين والتهديدات المتواصلة من حكومة الانقلاب تجاه غزة وشعبها بعد ما أحكمت حصارها على القطاع حينما قامت بهدم ما يزيد عن ألف نفق كانت تستخدم شرايين حياة تمرر خلالها الغذاء والدواء لشعب محاصر منذ سبع سنوات!!
    إعلام يزيف الحقائق ويستبدلها بصورة مغايرة لما هي عليه ليغسل عقول المواطنين في قناعاتهم ويبدلها لتتناسب ونهجه وسياسته سواء بالداخل أو مع الخارج الذي بات يرسخ له قواعد عداء وهمي لا أساس له من الصحة ليخلق واقعا جديدا يتناسب ومخططاته لرسم صورة جديدة على ارض الواقع ويشغل الشارع به ويحرف البوصلة.
    الإعلام الذي يدخل عنوة لكل بيت جاعلاً من نفسه " أعور دجالاً " يقلب الحقائق ويرسخ الباطل في عقول الضعفاء فيخلق جبهة مناصرة له على قاعدة شعبية وإن كانت إلى حين, فقد جعل الإعلام من الديمقراطية التي أفرزتها إرادة الشعب في انتخابات نزيهة الديمقراطية الأولى في الوطن العربي, والأولى في عهد مصر جعلت منها كما "أصنام كفار قريش" التي كانت تصنع من التمر وحينما يجوع هؤلاء يأكلون أصنامهم وكذا فعلت سلطة الانقلاب التي ادعت حمايتها للديمقراطية والسعي لفرضها ونشرها في البلاد والتي سرعان ما انقلبت ضدها واستبدلتها بالديكتاتورية, ومهدت الطريق لعودة النظام السابق بشكل أسوأ وأشد ظلما وفسادا!!
    في المقابل سعت هذه السلطات إلى إغلاق كافة القنوات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى المضادة لها ولسياستها, والتي كانت تنتهج سياسة تتمتع بالأخلاق والمصداقية في تغطيتها للأحداث من تحليل وتوضيح لما يدور على ارض الواقع من سلبيات وايجابيات, وجعلت من المواطن إنسانا نير العقل يستطيع أن يحدد مفاهيمه ويدرك مساق ثورته وديمقراطيته دون تضليل وخداع بشفافية ومصداقية واضحة المعالم.
    فاليوم حرب إعلامية شرسة تقاتل في ساحات السياسة دون شفقة أو رحمة تستخدم في معركتها كل المحظورات والممنوعات, لتصنع من نفسها "مافيا إعلامية" تحتكر المنابر وتفرض هيمنتها على الفضاء الخاص بها لتوصل رسائلها لتشويش عقول المواطنين, وتدس السم في أفكاره وتستخدمه دون أن يدري أداة من أدوات انقلابها على الديمقراطية, بل استطاعت هذه السلطات أن تحصل في فترة ما على تفويض من قبل المضللين لقتل إخوانهم وأبناء شعبهم في سياسة جديدة غير معهودة تجعل من أبناء الوطن قسمين, قسمهم الإعلام وخيل لكل فريق بعدائه للآخر لينقل معركته إلى المواطن العادي ليتشارك معه في محاربة خصومه السياسيين في حرب لا أخلاقية راح ضحيتها الآلاف من القتلى وآلاف الجرحى ومثلهم من المعتقلين السياسيين.
    إن الحروب الإعلامية ليست جديدة على ساحتنا, ولكن من غير المعهود أن تستخدم في نطاق الوطن لمحاربة نفسه وتقسيم أبناء الشعب الواحد لفريقين, وتقنع فريقا منهم بقتل الآخر واعتباره كائنا غريبا عن هذا الوطن في ظاهرة غريبة من نوعها أسالت من دماء المواطنين سيولا أكثر مما سالت من الأعداء نتيجة الحروب مع أعداء الوطن الحقيقيين, بهذا الحجم وبهذا البعد عن المهنية والأخلاقية وتبديل الحقائق لفرض أكاذيب وخداع لترسم صورة مغايرة تماما للواقع !!
    هو الإعلام الذي بات وسيلة لإراقة الدماء عبر التحريض والتشويش, ووسيلة تستخدم اليوم لخلق عداء بين أبناء الشعب الواحد, وخلق أعداء وهميين لتدمير علاقة شعبين جمعتهما معايير الجوار والدين واللغة والتقاليد وأكثر من هذا, هو الإعلام الذي من المفترض أن يكون أداة لنشر الحقائق, وخلق أجيال موحدة بداخل القطر الواحد وأجيال موحدة مع الأقطار العربية المحيطة لتواجه الأعداء الحقيقيين, حينما قامت مافيا الإعلام بحرفه عن رسالته وتلاعبت في بوصلته, فهل سنبقى أسرى وضحايا للإعلام الكاذب أم ستستطيع العقول العربية تجاوز هذا السلاح والقدرة على ردعه؟!!.



    الفاتحة على المصالحة
    فلسطين اون لاين ،،، د. أيمن أبو ناهية
    إن خارطة طريق المصالحة الفلسطينية التي رسمت خلال عدة لقاءات بين أطراف الانقسام، قد ذهبت أدراج الرياح ولم يتبق منها إلا قصاقيص الورق المبعثرة، التي يصعب جمعها أو ترقيعها، لطالما يوجد إصرار على الانقسام والتقسيم لشعبنا ووطننا. فما حدث أن بدلنا المصالحة مع أنفسنا بالمصالحة مع الاحتلال بالرجوع للمفاوضات التي طال عمرها على ما يزيد 20 عاما، ودخلنا في متاهات وأتون التنازلات والعروض والهبات المجانية، حتى وصل بنا الحال إلى درجة التنسيق الأمني والمشاركة في حصار شعبنا.
    كثيرا ما راهن الاحتلال على استمرارية هذا الانقسام وإطالة عمره بل ودعمه بكل الإمكانات، وكان وقع الاتفاق الذي تم بين حركتي فتح وحماس العام الماضي في القاهرة بمثابة صدمة، الآن الانقسام عنصر أساسي في السياسية الإسرائيلية ويوفر لهم شطب الهوية الفلسطينية عبر منع إقامة الدول الفلسطينية.
    من الواضح أن المفاوضات لم تحقق ما هو جوهري حتى الآن وأنها على الأقل تراوح في حلقة مفرغة، والسبب يكمن في أطماع نتنياهو السياسية والجغرافية، وعلى ما يبدو أنه تعود عليها لتجربته مع المفاوض الفلسطيني الذي يقدم التنازلات حتى لو بعد حين _هذا إن لم تكن آنية_ فسابقا اعترفت منظمة التحرير بدولة (إسرائيل) واليوم يطالب نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف بـ(إسرائيل) كدولة يهودية أو ما يسمى "بيهودية الدولة"، فيما خرج علينا وزير خارجيته ليبرمان داعياً إلى إلغاء اتفاقيات أوسلو وعدم تطبيقها وفيما يخرج علينا بين الفينة والأخرى مسؤول إسرائيلي يدعو إلى إجراءات من جانب واحد للانقضاض على ما تبقى من الضفة واستمرار واضح لنهج التوسع الاستيطاني وتنفيذ مخطط تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم بدلاً منه.
    هذا الواقع القائم يؤكد أننا لسنا أمام شركاء سلام وأن حكومة الاحتلال تستغل كامل الوقت للإمعان في ممارساتها من جهة وتضليل الرأي العام العالمي من جهة أخرى، وهو ما يثير تساؤلاً جوهرياً حول طبيعة المفاوضات الجارية في السر والعلن، التي استؤنفت مؤخراً عبر الوسيط الأمريكي غير النزيه، وتفيد كل الدلائل أنها متعثرة، ووصف كبار المفاوضين الفلسطينيين بأنها بدون أي قيمة، رغم التنازلات الفلسطينية التي قدمت عند عتبتها، وأبرزها موضوع الاستيطان الذي بسببه توقفت هذه المفاوضات ثلاث سنوات كي يتوقف، ثم كي يتجمد، ثم كي...ولا شيء، فتواصل وتكثف، دون أن تتقدم المفاوضات، بل أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري نجح مؤخرا في إقناع الاتحاد الأوروبي بتخفيف وطأة مقاطعته للمنتوجات الاستيطانية، ألا يعد هذا دعما مباشرا للاستيطان والمستوطنات؟ وماذا إذا توقف إطلاق سراح الأسرى وفق ما يصرح به نتنياهو؟.
    أقل ما يمكن أن يقال في الوضع الفلسطيني إنه محزن، هنا غزة وهناك ضفة والقدس أصبحت شيئا ثالثاً منطلقاً من أن هذا الوضع الانقسامي الصعب مقياساً بما حصل في الجوار العربي من ثورات هزت العروش وأسقطتها دون أن يتغير أي شيء على صعيد الجماهير ومطالبها العادلة المتعلقة بلقمة العيش غير المغمسة بالذل وحريات الرأي والتعبير.
    إن كل شيء في فلسطين يبعث على الحزن والألم، بدءاً بالمصالحة التي تقريبا اختفت من على شاشات الرادارات، وظهرت مكانها اتهامات واتهامات مضادة حول قضية تآمر السلطة مع حكومة مصر الجديدة ضد حكومة حماس، وشن حملات إعلامية مغرضة بحقها. لكن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر ولا يمكن السكوت عليه، فالوضع في غزة يشرف على كوارث إنسانية لا تقل صعوبة عما تحدثه الحروب، ولن تفلت من تبعاتها كل الأطراف المعنية، فغزة جزء مما تبقى من هذا الوطن المحتل، وشعبها ليس له أية ملامح أخرى بعيدا عن توأمة غزة والضفة، فهل يهون حال غزة على الضفة أو العكس؟ لا أعتقد ذلك فنحن شعب واحد وصاحب قضية واحدة ومصير مشترك لا يصلح للقسمة ولا للتقاسم والتقسيم.


    حاجتنا لمعبر رفح ليست انسانية
    الرسالة نت ،،، ابراهيم المدهون
    طريقة العمل بمعبر رفح بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني. والحكم على 2 مليون إنسان بالموت أو المذلة وهيهات من شعبنا الذل والانكسار، فمن المعروف أن الحروب العسكرية التقليدية تقلصت واستبدلت بالتضييق الاقتصادي والحصار الحدودي ومنع حركة البضائع والأفراد، وفرض نظام العزلة، وهذا ما تفعله (إسرائيل) عبر إحاطة قطاع غزة من الشرق والغرب والشمال بقوتها العسكرية، ولم يتبق لنا إلا هذا المنفذ الوحيد الذي يربطنا بالعالم الخارجي، فهو شريان حياتنا، فالعالم اليوم قرية صغيرة ولا يستطيع احد العيش معزولا بعيدا عن تداخلات وتفاعلات العالم الحديث، فما بالكم بشعب محتل وصاحب أعدل قضية عرفها هذا العصر؟!
    دور مصر الحقيقي والأخلاقي والقيمي في دعم مشروعنا التحرري وفتح أبواب الدنيا لنا ولثورتنا، وتحشيد الرأي العام لصالح مطالبنا وحقوقنا، وقد نقبل منها ان تصمت وتتعامل بالحياد، إلا أن ما يفعله النظام العسكري اليوم فاق كل التوقعات حيث انه يفرض حصارا خانقا غير مبررا، ويغلق معبر رفح في الوقت الذي تسير فيه المنافذ والمعابر بسلاسة بين مصر والعدو (الإسرائيلي)!! فتحولت أزمتنا ونقطة ضعفنا في قطاع غزة أن المنفذ الوحيد الذي يصلنا بالعالم تشرف عليه مصر، ومن المفروض ان تكون هذه ميزة فنحن شعب واحد وقضية واحدة وعدونا واحد.
    إن الاستسلام لسياسة معبر رفح الجديدة تعني استمرار معاناة الناس ومحاولة إذلالهم واخضاعهم، مع اضعاف متواصل للمقاومة لإجبارها على الاذعان لشروط المحتل البغيض، الذي يعمل ليلا ونهارا على تهويد القدس، وابتلاع الضفة وتشتيت القوى الفلسطينية وحصار غزة الرافضة لوجوده والمقاومة لقوته والمصممة على قتاله.
    إن فكرة إقصار التعامل على معبر رفح وفق معايير إنسانية غاية في الخطورة، وهناك محاولات لفرضها كواقع جديد يتحدد عليه فتح وإغلاق المعبر، هذا المعيار قد يحدث بين الاعداء وليس الاشقاء. فقد أتقبل أن يتعامل معنا الاحتلال (الإسرائيلي) بشكل إنساني، فهو عدو لنا أما ان يفتح معبر رفح كشفقة ورأفة لبعض الحالات الصعبة من قبل اخوتنا المصريين فهذا الامر غير مقبول بتاتا، ولا هو مستساغ عرفيا وقوميا ودينيا وعربيا.
    فنحن كشعب فلسطيني محتل نحتاج ان ننفتح على العالم ونتواصل معه ونستقوي بأشقائنا، ومن أبسط حقوقنا فتح المعبر والتعامل مع شعبنا بتقدير واحترام، وتسهيل حركة ذهابه وإيابه وفق القانون. وفي المقابل شعبنا ملتزم وحضاري ومنضبط. لا يمكن أن يشكل أي خطر ولو بسيطا على الأمن القومي المصري، ومهما حاول الاعلام ومن خلفه ترويج الاكاذيب وبث الاشاعات التحريضية فلن يثبت أي مما يقول لان جميع ما يبث هو من نسج الخيال، فغزة جزء من امن مصر القومي وهي محسوبة له لا عليه.
    أنصح الحكومة الفلسطينية ألا ترضخ لهذه المعادلة، وتقوم برفض هذا التنفيس الخطير، ولتفكر جديا بخطوات علاجية وتبدأ بتفعيل أكبر لقضية معبر رفح في المحافل العربية والإسلامية عبر أصدقائها وداعميها، وان تحدد مطالبها وتوضح معاناتنا للشارع المصري، الذي يرتبط وجدانيا بقضيتنا.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 330
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:50 AM
  2. اقلام واراء حماس 258
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-07, 11:17 AM
  3. اقلام واراء حماس 257
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-07, 11:16 AM
  4. اقلام واراء حماس 256
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-07, 11:14 AM
  5. اقلام واراء حماس 237
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:12 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •