اقلام واراء حماس 458
10/11/2013
المفاوضات والمصالحة ..عقدتان حلهما بيد الرئيس ...!!
سما ،،،، د.غازي حمد
|
أيها العرب.. غزة لن تجرح إنسانيتكم
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، غسان الشامي
|
ها قد ثبت أن عرفات مات مسموما .. ماذا بعد؟!
فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة
|
من قتل الرئيس؟!
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين ،، عماد الإفرنجي
|
غياب المسئولية
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، يوسف رزقة
|
امسكوا قتلة عرفات، فأنتم تعرفونهم
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين الآن،، د.فايز أبو شمالة
|
|
المفاوضات والمصالحة ..عقدتان حلهما بيد الرئيس ...!!
سما ،،،، د.غازي حمد
(1)
هناك فرق نحن أمام معضلة ( لا مفاوضات ناجحة ولا مصالحة منجزة ), بمعنى بسيط : مصيرنا السياسي مجهول .. والبيت الفلسطيني مهدد بمزيد من الازمات والضياع . لكن هناك فرق : المفاوضات عليها شبه اجماع وطني بالرفض , والمصالحة عليها اجماع وطني بالقبول . المفاوضات محكوم عليها بالفشل لان اسرائيل تقوض بنيانها من القواعد , والسلطة عاجزة عن استبدال الفشل ولو بأمل كاذب , والشعب والفصائل لم يعد له أدنى ثقة بها , أما المصالحة , فرغم عثراتها , الا انها مطلب وطني قابل للنجاح والتحقيق , فأي الفريقين أحق بالجدية والاهتمام ؟ المشكلة تبدو في حالة الخلط بين الاثنين مما ينتج " طبخة" لا طعم لها ولا مذاق !! الرئيس أبو مازن له حساباته السياسية الحساسة و"المشربكة" جدا , يوازن بها بين مستقبل التفاوض (المجبر عليه والمحبط منه) وبين المصالحة ( المتعشم لها والمتوجس منها) , لكنه في نهاية المطاف لم ينل هذه ولا تلك , وبقيت كلاهما مثل امرأتين مطلقتين معلقتين , ربما لان حساباته " لم تزبط " !! حماس نفضت يدها من المفاوضات وطلبت ايقافها , وهي مطالبة بأن تقدم بديلا سياسيا واقعيا ومقبولا على المجموع الوطني , وفي نفس الوقت حركت عجلة المصالحة من خلال حراك ايجابي مع القوى السياسية , يحتاج الى ان يستمر بقوة ودافعية أكبر تزيل الشك من رأس من يعتقدون ان حماس متشبثة بالحكم ومعرضة عن المصالحة.
(2)
أزمة تلازم بين التفاوض والمصالحة كنت سؤال نفسي سؤالا ساذجا لكنه واقعي .." اذا كان الرئيس ابو مازن قد تحمل ضغوطا هائلة , وقرر ان يعود للمفاوضات لتسعة أشهر (حمل كامل) مع قناعته انه حمل كاذب لن يلد الا ريحا , وان مفاوضيه يُجرون اليها بالسلاسل , وصبر على أذى المستوطنات وتصريحات نتنياهو الكريهة بأنه لن يقدم تنازلات للفلسطينيين , لماذا لم يصنع الشيء نفسه – أو أقل من ذلك - مع مسيرة المصالحة ويتحمل قليلا من( تعب) حماس وطلباتها .. لماذا لم يقرر العودة الى المصالحة (رغم الضغوط الشعبية الهائلة لانجازها ) بلا شروط , وان يستمر بها , ليس لتسعة اشهر, لكن لثلاثة فقط كفيلة بإخراجها من حالة الجمود ؟؟
(3)
ما الذي جنته السلطة ؟؟حينما نسأل انفسنا بصراحة ودون تحيز , وبحسبة الارقام والحقائق
ما الذي جنته السلطة الفلسطينية بعد سنوات طويلة من التفاوض ..ما الذي يجعلها معلقة بهذا الحبل السري ؟) .لنسمع مبررات السلطة للاستمرار في المفاوضات : نريد تجنب الضغوط الدولية .. تجنب الملامة بأننا مسئولون عن فشل مسار التفاوض .. تجنب العقوبات المالية والاقتصادية المحتمل فرضها من قبل تل ابيب وواشنطن , ثم السبب الرئيس انه لا يوجد لدينا خيار اخر .
هل هي مبررات كافية ومقنعة ؟ أم انها سياسة هروب الى الامام ؟!! .الأدهى من ذلك وجود قناعة قوية لدى السلطة وقيادة فتح بان المفاوضات لن تقود الى مخرج سياسي رغم النشاط الدبلوماسي الامريكي والاحتضان الاوروبي وتشجيع دول "الاعتدال" العربي .اذن لماذا المشي في التيه ولماذا الاتكاء على أوهام ؟النهج السياسي للرئيس عباس , منذ عقود , لم يتغير على المستوى الاستراتيجي أو التكتيكي , وهنا مكمن الخطورة , اذ اتبع نهج "الخط الاحادي (التفاوضي السلمي ) مع دولة عنجهية متغطرسة , تكذب وتخدع , ولا تستحي ولا تؤمن الا بمصلحتها ومستوطناتها .. فما الذي يجبره ان يقيد يديه بنفسه اذا كان الله قد فتح له من الخيارات الكثير , ووضع بين يديه أوراق قوة لم يستخدمها ولم يستثمرها .. ما الذي يجبره ان يقعد على رصيف المفاوضات دون أمل ؟ لا يريد الرئيس عباس تغيير جياده في المعركة وكسر حلقة التفاوض والذهاب الى مواجهة مع الاحتلال .
حتى اللجوء الى المؤسسات الدولية فان الرئيس عباس يذهب بأيدي مقيدة وجهد خجول لا يحشر اسرائيل " في الزاوية " ولا يصنع حقائق على الارض, واخشى ان المجتمع الدولي يشارك في " صناعة الوهم " للسلطة وتغميض العين عن جرائم اسرائيل , ويمنحها طمأنينة انه لن يجري معاقبتها على تقويض عملية السلام الا "بوخزات" صغيرة مثل وضع Labels على منتجات المستوطنات !! هذا مثل الذي يحرمون قتل الشعب السوري بالكيماوي لكنهم يسمحون للنظام بقتله بالمدافع والطائرات وبراميل النابالم .. موت أهون من موت !!ان مبررات السلطة سبق أن أعيد استنساخها واستهلاكها مئات المرات , وهي لا تمل من اجترارها, فما الذي يجعل السلطة تضع نفسها بنفسها في قفص الاتهام كي تدافع عن مواقفها وعن تجارة بائرة لا مستقبل لها ؟.
ان اسرائيل نفسها اصبحت تستمرئ هذه اللعبة , لأنها لا تسمع ولا ترى من السلطة الا الشكوى والتذمر , ومن الاوربيين الا الاحتجاج الناعم , ومن الامريكان الا غض الطرف ,ومن ثم يقول نتنياهو لمفاوضيه " اكسبوا الوقت ولا تعطوهم شيئا ..لاعبوهم بالحجر والبيضة ..سنبني مزيدا من المستوطنات رغم انفهم "!!السلطة بحاجة الى قرار جرئ للخروج من هذا المستنقع الاسن الذي طال أمده ومن هذه اللعبة الخاسرة . صحيح ان السياسة لها حساباتها وتوازناتها ومناوراتها , لكن هذه لم تعد كذلك , وتعدت الى ان تكون حالة احباط وفشل مزر, ومظلة لدولة الاحتلال لممارسة الخديعة والكذب . لكن السؤال : هل يملك الرئيس الشجاعة والقدرة لكي يفعل ذلك , أم انه سينتظر الى نهاية الحمل الكاذب لكي يبرهن للامريكان والاروبيين ان اسرائيل تتحمل فشل المفاوضات ؟؟ ولو فعل ذلك فأي نصر حققناه وأي انجاز فعلناه , وأي تغيير يترتب على ذلك..؟؟ هل سيأتي الرئيس بعد هذا ليقول انه صمد ولم يتنازل ؟؟ هل " سيحرد " ويعود ليقرر وقف التفاوض مرة اخرى ؟؟ هل سيقرر ان يوجه قبلته الى الامم المتحدة التي تغط في نوم عميق عن سرطان الاستيطان وتأزم المفاوضات . ان الجدران مسدودة في الاتجاهات الاربع , ما من باب ولا نافذة .
(4)
لا أرباح ..لا نتائج ..لا بدائلالرئيس يجد سلواه من انغلاق الأفق التفاوضي في زياراته الخارجية التي ضربت رقما قياسيا. مقابلة " مثمرة " مع اوباما .. كلام جميل من اشتون , واخر من ميريكل ومقابلة دافئة مع اولاند ودعم سياسي من كاميرون, ليعود ليقول ان العالم يتفهم موقف السلطة !! لكن لا شيء على الارض .. لا شيء !! ان هؤلاء يمارسون النفاق السياسي على أعلى مستوى من الحنكة والتسويق !!يمكن القول يقينا ان السلطة لا تملك " بدائل استراتيجية " للخروج عن جبهة التفاوض السلمي مع دولة الاستيطان , ويبدو ان زيارات الرئيس الى العواصم الاوروبية والبيت الابيض وعواصم " الاعتدال العربي " أقنعته بقوة الا يتحول عن الخط الذي يسير فيه مهما كان الثمن كبيرا ومهما كانت النتائج متواضعة !! الرئيس يسمع من الامريكان والأوروبيين أكثر مما يسمع من شعبه !!من البديهي ان نسأل أي شركة تجارية : كم تربح في السنة ؟. ومن البديهي ان نسأل السلطة عن ربحها من "تجارة " المفاوضات : كم حجرا زحزحته من المستوطنات .. كم مترا من الارض منعت سلطات الاحتلال والمستوطنين من الاستيلاء عليه؟؟ .. كم بيت مقدسيا منعت هدمه أو الاستيلاء عليه ؟؟ الى مدى نجحت في تغيير الرأي العام الاسرائيلي ( بعد الخطابات الكثيرة للرئيس ) في تغيير موقفه من حكومته أو من السلام ..
كم نجح الرئيس عباس في فرض قواعد جديدة في فن التفاوض والمناورة لجلب مزيد من الضغوط على الاحتلال لإبداء مرونة او التراجع درجة عن حدة الاستيطان او التخلي عن " ثوابته" ( لا عودة الى حدود عام 67 ولا تنازل عن القدس عاصمة لاسرائيل ولا قبول بحق العودة ) ؟؟ والسؤال الاهم من هذا كله : كم أقنعت الشعب الفلسطيني أنها على صواب ؟؟وأيضا نسأل في المقابل , كم خسرت السلطة : كم خسرت من مصداقيتها السياسية .. كم خسرت من التأييد الشعبي والفصائلي ..ان الرئيس بحاجة الى قرار " عرفاتي " شجاع يكسر هذا الروتين القاتل والممل , وهذه الحلقة المغلقة والفارغة , وقبلها الاعتراف أمام الشعب انه فعل ما استطاع ولم يعد أمامه ما يقدمه . لا يجب ان يخجل الرئيس من الاعتراف بالفشل , لان هذا خير له من ان يسجل في صفحاته أنه أمضى حياته مفاوضا بلا نتيجة !!
(5)
المصالحة وحسابات الرئيس حتى في المصالحة !! الرئيس يمارس السياسة نفسها : الموازنة بين المتناقضات .. الحسابات الكثيرة .. الانتظار .. التأني ثم الاستماع الى سيمفونية بعض الخصوم الذين لا يرون في المصالحة خيارا. قلتها دائما ان مشكلة الرئيس انه يضع قدما في المصالحة وقدما في التفاوض . يرسل المبعوثين الى غزة لجس النبض وإعطاء حماس جرعات للانتظار دون ان يقول صراحة "لا " .. يبقى شعرة المصالحة قائمة لكن هذه الشعرة لا تصمد طويلا .طبيعة الرئيس انه لا يغير أحصنته بسرعة. يقلب الامور كثيرا .. يطيل الحسبة .. ثم يقرر ان يبقى الامور على حالها : التفاوض والمصالحة على حد سواء .
وهي معادلة أثبتت انها عقيمة .يقولون ان الرئيس يتعرض لضغوط كبيرة من دول لعدم الذهاب الى مصالحة مع حماس . في بعض الاحيان يقولون انه يرفض هذا المنطق ويصر على ان المصالحة اتية لا ريب فيها , لكن على ارض الواقع الرئيس يتجاهل كثير من الاشارات والمبادرات والرسائل التي تقول له بوضوح ان حماس تريد المصالحة , ليس عن ضعف ولكن عن قناعة وطنية. هناك من تسول له نفسه ان يهمس في أذن الرئيس " دع حماس تغرق .. انهم في أزمة .. مالك ومال غزة .. لماذا (تتعبط ) مسئولية اربعين الف موظف تدفع لهم حماس اكثر من خمسين مليون دولار شهريا .. لا تتعب نفسك بشأن غزة (بدري عليها ) فإنها لا تعاني من احتلال ولا من استيطان .. بإمكانك السير في التفاوض دون مضايقة حماس او مراهقتها السياسية .. حماس ستزاحمك في منظمة التحرير !! وكلها ترهات لا تنم عن وطنية ولا عن فهم صحيح للحالة .
من يتعامل مع المصالحة على انها توازن بين قوة هذا الطرف او ضعف ذاك, ثم يترجم ذلك كنوع من الشماتة , فهذا ينم عن انحسار اخلاقي وغباء سياسي مدقع . ليست المشكلة في الحديث عن أزمة لدى حماس لكن المشكلة في تجنيدها واستغلالها بطريقة قبيحة ووقحة .. تجنيدها لقتل المصالحة أو تجميدها . حماس منذ نشأتها الى اليوم وهي تواجه أزمات وتحديات , كبيرة وخطيرة , بل هناك من يصفها بأنها " بنت أزمات" , بمعنى تعودت عليها !! ولا أبرئ حماس من تحمل جزء من سبب بعض هذه الازمات .
هذا يملي على حماس ان تطور من قدرات سياسية تجنبها أولا الوقوع في الازمات ,و ثانيا تعطيها رؤية أوسع في التعاطي معها للخروج منها بأقل الخسائر .
كون حماس تركت قاعدتها القوية في سوريا وتأرجحت علاقتها بايران لفترة , وتأثرت لما حدث في مصر , فليس هذا معناه ان حماس ضعفت أو فقدت قوتها او انهارت كما يحلو للبعض ان يجنح بخياله . من يتصور ان علاقة حماس الخارجية مرهونة فقط بأنظمة وحكومات فهو بعيد عن الحقيقة , ومن يعتقد ان حماس تقفز بين حبال التحالفات بدون دراية أو بحثا عن مصالح حزبية فهو يفتقد للرؤية والفهم ** خلاصة عقدة المصالحة والمفاوضات بيد الرئيس وعليه ان يبحث عن حل لهما .معادلة الانتظار الطويلة – والمملة - لن تنجح ولن تجلب سوى مزيد من الخسارة . من يريد أن ينجح في مساره السياسي فليكن له قبل كل شيء غطاء وطني خصوصا من قبل الشعب والقوى السياسية , ومن يريد المصالحة فعليه ان بكسر حاجز التردد ويخرج عن المألوف . الحالة الفلسطينية لا تحتمل الانتظار الطويل , كما لا تحتمل المغامرات غير مضمونة النتائج .ملاحظة سريعة قبل ختم المقال : الذين يتحدثون كثيرا عن انتفاضة ثالثة عليهم ان يفكروا – قبل ذلك -عميقا عما اذا كان بامكانهم استثمار الانتفاضة لتحقيق مكاسب سياسية حتى لا يتحول الشعب الفلسطيني الى بنك دم فقط !!وليتذكروا اننا انجزنا انتفاضتين بعمر 12 سنة ولم تكن النتائج على قدر التضحيات الكبيرة والدماء التي سالت .
امسكوا قتلة عرفات، فأنتم تعرفونهم
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين الآن،، د.فايز أبو شمالة
من الذي انتفع من موت ياسر عرفات؟ هل هم الصهاينة فقط، أم أن هنالك فلسطينيين زغردت قلوبهم، ورقصت حساباتهم في البنوك؟ من المؤكد أن اليد التي صنعت السم للرئيس عرفات هي يد صهيونية، ولكن الأكثر تأكيداً هو أن اليد التي دست السم في جسد ياسر عرفات هي يد فلسطينية، يد أحد أولئك الذين انتفعوا من موته، وتورثوا تاريخه، وتقلدوا مناصبه، وراحوا يقلبون أوراقه الخاصة، بعد أن شاركوه في غرفة طعامه، وتدخلوا في ترتيب فراشه، إنهم خصوم عرفات أثناء حياته، وكانت لهم علاقة وثيقة مع الصهاينة والأمريكان، وتلاقوا جميعهم على هدف التخلص من عرفات؛ لإنهاء انتفاضة الأقصى، والولوج في المفاوضات لتصفية القضية الفلسطينية. هل عرفتم القاتل أيها الفلسطينيون، أم أنكم بحاجة إلى نتائج التحاليل الطبية من فرنسا وسويسرا وروسيا؟ وهل تشكون في قدراتكم العقلية، أيها الفلسطينيون، لتنتظروا ما ستقوله لجان تحقيق دولية، وقد أدرك القاصي والداني أهداف القاتل؟ ألا ينظر بعضكم في عينيه؟ ألا يصفق له بعضكم على مضض؟ سأقدم لك أيها القارئ الحقائق التالية التي تؤكد أن ياسر عرفات قد تمت تصفيته معنوياً على يد بعض الفلسطينيين قبل أن يصير إلى تصفيته جسدياً
- 1 عندما حاصر "شارون" ياسر عرفات في المقاطعة، كانت ردة فعل زملائه في القيادة السياسية توحي بالرضا، والانسجام مع تطلعات القيادة الإسرائيلية للمرحلة القادمة، بل قدم بعضهم نفسه بديلاً جاهزاً للمرحلة التالية، وذلك من خلال اتهام ياسر عرفات بأنه يقف خلف المقاومة، وأنه السبب في انتشار ظاهرة السلاح، وما رافق ذلك من انفلات أمني؟
2ـ راجعوا أرشيف الزيارات واللقاءات التي تمت بين مسئولين إسرائيليين وفلسطينيين أثناء حصار عرفات، ستجدون أن معظم الشخصيات القيادية الراهنة قد التقت مع شخصيات قيادية إسرائيلية في منتجعات إسرائيلية، وبعضهم التقى مع شارون نفسه، فماذا كانوا يناقشون؟ وماذا وشوشوا له؟ وماذا رتبوا سراً مع عدوهم الذي يحاصر قائدهم؟
3ـ مارست القيادة الفلسطينية البديلة دورها الميداني طوال فترة حصار عرفات، دون الاهتمام بمصيره، فقد مارست حكومة محمود عباس مهماتها زمن حصار عرفات، وكأن شيئاً لم يكن، بل واصل المانحون تقديم الدعم المالي لسلام فياض، وصرفت رواتب الموظفين في موعدها نكاية بعرفات المحاصر، الذي صار يحتضر سياسياً أمام الجميع
4ـ شاركت قيادات فلسطينية في مؤتمر القمة العربية المنعقد في بيروت سنة 2002، وشكلت الغطاء العربي للقذارة الصهيونية التي حالت دون حضور عرفات المؤتمر، وحالت دون أن يلقي كلمة على الملوك والرؤساء العرب عبر الهاتف
5ـ شارك السيد محمود عباس في القمة العربية الأمريكية لمحاربة الإرهاب، والتي عقدت في منتجع شرم الشيخ في 3 يونيو سنة 2003، في الوقت الذي كان فيه عرفات محاصراً، وهذا بحد ذاته تصفية معنوية لعرفات
6ـ شارك السيد محمود عباس في قمة العقبة التي حضرها شارون وبوش وملك الأردن سنة 2003. في الوقت الذي كان فيه عرفات يئن من الحصار الصهيوني.
لقد جاءت خطوة تصفية عرفات الجسدية لاحقة لخطوات تصفية عرفات المعنوية، والخائن الذي تجرأ على دس السم لعرفات، كان يثق أنه سينجو بنفسه، لأن بدائل عرفات السياسيين بدؤوا يمارسون مهماتهم عملياً، ولعل صرخات سها عرفات في المستشفى، عشية تصفية عرفات، حين قالت: زملاء ياسر عرفات يتقاسمون تركة الرجل قبل أن يموت. صرخات سها عرفات التي طوتها الأيام تخبئ الأسرار، لذلك تعمدوا إسكاتها بمبالغ مالية كبيرة، ولكن الصرخة المغموسة بدم عرفات ما زالت تدوي، وتطالب بالتحقيق الشعبي الفلسطيني لمعرفة كل أولئك الذين تآمروا على عرفات، وأزاحوه من طريقهم.
أيها العرب.. غزة لن تجرح إنسانيتكم
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، غسان الشامي
يوماً بعد يوم تشتد الآلام والمعاناة على أهل غزة الصابرين، ويتواصل مسلسل الحصار اليومي ليشمل كافة مناحي الحياة الإنسانية في القطاع الصامد الذي يعيش الأمرين جراء استمرار إغلاق المعابر وهدم الأنفاق التي تمثل شريان الحياة الرئيسي في قطاع غزة، الأمر الذي أثر بشكل كبير على كافة القطاعات الحيوية كالصحة والزراعة والصناعة والتجارة فضلا عن شح المواد الخام والمواد الأساسية اللازمة للمصانع والشركات، كما أن الأوضاع الإنسانية في غزة مهددة بصورة كبيرة بنفاد كميات الدواء من مستشفيات قطاع غزة .
إن ما تحياه غزة من معاناة وآلام يومية وحصار يشتد رويدا رويدا لن يفت في عضدها ولن يهزمها وستبقى رايتها عالية منتصرة رغم كيد المتآمرين والمتأمركين وأصحاب المشاريع الصهيونية الهادفة لإحكام الحصار وتشديد قبضته على قطاع غزة وإغراقها في البحر ..
المؤامرات على غزة في هذه الأيام تزداد شراسة من قبل الإسرائيليين والأمريكان وبعض أبناء جلدتنا ممن يدور في الفلك الصهيوني ويساهم بتقديم الاقتراحات والتصورات للعدو الصهيوني من أجل تشديد الخناق على غزة، وهذا ما كشفته حجم المعلومات الأمنية الكبيرة التي تصل العدو الصهيوني سنويًّا عن قطاع غزة ومقاومة غزة .. أمام الأهوال والمؤامرات على قطاع غزة .. ستبقى غزة شوكة في حلق الاحتلال وستبقى صامدة صمود الجبال ولن يستطيع أحد أن يقف بوجه رجالها وجنودها ومقاومتها الباسلة، وتضحياتها الكبيرة.
إن غزة الجريحة لازالت تشكل الصخرة التي تتحطم عليها المؤامرات والدسائس وها هي المقاومة الفلسطينية تسجل كل يوم انتصارات واختراقات للعدو الصهيوني كان آخرها إسقاط طائرة استطلاع صهيونية، كما سجل أبطال القسام انتصارا كبيرا في عملية بطولية في نفق العين الثالثة الذي شكل مفاجأة كبيرة للصهاينة بقدرات كتائب القسام القتالية وتمكنها من بناء هذا النفق على مدار عامين والوصول للعمق الصهيوني والروح القتالية الشرسة التي يتمتع بها مقاتلو وقادة كتائب القسام .. إن اكتشاف الصهاينة لهذا النفق غيّر الحسابات الميدانية لهم وغيّر موازين عسكرية كثيرة، حيث أصبح التفكير بحرب صهيونية ثالثة ضد غزة يحتاج إلى الكثير من المشاورات والمداولات الصهيونية قبل بدء هذه الحرب التي ستكون جحيما للصهاينة في حال البدء بها ..
إن غزة أيها العرب تمثل لواء الدفاع عن الأمة العربية من العدو الصهيوني، وتمثل رايات الأحرار والمنتصرين وما زالت غزة تدفع ضريبة الكرامة والمقاومة من دماء أبنائها ومن معاناة مرضاها ومن براءة أطفالها .. إن غزة أيها العرب لن تجرحكم يوما ولن تحرجكم أيضا وهي دوما داعمة لإرادتكم في الحرية والتحرر من التبعية لأنظمة الحكم الظالمة التي حكمت العرب سنوات طوال.. أيها العرب أنتم شاهدون على ما تحياه غزة من آلام ومعاناة يومية جراء حصارها و إغلاق معابرها، فمعبر رفح الذي يمثل نافذة غزة عبر العالم يغلق باستمرار ومعاناة السفر تمثل كابوساً لأهل غزة، ولكن غزة عبر هذا المعبر الحدودي الصغير ترحب بالجميع من كل جنس ولون وخاصة لاجئي سوريا الذين يعانون الولايات جراء الجرائم اليومية التي ترتكب بحقهم دون أن يقف أحد بجانبهم، فقد أصبحوا يعيشون طعم الموت بصورة يومية دائمة رغم المناشدة لوقف المجازر التي ترتكب بحقهم، فالجرح عميق عندما تسمع أو تشاهد ما يحدث في سوريا من مجازر ترتكب بحق السوريين واللاجئين الفلسطينيين ..لكِ الله يا شام البطولة والفداء .
في ظل ما تحياه غزة من آلام ومعاناة وانقطاع للتيار الكهربائي يطل علينا فريق أوسلو بجلساته التفاوضية الدنيئة التي تساوم على بيع الوطن للصهاينة وبرعاية أمريكية دائمة، وفي ظل معاناة وآلام غزة يطل علينا فريق من الخونة والعملاء الذين يثبطون من همم وعزيمة أبناء شعبنا الصامد ويعملون على بث روح الهزيمة والانبطاح بين أبناء شعبنا ويساهمون في الترويج للشائعات الهدامة .. أمام هذا وذاك ستصمد غزة وتنتصر على كافة المؤامرات والدسائس الصهيونية وستصبر على الجراح والآلام وسيهزم الجمع وينتصر أهل الحق والإيمان على الظلم والظلام ..
غياب المسئولية
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، يوسف رزقة
(المسئولون الإيطاليون استغربوا من دفاع عباس الشرس عن الانقلاب في مصر وضرورة دعمه في هذه الفترة، في مقابل عدم تعرضه ولو بمجرد الذكر لكارثة غرق اللاجئين الفلسطينيين الفارين من جحيم الحرب في سوريا، والتي وقعت على السواحل الإيطالية ومات وفقد فيها المئات). هذا بعض ما نقلته الجزيرة نت عن مصادر موثوقة، وصفتها بواسعة الاطلاع. وكان هذا تعقيبًا على زيارة عباس إلى أوروبا في الفترة من ١٧-٢٤ أكتوبر ٢٠١٣ م، حيث زار كلاً من إيطاليا وألمانيا وليتوانيا وبلجيكا والاتحاد الأوروبي في بروكسل).
وقال فان رامبوي، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي لعباس: ( إنكم الرئيس العربي الأوضح في دفاعه عن القيادة المصرية الحالية وعن ضرورة دعم مصر؟!). والكلام هنا للجزيرة نت أيضاً.
إنك حين تقرأ هذه الكلمات تجبهك معانٍ صادمة لا تستطيع تجاوزها وأنت ابن فلسطين الجريحة، أو ابن فلسطين الغريقة، أو ابن فلسطين المحاصرة، والتي تحيا وتنام بلا كهرباء، أو قل تحيا وتنام بلا أمل، بعد أن أهدر قادتها الأمل الذي كانت تحيا به لعقود خلت، على أمل الوصول إلى الوطن بعد الصبر والكفاح.
لقد بات الوطن أبعد مما كنا نتصور، رئيس سلطتنا، ورئيس منظمتنا، يزور خمسة دول أوروبية من ضمنها الاتحاد الأوروبي ممثلًا عن الانقلاب في مصر، وليس ممثلا عن الشعب الفلسطيني. تمثيل رئيس السلطة للانقلاب في مصر أثار حفيظة المسئولين في إيطاليا، ولم يخف مشاعره رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي بقوله لعباس إنك أوضح رئيس عربي يدافع عن الانقلاب؟!
من غرقوا في البحر من الفلسطينيين الفارين من سوريا، لم يتعرض عباس لذكرهم ولا لحقوقهم بكلمة واحدة، فعباس ليس ممثلا لهم لكي يحمل همهم ويتحدث عنهم، هو الآن ممثل للانقلاب في مصر. لا تعتبوا على عباس لأنه لم يذكر الغرقى من شعبه، واذكروا أنه لم يذكر المحاصرين من شعبه، وتذكروا ما قاله عرفات عنه في باب المسئولية، وفي هذا التذكر ما يكفي للإجابة عن عتبكم أو قلقكم. لكن المحزن أن غسيل اللامسئولية نشر في إيطاليا وفي غيرها من دول أوروبا، بحسب الجزيرة نت.
نحن تعودنا على أخطاء السلطة، لذا تجدنا محتملين لها وصابرين على فشلها، لكن بشرط ألا تفضحنا السلطة بين الأجانب، فيتمادوا بالنيل منا، والسخرية من اهتماماتنا، وعندها لابدَّ لنا من الحديث، على الأقل لنقول: ( والله عيب، وبلاش فضائح؟!).
الله أمر بالستر، وعباس يصر على الفضيحة، بالأمس القريب اتهم حماس بالتدخل بالشأن المصري اتهاما كاذبًا، وطلب منها عدم التدخل من أجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى قومية القضية الفلسطينية، واليوم تفضحه إيطاليا، والاتحاد الأوروبي، بأنه جاء مدافعًا عن الانقلاب، وأنه كان الرئيس الأوضح، وأن فلسطين لم تكن حاضرة في زيارته الأخيرة.
ما قالته أو نقلته الجزيرة نت خطير في باب المسئوليات الوطنية المناطة بالقادة، فنحن الآن ( وأعني الغرقى والمحاصرين في سوريا أو المضطهدين في مصر) أمام غياب شبه كامل للمسئولية الوطنية القيادية عن الشعب، سواء الغرقى، أو المحاصرين، ونروج لواقع مصري مختلف عليه وفيه في مصر نفسها، وما هو متوافر من مسئوليات عند السلطة، هي مسئولية شكلية مرتبطة بالوظيفة وبالإعلام فقط.
من قتل الرئيس؟!
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين ،، عماد الإفرنجي
لا يساور فلسطيني الشك أن من قتل الرئيس ياسر عرفات هي (إسرائيل)، لكن السؤال المزعج للفلسطينيين كافة من هي أدوات (إسرائيل) التي نفذت الجريمة؟!!
التحقيقات الروسية والسويسرية ترجح أن أبو عمار مات بسم البولونيوم أو الرصاص المشع، لكننا لم نعرف بعد الإجابة عن السؤال؟ ولا أظن أننا سنعرف خلال عقد من الزمان لأن جهات عديدة ببساطة لا تريدنا أن نعرف حتى لا تكشف عورتها أمام الشعب.
إذا كان الاحتلال هو القاتل فمن هي أدواته التي نفذت الجريمة؟ وكيف وصلت للرئيس؟ ومن سهَّل لها العملية؟ ومن هم شركاؤها؟ وعشرات الأسئلة الصعبة؟.
إن اغتيال أبو عمار بدأ منذ اللحظة الأولى لحصاره في المقاطعة، ومنعه من الحركة، وقطع اتصالاته وتواصله بالعالم، وتخلي الزعماء العرب عنه، وتخلي قيادات فلسطينية تتبوأ حاليًا مواقع متقدمة بالسلطة عنه في أصعب اللحظات وأدقها.
وإذا كنا غير قادرين على محاسبة القادة العرب الذين تركوا عرفات فريسة للإرهابي شارون، فالتاريخ ولعنة الشعوب الحرة قادرة على ذلك، بيد أننا يجب أن نكون قادرين على محاسبة من تخلى عن عرفات من المقربين منه، وواجب علينا إخضاع الدائرة المقربة منه للبحث والتحقيق، ومن كان يقيم معه خلال فترة الحصار، ألم تختفِ الكثير من الأدلة أو أخفيت طوال 9 سنوات مضت؟ لماذا لم نرَ مسؤولًا تم عزله أو التحقيق معه أو حتى مراجعته أو أخذ أقواله؟ وكيف اختفى قادة بعينهم إبان حصار الرئيس؟ وأين ذهبوا ولماذا؟ وكيف؟!!.
واجب علينا أن نسأل قيادتي منظمة التحرير وحركة فتح لماذا انتظروا سنوات عديدة قبل فتح ملف اغتيال الرئيس؟ ألا يفترض أن يكون أول عمل ينجزه من خلف عرفات هو معرفة قاتله.
الشعب الفلسطيني لن يغفر لمن استباح دماء عرفات أو تواطأ على الجريمة، والوفاء للختيار يكون بالقبض على قتلته وتقديمهم للمحاكمة، وهذه مسؤولية القيادة الفلسطينية.
إذا كنا معنيين حقا بمعرفة قتلة عرفات فإن على السلطة طلب الملف الطبي الكامل لوفاة عرفات من فرنسا، وردفه بالتقارير السويسرية والروسية، والعمل بدعم عربي رسمي وشعبي وحقوقي على فتح تحقيق دولي بالجريمة .
ألا تستحق جريمة قتل الرئيس رفعها إلى مجلس الأمن الدولي ومحكمة الجنايات الدولية؟ وإذا كانت (إسرئيل) من قتله بالقرار والإمكانيات، وتوفير الغطاء، فلماذا لا يجري عقابها وأقله وقف كل عمليات التفاوض والتسوية وإلغاء التنسيق الأمني معها؟.
وإذا كان الأمر كذلك فنحن لا نفهم حالة اللامبالاة من قيادة السلطة؟ وعدم التوجه للمحافل الدولية ولاسيما بعد أن أصبحت فلسطين عضواً مراقباً بالأمم المتحدة؟ وعدم فتح تحقيق داخلي حقيقي يضع النقاط على الحروف ومعرفة من قتل الرئيس؟ ألا ترون أن القاتل ربما لا يزال بيننا وقد يرتكب جريمة قتل جديدة ؟!!.
السيناريو المتوقع هي موجة من النشاط الإعلامي دون السياسي عن اغتيال أبو عمار ثم يضيع الحدث – عن قصد- بين المفاوضات والاستيطان والحصار والتصعيد الإسرائيلي، ولأننا مفعول به سنبقى نتلقى بين العام والآخر معلومة مقتضبة ومجتزأة حول مقتل عرفات، دون إجابات واضحة عن هوية القتلة لتبقى القضية تذكرنا مجددا بعجزنا حتى عن الوفاء.
ها قد ثبت أن عرفات مات مسموما .. ماذا بعد؟!
فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة
كشفت قناة الجزيرة أنها حصلت على تقرير من 108 صفحات صادر عن المركز الجامعي للطب الشرعي في مدينة لوزان السويسرية، يفيد بأن مقادير غير طبيعية من البولونيوم وجدت في حوض الراحل ياسر عرفات رحمه الله وأضلاعه وفي التربة الموجودة تحت جثمانه.
وعثر العلماء الذين كلفوا بفحص عينات من الرفات، على مقادير تصل إلى 18 ضعف المعدل الاعتيادي من مادة البولونيوم المشع، مما يرفع إلى 83% نسبة الاشتباه بأنه مات مسموماً بهذه المادة.
لمجرد التذكير فقط نقول: إن شارون لم يكن في حاجة لإخفاء جريمته، وإن أنكرها في الظاهر، كما ينكرها قومه الآن، لكن سنوات قليلة لم تمض حتى اعترف أحد أقرب الصحافيين إليه (أوري دان) في كتابه “أسرار شارون”، بأن الأخير استأذن جورج بوش في التخلص من عرفات، الأمر الذي قابله بوش بشيء من الرضا، وإن طالبه بأن يترك الأمر لله، وحينها رد عليه شارون قائلا بكل وقاحة “ربما يجب أحيانا مساعدة الله”، فسكت بوش، الأمر الذي اعتبره شارون بمثابة ضوء أخضر.
من المؤكد أن عرفات برفضه التوقيع على عرض كامب ديفيد صيف العام 2000 قد اثبت استحالة قبوله بسقف العروض الإسرائيلية، بخاصة في ملف القدس، لكن البعد الأهم الذي وقف وراء عملية الاغتيال هو ذلك المتعلق بدعمه لانتفاضة الأقصى التي توحدت خلفها جميع القوى الفلسطينية دون استثناء وشكلت عبئا غير مسبوق على الكيان الصهيوني (لا يعني ذلك قبولنا بالقرارات الدولية التي وافق عليها، ولا على أوسلو واعتبار الميثاق الوطني الفلسطيني لاغيا، أو “كادوك” بحسب تعبيره).
لكن الأجواء التي مهدت لعملية الاغتيال هي المهمة، فقد حظي الرجل (عرفات) بحصانة أمريكية مصرية طوال عقود، لكن هذه الحصانة ما لبثت أن اختفت، أولا بالموافقة الأمريكية على اغتياله، وقبل ذلك حصاره، وثانيا بالموافقة المصرية التي لا يحتاج عاقل إلى تلمسها من خلال الثنائي مبارك- عمر سليمان.
فلسطينيا، لا شك أن توفر البديل الجاهز لاستلام الوضع بعد عرفات، مع ضمانات بنهج جديد يخالف نهجه، هذا الأمر هو الذي شجع شارون على تنفيذ الجريمة، سواءً وجد تواطؤا فعليا، أم كانت القضية محض تواطؤ ضمني، لاسيما أن الفريق الذي ورث ياسر عرفات هو نفسه الذي حاول الانقلاب عليه؛ أولا عسكريا من خلال انقلاب محمد دحلان الذي فشل قبل ذلك بعام تقريبا، وثانيا من خلال الانقلاب السياسي عبر فرض أمريكا والغرب على عرفات تعيين رئيس وزراء بصلاحيات كاملة هو محمود عباس، ومسؤول أمن هو محمد دحلان، فضلا عن مسؤول للمالية (سلام فياض).
من الصعب الجزم بوجود مشاركة مباشرة في الجريمة، لكن المؤكد أن أحدا من داخل المقاطعة هو الذي أدخل السم إلى جسد عرفات (هل من المستحيل معرفة ذلك، ولماذا يعجزون عن ذلك رغم مرور 9 سنوات على الواقعة؟!)، كما أن من الصعب الجزم بما إن كان أحد قد أحيط علما بقرار القتل أم لا، ولا ننسى اتهامات فاروق القدومي لعباس ودحلان، وبعدها اتهامات قيادة فتح لدحلان.
الجزء الثالث في القضية هو المتعلق بالتواطؤ في إخفاء الجريمة أو التستر عليها. وفي هذا السياق يمكن القول إن عباس ودحلان ومحمد رشيد كانوا جزءا منها دون شك، لكنهم لم يكونوا وحدهم، إذ شاركت فرنسا في ذلك، كما شاركت مصر حسني مبارك وعمر سليمان، وكذلك تونس زين العابدين بن علي، بل إن روسيا قد تواطأت أيضا.
لا شك أنه سيكون مثيرا للسخرية أن يتشبث البعض بقضية الاحتمال، وأنه بحسب الخبراء السويسريين (83% فقط)، وليس مئة في المئة، إذ يمكن أن نتفهم تشبث الصهاينة بأمر كهذا، أما أن يفعلها فلسطيني، فتلك جريمة دون شك، مع أن أحدا لم يجرؤ على ذلك علنا.
ما يعنينا الآن بكل وضوح هو موقف حركة فتح؛ قادةً وكوادر. وإذا كان من الصعب علينا توقع شيء من القيادة التي تتحرك بإذن الاحتلال وتطلب رضاه (قالت إنها ستذهب للقضاء الدولي!!)، فإننا نتمنى من الكوادر الذين ما فتئوا يتغنون بالزعيم (الرمز القائد الشهيد المؤسس) أن يقفوا لحظة صدق أمام أنفسهم، فالقادة الذين يتغنون بهم اليوم ويدافعون عنهم، بل حتى عن نهجهم بروحية المناكفة مع حماس، وبروحية القبيلة الحزبية، هؤلاء هم أنفسهم الذين تواطئوا على قتل زعيمهم الرمز، وهم الذين ورثوه وحرفوا المسار برمته، وجعله فتح تعقد مؤتمرها العام تحت رعاية الاحتلال.
كيف بالله عليكم تقبلون ذلك. ألا تقفون مع أنفسكم وقفة صدق مع النفس ومع فلسطين التي تضيع قضيتها تحت وطأة برنامج عبثي يتبناه هؤلاء الذين تدافعون عنهم؟! وقفة صدق مع النفس تكفي للتأكد من الجريمة، ومن المجرمين، ومن المتواطئين، والأهم؛ من الذين يعبثون بمصير القضية من أجل مصالحهم، ومصالح من يعنيهم أمرهم.
من صميم قلوبنا، نتمنى أن يستيقظ هؤلاء القوم، وكثير منهم شبان ورجال طيبون وشرفاء يحبون فلسطين، فما يجري ليس فيه مصلحة لفلسطين، تماما كما هو حال حشر حماس في قطاع غزة، والاكتفاء بالحديث عن مصالحة تنتهي بانتخابات لسلطة تعمل في خدمة الاحتلال، بدل المقاومة من أجل التحرير الحقيقي.