النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 499

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 499

    اقلام واراء اسرائيلي 499
    9/12/2013

    في هــــــذا الملف

    لا يحق لبيريز ونتنياهو تأبين مانديلا
    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    ‘بيبي البائس′
    بقلم:عوزي برعام،عن هآرتس

    لنحرر المتظاهرين
    بقلم:اسرة التحرير،عن هآرتس

    مفتاح الحصانة الاسرائيلية
    بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف

    مفتاح الحصانة الاسرائيلية
    بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف

    رؤية اوباما
    بقلم:نداف ايال،عن معاريف

    الرئيس الأمريكي… الحائر والمحير!
    بقلم:بوعز بسموت/ مبعوث الصحيفة الى الولايات المتحدة،عن اسرائيل اليوم

    رجل واحد أضاء عالما كاملا
    بقلم:شمعون بيرس،عن يديعوت



    لا يحق لبيريز ونتنياهو تأبين مانديلا

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    إليكم ما قاله رئيس جنوب افريقيا نلسون مانديلا في خطبته في يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني في 4 كانون الاول 1997: ‘نحن نعلم أن حريتنا ليست كاملة من غير حرية الفلسطينيين’.
    وهذا ما قاله رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بعد موت مانديلا، قال: ‘كان من الاشخاص الذين يُقتدى بهم في عصرنا. كان رجل رؤيا وسيتم تذكره على أنه زعيم اخلاقي من الطراز الاول’. ولاحظ ذوو الأبصار الحادة بيقين الصورة التي كانت خلف نتنياهو وهي علم اسرائيل وسور المدينة القديم. إنه كلام تأبين لـ ‘زعيم اخلاقي’ وفي الخلف منه المدينة المحتلة التي سكانها الفلسطينيون مظلومون ومسلوبون ويوجد فيها نظام فصل وهذا واحد من مشاهد الفصل العنصري الاسرائيلي وإن لم يكن اسوأها. ولاحظ ذوو الأسماع الحادة النشوز والتزييف اللذين انبعثا من كلامه المنمق.
    وتحدث رئيس الدولة شمعون بيرس ايضا حديثا رائعا عن ‘زعيم ذي قامة عظيمة’، ولم يكن كلامه أقل نفاقا. فالرجل الذي كان مشاركا حتى عنقه في تعاون اسرائيل القبيح مع نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، والذي شارك في استضافة رئيس حكومتها في تكريم وإجلال حينما كان مانديلا يذوي في سجنه أصبح يتأثر فجأة برمز النضال لذلك النظام. فليس لبيرس ونتنياهو حق في تأبين مانديلا؛ فهما مسؤولان أكثر من كل سياسي آخر في العالم الحر عن ضعضعة تراثه وتثبيت توأم النظام (غير المماثل) الذي ناضل ضده. فهل يؤبنانه؟ سيتقلب مانديلا في قبره وسيضحك وزير التاريخ ضحكه المُر.
    يعاني الرأي العام في اسرائيل من كل شيء حتى التأبينات المنافقة التي لا تُطاق. لكن التعاون الاسرائيلي مع نظام الفصل العنصري في حينه واستمرار وجود تراثه في المناطق المحتلة لا يصرخان فقط الى سماء جنوب افريقيا القاتمة الحزينة. هنا ايضا يجب أن يثير الحداد العالمي عدة اسئلة لاذعة مثل كيف كانت اسرائيل الوحيدة تقريبا التي تعاونت مع نظام الشر؛ وكيف يوجد كثيرون وأخيار جدا في العالم هم على يقين اليوم من أن اسرائيل دولة فصل عنصري. ربما لا داعي لاكثار الكلام على خزي الماضي؛ فقد صفح حتى مانديلا عن اسرائيل. لكن اسئلة الحاضر يجب أن تدوي وتقلق جدا.
    زرت في نيسان من هذا العام جنوب افريقيا الجديد الذي انشأه مانديلا ضيفا على وزارة خارجيتها.
    ونُقشت هذه الزيارة عميقا في قلبي: لأن التشابه مع نظام الاحتلال الاسرائيلي صرخ من كل حجر ومعه ايضا الأمل في التغيير: في المحكمة العليا للشؤون الدستورية في جوهانسبيرغ مثلا التي قامت على أنقاض السجن الذي طُرح فيه الماكثون غير القانونيين السود الذين تجرأوا على دخول مناطق محظورة للبحث عن مصدر رزق. وزرت بيت مانديلا ورأيت ثقوب الرصاص الذي حاول أن يصيبه في محاولة فاشلة لـ ‘اغتيال مُركز′. وكانت المقارنة يعلو صداها اسبوعا ومعها الدروس ايضا. قال لي آنذاك وزير الدفاع ووزير الدستور ونائب وزير النظام العام في حكومات الفصل العنصري، رولف ماير، الذي كان رئيس فريق التفاوض مع المؤتمر الوطني الافريقي: ‘لو أننا بدأنا قبل ذلك بسنوات لاستطعنا أن نمنع الكثير من سفك الدماء ونحرز صفقة أفضل’. فهذا ندم على خطايا كثيرة، ويشارك ماير الآن في النظام الجديد كبيض كثيرين آخرين.
    تحولت دولة غير عادلة الى دولة عدل وحلت المساواة والديمقراطية محل الظلم والنهب. يتحدث المتجهمون عن ضعف جنوب افريقيا وعن الجريمة الطاغية فيها، وهو كلام صحيح لا يُقلل من عظم الانجاز التاريخي والدرس لاسرائيل وهو أنه حينما تتحول دولة من دولة ظلم الى دولة عدل يصبح كل شيء قزما.
    برهن مانديلا على أن الحلم ممكن وأن ما كان يبدو قبل عشرين سنة فقط حلما يمكن أن يتحول الى واقع حتى دون الكثير من سفك الدماء، وأن أعداء الماضي يمكن أن يتعايشوا في دولة واحدة بل في تساوٍ وأنه يمكن قلب صفحة جديدة خلافا لكل الاحتمالات.
    شهد مانديلا على نفسه بأنه ليس حرا ما بقي الفلسطينيون غير أحرار. فلا يستطيع الذين يريدون تأبينه في اسرائيل الآن الاستمرار في تجاهل ذلك.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ




    ‘بيبي البائس′
    بقلم:عوزي برعام،عن هآرتس

    حلل رئيس ‘الشباك’ السابق يوفال ديسكن في مؤتمر عُقد في الاسبوع الماضي احتفاءا بمرور عشر سنوات على مبادرة جنيف في وضوح كبير، العلاقات بيننا وبين الفلسطينيين، وعبر عن تشاؤمه من احتمال تسوية ووصف السيناريوهات المحتملة التي قد تتحقق نتاج عدم وجودها. لكن برز في كلامه أكثر من كل شيء الصراخ لعدم وجود قيادة في الطرفين. وقال إنه من غير خطوات تبني الثقة أساسها وقف البناء في المستوطنات ينتظرنا نشوب ‘ربيع عربي’ هنا ايضا، عندنا.
    برغم أن الكلام قيل في تقدير للامور وبصورة غير متحمسة، فانه لم يؤثر في رئيس الوزراء ومن حوله الذين ردوا بقولهم: ‘لن يتأثر رئيس الوزراء بكلام مُستعاد وبمواعظ منافقة تنبع من خيبة أمل شخصية’. يمكن بالطبع أن نخالف ديسكن فيما قال، لكن ذلك الرد على الكلام الذي قاله من اشتغل سنين كثيرة بالشأن الفلسطيني من جميع جوانبه هو رد رئيس وزراء ضعيف مستكين تعوزه القدرة على القرار واجراءاته كلها ترمي (وتنجح في ذلك) الى تخويف الناس.
    لنفرض حتى أن كلام رئيس الوزراء حق وأن ديسكن يعاني خيبات أمل شخصية فلماذا لا تكون التعليلات الموضوعية التي أثارها مستحقة للفحص الدقيق عنها؟ أفليس يشهد رد من حول رئيس الوزراء على أن ‘العائب يعيب لعيبه’؟.
    وقد أعظم داني دنون، نائب وزير الدفاع، الصنع، فلولا أنه ظهر في وسائل الاعلام لكنت أشك في حقيقة وجوده. فهل يمكن أن يوجد شخص كهذا في الحقيقة؟ تلخص رده في جملة ‘اولمرت وديسكن يهاجمان الحكومة لأجل العناوين الصحفية’. ومن هذا الساخر من ديسكن؟ إنه الرجل الذي جرى الى نهاية العالم الاصولي كي يحظى بعنوان صحفي. وهو يعمل شبه متحدث للادارة في الواقع الهاذي الذي نحيا فيه.
    إن رئيس الوزراء، الذي يؤمن بأن ادارة الصراع مع الفلسطينيين ومع اوروبا ومع الادارة الامريكية أفضل من دخول صراع مع نفتالي بينيت وزئيف إلكين واوري اريئيل هو رئيس وزراء يزرع اليأس عند مؤيديه وعند معارضيه ايضا. فمؤيدوه يرون العالم الذي يُصوره زعيمهم ويُقنطهم ما يرونه. ومعارضوه يغرقون في يأس كبير. لأن العالم كله يرى أن تسوية الدولتين هي الحل الممكن الوحيد ثم يأتي رئيس الوزراء ويعارض الداعين الى تحقيقه بادعاءات شخصية.
    مهما يكن مصير التسوية مع ايران فان كل ما سيحدث هناك لن يغير خيبة الأمل الفلسطينية المستمرة ولن يطمس على عدم قدرة رئيس الوزراء على أن يدفع الى الأمام بالتسوية التي تطلع إليها في خطبة بار ايلان.
    إن اليأس الذي يُشيعه رئيس الوزراء ومن حوله خطير. حاول أكثر قادة اسرائيل أن يخطوا طريقا ويبعثوا الأمل. فاذا أراد نتنياهو حقا أن يضمن وجود الدولة ونماءها كما يزعم فعليه أن يقوم بتحول استراتيجي على شاكلة خطبة بار ايلان. وعليه أن يخطو خطوات تبني الثقة كزيارة رسمية منه الى رام الله وزيارة محمود عباس للكنيست. وعليه أن يعلن أن تقديم التفاوض مع الفلسطينيين في مقدمة الاهتمامات الوطنية، فاذا لم يكن فهم ذلك من قبل فقد كان يجب أن يُبين له كلام ديسكن ذلك.
    صحيح أنه يمكن الاستمرار في الاختباء خلف الواقع والأمل في نشوب أحداث من قبل الفلسطينيين يستغلها أنصار إلكين ليقولوا ‘لقد قلنا لكم’. فماذا يكون آنذاك؟ سيحل السلام على اسرائيل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    لنحرر المتظاهرين
    بقلم:اسرة التحرير،عن هآرتس

    في السنوات الاخيرة تتسع ظاهرة اعتقال المتظاهرين، والتي تنطوي على انتهاك مزدوج لحقوق الانسان: سواء لحق الحرية ام لحرية التعبير. كل اعتقال لانسان، حتى ولو لليلة واحدة، ينزع حريته ويجب أن يكون مخرجا أخيرا. عندما يدور الحديث عن اعتقال متظاهر، يضاف الى ذلك ردع مرفوض بالنسبة لحقه في التظاهر في المستقبل.
    في الثمانينيات، قضى أهرون براك بان حرية التظاهر هي من الحقوق الاساس للانسان في اسرائيل. ولكن المس بهذا الحق آخذ في الاتساع ويجد تعبيره في التحرش بالمتظاهرين، التفريق التلقائي للمظاهرات، في الاعتقال العابث، في العنف ضد المتظاهرين، في اتهام منفذي ورديات احتجاج بـ ‘التجمهر المحظور’، في تصوير المتظاهرين بل ومطالبة وسائل الاعلام بتوفير صور المتظاهرين.
    ان ظاهرة استخدام التفريق بالقوة ضد المتظاهرين واعتقالهم معروفة من صراعات اجتماعية عديدة، مثل المظاهرات في الشيخ جراح، الاحتجاجات ضد جدار الفصل والاحتجاج الاجتماعي. في عدة حالات في الماضي وبخ القضاة الشرطة على أنها لم تحرر متظاهرين اوقفتهم في محطة الشرطة بل وجلبتهم لتمديد اعتقالهم. ولكن لشدة الاسف، لا تتصرف المحاكم بهذه الطريقة دوما.
    في المظاهرة في موضوع قانون برافر اعتقل نحو 23 شخصا، اطلق سراح بعض منهم ممن اشتكوا من عنف الشرطة. 13 شخصا، منهم خمسة قاصرين، لا يزالون معتقلين، منذ نحو عشرة ايام. احدهم، مددت محكمة الصلح يوم الخميس اعتقاله بستة ايام اخرى، سيكون معتقلا على مدى ما لا يقل عن اسبوعين، وذلك لانه شارك في مظاهرة. كما أن ادعاءات الشرطة في أن المعتقلين اعترضوا على الاعتقال لا يبرر الاعتقال لمدى فترة طويلة كهذه وذلك’ لانهم ليسوا مجرمين خطرين.
    في العام 1995 قضت المحكمة العليا بان معنى الحق الدستوري في الحرية هو منح تفسير ضيق لتعليمات القانون التي تمس بحرية الانسان، الحق الذي مسموح المس به فقط بالقدر الطفيف اللازم. لا يوجد أي مبرر، حتى وان كانوا اعتقلوا متظاهرين، احتجازهم قيد الاعتقال الى ما يتجاوز الحد الادنى اللازم.
    عندما ترفض المحكمة ان تحرر معتقلين في مثل هذه الظروف، فانها تساهم في سحق الحرية وحرية التعبير. محظور ان تطلق رسالة بان السلطة تقمع المعارضة الشرعية لمخطط كمخطط برافر إذ ثمة في ذلك تهديدا على الديمقراطية. وعليه فيجدر بالقضاة ان يرفضوا تمديد اعتقال المتظاهرين الذين احتجوا على سياسة حكومية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    مفتاح الحصانة الاسرائيلية
    بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف

    قرار نتنياهو تحطيم الاواني مع ادارة اوباما هو قرار استراتيجي عظيم المعنى. ظاهرا يدور الحديث عن جدال آخر ‘داخل العائلة’، حسب تفسير وزير المالية، غير أنه ينبغي لنا أن نذكر كل اولئك الذين يتبنون هذا الفهم بان في افضل العائلات ايضا من شأن شهر العسل ان ينتهي بالطلاق. فرضيتان اساسيتان يجب أن تقفا امام ناظرينا: المسألة الايرانية صعبة جدا، خطيرة ومقلقة جدا لزعماء اسرائيل، عن حق كبير. الفرضية الاساس الثانية هي أن الحلف بين اسرائيل والولايات المتحدة، من الزاوية الاستراتيجية، هام للغاية لوجود دولة اسرائيل اكثر بكثير من المسألة الايرانية. ومن يقول غير ذلك فانه مصاب بجنون العظمة في افضل الاحوال او بالجهل في اسوأها. من لا يفهم بان علاقات اسرائيل الولايات المتحدة هي المفتاح لحصانة اسرائيل الامنية ومستقبلها في الشرق الاوسط، يجدر به أن يقوم باعداد واجبات بيتية اساسية.
    ادعيت في الماضي بانه على المستوى المبدئي رئيس الوزراء محق في فهمه بان الامر المثالي هو ايران بلا قدرة نووية عسكرية. والاتفاق المرحلي الذي يهاجمه نتنياهو جدا، صبح مساء، ليس الامر المثالي. والطريق الى تحقيق الهدف ليس في تحطيم الاواني مع الادارة الامريكية، بل الحوار والمزيد من الحوار. فلن تأتي أي خطوة عسكرية بدلا من الدبلوماسية. نظام العقوبات ضد ايران، الذي برأي الكثيرين والطيبين هو الذي حقق التغيير في السياسة الايرانية، ليس سوى نتيجة سياسة اوباما. صحيح ان هذا ليس كافيا بعد، ولكن الدليل هو أن حتى رئيس الوزراء مستعد لان يعترف بنجاعة تلك العقوبات حتى الان. ولمن نسي، فان نتنياهو لم يكن بين المؤيدين للعقوبات بل طلب على نحو تظاهرين عملية عسكرية واسعة النطاق.
    قرأت باهتمام شديد مقابل للبروفيسور زكي شالوم من معهد بحوث الامن القومي تحت عنوان اهل تدير دول الخمسة زائد واحد حملة نزع شرعية للخيار العسكري ضد ايران؟ب. فشالوم يدعي بانه حتى قبل التوقيع على الاتفاق كلف الرئيس نفسه عناء ايضاح تحفظه على الخيار العسكري والافضلية العليا التي يعطيها لتحقيق تسوية بالطرق السلمية.فالرئيس يقول ان االولايات المتحدة في 14 تشرين الثاني 2013 تفضل ان تكون ايران هي التي تقرر انها لا تحتاج لسلاح نووي واننا فقط سنراقب ذلكب. ولم يكتفِ الرئيس بذلك بل شدد على اقوال مفهومة من تلقاء ذاتها بالنسبة للمخاطر الذي ينطوي عليها العمل العسكري: الا يهم كم هو جيشنا جيد’، يقول الرئيس. فالخيارات العسكرية هي دوما اشكالية (messy)، صعبة على التنفيذ ويكمن فيها خطر نتائج لم يخطط لتحقيقهاب.
    فضلا عن ذلك، اعرب الرئيس عن شكه بالنسبة لجدوى الخيار العسكري مع ايران. ‘ليس واضحا على الاطلاق، اذا كان مثل هذا الخيار سيؤدي الى وقف النشاط النووي لايران’.
    في هذه التصريحات تكمن على أي حال رسالة واضحة من الرئيس: حتى لو انتهى العمل العسكري بـ ‘نجاح’ فلا ضمانة في أن يردع ايران عن مواصلة نشاطها النووي بشدة اكبر. ومع كل الاحترام الذي أكنه للبروفيسور شالوم فاني لا اتفق معه. وحسب افضل علمي، فان اوباما لم يتنكر للخيار العسكري الذي يوجد على الطاولة. فالعقوبات لن تنجح الا اذا كانت جيوش الولايات المتحدة والقوى العظمى في حالة استعداد، قريبين جدا من ايران، وجاهزين لخطوات عسكرية تسرع انهيار النظام. ومن أجل تحقيق ذلك على اسرائيل ان تدير سياسة خارجية فهيمة، ذكية وليس فقط محقة. المشكلة هي انه في الوضع الحالي الحكمة الزائدة غير موجودة في حكومة اسرائيل. فالوضعية السياسية الاسرائيلية تجذب نتنياهو نحو اتجاهات سياسية غير ذكية على نحو ظاهر.
    ستة اشهر تمر بسرعة. محظور التردد او الوصول الى انشغال لا يتوقف في كيفية الانتصار’ على الادارة الامريكية او القوى العظمى الاوروبية. يجب عمل كل شيء من اجل اشراكهم في سياسة اكثر ذكاء، اكثر منطقية وأقل مراعاة لايران. هذا بالتأكيد ممكن. سلف اوباما هو الاخر، بوش الابن، لم يسارع الى مهاجمة ايران، رغم صداقته الكبرى لاسرائيل.
    نوصي اسرائيل الرسمية بتبني القول الاكثر تكرارا من مجال آخر. ‘على الطريق لا تكن محقا، بل كن حكيما’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    مفتاح الحصانة الاسرائيلية
    بقلم:تشيلو روزنبرغ،عن معاريف

    قرار نتنياهو تحطيم الاواني مع ادارة اوباما هو قرار استراتيجي عظيم المعنى. ظاهرا يدور الحديث عن جدال آخر ‘داخل العائلة’، حسب تفسير وزير المالية، غير أنه ينبغي لنا أن نذكر كل اولئك الذين يتبنون هذا الفهم بان في افضل العائلات ايضا من شأن شهر العسل ان ينتهي بالطلاق. فرضيتان اساسيتان يجب أن تقفا امام ناظرينا: المسألة الايرانية صعبة جدا، خطيرة ومقلقة جدا لزعماء اسرائيل، عن حق كبير. الفرضية الاساس الثانية هي أن الحلف بين اسرائيل والولايات المتحدة، من الزاوية الاستراتيجية، هام للغاية لوجود دولة اسرائيل اكثر بكثير من المسألة الايرانية. ومن يقول غير ذلك فانه مصاب بجنون العظمة في افضل الاحوال او بالجهل في اسوأها. من لا يفهم بان علاقات اسرائيل الولايات المتحدة هي المفتاح لحصانة اسرائيل الامنية ومستقبلها في الشرق الاوسط، يجدر به أن يقوم باعداد واجبات بيتية اساسية.
    ادعيت في الماضي بانه على المستوى المبدئي رئيس الوزراء محق في فهمه بان الامر المثالي هو ايران بلا قدرة نووية عسكرية. والاتفاق المرحلي الذي يهاجمه نتنياهو جدا، صبح مساء، ليس الامر المثالي. والطريق الى تحقيق الهدف ليس في تحطيم الاواني مع الادارة الامريكية، بل الحوار والمزيد من الحوار. فلن تأتي أي خطوة عسكرية بدلا من الدبلوماسية. نظام العقوبات ضد ايران، الذي برأي الكثيرين والطيبين هو الذي حقق التغيير في السياسة الايرانية، ليس سوى نتيجة سياسة اوباما. صحيح ان هذا ليس كافيا بعد، ولكن الدليل هو أن حتى رئيس الوزراء مستعد لان يعترف بنجاعة تلك العقوبات حتى الان. ولمن نسي، فان نتنياهو لم يكن بين المؤيدين للعقوبات بل طلب على نحو تظاهرين عملية عسكرية واسعة النطاق.
    قرأت باهتمام شديد مقابل للبروفيسور زكي شالوم من معهد بحوث الامن القومي تحت عنوان اهل تدير دول الخمسة زائد واحد حملة نزع شرعية للخيار العسكري ضد ايران؟ب. فشالوم يدعي بانه حتى قبل التوقيع على الاتفاق كلف الرئيس نفسه عناء ايضاح تحفظه على الخيار العسكري والافضلية العليا التي يعطيها لتحقيق تسوية بالطرق السلمية.فالرئيس يقول ان االولايات المتحدة في 14 تشرين الثاني 2013 تفضل ان تكون ايران هي التي تقرر انها لا تحتاج لسلاح نووي واننا فقط سنراقب ذلكب. ولم يكتفِ الرئيس بذلك بل شدد على اقوال مفهومة من تلقاء ذاتها بالنسبة للمخاطر الذي ينطوي عليها العمل العسكري: الا يهم كم هو جيشنا جيد’، يقول الرئيس. فالخيارات العسكرية هي دوما اشكالية (messy)، صعبة على التنفيذ ويكمن فيها خطر نتائج لم يخطط لتحقيقهاب.
    فضلا عن ذلك، اعرب الرئيس عن شكه بالنسبة لجدوى الخيار العسكري مع ايران. ‘ليس واضحا على الاطلاق، اذا كان مثل هذا الخيار سيؤدي الى وقف النشاط النووي لايران’.
    في هذه التصريحات تكمن على أي حال رسالة واضحة من الرئيس: حتى لو انتهى العمل العسكري بـ ‘نجاح’ فلا ضمانة في أن يردع ايران عن مواصلة نشاطها النووي بشدة اكبر. ومع كل الاحترام الذي أكنه للبروفيسور شالوم فاني لا اتفق معه. وحسب افضل علمي، فان اوباما لم يتنكر للخيار العسكري الذي يوجد على الطاولة. فالعقوبات لن تنجح الا اذا كانت جيوش الولايات المتحدة والقوى العظمى في حالة استعداد، قريبين جدا من ايران، وجاهزين لخطوات عسكرية تسرع انهيار النظام. ومن أجل تحقيق ذلك على اسرائيل ان تدير سياسة خارجية فهيمة، ذكية وليس فقط محقة. المشكلة هي انه في الوضع الحالي الحكمة الزائدة غير موجودة في حكومة اسرائيل. فالوضعية السياسية الاسرائيلية تجذب نتنياهو نحو اتجاهات سياسية غير ذكية على نحو ظاهر.
    ستة اشهر تمر بسرعة. محظور التردد او الوصول الى انشغال لا يتوقف في كيفية الانتصار’ على الادارة الامريكية او القوى العظمى الاوروبية. يجب عمل كل شيء من اجل اشراكهم في سياسة اكثر ذكاء، اكثر منطقية وأقل مراعاة لايران. هذا بالتأكيد ممكن. سلف اوباما هو الاخر، بوش الابن، لم يسارع الى مهاجمة ايران، رغم صداقته الكبرى لاسرائيل.
    نوصي اسرائيل الرسمية بتبني القول الاكثر تكرارا من مجال آخر. ‘على الطريق لا تكن محقا، بل كن حكيما’.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    رؤية اوباما

    بقلم:نداف ايال،عن معاريف

    منتدى سبان، الذي يصل اليه اسرائيليون وامريكيون فقط، انعقد هذه السنة تحت الظل الثقيل للازمة الحادة والجوهرية بين القدس وواشنطن. الكلمة ‘جوهرية’ هي كلمة حرجة، فخلافا للماضي، لا يدور الحديث هنا عن تصريحات أو سلوك، بل عن جوهر السياسة الامريكية تجاه ايران والذي يقلق جدا رئيس الوزراء. وكلمة الرئيس الامريكي أمس امام المؤتمر كانت محاولة للحديث الى الجمهور الاسرائيلي، في منتدى عاطف، في محاولة لشرح الاتفاق (وبمناسبة المنتدى العاطف: كل الوزراء الاسرائيليين دعوا ووصلوا الى فرصة تصوير مع اوباما. ولكن باستثناء افيغدور ليبرمان الذي دعي ولكنه حبذَ البقاء للجلوس في الصف الاول).
    المضيف، حاييم سبان، حقق مع اوباما بجذرية عن الخطوات قبيل جنيف. وكانت اجوبة الرئيس الامريكي صادقة، والعناوين الرئيسة منها ستقلق رئيس الوزراء جدا. فلاول مرة تحدث اوباما بشكل علني عن رؤياه للتسوية النهائية مع ايران. لاول مرة يعلن بان مثل هذه الرؤيا تتضمن استمرار تخصيب اليورانيوم على الارض الايرانية، الامر الذي يتعارض تماما مع موقف القدس التي تعتقد بان كل حل حقيقي مع ايران يجب أن يتضمن التفكيك التام للتخصيب.
    ماذا بالنسبة لفكرة ان الايرانيين كانوا على الركبتين وكانوا سيوافقون على الاستسلام لو ان الضغط والعقوبات تعاظمت؟ هذا هو جوهر الخلاف بيني وبين نتنياهو، يقول الرئيس الامريكي. أنا اعتقد، قال اوباما، بان هذا ما كان سيحصل، وان هذا ليس فهما صحيحا للنظام وللشعب الايراني، وحتى الاصلاحيين ما كانوا فجأة لينهضوا، يستسلموا ويقولا: ‘سنفعل بالضبط مثلما تقول اسرائيل وامريكا’. عندما قال اوباما هذه الامور، قال موظف اسرائيلي في احد الصفوف الوسطى لنفسه: لماذا لا. لعلهم بالفعل كانوا سيفعلون ذلك.
    عاموس يدلين، رئيس شعبة الاستخبارات الاسبق، هو الذي سأل اوباما عن الاتفاق النهائي الذي سيتحقق أو لا يتحقق مع ايران بعد نصف سنة. وكان جواب الرئيس تضمن مطالب معروفة. من اجل برنامج نووي لاهداف سلمية، قال اوباما، لا حاجة لمنشأة تحت ارضية محصنة في فوردو ولا حتى الى انتاج البلوتونيوم في اراك، ولا الى قسم من اجهزة الطرد المركزي المتطورة التي استخدموها مؤخرا. وعندها تحدث اوباما عن مطلب وقف التخصيب. ‘اسمعوا الحجج، بما فيها تلك لدى رئيس الوزراء الذي يقول اننا لا يمكننا أن نقبل أي تخصيب على الارض الايرانية. نقطة. نهاية الحديث. نعم، يمكن تصور عالم مثالي تقول فيه ايران سندمر كل منشأة وكل عنصر نووي. انا، من ناحيتي، يمكنني أن اتصور كونغرس يسن كل قانون اقترحه. يمكنني أن اتصور الكثير من الامور الرائعة’. في هذه المرحلة انفجر الجمهور ضحكا. فالرئيس عمليا قال ان طلب وقف تخصيب اليورانيوم هو أمنية ساذجة. ولكن كي يكون واضحا واصل فقال: ‘كيف اؤمن بان بوسعنا ان نتصور وضعا نهائيا يعطينا ضمانة بان حتى لو كانت لديهم قدرة تخصيب متواضعة فانها ستكون محدودة جدا والتفتيشات واسعة جدا وتفصيلية جدا بحث لا تكون لهم عمليا قدرة اختراق الى القنبلة الذرية.
    هذا القول كما ينبغي القول، هو في واقع الامر الجوهر حسب مفهوم اوباما فيمكن لايران ان تخصب اليورانيوم، ولهذا فعلى أي حال ستكون ذات قدرة على الاختراق. لماذا؟ لانه ‘دوما ستكون لهم قدرة ما… فالتكنولوجيا هي على نحو يكون فيه كل طالب فيزياء يعرف الدائرة النووية… نحن نحتاج الا يكون لهم حافز للاختراق’.
    وهنا في واقع الامر وضع اوباما كل الاوراق على الطاولة. نعم، التسوية الدائمة مع ايران ستتضمن طهران تواصل التخصيب. السؤال هو فقط كم جهاز طرد مركزي سيدور. لا، فهو غير مستعد لاي منشأة او تطوير عسكري مثل فوردو أو اراك. نعم، ايران هي دولة حافة نووية وستبقى هكذا، ولكن الاختبار هو محاولة ابعادها عن الاختراق، فنيا وسياسيا على حد سواء. ولكن الحافة موجودة وستبقى هكذا حتى في التسوية الدائمة. وماذا اذا فشلت المفاوضات؟ هنا عاد اوباما الى السطر الذي بدا معروفا ولكنه هام. هل الخيارات على الطاولة، بما فيها العسكري. هذا هو السطر الذي حاول الامريكيون الامتناع عنه منذ التوقيع على اتفاق جنيف، ولا سيما كي لا يعكروا الاجواء مع الايرانيين. والان عادت هذه اللغة الى الاستخدام. فهل الشرق الاوسط يؤمن بانه لا يزال هناك تهديد عسكري جدي ضد ايران، اذا ما امتنعت هذه عن الاتفاق؟ هذا امر مشكوك فيه جدا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    الرئيس الأمريكي… الحائر والمحير!

    بقلم:بوعز بسموت/ مبعوث الصحيفة الى الولايات المتحدة،عن اسرائيل اليوم

    حضر رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما أمس منتدى سبان ليحاول اقناع المشاركين بأن الاتفاق المرحلي مع ايران جيد وأفضل مما كان قبله. وفي حديث الى صديقه المقرب حاييم سبان في اطار المنتدى، قال رئيس القوة العظمى: ‘إن هدفي النهائي بصفتي رئيسا للولايات المتحدة، وقلت ذلك علنا وفي أحاديث مغلقة، أن أمنع ايران من التوصل الى سلاح ذري، لكنني قلت ايضا إن أفضل طريق لاحراز ذلك هو حل دبلوماسي موثوق به’.
    وأراد رئيس الولايات المتحدة الذي جاء ليتحدث بعد الساعة الثامنة مساءا (بحسب توقيت اسرائيل) بقليل، ربما ليدخل الى نشرات الأخبار في البلاد، أراد أن يطمئن الاسرائيليين الذين لا يثقون به كثيرا فعلى حسب استطلاع الرأي الذي نشر هنا قبل اسبوعين، لا يؤمن 76.4 بالمئة من الاسرائيليين بأن ايران ستوقف البرنامج الذري بل اهتم سبان بأن ينقل هذا المعطى في أول سؤال وجهه الى الرئيس. وأراد اوباما أن يُبين أن كل رئيس سيجلس على كرسيه اليوم ‘سواء أكان جمهوريا أم ديمقراطيا، يلتزم بأمن اسرائيل’.
    وأُتيحت لي فرصة فعرضت على الرئيس سؤالا وهو: ‘يا سيدي الرئيس، غطيت المحادثات مع ايران في جنيف وتلك التي تمت في تركيا في 2011 ايضا. والفرق الكبير الذي رأيته هو أن القوى العظمى أصبحت في هذه المرة متحمسة للتوصل الى اتفاق حتى أكثر من الايرانيين. أنت تُحدثنا عن تفهمك للقلق الاسرائيلي من المشروع الذري والتزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل لكن كيف يستوي ذلك مع المحادثات السرية التي أجرتها الولايات المتحدة مع ايران دون أن تُبلغ اسرائيل؟’.
    إن اوباما الذي حضر المنتدى في مزاج طيب، لم يُنكر في المرة الاولى في الواقع القناة السرية مع ايران لكنه جهد في أن يُبين السبب الذي جعل واشنطن تختار ذلك. اجب الرئيس أوباما ‘لا يقوم ذلك على ثقة، لم يوجد كثير من المحادثات السرية مع ايران.
    فمنذ اللحظة التي توليت فيها عملي أعلنت أننا سنتوجه الى ايران دبلوماسيا’ وأضاف ‘قيل أكثر من مرة إنه لا فرق بين روحاني وسلفه احمـدي نجـاد، ومن الواضح أن روحاني جـزء من المؤسسة الايـرانية، لكنه يمثل نـزوع الشعـب الايـراني الى تغييـر الاتجاه التقـليدي. إن التحديات في الشرق الاوسط عظيمة. منذ أن انتخب حسن روحاني الى اليوم الذي جاء فيه الى الجمعية العمومية في رحلة سحره، كان من المهم عندنا أن نفهم ما هو مجال حيلته. فكان الهدف أن نفحص. وليس من الممكن أن نقول بيقين إن ايران سيجري عليها تغيير لكن ليس من الممكن ايضا أن نقول غير ذلك. إن الفكرة هي أن نُقدر هل ستغير ايران سياستها. أُقدر أنه يوجد احتمال آخر الامر لا يزيد على 50 بالمئة للتوصل الى اتفاق نهائي مع ايران’.
    إن اوباما، هذا ليس سرا، هو رئيس يُنهي حروبا ولا يفتح جبهات. وبرهن على ذلك في سوريا، وخرج الى معركة في ليبيا حينما لم يكن له خيار فقط وبعد أن ‘قاده آخرون’. ويأمل الرئيس حلا دبلوماسيا مع ايران ايضا وإن أعلن أمس أن ‘الاتفاق مع الايرانيين لا يقوم على الثقة’. وليس من المؤكد أن تُطمئن’ هذه الصراحة الرئاسية الـ 76.4 بالمئة من الاسرائيليين.
    بيد أن اوباما قال ايضا إن ‘تسوية سياسية مع ايران ستحرز أكثر من كل الخيارات الاخرى على الطاولة’. لم يؤمن اوباما قط بالخيار العسكري لا في ايران ولا في سوريا. بيد أن هذا لا يعني من وجهة نظره أن الامر لن يفضي الى نتائج في الحالتين. لكن يوجد في واشنطن ايضا من يشكون في ذلك.
    حضر اوباما كما قلنا آنفا منتدى سبان كي يدافع في الأساس عن الصفقة التي تقلق القدس. ‘إن افتراض أن الصفقة مع ايران ستكون سيئة ولهذا لا تنبغي المحاولة، ليس خيارا مقبولا’، قال الرئيس. هل اوباما ‘ساذج’ كما يعتقد غير قليلين في اسرائيل؟ ‘يجب علينا أن نفحص عن كل الخيارات’، قال، ‘لا يقوم ذلك على الثقة بل على التحقق من حقائق. لا تستطيع اسرائيل أن تدع مقاولين خارجيين يهتمون بأمنها، لكن يجب آخر الامر تفحص الايرانيين من جهة تكتيكية’.
    وتناول اوباما في كلامه ايضا العقوبات المستعملة على ايران. وقد عارض في المدة الاخيرة تشديد مجلس النواب لها، لكنه يعترف بضرورتها: ‘انشأنا نظام عقوبات لم يسبق له مثيل جعل الاقتصاد الايراني في شلل’.
    يريد اوباما شرق اوسط جديد. وهو يريد ايضا أن يؤمن باتفاق واشنطن مع موسكو على المسألة السورية. ‘اذا أمكن اجراء تفاوض في الشأن الذري كما أُجري في حينه مع الروس فربما يمكن تغيير برنامج العمل الايراني في الشرق الاوسط’، قال. لكن اوباما يريد برغم كل شيء أن يفهم الاسرائيليون أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة التهديد الايراني: ‘إن مصلحة الولايات المتحدة الامنية لا مصلحة اسرائيل فقط هي منع ايران من التوصل الى سلاح ذري. وأنا لا أُسقط عن الطاولة أي خيار لكن يجب علينا أن نفحص عن إنفاذ حل دبلوماسي في هذا الشأن. فاذا لم تفِ ايران بالتزاماتها فسنعيد الدولاب الى الوراء فيما يتعلق بالعقوبات’.
    يصعب عليّ أن اؤمن بأن اولاد امريكا، من ماين الى نيومكسيكو لم يسمعوا بالاختلافات بين اوباما ورئيس الوزراء نتنياهو في القضية الايرانية. وأراد اوباما في هذه النقطة ايضا أن يطمئن وقال ‘خفضنا خط نتنياهو الاحمر الى الصفر. إن الاتفاق مع ايران لا يقوم على الثقة، لكن هدفي آخر الامر بصفتي رئيسا للولايات المتحدة أن أمنع ايران من الحصول على السلاح الذري. وأتشاور مع نتنياهو طول الوقت مدة السنوات الخمس الاخيرة كلها. ولم يكن التعاون العسكري مع اسرائيل قط جيدا كما هو اليوم ويُقال الشيء نفسه ايضا في التعاون الاستخباري’.
    ما الذي أراد أن يقوله لنا الرئيس اوباما أمس في الحقيقة؟ جاء في الأساس ليدفع قدما بالاتفاق وبالحل الدبلوماسي على حساب الخيار العسكري. وأراد حاييم سبان الذي أدار الحديث مع الرئيس كصحفي خبير أن يُذكر بأن رؤساء سابقين التزموا ألا تتحول باكستان وكوريا الشمالية في حال كلينتون ايضا الى قوة ذرية. ‘فما الذي تغير في هذه المرة اذا؟’، سأل سبان. ‘نحن لا نعلم في الحقيقة. هذا صعب’، أجاب اوباما. لكن وكما أجاب عن سؤال ‘اسرائيل اليوم’، قال ‘هذه مقامرة 50 بالمئة في مقابل 50 بالمئة لكن يجب أن نحاول’. ويمكن أن نقول في هذا إنه جاء ليطمئن فخرجنا قلقين.
    ولم ينسَ الرئيس اوباما أن يتناول الشأن الفلسطيني مع الشأن الايراني، وقال إن ‘هذا تحدٍ نواجهه منذ ستين سنة. والسبيل الوحيدة لحل الصراع هي أن يفهم الفلسطينيون والاسرائيليون أن السلام أفضل لهم من الصراع. تستطيع الولايات المتحدة أن تتوسط وتستطيع أن تساعد في التقريب بين وجهات النظر، لكن يجب على الطرفين أن يريدا التوصل الى هناك. ليست المحادثات سهلة لكنها جدية. ويمكن احراز تسوية، لكن ذلك يحتاج الى قرارات سياسية صعبة’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    رجل واحد أضاء عالما كاملا

    بقلم:شمعون بيرس،عن يديعوت

    كان نلسون مانديلا محاربا لأجل حقوق الانسان ترك أثرا على محاربة التمييز والعنصرية.
    كان نصيرا متحمسا للديمقراطية، ووسيطا ذا جلالة، وفائزا بجائزة نوبل للسلام، وكان فوق كل شيء باني لسور سلام وحوار، دفع ثمنا شخصيا باهظا حينما مكث سنين طويلة في السجن وحارب لأجل أبناء شعبه وأبناء العالم كله، التمييز والعنصرية.
    سيبقى تراث نلسون مانديلا لشعبه والعالم مسطورا في صفحات التاريخ وفي قلوب كل اولئك الذين لمس حياتهم وسيتذكرونه الى الأبد.
    واليوم ايضا يوجد نلسون مانديلا بروحه وقوته وتراثه بين كل اولئك الذين يناضلون للقضاء على العنصرية والقضاء على الكراهية ولأجل التساوي في الحقوق بين البشر جميعا.
    كان نلسون مانديلا شخصية قوية محاربة، وقدوة للجميع حينما كان حيا. ولست أعرف انسانا أعطى بهذا القدر وكان نموذجا للتضحية والأمل لأجل قيم انسانية جدا كما فعل نلسون مانديلا في مدة مئة السنة من سني حياته تقريبا.
    كان يحارب دائما حتى حينما كان سجينا وحده. ولم يفقد قط الأمل الكبير في أن يأتي اليوم الذي يعيش فيه البشر جميعا من السود والبيض معا في مساواة حقوق كاملة. وانتصر في موته ايضا لأنه وُلد في واقع عنصرية وخلّف لنا بموته عالما أفضل، عالما عولميا لم يعد فيه مكان للتمييز يقع على البشر. وهو عالم لا يُمكّن من مظاهر العنصرية والفصل نحو أي انسان.
    خطا نلسون مانديلا في الطريق الصعب الطويل نحو التساوي الكامل في الحقوق بين السود والبيض على السواء. ونحن نعلم اليوم أنه خط لنا الطريق الصحيح.
    عاش مانديلا مثالا وحارب لأجل الأمل وتوفي مع وعد، فهو لن يُنسى أبدا، ولن يستطيع أحد أن يكتب كتابا يشبه مسار حياته الآسر الذي هو أقوى وأهم من كل قصة أو سيناريو. تركنا والدموع في أعيننا ولا يهم ما لون جلودنا أو ما أصلنا. كان مانديلا رجلا واحدا أضاء عالما كاملا، رجلا واحدا أثر في عالم كامل وبيّن أن روحه الاخلاقية أقوى من كل جيش.
    نحن نودع زعيما عظيما غيّر وجه العالم بشجاعته. وعلينا ألا ننسى شخصيته وتراثه فسنحتاجه لأجل الأجيال التالية ولأجل الاماكن التي ما زالت تتطلب الاصلاح.
    نتعلم اليوم جميعا ما يمكن أن نتعلمه من جنوب افريقيا؛ وهو أن المساواة قيمة من أعلى القيم الموجودة. وخلّف لنا نلسون مانديلا عالما لم يعد فيه مكان للعنصرية والظلامية نحو أي انسان. باسم دولة اسرائيل وباسم أبناء شعبي الذين عانوا كثيرا جدا طول التاريخ العنصرية والتمييز، نحني الهامات لموت نلسون مانديلا الزعيم الكبير، ونصلي من القدس لذكراه.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 483
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 12:51 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 482
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 12:50 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 481
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 12:49 PM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 480
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 12:49 PM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 232
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 11:45 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •