أقــلام وآراء إسرائيلي (506) الثلاثاء 17/12/2013 م
في هــــــذا الملف
مفاوضات معقدة وسلام بعيد المنال
بقلم: موشيه آرنس،عن هآرتس
تنازلات مؤلمة وآلام فظيعة
بقلم: الياكيم هعتسني،عن يديعوت
ثلج كيري يذوب
بقلم: يوسي بيلين ،عن اسرائيل اليوم
‘ديسكن’ وزير دفاع اليسار
بقلم: باروخ ليشم،عن يديعوت
الفيصل: لا تعاون امني مع اسرائيل
بقلم: جدعون كوتس،عن معاريف
اليكسا تقرّب ‘مؤقتا’ بين الاسرائيليين والفلسطينيين
بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت
مفاوضات معقدة وسلام بعيد المنال
بقلم: موشيه آرنس،عن هآرتس
اذا كنتم تعتقدون أن الاتفاق الذي أخذ يتشكل بين بنيامين نتنياهو ومحمود عباس بضغط من وزير الخارجية جون كيري يرمي الى انهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، فأنتم مخطئون، لأن الصراع سيستمر حتى لو أصبح الاتفاق منتهيا وموقعا عليه. وسيستمر الفلسطينيون ومؤيدوهم على إساءة سمعة اسرائيل وسيستمرون على طلب تنازلات اخرى عن اراض وسيطلبون تحقيق ‘حق العودة’. وستظل تُسمع دعوات الى فرض عقوبات على اسرائيل والقطيعة معها ودعاوى اعتراض على حقها في الوجود. ولن تختفي عمليات الارهاب ايضا.
يتم التفاوض مع محمود عباس سرا، وانطبعت في أذهان الجمهور أنه تجري محاولة جدية لتسوية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني الطويل، وأنه يمكن اذا كان الطرفان مستعدين لاتخاذ قرارات صعبة ومؤلمة، إنهاء الصراع. لكن كل انسان ذي عقل ما كان يستطيع ألا يسأل نفسه كيف يمكن احراز هذه الغاية بمفاوضة محمود عباس ومن غير حماس والفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة. لأن عباس وحده يمثل في أحسن الحالات نصف الفلسطينيين فقط. ويمكن أن نُخمن فقط أنه كان التوقع أن يظهر الرب في مرحلة ما من داخل الآلة ويحل المشكلة. ومن الممكن أن يكون المشاركون في هذه المحادثات السرية تسيبي لفني وبنيامين نتنياهو ومحمود عباس وجون كيري الذين لا شك في علمهم بالمشكلة قد أخفوا في أكمامهم ورقة لعب فائزة، أعني أرنبا نووا أن يُخرجوه من القبعة في آخر لحظة.
بيد أنه الآن وقد أخذ يقوى الضغط لانهاء المحادثات، أخرج الرئيس براك اوباما بجلاله وبنفسه الثعبان من الكيس فتبين أن التفاوض لن يفضي الى انهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وكل ما ترمي المحادثات الى احرازه إخراج قوات الجيش الاسرائيلي من يهودا والسامرة في حين سيبقى الصراع الاسرائيلي الفلسطيني منطويا على قيح.
سيجب أن تتحقق التسوية السلمية على مراحل كما بيّن اوباما في منتدى سبان الذي عُقد في واشنطن في الاسبوع الماضي. ‘اذا نجحنا في تمهيد طريق للسلام وإن يكن محدودا في الضفة الغربية في البدء واذا وُجد نموذج يستطيع شباب غزة أن يتطلعوا إليه ليروا أن الفلسطينيين في الضفة الغربية يستطيعون العيش في كرامة وحق في تقرير المصير، وأن الاقتصاد والتجارة في ازدهار هناك فسيريدون ذلك ايضا. وسيكون الضغط المستعمل كي يتمتع سكان غزة ايضا بتلك الثمرات ذا سحر قوي اذا’. هذا ما قاله اوباما أتيناكم به.
لكنه لا يوجد أي رب من داخل الآلة بالطبع. بل يوجد فقط أمل غير صادق في أن تبدأ حماس بعد انسحاب اسرائيلي من يهودا والسامرة باطلاق قبلات على اسرائيل بدل الصواريخ.
يبدو ذلك معروفا بصورة مخيفة، لسبب ما. حينما انسحب الجيش الاسرائيلي من المنطقة الامنية في جنوب لبنان وخان حليفه جيش جنوب لبنان ووصم اسرائيل بوصمة عار لم تفارقها زعموا أن حزب الله سيكف عن العمليات الارهابية ويتحول الى حزب سياسي. وحينما خرج الجيش الاسرائيلي من منطقة غوش قطيف واقتلع ثمانية آلاف مواطن اسرائيلي من بيوتهم مع اخلال لم يسبق له مثيل بحقوقهم المدنية، قيل أن الفلسطينيين في غزة سيكتفون بالانسحاب الاسرائيلي ويحل السلام في جنوب اسرائيل. ويلوحون الآن أمام أنف اسرائيل بطعم مشابه قائلين: إنسحبوا من يهودا والسامرة فسيخلص الفلسطينيون في غزة الى استنتاج أن السلام معكم له ‘سحر قوي’.
وقد أعلن محمود الزهار، وزير خارجية حماس، للتيقن من أنه لن يوجد عدم فهم: ‘كل صفقة سيوقع عليها بين السلطة الفلسطينية واسرائيل لن تلزم الشعب الفلسطيني، فالفلسطينيون الذين يفاوضون لا شرعية لهم ولا يمثلون الشعب الفلسطيني’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تنازلات مؤلمة وآلام فظيعة
بقلم: الياكيم هعتسني،عن يديعوت
تبشرى السلام للفني وكيري تنطوي على ‘تنازلات أليمة’ وتوصف دوما كـ ‘تاريخية’. تاريخية، على ما يبدو بسبب صفة المرة الواحدة في تاريخ اسرائيل، وربما في العالم، ان يخلي شعب ويسلم وطنه طوعا في صالح شعب آخر، عدو. أجيال عديدة ستبحث في هذا السقوط ولن نعنى بذلك هنا. وبالمقابل سنعرض على القارىء جانبا أوليا لهذه ‘التنازلات الأليمة’.
توقيع ابو مازن: كل التواقيع الفلسطينية حتى الان كانت على الجليد، وهذه ايضا ستذوب في ‘الربيع الفلسطيني’ التالي. وبالمقابل، ما سنسلمه سيكون لا مرد له. وبشكل عام من سيلزم توقيعه؟ النصف الغزي من شعبه، الشتات الفلسطيني، الفلسطينيين من مواطني اسرائيل وكذا أغلبية رعاياه الذين يؤيدون حماس كلهم يعارضوه.
المشكلة الديمغرافية: مئات آلاف أنسال اللاجئين من لبنان، من سوريا، من مصر ومن غزة سيتدفقون الى داخل يهودا والسامرة (الضفة الغربية). لاول مرة ستكون أغلبية عربية في غربي نهر الاردن. بالمسيرات الجماهيرية، بالارهاب وعبر الامم المتحدة سيضغطون على الحدود الجديدة. هذه ستكون المرحلة التالية في ‘نظرية المراحل’. وحيال ارهاب متجدد، هل ستكون السور الواقي 2 لا تزال ممكنة ولا تؤدي الى عقوبات وتدخل عسكري من الخارج؟
اقتصاد ماء بدون الخزان الجوفي للجبل: هل يمكن العيش على المياه المحلاة فقط؟
مطار بن غوريون: اين نقيم مطارا دوليا آمنا، ليس في مدى النار من يهودا والسامرة، بدلا من مطار بن غوريون الذي يسيطر عليه من السامرة الفلسطينية.
‘طريق رقم 1: جيب اللطرون ليس ‘كتلة’ وسكانه العرب الذين ابعدوا من قرى يالو، عمواس وبيت نوبا، سيستقرون في حديقة ‘كندا’ وفي متحف المدرعان. طريق تل ابيب القدس سيتعين عليه ان ينتقل الى مسار جديد. اين؟
‘الممر الآمن’ بين شطري فلسطين السيادية غزة والضفة لن يكون بسيادة اسرائيل. كيف يمكن مواجهة مشكلة بتر النقب؟
الترتيبات الامنية: آجلا أم عاجلا، عندما يقوم الاتحاد الفلسطيني من ضفتي الاردن ويصبح دولة واحدة، فان ‘الترتيبات الامنية’ على الاردن لن تكون ذات صلة بعد ذلك. سلاح ثقيل، مخربون، جيوش اجنبية كل هذه ستتدفق دون عراقيل. وحيال دولة فلسطينية تمتد من حدود العراق وحتى البحر المتوسط، كم فرقة سيتعين علينا أن نوقف؟
حماة غدير: الحمة التي لا تعود للسوريين، هي ‘ارض محتلة’ من الايام الستة، ولهذا فان الفلسطينيين سيطالبون بها. كيف سنربطها بهم؟
طرد 150 ألف مستوطن (في الموجة الاولى) سيكلف 150 حتى 200 مليار شيكل. من اين؟ والى اين سنعيدهم حين بدأ النقب منذ الان يكون مكتظا؟
كيف تحسب التعويضات للفلسطينيين على كل دونم من ‘الكتل’ في القدس وفي المناطق مقابل ارض مساوية من داخل الخط الاخضر؟ كم مئات أو الاف الدونمات في النقب يساوي دونم واحد مبني في القدس؟ في الفيه منشه؟ وكيف يمنع انضمام مستوطنين في رمال حلوتسا، في قاطع لخيش وغور بيسان، حين ستضم اراضيهم الى فلسطين، الى كفاح المستوطنين؟ كيف نكشف للجمهور الواجب القضائي الدولي للتسليم للدولة الفلسطينية كل الاثار التي اخرجناها ‘من ارضها’ في القدس وفي المناطق، بما في ذلك الشمعدانات والعملات المعدنية وادوات الهيكل؟ والذي بدأ منذ اوسلو حيث تعهدنا بان نعد لهم سجلا عن كل قطعة أثار؟
ما العمل بعرب القدس المنقسمة ممن سيرفضون التخلي عن الهوية الزرقاء؟ ان نقبلهم كمواطنين في الخظ الاخضر؟ ان نبقيهم في فلسطين وندفع لهم التأمين الوطني؟
كيف نمنع الاغتراب والابتعاد عن الدولة لكل اولئك الذين سيرون فيها من سلب من الشعب اليهودي بلاده؟ ‘
تنازلات أليمة؟ توجد آلام وتوجد آلام. وليحكم القارىء.’
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ثلج كيري يذوب
بقلم: يوسي بيلين ،عن اسرائيل اليوم
لم يستسلم جون كيري لحالة الجو الشديدة والتقى في نهاية الاسبوع الاخير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. لكن يوجد في محيطه القريب من يُشبه الخطة الامنية التي يحاول بها اقناع الطرفين، برجل الثلج. فهو يبدو من بعيد بواسطة الجزرة في وسط وجهه مثل انسان لكنه يذوب ببساطة في الايام التالية.
إن محاولة عرض ذلك على أنه ‘أفكار’ الجنرال ألين، وليس خطة أمنية يعرضها الامريكيون على الطرفين، قد فشلت. فالجانب الاسرائيلي يرى أن الاقتراح أساس للتباحث ينبغي أن تُعدل فيه سلسلة اشياء طويلة، أما الجانب الفلسطيني فيراه خطة اسرائيلية في رداء امريكي، تثير أفكارا لا يستطيع أي زعيم فلسطيني التسليم بها. ولا يريد أحد أن يمس الامريكيين وسيحاول كل طرف أن يلقي على الطرف الآخر تهمة رفض الخطة، لكن الحديث كما يبدو عن خطأ قاتل للوساطة الامريكية.
‘ ليست المشكلة في الجانب الفلسطيني طلب أن تمكث قوة اسرائيلية كبيرة مدة عشر سنوات بعد توقيع الاتفاق في ارض الدولة الفلسطينية في غور الاردن فقط، بل أن هذه القوة بعد نهاية هذه الفترة ستترك المنطقة فقط اذا ثبت الفلسطينيون لامتحان التنفيذ؛ ولما لم يُقل من الذي يحدد هل نجح الفلسطينيون في مهمتهم فمن الواضح لهم أن الحديث عن أن عمل الحَكَم سيُمنح لاسرائيل. وتستطيع القوة الاسرائيلية أن تمكث في فلسطين الى الأبد اذا لم تُظهر اسرائيل الرضا عن الأداء الفلسطيني. وليس الجانب الاسرائيلي سعيدا لأن الخطة تتحدث عن مكوث جهة عسكرية متعددة الجنسيات في فلسطين، برغم أن الحديث عن أن دورها كله سينحصر في اعداد قوات الامن الفلسطينية، وهو ليس راضيا ايضا عن تحديد بقاء الجيش الاسرائيلي في غور الاردن عشر سنوات خشية أن يوجد بعد انتهاء هذه الفترة ضغط دولي ثقيل لاخراج الجنود من المنطقة.
لم ينجح كيري في اقناع الفلسطينيين بقبول اقتراح توحيد اجراءي الافراج عن السجناء وتأجيله الى موعد كان يفترض أن يتم فيه الافراج الاخير. فهم يعتقدون أن الحديث عن نية اشتراط الافراج عن المجموعتين (يوجد في المجموعة الاخيرة فلسطينيون من سكان اسرائيل) بالتوقيع على اتفاق الاطار، في حين يرون أن الافراج عن السجناء هو عوض عن عودتهم الى طاولة التفاوض من غير تجميد البناء في المناطق، وليس هو عوضا عن التوقيع على اتفاق مع اسرائيل. وقد تراجع كيري عن الفكرة آخر الامر.
لكن كانت ذروة التوتر بين كيري وعباس حينما قال وزير الخارجية الامريكي للرئيس الفلسطيني في نهاية الحديث بينهما إن نتنياهو ينوي أن يبني ألفي وحدة سكنية اخرى بدل الشقق التي جُمد بناؤها في 2010. وابتسم عباس في البدء وظن أن الحديث عن فكاهة غير ناجحة، لكن حينما فهم أن كيري ينقل رسالة جدية قال إن هذا قلب تام للطاولة.
ماذا يكون الآن؟ ينهي كيري جولته الحادية عشرة تاركا خلفه طرفين يبتعد بعضهما عن بعض. ولأنه لا يوجد أمل في التوصل الى اتفاق دائم مفصل بين الطرفين حتى الربيع القريب، يجب عليه أن يبت الأمر بين الاكتفاء بـ ‘اتفاق اطار’ يعالج جميع القضايا في مستوى مبدئي ولا يتناول التفاصيل من نوع خطة ألين الامنية، وبين مسار تدريجي نحو اتفاق دائم تكون خطة ألين فيه تسوية مؤقتة، الى جانب دولة فلسطينية في حدود مؤقتة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
‘ديسكن’ وزير دفاع اليسار
بقلم: باروخ ليشم،عن يديعوت
‘في الخمسينيات تشكلت في حزب ‘مباي’ (حزب عمال بلاد اسرائيل) دائرة كانت مهمتها التأكد من أن فقط رجال الجيش الذين لهم صلة بحركة العمل يرفعوا الى مناصب أساسية في الجيش الاسرائيلي. وكان الهدف خلق وضع يرتبط فيه الضباط الكبار بالحزب بعد انتهاء خدمتهم لتعزيز الصورة الامنية لحزب السلطة. في العقود الاولى من وجود الدولة كان معظم رؤساء الاركان انضموا الى حزب مباي: موشيه دايان، اسحق رابين، حاييم بارليف وموطي غور. اما حيروت، بالمقابل، والذي كان يعتبر حزبا كفاحيا يسارع الى المعركة، فلم يكن لديه جنرالات على الاطلاق.
‘فهم مناحيم بيغن من أنه من أجل الخروج من المعارضة فانه ملزم بان يزين قائمته بخريجين كبار من الجيش. وبعد حرب الايام الستة انضم اليه اللواء عيزر وايزمن وفي السبعينيات ايضا اللواء ارئيل شارون اللذين ساهما مساهمة غير قليلة في صعود الليكود الى الحكم في 1977. ومنذئذ حرص الليكود على ان يكون وزراء الدفاع في حكومته في معظمهم عسكريين: عيزر وايزمن، ارئيل شارون، اسحق مردخاي، شاؤول موفاز وموشيه يعلون اليوم. وكان رد حزب العمل في عرض جنرالات كمرشحين لمنصبي رئيس الوزراء ووزير الدفاع. وكان اسحق رابين وايهود باراك هما رئيسا الحزب الوحيدان اللذان نجحا في الفوز في الانتخابات منذ التحول في 1977. عمرام متسناع، جنرال آخر، فشل في هذه المهمة في انتخابات 2003، وايهود باراك خسر في محاولة اخرى للتنافس على رئاسة الوزراء في 2009.
ماذا يعني هذا؟ في دولة الموضوع الامني فيها هو موضوع مركزي في حياة المواطنين، ثمة اهمية لادراج خريجي هذا الجهاز في السياسة. اضافة الى ذلك، فان الجمهور غير مستعد لان يضع ثقته في كل واحد منهم، ولا سيما اولئك الذين فشلوا في مرة سابقة.
لم ينجح حزب العمل في أن يضع في قائمته في الانتخابات الاخيرة شخصية أمنية مركزية. وفي الحملة الانتخابية اكتفت شيلي يحيموفيتش في الانشغال في الموضوع الاقتصادي الاجتماعي وليس في الموضوع الامني السياسي. واعطت هذه الحقيقة الانطباع بحزب احادي البعد، لا يتنافس على القيادة الوطنية. رئيس العمل الجديد هو اسحق هيرتسوغ يحتاج هو الاخر الى تعزيز في هذا المجال. فصورته السياسية مؤكدة أكثر من سابقته، ولكن في القائمة الحالية لحزبه ينقص شخص يمكنه أن يقف في الجدال أمام نتنياهو ويعلون في مواضيع أمنية. باختصار احد ما يمكنه أن يعرضه كوزير الدفاع في حكومة ظل تكون قادرة على أن تحل محل القيادة الحالية. الاسم الذي حام في الهواء كمرشح هذه الخانة كان غابي اشكنازي. رئيس اركان ناجح اعاد بناء الجيش الاسرائيلي بعد حرب لبنان الثانية، وشخصية شعبية في نفس الوقت. اشكنازي غارق في هذه الاثناء حتى الرقبة في التحقيق الشرطي في اعقاب قضية هرباز. كما أن فشل شركة الزيوت التي ترأسها في ايجاد نفط او غاز في حفريات البحر 3 لا يضيف الى صورته. الاسم الجديد الذي يصعد اليوم الى جدول الاعمال هو اسم يوفال ديسكن، رئيس جهاز الامن العام (الشاباك) المخابرات السابق الذي كان مشاركا في اطار منصبه في الانشغال في الموضوع الايراني والفلسطيني. وهو يعتبر رجلا قويا وذا قدرة اعلامية. ويعرض ديسكن مواقف معسكر اليسار بشكل واضح وحاد. وعندما يطلق نتنياهو تهديداته في مواضيع وجودية ظاهرة لدولة اسرائيل فانه لا يتردد ولا يبدي مشاعر دون مهنية أمامه.
ينفي ديسكن ان تكون وجهته نحو السياسة ولكن مناسبات ظهوره العامة تلمح بغير ذلك. والاغواء الذي يمكن ان يقف امامه هو التنافس على رئاسة حزب العمل في الانتخابات التمهيدية قبيل الانتخابات التالية. وسيكون هذا خطأ. فالتجربة التاريخية تثبت بان من نما في منظومة مراتبية، تستند الى الاوامر يحتاج الى زمن للتكيف كي يؤدي دوره في الساحة السياسية المبنية على الحلول الوسط.
ان انضمامه الى هرتسوغ كرقم 2 المسؤول عن الملف الامني يمكنه أن ينتج ثنائيا كاملا. السياسي ذو اللغة الرقيقة ويد التفجير القوية له.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الفيصل: لا تعاون امني مع اسرائيل
بقلم: جدعون كوتس،عن معاريف
لقاء ونقاش نادر وقعا أمس في مؤتمر السياسة العالمية في موناكو بين ممثل العائلة المالكة السعودية وممثلين اسرائيليين. فقد صافح الامير تركي الفيصل، الذي كان رئيس الاستخبارات السرية وسفير بلاده في الولايات المتحدة، على المنصة ايتمار رابينوبيتش الذي كان نظيره في الولايات المتحدة وتناقش مع النائب مئير شطريت.
‘كنا ذات مرة في نفس العمل’، شهد الأمير مبتسما، كتلميح عن مسؤولية شطريت عن ملف الاستخبارات في أثناء ولايته في حكومة اسرائيل. ولكن السعودي سعى ايضا الى نفس الانباء التي نشرت عن بداية تعاون أمني بين بلاده واسرائيل. ففي مقابلة مع ‘معاريف’ قال انه ‘لا يصدق’ تقرير وكالة الانباء الايرانية عن لقاء عقد مؤخرا في جنيف بين مسؤولي جهازي الاستخبارات الاسرائيلي والسعودي.
وأبدى النائب شطريت ودا نحوه وعرض عليه المجيء لالقاء كلمة في الكنيست. فرد عليه الفيصل بان هذا لن يكون مجديا طالما لم ترد اسرائيل على مبادرة السلام العربية لعبدالله ملك السعودية. وعاد ودعا اسرائيل الى قبول المبادرة كي يكون ممكنا بعد ذلك التفاوض على تفاصيلها. واشار الى أن عناصر الحل معروفة اقامة دولة فلسطينية في حدود 67 مع تبادل للاراضي والقدس كعاصمة.
وأثنى الامير السعودي على الجهود التي يبذلها وزير الخارجية جون كيري في المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين وأعرب عن امله في أن تعطي ثمارها. ولكنه قال ان نتنياهو وابو مازن يحتاجان الى شخصية ‘شيخ كبير’ يمنح رعايته، وأعرب عن شكه في ان يكون الرئيس اوباما بوسعه اداء الدور في مواضيع مثل تبادل الاراضي، القدس او الترتيبات الامنية. وقال انه ‘اذا ما تراجع اوباما مثلما في مواضيع اخرى، فان كل الامال ستتبدد’، قال ملمحا بسلوك الرئيس الامريكي في موضوعي النووي الايراني وسوريا. اما النائب شطريت فاقترح ان تأخذ السعودية على عاتقها دور ‘الشيخ الكبير’. وعلى حد قول الفيصل فان حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني سيؤدي الى حل المشاكل الاخرى في المنطقة. وتناول مسألة الاتفاق النووي مع ايران وقال ان الخيار العسكري يجب ان يبقى على الطاولة الى جانب الضمانات وان يندرج ايضا في اطار اوسع من المباحثات على منطقة حرة من السلاح النووي في اطارها ينبغي ادارة مفاوضات مع اسرائيل. واشار الى أن رئيسي الوزراء السابقين، بيرس واولمرت، وافقا على مثل هذا النقاش، اذا ما كانت ضمانات كافية لمنع خطر نووي على اسرائيل.
‘وشدد الفيصل على دور ايران في ادخال قوات مقاتلة الى سوريا ودعمها لحزب الله الذي يدير سياسة مناهضة للسعودية في لبنان ويتهمها بالمسؤولية عن العملية ضد السفارة الايرانية. ودعا الى ضم مجلس دول الخليج الى المفاوضات مع ايران لان له أكثر من صلة مباشرة بالموضوع مما لمجموعة الدول العظمى الستة. وشكك في الاتفاقات المؤقتة لستة اشهر، سواء في الموضوع الايراني أم في الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني، وقال ان الاتفاق لا يضمن الا تنتج ايران سلاحا نوويا في المستقبل. وفي موضوع سوريا هزء من الرئيس اوباما الذي طرح ‘خطوطا حمراء اصبحت مع الزمن وردية الى ان ابيضت تماما’. واتهم الغرب بـ ‘الإهمال الإجرامي’ في موضوع سوريا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اليكسا تقرّب ‘مؤقتا’ بين الاسرائيليين والفلسطينيين
بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت
تجولت أمس في الضفة المثلجة. أشرقت شمس ذهبية صافية مداعبة، ولم يكد يوجد في السماء إلا ذيل سحاب، وكان الهواء صافيا كالبلور، والرؤية رائعة تبلغ الى أطراف تل ابيب. وفكرت في نفسي قائلا: مجنون من يتخلى عن قطعة الارض الجميلة هذه. لا يجوز الانسحاب من متر واحد ما لم يذب الثلج.
احتفل السلام في يوم السبت في مفترق اريئيل. وقد علق سائقون فلسطينيون في الثلج الى جانب سائقين اسرائيليين. وساعد الفلسطينيون احيانا على دفع السيارات وساعد الاسرائيليون احيانا.
ووجد قائد منطقة الوسط نتسان ألون نفسه بين دافعي السيارات. وأُلغيت المظاهرة الاسبوعية بالقرب من جدار الفصل في بلعين، وهي تقليد مقدس في حلقات اليسار المتطرف، بسبب حالة الجو. فقد كانت تلك واحدة من نهايات الاسبوع القليلة في السنوات الاخيرة لم يسجل فيها أي اضطراب في الضفة وأية واقعة. لا رشق فلسطيني بالحجارة ولا شارة ثمن يهودية. فلو كانت 364 يوم ثلج اخرى لبلغنا الى نهاية الزمان.
للفلسطينيين طرق خاصة بهم لمواجهة حالة الجو. فحينما فهموا أن الثلج ينزل ليبقى، لزموا بيوتهم، فمن استطاع أن يوقد نارا أوقد نارا، وتدفأت العائلة كلها حولها وطبخت حولها وأكلت حولها. وكانت النار المفتوحة تعويضا حسنا عن الكهرباء التي انقطعت.
‘وكانت في غزة أحياء غرقت ونقل الجيش الاسرائيلي مضخات لخفض مستوى الماء.
ولم تسجل حالات كتلك في الضفة فقد كانت توجهات قليلة من قبل السلطة الفلسطينية، واستُجيبت على نحو عام، فقد كان التعاون نموذجيا.
‘بدأت ازالة الثلج عن الشوارع الفلسطينية في يوم السبت. وتتم الازالة في اسرائيل بعد سلسلة مباحثات ماراثونية بمشاركة رئيس الوزراء والوزراء والموظفين والضباط وعدسات تصوير التلفاز. ويتم ذلك في الضفة على أيدي مقاولين يحصلون أو لا يحصلون على أجورهم من السلطة الفلسطينية أو من السلطة المحلية أو من أصحاب اعمال محليين. ويأتي كل واحد بجرافته الصغيرة أو بجرافته الكبيرة ويفرغ الشارع رويدا رويدا.
وعالج الجيش الاسرائيلي الشوارع بين المدن. والذي علق في طول الشوارع ترك سيارته في جنب الطريق وسوى اموره من غيرها. وكانت الشوارع أمس ما تزال مزروعة بسيارات ذات ارقام فلسطينية واسرائيلية واحدة بعد اخرى أو واحدة الى جانب اخرى.
لكن لا توجد توقعات كبيرة في الجانب الفلسطيني ولهذا لا توجد صيحات انكسار، فلا أحد يطلب لجنة تحقيق. ومهما يكن ذلك فانه من الخصائص التي تميز المجتمع الفلسطيني عن المجتمع الاسرائيلي.
كانت مواجهة المستوطنين للثلج أمرا مختلفا تماما. يقع المجلس الاقليمي بنيامين في مستوطنة بسغوت قبالة رام الله. ويعيش 24 ألف انسان في منطقة المجلس. وهو مجلس قوي جيد التنظيم وحينما تبينت أبعاد العاصفة أُعد ملجآن في المستوطنتين لحال وقوع اجلاء للسكان. وكان انقطاع كهرباء طويل في أكثر المستوطنات امتد نهاية الاسبوع كلها ولم يتجدد التيار في عدد منها الى الآن ولم يوجد ماء ايضا.
لكن قيادة الجبهة الداخلية قدمت ثلاثة آلاف كيس تدفئة ـ وهي أكياس حينما تُفتح يمكن أن تُدفيء الاعضاء الجانبية. وقُدمت زجاجات ماء وفُتحت حوانيت البقالة. وحينما انهارت شبكة الهواتف المحمولة حلت محلها اجهزة الاتصال. واستُعملت فرق الطواريء الموجودة في كل مستوطنة وحلت مشكلات ونسقت غرفة العملية في بسغوت كل شيء.
وعانت البؤر الاستيطانية غير القانونية معاناة مميزة. فالعائلات فيها تسكن في كرفانات والبرد قارص، والطرق اليها مشوشة ويتم الربط بشبكة الكهرباء بطرق مرتجلة غير قانونية من وراء ظهر السلطات. إن حرشاه بالقرب من تلمون بؤرة كهذه لم تنجح المحكمة العليا في اخلائها، لكن كاد الثلج ينجح في ذلك. فقد طلبت ثماني عائلات أن تُجلى وأُجليت. وظلت الباقيات في المكان. وكانت قيادة الجيش الاسرائيلي كلها مشغولة أمس في الصباح بابعاد طفلة عمرها سنتان في حرشاه احتاجت الى علاج في المستشفى، ونُقلت بنجاح الى مستشفى تل هشومير.
ماذا تقول أخوة الثلج في الضفة عن احتمالات السلام؟ لا شيء. فعندما يذوب الثلج سينقضي الاحتفال. إن السلطة الفلسطينية قد ضاءلت في المدة الاخيرة تعاونها في الشؤون المدنية أكثر خشية أن تفقد موقف مساومتها في التفاوض وكذلك شأن المستوطنين.
لكن من الرائع تذكر ذلك. في ذروة العاصفة هبطت مروحية عسكرية في يتسهار وهي المستوطنة الأشد تطرفا في يهودا والسامرة، فنقلت امرأة في الطلق الى المستشفى. وكانت الحادثة مفرحة بصورة خاصة لأنها كانت أول مرة تدخل فيها قوة من الجيش الاسرائيلي الى يتسهار ولا تنالها الشتائم أو نباح الكلاب أو مطر الحجارة.
‘الى أن يذوب الثلج.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


رد مع اقتباس