النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 491

  1. #1

    اقلام واراء حماس 491

    اقلام وآراء
    (491)

    الخميس
    26/12/2013



    تصعيد آني لترميم هيبة مهزوزة
    مصطفى الصواف / الرأي
    رسالة من تحت النار والحصار
    أيمن أبو ناهية / فلسطين اون لاين
    الحل الأمني فشل
    فهمي هويدي / فلسطين اون لاين
    تناغم الإيقاع
    أسامة العيسوي / فلسطين الان
    كلاشينكوف بعيون تدمر!
    لمى خاطر / المركز الفلسطيني للاعلام
    الشهيدة الطفلة حلا
    خالد معالي / المركز الفلسطيني للاعلام
    مصنع الكذب
    يوسف رزقة / فلسطين اون لاين
    إنذار نهائي إلى سكان تل أبيب
    فايز أبو شمالة / الرأي


    تصعيد آني لترميم هيبة مهزوزة
    مصطفى الصواف / الرأي
    تصعيد صهيوني جديد على قطاع غزة وغارات جوية وقصف مدفعي وإطلاق نار من رشاشات ثقيلة، في المقابل ضبط للنفس من المقاومة الفلسطينية ودراسة الحالة واتخاذ ما يناسب من مواقف وقرارات حول كيفية الرد وتحديد الزمان والمكان على قاعدة عدم الانجرار إلى معركة يحدد العدو كيفيتها.
    هذا التصعيد الصهيوني هو محاولة من الاحتلال لترميم هيبته العسكرية التي نالها من المقاومة في الأيام الأخيرة سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية أو داخل فلسطين المحتلة من عام 48 ألم وسوء والتي اعتبرها قادته السياسيون أنها تشكل مس بكرامتهم وهيبتهم العسكرية وتهديدا لجبهتهم الداخلية، وأرادوا بهذا التصعيد طمأنة الجبهة الداخلية والتأكيد على قوة الردع التي تمتلكها الآلة العسكرية الإسرائيلية، وفي نفس الوقت إرسال رسائل للشعب الفلسطيني ومقاومته تطالبهم بإعادة التفكير في المقاومة وما يترتب عليها والأثمان المدفوعة مقابل استمرارها، كذلك أكدت عملية التصعيد في جانب آخر على وحدة الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة وفلسطين المحتلة من عام 48 من أن ما يجري ضد قوات الاحتلال هو من فعل المقاومة، وتًركز المقاومة في قطاع غزة فهذا يجعل القطاع الهدف المباشر لأي عدوان عسكري ( إسرائيلي ) وانه لم يعد هناك فصل من الفعل المقاوم بين الأرض الفلسطينية في جغرافياتها الثلاث المتسبب فيها هذا الاحتلال لفلسطين.
    التصعيد من وجهة نظرنا هو رد آني، ومن الناحية العسكرية هو أمر طبيعي وإن كنا نرى فيه - في الجانب الفلسطيني - من أن أعمال المقاومة جاءت كنتيجة طبيعية لما يقوم به الاحتلال من جرائم في الضفة والقطاع وداخل فلسطين المحتلة من عام 48 ، مخطط (برافر) مثال، وأن قوات الاحتلال وقياداتها العسكرية والسياسية ليس في واردها في الوقت الحالي القيام بعملية عسكرية واسعة على القطاع لوجود متغيرات وقضايا ومشاريع تعيق القيام بعملية عسكرية واسعة، وفي ظني أن هذا الحال لن يستمر طويلا من قبل قوات الاحتلال وهي تنتظر تحقيق مصلحة سياسية من وراء المفاوضات الجارية بين محمود عباس والاحتلال برعاية أمريكية قد تؤدي إلى اتفاق إطار أو انتقالي يحقق الرؤية الإسرائيلية، وعلى ما يبدو أن وزير الخارجية الأمريكي كيري فيما سيقدمه من مشروع حل مؤقت يحمل فيه الرؤية الإسرائيلية، وهذا ما تشير إلية التسريبات الإعلامية في الصحافة الإسرائيلية بشكل يومي ومحاولة نفي السلطة لها أو التأكيد على أنها لن توافق على مثل هذا المشروع؛ ولكن الواقعية والحل الممكن والتوافق على حل مؤقت ورعاية ووعودات أمريكا وضغوطات مالية وسياسة صناعة خادم جديد بدلا من محمود عباس قد تدفعه إلى الإقرار بالمشروع الأمني الأمريكي كحل مؤقت للصراع ، ويبدو أن الرئيس الأمريكي اوباما يريد أن يحقق لنفسه انجازا ويُوجد حلا للموضوع الفلسطيني الإسرائيلي بعد أن نجح في ملفين مهمين هما الملف السوري والملف الإيراني حتى لو كان على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وتطلعاته.
    في الختام نؤكد أن العدو الصهيوني هو عدو غادر وأن قراره بالعدوان على قطاع غزة مُتخذ على كافة الصعد العسكرية والسياسية وأن أهداف عدوانيه السابقين لم يحققا له أهدافه في تدمير المقاومة الفلسطينية وعلينا أن نتوقع أن يقوم الاحتلال في أي وقت بعدوان واسعة إذا تحققت له مكاسب من خلال العدوان، ومن هنا على المقاومة الفلسطينية أن تكون جاهزة ليس في قطاع غزة فقط بل وفي أي مكان من الأراضي الفلسطينية وعليها تفعيل خلاياها الكامنة إذا كان لديها في فلسطين المحتلة من عام 48، أو توجد لها خلايا إذا دعت الحاجة إليها، وعلى كافة الأطر والقوى السياسية والمؤسسات أن تعمل على تحصين الجبهة الداخلية كونها تشكل صمام الأمان في مواجهة أي عدوان على القطاع وهي عنصرا مهما في تمكين المقاومة من الانشغال بالعدو وكذلك حماية الجبهة الداخلية يشكل حماية للمقاومة ما يعزز عوامل النصر وإفشال مخططات العدو.




    إنذار نهائي إلى سكان تل أبيب
    فايز أبو شمالة / الرأي
    طالما كانت تل أبيب في مرمى الصواريخ الفلسطينية، فإن أقوى أوراق الضغط على الكيان الصهيوني الذي يحاصر غزة هي في يد المقاومة، وطالما كانت غزة تعج بالرجال، ولديها فائض ثورة ومقاومة في ظل نقص أساسيات الحياة، فإن هذا العنصر مصدر قوة في يد حركة حماس وليس عنصر ضغط على الحركة.
    لما سبق، فإنني أدعو قيادة حركة حماس بأن تنذر سكان تل أبيب بالقصف الصاروخي، وأن تمهلهم مدة أربع وعشرين ساعة، للضغط على حكومتهم لفك الحصار عن قطاع غزة، ووقف العدوان، وما عدا ذلك، فإن الوقوع في بلاء الحرب أفضل من انتظارها، وممارسة الفعل المقاوم أفضل ألف مرة من التعود على الصبر.
    على الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة أن لا تصغي لكل أولئك الذين يقولون: الحرب هي انتحار سياسي في هذه المرحلة، ولاسيما بعد أن خسرت حركة حماس دعم مصر. لهؤلاء نقول: إن الدعم الحق للقضية الفلسطينية يتمثل بمساندة الشعب المصري الذي لما يزل موجوداً، وهو قائم، وثابت، بل قد تشكل الحرب على غزة، وقصف تل أبيب نقطة ارتكاز قوية للثورة المصرية، وللشعب المصري الذي لن يتخلى عن قطاع غزة، وسينتفض ضد الغزوة الصهيونية، وسيتحرك الفلسطينيون في الضفة الغربية غضباً، وستثور الأردن، وتخرج إلى الشوارع غاضبة رافضة، وقد تهتز كل المنطقة التي صدئت مفاصلها من الهدوء والصمت.
    إن إغلاق المعابر الواصلة بين حاجات الناس إلى الحياة لهو الكارثة الأشد من قصف الطائرات، لذلك فإنني أدعو رجال المقاومة إلى شد الرحال، وفك الحصار عن غزة بالقوة المسلحة، ولتكن الحرب التي لا مندوحة عن خوض غمارها، ولنا بحديث الرسول الكريم آية حين قال: من قتل دون أرضه فهو شهيد، ومن قتل دون عرضة فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ليضيف أهل غزة، ومن قتل في سبيل فك الحصار عن غزة فهو شهيد، مع ضرورة تواصل سقوط القذائف على رأس الصهاينة في تل أبيب.
    فخذي زينتك للحرب يا غزة، وليستعد أهلك لقصف الطائرات والصواريخ المعادية، وليدخل قادة حماس والجهاد الإسلامي إلى عميق الأنفاق، فهم المستهدفون، وليشمر السكان عن سواعدهم، فهذه حرب حياة، تهدف إلى الخروج من مربع الحصار وعدم الانتظار.
    إن تشديد الحصار على قطاع غزة بعد أمسية من قصف الطائرات لتشكل حافزاً معجلاً بالمواجهة، ولنا بالإمام علي بن أبي طالب أسوة حسنة، حين قال: عجبت لمن لا يجد قوت يومه، ولا يخرج على الناس شاهراً سيفه، فكيف لو كان الذي يحرم غزة من قوت يومها ويقصفها بالطائرات هو العدو الصهيوني الغاشم.
    إنها الحرب التي لا مناص منها، وفي الحرب نجاة من الخطب الصعب، وفي الحرب فرج من كرب، إنها الحرب على تل أبيب التي تحمل الخير الكثير والرزق الوفير، وفيها الفداء والتضحية والعطاء. وليفعل العدو الصهيوني ما بدا له، فلا شيء في غزة نبكي عليه غير دم الأبرياء، وليس لنا في غزة ما نخسره إلا خوفنا من الموجهة، وليس لعدونا ما يكسبه إلا مقتل عدة ألاف من الأطفال والنساء، فليقطف عدونا ما طاب له من دمنا الفلسطيني، وعليه أن يقف عارياً أمام التاريخ في لحظة الحساب العسير.





    رسالة من تحت النار والحصار
    أيمن أبو ناهية / فلسطين اون لاين
    ما يقوم به جيش الاحتلال من عدوان عسكري متلاحق من قصف شديد وقتل شرس في قطاع غزة يدل على جنون وتخبط قادته و"جنرالاته"، وذعر وهلوسة جنوده، هذه ليست المرة الأولى التي يشن فيها جيش الاحتلال عدوانًا على القطاع المحاصر، ويقتل المدنيين بدم بارد، فمخطئ من ظن أن الاحتلال يريد سلامًا أو مهادنة أو هدنة أو تهدئة، بل كل ما يريده هو هدوء وأمن له، وحصار واستيطان واحتلال وجدران وأسلاك شائكة وتهويد وتهديد لكل من يقف ضده، فقد علمتنا التجربة أن الضعف لا يصاحب القوة، ولا يوجد للقوة ميزان إلا قوة مثيلة ومضادة لها، وهذا الذي ينطبق على وضع الاحتلال الذي لا يمتثل للضعيف أبدًا، ولو كان مخلصًا له بالتنسيق الأمني وتقديم له التنازلات.
    فالحرب من قبل جيش الاحتلال معلنة رسميًّا منذ سنوات على قطاع غزة، ولا تزال قائمة، ويستأنفها في أي لحظة يريدها، ويعد أي اتفاق عسكري أو أمني ملغى عند لحظة العدوان الذي هو يحدد زمانه ومكانه، ودرجته العسكرية التدميرية، إذن لا معنى لأي اتفاق تهدئة مع هذا المحتل الشرس، والسؤال الذي يدور حول موضوع الساعة ويشغل بال الجميع هو: هل سيؤدي تصعيد الاحتلال الخطير هذا إلى استئناف الحرب من جديد على قطاع غزة، لاسيما أن هذه الأيام توافق ذكرى حرب الفرقان التي أسماها العدو "الرصاص المصبوب"؟
    فكما أشرت سابقًا إن الحرب معلنة رسميًّا على قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال، يمكن استئنافها في أي وقت محتمل، لكن ما يمكن التنبؤ به الآن أن ما يقوم به جيش الاحتلال لم يصل إلى درجة حربه السابقة، وإنما هو تصعيد محدود، وعمليات كر وفر، وفرد عضلات لتنفيذ اغتيالات لقيادات فلسطينية، إضافة إلى أن العدو يمارس حربًا نفسية منهكة، أشد قسوة وضراوة من الحرب الفعلية، تجعلنا في حالة إرباك بين التمركز والإخلاء وبين حرب ولا حرب، بمعنى آخر: تجعلنا غير واعين وغير مستعدين لأي ضربة سينفذها جيشه بتحديده الهدف والوقت والزمان والمكان.
    لذا يجب الحيطة والحذر والاستعداد إلى أي طارئ مفاجئ، وقضاء الحوائج بالسرية والكتمان، والعمل الدءوب، بوضع المقاومة كل الاحتمالات والخيارات والخطط نصب عينيها؛ كي لا تغفلها ولا تغض طرفها عن أي صغيرة وكبيرة، وعليها الأخذ بعين الاعتبار عدم الانجرار وراء الكشف عن أسرارها وما تمتلكه من وسائل قتالية، مقابل إعلان العدو وسائله ومعداته وخططه العسكرية؛ بهدف الردع والتخويف، بل هي حرب نفسية مقصود منها استدراج المقاومة للكشف عن قدراتها العسكرية ما بعد الحربين السابقتين؛ كي يستطيع العدو الإعداد الجيد للقضاء على المقاومة، بوضع خطط عسكرية مضادة لإحباط خططها وإفشالها، لاسيما أن الاحتلال لا يزال يناور ويغامر في التحدي وعمل التجارب العسكرية ضد المقاومة، منذ اكتشاف "نفق الحياة" على الحدود الشرقية لمدينة خان يونس، وأعتقد أنه بالأمس قدم كبش الفداء لقناصة غزة لإجراءات أمنية يريد الاحتياط منها.
    وعلى هذا يجب الاستفادة من الأخطاء السابقة عندما كانت تتباهى المقاومة _وخاصة حركة حماس_ بإعلان قدراتها العسكرية، ما أكسب العدو الطمأنينة، وأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وتوقع أسوأ الاحتمالات، وتنبه لها، وعمل على فك رموزها وأسرارها الفنية والعسكرية بوضع الحلول الناجعة لها، والتقليل بقدر الإمكان من الخسارة والأضرار التي يمكن أن تسببها، لكن ليس معنى هذا أن تسير المقاومة تحت الأرض ومختفية عن شعبها، فلا يراها أحد، بل يجب أن تكون على اتصال بالجبهة الداخلية وتأمينها، وأن تقدم لها الدعم المعنوي والنفسي كي تصمد، ولا تيأس، وتستسلم لما يشاع في الإعلام المحبط؛ لأن صمود الجبهة الداخلية هو دعم وتعزيز للمقاومة، ولأن المواطنين هم خط الدفاع الأول والجسم البشري الواقي للمقاومة التي تصد العدوان.
    وهنا لابد أن يكون إعلامنا إعلامًا مقاومًا جهاديًّا بتلقي الأخبار الصحيحة الصادقة، وعدم إثارة الخوف والذعر في نفوس الناس بالحديث المستفيض وتهييج وتأجيج وتضخيم الموقف عن استئناف الحرب على غزة، وتحركات وتكتيكات المقاومة للرد على أي طارئ، بل يجب أن ينصب الحديث على زرع الثقة في نفوس الناس بما يبثه من أخبار وتحليلات صحيحة، بالنظر إلى الإعلام العبري الذي يكسب على الأقل ثقة جمهوره في نقله الأخبار الصحيحة، وإن كانت بعض الأحيان مبالغًا فيها أو يشوبها عدم الصدق تكن مقصودة؛ من أجل مصلحة كيانهم دون شك.
    يجب أن ندرك أن عدوان الاحتلال لم يتوقف، وأن حربه هي حرب مفتوحة، وأن عقيدة القتل والاستنزاف من مسلمات العقيدة الصهيونية، ولعل فتاوى الحاخامات الصهاينة بقتل الأطفال _كما قتلوا الطفلة حلا أبو سبيخة (3 أعوام)، وأصابوا ثلاثة أطفال آخرين_ هي دليل على عقيدتهم في القتل وسفك دماء الأبرياء، لذا علينا أن نوطن أنفسنا على العدوان، ونتوقعه في أي لحظة، فماذا ننتظر من عدو محتل مجرم؟!، وأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر دون تهويل أو مبالغة، وأن يعلموا أن ما أصابهم ما كان ليخطئهم، وما أخطأهم ما كان ليصيبهم.

    مصنع الكذب
    يوسف رزقة / فلسطين اون لاين
    الناطق الرسمي باسم حركة حماس يستنكر الاتهامات المصرية التي زجت باسم حماس في انفجار مديرية الأمن بالمنصورة. الاتهامات باطلة من "ساسها إلى راسها" كما يقولون. لست أدري السبب، أو الأسباب، التي تدفع الأمن والإعلام في مصر إلى شيطنة حماس واتهامها بالباطل بهذه الاتهامات الخطيرة؟!
    الاتهامات الباطلة بلغت حد العداء. لا توجد اتهامات مصرية مماثلة للعدو الصهيوني. العدو الصهيوني يشعر بارتياح كبير للاتهامات التي تكال لحماس.
    النظام العربي بكل مكوناته " من يتعاون مع حماس ومن لا يتعاون معها" يرفض تجريم حماس أو وصفها بالإرهاب. بعض أجهزة النظام المصري بعد 3/7 كسرت المحرمات وبدأت تجرم حماس، أو تطلق العنان للإعلام وغيره ليقول في حماس ما لا يقوله مالك في الخمر، للوصول إلى تهمة الإرهاب لاحقاً.
    ظاهرة العدوان على حماس في مصر ظاهرة غريبة وشاذة، ولا تتفق مع تاريخ الشعب المصري ولا تعبر عن مشاعره. إنك إذا قلبت الإعلام المصري لا تكاد تجد خبراً، أو كلمة، تمس بخاطر إسرائيل أو تجرح مشاعرها بينما يكيل الإعلام كيلاً مطففاً في شتم حماس وحرق مشاعرها، وحماس مضطرة لنفي كل اتهام باطل، ومضطرة إلى تكرير النفي حتى وإن مل الناطق الرسمي باسمها من كثرة النفي ومن كثرة التكرار. لأن في مصر قلة متنفذة ممن يكرهون حماس تراها كمبدأ لا تراها كموقف ولها "دان من طين، ودان من عجين؟!"
    حماس لا تبحث عند هذه القلة عن الحب، ولا يضيرها الكره، فهي قلة منبوذة شعبياً، وجل الشعب المصري يحب حماس، ويؤيد مواقفها السياسية، ويفخر بمقاومتها ويعلم علم اليقين أن حماس لا يمكن أن تعتدي على أي مواطن مصري، ولا يمكن أن توجه سلاحها لأي مؤسسة مصرية أو عربية. سلاح حماس شريف دائماً ولا يوجه إلا للعدو الصهيوني لأنه يحتل الأرض والوطن.
    تفجير مديرية الأمن في المنصورة لا يخيف حماس لا من قريب ولا من بعيد، ولا مصلحة لها بقتل أفراد الشرطة أو بهدم المبنى، ويجدر بالقلة المبغضة لحماس أن تبحث عن المستحيل، وعن صاحب المصلحة في التفجير.
    إن اتهام حماس بتفجير المنصورة هو كاتهامها في تفجير كنيسة القديسين في زمن "العدلي" اتهام مفبرك، وهو وسيلة لغاية أبعد، لذا لن يكون هذا الاتهام الباطل هو الأخير، لأن مصنع الاتهامات يعمل على مدار الساعة وتشارك في إدارته قوى عاملة إسرائيلية. ولأن مصنع الكذب شغال في الليل والنهار، ولأن الكذب في المصنع وسيلة لا غاية، وجب على حماس أخذ الحيطة والحذر، والاحتراس الدائم من القادم لأن القادم بحسب بعض المصادر هو سيناريو الجزائر لا سمح الله، وعندها ستتهم حماس مراراً وتكراراً لأنها في نظر الأمن والإعلام في مصر الطرف الأضعف ويمكن الاختفاء وراء اتهامه دون خسائر كبيرة، وهو اتهام يحظى بتفهم أميركي وتأييد إسرائيلي.




    الحل الأمني فشل
    فهمي هويدي / فلسطين اون لاين
    عندي أربع ملاحظات على حادث التفجير المروع الذى استهدف مديرية امن المنصورة امس وهي:
    1 ــ أننا بصدد جريمة إرهابية من نوعية خاصة جرى التحضير لها بإحكام حيث توفرت لها امكانيات مادية غير عادية مع قدرات فنية عالية، فضلا عن معلومات دقيقة. ورغم انه ليس معروفا على وجه الدقة ما إذا كان التفجير تم بواسطة سيارة واحدة ام ثلاث سيارات، إلا ان المؤكد ان الذين قاموا بالعملية نجحوا في الوصول قبالة مبنى مديرية الأمن، وكانوا على علم بانعقاد اجتماع القيادات الامنية، الأمر الذى وفر ظرفا مواتيا لاستهداف الجميع، وإذ يعيد التفجير الى اذهاننا شريط الارهاب الذى عانت منه مصر في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي (اقتحام مديرية أمن اسيوط وقتل السياح بالأقصر مثلا)، فإنه ينبهنا ايضا الى المصير البائس الذي تنتهي إليه أمثال تلك الجرائم، التي هي بمثابة عمليات انتحارية غبية، تنتهي عادة بقتل اعداد من المواطنين الابرياء في حين تفشل في مواجهة الدولة.
    2 ــ إن الصدمة ينبغي الا تفقدنا التوازن بحيث تدفعنا الى الانفعال والتسرع في التقدير، ذلك أن الجريمة لها خصوصية تستحق الدراسة، وأكاد ألمح فيها خيوطا تصلها بمحاولة اغتيال وزير الداخلية وجريمة قتل المقدم محمد مبروك مسئول ملف الإخوان بجهاز الأمن الوطني، ورغم أن مصر تشهد الآن حملة ضد العمليات الارهابية، إلا أنه من المهم للغاية أن يتم التمييز بين الجماعات التي تطلق عليها تلك الصفة بحيث لا يوضع الجميع في سلة واحدة، لأن من شأن ذلك الخلط ان يضلل جهات التحقيق والتحري، في حين ان التمييز المفترض يسمح بتوجيه الأعين صوب الاطراف التي يتوقع منها اللجوء إلى ذلك الاسلوب من العنف، في حين يدفعها الى استبعاد أطراف أخرى، وقد لاحظت صدى لذلك التسرع في الاخبار التي تواترت امس وتحدثت عن الاتجاه الى اعتبار الاخوان جماعة إرهابية، ومثل ذلك تردد في حالات سابقة اعلنت في اعقابها مجموعة انصار بيت المقدس مسئوليتها عما جرى فيها، وإذا صح ما نقل على لسان وزير الداخلية من ان التفجير الذى وقع بمثابة رد على فض اعتصام رابعة، فإن ذلك لا يخلو من تسرع أيضا، لأنه استبق ولم يحدد بالضبط الجهة المسئولة عنه من بين المشاركين في الاعتصام ــ وليس المقصود بذلك تبرئة اية طرف لأن المطلوب هو التأكد من الفاعل الحقيقي لمحاسبته.
    3 ــ إن ما حدث يدل على فشل الحل الامني، فلا فض الاعتصامات، ولا التوسع في الاعتقالات التي طالت نحو 14 الف مواطن، ولا قانون منع التظاهر ولا تلفيق القضايا وادخال المئات فيها.
    ذلك كله لم يوقف التوتر والعنف، بل اننا صرنا نقتنع حينا بعد حين ان الدوامة مستمرة، وان العنف يولد العنف، ناهيك ان خبرة البشر دلت على ان الحلول الامنية لم تجلب استقرارا ولا اوقفت عنفا. ولا مفر من الاعتراف بأن الاحداث التي تعاقبت في مصر خلال الاشهر الماضية خلفت جراحا عميقة لم تلتئم وأشاعت مرارات واحقادا ليس من اليسير تجاوزها أو نسيانها، بالتالي فإن المخلصين لهذا الوطن والحريصين على مستقبله يتعين عليهم مداواة تلك الجراح ومعالجة المرارات قبل اي شيء آخر، ولا يسألني احد ما الذي يتعين عمله في الوقت الراهن لأن الامر يحتمل اتجاهات عدة، لكن الذي استطيع ان اؤكده ان ترك تلك الجراح والقفز فوق المرارات والاحقاد المتخلفة مما لا ينبغى عمله، بذات القدر فإننا لا ينبغى ان نستبعد الحلول السياسية التي تقوم على التفاهم والبحث عن حلول وسط وتستبعد وسائل الاكراه والقهر. التي هي وجه آخر للعنف.
    4 ــ إن ما حدث لا يعني فقط فشل الحلول الأمنية لكنه يعني ايضا ان ثمة خللا فادحا في اجراء التأمين، الامر الذى ينبهنا الى مدى القصور في اداء الاجهزة المختصة بذلك الجانب، وإذ نلحظ ان الكفاءة مشهودة في ملاحقة المتظاهرين والقبض على الفتيات حاملات «البلالين» والاستئساد على طلاب الجامعات في داخل حرم الجامعة واختطافهم من المقاهي المجاورة، فإننا نلاحظ انكشافا معيبا في تأمين المنشآت الحيوية والشخصيات العامة، من هذه الزاوية فإنه من المهم التحقيق في كيفية وصول الارهابيين الى مبنى مديرية امن الدقهلية المطل على شارع مقصور والمرور على سيارات الداخلية، وفي كيفية تجهيز عملية التفجير بما تضمنت من رصد وتجنيد واختراق للمعلومات المتعلقة بالاجتماعات، اضافة الى توفير المتفجرات والسيارات، دون ان تشعر بذلك الاجهزة الامنية، والكلام الذي قيل عن مبنى مديرية الامن في المنصورة ينسحب على تفجير مبنى المخابرات العامة في الاسماعيلية، كما ينسحب على محاولة اغتيال وزير الداخلية وقتل مسئول ملف الاخوان بالأمن الوطني، وهي عمليات لا تتم بين يوم وليلة ولكنها تتطلب إعدادا ورصدا وتتبعا يستغرق عدة اسابيع ان لم يكن اشهر، وقد تم كل ذلك دون ان تشعر به الاجهزة الامنية.
    أدرى ان هذه ملاحظات متعجلة قد تصَّوب او تضاف اليها ملاحظات اخرى حين يتقدم التحقيق وتتضح ابعاد الصورة، بما يمكننا من ان نعرف عن الحدث وملابساته مالم يتح لنا ان نعرفه بعد ساعات قليلة من وقوع الحادث، وأرجو الا أكون قد وقعت فيما حذرت منه عندما انتقدت التسرع في تصريحات المسئولين في حين تسرعت انا في التعليق والتعقيب.

    الشهيدة الطفلة حلا
    خالد معالي / المركز الفلسطيني للاعلام
    حلا طفلة فلسطينية ابنة ثلاثة أعوام من مخيم المغازي وسط قطاع غزة، استكثر عليها (بنيامين نتنياهو) أن تعيش أكثر من ثلاث سنين؛ فلم يدعها تنعم ببراءة طفولتها؛ فأرسل طائرات (أف 16)، وقتلها بقنبلة أو صاروخ وزنه مئات أضعاف وزن الطفلة حلا البريئة، ذات الوجه النوري الجميل.
    لو أن الطفلة حلا طفلة من دولة غربية، أو طفلة من الكيان العبري؛ لقامت الدنيا ولم تقعد، ولنشرت صورها في العالم أجمع، وقد تحشد لأجلها جيوش جرارة، أو تقوم حروب لمحاربة ما يسمونه "الإرهاب" وقتها، ولكن لأن الطفلة حلا هي فلسطينية عربية؛ لا بواكي لها، ولا عزاء، ولا دموع تذرف عليها.
    غيبت طفولة حلا الجميلة في عالم من الوحوش الآدمية، حتى وحوش الغابة تتعفف من القتل لأجل القتل؛ فهي تقتل لأجل إطعام نفسها والتخلص من الجوع، أما جيش الاحتلال فيقتل لأجل التمتع بشهوة القتل الإجرامية, قد يظن بعض أن قتل الطفلة حلا وقع بالخطأ، ولكن نذكره أن جيش الاحتلال "صاحب الأخلاق العظيمة" و"الجيش الذي لا يقهر" قد قتل بالفسفور الأبيض قبلها 400 طفل في العدوان على غزة نهاية عام 2008م، في حرب الفرقان، التي أطلق عليها الاحتلال حرب "الرصاص المصبوب"، دون أن يرف جفن الدول الغربية المتحضرة.
    أطفال غزة كأطفال الضفة الغربية المحتلة، وفلسطين المحتلة، يدفعون من براءتهم، وطفولتهم ثمن الاحتلال، ويقتلون جهارًا نهارًا وهم في عمر الورد والبراءة والطهارة، وينالون الشهادة مبكرًا مجبرين.
    كأي طفل آخر كانت الطفلة حلا تلعب بألعابها من الدمى بكل براءة، فعاجلها صاروخ كان لها بالمرصاد، وفجر جسدها الطاهر الندي.
    قمة في البشاعة والإجرام مواصلة قتل أطفال غزة والضفة الغربية، ومواصلة سجن مئات الأطفال القاصرين وتعذيبهم؛ دون مراعاة لطفولتهم وبراءتهم، ولا القوانين الدولية التي لا تجيز سجنهم أو تعذيبهم وقهرهم.
    عملية قتل الطفلة حلا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة؛ فهي ليست بأول طفلة ترتقي شهيدة على يد جيش الاحتلال؛ فقد سبقها مئات الأطفال الشهداء في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ فنحن أمام احتلال يقتل حتى الأطفال الصغار، دون أن يخشى المحاسبة من المجتمع الدولي المنافق الذي يتفرج ولا يحرك ساكنًا.
    يزعم الاحتلال في تصريحات قادته أنه لا يستهدف الأطفال، والحقيقة عكس ذلك تمامًا؛ فالشهداء الـ37 الذين قتلوا منذ بدء المفاوضات قبل عدة أشهر نسبة كبيرة منهم من الأطفال الصغار الأبرياء.
    صورة الشهيدة الطفلة حلا يجب أن تغزو دول العالم أجمع، وعلى كل من عنده ذرة من شرف وكرامة ألا ينظر إليها ويتحسر فقط، بل أقل الواجب تعميم نشر صورتها في المواقع والوسائل الإلكترونية المختلفة، وغيرها؛ ليعرف العالم أجمع من هو الإرهابي الذي يستهدف قتل الأطفال.


    تناغم الإيقاع
    أسامة العيسوي / فلسطين الان
    رفعت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في عام ٢٠١٣ شعار (تناغم الإيقاع) إيماناً منها بضرورة التنسيق والتكامل والتناغم بين القطاعات ذات العلاقة بطبيعة الوزارة وأعمالها بمكوناتها القطاع العام والخاص والأكاديمي كذلك.
    وبفضل الله، ومن ثم بفضل جهود جميع الموظفين دون استثناء نجحت الوزارة في تحقيق هذا الشعار من خلال خطتها لعام ٢٠١٣، والتي انبثقت من اليقين بأهمية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ودورها في التنمية المجتمعية. فكان عام ٢٠١٣ حافلاً بالعديد من التطورات في مجال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات: فقد شهدنا إقرار قانون المعاملات الإلكترونية، وإعداد الإستراتيجية الوطنية للإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وإعتماد الخطة الإستراتيجية للحكومة الإلكترونية، وإطلاق المجلس الإستشاري الشبابي لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات، وتعزيز الشراكة والتكاملية مع القطاع الأكاديمي وتوفير التدريب للخريجين، كما تم إصدار تعليمات وزارية لحماية المنافسة وفتح السوق أمام المشغل الثاني للهاتف المحمول، وإصدار تعلميات شروط وضوابط تقديم خدمة الإنترنت من خلال خطوط النفاذ، وإستحداث رخص جديدة لفتح المجال أمام شركات جديدة ولتنظيم عملها، وإعداد الإستراتيجية الوطنية للحاضنات التكنولوجية.
    كما تم تفعيل التسجيل الإلكتروني الموحد للمواطنين والذي وصل عدد المشتركين فيه إلى 130 ألف مشترك، وإطلاق أول تطبيق حكومي للهاتف المحمول، وتم إنطلاق عمل مركز أمن المعلومات في الجامعة الإسلامية بتمويل من مجموعة الإتصالات وبتوجيه من الحكومة الفلسطينية والذي يعنى بتدريب الكوادر المختصة من كافة المؤسسات الوطنية على تقنيات أمن المعلومات في المحاور المختلفة، وكذلك الإحتفال بإختتام مشروع مبادورن 2 لريادة الأعمال، وبالنسبة لسرعة الانترنت تم مضاعفتها من خلال خطوط النفاذ ADSL Access ليصار الحد الأدنى لسرعة الإنترنت إلى 1ميجا.
    وتقرر بالإتفاق مع شركة الإتصالات من بداية هذا الشهر تخفيض أسعار الربط البيني بين مزودي الإنترنت وشركة الإتصالات بنسبة 35%، وكذلك تخفيض أسعار الربط لخدمة تناقل البيانات عبر الإنترنت للمؤسسات من خلال تطوير تقنية IP-VPN وذلك بنسب متفاوتة تصل إلى 42%.
    وفي مجال البريد ومن باب دعم القطاع الخاص تم تحويل خدمة توزيع الرسائل والبعائث البريدية عبر شركة خاصة. ولخدمة المواطنين بصورة حضارية تم تطوير آليات العمل من خلال الشباك الموحد، وكذلك مركزية البيانات بحيث يستطيع المواطن التعامل مع أي فرع يشاء، بالإضافة إلى إعادة تأهيل ستة مراكز للبريد وتزويدها بأحدث وسائل الخدمة والأمان، وأصدرت الوزارة مجموعة من إصدارات طوابع البريد والتي تعبر عن فلسطين تاريخها وحاضرها، لتكون خير رسول لهذا الشعب.
    هذه بعض إنجازات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في عام كامل، اجتهدنا فيه بكل ما نستطيع وبكل ما نملك من إمكانات وقدرات لخدمة شعبنا والعمل في سبيل النهوض بالمجتمع الفلسطيني لتحقيق التقدم والتطور المنشود، فلله الحمد والشكر، ومن ثم كل الشكر لموظفي الوزارة، ولجميع شركائنا في القطاع الخاص والمؤسسات المجتمعية والأكاديمية، ومعاً وسوياً لزيادة تناغم الإيقاع خدمة لشعبنا، والله ولي التوفيق.






    كلاشينكوف بعيون تدمر!
    لمى خاطر / المركز الفلسطيني للاعلام
    لعلي، مثل كثيرين غيري- كنت ممن تشكلت في وعيهم صورة خرافية حول ذلك السلاح صاحب الاسم الفخم (كلاشينكوف) لكثرة ما تردد حوله من أساطير مرتبطة بالبطولة، ولكثافة استخدامه في أغاني الثورة الفلسطينية القديمة والمعاصرة.
    ولعل كثيرين أيضاً، وأنا منهم، لم نعرف إلا لاحقا أن اسم السلاح يعود لصاحبه أو مخترعه الروسي (ميخائيل كلاشنكوف) الذي توفي قبل أيام.
    بقيت مفردة كلاشينكوف تثير في نفسي أجواء من الفخامة والإجلال إلى أن قرأت –قبل سنوات- شهادة بعض منفذي مجزرة سجن تدمر في سوريا، التي حدثت بتاريخ 27/6/1980، ونفّذتها سرايا الدفاع في الجيش السوري بقيادة رفعت الأسد، واستهدفت مئات من معتقلي سجن تدمر، تم اقتحام مهاجعهم وقتلهم بتلك البنادق الروسية، كردّ على محاولة اغتيال حافظ الأسد، رغم انتفاء علاقتهم بالمحاولة كونهم اعتقلوا قبلها بأشهر وسنوات.
    كان المشهد مغرقاً في الإيلام، وتصوره كفيل بإسكانك وجعاً ممتداً لا تفلح في التخلص سريعاً منه. ليس لأنها المجزرة المعاصرة الوحيدة، فالقتل الجماعي غدا أكثر الحكايات تكراراً في واقعنا العربي، وليس لأنها حصدت خلال نصف ساعة ما يتراوح بين 600 و900 معتقل (لاحظوا كيف أن مرور كل هذه السنوات على المجزرة لم يكفِ لرصد العدد الحقيقي لضحاياها)..! إنما ما يجبرك على التوقف عند تفاصيلها (خصوصا عند الاستماع لشهادة الجاني لا الضحية) أن القتل جرى بحقّ أسرى بعد تجميعهم في عدة مهاجع، وأن كثيراً منهم لم يملك سوى انتظار دوره وهو يرى تطاير دماء وأدمغة رفاقه، ثم كيف أن الجناة سمعوا استغاثات الضحايا المرتجفة، ولعلهم استمتعوا بها، ومع ذلك أنجزوا المجزرة دون أن يرفّ لهم جفن، وكان كلّ ما فعلوه بعدها تنظيف ثيابهم من دماء الضحايا، ثم الاستعداد لاستلام المكافأة المالية، بعد حمل الجثث بالجرافات ودفنها في مقبرة جماعية قرب تدمر!
    لم تأخذ مجزرة تدمر حقّها في الذاكرة العربية، رغم أنها واحدة من فصول الإنسانية الأكثر إيلاما، وأسباب ذلك كثيرة منها ظروفها التاريخية وطبيعة المستهدفين وقدرة الجاني على المراوغة ومراكمة الدجل. كما لم تأخذ بندقية (كلاشينكوف) صورتها القاتمة إلى جانب تلك الباذخة المطبوعة في أذهان من ولدوا وعاشوا في أوطان محتلة. أو لعلّ طبيعة الأشياء تقضي دائماً بأن يتخيّر المرء الوجه المحبب إليه من صور الظواهر وخلفيات المواقف، لكن محاولة استقصاء كل جوانب الصورة تبقى الخيار الأفضل لمن يُشفق على تصدّعات اليقين في بنائه العقلي، ولمن سيتعلّم لاحقاً فضائل الاعتدال في التصور وتكوين المواقف، بحيث تُقدّر كما هي، لا أكثر ولا أقل!

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 425
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 10:00 AM
  2. اقلام واراء حماس 410
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:13 PM
  3. اقلام واراء حماس 409
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:12 PM
  4. اقلام واراء حماس 408
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:11 PM
  5. اقلام واراء حماس 407
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 01:10 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •