اقلام واراء حماس 497
مشاهد ومعلومات مريبة
يوسف رزقة / الرأي
|
عام 2013 سقوط للديمقراطية وفضيحة للعلمانية
عصام شاور / المركز الفلسطيني للاعلام
|
صرخات اليرموك.. هل من مغيث؟
غسان مصطفى الشامي / المركز الفلسطيني للاعلام
|
رسالة حب إلى كل الصحفيين
مصطفى الصواف / الرسالة نت
|
وقفات مع الشهيد نزار ريان
إبراهيم المدهون / الرسالة نت
|
كيري وإنهاء القضية الفلسطينية شيئاً فشيئاً
عصام شاور / فلسطين اون لاين
|
الإعـــــدام
فايز أبو شمالة / الرأي
|
|
مشاهد ومعلومات مريبة
يوسف رزقة / الرأي
يصل جون كيري خلال أيام الى المنطقة، ولديه إصرار على التوصل الى ( اتفاق مبادئ )، وقد أعربت حكومة نيتنياهو عن موافقتها على مقترح كيري لإعلان المبادئ. نحن فلسطينيا لا نعلم ما هي المبادئ التي يتضمنها الإعلان المحتمل، لأن الطرف الفلسطيني يحجب عن الشعب العلم متعمدا. ولا تحجب السلطات العلم عن الشعب إلا إذا كان فيها ما يغضب الشعب، أو يسيء الى حقوقه وأحلامه.
نحن أيضاً أمام سؤالين: الأول يقول لماذا يصر جون كيري على إعلان المبادئ؟! ولماذا بادرت حكومة نيتنياهو بالموافقة عليه؟! وهل الأطراف تم المفاوضات وحصلت الموافقة من الجميع، وما تبقى رتوش، وترميمات، وإجراءات إعلان لا أكثر؟!
إصرار جون كيري على النجاح يبدو مفهوما في ظل نجاحه في الملف الإيراني، وفي الكيماوي السوري، وفي التفاهم النسبي مع روسيا في المنطقة العربية، وبالتالي فهو على المستوى الشخصي، وعلى المستوى الرسمي في حاجة الى نجاح ما في الملف الفلسطيني الإسرائيلي، وهو يعتقد أن فرصة النجاح متوفرة، وأن الطرف الفلسطيني في أضعف أحواله منذ اتفاقية أوسلو، وأن العرب ملوا من القضية الفلسطينية، وانشغلوا بهمومهم.
أما لماذا موافقة اسرائيل المبكرة؟ فالإجابة باختصار واضحة، فقد حصلت على كل ما تريد، وما تسرب عن إعلان المبادئ ( إن صح) فهو لا يتجاوز الرؤية الإسرائيلية. فلا حديث جوهري عن القدس، ولا حديث تفصيلي عن الحلول النهائية، وكلها محالة الى التفاوض، ولا عودة لفلسطين المحتلة لا لألف ولا لأكثر، والعودة الى الضفة مؤقتة( زيارة) ولاسرائيل حق المراقبة والاعتراض. وتنخرط دول عربية ودول الخليج وغيره في عملية التوطين، وربما التعويض.
أما في شأن الطرف الفلسطيني فثمة سؤالين : الاول يقول : هل حقاً وافق الفلسطيني على مبدأ الاتفاق على إعلان مبادئ، بينما كانت خطته المعلنة هو اتفاق حل نهائي؟! والثاني : يقول: هل وافق السلطة على المبادئ المسربة للإعلام أم لا؟!
لا اعتقد أنني سأحصل على إجابة جيدة من سلطة التفاوض، فقد تعودنا منها السرية والمفاجأة، ولكن أريد أن أسأل لماذا يتناول الإعلام مقولة : ( أن دول عربية تضغط على السلطة للقبول بخطة كيري؟! ومن هي هذه الدول وما مبرراتها؟!). نحن لم نسمع من سلطة التفاوض لا أثباتا ولا نفيا، كما لم نسمع لها نفيا لما تم تسريبه من اتفاق المبادئ؟!
ثم هل هناك لعبة في مسألة الأغوار ؟ لماذا رفعت اسرائيل سقف مطالبه بمشروع قانون الضم الآن ، بينما توفر لها خطة كيري الأمنية ما تريد بدون قانون؟! هل الخلاف حقيقي ، أم زائف يهدف منح السلطة انتصارا وهميا، بقبول خطة كيري الأمنية للاغوار كبديل عن الضم ؟!
ثم لماذا استقال محمد اشتية؟ ولماذا بقي صائب عريقات؟! وهل خروج الدفعة الثالثة من الأسرى علامة على موافقة السلطة على مشروع كيري، باعتبار ان الطرف الأميركي والإسرائيلي كانا قد ربطا الافراج على دفعات بتقدم المفاوضات ؟!
الموقف الفلسطيني لم يعد رماديا فحسب، بل صار مريبا، لا سيما ونحن نسمع عن عام انتهاء، أو قل تصفية للقضية، لألف حجة وحجة. والقوى الفلسطينية الرافضة للمفاوضات أو للتصفية ما زالت عاجزة، لا عن تقديم بديل متفق عليه فحسب، بل هي عاجزة عن مجرد الاجتماع والتوافق على حد أدنى من الإجراءات لمواجه المفاجأة إن وقعت ؟!
الإعـــــدام
فايز أبو شمالة / الرأي
جرائم القتل البشعة التي تهتز لها الضمائر، وتخلع قلب المجتمع الفلسطيني، هذه الجرائم التي تستفز المشاعر الإنسانية تفرض على الحكومة الفلسطينية تنفيذ أحكام الإعدام، ولاسيما بعد أن استوفت القضايا كافة إجراءاتها القانونية.
إن الكثافة السكانية التي تميز واقع قطاع غزة لتشجع على المماحكة، وإن ما يعانيه السكان من آثار جانبية للحصار، وضيق الحال الاقتصادي، لكفيل بتضييق الخلق، وإن تفشي ظاهرة التشكيك بالآخر، والطعن بمصداقية النخبة الناجم عن تواصل حالة الانقسام المجتمعي، بالإضافة إلى إغلاق المعابر، وصعوبة توسع الشباب في الأرض، وسفرهم إلى الخارج، مع حالة الإحباط السياسي التي يعيشها جل المجتمع الفلسطيني، وحالة القلق من المستقبل المجهول، كل ذلك يحفز على الجريمة، طالما لم يستشعر المجتمع قسوة العقاب.
إن التركيبة العائلية للمجتمع الفلسطيني بحد ذاتها لتمثل دافعاً قوياً للحكومة الفلسطينية في قطاع غزة لتطبيق حكم الإعدام بحق المجرمين، فالقتل أنجى من القتل كما قال العرب سابقاً، وإن التركيبة الدينية للمجتمع الفلسطيني المسلم المقتنع بأن في القصاص حياة، لتفرض أيضاً على الحكومة في قطاع غزة أن تساعد المجتمع ليتخلص من أدرانه بالقانون؛ الذي سيحد من تنامي الأحقاد المجتمعية، وسيمثل رادعاً مقنعاً لانفعالات الشباب التي لا يلجمها إلا ثقتهم بأننا نعيش في مجتمع مدني تحكمه القوانين، ونعيش تحت ظلال حكومة مسلمة لا تخشى في رد المظالم ملامة لائم، بل وستحرص على تنفيذ حكم الإعدام مهما تعرضت إلى انتقادات داخلية وخارجية، فسلامة المجتمع أهم ألف مرة من سلامة التقارير المعدة للخارج.
على الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق القتلة المجرمين فوراً، ولا يأخذها في الحق تردد، ولا تلتفت إلى اعتراضات منظمات حقوق الإنسان المنتشرة حول العالم، فما هو غريب عن مجتمعنا المدني الفلسطيني سيظل غريباً في تفكيره عن أخلاقيات مجتمعنا الإسلامي، وتكفي الإشارة هنا إلى أن منظمات حقوق الإنسان التي تحسن القدح، وتكيل الذم والشتم للحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، يكفيها خجلاً صمتها على الحكومة الفرنسية التي تنفذ مجازر جماعية في أفريقيا، ويكفيها خجلاً صمتها على الحكومة الأمريكية التي تنفذ القتل اليومي بحق المسلمين في اليمن وأفغانستان والعراق، ويكفيها خجلاً صمتها على الحكومة البريطانية التي تساند بسلاحها القادة السياسيين القتلة المجرمين الذين ينفذون المذابح بحق الشعوب، ولا استثني من ذلك صمت منظمات حقوق الإنسان عن الدعم المادي الذي تقدمة الحكومات الغربية الراعية لحقوق الإنسان لدولة الصهاينة، وتشجيعها المادي لهم كي يمارسوا الإجرام العلني بحق الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني.
إن اعتراض منظمات حقوق الإنسان المفرط على تطبيق أحكام قانون الإعدام بحق القتلة؛ لا يهدف إلا الطعن في خاصرة الشريعة الإسلامية التي ترى بالقصاص من القتلة حياة.
إن لسكان قطاع غزة حق على حكومتهم، وهم في انتظار تطبيق أحكام الإعدام الصادرة بحق القتلة المجرمين، على أن يتم ذلك بشكل قوي وعلني، ليمثل آية لكل ذي عقل، وليشكل رادعاً لكل من يعيش في غيبوبة الجهل بقوانين الحياة.
عام 2013 سقوط للديمقراطية وفضيحة للعلمانية
عصام شاور / المركز الفلسطيني للاعلام
كما جرت العادة مع توديع عام واستقبال آخر فإن قراء الطالع والفنجان والمحللين والمحلقين في عالم الأوهام يكبون على تزييف تاريخ مضى والتنبؤ بما يحمله العام الجديد من مسرات لأهل الباطل ومنغصات لأهل الحق، إرضاء لمشغليهم ونفوسهم العليلة، ونحن بصدد الحديث عما كان أما ما سيكون فهو بأمر الله وعلمه عند الله وحده ولا يدعي علم الغيب مؤمن أو عاقل.
يقولون إن عام 2013 شهد خسارة فادحة للإسلام السياسي ويستدلون بذلك على الحالة المصرية، ويقرون في تحليلاتهم بأنه رغم فوز جماعة الإخوان المسلمين في خمسة انتخابات (الرئاسة والتشريعي والشورى واستفتائين) إلا أنهم خسروا الحكم في عام 2013 ، ولكنهم لا يقفون عند كيفية خسارة الإخوان فهناك تنعدم عندهم الرؤية وينحسر تفكيرهم وينضب منطقهم فتبدأ رحلتهم مع الوهم والشطحان ويصلون إلى مرحلة " الهبل أو الاستعباط السياسي".
أعتقد أن 2013 كان عام فرقان وتمايز بالنسبة لنا كعرب، ففيه سقطت الديمقراطية سقوطا مدويا، وما حدث في مصر شهد على زيف الديمقراطية ودعاتها من الغربيين وخاصة أمريكا التي اصطفت إلى جانب الانقلابيين في مصر، الديمقراطية سقطت لأنها لم تحتمل صعود الإسلاميين ولم تستوعب خيار الشعب المصري.العلمانيون بدورهم كانوا أدوات للانقلاب والتآمر الدولي على مصر وشعبها وثورتها، ولا نمل من قول ذلك،وفي هذا العام 2013 ظهر الوجه القبيح للعلمانية وافتضح أمر أصحابها في مصر وفي تونس وفي دول عربية أخرى. العلمانيون هم الطابور الخامس وبديل الاستعمار غير المباشر في المنطقة وهم من دفن الديمقراطية بأيديهم الملطخة، وقد فهمت الشعوب هذه الحقيقة الجلية بعد الجرائم الكبرى التي ارتكبها الانقلابيون في مصر.
في الختام نؤكد بأن الاسلام هو الاسلام، وليس هناك إسلام سياسي أو اقتصادي، ولكن للتغطية على حربهم للدين يسمونه " الإسلام السياسي"، والإسلام لم ولن يخسر ابدا،أما الاسلاميون فقد فازوا في كل انتخابات جرت في ظل الربيع العربي، ولم يخسروا اية معركة انتخابية،وفي مصر لم يستقر الامر للعلمانيين والعسكر ولن يستقر، وستعود الشرعية الى اصحابها رغم كل الدعاية المضللة لأهل الضلال،وعلينا الانتظار فـ 2013 ليس نهاية المطاف.
كيري وإنهاء القضية الفلسطينية شيئاً فشيئاً
عصام شاور / فلسطين اون لاين
مواضيع متعلقةلكنني أحب حماساستفتاء الشعب على "حل الدولتين" وسائر الأوهامفرص فلسطينية في عالم متحرك
بدأت تتبلور مخططات كيري لإنهاء أو تصفية القضية الفلسطينية، ورغم أن محاولات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مصيرها الفشل إلا أنه لا مناص من متابعة تلك المحاولات الخبيثة وفضحها ليكون شعبنا الفلسطيني على بينة مما يحاك ضده في وضح النهار. نشر الموقع العبري دبكا تسع نقاط معدلة يسعى كيري لتحقيقها مبنية على " مقترحات أولمرت" التي قدمها للرئيس محمود عباس عام 2008، وأهم ما جاء فيها ما يتعلق بحق العودة والمستوطنات والحدود.
"رفض أمريكي لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين"، ذلك ما يعنيه البند الخامس في " النقاط التسع"، حيث ستتم معالجته حسب خطة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون والقاضي بإنشاء صندوق لتمويل توطين اللاجئين الفلسطينيين في كندا وأستراليا، وسيتم استيعاب جزء صغير جدا منهم في دولة الاحتلال (إسرائيل).
"رفض أمريكي للانسحاب من الضفة الغربية"، وقد ورد ذلك في البند 2، حيث ستضم دولة الاحتلال إسرائيل 6.8 % من أراضي الضفة الغربية تتضمن أربع كتل استيطانية (( عتصيون، معاليه ادوميم، غفعات زئيف،ارئيل)) إضافة إلى مستوطنات القدس الشرقية وجبل أبو غنيم، مقابل ضم 5.5 من أراضي المناطق المحتلة عام 48 إلى السلطة الفلسطينية بالإضافة إلى طريق أو سكة حديدية بين غزة والخليل، علما بأن الجانب الفلسطيني وعلى لسان الرئيس محمود عباس نفى أن تزيد نسبة التبادل عن 2%.
تزامنا مع الكشف عن خطة النقاط التسع، نشرت صحيفة معاريف العبرية بأن80% من المستوطنين سيبقون في الضفة الغربية وتحت السيادة الإسرائيلية، مقابل نقل أراض في منطقة المثلث إلى السلطة الفلسطينية، وذلك اقتراح ستتقدم به " إسرائيل" إلى السلطة، وهذا يؤكد على نية " إسرائيل" على الإبقاء على المستوطنات وتغيير الحدود بما يتلاءم مع أطماعها أو أوهامها التي لا تنتهي إلا بإخراج السلطة والشعب الفلسطيني خارج حدود فلسطين.
عودة اللاجئين خط أحمر لا يمكن لأي مفاوض فلسطيني تجاوزه أو المساس به، وهو بالنسبة لدولة الاحتلال إسرائيل نهايتها ولا يمكنها القبول به، هذه المعادلة وحدها كافية لنسف كل المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وجهود كيري العبثية، ذلك فضلا عن التعقيدات الاخرى المتعلقة بالقدس والحدود والمستوطنات، وكابوس النمو السكاني للفلسطينيين داخل الخط الأخضر.
صرخات اليرموك.. هل من مغيث؟
غسان مصطفى الشامي / المركز الفلسطيني للاعلام
يطوي العام أيامه ولياليه والمعاناة والآلام تشتد وتزداد على اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الذين ذاقوا الويلات والمآسي جراء المجازر الدامية التي تشهدها سوريا منذ عامين ونصف، فقد عانى اللاجئ الفلسطيني في مخيمات الشتات في سوريا معاناة الأشقاء السوريين من هذه الحرب الضروس، وقضى اللاجئ أيام وليال وساعات في البرد والصقيع والجوع والحصار الشديد التي يحيط بالمخيم، وتراكمت صنوف العذاب على اللاجئين الفلسطينيين في سوريا لتزيد من معاناة التشرد ومرارة اللجوء والبعد عن الوطن والحرمان من العيش على أرضه.
يعيش مخيم اليرموك يوميا مجازر دامية شردت حوالي 140 ألف لاجئ فيما بقي 20 ألف لاجئ يتجرعون آلام ومرارة الموت والجوع والبرد الشديد، أما شوارع وأزقة المخيم المدمر فهي عبارة عن ساحات قتال لا تنتهي صولاتها وجولاتها، فقد أدى الحصار الشديد المفروض على المخيم إلى مقتل 18 لاجئا فلسطينيا جوعا، كما أدت المجازر إلى مقتل ما يزيد عن 750 لاجئ فلسطيني منذ بداية الثورة السورية.
الأوضاع في مخيم اليرموك مأساوية بكل ما تحمله الكلمة، في ظل خذلان دول العالم قاطبة على مساعدتهم، وخذلان المؤسسات الإنسانية لهم والتي تتذرع بعدم السماح لهم بدخول المخيم من قبل جيش النظام السوري والعصابات المسلحة، لكن هذه الحجج للأمم المتحدة والمبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي لا تسقط عنهم المسؤولية على تأمين احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات في سوريا ولا تسقط عنهم مسؤوليات بذل كافة الجهود من أجل فك الحصار على المخيم وإنقاذ اللاجئين الموجودين في هذا المخيم، الذين يطالبون بأبسط حقوقهم الآدمية من الطعام والشراب والدواء والدفء.
منذ بداية الثورة السورية كان لمخيم اليرموك دور إنساني وإغاثي مميز، وأصبح المخيم مكانا آمنا للآلاف من السوريين النازحين من المناطق السورية التي تتعرض للقصف الشديد، كما كان للهيئات الأهلية وتجمعات الشبان المستقلين في مخيم اليرموك دورا بارزا في هذا الجهد الإغاثي الكبير، ولم يتخل المخيم عن دوره في مساعدة المنكوبين إلا بعد أن أصبح من أكثر المناطق تدميرا وحصار وتعرض للقصف المباشر مما أدى إلى نزوج الغالبية العظمى من اللاجئين ، كما تعرض الكثير من اللاجئين إلى الموت غرقا وقنصا بالرصاص خلال خروجهم من المخيم.
إن ما يحدث للاجئين الفلسطينيين من مجازر قتل يومية وتدمير للمخيمات الفلسطينية وحصار شديد يمنع دخول الماء والدواء للمخيمات يتنافى مع الموقف السوري المعلن بتحييد مخيمات اللاجئين الأحداث الدائرة في سوريا، خاصة إن اللاجئين الفلسطينيين هم ضيوف على الشعب السوري، إلى حين عودتهم إلى ديارهم التي شردوا منها في عام 1948، ولم يتدخلوا بالشأن السوري الداخلي ولن يكونوا جزءاً من الصراع القائم، فلم يتم إقحام المخيمات وزجهم في الصراع الدائر في سورية؟
وقد احتضنت سورية أكثر من 520 ألف لاجئ فلسطيني يتوزعون على تسعة مخيمات رسمية، إضافة إلى عدد من التجمعات السكانية، وهناك مخيمات فلسطينية كبرى أصبحت أشبه بالمدن منها مخيم اليرموك جنوب دمشق والذي يضم أكثر من 150 ألف فلسطيني.
إن ما يحدث في مخيم اليرموك وغيرها من المخيمات الفلسطينية يهدف إلى إقحام المخيمات الفلسطينية في دائرة الأحداث، والعمل على إشعال بذور الفتن وخلق أجواء من الكراهية للاجئ الفلسطيني و خلق واقع تهجيري جديد لهؤلاء اللاجئين من أجل تنفيذ المخططات الصهيونية الأمريكية وفرض واقعا جديدا على مخيمات اللجوء الفلسطينية، في المقابل تتنصل الجهات المسئولة على تقديم الخدمات الأساسية للمخيمات من كافة المسؤوليات الملقاة على عاتقها من أجل رفع الحصار عن المخيم وإدخال المساعدات للمحاصرين داخل المخيم ..
إن ما يحدث في مخيم اليرموك جريمة كبرى بحق الإنسانية عندما تمتهن كرامة الإنسان ويموت جوعا وفقرا ويصبح مجرد رقم أصم في الكشوفات وسجلات هيئات الأمم الدولية، ولم تعد الإدانات والشجب والاستنكار كافية من أجل إنقاذ اللاجئين الفلسطينيين في سوريا والعمل على حمايتهم من براثن الموت والجوع والبرد الشديد، فإننا اليوم بحاجة إلى هبات جماهيرية من أجل تحريك المشاعر الإنسانية والعمل على وقف ما يحدث من مجازر موت بحق اللاجئ الفلسطيني المعذب.
الرسالة هنا إلى كافة الزعماء والرؤساء العرب أهل النخوة والشهامة والمروءة، ومن يتبرعون لأصحاب الفن والغناء والطرب الماجن ... الرسالة من يغيث أهلنا في سوريا ومن يتبرع لإنقاذهم من شبح الجوع والفقر والموت الزؤام .. الرسالة هنا لكافة الضمائر الحية والأحرار في العالم أن أوقفوا نزيف الدم والمجازر بحق الشعب السوري الأعزل وبحق اللاجئ الفلسطيني على أرض سوريا.
وقفات مع الشهيد نزار ريان
إبراهيم المدهون / الرسالة نت
في 1-1 - 2009 وأثناء العدوان الكبير على غزة "حرب الفرقان"، استشهد د. نزار ريان رحمه الله، مع أبنائه وأولاده وزوجاته. كان الخبر أليما وقاسيا ومفجعا ومحزنا، فهذا الشيخ منذ انطلاق انتفاضة الاقصى وهو أهم الوجوه البارزة فيها، وأقربها إلى الحالة الفلسطينية الثائرة. فالدكتور نزار من أوائل القادة الذين ودعوا أبناءهم للشهادة بعدما جهز فلذة كبده إبراهيم بنفسه، قبل انطلاقه في عملية بطولية قتل فيها العديد من الصهاينة، وأخذ يرقب النتائج، ويستمع إلى اللاسلكي ويتابع التفاصيل لحظة بلحظة. وهو المحرض الأول للصمود في وجه الاجتياحات المحدودة قولا وعملا، فما أن يقترب جيش الاحتلال من الحدود حتى يتجهز كجندي محارب، فينزع عمامة العلم ويرتدي جعبته العسكرية ويمتشق السلاح ويقف في الرباط، لا يمنعه مستواه القيادي أو العلمي من الانخراط في المعركة والاختلاط بالمجاهدين والعمل معهم وارتداء زيهم، بالإضافة لدوره التحريضي عبر الاعلام، فنذكر جميعا صوته عبر إذاعة الاقصى في ليالي المواجهة والتصدي، فينزل حديثه بردا وسلاما على المجاهدين والمواطنين في غزة. كان رحمه الله عنوانا للتحدي في "أيام الغضب" وقال كلمته التي ترددت في أنحاء جباليا، لن يدخلوا مخيمنا يعني انهم لن يدخلوا مخيمنا. التقيت الدكتور نزار ريان وجها لوجه مرة واحدة كانت في بيت الشيخ أحمد ياسين رحمه الله، أخذت أرقبه وأتامله، طويل القامة وجهه أبيض يشع نورا، ذو لحية سوداء قليلة الشيب، له هيبة رغم بساطة حديثه ومسلكه. قال يومها للحضور بحماس شديد: منذ يوم استشهاد عبد الله عزام لم يتقدم أي من العلماء الشرعيين للعمل في ميدان الجهاد بشكل مباشر ولم يستشهد أحد من طلبة العلم الشرعي البارزين، أتمنى الاستشهاد كعبد الله عزام في ساحات المعارك، فنال ما تمنى. بعدها رأيته في جنازة الزعيم "هاني ابو سخيلة" يحرض على القتال بصوته المعروف، ومن لحظتها لا يترك مواجهة إلا ويتقدم بسلاحه وبدنه حتى استشهد رحمه الله. استشهد د. نزار ريان بطريقة استثنائية كما كان هو رجلا استثنائيا، فقد رحل مع أهله جميعا حينما قصف بيته وهو يجمعهم ويصبرهم ويقرأ القرآن. فرغم التهديد المسبق بالقصف والاستهداف والاتصال المتكرر ليغادر البيت، إلا أنه رفض أن يغادر بيته، وقال لمن نصحوه؛ كنت أطالب الناس بالبقاء في بيوتهم فكيف تريدون مني ان أترك بيتي؟! "كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُون". د. نزار ريان هو أحد المؤسسين البارزين للعمل الدعوي والتربوي والجهادي في قطاع غزة، وهو مدرسة حية تنبض في الأجيال، فرغم رحيله الكبير إلا أنه أعطى مثالا واضحا لمن خلفه من طلبة العلم، كيف يجمع الإنسان بين العلم والجهاد، وكيف يبدع العالم في ميادين القتال والشهادة كما يبدع في الوقت نفسه بمحاريب الفكر والكتب، وكان كما أراد امتداد أصيل لمدرسة الشهيد عبد الله عزام.
رسالة حب إلى كل الصحفيين
مصطفى الصواف / الرسالة نت
رسالة حب من شاب عجوز أفنى من عمره سنوات عدة خدمة لمهنة الصحافة ، هذه المهنة التي سرت في الروح والدم والجسد وباتت تعيش معي حياتي وتتطور في ذاتي تطور الجنين في بطن أمه، ولو عاد بي الزمن لكان اختياري مهنة الصحافة، رسالتي إلى جيل اليوم من زملاء صحفيين لا زالوا في مقتبل العمر أن أحبوا مهنتكم ولا تنظروا إلى عائد مادي رغم ضنك الحياة وصعوبتها ومتطلباتها فأول النجاح هو الحب، لأن من أحب شيئا بذل كل ما في وسعه من أجل أن يرتقي بمحبوبه، لأن الارتقاء بالمحبوب هو ارتقاء بالذات.
أبنائي الأحباب وزملائي الواعدين ليكن الوطن وقضاياه شغلكم الشاغل بعيدا عن الخلاف القائم على الأرض؛ لأن فلسطين أكبر من الجميع كونوا مع الحق ، فالحق أبلج كالفجر لا تخفيه سحابات أو تطمسه غيوم تعقبه شمس الحقيقة الساطعة رغم برودة كانون لتلسع بأشعتها كل المتاجرين بالقضية والحقوق والشعب.
أيها الإعلاميون والصحفيون يا من تقدمون أعماركم ولا تبخلون بأرواحكم دفاعا عن قضيتكم وأنتم تتقدمون الصفوف بأقلامكم وصوركم وأصواتكم وكاميراتكم من أجل الحقيقة ودفاعا عن الحق، يا من ترسمون بمداد دمائكم وجهدكم وعرقكم خارطة المستقبل معتمدين على الصدق والموضوعية والمهنية الراقية أمضوا ولا تترددوا فأنتم الأعلون، انتم أصحاب السمو والرقي وكاشفو الزيف والكذب، وليكن عامكم الجديد عام العطاء لفلسطين بلا حدود ، فأنتم الأمناء المدافعون عن الضعفاء والمعوزين الفقراء عندما تظهرون معاناتهم وتثيرون قضاياهم بحثا عمن يمنحهم شيئا من حقوقهم.
الزملاء في كل مكان من فلسطين كل عام وفلسطين بخير ، كل عام وانتم بخير ، كل عام وقلمكم لا يتوقف وجهدكم يتضاعف من أجل الارتقاء بمهنتكم حبيبتكم التي عشقت والتي تعشقونها رغم متاعبها، إلى ملتقى في عام جديد تكونوا فيه حصادا لثمرة هذا الحب جوائز وفوزا وتقديرا، لكم مني خالص الحب والاحترام والتقدير، ومرة أخرى كل عام وانتم بخير.