النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 521

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 521

    اقلام اسرائيلي 521
    6/1/2014


    في هــــــذا الملف

    والآن: ‘اطار للاتفاق’
    بقلم:دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم

    دغان: ‘غور الاردن ليس حيويا للامن’
    بقلم:زئيف كام،عن معاريف

    اريئيل شارون: ‘هل أنا مزعج؟’
    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    شارون لا يعرف الله!
    بقلم:روغيل ألبر،عن هآرتس

    ما الذي خلفه اريئيل شارون؟
    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    اردوغان وايران ـ فساد نووي وأكثر
    بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس




    والآن: ‘اطار للاتفاق’

    بقلم:دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم

    إن المطلعين على خفايا التفاوض السياسي عرفوا في صباح أمس أن الاتصالات تتناول الآن صياغات وتدقيقات لغوية. يتحدث الجميع عن اتفاق اطار لكن المطلعين يحددون الامر ويقولون إن الاشتغال باطار للاتفاق أصح.
    ما الفرق؟ إن ‘اتفاق الاطار’ هو وثيقة ذات مضمون موضوعي ‘لحمي’. أما ‘اطار الاتفاق’ فكلمتان تتناولان المضمون حقا لكن اهتمامهما الرئيس هو بانشاء مسار وقت يُمكن الفلسطينيين من الموافقة على إطالة التفاوض سنة اخرى بعد بلوغ الجولة الحالية أجلها المسمى في أواخر نيسان 2014. وتفسير التفسير أن الامريكيين سيعرضون في اطار الاتفاق ايضا مواقف الطرفين البعيد بعضها عن بعض، لكنهم سيمتنعون في أكثر الحالات عن ذكر ما الذي يرونه الحل الصحيح. ولأن الهدف العملي الآن أصبح الحظوة بزيادة وقت وتناول الاختلافات الجوهرية بعد ذلك فقط.
    كل ذلك لأن جون كيري عاد الى الشرق الاوسط وتبين له أن الفرق في مواقف الطرفين ما زال واسعا ولا توجد حركة. ولهذا كان الفرض الذي ساد أمس هو أنه اذا لم يوجد اليوم اختراق طريق حاسم في القدس و/ أو رام الله فسيعود كيري الى بلده مع آراء أكثر لكن دون وثيقة مكتوبة لاطار الاتفاق.
    هذا مريح للفلسطينيين بصورة مؤقتة لأنهم ليسوا معنيين على كل حال بأن تُقرن إطالة مدة التفاوض بوثيقة موقع عليها ملزمة لهم ايضا.
    يضغط كيري للانهاء في كانون الثاني 2014. وتشهد ساعة توقيته بأنه ما زال عنده اربعة اشهر، لكنه يعلم أن ما يؤخر الى نهاية الفترة يكلف غاليا. فهو يفضل أن يحصل الآن على مهلة سنة وأن يكون الثمن كما يبدو بعملة اسرائيلية والامكانات معلومة وهي الافراج عن سجناء أمنيين آخرين و/ أو وقف البناء في المستوطنات مدة اجراء المفاوضات؛ و/ أو موافقة صامتة امريكية على أن يتجه الفلسطينيون الى الامم المتحدة ليُعترف بدولتهم دولة ذات سيادة.
    إن كانون الثاني هو شهر ضغوط الجمع بين إطالة مدة التفاوض ومضمون قليل، ولهذا جُند زعماء اوروبا لزيارة المنطقة. وهم في هذه المرحلة ‘الجزرة’، والاغراء والكلمات الليّنة. وقد صدرت الاشارة أول أمس في مقالة ابداعية غير عادية نشرها سفير فرنسا في اسرائيل باتريك ميزوناف في صحيفة ‘هآرتس′. فقد كتب في مقالة عنوانها ‘اقتراح اوروبا ما زال قائما’ أن اسرائيل ردت بعدم اكتراث على فرص ذهبية تلقتها من اوروبا.
    يقول الاقتراح إنه ستكون لها مكانة دولة تتمتع بمزايا كثيرة في الاتحاد الاوروبي وهي مكانة توازي مكانة تركيا، وأنه سيوجد نماء. وسيكون ذلك ضربة للقطيعة التي أخذت تُنظم على اسرائيل. وهذا حيوي لها. فكيف لا ترد؟ بل إن السفير أعطى عنوان بريد الكتروني ودعا الوزراء والقادة واعضاء الكنيست وأصحاب المشاريع والعلماء والفنانين والمثقفين الى التطرق الى هذا الشأن والى اجراء حوار معه. وهذه خطوة أصيلة بلا شك.
    لكن كل ذلك الى الآن جزرة لا عصا، لكن يكمن وراء الصداقة والابتسام المرحلة البديلة، فاوروبا تزأر تخدم بذلك الوسيط الامريكي.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    دغان: ‘غور الاردن ليس حيويا للامن’

    بقلم:زئيف كام،عن معاريف

    ‘في الوقت الذي يتردد فيه جون كيري بالذات بين مكتبي رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس السلطة أبو مازن كي يحرك عربة المفاوضات العالقة، أطلق رئيس الموساد السابق مئير دغان عدة تصريحات في كل واحد منها ما يثير عاصفة.
    عندما يتحدث دغان فانه بشكل عام ينتج عناوين رئيسة، بل وكثيرة. هكذا حصل أول أمس ايضا، أمام عشرات من سكان كفار سابا الذين تجمعوا في مقهى صغير للقاء ‘منتدى مجدي’ الذي يُعقد في المكان.
    أوضح دغان بأن ليس له أي نية للدخول الى السياسة وأنه يساند رئيس الوزراء نتنياهو في الانتقاد الذي وجهه للاتفاق المرحلي الذي وقع مع ايران، ولكن بالنسبة للهجوم العسكري. وحماس، برأيه، معنية اسرائيل في ابقائها في الحكم وعدم استبدالها بأبو مازن، وعن الغور، احدى المسائل الأصعب في المفاوضات السياسية، يمكن التنازل من الناحية الامنية على الأقل.
    في الموضوع الفلسطيني يبدو ملموسا أن دغان منقسم. فبرأيه من الواجب حل النزاع من اجل الامتناع عن خلق دولة ثنائية القومية، ولكن مدى الثقة التي يكنها للفلسطينيين صغيرة للغاية. ‘بتقديري، اذا لم تُحل هذه المشكلة فانها قد تقود اسرائيل الى دولة ثنائية القومية’، حذر دغان. ‘في نظري على الأقل هذه نهاية الحلم الصهيوني. أنا لا أنظر الى هذا من زاوية نظر الفلسطينيين. وأقول هذا بشكل صعب فهم لا يهموني. مهم لي ما يحصل في الدولة وما سيحصل هنا لأولئك الذين سيأتون بعدنا. ماذا سنبقي للأجيال القادمة’.
    ” من جهة اخرى، كما يُذكر، فان تاريخ الفلسطينيين في احترام الاتفاقات ليس شيئا يُعتد به. ‘عندنا مشكلة بنيوية واستراتيجية في ثقة الجمهور الاسرائيلي’، شرح دغان. ‘نحن يتعين علينا أن نعطي أملاكا دائمة للفلسطينيين، بمعنى ارض يمكن لمسها، وفي واقع الامر المقابل الذي يتعين علينا أن نحصل عليه هو ورقة. مستوى الثقة ومستوى التزام الفلسطينيين بالاتفاقات السابقة التي وقعت معهم جد اشكالي’.
    ” يقول دغان إن ثمة حاجة لتطوير نهج جديد تماما. ‘برأيي، السبيل السليم لحل المشكلة مع الفلسطينيين ليس مع الفلسطينيين. بل التوصل الى تسوية ما تكون أنت تتحدث فيها مع الجامعة العربية، وتطرح هذا بصفته اقتراحا من العرب أنفسهم. احتمال أن يكون أبو مازن في الظروف القائمة مستعدا للتراجع عن المواقف الأساسية التي تقررت في إرث عرفات، هو احتمال متدنٍ جدا’.
    ” أما الادعاءات الأكثر إذهالا فقالها دغان بالذات عن حماس. فقد أوضح فقال ‘لا دليل عندي على ما سأقوله الآن. ولكن انطباعي هو أن ليس لدولة اسرائيل مصلحة في تدمير حماس. والسبب هو بسيط. أرى في هذه اللحظة المساعي التي تبذلها مصر على نطاق جد هام لتقزيم قوة حماس. أرى جهدا كهذا يُبذل ايضا من جانب دول الخليج والسعوديين، ودولة اسرائيل لا تشارك بالضبط في هذا الجهد. واذا كنت أشك فعندها سأشك بأحد ما سيقول كي يفر في اللحظة الاخيرة من التسوية ‘لحظة فقط، مع من سأوقع؟ أنا أوقع مع أبو مازن؟ ولكن يوجد معه كيان ما يسمى حماس وأنا لا يمكنني أن أوقع′. بالمناسبة، هذا لم يُقل في أي مرة من المرات بصوت واضح وعال. ما أطرحه هنا هو رأي شخصي، لا أعرف كيف أُثبته بشكل قاطع′.
    ” رد فعل النائبة’ ميري ريغف على مئير دغان: ‘رأينا ما حصل حين خرجنا من غزة، في حينه ايضا قالوا إن غزة ليست حيوية للأمن وكذا ايضا محور فيلادلفيا. ولم تمر سوى بضع سنوات حتى تلقينا من دولة حماس في الجنوب عشرات آلاف الصواريخ وجندي مخطوف. ومع خروجنا من الحزام الامني في لبنان من طرف واحد حصلنا على حزب الله على الحدود وجنودا مخطوفين وتحريرا للسجناء. دولة اسرائيل ليست مبنية على مغامرات اخرى من هذا النوع. الغور يجب أن يبقى تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة’.

    لا توجد جبهة شرقية

    ‘ بعد أن هدأ سامعوه بعض الشيء مما قاله رئيس الموساد السابق في الموضوع المشتعل في الفترة الاخيرة مستقبل غور الاردن. قال ‘لا مشكلة عندي مع مطلب سياسي في أن يكون الغور جزءا من دولة اسرائيل. مسموح أن يكون مثل هذا الموقف. يزعجني أن يُعرض هذا كمشكلة أمنية ما. فلا يوجد جيش عراقي، لا توجد جبهة شرقية، يوجد سلام مع الاردن. أنا لا أستطيب الحديث عن أن الغور حيوي لأمن اسرائيل’. ولاحقا أضاف بأن هذا ‘تلاعب واستغلال للاعتبارات الامنية’.
    ” وفي الموضوع السياسي ايضا تحدث دغان فقال مجيبا على اسئلة طرحها الجمهور، فاستبعد فيها لأول مرة امكانية الدخول الى السياسة، على خلفية غير قليل من الشائعات في هذا الشأن. ‘جوابي هو أن ليس لي في هذه المرحلة أي نية للتوجه الى السياسة. لماذا؟ لأني رأيت السياسيين عن كثب. رغم أني أفهم بأن السياسة هي المكان الذي تتقرر فيه الامور، عليك أن تكون في مرحلة تحتاج فيها الى إرضاء الناس، الى الذهاب الى حفلات بلوغ الأبناء والى الأعراس. هناك من هم مبنيون لهذا، أما أنا فلست مبنيا لهذا’. عندما سُئل مرة اخرى اذا كان من المجدي له أن يفكر بهذا جديا أجاب ‘عندي جواب قصير، فكرت وقررت أن لا’.

    ‘كيري يسعى الى الرئاسة’

    ‘ الامريكيون هم ايضا لم يخرجوا نظيفين من الساعة والنصف التي أبقى فيهما دغان أناس كفار سابا. على الاتفاق المرحلي الذي جلبوه مع ايران نجده غير راضٍ، وعن الاهتمام الشديد الذي لوزير الخارجية الامريكي في الموضوع الفلسطيني يولي رغبة لديه في أن يكون رئيسا في المستقبل. وقال دغان مفاجئا اعضاء المنتدى ‘برأيي ترتبط جهود كيري برغبته في التنافس على رئاسة الولايات المتحدة.
    لم أشهد تدخلا كبيرا من وزيرة الخارجية السابقة في المسيرة السلمية. لم أر الرئيس اوباما متدخلا بشكل كبير جدا. لا أجد أن هذا منعطفا في الفكر الامريكي. أجد أن هذا جهدا يرتبط بكيري نفسه’.
    ” وبالنسبة للاتفاق النووي تبنى دغان ادعاءات نتنياهو، وربما باستثناء الاسلوب.
    وأوضح قائلا ‘أعتقد أن الاتفاق اشكالي. في هذا الموضوع أتفق مع رئيس الوزراء. الجهد الحقيقي يجب أن يبذله الآن، قبل التوجه الى الاتفاق الدائم الحقيقي. هذا الاتفاق سيكون اتفاقا سيئا جدا. هذا الاتفاق اشكالي. واذا لم يعنى بالأمر منذ الآن فاننا سنقف أمام مشكلة استراتيجية مركبة جدا. يجب أن تُغلق في الاتفاق الدائم كل الثغرات التي في الاتفاق المرحلي وهذه برأيي كثيرة جدا’.
    ” وكرر دغان موقفه في الماضي ضد هجوم اسرائيلي على المنشآت النووية. وعلى حد قوله ليس لأن اسرائيل لا تستطيع بل لأن نجاعة مثل هذا الهجوم ستكون قليلة. وشرح قائلا إنه ‘عندما تقرر دولة بالمستوى الاستراتيجي أنها تريد شيئا ما، فان القدرة على منعها جد محدودة حتى لو استخدمت أكثر الوسائل شدة. حتى لو افترضنا أننا استخدمنا الخيار العسكري لمعالجة ذلك، أعتقد بأن الانجاز الذي كنا سنحققه محدود. كان هذا سينحصر في التأجيل وليس في المنع′.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    اريئيل شارون: ‘هل أنا مزعج؟’

    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    صباح وفاة أمي خرجت في سير على الاقدام، لجمع القوة وترتيب الافكار تمهيدا للجنازة وكل ما سيأتي بعدها. وفجأة هز الهاتف. ‘هل أنا ازعج؟’ سأل، بعد أن طلبوا في المكتب في القدس تحويل رئيس الوزراء الي. الكلمات الدقيقة التي قالها، المنولوغ الطويل عن العلاقة الخاصة التي كانت له مع امه، عن الاشواك المتوقعة والتوصية باستبطان المشاعر وتعزيز ابناء العائلة يمكنني أن استعيد منها حتى اليوم كل جملة. ‘سيدي رئيس الوزراء’، قلت بصوت مختنق، فقاطعني. ‘بلا تشريفات سميني اريك، هكذا بين الاصدقاء، انا اهاتفك كي لا آتي الى الجنازة. لو كنتِ مكاني أفلا ‘تصرفتِ مثلي؟’.
    في أحد المرات اصطدمنا، وهذا هو الوصف الاكثر ملاءمة للظروف الغريبة، في الساعة الاخيرة من ليلة عاصفة في بيروت. منتصف ايلول 1982، الرئيس اللبناني المرشح بشير الجميل يصفى بعبوة ناسفة، والاسرائيليان اللذان علقا في ساحة العملية مصور ‘يديعوت احرونوت’ والصحفية طُلب منهما بحزم الانصراف من الفندق، محررين لمصيرهما في محيط معادٍ. وقفنا في زقاق الشارع بلا وسيلة. وفجأة هرعت مركبة عسكرية ولاحظنا في داخلها شارون. وقد رأى اشارات الضائقة ولم يتوقف. وبعد دقائق جاء مجهول وانقذنا. الرجل من المركبة العسكرية بعث بي، شرح دون أن يعرف نفسه، ثقوا بي.
    ومرة اخرى سأل: ‘هل أنا ازعج؟’ حين طلب بخجل استشارة هاتفية لخطاب كان سيلقيه في حفلة يوم ميلاد. شارون وصل أولا الى الحدث وتحدث أخيرا. ‘يوجد اصدقاء’، كما أثنى على الزمالة، ‘ويوجد روبين (أدلر) قبل الجميع، الاقرب، الاكثر ولاءاً’. شارون، كما تعلمت مع السنين، عرف كيف يطرق الطاولة حين تكون حاجة ويطلق ملاحظات لاذعة، لا يترك جرحى في الميدان ولكنه منتقم وحشي لاصدقاء امسك بهم في الخيانة. في اللحظة التي ظهرت فيها، لم يعد هناك أي طريق للعودة.
    في مناسبة اخرى اقترح لقاء ‘لغير النشر’. طلب ان استعد لحديث عن شخصية رائدة في العالم العربي، وفاجأني: لا يوجد مشهد اكثر هذيانا من رئيس الوزراء يسحب دفترا ويسجل لنفسه ملاحظات. ثلاث ساعات ونصف استمر الحديث. وفي كل مرة قلت فيها ان ‘عندي صديق هنا وهنا’، كان يوبخني: ‘يمكنك ان تتصادقي معهم. يمكنك حتى ان تنسجي معهم مؤامرات، ولكن ليس عندهم اصدقاء’. ‘لم اتفق معه في رؤية حرب لبنان الاولى، الزيارة الى القاهرة حين اصر على أن يقطع صحراء سيناء في مركبة عسكرية و ‘تذكيرهم’ بالحجيج الدامي الى الحرم وحالات اخرى اختار فيها الاستفزاز. ولكن ما أن دخل الى المكتب ورأى صورة اخرى حتى أنزل علينا فك الارتباط عن غزة. وبدلا من حل مفروض، انجب خطة. وفجأة صار مستعدا لان يشرح بانه لا يمكن السيطرة الى الابد على مصير شعب آخر. أصريت على أن اروي له كيف تبدو حياة اصدقائي في ظل الاحتلال: ‘هذا سيء لهم’، قلت، ‘كم يمكن؟’. ‘هذا سيء جدا لنا’، فقد برودة الاعصاب، وكاد يطرق الطاولة.
    هنا وهناك فكرت، مثلما فكرت برابين الراحل، ‘اين كنا لو لم ينجح شارون في البقاء. من السهل التخمين أي ملاحظات تهكمية كان سيقولها عن ‘الربيع العربي’، ماذا كان سيقول بدهاء عن القذافي وعن بشار الاسد، وكيف كان سيتعاون مع الجنرال السيسي في مصر. ولكن ‘الجرافة’ كف عن العمل قبل ثماني سنوات. فلترتاح، أيها الصديق أريك.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    شارون لا يعرف الله!

    بقلم:روغيل ألبر،عن هآرتس

    كان لاريئيل شارون في سنوات ولايته لرئاسة الوزراء منزلة مميزة لدى الجمهور الاسرائيلي، كانت محفوظة له فقط لا تتجاوز اليمين واليسار فقط بل تتجاوز الخير والشر، وتقع خارج مجال حكم اخلاقي ما. فشبهات جنايات وفساد من النوع الذي أسقط اهود اولمرت ضخمت شعبيته فقط وكذلك ايضا تنازلات للعرب دمرت حياة اهود باراك السياسية وأفضت الى تحريض أهوج على اسحق رابين انتهى الى قتله.
    يُعذبون بنيامين نتنياهو بسبب’ الشره الى الملذات وسياسة رأسمالية ساحقة لم تصم صورة شارون ولم تمس المحبة له بشيء . كان شارون في رأي التيار المركزي من الشعب فوق الانتقاد. وكان تحقيق صحفي يكشف عن سلوك اشكالي عاجزا في حالته وغير ذي صلة بالواقع بصورة سافرة. يُتهم رؤساء وزراء آخرون بالانتهازية والأنانية والتمسك بالكرسي والخلط بين المصالح الشخصية والقومية، ولا يُتهم اريئيل شارون بذلك، فقد كان يجوز لشارون أن يكذب في معركة انتخابية وأن يخون ناخبيه كما يشاء، فقد كان شارون يجوز له كل شيء .
    لماذا مُنح هذا الامتياز وحده؟ نجح شارون في أن يشكل حول زعامته اجماعا وطنيا لم يسبق له مثيل في اسرائيل في فترة انتفاضتين لأنه أقنع جمهورا كبيرا من الاسرائيليين كانوا في الماضي متمسكين بحقائق صارمة بين يمين ويسار وخير وشر أقنعهم بأن الحقيقة شيء مرن. وحرر الخطاب السياسي الجامد والاستقطابي من ثباته المُفسد وتعبيده لحقائق مطلقة وافكار أبدية.
    كان في مزاجه العام أكثر رؤساء الوزراء عدم تدين وأكثرهم نيتشيانية. فلم يكن شيء مقدسا في رأيه. ولم يكن أي مبدأ منيعا من النظر فيه من جديد وتغييره اذا احتاج الامر الى ذلك. فالحديث عن ثورة عميقة في الوعي بحسب مفاهيم العقلية الاسرائيلية.
    هل كان يرى شارون أن المستوطنات أمر جيد؟ يتعلق بالحال. يمكن البناء ويمكن الهدم، ويتعلق ذلك من أين تنظر ويتعلق بما تريد ويتعلق بالظروف، فلا يوجد جواب مطلق ولا يوجد بيقين جواب مشتق من اخلاق عامة أو من حق إلهي.
    هل الاحتلال شيء جيد؟ وهل يوجد احتلال أصلا؟ يتعلق بالاحوال. فيمكن الاحتلال ويمكن غيره ايضا، والامر أمر الجدوى والواقع المتغير، فقد كان مجديا ذات مرة والآن أصبح هؤلاء الفلسطينيون صداعا، فربما ليس هو حسنا.
    لم يكن هذا التصور العام عند شارون نتيجة براغماتية مجردة، فقد كانت فلسفة حياته أكثر عدمية. هل يجب أن يطيع جندي الامر العسكري؟ يتعلق ذلك بالاحوال. وليس هو دائما. وهل تكون الحرب عادلة حينما لا يوجد مفر فقط؟ يتعلق ذلك بالاحوال، فقد حطم شارون حتى هذا المبدأ المقدس. وهو لم يكن يعرف الله بالمعنى الأعمق. ولم يكن عنده مفهوم عدل يستطيع أن يفهمه الاشخاص المؤمنون بالعدل والاخلاق، فقد كان كل شيء نسبيا من وجهة نظره. وهذا الشخص يمكن أن يكون خطيرا جدا وهو قادر ايضا على أن يمزق مواضعات كانت تبدو خالدة، إربا إربا دون أن يطرف له جفن.
    بذل شارون مقابلة صحفية ليئير لبيد قبل أن يصاب بالجلطة بوقت قصير في مطبخ في مزرعته. ولم تزل عن شفتيه مدة الحديث كله ابتسامة واسعة مرحة حتى حينما تحدث عن ابنه غور، ابن الحادية عشرة الذي احتضر بين يديه.
    كان الانطباع الذي أحدثه أن رئاسة الوزراء هي عبء ثقيل عليه. فلا هستيريا ولا تاريخ والحياة تجري وهو يجري معها. ولم يجثم فوقه ظل الكتاب المقدس المثقل والمحرقة والثكل والقانون. وقد أحب الاسرائيليون المكبلون كثيرا بماض خانق، أحبوا ذلك جدا وقد جعلهم يشعرون شعورا طيبا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



    ما الذي خلفه اريئيل شارون؟

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    إن اريئيل شارون هو مجدد اللغة العبرية. لقد أوجد اليعيزر بن يهودا الكلمات (الاسرائيلية)، وترجمها شارون الى اعمال (اسرائيلية). وقد صاغ شارون مع سلفه موشيه ديان أكثر من كل شخص آخر اللغة الوحيدة المرددة على لسان دولة اسرائيل وهي لغة القوة والحرب والاحتلال والعنف. إن ديان وشارون لكن بقدر أكثر منه، كلاهما من القرية نفسها تقريبا، وقد آمنا بهذه اللغة فقط. وهما وكلاهما من قرية زراعية ومتوج بهالة عسكرية حُكم عليه في مرحلة ما بالاقصاء والابعاد وحاولا أن يصلحا في أواخر أيامهما. كان شارون أعنف وأكثر تأثيرا وكان اصلاح ديان أكثر وقعا في النفس. وسيتذكر التاريخ كليهما.
    ‘سيتذكر التاريخ شارون بأنه هو الذي صاغ توجه اسرائيل الأساسي منذ كانت، أعني مبدأ ‘بالقوة فقط’. ولم تُجرب الدولة قط لغة اخرى سوى لغة شارون، فالعرب لا يفهمون سوى القوة كما كان يقين مجدد اللغة، واستعمالها هي الطريقة الوحيدة للبقاء. وجدد شارون لغة عدد من أبطال الكتاب المقدس بالاحتلالات والحروب والابادات. كان اريئيل بن شموئيل شخصية من الكتاب المقدس بقدر لا يقل عن يربعام بن يوآش أو يوشع بن نون. كان ذلك منذ أيام الوحدة 101 غير البهيجة، مرورا بدورية ريمون القاسية الى حرب لبنان الاولى؛ ومن قبية مرورا بجباليا ثم الى بيروت، كان شارون وزير حروب اسرائيل. ويحسن تذكر ذلك مع كل التأبينات والمديح الآتي.
    يحسن أن نتذكر أن اسرائيل كانت تستطيع وكان يجب عليها أن تتخذ لغة اخرى ايضا، وهي حتى لم تُجرب قط فعل ذلك بجدية. فقد أقنعها الشارونيون والديانيون، الجنرالات الفلاحون القُساة بأن تعتقد ببساطة أنه لا توجد لغة اخرى. وأيد شارون كل عملية عنيفة من ‘عمليات المُجازاة’ الى ‘السور الواقي’، وذبح المدنيين والتدمير والطرد والانتقام، فانتقم ودفع ثمن ذلك. وبذلك لم يصغ سياسة اسرائيل فقط بل صورتها الاخلاقية ايضا. كان لاسرائيل قادة أكثر اعتدالا من شارون لكن لا أحد منهم تجرأ على التمرد على الحقائق التي أشاعها، وأن يترك ولو لحظة واحدة البندقية (أو الهراوة) التي علمت أم شارون، شارون أن يضعها قريبة منه دائما. إن تراث فيرا أصبح تراث اريئيل الذي أصبح تراث اسرائيل.
    كان شارون تجسيدا لحلم كل سياسي، فقد خلف تراثا. كان ذلك تأليفا نادرا بين الشجاعة الشخصية والسياسية أنتج رؤيا يُحتاج الى سنين بعد لنقضها. كان هذا الرجل الساحر القاسي من أكثر قادة اسرائيل موهبة وخطرا، وهو بعد دافيد بن غوريون الرجل الذي صاغ صورتها أكثر من كل واحد آخر، فقد قادها الى مناطق احتلالها البعيدة والقريبة وجعلها تقتل وتُقتل في الضفة والقطاع ولبنان سنين طويلة. وحتى حينما حاول أن يقوم باصلاح حياته الذي كان يفترض أن يكون اصلاح حياتنا، أعني الانفصال عن غزة، فعل ذلك بطريقته الصلفة المؤمنة بالقوة التي لا تحسب حسابا للفلسطينيين ولا تفاوضهم ولا تؤمن بالاتفاقات. وهو بخلاف الآخرين لم يكره العرب بل كان اسوأ من ذلك، فهو لم يصدقهم. كان ‘الجرافة’ في الحقيقة رجل الافعال العظيمة والقرارات الحاسمة المصيرية؛ ‘اريك ملك اسرائيل’ ترك فيها أثره في الحقيقة لكن أنظروا ما الذي بقينا معه. إن ساسة الحاضر يبدون اذا قيسوا به باهتين لكن الضرر الكبير للرجل العظيم باقٍ الى الأبد.
    أتذكر الآن النزهة الخاصة التي أجراها لي في قطاع غزة في شتاء 1989: كم كان ساحرا وكم كان كلامه خطيرا ومُضللا. أراد آنذاك أن يبرهن لي على أنه لا يجوز أبدا اخلاء القطاع خشية الصواريخ (والحمى المالطية التي ستنتشر من غزة كما قال)، ووافق في الوقت نفسه على عودة عشرات آلاف اللاجئين الى داخل دولة اسرائيل. وهو السياسي الاسرائيلي الوحيد الذي لم يحسب حسابا قط لاستطلاعات الرأي والنشطاء الحزبيين، فقد كان يحتقرهم. وأثبت قدرة السائس على أن يقود اجراءات مصيرية وأن يصوغ ويغير دولة بحسب اعتقاده وطريقته وانظروا الى أين قادها.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    اردوغان وايران ـ فساد نووي وأكثر

    بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس

    شركة الباصات التركية ‘اولوسوي’ معروفة جيدا لكل من يزور تركيا. شبكة خطوطها تصل الى كل موقع وباصاتها السياحية تنقل ملايين السياح في ارجاء الدولة وهي’ تسيطر ايضا على فرع السياحة عبر شركة ‘وران’ المتفرعة عنها وتملك مواقع استجمام وفنادق فاخرة.’
    ‘ما هو معروف أقل هو انه اشترى الشركتين مؤخرا رجل اعمال ايراني يسكن في لندن ويدعى مهدي شمس زاده. وقد اشترى قبل ذلك في ايار، مقابل 250 مليون دولار شركة الطيران التركية الصغيرة ‘اونور’. وبعد بضعة ايام من الشراء اشترت شركة الطيران الايرانية ‘كشم ايرلاينز′ سبع طائرات جمبو من مالكي ‘اونور’ الجدد. و ‘كشم ايرلاينز′ هي شركة فرعية في التجمع التجاري الكبيرة ‘سورنت’ الذي مركزه في دبي، بملكية رجل الاعمال الايراني بباك زنجاني.’
    ويقدر رأسمال الشركة بنحو 13 مليار دولار، وهي تستثمر في دول عديدة في العالم، من تركيا وحتى طاجكستان. حتى هنا يبدو كل شيء’ عاديا، باستثناء موضوع صغير وهامشي زنجاني ورونت يندرجان في قائمة الشخصيات والشركات التي فرض عليها الاتحاد الاوروبي عقوبات بسبب النشاطات الرامية الى تجاوز العقوبات على ايران.
    كما تبينت الاسبوع الماضي حقيقة مشوقة اخرى. فزنجاني هو رئيس رضا زراب (أو سراف كما هو مسجل في تركيا)، الذي اعتقل مؤخرا في قضية الرشوة الكبيرة التي تهز تركيا، والتي يشارك فيها حسب الاشتباه ابناء ثلاثة وزراء على الاقل، مدير البنك الحكومي ‘الك بنك’ وعدد من الشركات التركية الكبرى. وهذا مجرد طرف شبكة معقدة بسطها رجال اعمال ايرانيون في تركيا، وحسب التقارير في وسائل الاعلام التركية اقامت حكومة ايران صندوقا خاصا مع ميزانية 8 مليار دولار للاستثمار في الاعمال التجارية في تركيا.
    العلاقة بين زراب وزنجاني مصنوعة من الذهب، المعدن وليس مجازا. فالحكومة الايرانية برئاسة محمود احمدي نجاد أودعت في يده احد المشاريع الحيوية الرامية الى ضخ الاموال النقدية الى صندوق الدولة الذي اختنق تحت العقوبات. وباع زنجاني النفط والغاز الايرانيين بحجم يقدر بـ 3 مليار دولار والمقابل (بعد العمولة الى جيبه) اودعه في بنوك في’ ماليزيا وفي تركيا في صالح الحكومة الايرانية.
    ولكن تركيا التي انضمت الى نظام العقوبات ما كان يمكنها أن تنقل المال من البنوك الى ايران، ولهذا فقد وجدت طريقا التفافيا. فقد تم تحويل المال الى ذهب الذي خرج الى ايران عبر اتحاد الامارات ومنه الى صندوق ايران. وقد نجح هذا الترتيب جيدا الى أن اكتشفت الولايات المتحدة الالتفافة التركية وطلبت من تركيا الكف عن ذلك.
    صفقات الذهب ومبيعات النفط الدوارة ادخلت الى زنجاني المليارات والتي كان بعضها يفترض أن يحوله الى صندوق المالية الايرانية. وجعلته علاقاته الوثيقة مع الرئيس السابق محمود احمدي نجاد محصنا من التحقيق او الانتقاد. ولكن هذا الاسبوع، بعد تحقيق طويل فتح ضده منذ ايلول اعتقل زنجاني في وقت قريب لدرجة العجب من اعتقال مبعوث زراب الى تركيا.
    فهل تخشى ايران ما يكتشف في قضية الفساد التركية وتريد التأكد من أن زنجاني سيغلق فمه ولن يكشف امورا من شأنها أن تحرج النظام التركي الذي يستأنف علاقاته التجارية المتفرعة مع ايران؟ وهل يخشى المسؤولون في ايران من اسرار تهز النظام فيبدأوا حملة تطهير؟ أم أن نظام روحاني قرر ان يجتث من الاجهزة الموالين لاحمدي نجاد دون أن يمس بابن الزعيم’ الاعلى مجتبى خمينئي، الذي’ يسيطر على كل املاك الزعيم الاعلى؟
    وتطالب’ ايران زنجاني بان يعيد الى صندوقها مليار ومئتي مليون دولار تدعي الدولة انه مدين بها على مبيعات نفط وعلى أنه لم يودع الضمانات اللازمة لتنفيذ صفقاته بتكليف من الدولة. ‘زنجاني ليس وحيدا. توجد شبكة كاملة من الاشخاص الذين اثروا على حساب معاناة المواطنين. يوجد هنا فساد’، قرر هذا الاسبوع عضو البرلمان الايراني محمد رضا طبش.
    زنجاني، الذي يزين موقع شركته بصور خمينئي والخميني لا ينفي أنه مدين بهذا المبلغ للدولة، بعد أن دفع اكثر من 3 مليار دولار من المقابل الذي تلقاه لقاء النفط والغاز، ولكنه يطلب من الحكومة فقط شيئا واحدا، ‘اعطوني رقم حساب اين تريدون’ أن اودع لكم المال فيه’، وذلك لان البنك المركزي يخضع للعقوبات وليس مخولا بتلقي التحويلات من الخارج.
    وفي هذه الاثناء، يعلق ذهب بقيمة 13 مليار دولار لا يمكنه ان يغادر بسبب الحظر الذي فرض على تصديره في بداية 2013، وفقط بعد الاتفاق الذي وقع مع ايران سيكون بوسع تركيا أن تحرره. ولكن حتى حظر تصدير الذهب، وعلى مدى ثلاث سنوات، صدرت تركيا الى ايران ذهبا بنحو 8 مليار دولار، تم شراؤه في صفقات دوارة. بعضها عبر ايداعات في بنوك في الصين انتقلت’ تحت الغطاء الى بنوك في تركيا وبعضها عبر بنوك في طاجكستان او عبر نحو 64 شركة يسيطر عليها زنجاني.
    عن التحويلات المالية ونيل تراخيص التصدير من تركيا كان مسؤولا على ما يبدو رضا زراب، الذي دفع حسب’ الاشتباه رشوة بمليوني دولار لابناء ثلاثة وزراء في حكومة اردوغان، استقالوا حاليا من مناصبهم. ويتمتع زراب بظروف لا بأس بها في السجن التركي. زوجته هي المغنية التركية الشعبية اربو غونداش، التي جرى التحقيق معها في الشرطة واطلق سراحها، والسلطات تسمح لها بزيارة زوجها كل يوم لـ 45 دقيقة، خلافا للانظمة التي يحق فيها للمعتقل زيارة 45 دقيقة من ابن عائلة أربع مرات في الشهر فقط. وعلى سؤال من سمح بالزيارات لايوجد جواب.
    السؤال الاكثر’ تشويقا هو اذا كانت ستكتشف علاقة مباشرة بين’ زنجاني وزراب ورئيس وزراء تركيا رجب طيب’ اردوغان، الواثق من أن هدف كشف قضية الفساد تستهدف ‘قتله’ سياسيا، مثلما قال هذا الاسبوع. وعن زراب قال: ‘هو شخص يعمل في تصدير الذهب.’ وأنا أعرف انه يساهم للدولة ويعمل في الاعمال الخيرية’. المدعي العام معمر أكاش، الذي’ ترأس التحقيق ألمح هذا الاسبوع بعلاقة محتملة بين مكتب اردوغان وقضية الفساد. أكاش، الذي ابعد عن التحقيق، اصدر قبل نقله أوامر اعتقال لرجال أعمال كبار في تركيا، بعضهم مقربون من اردوغان، وكان يوشك على كشف القسم الثاني، على ما يبدو الاكبر من القضية.
    ولكن الشرطة لم تنفذ اوامر الاعتقال، وفي هذه الاثناء لم يعد مخولا بادارة التحقيق. وضمن المطلوبين للتحقيق الذين طلب اكاش اعتقالهم يوجد اسم رجال الاعمال السعودي ياسين’ القاضي الوارد في قائمة المخربين في الامم المتحدة، والتي نشرت في تشرين الاول’ 2012. في 2001 كان القاضي في قائمة وزارة المالية الامريكية كمن يعمل في مساعدة الارهاب الدولي، وحسب الاشتباه ساعد في تمويل اسامة بن لادن. في’ تموز 2006 قال عنه اردوغان: ‘اعرف القاضي وأثق به كما اثق بنفسي ولا يحتمل أنه مؤيد أو مساعد للارهاب’.
    يبدو أن الثقة بالقاضي مستمرة حتى اليوم، وذلك لانه حسب المدعي العام اكاش، زار القاضي أربع مرات على الاقل تركيا بين شباط 2012 وتشرين الاول 2012، رغم قرار الحكومة منع دخوله. وفي كل مرة من هذه المرات استقبله في المطار رجل الحراسة التابعة لاردوغان الذي رافقه في اثناء زياراته والتي عقد فيها عدة صفقات مع رجال اعمال اتراك مقربين من رئيس الوزراء.
    ‘الدولة’ العميقة’ تعيش وتتنفس عندنا ايضا تحت حكم اردوغان، الذي خرج مع سيف مرفوع ضد ضباط الجيش ورجال الفكر ممن اشتبه بهم بانهم تآمروا على اسقاط نظامه في قضية ‘ارغنكون’، قال لـ ‘هآرتس′ المحلل التركي الذي طلب عدم ذكر اسمه (‘كي لا يتهموني انا وانت بالتآمر على اسقاط النظام’)، ‘الان توجد لنا قضية جديدة يمكن’ أن نسميها اردوغاكون. فهل هذه ستسقط اردوغان؟ فقط اذا ما نجحوا في ان يربطوا بشكل مباشر وواضح بينه وبين قضية الرشوة. من’ ناحية سياسية، لا بد انه سيتلقى ضربة ما، ولكن المشكلة هي بانه ليس لدينا في هذه اللحظة من يمكنه أن يتنافس أمامه، وحتى الانتخابات للرئاسة توجد لنا ستة أشهر اخرى. الكثير من المياه ستمر حتى ذلك الحين في البوسفور’.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 414
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 10:13 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 302
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 08:59 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 300
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 08:58 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 299
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 08:57 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 298
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 08:57 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •