النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 545

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 545

    أقــلام وآراء إسرائيلي (545) الاثنيــن 03/02/2014 م

    في هــــــذا الملف

    جون كيري لا يصنع السلام
    بقلم:نداف ايال،عن معاريف

    مقاطعة اسرائيل
    بقلم:أمنون لورد،عن معاريف

    قبول رسائل ميونخ أو المقاطعة
    بقلم:شمعون شيفر،عن يديعوت

    تعالي أيتها الدولة ذات الشعبين
    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    أكواخ ‘البدو’ في مواجهة الحكومة
    بقلم:عميره هاس،عن هآرتس

    الشرق الاوسط يحترق ونحن أبرياء!
    بقلم:دان مرغليت،عن هآرتس

    الثورة المصرية تأكل نساءها!
    بقلم:تسفير برئيل،عن هآرتس

    اسرائيل أولا
    بقلم:ايلي حزان،عن اسرائيل اليوم



    جون كيري لا يصنع السلام

    بقلم:نداف ايال،عن معاريف

    بعد اسبوعين، وربما اقل، سيبلغ الامريكيون الاسرائيليين والفلسطينيين بانه لم يعد مجال للمناورات، تقريب المواقف والاحابيل المتذبذبة. وسيقررون بانه على اساس الاتصالات حتى الان، هذه هي المبادىء التي يرونها كإطار للاتفاق الدائم خذه أو دعه. ولن يرغب الطرفان في أن يتهما بافشال المفاوضات. لن يرغبا في أن يسمعا من واشنطن السؤال المدوي والحازم ‘ماذا تقترحون إذن؟’.
    سيرغب الطرفان، رام الله والقدس في التحفظ؛ قبول ما هو جيد في نظرهم فقط (في اسرائيل ترتيبات أمن واعتراف بدولة يهودية، لدى الفلسطينيين دولة على اساس حدود 67 وعاصمة في شرقي القدس). وسيرغب الزعماء في تكرار التجربة السيئة لخريطة الطريق: ارسال رسائل على رسائل لصياغات على نمط ‘نعم، لكن’. والتشديد على كلمة ‘لكن’. هذه مناورة قديمة معروفة.
    موقعة خيبة أمل. الامريكيون لا يعتزمون السماح بذلك. فبنيامين نتنياهو وأبو مازن يكونان مطالبين بقبول اطار التسوية الدائمة. نقطة. نعم، سيكون بوسعهما أن يقولا ان لديهما تحفظات هامة، ولكن دون أن يفصلاها، وعمليا أن يقودا نحو تذويب الوثيقة بكاملها. ما لديكم لتقولوه، سيقول الامريكيون لاسرائيل والفلسطينيين، قولوه في الغرفة المغلقة. أما الوثيق فاقبلوها.
    يجدر الايضاح: هذه ليست وثيقة أمريكية. وهي ستعرض كاجماع الطرفين. كيري هو الوسيط. وتفهم واشنطن جيدا بانه اذا ما اعتبرت الورقة كـ ‘رؤيا امريكية’ فليس لها اي معنى. ومن المتوقع لوزير الخارجية أن يلقي قريبا خطابا للجمهور الاسرائيلي ويعرض هذه المواقف. وبكلمات اخرى: المنصة أعدت، المسامير دقت، ومسار الذبح جاهز. المباراة انتهت، على الاقل على المستوى الاعلامي. قد لا يخرج اتفاق سلام من هذا، ولكن أزمة ائتلافية محتمة تقريبا.
    لقد تحدث جون كيري أمس عن الوهم الاسرائيلي بالامن والازهار، وعن المقاطعة المهددة على الابواب. هذه ليست اقوال عفوية، انها سياسة. اوروبا وامريكا توصلتا الى الاستنتاج بانهما تفهمان بانه كيف يمكن ممارسة ضغط فاعل على اسرائيل: من خلالها نجاحها. لقد شهدت اسرائيل في الثلاثين سنة الاخيرة معجزة اقتصادية. في واقع العولمة، تربط هذه المعجزة بكاملها بالعلاقات المتبادلة بين الاسرائيليين والعالم الغربي. ولكن للنجاح، كل نجاح، يوجد ضعف ثابت: ما اعطي يمكن أيضا أن يؤخذ. النجاح هو نعمة كبيرة، وهو ايضا نقطة ضعف.
    الاستراتيجية الغربية واضحة: العرض على الجمهور الاسرائيلي الخيار بين الازهار، الثراء والنجاح وبين استمرار السيطرة في الضفة. رد بينيت ‘لم يولد بعد الشعب الذي سيتنازل عن بلاده بسبب تهديدات اقتصادية’ يلقى غير قليل من التحدي التاريخي. فقد دحر الصرب نحو تسوية مع الغرب في حرب يوغسلافيا بسبب ضغط سياسي واقتصادي (فقط تخلوا عن الارض الاقليمية، نزعا للشك).
    الابرتهايد الجنوب افريقي انهار ضمن امور اخرى بسبب عقوبات حازمة ومقاطعة اقتصادية. ايران ترى بحقوقها النووية صخرة وجود وسيادة، وحشرت الى المفاوضات والى التنازل عن التخصيب بسبب الضغط الاقتصادي. عمليا، في عالم عصرنا، اذا كانت الامم تساوم على الاراضي، فان هذا بشكل عام يرتبط بشكل عميق مع تهديدات اقتصادية وفرص نجاح. المطرقة التي يضرب بها كيري يمكن أن تبدو ضعيفة في البداية، ولكن طرقه سيتعاظم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    مقاطعة اسرائيل

    بقلم:أمنون لورد،عن معاريف

    صدر أمس تقرير الموت الشهري للعراق: 750 قتيلا، زائد ناقص، في شهر كانون الثاني، دون احصاء الضحايا في محافظة الانبار، والذين لا بد سيزيدون العدد الى نحو 1000 قتيل. هذا هو المقياس في السنة الاخيرة في العراق. في سوريا 1000 قتيل في الاسبوع تقريبا. في مصر نحو 100، ربما 250، قتيلا في الشهر. في لبنان من يدري. في اسرائيل، بما في ذلك السلطة الفلسطينية، الاعداد تصل بالتأكيد الى قرابة 20 قتيلا فلسطينيا في السنة وأقل من 10 اسرائيليين. هذه الاعداد ايضا هي أكثر مما ينبغي، ولكن مقارنة بحمام الدماء الاقليمي، فان هذا استقرار مبارك. الامن الذي هو السلام.
    يتبين أن الوضع السائد في منطقة المملكة الاردنية وغربها، في اسرائيل، لا يروق لوزير الخارجية جون كيري. وهو لن يهدأ الى أن يحطم سور الاستقرار هذا. اذا قال وزير الدفاع يعلون عن كيري انه مهووس، يبدو أن هذا كان قولا بريئا بل وحتى صبيانيا في قصر نفسه. إذ أن قول كيري أمس، في ميونخ من كل الاماكن، كان مفعما بالاغراض. فأقواله التي لا تتوقف وأقوال بعض من الناطقين الاسرائيليين الكبار عن المقاطعة الفظيعة التي تنال الزخم ضد اسرائيل، وكأن بها تستدعي الارهاب وتصدر عطاء مفتوحا لعروض المقاطعة على اسرائيل.
    قول كيري خطير لانه يبني شرعية لهجوم الارهاب، حين سيأتي. يبدو أنه وآخرون بدأوا ييأسوا من الفلسطينيين. أين هم؟ أين حماس؟ لماذا لا نراهم؟ اين القنابل، الاحزمة الناسفة، صليات الكلاشينكوف في ساحات تل أبيب.
    يخيل أن هذه المرة زاد كيري الحقنة، وكان يجدر بأحد ما في القيادة الاسرائيلية أن يثور. ليس بشكل شخصي، لا سمح الله. فمحظور الاهانة، ولكن يجب الايضاح على ما يبدو للامريكيين والاوروبيين، وكذا لبعض من رجال الامن المحليين المتقاعدين بان اسرائيل لا يمكنها أن تدير المفاوضات على مصالحها الحيوية تحت التهديد.
    يسعى كيري الى خلق الانطباع بان كل شيء منوط باسرائيل. هذا ايضا يجب أن نذكره به: من هو بالضبط الشريك لاي اتفاق دائم؟ ابو مازن عديم الشرعية في المنصب الذي يتبوأه. قد تكون له شرعية بصفته رئيس م.ت.ف وأي تأييد لوجد له؟ لديه امارتا ارهاب منقسمتان بين غزة والضفة. في حماستان، الايديولوجيا هي الاسلام الفاشي. في مناطق السلطة، الايديولوجيا الرسمية هي رفض وجود دولة اسرائيل وكل وجود يهودي في كل ارجاء البلاد.
    ايديولوجيا ‘القتل السياسي في افضل الاحوال، وقتل الشعب في اسوأ الاحوال. مشوق أن نعرف اذا كان احد ما يطرح هذه الحجج على مسامع كيري. ليس معروفا عن دولة اقيمت على اساس ايديولوجيا الحرب ضد دولة مجاورة.
    المشكلة هي أن كيري يتراسل مع وزيرين كبيرين في الحكومة يئير لبيد وتسيبي لفني. أمله هو خلق تسونامي سياسي داخل اسرائيل، يضع رئيس الوزراء نتنياهو أمام معضلة: إما أن يميل بمواقفه الى اليسار تحت تهديدات كيري وشركائه داخل الحكومة أو أن يتوقع انحلال حكومته فيما سينشأ في المركز مرة اخرى حزب فك ارتباط قبيل الانتخابات التالية، حزب يبنى على التحريض ضد المستوطنين. ولنرى عندها لبيد يعود الى صيغة مشابهة لموقفه من المستوطنين. مرة اخرى هذا سيكون: اضرب المستوطنين وانقذ جيوب شعب اسرائيل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    قبول رسائل ميونخ أو المقاطعة

    بقلم:شمعون شيفر،عن يديعوت

    جاء وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى مؤتمر ميونيخ للامن مع بشرى طيبة وبشرى سيئة: فأما البشرى الطيبة فهي أن الولايات المتحدة لن تعاقب وزير الدفاع يعلون لأنه نعته بأنه ‘مسيحاني’. وأما البشرى السيئة فهي أن هذا لن يساعدنا اذا استقر رأي العالم على أننا نتحمل تبعة فشل التفاوض مع الفلسطينيين فرد بمقاطعة عنيفة.
    إن مؤتمر الامن في ميونيخ يعقد في كل سنة منذ خمسين سنة، ويجمع بين مئات الزعماء من انحاء العالم، يتباحثون في حلقات مفتوحة ومغلقة في مواضيع السياسة والامن. وقد أصبح في السنوات الاخيرة يُعد واحدا من المحافل الدبلوماسية والامنية الأهم في العالم ومن اسباب ذلك أنه يتيح فرصة نادرة للزعماء من الدول المتعادية ليتبادلوا الكلام في دهليز الفندق الذي يعقد فيه.
    أرسلت اسرائيل الى المؤتمر الذي افتتح في نهاية الاسبوع وفدا يشمل وزير الدفاع موشيه يعلون، ووزيرة القضاء تسيبي لفني، ومستشار الامن القومي في ديوان رئيس الوزراء، يوسي كوهين، وجاء معهم الى ميونيخ ايضا رئيس الوزراء السابق اهود باراك والمستشار الدكتور عوزي أراد وكثيرون من جماعة الاستخبارات.
    بخلاف التقديرات التي أُسمعت قبل اسبوعين بعد أن هاجم يعلون كيري بشدة وزعم أنه ‘موسوس ومسيحاني’، فان الامريكيين لا يعاقبونه، فقد التقى أمس في ميونيخ وزير دفاع الولايات المتحدة تشاك هيغل في حديث طويل. وقال مقربون من يعلون بعد اللقاء إن ‘المصالح والتعاون بين جهازي الامن الامريكي والاسرائيلي لا يمكن تقديرها، فلم يكن ثم مكان لأي خوف على استمرار العلاقات الوثيقة بين بوغي وتشاك، فالمشترك بينهما كثير فكلاهما ذو لغة حادة ولا يطمس على الحقائق ولا يخفي رأيه’.
    وتمت لقاءات مثيرة اخرى في اطار المؤتمر ايضا بين مستشار الامن القومي يوسي كوهين ووزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف اللذين تباحثا في الشأن الايراني؛ وبين مسؤول رفيع المستوى من جهازنا الامني وأمير من الأسرة المالكة الاردنية، طلب أن يضمن أن تحافظ اسرائيل على مصالح الاردن في كل تسوية مع الفلسطينيين؛ وبين مسؤول اسرائيلي رفيع وفيرد هوف المسؤول في الادارة الامريكية عن الشأن السوري الذي بين لنظيره أنه اذا فضل الدروز في هضبة الجولان البقاء تحت سيادة اسرائيلية فثم احتمال امكان بقاء الجولان معنا في تسوية في المستقبل.

    لكن الى هنا الاخبار الطيبة من ميونيخ. وننتقل الى الاخبار السيئة: فقد قال مسؤولون كبار في الاتحاد الاوروبي إنهم وافقوا على أن يجمدوا الآن اقتراح المقاطعة مع منتوجات من المستوطنات، ليُمكنوا كيري من محاولة الحصول على موافقة اسرائيل والفلسطينيين على اتفاق المباديء، لكن، وهذه لكن مهمة جدا، اذا اتُهم الطرف الاسرائيلي بفشل الاتصالات فسيجدد الاتحاد المبادرة بكامل زخمها.
    واذا لم يكن ذلك كافيا فقد قال مسؤولون كبار في الاتحاد إنه وضعت على الطاولة ايضا مبادرة أشد وهي فرض عقوبات على اسرائيل تشبه العقوبات التي فرضها المجتمع الدولي على جنوب افريقيا في فترة نظام الفصل العنصري، لا أقل من ذلك. ويؤكد اولئك المسؤولون الكبار أنهم سيستعملون مع اسرائيل طريقة ‘العصا والجزرة’: فاذا نجحت المحادثات فستحظى بمنزلة عضو في الاتحاد من خارج اوروبا مع كل ما يصاحب ذلك من المزايا الاقتصادية (ووعد وزراء وأمراء من السعودية ايضا بتطبيع العلاقات بعد التوقيع على الاتفاق مع الفلسطينيين فورا)، لكن اذا فشلت المحادثات واعتبرت اسرائيل المذنبة، فستصبح دولة مقصاة يبتعد الجميع عنها.
    وقال اسرائيليون مشاركون في المؤتمر إننا قد خسرنا من قبل في هذه المعركة وإن التهمة على كل حال ستلقى علينا لأن الفلسطينيين يعتبرون الطرف المتضرر و’واسطة العِقد’. وحتى لو لم يكن هذا هو الوضع بالضبط وكان يوجد الكثير من النفاق في الموقف الاوروبي، فانه يحسن أن نبدأ تفهم أن هذا هو الوضع ويفضل أن تكون حكيما على أن تكون مُحقا. يبدو أن النتيجة ستكون أن كيري لن ينجح في إتمام التسوية الدائمة لكنه سيخلف وراءه مخططا لا يقبله أكثر الاسرائيليين وهو العودة الى حدود 1967 وكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية عوض وعود غامضة بترتيبات امنية، واذا رفضت اسرائيل فستدفع بالعملة الصعبة.
    في الايام الاخيرة قدر مسؤولون كبار سابقون في الولايات المتحدة أن احتمالات نجاح كيري هي ‘حوالي 10 بالمئة’. ولا تتأثر تسيبي لفني بالارقام فهي تقول: ‘ليس الامر أمر درجات مئوية، فاما أن يكون اتفاق وإما ألا يكون’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    تعالي أيتها الدولة ذات الشعبين

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    إن اليهود والعرب يعيشون في دولة واحدة معا منذ 1948؛ ويعيش الاسرائيليون والفلسطينيون في دولة واحدة معا منذ 1967؛ وهذه الدولة يهودية وصهيونية لكنها ليست ديمقراطية مع الجميع. فالمواطنون العرب مظلومون والفلسطينيون في المناطق مسلوبون وبلا حقوق. بيد أن حل الدولة الواحدة أصبح قائما ومنذ زمن.
    إنه حل لمواطنيها اليهود وكارثة على رعاياها الفلسطينيين. والذين يخيفهم كل الاسرائيليين تقريبا يتجاهلون أن الدولة الواحدة أصبحت موجودة منذ زمن. بيد أنهم لا يخشون سوى تغيير طبيعتها من دولة فصل عنصري واحتلال الى دولة مساواة؛ ومن دولة ذات شعبين في واقع الامر تظهر نفسها بمظهر الدولة القومية (الحاكمة)، الى دولة ذات شعبين بموجب القانون ايضا.
    ومهما يكن الامر فان اليهود والفلسطينيين أصبحوا يعيشون في دولة واحدة منذ عمر جيلين على الأقل وإن كانوا منفصلين. ولا يمكن تجاهل ذلك.
    إن العلاقات بين الشعبين في الدولة الواحدة عرفت تقلبات: فمن حكم عسكري على عرب اسرائيل الى إزالته؛ ومن فترات أكثر هدوءا وحرية في المناطق الى فترات عاصفة لارهاب فتاك واحتلال قاسٍ. وفي القدس وعكا ويافا والرملة واللد والجليل وغور عيرون، يحيا العرب واليهود وليست العلاقات بينهم غير ممكنة. وقد تغيرت ايضا العلاقات بالفلسطينيين في المناطق، لكننا في طول كل السنين تلك كنا نعيش في دولة واحدة وإن كان ذلك على سيفها.
    واجه الاسرائيليين الذين يخشون تغيير طبيعة دولتهم مدة 47 سنة امكان الانسحاب من المناطق وأن تُخدم بذلك الصبغة اليهودية والديمقراطية المرجوة، لكنهم اختاروا ألا يفعلوا ذلك. وقد يكون ذلك حقهم وأشك في ذلك كثيرا لكن من الواجب عليهم أن يقترحوا حلا آخر. لكنهم انشأوا بدل ذلك مشروع الاستيطان الذي هدفه احباط التقسيم، وقد نجح هذا المشروع حتى أصبح لا رجعة عنه. والنجاح لا يُجادَل فلم يعد أحد يتحدث عن اجلاء أكثر من نصف مليون مستوطن، ولهذا لم يعد يتحدث أحد عن حل الدولتين العادل.
    إن اقتراحات جون كيري التي تصد عددا كبيرا من الاسرائيليين ايضا، لا تضمن حلا عادلا ولهذا لا تضمن حلا.
    إن ‘الكتل الاستيطانية’ ستبقى في مكانها، وقد أصبحت اريئيل في الداخل منذ زمن وقد يوجد ‘استئجار’ في عوفره وبيت إيل و’ترتيبات امنية’ في غور الاردن، وقد تبقى مستوطناته ايضا؛ وهناك رفض للعودة أو لحل مشكلة اللاجئين؛ ويلتزم رئيس الوزراء بألا ‘يُخلي أي يهودي’ ويقترح إبقاء المستوطنين تحت سيادة فلسطينية باعتبار ذلك حيلة دعائية معلنة.
    وقد يمكن الذهاب مع هذا الى الحانوت وأن تصاغ بل أن يوقع على وثيقة اخرى (دون قصد الى تنفيذها) تشبه شبها عجيبا كل ما سبقها منذ كانت خطة روجرز مرورا بمخطط كلينتون ثم الى خريطة الطريق وكلها علاه الغبار موضوعا عميقا في الدروج. لكن لا يمكن حل الصراع بذلك. فاللاجئون والمستوطنون وقطاع غزة؛ وعدم النوايا الطيبة وعدم العدل كل ذلك سيبقى كما كان.
    يجب على من يؤيد حل الدولتين أكثر الاسرائيليين في ظاهر الامر أن يقترح حلا حقيقيا. فاقتراحات كيري لا تبشر بذلك. وقد تستجيب اسرائيل لها كأنها يتخبطها المس لكن لتحافظ فقط على علاقاتها بالولايات المتحدة وبالعالم ولكي تحشر الفلسطينيين مرة أخرى الى الحائط؛ لا لانشاء سلام ولاحلال العدل، بيقين.
    إن نعم تنشأ من مجموع لا: نعم لدولة واحدة. فاذا كان الاسرائيليون يريدون حقا الحفاظ على المستوطنات التي انشأوها، والبقاء في الغور وفي سفح الجبل وفي غوش عصيون ومعاليه ادوميم وفي شرقي القدس وفي بيت إيل فليحافظوا على ذلك لكن لن تكون دولتان آنذاك، واذا لم توجد دولتان فستوجد دولة واحدة فقط، واذا وجدت دولة واحدة فيجب تغيير الخطاب آنذاك بحيث تكون حقوق متساوية للجميع.
    إن المشكلات مركبة وكثيرة ومثلها الحلول ايضا كالتقسيم الى مناطق واتحادات وسلطة مشتركة أو مُقسمة. لكنه لا يوجد هنا تغيير سكاني ـ لأن الدولة أصبحت ذات شعبين منذ زمن ـ بل يوجد فقط تغيير ديمقراطية وتغيير في الوعي. وآنئذ يُثار بكامل القوة سؤال لماذا من المخيف جدا العيش في دولة مساواة؟ أفليست الامكانات الباقية جميعا أكثر إخافة؟.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    أكواخ ‘البدو’ في مواجهة الحكومة

    بقلم:عميره هاس،عن هآرتس

    ألا يحل للبدو أن يحسنوا ظروف عيشهم في المكان الذي عاشوا فيه عشرات السنين؟ إن هذا السؤال المبدئي يقوم في مركز استئناف رفعه المحامي شلومو ليكر، باسم اربع عائلات من قبيلة الجهالين. فقد تلقت العائلات في تشرين الثاني الاخير 52 أمر هدم لمبانيها السكنية وهي مبان بدائية حلت محل اكواخ الصفيح الضعيفة التي أضر بها شتاء 2012 2013، ويطلب ليكر الغاء أوامر الهدم.
    ترى الادارة المدنية أن المباني الجديدة هي كرفانات وبناء غير قانوني. وهي في رأي المستشار القانوني العسكري ايضا، العقيد دورون بن براك ‘بناء جديد بني في المكان، وسع البناء القائم أو غير جوهريا صورة البناء التي كانت موجودة في ذلك المكان’. وعرف بن براك العائلات في رسالته الى ليكر ايضا بأنها ‘غازية’، برغم أنها كانت تسكن منطقة قريتي عناتا والعيسوية قبل ستة عقود. وجمد أمر مرحلي صدر عن قاضي المحكمة العليا، عوزي فوغلمان، في منتصف كانون الثاني اجراء الهدم في هذه الاثناء.
    إن العائلات الـ 68 من الحمائل الاربع التي يبلغ عدد افرادها 450 شخصا تسكن في ثلاثة تجمعات سكنية بين جانبي الشارع 437، الممتد بين قرية حزما والشارع رقم واحد الهابط الى أريحا. وتسمى التجمعات لقربها من مقلع حجارة اسرائيلي ‘كسارات’. وتعيش العائلات هناك بصورة متصلة منذ طردتها اسرائيل في خمسينيات القرن الماضي وكذلك آلاف البدو من منطقة النقب. ويقول ممثلو العائلات أنه بعد أن احتلت اسرائيل الضفة الغربية في 1967 ايضا، لم تطلب السلطات العسكرية منها الجلاء لكنها لم تعرض عليها ايضا أن تحسن ظروف عيشها ولم تشملها في خطط هيكلية قائمة برغم أن التجمعات الثلاثة مشمولة كلها أو بعضها، في المجال البلدي لمستوطنتي معاليه ادوميم وعلمون.
    بعد الاضرار الشديدة التي اصابت اكواخهم الصفيحية في السنة الماضية، استبدلتها العائلات البدوية بمباني بدائية ذات سقوف بلاستيكية ومن الكلكر المضغوط تمنح العزل والحماية في الشتاء والصيف. والمباني التي صدرت بها أوامر هدم تبرع من منظمات انسانية بنفقة اوروبية. وتقول العائلات إن عدد المباني لم يتغير وكذلك المساحة التي يحتلها كل مبنى.
    يعيش في هذه المنطقة في الاطراف الشرقية من القدس عشرون تجمعا بدويا استوطنت بعد طردها من النقب اراضي عامة أو اراضي غير مفلوحة لقرى المنطقة وبالقرب منها. وقد أعلنت الادارة المدنية في السنوات الاخيرة عن نيتها اجلاء التجمعات البدوية في المنطقة ج وتركيزها في قرى ثابتة. وأعلن عدد من التجمعات ومنها ‘الكسارات’ موافقتها المبدئية على الانتقال لكنها تزعم أن الخطط تتم دون مشاورتها وفي تجاهل لصورة حياتها واحتياجها لاراضي رعي وحقها في ظروف صحية انسانية.
    كانت المحكمة العليا تميل الى ما قبل سنتين الى تجميد أوامر الهدم التي صدرت في الخيام واكواخ الصفيح التي أضيفت الى التجمعات البدوية، لكن السياسة تغيرت في المدة الاخيرة: ففي حين يزعم المحامون رافعو الاستئنافات مبدئيا أن السكان الفلسطينيين هم سكان يحميهم القانون الدولي، تزعم النيابة العامة للدولة أن المستأنفين لم يستنفدوا الاجراءات لأنهم لم يطلبوا رخص بناء، ويميل قضاة العليا الى قبول هذا الزعم فيمحون الاستئنافات.
    وفي حال الكسارات ايضا وقبل رفع الاستئناف أبلغت اللجنة الثانوية للرقابة في الادارة المدنية ممثلي العائلات أنهم يستطيعون تقديم طلب رخصة بناء في خلال اسبوع الى ثلاثين يوما. لكن حينما يكون الحديث عن البدو خاصة فان طلب رخصة البناء في المنطقة ج مرشحا للرفض مسبقا لا لأن الادارة المدنية لم تعد خطط هيكلية لهذه التجمعات فقط (وهي شرط اساسي لمنح رخصة بناء) بل لأنها تعلم ايضا أن الارض التي يسكنونها منذ عشرات السنين ليست ملكا لهم.
    زعم المحامي ليكر في استئناف رفعه في منتصف كانون الثاني، ثلاثة مزاعم اساسية: الاول أن ‘استنفاد الاجراءات’ طلب لا يمكن تحقيقه في هذه الحال؛ والثاني أن من الواجب على الدولة أن تخطط للبدو؛ والثالث أن مباني ‘الكسارات’ لم تشوش على الادارة المدنية ولم تستتبع أوامر هدم حينما كانت معرضة للبرد والرياح وزعم أنها أصبحت ‘غير قانونية’ حينما استُبدلت بمادة خام تُمكن من ظروف عيش معقولة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    الشرق الاوسط يحترق ونحن أبرياء!

    بقلم:دان مرغليت،عن هآرتس

    لم ير أحد من الاطراف في الشرق الاوسط بعد ورقة العمل الامريكية للدفع قدما بالتفاوض الاسرائيلي الفلسطيني، لكن الامريكيين بدأوا يسربونها قطرات بواسطة ممثلهم الرفيع المستوى مارتن اينديك ومطلعين على الامور.
    سنسجل بناءا على انطباع معقول لكنه غير مؤكد الميزان المقترح: اسرائيل يهودية، والكتل الاستيطانية معها مع نحو من 80 بالمئة من مستوطنيها، وترتيبات امنية على الاردن، ونزع سلاح الدولة الجارة، وتعويض المهاجرين الى اسرائيل الذين تركوا املاكهم في الدول العربية، وفي مقابل ذلك انشاء فلسطين في مساحة تساوي مساحة الضفة الغربية كما كانت حتى حرب الايام الستة، وانشاء عاصمة عربية في شرق القدس، وصياغة غير واضحة لقضية اعادة نسل لاجئي 1948 الى اسرائيل.
    سيتفضل بنيامين نتنياهو بالاستمرار على التفاوض، وأنا أرى أنه تلوح تباشير وثيقة معقولة يمكن أن تصبح مع ملاءمات مناسبة اساسا عادلا لانشاء دولتين للشعبين، ومن الواضح أنه لو قبلتها اسرائيل بحرفيتها لتبين لها أن الفلسطينيين يتهربون منها ويديرون ظهورهم لجون كيري.
    لكن المتشائمين ايضا الذين يشيرون الى نصف الكأس الفارغ، يعلمون أنه لا ينبغي رفضها. حتى إن نفتالي بينيت وأوري اريئيل لا يقترحان أن تؤمر تسيبي لفني واسحق مولخو بأن يبدآ اضراب سبت. وعلى هذه الخلفية يثور تساؤلان يتعلقان بالكلام الذي قاله أمس وزير الخارجية الامريكي الذي هو في أساسه استحثاث مخلوط بتهديد ويبلغ حد توبيخ اسرائيل.
    الاول هو المبالغة الامريكية في مركزية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني في الشرق الاوسط؛ فهو مهم بلا شك ولو لمجرد حقيقة أن دولا كثيرة جدا في العالم وفي المنطقة تهتم به باستمرار وعلى الدوام. لكن ماذا سيكون اذا قيس بنكث بشار الاسد للاتفاق على القضاء على السلاح الكيميائي في مخازن الجيش السوري؟ واذا قيس بهبة الاخوان المسلمين وجهات القاعدة الخطيرة في مصر؟ واذا قيس بالقاعدة التي ينشئونها في سيناء ويطلقون منها قذائف صاروخية على ايلات كما حدث في فجر يوم السبت؟ واذا قيس بالاعلان الاعتراف الايراني بأن السعودية هي العدو الأكبر كما حاولت اسرائيل أن تُبين في المحادثات الثنائية الطرفين في الصعيد الاستخباري ولم تجد أذنا امريكية صاغية؟ إن هذه المشكلات لن تُحل وإن هدأ الصراع في ارض اسرائيل.
    والآخر في تقدير مواقف الطرفين. فكيري يهدد اسرائيل بمقاطعة عالمية وبضعضعة الامن الداخلي كي يحثها على قبول مواقفه، لكن هذا هو الخطأ الامريكي الاساسي. إن دبلوماسييهم يقرأون اخبارا أكثر مما ينبغي في وسائل الاعلام ويعتقدون أن الاختلاف الشديد بين نتنياهو وبينيت يعوق اسرائيل عن التقدم في المسيرة السلمية، ولا يدركون أن الصعوبة الاولى والرئيسة الثخينة موجودة في رام الله خاصة.
    إن تقريب اسرائيل الى الوثيقة الامريكية ليس اجراءا سياسيا سهلا، لكنه لا يشبه في صعوبته الرفض الفلسطيني. ويتكرر اللحن مرة اخرى ويتضح مرة اخرى أنه حينما يكون الحديث عن تقدير جوهر قصد الطرف العربي في الصراع على ارض اسرائيل، يكون أبو مازن هو رافض السلام الاول والرئيس لكن كيري يختار بدل ذلك لا أن يعظ اليهود أكثر فقط بل أن يعظهم هم وحدهم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    الثورة المصرية تأكل نساءها!

    بقلم:تسفير برئيل،عن هآرتس

    د. مريم ميلاد هي المرأة المسيحية الاولى التي تشكل حزبا في مصر. فقد تنافست ثلاث مرات في الانتخابات للبرلمان وخسرت في ثلاثتها. ولكن هذه الاخفاقات لا توهنها والان تعتزم التنافس لرابع مرة، في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في موعد غير معروف بعد الانتخابات للرئاسة. وميلاد مزودة بوفرة من الافكار لتحسين المجتمع المصري، ولا سيما مكانة المرأة.
    ميلاد، ابنة 30، أنهت دراستها الجامعية في جامعة ميزوري في الولايات المتحدة واكسفورد في انجلترا ولكن لا تزال تبدو كطالبة. ففي المقابلات التي تنشر على اليوتيوب والصحف المصرية تروي بان ‘التصميم والشجاعة’ هما اللذان جلباها الى السياسة. بداية هي عضو في حزب الحكم في عهد مبارك، ولكنها اصطدمت بسور رجالي معادٍ. ‘الرجال الذين سيطروا في حينه على أجهزة الحزب فعلوا كل شيء كي يزوروا نتائج الانتخابات وافشال النساء رغم أن النساء شاركن في الانتخابات اكثر من الرجال’، قالت.
    لا تحتاج ميلاد الى الدعم المالي، فهي تملك عدة شركات تجارية. وحزب ‘الحق’ الذي اقامته بعد الثورة مولته من مالها أساسا. ‘تعرف ميلاد كيف تحدث صخبا وهي هامة في الحوار الجماهيري في مصر، ولكن يبدو انها تسبق زمنها’، يقول لـ ‘هآرتس′ صحفي مصري يعمل في صحيفة ‘الاهرام’ الحكومية. ‘نحن لا نزال اسرى الثقافة السياسية التي تؤمن بالرجال في السياسة وليس بالنساء’.
    هذا بالضبط هو المفهوم الذي وقفت ضده ميلاد. فقد طلبت من لجنة صياغة الدستور المصري أن يدرج مادة تمنح النساء نسبة ثابتة في البرلمان. وقد رفض الطلب وستضطر النساء الى التنافس ضمن قوائم حزبية او كمرشحات مستقلات. ومن المخيب للامال ان تكون الثورة بالذات، التي احتفلت يوم السبت الماضي بالذكرى الثالثة لقيامها، الغت النسبة التي قررها البرلمان في عهد مبارك. في العام 2009 أمر الرئيس أن تكون ما لا يقل عن 64 امرأة من اصل 518 مقعدا في البرلمان. وقد الغيت هذه المادة عندما انتخب البرلمان الاول بعد الثورة، وكانت النتيجة انه مقابل 12 في المئة من المقاعد التي خصصت للنساء في عهد مبارك، دخل الى أول برلمان في الثورة 2 في المئة من النساء فقط، نصفهن من حركة الحرية والعدالة للاخوان المسلمين. هذا معدل منخفض على نحو خاص مقارنة بتونس، حيث تحتل النساء 23 في المئة من المقاعد، او ليبيا، حيث 17 في المئة في البرلمان من النساء.
    في اطار الاستعدادات للانتخابات التالية جرى يوم الاحد الماضي نقاش طويل بادر اليه المجلس الوطني لمكانة المرأة، برئاسة ميرفت تلاوي وبمشاركة رؤساء الاحزاب الكبرى لفحص السبل لاشراك النساء في القوائم التي ستتنافس في الانتخابات.
    والمشكلة هي أنه مقابل طريقة النسبة (الكوتا)، يقرر الدستور الجديد، دون تفسير ذلك، بان على الدولة ‘ان تضمن حقها في القبول للوظائف العامة والوظائف الادارية العليا والتعيينات في السلطة القضائية دون تمييز′. ويتبين أن هذه مادة غامضة جدا، وحتى مجلس الدولة، الهيئة المخولة بالتوصية للتفسير القضائي يعتقد أن القانون لا يقرر عددا محددا من النساء يجب تعيينهن، اذا كان على الاطلاق في السلطات القضائية او في البرلمان.
    لا حاجة الى تفسير بعيد المدى من اجل التقدير بان معظم الاحزاب ستفضل دحر النساء الى الاماكن الاخيرة وابقاء القيادة في ايدي الرجال، دون أن تخاطر بانتهاك تعليمات الدستور. وقد أوصى مجلس الدولة بالتالي بعدم تعيين النساء في مناصب قاضيات، في هذه المرحلة. ضمن امور اخرى، يستند المجلس الى نتائج عمل لجنة سابقة تشكلت في العام 2010 وتقضي بانه ‘لا يجب تعيين قاضيات لانهم لا يمكنهن العمل والسكن في المحافظات خارج القاهرة، بسبب انعدام الظروف المناسبة للنساء القاضيات، بما فيها الترتيبات المناسبة للقاضيات الامهات. كما أشارت ذات اللجنة الى أن تجربة تعيين قاضيات فشلت بشكل تام ‘بعد ان فشلت أربع قاضيات في حياتهن الزوجية وانفصلن عن ازواجهن’.
    عندما يكون هذا هو نهج مجلس الدولة، الذي سيوفر من الان فصاعدا التفسير لبنود الدستور الجديد مشكوك فيه أن تتمكن مريم ميلاد حتى الانتخابات القادمة او مرشحات اخريات – من تحقيق نصر هام. ‘عندنا يستغلون النساء في العمل السياسي. والمثال الاسوأ هو ذاك الذي نجند فيه بالامر النساء للتصويت، وفي نفس الوقت لا ننشر صورهن في قوائم المرشحين في الانتخابات’، شرح د. بسام كامل، عضو الحزب المصري الديمقراطي في النقاش الذي جرى يوم الاحد. ولم يقدم كامل الكثير من الجديد للمشاركين. فحسب المعطيات التي جمعتها حركات الاحتجاج، فان أكثر من نصف المشاركين في المظاهرات كن نساء. وفي الاستفتاء الشعبي لاقرار الدستور، والذي جرى قبل اسبوعين ونيف، كان نصيب النساء 55 في المئة، وفي الحملات الانتخابية ارتفع معدل المصوتات ليفوق 60 في المئة. وحتى لو كانت هذه المعطيات غير دقيقة، فانها توضح جيدا الفجوة الهائلة بين استعداد النساء المصريات للمشاركة في الفعل السياسي، وبين المجال الضيق الذي يتركه لهن الرجال.
    ‘ذنب الرجال’ لا يحتاج الى اثبات فالمعطيات تتحدث من تلقاء نفسها. كما يمكن الاعتماد على تصريحات رئيس الوزراء المصري حازم الببلاوي الذي شرح في مؤتمر دافوس بان ‘معظم النساء سينتخبن الجنرال عبدالفتاح السيسي رئيسا، لانه وسيم’. موجة الانتقاد التي جاءت على هذه الاقوال لم تدفعه الى الاعتذار.
    ولكن عند محاولة فحص لماذا لا تنجح نشيطة هامة كمريم ميلاد في اقتحام الحاجز السياسي، يتبين أنها هي ايضا تجعل الامر صعبا على مؤيديها. هكذا مثلا، قبل الانتخابات للبرلمان في العام 2011، اعلنت ميلاد القبطية بانه سيسرها التعاون مع السلفيين ومؤيدي الاخوان المسلمين، وذلك لان ‘حزبي ليس حزبا قبطيا بل هو لكل الناس′. هذه الاقوال لم تستقبل جيدا بين الجمهور القبطي. وبعد بضعة اشهر من ذلك نشرت بان ‘فارين’ من حزب الاخوان المسلمين انضموا الى حزبها. وبعد ذلك في مقابلة مع محطة تلفزيون مصرية وجهت اتهامات شديدة للرئيس مرسي على شكل ادارته للدولة. وقد اوقف البث في منتصفه. وقبل نحو شهر اتهمت وزير الداخلية المصري بان تعريف الاخوان المسلمين كمنظمة ارهابية ‘جاء متأخرا جدا’، وعمليا فانها في النصف سنة الاخيرة تحدثت بحدة ضد الاخوان’.
    ولكن حركات الاحتجاج هي الاخرى لا يمكنها أن تؤيدها حقا. فقبل نحو عشرة ايام طلبت ميلاد من كل من يريد ان يحتفل بيوم الذكرى الثالثة للثورة ان يطلب رخصة للتظاهر كما يطالب القانون. ‘في ظل عدم وجود رئيس وبرلمان، فان كل ما تبقى لنا هو القانون’، شرحت ميلاد. ولكن هذا هو ذات القانون لترتيب المظاهرات الذي تعارضه حركات الاحتجاج وترى فيه خروجا خطيرا عن مبادىء الثورة.
    ”النساء لا زلن يضطررن الى مغازلة الاحزاب ‘الرجولية’، كي يتمكن من العمل في المجال السياسي البرلماني وعدم الاكتفاء بالنشاط الاجتماعي في اطار الجمعيات’، تقول ميرفت تلاوي. ولكن مشكوك فيه أن تكون حتى هي ستصوت في صالح حزب ‘الحق’ لميلاد. فميلاد ليست فقط شخصية شاذة في السياسة المصرية بل هي ايضا قبطية وشابة، بل ربما شابة اكثر مما ينبغي. يبدو أن الثورة التي رفعت اعلام المساواة ولوحت بشعارات الوحدة المدنية دون فرق في الدين والجنس، لا تزال حبيسة مفاهيم محافظة بالنسبة للنساء. مصر بالذات، طليعة الحركات النسوية في الشرق الاوسط، تلحق الان بتونس بل وحتى بايران.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    اسرائيل أولا

    بقلم:ايلي حزان،عن اسرائيل اليوم

    يحسن أن نقول في صدق إن محاولات وزير الخارجية الامريكي جون كيري إحلال سلام ذي بقاء بين الاسرائيليين والفلسطينيين تستحق تقديرا كبيرا، لكن كلامه أمس في مؤتمر الامن في ميونيخ لا يحتاج الى نظر عميق فقط بل الى توجيه في الأساس. ‘يوجد الآن نماء وأمن مؤقتان في اسرائيل. لكن ذلك وهم’، قال كيري في جملة ما قال. ‘كل ذلك سيتغير اذا فشلت المحادثات’. وتابع مؤكدا وكأنه يوجه السهام الى الادارة الاسرائيلية: ‘ثمة معركة أخذت تقوى لسلب اسرائيل شرعيتها. ويتحدث الناس عن مقاطعة ستزداد قوة في حال الفشل’.
    كيري مخطيء. فمحاولات المقاطعة مع اليهود ومع اسرائيل كانت موجودة منذ زمن بعيد. ولا توجد علاقة طردية بين ما نفعله نحن الاسرائيليين من اجل السلام والتعايش مع الفلسطينيين وبين المعاملة التي سنُعامل بها في اماكن مختلفة في العالم. ويثبت التاريخ البعيد والقريب ايضا في الاساس، ذلك.
    وتوجد على ذلك امثلة كثيرة مثل انسحابنا من لبنان، واقتراحات اهود باراك واهود اولمرت المبالغ فيها المتعلقة بتقسيم البلاد، والانفصال واقتلاع المستوطنين اليهود من غوش قطيف، وتجميد البناء في يهودا والسامرة وكل استعداد اسرائيلي للمصالحة ويشمل ذلك افراجا مؤلما عن السجناء كل ذلك لقي ردودا متشككة وانتقادات شديدة على اسرائيل.
    وهذا ما كان ايضا في استنتاجات تقرير غولدستون الذي ندم كاتبه بعد أن كتبه؛ وهذا ما كان في ايام ذروة انتفاضة الاقصى حينما رُفض حقنا في حماية أنفسنا من الارهاب الفلسطيني الذي أفضى الى آلاف القتلى، وهذا ما سيكون ايضا اذا ما تجاوزنا خطوطا حمراء تضر بالمصالح الاسرائيلية. ولذلك عملت حكومة اسرائيل على انشاء بدائل دولية. ويجب على كيري أن يتذكر أن ليست كندا وحدها تقف الى جانبنا، فقد افتتحت اسرائيل ايضا قنوات دولية مباشرة مع الدول المحيطة بتركيا ومع دول اخرى في العالم تدرك قيمة العقل والمبادرة والابداع الاسرائيلي.
    إن وزير الخارجية كيري مضلل، لأنه يوجد الآن نماء وأمن مؤقتان في السلطة الفلسطينية ايضا، واذا فشلت المحادثات واستقر رأي الفلسطينيين على العودة الى الارهاب فيجب أن يعلموا أن اسرائيل لن تكف عن السير وأن العودة الى الارهاب ستفضي الى انهيار فلسطيني. وقد كنا هناك في منتصف العقد الاول من الالفية الثالثة حينما نجحنا في ضرب الارهاب العرفاتي الى أن انهار، وسنكون هناك اذا احتاج الامر.
    يستطيع وزير الخارجية الامريكي أن يردد كلام وزير الخارجية الاسطوري آبا ايبان الذي قال إن ‘الفلسطينيين لم يضيعوا قط فرصة لاضاعة الفرصة’. وتبرهن افعالهم حتى في هذه الايام على ذلك. فحسبنا أن ننظر في الخطاب العربي الداخلي الذي لا يقدس حدود 1967 بل حدود 1947. وكان يجب عليه أن يوجه سهامه الى اولئك الذين يريدون افشال التفاوض مرة بعد اخرى. وكان يجب عليه أن يؤكد ثم يؤكد رفض المضامين التدريسية والمضامين الاعلامية الشائعة في جهازي التربية والاعلام الفلسطينيين.’
    إن رئيس وزراء اسرائيل اعتمد الاعتماد كله على التفاوض ويعلم كيري ذلك، فقد اعترف في تلك الخطبة بأن ‘نتنياهو اتخذ قرارات صعبة بصورة خاصة كي يدفع بالموضوع الى الأمام’.
    فعليه أن يتذكر أننا في اسرائيل نحافظ على مصالحنا ونحن مستعدون لمواجهة تحدي المقاطعة، فقد برهنا قبل ذلك على أننا قادرون على ذلك.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 425
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 10:24 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 424
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 10:23 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 423
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 10:21 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 422
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 10:20 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 304
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-03, 09:38 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •