النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 18/07/2014

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 18/07/2014

    أقــلام وآراء إسرائيلي الجمعـــة 18/07/2014 م
    في هــــــذا الملف

    هل عباس وسيط أم طرف في اتفاق؟
    لتحقيق وقف إطلاق النار على اسرائيل أن توافق على أن يكون أبومازن ضمن تفاهماته
    بقلم:تسفي برئيل،عن هآرتس

    حماس تتحدى
    ينبغي الاعتراف بأن المنظمة عدو يشكل تحديا حقيقيا لإسرائيل وجيشها
    بقلم:آري شبيط،عن هآرتس

    الضغط ينفع: حماس في ضيق
    بقلم:يوآف ليمور،عن اسرائيل اليوم

    اذا أصرت حماس على إنجازات فستنتهي
    بقلم:دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم

    إسرائيل وحماس: شروط هدنة طويلة
    بقلم:أودي ديكل،عن نظرة عليا





    هل عباس وسيط أم طرف في اتفاق؟
    لتحقيق وقف إطلاق النار على اسرائيل أن توافق على أن يكون أبومازن ضمن تفاهماته

    بقلم:تسفي برئيل،عن هآرتس

    بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد مكالمات هاتفية أجراها مع رئيس مصر ورئيس وزراء تركيا ومع حاكم قطر، يعمل مثل رئيس للفلسطينيين جميعا ويجرب قدرته على الوساطة. وقد زار مصر أمس لمحادثات طويلة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ورؤساء الاستخبارات المصرية المسؤولين عن «الملف الفلسطيني».
    لم يكتف عباس بالمكالمة الهاتفية التي أجراها مع السيسي، بل جهد ليأتي بنفسه الى القاهرة للفحص عن امكانية صياغة جديدة للاقتراح المصري لوقف اطلاق النار. ويفترض أن يبقى في القاهرة الى يوم الجمعة وأن يلقى رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ومسؤول المنظمة الكبير موسى أبو مرزوق. وقال مصدر مصري لصحيفة «هآرتس» إن الاقتراح المصري تم بحثه مع اسرائيل وعباس قبل أن يعرض على حماس لا بسبب التوتر بين مصر وحماس بل لأن التصور المصري هو أنه بعد المصالحة بين فتح وحماس وانشاء حكومة الوحدة، صارت مصر ترى عباس عنوانا رئيسا وإن لم يكن الوحيد، وستساعده في كل جهود الوساطة.
    لكن عباس سيضطر الى احراز انجازات حقيقية – من مصر ومن دول اخرى (اسرائيل خاصة) – كي يستطيع اقناع حماس بوقف اطلاق النار. وتستطيع مصر على سبيل المثال أن تلتزم لعباس بفتح معبر رفح بشرط أن يعمل في المعبر مراقبون من قبل السلطة (من المؤكد أن يشملوا ممثلين من حماس ايضا). وهناك طلب مهم آخر لحماس هو ضمانات دولية للوفاء باتفاق وقف اطلاق النار وهو طلب موجه في الاساس الى الجانب الاسرائيلي. ليس من الواضح ما هو جوهر هذه الضمانات وما هي الدول التي يطلب اليها إعطاؤها. ويُشك في أن تستطيع حماس أن تطلب الى الامم المتحدة أن تتبنى اتفاق وقف اطلاق النار بل أن تعرض ضماناتها كما حدث في اتفاق وقف اطلاق النار بين اسرائيل ولبنان بعد حرب لبنان الثانية. لكن عباس الذي يمثل دولة معترفا بها (وإن لم تكن عضوا) هو في مقام طلب هذا القرار لأن غزة جزء لا ينفصل من فلسطين بحسب صيغة اتفاقات اوسلو. وهناك امكان آخر هو أن يُطلب الى مندوبي الرباعية (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة) أن يضمنوا وفاء اسرائيل بالاتفاق في حين يلتزم عباس باسمه وباسم حماس باقامة الاتفاق في الجانب الفلسطيني.
    وسيحاول عباس مع هذه الامكانات أن يجند دعم تركيا وقطر لاتفاق وقف اطلاق النار وذلك في الاساس لكونهما آخر سند بقي لحماس. فما زالت قطر وتركيا تمولان الادارة في غزة. وتستضيف قطر فيها ايضا خالد مشعل وتوجد علاقات صداقة قريبة بين اردوغان ومشعل. وقد التزمت قطر بأن تساعد في تمويل اعادة إعمار غزة بعد الحرب، وتنشيء تركيا مشاريع مدنية منها مستشفى في غزة. وقد يكون لموقفهما تأثير كبير في موقف حماس لكنهما بعيدتان عن التأثير في اسرائيل وعلاقاتهما بمصر سيئة، بلغة مهذبة. في يوم الثلاثاء زار حاكم قطر تميم إبن حمد، تركيا والتقى الرئيس عبد الله غول ورئيس الوزراء اردوغان. ولم تصدر تفاصيل عن مضمون اللقاء، لكن مصدرا تركيا قال لصحيفة «هآرتس» إنه ليس قصد تركيا وقطر اقتراح صيغة منهما لوقف اطلاق النار بل أن تعرضا على حماس أفقا اقتصاديا.
    وهذا ما يجعل تدخل عباس في الوساطة حيويا ايضا لأن الفرض هو أنه يستطيع الحصول على موافقة اسرائيل على تسهيلات كالسماح للبنوك الفلسطينية بدفع رواتب نحو من 45 ألف موظف تستعملهم حماس، وضمان تسهيلات فتح المعابر.
    وافراج هاديء مراقب عن سجناء حماس. ويمكن أن تكون هذه في ظاهر الامر نقطة خروج ممكنة من ازمة وقف اطلاق النار. لكنه يجب على اسرائيل لتحقيقها أن توافق لا على أن يكون عباس وسيطا فقط بل أن يكون طرفا في الاتفاق ايضا. لكنها اذا وافقت على ذلك ستنقض سياستها التي تريد التفرقة بين حماس والسلطة الفلسطينية. وستضطر حماس من جهتها الى أن تهضم مكانتها الجديدة التي يُطلب اليها فيها أن تخضع نفسها لوساطة عباس بل أن تمنحه موافقتها على أن يضمن سلوك حماس. وهذه ألغام كبيرة قابلة للانفجار ليس واضحا هل تُحل وكيف.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    حماس تتحدى
    ينبغي الاعتراف بأن المنظمة عدو يشكل تحديا حقيقيا لإسرائيل وجيشها

    بقلم:آري شبيط،عن هآرتس

    لا يبدو الامر جيدا من اللحظة الاولى، أعني المصطلح المقلق: عملية مدحرجة. والوعد المكرر بأن حماس مذعورة وعدم وجود ضربة أولية ساحقة دقيقة. وخطوط تشابه ما مع حرب الخليج الاولى: فلا يوجد في الاسبوع الاول ضرر كبير، ويوجد القليل من الضحايا، لكن السيادة الاسرائيلية قد دُنست. وتوجد خطوط تشابه اخرى مع حرب لبنان الثانية مثل توهم أنه يوجد وقت والشعور بأنه يمكن التمهل، وعدم القدرة على اتخاذ قرار الوقف أو التصعيد.
    وهكذا تظهر علامات سؤال رويدا رويدا. هل وعدونا بأن حماس مردوعة؟ إنها ليست كذلك. وهل وعدونا بأن الجيش الاسرائيلي عنده جواب؟ ليس الجواب كاملا. فلا يوجد حل مدرسي ولا ضربة خاطفة. ومع عدم القدرة على الضرب كما ينبغي من الجو يصبح المجلس الوزاري المصغر مضطراً إلى الدخول البري (الخطير)، أو تسوية هشة اشكالية. إن الجرف صامد في الحقيقة لكن الصورة واضحة وهي صورة منظمة ارهاب صغيرة وفقيرة ومتطرفة تنجح في تحدي الجيش الاسرائيلي القادر على كل شيء. وتنجح التقنية المتدنية لغزة تحت الارض في مواجهة تقنية اسرائيل العالية زمنا طويلا. وليس ذلك حسنا، ليس حسنا بما يكفي.
    إن المسألة الاخلاقية لا لبس فيها وذاك أن حماس حركة فاشية دينية (تضطهد النساء والمسيحيين واللوطيين)، هاجمت دولة اسرائيل في يوم ما صاف.
    وقطاع غزة قطعة ارض ليس فيها مستوطنات ولا حواجز ولا جيش احتلال ولهذا لا يوجد أي تسويغ للهجوم الوحشي على السكان المدنيين في اسرائيل. لكن الامر الاستراتيجي أكثر تعقيدا. فاسرائيل لم تفعل في السنوات الاخيرة لمواجهة احتمال اشتعال مواجهة مرة اخرى في الجنوب، ما كان يفترض أن تفعله، فلم تُستغل سنوات الهدوء للدفع بمسيرة سياسية قدما، ولم تُستغل لبناء أساس صلب لشرعية دولية. ولم تُستعمل السنوات السمان لمنح الجيش الموارد والدعم الذي كان يحتاج اليه. ولم تتحقق اسرائيل الوادعة في الالفية الثالثة من أنها مستعدة كما ينبغي لصدام مع من يريدون القضاء عليها.
    إن الانجازات الكبرى الى الآن دفاعية. ويستحق مهندسو القبة الحديدية جائزة نوبل للسلام (فلولا إبداعهم العبقري لقتل عشرات المواطنين الاسرائيليين ولاضطرت اسرائيل الى أن تغرق الى عنقها في رفح وخانيونس). ويستحق المجتمع الاسرائيلي صليب فيكتوريا (فلولا بطولته الصامتة لنشبت هنا حرب اقليمية). ويستحق الجيش الاسرائيلي المدح لصده قوات الصاعقة البحرية الفلسطينية ومنعه كارثة في نفق كرم سالم، واحباط محاولة حماس ضرب الجبهة الداخلية. لكن أين الرد الاسرائيلي الذكي على تحدي ميدان القتال غير المتكافيء؟.
    ينبغي أن نقول ما نقول في ألم لكن بصدق: إن الولايات المتحدة تحت حكم براك اوباما ما كانت لتسلم باطلاق القاعدة الصواريخ على ساحل ميامي وعلى واشنطن ونيويورك، وما كانت بريطانيا ديفيد كامرون لتسلم بهجوم ارهابي على مانشستر وبرمنغهام ولندن. لكن اسرائيل بنيامين نتنياهو تضطر الى التسليم بضرب مستمر بالصواريخ لعسقلان وأسدود ورحوفوت وتل ابيب وزخرون يعقوب. وهي لا تفعل ذلك لأنها مستخذية بل لأنها لا تعرف كيف تهزم حماس في غزة دون أن تغرق في وحل غزة. ولم تنجح أمتنا الألمعية الى الآن في ايجاد التطبيق الذي يُمكّن من الانتصار سريعا على الانتفاضة الثالثة.
    إن نتنياهو الحذر أفضل من نتنياهو المتسرع. وتقدير موشيه يعلون وبني غانتس العميق للامور أفضل من التعجل الشيطاني لداني دنون وافيغدور ليبرمان. وينبغي أن نُجل عمل الجيش الاسرائيلي المخلص وأن نبذل كل جهد كي لا نضع الحذاء العسكري على الارض ولا نتورط في قتال بري واسع على ارض سيئة. لكنه في اليوم العاشر من المعركة ينبغي أن نعترف بأننا مُتحدَّون بعد سنين كنا فيها في دعة وسبات. وسيحتاج حينما يتوقف سقوط الصواريخ وحينما تكف الطائرات عن القصف الى التفكير مجددا في التهديدات التي تواجهنا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    الضغط ينفع: حماس في ضيق

    بقلم:يوآف ليمور،عن اسرائيل اليوم

    إن الهدنة الانسانية التي ستتيحها إسرائيل هذا الصباح في غزة ترمي بحسب ما يقوله المتحدثون الرسميون الى ثلاثة أهداف رئيسة وهي منح المدنيين مهلة آمنة للتزود بالحاجات الاساسية، هذا في المستوى الانساني؛ وتمكينهم من فعل ذلك ايضا مع امكانية أن يستمر القتال بضعة ايام اخرى بل إنه قد يتسع ويقوى؛ والأمل بأن تتأكد للمدنيين حينما يخرجون الى الشوارع مقادير الدمار التي خلفتها هجمات سلاح الجو أو بحسب التعريف الاسرائيلي: «الدمار الذي جلبته حماس على سكان القطاع».
    لكن للهدنة هدفين آخرين غير مُعلنين. الاول الزيادة في شرعية العملية العسكرية في غزة، فقد توجهت الامم المتحدة الى اسرائيل فاستجابت – ويُسمع هذا بصورة ممتازة بآذان غربية يقلقها على الخصوص تأثيرات الحرب في مدنيين أبرياء في القطاع، ومن هنا ايضا يأتي الهدف الثالث وهو أن يتم تخفيف بقدر المستطاع انتقاد اسرائيل على إثر قتل الاطفال الاربعة أمس في غزة. ويُبين اعلان متحدث الجيش الاسرائيلي بوضوح أن اسرائيل مسؤولة عن ذلك وأنه وقع خطأ بسبب استعمال المنظمات الارهابية للمجال المدني الذي يفضي مباشرة الى اصابة المدنيين.
    كان فريق برئاسة اللواء نوعم تيفون يفحص عن تلك الحادثة منذ أمس. ويجري الجيش الاسرائيلي باعتبار ذلك درسا من عملية الرصاص المصبوب وخشية أن يُدفع الى لجان تحقيق دولية اخرى، يجري سلسلة اجراءات مصحوبة برقابة قضائية للتحقق من حِل عملياته قبل التنفيذ وبعده. وتؤكد حالات الاخطاء تأكيدا خاصا التي يفحص عنها الفريق من هيئة القيادة العامة في الوقت المناسب كما قلنا آنفا؛ وقد وقع عدد منها منذ بدأت العملية الحالية وفي مقدمتها مقتل خمسة مدنيين خلال هجوم على بيت في خانيونس وقتل 21 مدنيا بهجوم على المسجد في حي التفاح.
    ستتم الهدنة الانسانية (وليس واضحا هل ستستجيب حماس لها وتكف اطلاق النار من جهتها ايضا) بموازاة اتصالات لاحراز وقف اطلاق نار عام. فقد حافظت حماس أمس على الخط الرسمي المتشدد الذي تمسك بالقتال، بل أرسلت قائمة شروط تتعلق في الاساس بدفع الرواتب وفتح المعابر من مصر الى القطاع. لكنه أرسلت رسائل اخرى تحت الارض منها رسائل تتحسس امكانية التوصل الى اتفاقات على هدنة عامة طويلة الأمد. وكانت آخر مرة بادرت فيها حماس الى اجراء كهذا قبل عشر سنين بالضبط على إثر تصفية احمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، ويمكن أن يشهد تحسسها في هذا الاتجاه الآن على أزمتها العامة – الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والعسكرية.
    ستستمر تلك الاتصالات اليوم ايضا في القاهرة، وتحاول مصر أن تصوغ رزمة تضعف حماس وتمنح أبو مازن موطيء قدم في القطاع بواسطة الوجود في المعابر وفي الشرطة – وتستبدل التمويل القطري المناصر لحماس بمال من دول أكثر اعتدالا مثل السعودية واتحاد الامارات. وليست احتمالات هذا الاجراء واضحة لأنه يجري بموازاته جهد وساطة قطرية؛ ومن المحتمل أن تغلب القناة المصرية، ويمكن أن يضاف الى الاتفاق الرسمي الذي يبشر بعودة الهدوء (بتجديد تفاهمات عمود السحاب) تفصيل في قضية الاموال والمعابر.
    ويستمر الطرفان في القتال الى أن يحدث ذلك. ويرمي قرار تجنيد 8 آلاف جندي احتياط آخر الى التمكين من تبديل وحدات نظامية اخرى ونقلها الى الجنوب بغية زيادة الضغط على حماس وللاستعداد لامكانية أن تنهار الاتصالات السياسية ويُطلب الى الجيش الاسرائيلي أن يبدأ عملية برية محدودة. ويريدون في اسرائيل الامتناع عن هذه العملية، لكنهم يدركون أن ازمة حماس ستأخذها الى واحد من طريقين – الى اتفاق يعيد الهدوء (ويُمكن من نزع سلاح القطاع بصورة كبيرة، بوساطة المصر
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    اذا أصرت حماس على إنجازات فستنتهي

    بقلم:دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم

    إن جزءً كبيرا من قوات الجيش الاسرائيلي البرية يربض منتظرا على طول قطاع غزة. وهذا وضع مريح عدة ايام، فهم فيه يزيدون المدد ويصلحون المعدات ويحسنون الاهداف ويفحصون عن المسارات. ويصبح بعد ذلك وضعا اسوأ من سيء للجنود الذين ينتقل منهم شعور مر الى الجبهة الداخلية ايضا. ومن خندق قبل 47 سنة قرب اوفكيم وسدروت في التجنيد الضخم الذي سبق حرب الايام الستة يذكر ذلك جيدا. فقد اشتكى المقاتلون سائلين لماذا لا يخرجون للمعركة أو يعودون للبيوت. وانضمت اليهم الجبهة الداخلية في ذعر. وكانت لذلك نتائج ايجابية تضاف الى السلبية كانت احداها ارغام الحكومة على تعيين موشيه ديان وزيرا للدفاع. ووسعت هدف الحرب من جبل لفني الى مشارف قناة السويس. واصبح يوجد عند مناحيم بيغن بعد عشر سنين ما يعيده الى مصر مقابل السلام.
    لكن نفسانية الانتظار الطويل دون تفسير مقنع للجنود تنطوي على نوع من الاكتئاب والغضب وفقدان الثقة بالنفس. إن انتظار الجنود يخدم من جهة منطقية في الحقيقة مسألة مهمة فهو وسيلة للضغط السياسي على حماس لتكف عن الارهاب. وقد يكون وسيلة لقبول شروط ذات أهمية كطلب بنيامين نتنياهو الذي قيل أمس لوزيرة الخارجية الايطالية فريدريكا موغريني، أن تُنزع القذائف الصاروخية من القطاع. لكن الجندي الذي يخندق في الرمل الملتهب في تموز قبالة الجدار الحدودي في غزة لا يفهم دون تفسير مناسب أن وضعه السلبي يؤدي دورا فاعلا في محاولة احراز اهداف سياسية مع أقل قدر ممكن من المخاطرة بحياته، فهو يؤذيه الحر وهو قد ضاق ذرعا.
    من الواضح في هذا الصباح في اليوم العاشر من عملية الجرف الصامد أننا سجلنا توجيه ضربات ملحوظة الى حماس. ويعترف الجميع بذلك ما عدا داني دنون وميري ريغف من الليكود، وافيغدور ليبرمان من اسرائيل بيتنا ومن يعتقدون أنه كان يمكن فعل أكثر من ذلك. تحتمي اسرائيل في الهجوم والدفاع بالقبة الحديدية التي هي الجسر الذي يربط بين الحالتين. وهي تضائل الى أدنى قدر اصابات الجبهة الداخلية والخسائر وتمنح بني غانتس ورفاقه امكان التخطيط للهجوم – اذا استقر الرأي عليه – دون الضغط النفسي الذي كان يُستعمل عليهم لو أنهم كانوا يتلقون في كل ساعة معلومة عن ضحايا آخرين لا سمح الله.
    برغم كل ذلك يعلم الذين يرأسون الجهازين المدني والعسكري أنهم لا يستطيعون العمل «في ظروف مختبر». فالضغوط المشروعة والمرفوضة لها دور في ساعة الرمل التي أخذت تنفد. وستتضح الامور في نهاية الاسبوع وليست كلها متعلقة بموقف اسرائيل. فاذا كانت حماس تسوف كي تنحي مصر عن مكانة الوسيط الوحيدة لصالح قطر وتركيا فان اسرائيل لا تستطيع أن تؤثر في ذلك إلا باستعمال القوة أو منع استعمالها بحسب اهتمامها.
    اذا أصرت حماس في الاساس على قائمة الانجازات التي طلبتها لنفسها فستنتهي عملية الجرف الصامد الى عمل بري متدحرج. وقد صارت اسرائيل وحماس على الخط الفاصل وهذا هو المفترض الذي يوجب قرارا. ولن يستطيع متخذوه أن يعلموا بيقين في الوقت المناسب، لكن بتخمين واحتمال، أن يعلموا هل مضمونه صحيح.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ




    إسرائيل وحماس: شروط هدنة طويلة

    بقلم:أودي ديكل،عن نظرة عليا

    في 15 تموز 2014 في 9:00 صادق المجلس الوزاري الامني على الاقتراح المصري لوقف نار بين اسرائيل وحماس والجهات الاخرى في قطاع غزة واقامة آلية لبلورة تفاهمات لاحقة. حماس رفضت الاقتراح وواصلت اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل. بعد بضع ساعات امتنعت فيها اسرائيل عن مهاجمة غزة بينما كانت صواريخ حماس مستمرة، عادت اسرائيل لتهاجم أهدافا ارهابية ومنصات اطلاق الصواريخ في القطاع وهددت بتوسيع كبير للاعمال العسكرية. والى ذلك، تستمر الاتصالات لتحقيق التهدئة. ويوضح الناطقون بلسان حماس بانه لم يتبلور بعد موقف نهائي وفي كل الاحوال فانهم يرغبون في أن يدخلوا في عملية الوساطة قطر وتركيا، العاطفتين على المنظمة. على فرض أن حماس ستقبل في نهاية المطاف الاقتراح المصري لوقف النار، مع تعديلات طفيفة ومع ضمانات من جهة خارجية، فان هذا المقال يفحص هل نضجت الظروف لوقف النار وبلورة تفاهمات متجددة.
    ينبغي الافتراض بان اسرائيل ستنهي جولة المواجهة الحالية في وضع جيد بلا قياس مقارنة بحماس. فالقبة الحديدية هي الورقة المظفرة لاسرائيل؛ فهذه اعترضت بنجاح كبير معظم الصواريخ التي كانت في مسارات الاصابة في المراكز السكانية ووفرت غلافا دفاعيا جويا واسعا فوق معظم المراكز السكانية في اسرائيل. كما نجحت اسرائيل في احباط كل محاولات حماس تنفيذ عملية استراتيجية، من البحر، من الجو وعبر الوسيط التحت أرضي. وفي الجانب الهجومي ايضا، نجحت اسرائيل في الحاق ضرر جسيم بحماس بضرب البنى التحتية لانتاج، تخزين واطلاق صواريخ أرض – أرض، تدمير نحو ثلث اجمالي الصواريخ، قتل نحو مئة من نشطاء حماس والجهاد الاسلامي، وابادة مواقع القيادة والتحكم ومنازل قادة في الذراع العسكري لحماس.
    أما حماس، من جهتها، فبادرت الى جولة المواجهة التصعيد، انطلاقا من وضع ضائقة، ليس لها فيها ما تخسره، وكسبيل وحيد لوقف ميل التدهور في وضعها. وذلك، باظهار قدرة الحاق الضرر، وبالاساس ضرب العمق الاسرائيلي وضعضعة الاستقرار في غلاف واسع يشمل اسرائيل، مصر، الاردن ومناطق يهودا والسامرة.
    الانجاز الوحيد لحماس هو في اظهار القدرة على اطلاق الصواريخ بتواصل نحو عمق الاراضي الاسرائيلية وبالاساس نحو غوش دان وحتى حيفا في الشمال والقدس في الشرق. اما التشويش الجزئي للحياة الطبيعية في اسرائيل، واحباط كل محاولات حماس تنفيذ عملية استعراضية، فقد زادت فقط شدة فشل الذراع العسكري لحماس.
    رغم التدهور غير القابل للتحكم في المواجهة، فقد أثرت على سلوك الطرفين مصلحة مشتركة في منع التصعيد الواسع والفهم بان اسرائيل لا تسعى الى انهيار حكم حماس في القطاع، بسبب انعدام بديل في صلة والخوف من أن تتسلل الى الفراغ الناشيء محافل اسلامية جهادية متطرفة. وقد كبحت هذه المصلحة الضغوط التي مورست في الساحة السياسية في اسرائيل على رئيس الوزراء نتنياهو لاستباق وتوسيع المواجهة الى خطوة مناورة برية واسعة الى عمق اراضي القطاع. وبالفعل، مثلما ادعى مؤيدو توسيع القتال، لم تنشأ صورة حسم اسرائيلي والنصر بالنقاط للطرف الاسرائيلي صعب ترجمته الى انجاز سياسي ذي مغزى، قابل للرؤية.
    يفترض بآليات الانهاء والترتيب ان تحقق الغاية الاستراتيجية للطرفين. فقد اختارت اسرائيل تحديد حماس كالعنوان المسؤول في القطاع، الى جانب ممارسة الجهد المستمر لاضعاف حماس، ولكنها لم تضع لنفسها هدف انهيار حكم حماس في القطاع. وبالتالي، حددت اسرائيل غاية حملة «الجرف الصامد» – تحسين الوضع الامني من خلال وقف اطلاق الصواريخ نحو اسرائيل («الهدوء يستجاب بالهدوء»)، ترميم الردع لغرض ابعاد جولة المواجهة التالية، منع ترميم وتعاظم حماس وتحسين الرد بالعثور على الانفاق الهجومية التي تستهدف التسلل والقيام بعمليات في اراضي اسرائيل وتدميرها. أما غاية حماس فكانت اعادة مكانتها بصفتها اللاعب المركزي، ذا القوة وقدرة التحكم بالقطاع، لاحداث التغيير في موقف مصر واسرائيل منها. الى جانب ذلك، تسعى حماس الى كسر الحصار على القطاع بتوسيع الحركة في المعابر لاسرائيل وفتح متواصل لمعبر رفح الى مصر، تحوي الاموال الى القطاع، تسهيلات في مجال الصيد، التجارة، الزراعة وغيرها.
    نقطة المرجعية من بلورة الترتيب لانهاء جولة المواجهة، هي تفاهمات «عمود السحاب». ومع ذلك، فالتفاهمات لا تلبي مطالب الطرفين في عدة جوانب: في نظر كل طرف، لم توفر التفاهمات ضمانات لتطبيق التزامات الطرف الاخر؛ فاسرائيل تطالب برد اكثر نجاعة لمنع انتاج وتهريب المقذوفات الصاروخية والصواريخ الى القطاع وكذا توسيع حرية عمل الجيش الاسرائيلي في المجال الامني داخل اراضي القطاع، العثور على الانفاق الهجومية المؤدية الى اراضي اسرائيل وتدميرها. اما حماس، فتطالب بازالة الحصار عن غزة، فتح المعابر، مع التشديد على معبر رفح، توسيع حقول الفلاحة الزراعية حتى خط حدود القطاع، تحويل الاموال والتنمية الاقتصادية للقطاع. وفي الفهم القائل انه يجب أولا انهاء القتال وبعد ذلك اجراء النقاش في عناصر الترتيب، يمكن للطرفين في المرحلة الاولى أن يوافقا على وقف النار. وبعد تحقيق التهدئة، تبدأ التسهيلات في الحصار والاتفاق على سلسلة من الاعمال لتحسين الوضع الاقتصادي في القطاع، تعرض كانجاز لحماس كنتيجة لاستخدام القوة، وان كان التحسين الاقتصادي لا يتعارض مع المصلحة الاسرائيلية بسبب مساهمته في تعزيز الاستقرار.
    لمصر دور مركزي في الوساطة لتحقيق وقف النار، لبلورة التفاهمات اللاحقة وتطبيقها. لقد ترددت مصر الرئيس السيسي بين رغبتها في انهاء حكم حماس في القطاع، وبين فهمها بان اسرائيل لا تسعى الى ذلك وكذا بان عليها أن تراعي احتياجات الامن لاسرائيل. الى جانب ذلك، فان مصر معنية بان تقلص قدر الامكان مسؤوليتها والتزامها تجاه حماس بشكل خاص والقطاع بشكل عام. في البداية بدا أن المصريين قدروا بان الزمن يعمل في صالحهم، ولا سيما طالما كان الطرفان يضربان الواحد الاخر وحماس رفضت قبول اقتراحات الوساطة لوقف النار. وعندما اتضح للقاهرة بانه تجرى محاولات وساطة ليس عبرها، ولا سيما بمشاركة قطر وتركيا، قرر الرئيس السيسي قبول تحدي الوساطة لتحقيق ثلاثة تحولات مركزية لمصر – استقرارها كزعيم اقليمي وكلاعب وحيد يمكنه ان يؤدي الى انهاء المواجهة، تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، تعزيز عباس وادخال السلطة الفلسطينية الى القطاع عبر الموافقة على فتح معبر رفح فقط اذا ما سيرته السلطة واتاحت الظروف الامنية بتسييره. ولاحقا من المتوقع للمصريين أن يطالبوا بنشر قوة للسلطة على طول الحدود بين القطاع ومصر وخطوات اخرى تعمق دور السلطة في القطاع.
    اسرائيل ليست معنية بان تنهي حماس الحملة كمن حظيت بالشرعية وبترميم مكانتها، ولهذا فان عليها أن تحرص على التوازن الدقيق بين الامور التي ستطبق في كل الاحوال، مثل حل مشكلة الرواتب في غزة، زيادة حركة البضائع في معبر كرم سالم وفتح معبر رفح بموافقة مصرية، مقابل امور ذات معنى رمزي يمكنها أن تعرضها حماس كانتصار – تحرير معتقلي حملة «عودوا ايها الاخوة» في يهودا والسامرة. يبدو أن العديد من المعتقلين سيتحررون على اي حال في نهاية التحقيق معهم لعدم ثبات اتهاماتهم، ولكن لا ينبغي الموافقة على تحريرهم كرزمة في اطار التفاهمات.
    من أجل استقرار الوضع وتعزيز المصلحة المتبادلة في تنفيذ وقف النار وتطبيق التفاهمات، مطلوب ملحق اقتصادي مفصل يقرر الخطوات لتحسين الوضع الاقتصادي في القطاع، يلزم اسرائيل، السلطة الفلسطينية ومن خلالها حماس، مصر، الاسرة الدولية ودول عربية – ولا سيما السعودية، قطر واتحاد الامارات. من الحيوي ان تركز المساعدة الاقتصادية على بناء البنى التحتية المدنية والاقتصادية في القطاع مثل شبكات مياه، المجاري والتطهير؛ الكهرباء، بما في ذلك انتاج الغاز في البحر أمام غزة؛ بناء مدني برقابة دولية، والتأكد من أن مواد ابناء لا تخصص لبناء الانفاق والبنى التحت أرضية لحماس؛ توسيع مجال الصيد والزراعة البحرية؛ زيادة توريد الحركة في المعابر وغيرها. مطلوبة رقابة على تحويل الاموال بحيث لا تبذر على دفع الرواتب بقائمة طويلة من الموظفين الذين في معظمهم لا يخدمون الجمهور.
    في نظرة بعيدة المدى على اسرائيل أن تحقق عددا من الفرص وهي:
    1.استمرار الضغط على حماس – أكثر ضعفا، أكثر عزلة وأكثر كبحا. دور مركزي لمصر في تقييد عملية الترميم واستئناف مخزون الصواريخ.
    2.ادراج عباس والسلطة في التفاهمات. اضافة الى ذلك، في ضوء حقيقة أن عباس منع توسيع الاحداث الى الضفة الغربية، على حكومة اسرائيل أن تفهم بان عباس هو شريك للتفاهمات والتسويات الجزئية التي ليست اتفاقا دائما. في هذا الاطار، فان محاولة مشتركة مع مصر لاعادة السلطة تدريجيا الى غزة، بداية عبر تفعيل المعابر ولاحقا عبر أدوار حيوية اخرى في المجالات الامنية، المدنية والاقتصادية.
    3.اعادة فحص للبدائل لحكم حماس في القطاع، الامر الذي ينزع منها «بوليصة التأمين» في أن حكمها ليس هدفا للانهيار. 4.تحسين القدرات الاستخبارية والتنفيذية في القتال بالواسطة التحت ارضية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 20/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 11:52 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 10/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:43 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 09/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:43 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 08/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:42 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 07/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:41 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •