اليوم وردة ووحدة وحرية لفلسطين

بقلم: د. مازن صافي – وكالة معا

لأنها فلسطين .. الأرض والهوية والإنسان .. قسما بمن فجر فيها همم الشهداء ليروا ثراها بدمائهم الذكية الطاهرة .. قسما بمن يحمي المشردين في الشتات الفلسطيني .. قسما برب الصابرين الفلسطينيين في كل الدنيا ..

سنخرج اليوم الى مسيرة الوحدة الوطنية ... الى حيث الدعم والاسناد للقرار الفلسطيني في الأمم المتحدة .. فلسطين اليوم نحملها في مقل العيون .. نحميها من الاحتلال .. نكتبها دولة مستقلة عضوية في كل العالم .

لأنها فلسطين يجب أن نخرج جميعا .. نخوض مسيرة التحرر من الاحتلال وصولا إلى إزالة الاحتلال .. اليوم الكل الفلسطيني موحد .. كل الشعب والجماهير تتخندق في معركة الاستقلال ...

صوت العمالقة اليوم في كل بيت وشارع ومدينة .. في فلسطين وفي الشتات .. وهناك في الأمم المتحدة قرار ودولة ...

صوت العمالقة اليوم في شوارع غزة والضفة موحدين يعيد العنوان الصواب .. وحدة الوطن فوق كل الاعتبارات وفوق كل الأسماء .. اليوم تشحذ العزائم .. نحطم قيود الصمت .. نعم آن الأوان أن يخرج الشعب ليقول كلمته " لا للانقسام ونعم للمصالحة .. نعم للأخوة لا للندية .. لتتوقف المناكفات وتعلو زغاريد العناق .. نريد عناق الإخوة في فتح وحماس والفصائل .. عناق يعيد للطفل بسمته وللشيخ هيبته وللشاب أمله وللنساء حضورهن وللمستقبل بريقه .. عناق نهديه مثلما نهدي وردة لفلسطين ..

اليوم ينطق الحق الله أكبر .. وينطلق الشباب ليزلوا كابوس الانقسام .. نعم لنغرس اليوم شوارع الوطن بالإرادة والقوة وتحدي الذات .. نعم لنسجل اليوم رسالة للاحتلال أننا كلنا واحد .. كما سجلناها تحت القصف والدمار في العدوان البربري .. فانتصرنا وسننتصر اليوم ... لأنها معركة الوحدة والانتصار .. نتوحد اليوم وننتصر بوحدتنا وقوتنا وكلمتنا ...وسنزلزل كيانك الغاصب بوحدتنا وقوة دولتنا القادمة .. وما أجمله علم فلسطين راية واحدة فوق كل الرايات .. راية تدلل على عمق الانتماء الوطني للثوابت والنضال الفلسطيني ومسيرة التحرر

اليوم نجسد معاني جميلة من معاني الوحدة والالتفاف الجماهيري خلف حقوقنا التي طال انتظارها .... أنا لست أرضى في الحياة مذلة .. اليوم تتشابك أيدي القادة .. تهتف الجماهير وقادة الفصائل جميعها ... نعم للذهاب الى الأمم المتحدة .. نعم للقرار الفلسطيني ... في هذا اليوم الوطني الجميل تعود اللحمة الى غزة والضفة ولكل البلاد

..

اسمع يا أخي .. اسمعي يا أختي .. يا صديقي .. يا زميلي .. يا والدي .. يا والدتي .. با ابني .. يا ابنتي .. يا جاري وجارتي .. يا كل قطاعات الشعب .. اسمعوا تناديكم الوحدة اليوم .. واليوم بداية العودة .. لنقول لنداء الوطن .. لبيك روحي فلسطين تستجيب

...

الى الامام يا شبابنا .. 29 نوفمبر موعدنا ..ولتظل ارض القدس رمزا موعدا .. ليرفرف علم فلسطين حرا بلا قيود ..لنسجل للتاريخ موقفنا .. ولتبقى الايام شاهدة ان الشعب أنهى الانقسام وقد بدات الافعال بعد النداءات والامنيات .. اليوم مختلف عن اي يوم سابق .. الجميع سوف يتسابق لينال وسام المشاركة .. اليوم الكل قائد .. الكل له شرف البطولة .. اليوم في ساحة الجندي المجهول موعدنا في غزة كما في رام الله .. اليوم تعانق غزة اختها رام الله وتفرح الام فلسطين والقدس عاصمتنا .. اليوم جنين ونابلس ورفح وخانيونس مزهرة .. طولكرم ستعلن بدء اعياد الوحدة وانتهاء الانقسام ..اليوم سينفجر الاعداء غيظا .. لا عدو لنا الا اسرائيل ..

يا شعب غزة .. يا شعب الضفة .. يا شعب الــ48 والقدس .. ويا شعبنا في المخيمات وكل اماكن اللجوء .. اليوم يوما للفعل ..

لتعلو الهمم .. لنتوحد .. اليوم سنذكر للشهداء فضلهم ونقرأ وصايهم العطر .. ونهتف كم سجين به الزنزانة تزدحم .. وللجرحى دعوات الشفاء .. اليوم و لاجل كل هؤلاء.. نخرج نلبي نداء الوحدة والقرار والكرامة ..

دعوة من اليوم ... سجل يا قلم .. 29 نوفمبر بتوقع الكل الفلسطيني .. هناك قائدنا ورئيسنا سيقول كلمتنا .. دولة فلسطينية مستقلة وعضوية في الأمم المتحدة وتبا للمحتل ولكل من يقف معه .. وشكرا لكل من يقف مع الحق الفلسطيني .. ان درب التحرير طويل وشائك .. ولا يستقيم بغير الوحدة والمصالحة وصولا الى الدولة والحرية .. و سنواصل المسير الى القدس .. رضي من رضي وغضب من غضب .. الاشواك زائلة .. اليوم نزرع مدن فلسطين بالازهار والورود .. اليوم لا صوت يعلو فوق صوت الوطن ... ترفرف في شوارع غزة ورام الله وفوق القدس رايتنا .. مع أذان الظهر تنطلق المسيرات في كل الوطن وقبل منتصف الليل سيقول العالم كلمته وان شاء الله سنحتفل بنصرنا بالقرار ... نصر من الله وفتح قريب ..

تحية من صميم القلب لكل من يؤمن بأن الانقسام الى زوال .. ولكل من يساعد في نجاح ارادة الشعب في انهاء الحصار والانقسام .. تحية لمن أطلقوا شرارة الثورة ولمن صمدوا في الثغور والخنادق وفي القرار وفي الحراك السياسي الدولي .. تحية لجميع القادة .. وما أجملها من بشرى أن يأتي فجر الغد وقد أصبحنا دولة .. اليوم يخرج الكل الفلسطيني ليولد يوم جديد ... الحرية لفلسطين .. ورعاك الله يا قائد المسيرة يا رئيسنا محمود عباس ابومازن ومعك كل جماهير شعبنا الفلسطيني والعربي والمسلم وكل أحرار العالم ... لننطلق الآن على بركة الله .. صوت واحد وحدة وطنية ... وردة وحرية لفلسطين .

غزة: رغم عمود الغيمة وهول الركام ذاهبون نحو دولة فلسطين 194 صموداً

بقلم: محمود روقة – وكالة معا

هو اليوم التاسع والعشرون من نوفمبر، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، إذ لم نبتعد كثيراً عن أيام العدوان الإسرائيلي النازي على قطاع غزة، وفي هذا اليوم أردتُ أن أسجل باختصار صورة الأيام الثمانية التي عاشتها غزة الحبيبة تحت لهيب العدوان الفاشي الإسرائيلي "عمود الغيمة"، أما غزة فأسمته الصمود والتحدي طريقنا إلى الدولة.

لقد عاشت غزة لمرات عديدة ويلات الحرب والدمار الإسرائيلية. الصواريخ الإسرائيلية المحشوة بالحقد والكراهية والعنصرية تقصف غزة البشر والحجر والشجر، فتقتل الأطفال والنساء والشباب والشيوخ، وتدمر البيوت والمدارس والمساجد، وتحرق المزروعات من زيتون وورد ونخيل.

عاشت غزة ثمانية أيامٍ متواصلة (14- 21 نوفمبر2012) ليل نهار تحت لهيب نيران العدوان الإسرائيلي الفاشي، فأعلنت إسرائيل الحرب على غزة الآمنة عصر يوم الرابع عشر من شهر نوفمبر الجاري لتُوقف مساء يوم الحادي والعشرين من الشهر نفسه، وغزة على مدى تلك الأيام الثمانية تُقاوم بما لديها من سلاح بسيط يُعززه صمودها ووحدة أبنائها، فكانت غزة الكف الذي قاوم المِخرز.

وغزة تُنادي وتصرخ بشهدائها وجرحاها ذوي القُربى من عرب ومسلمين وتبعث برسائل تستغيث ما تبقى من إنسانية في عالم يدعي الحضارة والمساواة والعادلة، وغزة تموت بصواريخ الموت الهمجية تحمل علامة صنعٍ أمريكية وإسرائيلية نازية ... غزة تصرخ وتصرخ، يسافر الصوت والصدى صراخاً واستغاثة، لكن واحسرتاه لا مجيب ... وغزة تُقاوم عدوها ولا تستسلم.

غزة في عمود الغيمة وتحت الركام، فالصاروخ النازل عليها يدوي رعداً يهز المحيط ويهدم البناية أياً كانت متانتها، ويشعل النيران وتتصاعد سحابات الدخان الأسود كما دخان قنبلة نووية على هيروشيما ونكازاكي، فغزة اليوم تحت الركام، لكنها أقوى صموداً وتحدٍ.

تسمع قصفاً، رعداً ووهجاً من خوف ونار، نتابع الصوت المدوي رعباً، ونُخمن مكان القصف والدمار، لكن لا نعرف كم من البشر ماتوا وكم من البيوت دُمرت بهذا الصاروخ أو ذاك؟ نُدير مؤشر الراديو ، نضبط موجة الإذاعة التي نلتقطها عبر الموبيل، صوت المذيع ينقل البث إلى المراسل الميداني، قصفوا مبنى المخابرات أو ما تُسمى بالسفينة. دوي انفجار صاروخ آخر، قصف على مبنى الجوازات، مدينة عرفات للشرطة، ابنتي تتابع إذاعة غير التي أتابعها، قصفوا مركز شرطة العباس في الرمال الغربي، نحن الآن بلا كهرباء، لا نستطيع مشاهدة التلفاز ... القصف على كل مكان في قطاع غزة، سيارات الإسعاف نسمعها ذهاباً وإياباً، تنقل القتلى والجرحى، نشاهدها بأم أعيننا أو عبر موجات الأثير من شمال القطاع إلى جنوبه ... القصف الآن في منطقة الأنفاق في رفح، على الحدود مع مصر ... في عبسان شرق مدينة خانيونس شهيدان وأربع إصابات ... غارات إسرائيلية على مدينة دير البلح بمحافظة الوسطى ... نحن على موعد مع الكهرباء ... فهي تبدد ظلام الليل المخيف برعد طائراتهم ، بمجيئها يهدأ الأطفال قليلاً ونطرد شبح المعاناة قليلاً، نشاهد التلفاز ونتابع الأخبار المصورة والبث المباشر لكثير من عمليات القصف والدمار ونتابع الصور القادمة من مجمع الشفاء الطبي، الذي يعج بحركة الأطباء والممرضين وسيارات الإسعاف وأناس يتابعون قتلاهم ومُصابيهم.

القصف على تجمع الدوائر الحكومية - بنت ابو خضرة، أكثر من ثمانية صورايخ من طائرات الـ F16 دمرت المكان وجعلته ركاماً وحطاماً، النيران تشتعل في المكان. وقبلها قصفت الطائرات أرض السرايا وأجهزتْ على ما تبقى عليها من بقايا مبانٍ، فاهتزت غزة بكاملها، العمارات تميد بساكنيها وكأني بهزات أرضية تتبع القصف الصاروخي ... الأولاد والبنات الصغار وحتى الكبار في هلعٍ وخوفٍ، يتساءلون عن الهدف القادم لصواريخ الدمار الإسرائيلية. لابد من رفع المعنويات وتهدئة الصغار وإن كنا في داخلنا نحسب ألف حساب، فلا ملاجئ لدينا وكثير من بيوتنا ضعيفة البنية لا تتحمل ضربات القصف الصاروخية... نحن الآباء علينا أن نُمارس مهنة الطبيب النفسي للتخفيف عن صغارنا فزع الحرب الهمجية. لم نعرف النوم طوال الأيام الثمانية، أيام الحرب الهمجية على شعبنا الأعزل، كنا نسرق غفوات لنستريح قليلاً.

لدينا ما يكفينا قليلاً من المونة، خبز ومعلبات وزيت وزعتر، نهار يوم شبه هادئ أسرعتُ إلى سوق الخضار لأتزود بما تيسر من الخضروات ما بقي منها في مخازن الباعة ... في نهار هذا اليوم اختفت طائرات القصف الحربية ولم تختفِ طائراتهم بدون طيار، كم هي مُحكمِة القنص لأناس في هذا الشارع أو ذاك البيت، ترسل صاروخ الإعدام إلى هدفها الفلسطيني فتصيبه في مقتلٍ، المحظوظ من يفلت من شرها ... بإمكاننا دفن موتانا الشهداء في مقابر مزدحمة قريبة لآن تلك الواسعة على تماس مع جدار القنص والموت الإسرائيلي، في كل شارع ثمة بيت عزاء، بيوت العزاء حزينة والناس يشاطرون ويواسون بعضهم البعض. لا مكان للفرح في غزة، فقد ألغتْ الكثير من العائلات أفراحهم وأزالوا زينة الأعراس من على جدران منازلهم مع أول شهيد سقط في حرب "عمود الغيمة" روى ثرى غزة الحبيبة، وتصدح الحناجر ويعلو الدعاء تكريما للشهداء وشفاء للجرحى.

ما يشفي غليل الفلسطينيين هنا صواريخ المقاومة الفلسطينية التي توحدت على هدف واحد، رد العدوان وصمود وتحدٍ ومقاومة... تضربون نضرب، هذا هو حديث المقاومة التي وصلت صواريخها محلية الصُنع العمق الإسرائيلي في صورة لم تشهدها إسرائيل من قبل، فالشارع الإسرائيلي لأول مرة يهرع للملاجئ فزعاً من بضع صواريخ متواضعة القوة والتأثير.

تدخل غزة ليلها ويزداد خوف الكبار على الصغار، فليل غزة مع الصواريخ والقذائف الإسرائيلية جواً وبحراً وبراً أكثر عنفاً وموتاً ... القطاع كله تحت شبح الموت الإسرائيلي النازي ... شمال غزة ومدينة غزة والوسطى وخانيونس ورفح تُدكُ بصواريخ الموت ... الكل في الهدف، البشر والحجر والشجر، حتى الحيوانات والطيور لم تسلم ... أصوات وفنارات سيارات الإسعاف تسمع طوال الليل ... الأمهات والجدات يحضن الأطفال ويهدأن من خوفهم ويقرأن ما تيسر من تعويذات يعتقدن أنها ترد الشر والبلية ... لا نوم هنا والخوف الشديد، والكل يدعو الحماية والنجاة من أشباح الموت المتطايرة في الفضاء... الصغير والكبير أصبح خبيراً في تفسير نوع الضربة هنا أوهناك : هذه الصواريخ من البوارج البحرية ... هذه ضربات دبابات ... هذه صواريخ F16 ... هذه صواريخ "الزنانة - طائرة بدون طيار" ... علمتنا الحروب التقاط نوع الصاروخ الساقط هنا وهناك عبر تمييز الصوت المصاحب ...

ترسل الشمس أشعتها وتبعث بدفءٍ ما فكما نقول: للنهار عيون، واستئناس أرحم بكثير من الليل وأشباحه، وتتواصل حمم الموت الإسرائيلية على القطاع من شماله حتى جنوبه وغزة تحت لهيب القصف المتواصل وأعمدة الدخان تتصاعد من كل مكان في مدينة غزة وأخواتها في قطاعنا الحبيب. المنظمات الوطنية والأجنبية توثق بالصور والأرقام ضحيا العدوان الإسرائيلي من بشر وحجر وشجر ... الصحافة المرئية والمسموعة والمكتوبة تسجل بأدواتها وقائع الحرب الهمجية على شعب أعزل إلا من صموده ومعنوياته التي لن تحيد حقه المشروع في الحرية والعودة والاستقلال. وقد دفعت الصحافة ثمناً باهظاً من خيرة شبابها واحترقت بعض مكاتبها ومقراتها بنيران الحقد الإسرائيلي الغاشم، فهذا المصور خالد الزهار يفقد ساقه والصحفيان محمود الكومي وزميله حسام سلامة ومحمد أبو عيشة يسقطون شهداء للكلمة والصورة الحرة ، ومن يسلم حياً في ميدان الكلمة والصورة تُكتب له ولادة جديدة ...

عائلات بأكملها تُدفن تحت ركام بيوتها المقصوفة بصواريخ الحقد والنازية الإسرائيلية، عائلة الدلو وأبو كميل مثالاً لا حصراً.... الطبيب محمد نعيم من وسط مدينة غزة يواصل الليل بالنهار يداوي الجرحى ويضمد جراحهم وينقذ حياة الكثيرين من أبناء شعبه ممن وصلوا إلى مجمع الشفاء الطبي بغزة، يفرح كلما عادت الحياة لجريح أثخنته ومزقته شظايا صورايخ الحرب النازية هذه الليلة من ليالي العدوان، سبعة أيام متواصلة يداوم بلا انقطاع في المَشفى ولم يرَ أولاده وأحبابه وفجأة تكون المصيبة الكبرى، لم يعرف أنه على موعد مع ابنه الصغير هذه الساعة، ليجده شهيداً بين يديه ... ما هذه الصُدفة وما هذا القدر، الطبيب يُداوي المُصابين وينقذ حياتهم ولا يستطع إنقاذ حياة فلذة كبده، لقد أصر الصاروخ الإسرائيلي الذي هوى على عمارة نعمة في غزة قتل ابنه ... يا لها من فاجعة كبيرة وحزن عميق... الابن وصل أبيه الطبيب قتيلاً بلا نفس ... يصمد الطبيب ودموع حزنه تنهمر من عينيه ... صبراً آل ياسر...

مواقف عظيمة كثيرة تلك التي يسطرها أهل غزة من البطولة والفداء والصمود والتحدي ... قدرهم محتوم وصمودهم مشهود وقلوبهم تصدح بالدعاء وحناجرهم كل يوم أين إخوتنا في العروبة والإسلام؟ وأين مدعي حقوق الإنسان؟ وأين وأين وأين ؟؟؟

جولات الدبلوماسية محلياً وعربياً ودولياً تتحرك بعد مرور أيام من القتل والدمار على غزة ... نسمع عن محاولات لوقف إطلاق النار عل الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ... خطوط الهواتف الساخنة بين عواصم كثيرة تجري فيها اقتراحات ومشاريع لوقف المجزرة ... الكل يترقب سريان وقف إطلاق النار ... بوادر و أخبار أولية تشير إلى اقتراب التوصل لاتفاق أو تفاهمات ما بين الجانبين برعاية مصرية ... وقيل أن سريان وقف إطلاق النار سيبدأ في الساعة التاسعة ليلاُ من يوم الأربعاء الموافق21 نوفمبر 2012 ، ولتسخن حمحم الصواريخ من الجانبين في نصف الساعة الأخيرة وليسقط الشهداء في الدقيقتين الأخيرتين قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

وما أن يعلن رسمياً من قبل مصر العربية عن سريان الاتفاق لتعلن محطات التلفاز والإذاعات الوطنية بيان الانتصار وتعالتْ زخات الرصاص احتفالاً بنصر الشهداء ... غزة لم تنم هذه الليلة كما الليالي السابقة، لكن هذه المرة ابتهاجاً بالنصر، قد يكون لهذا الفصيل أو ذاك رأياً في شكل وحجم هذا الانتصار، لكنه الصمود والتصدي والتحدي.

ولتصحو غزة تلملم أشلاءها وتُضمد جراحها، وهي ماضية بلا هوادة نحو النصر الأكبر بالحرية والعودة والدولة المستقلة وعاصمتها القدس ... وغزة اليوم كما كل قرى ومدن فلسطين ومخيمات اللجوء والشتات تنادي بأعلى الصوت: أيُّها الفلسطينيون، غادروا مواقع الفرقة والاختلاف والانقسام إلى مواقع الوحدة والصمود والتحدي، واكتبوا اليوم قبل الغد صفحة الوحدة الوطنية وبيان الانتصار القادم لا محالة.

رحم الله شهداءنا وأشفى جرحانا وفك أسر أسرانا البواسل. إنهم يُنادوننا بدمهم المنسكب على أرضنا الغالية ... يصرخون فينا: أن اتحدوا اليوم قبل الغد، فهل سمعنا وأجبنا هذا النداء، كي ينام الشهداء في نعيم الخلود.

اليوم هو التاسع والعشرون من نوفمبر، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، وهو اليوم الذي اختاره الشعب الفلسطيني ممثلاً بمنظمة التحرير الفلسطينية للذهاب للجمعية العمومية لمنظمة الأمم المتحدة لنيل عضوية فلسطين الدولة 194 على الخارطة السياسية العالمية، إنها معركة الإرادة و التحدي، فلسان غزة يقول: رغم عمود الغيمة وهول الركام ذاهبون نحو دولة فلسطين 194 صموداً وتحدٍ.

فلسطين الدولة، مرحلة جديدة

بقلم: د. عبد المجيد سويلم – جريدة الايام

اليوم هو يوم فلسطين.

اليوم هو يوم الوجدان والمشاعر، اليوم يفيض بدمع الوطن.

اليوم واليوم فقط يرمم المجتمع الدولي بعض آثار التدمير الذي أحدثه المشروع الصهيوني والأذى الذي ألحقه بالشعب الفلسطيني والمصادرة لحقوق هذا الشعب في الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير.

اليوم تبدأ مسيرة تصحيح تاريخية للظلم التاريخي الفريد الذي عانى منه واحد من أعرق شعوب المعمورة، على أرضٍ هي أقدس ما لدى البشرية من تراث روحي ومن حضارة إنسانية ضاربة في أعماق التاريخ.

اليوم سيفهم شعبنا في كل أماكن تواجده وفي كل موقع من مواقع كفاحه الوطني التحرري أن استقلاله الوطني الناجز قد خطا الخطوة الرئيسية نحو هذا الاستقلال.

اليوم سيعرف شعبنا أن دولة فلسطين تولد من رحم الكفاح الوطني وعلى مدى سنوات طويلة من التضحيات التي عزّ مثيلها في تاريخ التحرر الوطني للشعوب المقهورة.

اليوم تتضح معالم الدولة، إنها دولة من لحم ودم، دولة بحدود ودولة بعاصمة ودولة يعترف العالم بها ويصفق لولادتها.

اليوم تعطي الأمم المتحدة شهادة ميلاد مصدقة ورسمية وأصلية لشعب حرم من حقه في تقرير المصير أسوة بكل شعوب الأرض.

اليوم تبدأ مسيرة جديدة لتصحيح مسار المفاوضات التي كان يجب أن تنتهي بإقامة هذه الدولة فإذا بهذا المسار ينتهي على يد إسرائيل وكل من انحاز إليها إلى تحويلها إلى نوع من المستحيل السياسي والمستحيل الجغرافي، إلى درجة أنهم توهموا أننا أدمنّاه وقبلناه ويئسنا من التصدي له.

اليوم يقول العالم لإسرائيل، كفى احتلالاً، اليوم يقول العالم لفلسطين كفاكم معاناة وحرماناً.

اليوم فلسطين على أبواب مرحلة جديدة.

اليوم تنتقل فلسطين بكل ما تمثله من أهداف وحقوق وأماني وطموحات من دائرة المعاناة والتضحيات إلى دائرة الحصاد السياسي الذي سيشق الطريق أمام إنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال الوطني.

اليوم يتوحّد الشعب الفلسطيني حول مشروعه الوطني واليوم هو يوم الوفاء لهذا المشروع.

اليوم يستشعر الشعب الفلسطيني أن عشرات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى والتضحيات على مدى قرن كامل من الكفاح الوطني هو ما صنع هذا الانتصار وهو ما حوّل المجتمع الدولي نحو الإقرار بحقنا في تقرير المصير وإقامة الدولة الوطنية المستقلة.

اليوم يفهم الشعب الفلسطيني أن هذا الذي يتحقق لنا في الجمعية العامة للأمم المتحدة ليس إلاّ ثمرة لعقود طويلة من النضال الوطني المثابر والإرادة الوطنية الصلبة في مواجهة المشروع الصهيوني الذي قام على أنقاض شعبنا وحقوقه وأهدافه.

اليوم لم تعد الأرض المحتلة بدون هوية وبدون حدود وبدون عاصمة وهي ليست أرضا نتنازع عليها مع الاحتلال والمستوطنين وإنما أرض لشعب عليها يقيم دولته وعليها يطور إبداعاته الإنسانية وعليها يحقق استقلاله الوطني.

اليوم يفهم الإسرائيليون أن زمن الاحتلال قد ولّى، وأن زمن الضم والاستيطان واللصوصية وصل إلى نهايته المحتومة ولم يعد أمام الشعب الإسرائيلي إلاّ التسليم بهذه الحقيقة إن أراد أن يعيش بأمن وسلام في هذه المنطقة.

اليوم سيندب القائمون على مشروع الاستيطان والتشريد والمصادرة وبناء الجدران حظهم، واليوم فقط سيدركون أن حياتهم على هذه الأرض أصبحت مستحيلة ووجودهم عليها بات مؤقتاً وأن لا مستقبل لهم إلاّ خارجها.

اليوم يدرك شعبنا في كافة أماكن تواجده كم هو بائس ومقيت هذا الانقسام، وكم هو صغير وتافه، مشروع سلخ قطاع غزة عن الجسم الوطني.

اليوم يستعيد شعبنا روحه في أهمية الوحدة والتلاحم وروح الصمود والمقاومة للمشروع الصهيوني الهادف لمصادرة حق شعبنا في حرية وطنه واستقلاله وفي وحدة أرضه وشعبه وأهدافه.

اليوم يستعيد شعبنا جزءاً يسيراً من كنعانيته المخطوفة واليوم تعود للأرض رائحة الخبز والزيتون والزعتر.

اليوم يبتسم عرفات ويتنهّد محمود درويش.

اليوم تبدأ المرحلة الأصعب، مرحلة الأمتار الأخيرة لسباق المسافات الطويلة.

اليوم يتحوّل صراع الإرادات إلى صراع شامل على كل شبر من الأرض وعلى كل حبة تراب.

اليوم بداية مرحلة جديدة، عنوانها الوحدة، وحدة البرنامج والهدف والأداة، وحدة الإرادة والكفاح الوطني.

اليوم بداية مرحلة جديدة رايتها هي الراية الوطنية العليا وليس راية الأحزاب فقط.

اليوم يرتفع علم فلسطين فوق كل الأعلام وترتفع راية الوطن فوق كل الرايات.

اليوم لم نعد مجرد شعب تحت الاحتلال وإنما دولة تحت الاحتلال.

اليوم فهمت إسرائيل أن لفلسطين شعبا وأن لشعب فلسطين دولة وهو قادر على تجسيدها وحمايتها وتحويلها إلى واقع.

اليوم فهمت إسرائيل أن منع قيام دولة فلسطينية مستقلة أصبح هو المستحيل الوحيد في هذه المنطقة، واليوم تفهم إسرائيل أنها لن تستطيع منع قيام هذه الدولة حتى ولو شنت ألف حرب جديدة.

اليوم هو يوم فلسطين وغداً مرحلة جديدة.

يوم الدولة

بقلم: حافظ البرغوثي – جريدة الحياة

في مثل هذا اليوم عام 1947 كان زعماء الحركة الصهيونية ورجال الاعمال اليهود والادارة الاميركية يمارسون ضغوطا ويعرضون اموالاً على دول مختلفة لحشد ثلثي اعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لمشروع قرار تقسيم فلسطين الى دولتين يهودية وفلسطينية، وكانت معظم دول العالم آنذاك خاضعة للاستعمار وهيمنته، ما اتاح للاميركيين واليهود حشد ثلثي الاصوات اي 33 صوتا وهي النسبة المحددة آنذاك لتمرير القرار في المنظمة الدولية البالغ عدد اعضائها آنذاك 56 عضواً. وعارض القرار 13 دولة كلها عربية او اسلامية اضافة الى الهند وكوبا واليونان وقال المندوب الاميركي جون فوستر دالاس ان الضغوط المستخدمة للضغط ولإكراه الأمم الاخرى كانت «فضيحة».

هكذا ولد قرار التقسيم الذي تصادف ذكراه اليوم ونشهد اليوم الضغوط نفسها لاكراه دول كثيرة لمعارضة الطلب الفلسطيني برفع مكانة فلسطين الى دولة غير عضو في المنظمة الدولية.. اميركا ذاتها تمارس الاكراه والضغوط ورجال الاعمال الاثرياء اليهود يمارسون ضغوطاً والمال ايضا يستخدم لاضعاف الموقف الفلسطيني. مع انه موقف يتماشى مع قرار التقسيم.. ومع انه يدعو الى انقاذ حل الدولتين الذي تحاول الحكومة اليمينية الاسرائيلية دفنه وتصفية القضية الفلسطينية بالكامل. ففلسطين عندما وضعت تحت الانتداب البريطاني كانت عربية خالصة وعندما انسحب البريطانيون سلموها لليهود ولم يحاولوا تنفيذ قرار التقسيم مطلقاً، وبالتالي فالخطوة الحالية هي في صلب القرار الدولي الآنف الذكر ومحاولة لاحياء المفاوضات وليس لانقاذ حل الدولتين وليست خطوة تدميرية لاسرائيل كما يدعي دعاة الاستيطان والحرب واعداء السلام والاستقرار.

فالادارة الاميركية منذ ان نصبت نفسها راعياً لعملية السلام دأب مبعوثوها على العمل لعرقلة اية محاولة للتوصل الى سلام، وحجبت القضية الفلسطينية عن الأمم المتحدة وكأنها قضية هامشية لا يجوز للمجتمع الدولي بحثها. وباتت الانتهاكات الاسرائيلية في مأمن من المناقشة في الساحة الدولية حتى وصلنا الى مرحلة تقاطر فيها الاسرائيليون وبعض الاميركيين الى نعي حل الدولتين واستمرار الاحتلال واقامة نظام الفصل العنصري على الاراضي المحتلة.

اليوم سيحيي الجهد الفلسطيني حل الدولتين مجددا بالحصول على وضع دولة غير عضو ثم دعوة اسرائيل للتفاوض على اساس القرارات الدولية وتطبيق المواثيق والقوانين الدولية على الاراضي المحتلة منذ عام 1967، ولعل الخشية الاميركية الاسرائيلية والاوروبية من السعي لمحاكمة اسرائيل على انتهاكاتها ليست ذات اساس لأن الهدف الفلسطيني هو ازالة الاحتلال بالتفاوض وليس نبش الماضي دون مبرر طالما كانت هناك رغبة اسرائيلية في حل الدولتين وانهاء الاحتلال. لكن كما يبدو هناك رغبة اسرائيلية مع سبق الاصرار والترصد بعدم التوجه الى مفاوضات لانهاء الاحتلال وانما المماطلة والتسويف بدعم من الراعي الاميركي غير النزيه. وفي هذه الحالة يكون الفلسطيني مضطراً الى ملاحقة اسرائيل قانونياً، إذا ما واصلت نكران الحقوق الفلسطينية وادارة ظهرها لمساعي التفاوض والسلام. اليوم هو يوم تدشين الخلاص من الاحتلال وعلى اسرائيل ان تختار بين السلام والأمن وبين الاستيطان والحرب.

اليوم يوم فلسطين

بقلم: يحيى خلف – جريدة الحياة

فلسطين في قلب المشهد الدولي، ومركز اهتمام الأخلاقيات العالمية، ومحط أنظار دول العالم على امتداد الكرة الأرضية. انه اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ويوم التصويت على نيل الاعتراف بدولة فلسطين عضوا مراقبا في الأمم المتحدة..خطوة سياسية تطرق بقوة ابواب الحرية، ومنحنى تاريخي في مسيرة كفاح شعب لواحدة من أعدل القضايا في التاريخ البشري. اليوم يقف الرئيس محمود عباس من على أعلى منبر للأمم والقانون الدولي والشرعية الدولية ليقول كلمته باسم الشعب الفلسطيني العظيم..باسم رجاله ونسائه وشيوخه وأطفاله، وباسم شهدائه وأسراه ومخيماته وشتاته ومهاجره، وباسم معاناته وحنينه وأنينه وأشواقه للحرية والاستقلال، وباسم تاريخه وحضارته وهويته وما أبدع فوق ترابه الوطني من ثقافة وعمران وفنون وتراث..يقف الرئيس محمود عباس ليقدم أوراق اعتماد الشعب الفلسطيني الى البشرية جمعاء لتصبح فلسطين دولة معترفا بها يقع عليها احتلال تتحمل البشرية مسؤولية انهائه لينعم شعبها بالحرية، فحرية فلسطين توطد الأمن والسلم الدوليين، والأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط.... عندما تكون كل الطرق مغلقة فان الطريق السالكة هي التي يشقها الشعب الفلسطيني بنفسه، وعندما اغلقت طريق التسوية وسدت حكومات اسرائيل ابواب الأمل وتواصل الاستيطان وبناء جدار الفصل والعدوان على غزة والقدس والأغوار، وامتد الحصار، وتحول راعي عملية السلام من حكم الى خصم وانشغل الأشقاء العرب في قضاياهم الداخلية، شق الرئيس ابو مازن الطريق عندما أغلقت كل الطرق، ونقل القضية العالقة بين براثن اسرائيل وحليفها الاستراتيجي، نقلها الى مكانها الصحيح، نقلها الى الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث روح القوانين وتجليات الأخلاقيات العالمية، حيث لا فيتو الولايات المتحدة ولا مكان لمكر بعض الدول الداعمة لمكر الدولة الصهيونية.. الطريق التي شقها وسلكها الرئيس مستبطنا أهداف وحقوق شعبه هي طريق الحرية التي تفضي الى شيء من العدالة والى فسحة من فسح الأمل...طريق ممتلئة بتلويحات من كل أولئك الذين يمتلكون الحكمة وبعد النظر والوقوف بقوة الى جانب القضايا العادلة، فحتى هذه اللحظة اعلنت غالبية عظمى من دول آسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية ودول كبرى في أوروبا عن دعمها لتوجه فلسطين الى الجمعية العامة للأمم المتحدة. نقل القضية الفلسطينية الى الأمم المتحدة تصحيح لمسار تاريخي، وحصول فلسطين على العضوية له ما بعده وعلينا أن نستعد للتحديات القادمة ونحسن الأداء ونوطد ثقافة الصمود. حصول فلسطين على العضوية ونحن على ثقة من ذلك هو تحقيق لبند من بندين رفعهما شبابنا وأبناء شعبنا في زمن الثورات العربية والربيع العربي وهما: انهاء الاحتلال وانهاء الانقسام. بذهابنا للأمم المتحدة سرنا في طريق انهاء الاحتلال ولا شك ان الطريق التي سنشقها في الأيام القادمة هي طريق انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة.

الأمم المتحدة وفلسطين: الدولة إطارا لقضية حيّة

بقلم: عدلي صادق – جريدة الحياة

نحن اليوم، في المحطة التاريخية الكبرى والفارقة رقم 3 في تجربتنا مع الأمم المتحدة. المحطتان الثانية والثالثة (وهذه الأخيرة هي المستحقة اليوم مساءً بتوقيتنا) كانتا استدراكيتيْن وإيجابيتين، إن لم نقل سعيدتين. أما الأولى، التي نستذكرها في هذه اللحظة، ونخصص لها هذه السطور؛ فلم تكن إلا خاتمة مشؤومة لتنصّل البريطانيين من مسؤولياتهم، وبدء المفاعيل العملية للانحياز الأميركي للصهيونية، برفع مستوى مسألة اليهود في فلسطين، من وضعية تتعلق بأقلية دينية تجمعت من مهاجرين جدد، وباتت ضالعة في قضية محلية في بلادنا؛ الى طرف في نزاع دولي، تنحاز لها القوى الإمبريالية المتنفذة !

* * *

كان البريطانيون قد أخفقوا على مدار أكثر من شهر (منذ 7 شباط 1938 حتى 16 آذار من العام نفسه) في وساطتهم بين وفدين، عربي فلسطيني، ويهودي صهيوني، للتوصل الى اتفاق حول شكل استقلال فلسطين. حدث ذلك في "مؤتمر لندن" الذي عُقد في قصر سان جيمس في العاصمة البريطانية، في صالتين منفصلتين. وخلاصة المؤتمر، أن البريطانيين استجمعوا كل حيثيات تجاربهم منذ العام 1917 فقدموا في 24 شباط مشروعاً مراوغاً لاستقلال فلسطين، لم يخلُ من نقاط واقعية وإيجابية، جعلت الوفد الفلسطيني يتقبله من حيث المبدأ، معترضاً على التسويف في تحديد أوقات التنفيذ، وعلى عدم تحديد الفترة الانتقالية المطلوبة قبل إنهاء الانتداب، وإعلان استقلال فلسطين، الأمر الذي يتيح للحركة الصهيونية الوقت الكافي للضغط على الحكومة البريطانية لكي تتخلى عن مشروعها.

عاد البريطانيون في 15 آيار (مايو) 1938 الى طرح مشروع مكدونالد الثاني، الذي حمل اسم "كتاب مكدونالد الأبيض" واعتزموا تطبيقه من جانب واحد. كان مالكولم مكدونالد، وزير المستوطنات آنذاك، قد أعد وطرح المشروع الأول. وفي المشروع الثاني كانت قاعدة النص، تستبعد حل الدولتين، باعتباره غير عملي، وبدت في صياغته، محاولة لخلق بيئة تعاون وسلام داخلي بيننا وبين الأقلية اليهودية المهاجرة الى بلادنا. وما الاستنكاف عن تحديد المدة، إلا حرص على التأكد من اكتمال شروط وسمات الحياة المشتركة السلمية والمستقرة، بين أهل البلاد والمهاجرين اليها من المستوطنين اليهود!

لم يكترث البريطانيون لرفضنا، ولا لرفض الحركة الصهيونية لمشروعهم. وبعد أسبوع صادق مجلس العموم البريطاني على المشروع، ثم صادق مجلس اللوردات، وتهيأت بريطانيا لطرح مشروعها على هيئة الانتدابات في "عُصبة الأمم" وهي المنظمة الدولية قبل الحرب العالمية الثانية، التي وفرت الغطاء للانتداب البريطاني على فلسطين. وكان موعد طرح المشروع أمام "عصبة الأمم" في دورة ايلول (سبتمبر) 1938 إلا أن الحرب بدأت في مطلع الشهر، ليتوقف كل شيء!

* * *

بعد الحرب العالمية الثانية، خرجت بريطانيا مثخنة بالجراح، تتوخى محو آثار الحرب، مستفيدة من مشروع مارشال الأميركي لإعادة إعمار أوروبا. وتولت واشنطن، قيادة الإمبريالية العالمية. وهنا استغلت الإدارة الأميركية ضعف البريطانيين، فأخضعتهم لضغوط الرئيس ترومان، لكي تشارك الولايات المتحدة في معالجة الشأن الفلسطيني. وفي هذا السياق، تشكلت اللجنة الأنجلو ـ أميركية المشتركة، للتحقيق من جديد، في المشكلة القائمة في فلسطين، ملقية بتجارب البريطانيين السابقة ومشروعاتهم بعُرض الحائط. وفي البيان الذي ألقاه آرنست بيفن، وزير الخارجية البريطاني حول هذه اللجنة، كان واضحاً التعاطف مع اليهود "الذين تعرضوا للاضطهاد والإبادة في بعض أقطار أوروبا". وبالطبع كانت الفظائع النازية، سبباً في اعطاء زخم كبير بعد الحرب، للدعاية الصهيونية التي ركزت على تقييد الهجرة اليهودية الى فلسطين. ووصلت هذه اللجنة البريطانية ـ الأميركية الى فلسطين، في العاشر من كانون الثاني (ديسمبر) 1946 وأصدرت اللجنة تقريراً، هو عبارة عن خليط من عشر توصيات كل واحدة منها، مذيلة بملحق من التفسيرات. كان تقريراً عبارة عن مناورة كثيفة تزدحم بالآراء المتلاطمة. لكن نقاطه الجوهرية، بدت واضحة وهي أن لليهود "حقاً تاريخياً في فلسطين" كما للعرب، وأن لا موجب لتقييد الهجرة اليهودية. لذا فقد حث الرئيس ترومان ونستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطاني، على إصدار مئة ألف تصريح هجرة فورية لليهود، فاستجاب الأخير. وفي هذا السياق، دعت بريطانيا الى انعقاد دورة ثانية لمؤتمر لندن، طرحت فيه مشروعات تعجيزية للجانب الفلسطيني، وانتهى الأمر بفشل الدورة الثانية من "مؤتمر لندن" في التوصل الى صيغة لإنهاء الانتداب واستقلال فلسطين. وقال لنا البريطانيون ما معناه: نحن آسفون، لم نستطع التوصل الى حل، و"سنخلع" من البلاد في أقرب فرصة، وسوف نُحيل القضية الى "الأمم المتحدة" وهي المنظمة الأممية الجديدة. وهكذا كان، علماً بأن المنظمة الدولية لم تكن ذات اختصاص، وأن السياق الطبيعي هو أن تجلو بريطانيا عن فلسطين، مثلما غادرت مستوطناتها، وأن يتحقق للشعب الفلسطيني الحق في تقرير المصير!

في الأمم المتحدة، بدأت مفاعيل الأميركيين المنحازة الى الصهيونية، منذ المناقشة الأولى للقضية ومحاولات تشكيل "اللجنة الخاصة" بالقضية الفلسطينية. ففي المخاض الذي جرى قبل ولادة مشروع التقسيم؛ بذلت الولايات المتحدة، بفظاظة، ضغوطاً على الدول الصغيرة والضعيفة، لكي تصوّت لصالح المشروع. أما في كواليس مخاض المشروع، فقد تدخلت بشكل أكثر ابتزازاً، لكي تعزز وضع اليهود في خارطة التقسيم ومفرداتها الديموغرافية، حسب توجيهات الحركة الصهيونية، لكي يتبقى في الدولة المخصصة لليهود، عدد أقل من العرب، والعكس صحيح في الدولة المخصصة للفلسطينيين. وكانت المرحلة، تقتضي استفادة الحركة الصهيونية من قرار الاعتراف بإسرائيل، بموجب قرار التقسيم الذي توافق عليه القطبان العظميان، أميركا والاتحاد السوفييتي. وبلغت الضغوط على الدول الصغرى المنتجة لمواد الصناعة الأولية، كالمطاط والحديد وغيرهما، مستوى غير مسبوق من الإسفاف والخفة. كانت واشنطن، آنذاك، تعوّل على الأمم المتحدة، وهي المنظمة نفسها، التي استبعدتها عندما أبرمت الاتفاقات مع مصر والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية. فمن خلال قراءة السياق الطويل، نرى أن جريمتين أميركيتين، وقعتا على صعيد علاقة فلسطين بالأمم المتحدة: واحدة حين دفعت واشنطن في اتجاه استدعاء المنظمة الدولية لتأمين الشرعية للمشروع الصهيوني ورفعه الى مستوى القضية الدولية، والثانية حين استبعدت المنظمة الدولية واستغنت عنها، لتأمين اتفاقات ظالمة وهشة بين إسرائيل والأقطار العربية، من وراء ظهرها. لكننا نعود اليوم، للمرة الثانية، بشفاعة حركة التحرر الفلسطينية. في المرة الأولى، لتأمين حضور الثورة، وإلقاء الزعيم الخالد ياسر عرفات لخطبته التاريخية، وصولاً الى ارتقاء التمثيل الى مستوى حركة تحرر مراقبة وحاضرة بعنوان فلسطين. وفي المرة الثانية اليوم، لتأمين وضعية الدولة المراقبة، تأطيراً سياسياً وجغرافياً، على خارطة الأمم، وإن كان بغير عضوية كاملة، وذلك خطوة في اتجاه الدولة كاملة العضوية!

الصعود إلى الاستقلال !!!

بقلم: يحيى رباح – جريدة الحياة

اليوم، وفي ميدان سياسي محتدم اسمه الجمعية العامة للأمم المتحدة، ستخوض فلسطين واحدة من أهم معاركها في المسيرة الطويلة نحو الحرية والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة في حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية التي هي القدس الشريف..

معركة اليوم بدأ التحضير لها منذ فترة طويلة، منذ اتضح بشكل حاسم أن المفاوضات بالمعايير التي تتشبث بها إسرائيل أصبحت غير مجدية، وبلا قيمة، ومجرد إحراق للوقت، تحت ظل الاستيطان المجنون والتهويد الكاسح.

كنا قد أوقفنا المفاوضات التي فشلت كل محاولات إحيائها لأن إسرائيل تشبثت بنفس المعايير الفاشلة، ورعاة المفاوضات وخاصة الولايات المتحدة لم تضغط على إسرائيل بأي شيء، وهكذا قررت القيادة الفلسطينية بعد دراسة مستفيضة، وبعد مشاورة عميقة على المستوى الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي، العودة بالقضية إلى منبعها الأول، أي إلى المجتمع الدولي، إلى الأمم المتحدة، وبدأنا بطرق أبواب مجلس الأمن، الذي خضنا فيه معركة مشرفة، ولكن الضغط والانحياز الأميركي، كان أكبر من جهودنا، فقررنا منذ لحظتها في العام الماضي، الذهاب إلى الجمعية العامة، مع العلم أن طلبنا من مجلس الأمن كان للحصول على عضوية كاملة لدولة فلسطين، أما طلبنا من الجمعية العامة فهو للحصول على عضوية غير كاملة، عضو مراقب لدولة فلسطين.

وقد اكتشفنا أن الموقف الإسرائيلي المتشنج هو نفسه، والموقف الأميركي المنحاز هو نفسه، وهكذا احتدم الصراع من قاعة مجلس الأمن إلى قاعة الجمعية العامة، مع أن عناصر المعركة الرئيسية هي نفسها، والضغط الأميركي المصحوب بالتهديد والتحريض ما زال مستمرا، والسلوك الإسرائيلي الإجرامي هو نفسه، تذكروا حرب الأيام الثمانية قبل أيام، ولكن الفيتو الأميركي غائب، والنفوذ الأميركي في الجمعية العامة أقل سطوة.

اليوم نحن في ذروة المعركة ،،،

اليوم نحن في قمة الصعود ،،،

اليوم تحدث المواجهة الكبرى ،،،

اليوم تتوحد قوانا الفلسطينية، ويبرأ صوتنا الفلسطيني من أية اختراقات أو تشوشات، صمودنا في الحرب الأخيرة يعطينا مزيدا من الثقة بالنفس، وموقفنا الموحد خلف الرئيس أبو مازن وهو يقود المعركة يعطينا مزيدا من المصداقية في نظر العالم !!!

اليوم معركة التصويت في الجمعية العامة أصبحت جزءا رئيسيا من كرامة الدول التي تشترك في التصويت، وقدرة هذه الدول صغيرة كانت أو كبيرة، لتقول لإسرائيل وحليفتها الكبرى أميركا أن الوضع لا يمكن أن يحتمل، وأنه غير مقبول، ولا يمكن أن يستمر، وأن صعود فلسطين إلى الاستقلال هو أمر حتمي مهما كانت الظروف...

مشوار طويل،

وحرب ضروس،

ومعركة قاسية،

ولكن شعبنا الفلسطيني يستحق عن جدارة ما يطالب به، إنه شعب مناضل، من حقه الحرية والاستقلال، من حقه أن تكون له دولته ليسهم من خلالها مع العالم في تكريس الأمن والسلام، فأهلا بفلسطين دولة....

وأهلا بفلسطين عضوا في نادي الدول، وأهلا بفلسطين وردة تتفتح في حديقة العالم.

يوم فلسطيني بامتياز

بقلم: عادل عبد الرحمن – جريدة الحياة

اليوم الـ 29 من تشرين الثاني/ نوفمبر، يوم التضامن العالمي مع الشعب العربي الفلسطيني، الذي يتوافق مع صدور قرار التقسيم الاول لفلسطين (181) الصادر في ذات اليوم عام 1947، والمؤصل لقيام دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، والداعي لاقامة دولة فلسطين العربية على مساحة تزيد على الـ 46% من مساحة فلسطين التاريخية دون القدس، التي صدر بشأنها قرار دولي خاص تحت الرقم (237) في 14 تموز/ يوليو 1948، الذي منحها معاملة خاصة منفصلة عن باقي فلسطين.

اليوم الـ 29 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 سيتقدم الرئيس محمود عباس بطلب للجمعية العامة للامم المتحدة للارتقاء بمكانة فلسطين الى دولة مراقب، وينقلها خطوة جديدة للامام، خطوة نوعية نحو تحقيق الاهداف الوطنية، نقلة عميقة الصلة بقرارات المجالس الوطنية المتعاقبة منذ الموافقة على النقاط العشر في العام 1974، مرورا بقرار اعلان وثيقة الاستقلال في 15 تشرين الثاني 1988 في الجزائر وغيرها من القرارات، والمتوافقة مع قرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام ومبادرة السلام العربية 2002، التي جميعها تلتزم بحدود الدولة على الاراضي الفلسطينية المحتلة في الرابع من حزيران/ يونيو 1967.

تلازم الحدثان التاريخي والآني مع مشروع القرار، الذي اعتمدته اللجنة الثالثة التابعة للجمعية العامة للامم المتحدة امس باغلبية ساحقة المؤيد لحق «تقرير المصير» للشعب الفلسطيني، الذي حاز على دعم (173) دولة لصالحه، تشير جميعها الى اهمية التوجه الفلسطيني للامم المتحدة لنيل صفة دولة مراقب، في مسار إدارة الصراع مع مخططات ومشاريع دولة الارهاب الاسرائيلي المنظم، ونزع الضبابية، التي ركنت اليها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ التوقيع على اتفاقية اوسلو (اعلان المبادىء) في العام 1993، حيث تضمنت نصا واضحا على ان «الارض الفلسطينية المحتلة عام 1967، هي اراض متنازع عليها!، وهو ما يتناقض مع ابسط الحقوق الوطنية».

كما ان الانتقال بمكانة فلسطين كدولة مراقب يقطع الطريق ايضا على حكومة اقصى اليمين الصهيوني ومخططها التصفوي للقضية الفلسطينية عبر خيار الاستيطان والترانسفير ومشروع «الوطن البديل»، الذي عادت لتؤكد عليه قبل يومين كوندليزا رايس، وزيرة الخارجية الاميركية السابقة في مقالة اعادت نشرها جريدة «الحياة الجديدة» عن اعادة تقسيم دول الشرق الاوسط، وصياغة خارطة جديدة لدول وشعوب الامة العربية.

ولا يضيف المرء جديدا، حين يؤكد ان الارتقاء بمكانة فلسطين لدولة مراقب، يسمح لها بالانضمام الى المنظمات والمؤسسات الدولية المتفرعة عن الامم المتحدة خاصة محكمة الجنايات الدولية، التي حقيقة تقلق القيادات الاسرائيلية السياسية والعسكرية، لأنها جميعا متورطة في جرائم حرب ضد ابناء الشعب الفلسطيني.

هنا تستقيم الملاحظة لبعض المسؤولين، الذين يحاولون الايحاء لدول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، ان القيادة الفلسطينية، لن تتعجل الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية، على هؤلاء المسؤولين عدم تقديم التنازلات المجانية لهذه الدول، لأنهم يعلمون علم اليقين ان بريطانيا العظمى، طلبت من الرئيس عباس التريث لمدة ثلاثة اشهر في تقديم طلب العضوية غير الكاملة، لكنه رفض. كما رفض إسقاط اي حق تمنحه لفلسطين مكانة الدولة المراقب. وبالتالي لماذا يلجأ البعض للهبوط بالسقف السياسي الفلسطيني؟ لا يجوز التساوق مع الضغوط الاميركية والاسرائيلية وبعض الاوروبية. لأن مرور خمسة وستين عاما على قرار التقسيم لفلسطين التاريخية، والتنازل المجاني والساذج عما منحه القرار (181) للدولة الفلسطينية الى النصف، ومنح اسرائيل الكولونيالية 87% من فلسطين التاريخية، فاق التصور والمنطق في حجم التنازلات. وهذا ليس عنتريات ولا خطابات إنشائية، انما هو قراءة لآليات ادارة الصراع الخاطئة. وبالتالي على القيادات المختلفة، وفي المواقع المختلفة حماية كل المكتسبات، التي يمنحنا اياها القرار الدولي كدولة مراقب اليوم عند منتصف الليل بتوقيت فلسطين (فجر الجمعة 30 تشرين الثاني) في الجمعية العامة للامم المتحدة. وعدم اعطاء وعود لا تخدم الرغبة الفلسطينية بدفع عملية السلام للامام، وبالمقابل تصب في مصالح القيادات الاكثر فجورا ويمينية في المؤسسة الصهيونية الحاكمة في اسرائيل، وتقدم لهم الغطاء للايغال في الدم الفلسطيني.

اليوم التاسع والعشرون من تشرين الثاني 2012، يوم فلسطيني بامتياز وطنيا وعربيا وامميا وعلى كل الصعد والمستويات. على قطاعات الشعب السياسية الاقتصادية والثقافية والاعلامية والاكاديمية الاحتفاء به، وتصليب انجازاته التكتيكية في مسار عملية الكفاح الطويلة لتحقيق الاهداف الوطنية.

يوم فلسطين التاريخي .. يوم ولادة العالم

بقلم: موفق مطر – جريدة الحياة

هل من يوم اعظم من هذا اليوم .. انه يوم بداية العالم الحر المتنور، عالم ينتقل من دائرة التضامن الى دائرة المساهمة العملية في اطفاء حرائق الحروب والصراع في المنطقة وصنع المفتاح الفضي لبوابة السلام فلسطين .

العالم ينتصر للشعب الفلسطيني الذي انتصر لنفسه في معركة الدولة في الأمم المتحدة، يقرر اليوم رفع مكانة فلسطين الى دولة مراقب، فتحقق فلسطين انتصارا استراتيجيا سيكرس حق هذا الشعب الحضاري المدني التقدمي، فالعالم الذي خصص يوما للتضامن مع فلسطين، بات مؤمنا بحتمية قيامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس.. انه يوم آخر في تاريخ الانسانية ينزل عليه وحي الحق ليتلو عليه سفر فلسطين من الحرب الى السلام ومن ظلم الاحتلال الى عدالة الحرية والاستقلال .

اليوم يقف ابو مازن قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية ورئيس شعب مكافح مناضل, لا ليطلب تضامن دول العالم مع شعبنا وحسب، بل للاقرار بمكانة شعبنا بين الأمم، وبحق شعب حر بدولة مستقلة كما شعوب وأمم العالم .

سيقدم ابو مازن لممثلي الانسانية دليلا عظيما، وبينة ساطعة على حقوق شعبنا التاريخية والطبيعية في أرضه ووطنه فلسطين، سيطلب من العالم أن ينصب ميزان العدالة، ويتوج مبادئ الحرية والعدالة الانسانية وارادة الشعوب والحكومات والدول المؤمنة بحق الشعوب بتقرير مصيرها، بمنح مفتاح الدولة والحرية والاستقلال لشعب فلسطين لتبدأ قيام


إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً