النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 03/02/2015

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 03/02/2015

    سلاح نتنياهو السري
    بقلم: شلومو افينري، عن هآرتس


    في ثلاثينيات القرن الماضي، ثار جدل في أوساط الحزب الشيوعي الالماني تمهيدا لانتخابات الرايخساغ: أيهما أفضل – حكومة يترأسها الإشتراكيون الديمقراطيون والليبراليون، أو ربما حكومة بزعامة النازيين. بالطبع فإن المنطق السياسي الواقعي دعى إلى دعم الإشتراكيين الديمقراطيين، ولكن كان هناك ايضاً أصوات داخل المعسكر اليساري المتطرف ممن اعتقدوا غير ذلك. فإذا انتصر اليسار المعتدل، وفقا لرؤيتهم، سوف يستمر التعثر الالماني في المشاكل الاقتصادية والسياسية، ولكن اذا انتصرالنازيون، فالبطالة سوف تزداد، وسوف يتعمق المأزق الاقتصادي، وسيضاعف العالم من ضغوطه على ألمانيا، عندها ستخرج الجماهير إلى الشوارع وتحدث الثورة. أما الذي حدث بعد انتصار النازيين في انتخابات 1932 فمعروف للجميع.

    معظم النخب البيروقراطية، والعسكرية والكنسية والاكاديمية في المانيا نظرت إلى جمهورية فايمار كنتاج غير شرعي. مقابل ذلك، فالديمقراطية في اسرائيل راسخة، على الرغم من مشاكلها. ومن الواضح بأن الليكود ليس شبيها بأي شكل كان بالحزب النازي. لكن بفعل المنطق الملتوي وجد قسم من الشيوعيين الالمان آنذاك لأنفسهم حليفاً مثقفا كهذا الذي في مقال جدعون ليفي («إلا هرتسوغ» هآرتس 1 شباط). فمنذ زمن لم نشاهد نوايا حسنة بهذا المقدار لمقال في غاية الخطورة ومفصول عن الواقع.

    أنا أحترم آراء ليفي، وأحيانا اتفق معه. لكن المنطق المشمول في مقاله يتميز بتفكير مروع، يمكن سماعه هنا وهناك في اروقة معسكر اليسار، أفكار حبلى بالمخاطر وتنطوي على افتراضات ليس لها أساس.

    يعتقد ليفي بإنه إذا انتخبت حكومة مركز – يسار، فإن مواقفها في موضوع المناطق ستكون اكثر اعتدالا، وهي لهذا السبب سوف تحظى بقبول العالم – وعندها فإن الوضع الحالي سيستمر، وهذا سيِّء، مقابل ذلك إذا انتخبت حكومة يمين، سيزداد الضغط على اسرائيل، وعندها سيحدث فيها تغيير سياسي يؤدي إلى حل سياسي على اساس الدولتين لشعبين. ليس لهذه المعتقدات اي اساس تستند عليه.
    حقاً، فإن حكومة بزعامة اسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني لن تؤدي إلى حل سريع للنزاع، لكنها سوف تزيد من احتمالات الحوارمع الفلسطينيين، بدلا من المجابهة الحالية التي تدفع حكومة بنيامين نتنياهو إلى تعميقها، الافتراض بان الضغط الخارجي سوف يجلب اسرائيل إلى حل ليس مقبولا على حكومتها هو خطأ كبير. فلم يحدث أن الضغط الخارجي جلب حلا سياسيا متفقا عليه لنزاع قومي أي كان. ليس في قبرص، وليس في كوسوفو، أو بوسنيا أو كشمير.

    هل يعتقد ليفي انه من الممكن اخلاء ربع مليون مستوطن وتقسيم القدس فقط بسبب الضغط الدولي وليس من خلال الموافقة الصعبة والمؤلمة من قبل المجتمع الاسرائيلي؟ لست ادري ما هي الحكومة التي يتمناها ليفي – ربما برئاسة زهافا غال أون وبمشاركة راكاح، والتي هي الان جزء من القائمة العربية الموحدة – ولكن اذا اعتقد ليفي بأن حكومة كهذه ممكنة، فهو ببساطة غير واقعي. اذا اعتقد كما كتب، بأن المفاوضات مع الفلسطينيين يكفي لإكمالها خمسة أسابيع، فهذا يقترب من الهزل. نعم، في ندوة اكاديمية بوسعي انهاء المفاضات في ثلاثة اسابيع، لكن هذا ببساطة ليس جدياً.

    كذلك: يعتقد ليفي بأنه إذا انتخب نتنياهو، فإن النتيجة الفورية هي الضغط على اسرائيل لإيجاد حل نريده نحن الاثنان: حل الدولتين لشعبين.فهذه قضية ضمير. حينها ربما سيحدث العكس، مقابل احتمالية الضغط الدولي، ربما سوف تجر إسرائيل للحروب والعمليات العنيفة. مما يؤدي إلى تدهور موقفها في العالم وتجلب الموت والخراب على الفلسطينيين وعليها على حدٍ سواء.

    من ذا الذي سوف يثبت لليفي ولكل مواطني اسرائيل، بأن حكومة اسرائيلية تجد نفسها تحت ضغط دولي لن ترى سبيلا للخروج أفضل من تأجيج المواجهة مع إيران، ليس لدي الجرأة لقول ما هو أشد خطورة؟ لا توجد هناك ضرورة لشيطنة حكومة اليمين حتى نثبت، بأن تدهورالاوضاع إلى هذا الحد هو ممكنة الحدوث.

    يعتقد ليفي، كما اعتقد الشيوعيون في المانيا آنذاك، بأنه كلما زاد السوء سيكون أفضل. هذا خطأ في فهم الواقع، والأكثر خطراً: هذا خطأ ضميري خطير. هذه مراهنة غير مسبوقة على مصير شعب اسرائيل ودولة اسرائيل. مع كل تقديري وصداقتي لليفي، اقترح عليه أن يعيد التفكير، فلعله تجاهل في حمى الجدل بان مصير دولة اسرائيل ليس موضوعا للبحث الاكاديمي في ندوة جامعية او للت والعجن.




    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    حان الوقت لكشف الأوراق
    بقلم: درور إيدار، عن إسرائيل اليوم

    يبدو أننا جُننا أخيرا. وسائل الإعلام مليئة إلى حد الانفجار بأصوات بقبقة المقدمين والمذيعين المنشغلين في مسألة اعادة استخدام القناني الفارغة وكأننا لا نعرف أن الحديث يدور عن تسييس مقنع. القناني لا تعني أحدا، الحديث هو عن حملة اعلامية سلبية منذ سنوات ضد رئيس المعسكر القومي. من أجل المقارنة أنظروا إلى العلاقة الاستخفافية لاغلبية وسائل الاعلام تجاه الكشف عن روابط اليسار.

    النقطة الهامة ليست التمويل الأجنبي الذي تتلقاه هذه الروابط. لقد اعتدنا على ذلك: الحقيقة هي أن الحديث يدور عن روابط يسارية ويسارية متطرفة، وليس عن جمعيات خيرية اجتماعية ساذجة تريد فقط مساعدة الاولاد في اسرائيل وتغيير الحكم. هذا يسمى اظهار النوايا الحسنة أو على الأقل تصريح علني عن موقف سياسي واضح ضد اليمين وضد نتنياهو. هل كان صدفة ظهور صورة يوئيل حسون (المحفوظ له مكان خاص من لفني) على صفحة المنظمة اليسارية «صوت واحد» التي تمول v 15، كعضو للجنة الادارية؟ هذا الموضوع حيوي للنقاش السياسي: لا تتحدثوا باسم الأمم المتحدة. يوجد لكم جدول اعمال سياسي وايديولوجي يساري واضح. هذا مقبول. فقط لا تختبئوا خلف قناع باهت من الغيرية الاجتماعية. عندها يمكن النقاش.

    هرتسوغ يتحدث عن قضية القناني ويريد تجاهل قضية الفساد لبنيامين اليعيزر مرشحه للرئاسة. فؤاد اليعيزر متهم الآن بالرشوة. هل يعرف هرتسوغ ذلك؟ تسيبي لفني مهتمة بقناني الكحول في منزل رئيس الحكومة، وتأمل أن ننسى اقوال قالها المسؤول المالي في حزب كديما، اسحق حداد، في الوقت الذي كانت فيه على رأس الحزب. وحسب هذه الاقوال فان كديما طلب جمع مواد ضد نتنياهو «بهدف كشف تحرشات بالنساء… الهدف اصدار ملصق في اطار الحملة السلبية التي أُديرت ضد نتنياهو، بيبي خائن». كان هنا ملصق سابق، «بيبي، أنا لا أصدقك»، هذه كانت الفكرة. أذكر أن قيادة الحملة لم تجد الكثير من الامور. قيادة الحملة أرادت أن تصدر نسخة من «يديعوت احرونوت» تماثل ما ستكون عليه النسخة في اليوم التالي لانتخاب نتنياهو. تراكضوا لجمع المواد، عندها دخل الطاقم الاستراتيجي تحت ضغط، وطلب مني شحوري (مدير عام الحزب) أن أقابل نفس مكتب التحقيق لتوقيع عقد معه. إقرأوا ثانية: هذا يعادل مليار القناني.

    جزء من وسائل الاعلام يتجاهل مسألة الروابط، نظرا لأن الصحف ايضا ترفض الاعتراف بأنها طرف في الحوار السياسي. عندما يقوم رفيف دروكر بدعوة اصدقائه وبدعوة لفني وهرتسوغ أن يركزوا جهودهم على سارة نتنياهو وإلا لن ينجحوا في الانتخابات. ما هذا. هل صدفة أنه بعد دعوته بدأت موجة من النشرات ضد زوجة رئيس الحكومة. وماذا عن مصداقية تحقيقات دروكر؟ كيف يمكن استيعاب صحافي مثل دان شيلون، الذي يتنافس مع يغئال سيرنا على شتم رئيس الحكومة؟ يمكن أن نُقدر أي فضيحة منافقة كانت ستحدث لو تصرف كذلك صحافي من اليمين. في مقابلة مع «صوت الجيش» هاجم ينون مغيل بشدة رينو تسرور، الذي هو سياسي في رداء مذيع، وأثار عليه غضب تسرور. قبل نحو شهرين قام تسرور باجراء مقابلة مع امنون ابراموفيتش الذي طلب «عمل ترتيب» في مفاهيم الانتخابات، أي لهندسة أدمغتنا. حسب مقاربته، فان لفني وهرتسوغ هما «وسط» (ميراف ميخائيلي، ستاف شبير، يوسي يونا، زهير بهلول – وسط؟)، الليكود هو يمين وبينيت «يمين متطرف». لقد كتبت عن الهندسة الغبية هذه، التي في اطارها رجال الطرف الاقصى مثل ابراموفيتش يعتبرون اغلبية الجمهور وكأنه موجود خارج الوسط المزعوم. لقد اتصلت وطلبت الرد. ما هذا؟ لقد كتبت لتسرور، الذي رد بتهذيب أنه سيسعد من اجراء مقابلة معي في الاسبوع القادم ببث حي. لم يحدث هذا، ولن يحدث في الاسابيع القادمة وما زلت أنتظر.

    لكن الجميع مشغولون بالقناني وبالكحول وبغضب سارة نتنياهو. ما زلت أنتظر شخص يظهر في التلفاز ويقول إنكم توتروننا. دانا فايس كادت تلتهم نير حيفتس بسبب هذه المسألة. يا ليتنا رأينا ربع هذا الغضب المتكدس في حين اتفاقات اوسلو أو خراب غوش قطيف. لكن في حينه كانت الكنيست هي عصابة عرفات، وتخريب المستوطنات اليهودية خدم اجندة الصحافيين السياسية. ما هي ارض اسرائيل أمام ضجة القناني الخطيرة.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    لسنا وحدنا في الجبهة
    بقلم: غابي سيبوني، عن معاريف

    الأحداث الأخيرة في الشمال أثارت مجددا الخوف من التصعيد الشامل في الجبهة الشمالية. في مقاربة تمثيلية أُجري مؤخرا في معهد بحوث الأمن القومي فحص تم فيه فحص أحداث مشابهة بهدف تقدير المصالح لكلا الطرفين في المنطقة، وفحص إلى أي مستوى يمكن لاحداث معينة أمنية أن تؤدي إلى التدهور الشامل.

    رؤية الخبراء الذين قاموا بتمثيل دور حكومة إسرائيل كانت أنه يوجد لاسرائيل هدفين استراتيجيين: الامتناع عن التصعيد وتعزيز قوة الردع الإسرائيلية. حيث يكون بين هذين الهدفين توترا مفهوما، ومن شأن عملية لتعزيز الردع أن تؤدي إلى تدهور. احداث الايام الاخيرة تؤكد هذا الامر، والآن فان تبادل اللكمات بين اسرائيل وحزب الله منضبط ويهدف إلى منع التصعيد. من الجهة الاخرى فان الخبراء الذين قاموا بتمثيل دور نشاطات حزب الله افترضوا أنه يكفي بسلسلة من العمليات المحكمة يمكن نقل رسالة وخلق معادلة ردع جديدة. حجم الرد الاسرائيلي عزز تقدير الخبراء بأن اسرائيل غير معنية بالتصعيد في الوقت الحالي.

    خلال المقاربة التمثيلية حاولت كل الاطراف أن ترى في الحادثة الاخيرة جولة قصيرة من اللكمات والامتناع عن التصعيد غير المدروس. ايضا كان يمكننا أن نرى أن التقديرات المنضبطة، سواء من جهة إيران، حزب الله واسرائيل هي تقديرات قوية، يبدو أن إيران وحزب الله ليسا معنيين بفتح جبهة واسعة في هذه الفترة رغم قوة الضربة التي أصابتهم بتصفية القادة الكبار في سوريا.

    في المقابل علينا أن نتذكر دائما أنه في تمثيل كهذا هناك صعوبة مفهومة بالقدرة على معرفة المنطق الداخلي للخصم، حيث أنه في الساحة الشرق اوسطية يعمل اضافة للاعتبارات المنطقية اعتبارات عاطفية واعتبارات تتعلق بالشرف. يجب عدم الاستخفاف بهذه الاعتبارات. العملية الاخيرة في سوريا أدت إلى تجاوز الخط غير المرئي، ذلك الخط الذي يمكن أن يكون تجاوزه احيانا خارج السيطرة، ومن شأنه أن يتسبب بفقدان السيطرة والانجرار إلى الحرب حتى لو كانت غير مرغوب فيها من قبل الاطراف.

    إحدى الافكار المهمة التي ظهرت خلال المقاربة التمثيلية كانت تتعلق بضعف المحور الشيعي في المنطقة مقابل رفع رأس المحور السني الراديكالي الذي ممثلوه، عناصر الجهاد وداعش، يستمرون في تحدي المحيط والمنطقة. فرض الخبراء كان أن إيران وحزب الله يمكنهما التقدير أن مواجهة شاملة مع اسرائيل يمكنها أن تؤدي إلى اضعاف آخر. هذه الفكرة مع الوضع الداخلي في لبنان من شأنها أن تحول اسرائيل إلى لاعبة ثانوية في أهميتها، سواء لحزب الله أو لإيران لأن الوضع يمكن أن يستمر كذلك في السنوات القادمة.

    يبدو أنه ليس هناك من يُقدر أن عملية الاغتيال في هضبة الجولان التي قتل فيها ضابط إيراني كبير وابن مغنية ونشطاء آخرين من حزب الله ستمر بدون رد هام. حتى لو أن اسرائيل لم تأخذ مسؤولية هذه العملية إلا أنه من وجهة نظر حزب الله وإيران اسرائيل هي المسؤولة بصورة واضحة عن ذلك، لهذا عندما قال لي صديق مقرب إنه يجب الرد بقوة على عملية حزب الله أجبته أن الرد قد تم. حينما نريد مقارنة الأحداث الأخيرة يجب عدم التقليل من قوة الضربة التي أصابت حزب الله.



    حدود لبنان: انتهت أيام الهدوء
    بقلم: ايال زيسر، عن إسرائيل اليوم

    العملية التي نفذها حزب الله في الاسبوع الماضي على الحدود الشمالية تنبيء عن نهاية الهدوء الذي ساد في الحدود الشمالية الاسرائيلية اللبنانية طوال عقد منذ حرب لبنان الثانية. نجد اشارات لذلك في السنة الماضية، عندما وضع مقاتلو حزب الله في شباط وتشرين الاول عبوات جانبية تم اعدادها للاضرار بقوات الجيش الاسرائيلي على طول الحدود في مزارع شبعا. لقد سارع نصر الله في أخذ المسؤولية عن هذه الاعمال، التي كانت الاولى على طول الحدود منذ حرب لبنان الثانية. ونظرا لأنه لم يكن فيها قتلى فقد فضلت إسرائيل تجاهل ذلك.

    من هذه الجهة تشكل العملية يوم الأربعاء الماضي بدون شك الصعود لدرجة أعلى، ليس فقط بسبب القتلى، بل لأن الحديث يدور عن خرق صريح وفاضح للهدوء على الحدود. لم يعد الأمر عبوات تم اعدادها مسبقا، التي يمكن دائما التنصل منها، بل هو اطلاق النار من قريب لخلية حزب الله التي كمنت لجنودنا في الجانب الآخر من الحدود.

    قوة الردع التي حققتها إسرائيل في حرب لبنان الثانية ما زالت قائمة. والدليل على ذلك أن نصر الله اختار بعناية مكان العملية في الاسبوع الماضي، التي كانت محدودة في حجمها، كي لا تجر ردا واسعا يشعل نارا كبيرة على الحدود الشمالية. كما سارع إلى نقل رسالة إلى اسرائيل تقول إنه من جهته فقد انتهت جولة التصعيد الحالية.

    ومع ذلك، إن قرار نصر الله بالرد بكل ثمن على اغتيال جهاد مغنية ومرافقيه ومنهم ضابط الحرس الثوري الإيراني تبرهن على أنه كان مستعدا للمخاطرة بأن يشعل رده حربا شاملة، وهنا تكمن أهمية هذه الحادثة.

    فور انتهاء حرب لبنان الثانية اعتذر حسن نصر الله أمام أبناء الطائفة الشيعية في لبنان، وشرح لهم بأنه لم يُقدر أن يكون رد اسرائيل على عملية الخطف بهذا القدر من القوة والشمول، وأنه لو كان يعرف ذلك مسبقا لما كان أمر بتنفيذها. في يوم الاربعاء الماضي، وقف نصر الله أمام معضلة مشابهة: هل سيأمر بتنفيذ عملية يمكن أن تؤدي في ظروف معينة إلى الاشتعال الشامل، كما نعرف هو قام بالمخاطرة.

    المعنى هنا واضح. مرة اخرى لا يمكن الاعتماد على الضرر الذي أصاب نصر الله في حرب لبنان الثانية، كما أنه لا يمكن الاستناد إلى قوة الردع الاسرائيلية، وهذا ما تعلمناه من العملية في الاسبوع الماضي، لأنه يوجد لهذا الردع حدود.
    يمكن أن يقرر نصر الله في المستقبل القريب أنه خلافا للماضي سيرد حزب الله على الهجمات الاسرائيلية في سوريا ضد ارساليات السلاح المرسلة اليه. حتى الآن امتنع حزب الله عن الرد على هذه الهجمات بذريعة أن هذا الامر يجب تركه للنظام السوري.
    ومهما كان الأمر فقد انتهت ايام الهدوء التي عرفتها اسرائيل في السنوات التسعة الاخيرة على الحدود الشمالية، ويمكن أنه قد بدأ العد التنازلي لجولة مواجهة اخرى بين اسرائيل وحزب الله.
    ومثلما في جولات مواجهة سابقة لا أحد يريد – في اسرائيل وفي لبنان – مواجهة كهذه. لكن استعداد نصر الله لأخذ المخاطرة في مواجهة اسرائيل، التي لم يتجرأ من قبل في السنوات التسعة الاخيرة على أخذها، من شأنه أن يؤدي إلى مواجهة أقرب مما نتوقع


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    الشوق لشاوشسكو… الفلسطينيون الراغبون في حل السلطة

    بقلم:عميرة هاس، عن هآرتس

    التقينا مع ذلك الشاب «ح»، وهو يعمل في مستوطنة ميشور أدوميم في مصنع صودا ستريم، في بيت عائلته الكائن في قرية مجاورة لرام الله. وهو المعيل الوحيد لتسعة أفراد من راتبه المعادل لراتب الحد الأدنى وفقا للاجور الإسرائيلية، أخوه أيضا عمل هناك سابقا، وهو يبحث حاليا عن عمل في المنطقة الصناعية التابعة لمعالي ادوميم. وهو لا يفهم أبداً لماذا يحتوي وصل الدفع الخاص بأجرته رقماً أعلى من ذلك الذي يتلقاه.
    «ل» شاب يبلغ من العمر 20 عاما، من قرية غرب الضفة الغربية، مكث نصف عام في السجون الاسرائيلية بعد ان ضبط مرتين أو ثلاثة يعمل داخل اسرائيل بدون تصريح عمل. وهو يعمل حاليا في بقالة في رام الله بثلث الراتب المنخفض اصلا والذي ناله من خلال العمل في اسرائيل، الآن هو يبحث عن الوسائل التي ستعيده هناك.

    حتى بداية 2015، كان لنحو 53186 فلسطيني تصاريح عمل داخل اسرائيل، ول 25907 أخرين توفرت تصاريح عمل داخل المستوطنات، هذه المعطيات قدمت من مكتب تنسيق العمل في المناطق. أما العاملون بدون تصاريح فمن الصعب تقدير عددهم. يشكل العمال المسجلون في مكتب العمل في اسرائيل والمستوطنات 12% من قوة العمل الفلسطينية، بما في ذلك غزة دون القدس الشرقية.

    أصدقاء «ح» من القرية شرق رام الله، انتقلوا مع عدد من أقسام مصنع الصودا ستريب لموقعه الجديد في النقب. «ح» بقي مع القسم الذي استمر يعمل في ميشور ادوميم. هو يرى انه محظوظ أكثر منهم. فزمن الوصول إلى العمل قصير وبدون حواجز. كذلك «أ» ابن ال23، من عائلة بدوية في الاطراف الشرقية للقدس، يعمل هو الاخر في ميشور ادوميم. حملته معي مجانا مساء يوم الثلاثاء قبل اسبوع، من المفرق المجاور للمنطقة الصناعية وحتى بداية الطريق حيث بدأ بالمشي، إلى ان اختفى في الظلام خلف التلة. هو وأخيه وفرا بعض المال لشراء قطعة أرض خاصة بهم – فالادارة المدنية تحظر عليهم في مكان اقامتهم الحالي ان ينشؤا سقفا لا تدلف، مع ماء وكهرباء.

    هكذا تبنى احلام واضعي الخطط في الادارة المدنية والمستوطنات، أن يخلي البدو منطقة سي، وان يغادروها إلى المعتزلات. «م» ابن الخمسين من دير استيا عقّب على ذلك، بأنه منذ فترة طويلة لم يعد يعمل في السوبر ماركت في المستوطنة. ففي سنوات الانتفاضة الثانية تغيرت القوانين، حينها بحث ووجد عملا في اسرائيل، افضل قليلا (أعلى بقليل من اجرة الحد الادنى). ولكن عليه ان يستيقظ في الثالثة صباحاً كي يتمكن من اجتياز الحاجز والوصول إلى مكان عمله في الوقت المناسب، أما في المستوطنة فيكفي مغادرة البيت في الساعدة السادسة والنصف صباحا حيث يصل خلال ربع ساعة لا غير، اضافة إلى ان صاحب العمل كان لطيفا وهو دائم الاتصال حتى هذا اليوم. وهذا غير مرتبط بغضبه على سرقة الارض والمساحة التي تسرقها المستوطنات.

    شبان العائلة يعملون في المنطقة الصناعية بركان. يقول «م»: «بدون اسرائيل لم يكن بوسعي إعالة عائلتي وللحصول على ما حققته»، مدارس للاولاد، قطعة ارض لابني كي يبني بيتا له، إلى اخر ذلك. اخوته، وهم ايضا يعملون في اسرائيل، احتجوا عليه قائلين، بأنه لولا إسرائيل لكان اقتصادنا طبيعيا، ولكان مستوى الحياة مختلفا، ولم نكن سننفق مبالغ هائلة على غرامات ندفعها للجيش واجور للمحامين لاستعادة اراضينا او اطلاق سراح أحد ابنائنا. ولكنهم كلهم واقعيون ولا يضيعون وقتهم وتفكيرهم على كلمة «لولا».

    وبما انهم جميعا بالغون وواقعيون تراهم يقولون: «نحن الفلسطينيين نجد انفسنا ضائعين بين الاحتلال والسلطة الوطنية كما أننا نرى في الافق حلا ولا تحسينا». وبما انهم مضطرون للاستيقاظ في الثالثة صباحا، فقد اوقفنا هذا الحوار. وشأنهم شأن «ح» وشأن «أ» العاملين في مستوطنة ميشور ادوميم، لا فرق بين العمل في اسرائيل او العمل في المستوطنات. الفارق موجود فقط في الاجر وزمن الوصول، أما «ح»، وفقط لكونه ابن 24، إذ لم يتسنى له معرفة الاحتلال قبل السلطة الوطنية، يتمنى لو يعود الاحتلال مباشرة، كان افضل بدون سلطة وطنية، كان لدينا حرية الحركة. هو لا يذكر بالضبط كيف كان ذلك. هو وغيره، وهو ما يخفف عن إسرائيل، يخطئون ويلقون بالمسؤولية عن الحصار على السلطة الوطنية وليس على إسرائيل. إسرائيلي ذو مركز رسمي قال لي هذا الاسبوع (قالها وندم كما تولد لدي الانطباع) ان ذلك هو ما يسمعه من الفلسطينيين. بأنهم مشتاقون للحكم الاسرائيلي. لكليهما استطيع القول انه في رومانيا هناك من يشتاق لشاوشيسكو.
    سبب اخر لاشواق «ح» واستنتاجات «م» واخوته ـ بأن الامور تعقدت ولا يوجد افق للحل ـ مما يوجب اعادة المفاتيح لاسرائيل وحل السلطة الوطنية وان يعود شاوشسكو للمنعزلات. ولكن من يريد فعلا ان يرى جنود شاوشسكو في مكاتب التراخيص في طولكرم والخليل، يقررون من يحصل على رخصة سواقة ومن لا؟ من يريد ان يرى جنود الجيش الاسرائيلي يديرون مجددا مكتب التعليم الفلسطيني ويعطون الموافقة على إقامة الندوات ومساقات التخرج التي تقام في الضفة يوميا؟ على كل، شاوشسكو ليس لديه النية للعودة. فمن المريح له الوضع الحالي، مثله مثل نظيره، اي الجيش الاسرائيلي، فمن الجيد أن يتلاعب في الاراضي والمياه ومصائر الناس كرغبته، اما المشاكل، المسؤوليات، ووجع الرأس فليلقها على المقاول الفرعي الخاص به.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 10/01/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-01-20, 11:00 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 07/01/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-01-20, 11:00 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 06/01/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-01-20, 10:59 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 05/01/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-01-20, 10:59 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 03/01/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-01-20, 10:58 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •