هل يخاف بوجي (هرتسوغ) من بيبي (نتنياهو)؟
بقلم: طال نيف، عن هآرتس
أهم ما جاء في المقال:
(تناول الكاتب الحملات الانتخابية التي يقوم بها نتنياهو وحزبه والتي تصوره أنه الوحيد الذي يمكن له أن يحافظ على أمن إسرائيل، وأورد الكاتب أن وسائل الإعلام التي تتبع لنتنياهو تحاول إظهاره أنه مظلوم في الحملة التي أقيمت ضده وضد زوجته ساره.انتقد الكاتب حزب العمل، وحثه على العمل بجد من أجل مواجهة نتنياهو واتهمه بأنه في نعاس).
شعور بالشلل أصاب المعسكر الصهيوني. شعور بالاستسلام. البلبلة، وربما شعور بالهزيمة. كلهم ممتلئون بالنصائح المتفجرة، في الوقت الذي نجح فيه تجمع المعسكر الصهيوني بالامس برفع يافطة واحدة فقط، وبتكلفة 1.4مليون شيكل على تلة ما، مقابل ذلك تم من الطرف الآخر عرض المشهد المرعب المسمى «مؤتمر صحافي» وفي ساعات المشاهدة القصوى، برئاسة يريف ليفين، ميري ريغف وتسيبي خوطبولي ـ يحرضون ضد الجمهور الراغبين في استبدال بنيامين نتنياهو. ما هذا؟ هل نتنياهو هو لطخة أثناء الولادة لا يمكن إزالتها؟
ديفيد شومرون، اللسان المأجور لنتنياهو، والذي عمل على عدم ضبطه في تصريح غير مناسب على شاشة التلفزيون – يعمل على توجيه اصبع الاتهام لمنظمة v 15( نصر 15) ويتكلم بمصطلحات قضائية حول قانون تمويل الاحزاب، ولكن منطقه ومنطق حزب الليكود بشكل عام، يتمثل في التالي: ليس ممنوعا فقط الرغبة في تغيير السلطة القائمة، لكن كل من يريد ذلك هو إرهابي بالفعل وليس أقل من ذلك. هذا الجدل العنيف والمناور والخطير يترك أثره السيء على كامل المنظومة السياسية.
مثل الحملة الانتخابية التي جرت عام 1981، يسود الآن في الحملة الانتخابية الحالية أجواء مرعبة، مصحوبة بدعاية سامة أسيدية، ويجري ذلك عبر صحيفة واسعة الانتشار، حيث يختصر مصطلح «أخبار» لديها عبر الكتابة الموجهة التي تركز على الأعمال السيئة للعرب حيثما يكونون، دون التمييز بين احتجاج مدني في مجلس بلدي ما وبين ما يجري في سوريا وتمتنع بالمقابل عن إيراد أي تقرير حول شكوك بسرقات في مقر رئيس الوزراء.
على مواطني إسرائيل أن يقلقوا، أن يقلقوا جدا. لأن المواطنون المسافرون بالحافلات، الذين لا يملكون المال لاقتناء سياراتهم الخاصة، وليس بمقدورهم انفاق أموالهم على شؤون عامة، يحصلون على صحيفة مجانية مكرسة بالكامل للتخويف اللا متناهي، والتي تسمرهم في أماكنهم: فقراء، مرتعبون، مقتنعون بأن «الأمن» هو توراه مفتاحها موجود فقط لدى شخص واحد ـ نتنياهو.
على الرغم من كل ما ذكر ـ أي الصحيفة المؤيدة له، الأجواء التي أشاعوها مثل «هو مسكين، كانت هذه زوجته، هو تمام» إضافة إلى التحريض ضد الصحافة المغاير – فالمعسكر الصهيوني لا يستطيع الافتراض بأنه لا يوجد جمهور يقف خلفه، ممنوع عليه أن يتقبل دعاية اليمين، والتي وفقها كل مواطني إسرائيل مستعدون للاستمرار في إعالة حكم مفرد غير نهائي.
مرة تلو مرة علينا أن نذكر: نتنياهو ليس قدراً، ولا يجب الخوف منه إلى هذه الدرجة. هل يخشى يتسحاك هرتسوغ من بنيامين نتنياهو؟
ليس من السهل شق صورة نتنياهو، خصوصا أنها شخصية ملتوية، وهي كذلك تراجيدية على طريقة المصطلحات الشكسبيرية. في أجواء التحريض اللاديمقراطي التي هو بالذات المسؤول عن صنعها، الأمر الذي كشف ثلماً إضافيا في شخصيته، – كانت النتيجة الاولية نهضة التعاطف معه، فقد بدا للجمهور المؤيد له والذي يتشرب بعطش شديد الترابط بين استبداله وبين عمل ارهابي. باعتباره مظلوم، انساني، ضعيف، وصحيفته تساهم على المحافظة على هذا التعاطف. ولكن ذلك كله وهم يمكن تحطيمه، وهذا هو الوقت لفعل ذلك.
بدلا من الوقوف بعيدا عن منظمة ديمقراطية مثل نصر 15 والتي تطالب لنفسها مجددا بحقها في قول ليس بعد، وبدلا من الاعتماد فقط على مؤهلات تسيبي ليفني كشريك يوجد لها القوة الجسدية لمواجهة نفتالي بينيت، وللوقوف في وجهه والقول له انت كذاب (موقفها حول الجولان)، بدلا من اخفاء القوة البرلمانية والفعالة للقائمة، وبدلا من اتخاذ موقف الدفاع ـ يجب على هرتسوغ مواجهة نتنياهو، شخصيا، دون خوف.
نتنياهو ليس كلي القدرة. ليس لديه حقا آلهيا لكي يكون رئيس الوزراء في إسرائيل. يجب على شخص ما أن يهز هرتسوغ، أن يخرجه من حالة الكآبة والنعاس، أن يدفعه إلى التخلص من الإيمان بأن «الشعب» جاهز فقط للقيصر عظيم الالقاب من قيساريا، صفعتين، إلى العمل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الحزب الغائب
بقلم: ايلي بولاك،عن إسرائيل اليوم
أهم ما جاء في المقال:
(طرح الكاتب تساؤلا حول الفرص الممنوحة للأحزاب السياسية في إسرائيل لتنشر أفكارها ودعايتها الانتخابية عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية.وتساءل الكاتب عن القائمة المشتركة العربية وهل يعرف عنها الإسرائيليون أي شيء؟وقال الكاتب أن الأحزاب العربية همشت من التعريف الذي أجري على إذاعة الجيش الإسرائيلي، وأكد الكاتب أن الخاسر من هذا هو الجمهور الإسرائيلي).
أحد المبادئ الاساسية للديمقراطية هو تساوي الفرص المطروحة أمام المواطنين لكي ينتخبوا للمؤسسات الحاكمة. قانون طرق الدعاية، الذي يمنع حملات انتخابية في وسائل الاعلام أعد لكي يمنع حالة يكون فيها لحزب معين أو لسياسي معين افضلية على منافسيهم بسبب ظهور اعلامي زائد غير متوازن. ليس سرا أن وسائل الاعلام في اغلبيتها تتحايل على القانون: السياسيون المحليون يتم اجراء المقابلات معهم في كل وسائل الاعلام، يستغلون كل منصة دولية من اجل بيع بضاعتهم، وفي أحسن الحالات يحاول المذيع أن يرمز لهم للتوقف. ولكن هناك حزب واحد تشير الاستطلاعات أنه سيحظى بـ 12 مقعدا في الكنيست القادمة، وهي تقريبا غير موجودة في وسائل الاعلام باللغة العبرية.
صوت الجيش افتتح الزاوية السياسية له عن طريق اسماع اصوات رؤساء الاحزاب – ابتداء من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وانتهاء برئيسة حزب ميرتس زهافا غلئون. لكن صوت رئيس القائمة المشتركة للاحزاب العربية، المحامي ايمن عودة، لم يسمع. ملاحظة صغيرة لكنها مميزة وتعرض المشكلة.
إن جوهر القائمة المشتركة التي تشمل أربعة احزاب عربية – حدش، البلد، راعم وتاعل – أهدافها، وسائل عملها وبرنامجها يجب ان تهم كل المواطنين في اسرائيل. هل ستنجح القائمة في المحافظة على وحدتها بعد الانتخابات؟ ما هو موقف القائمة فيما يتعلق بالموضوع الايراني؟ ما هي سياستها فيما يتعلق بالطريقة الواجب التعامل بها مع حزب الله، ماذا بالنسبة لحماس؟.
من لم ينتخب في هذه القائمة يمكنه، وربما يتوجب عليه، أن يحصل على معلومات بخصوص مواقفها. المحللون السياسيون يتفقون أن حزب العمل وتسيبي لفني لن يستطيعوا اقامة حكومة بدون دعم القائمة العربية المشتركة. فهي تعتبر جسما حاجبا يستطيع منع السلطة عن اليمين. من سينتخب من أحزاب اليسار عليه أن يعرف ما هو الثمن الذي ستأخذه القائمة المشتركة مقابل دعمها لحكومة اليسار. هل سيكون هرتسوغ ولفني مستعدان لدفع هذا الثمن؟ هل توجد خطوط حمراء تمنع السيدة لفني والسيد هرتسوغ من التعاون مع القائمة؟.
اسئلة مثل هذه تسأل صباح مساء بالنسبة لتعاون احزاب اسرائيل بيتنا وكلنا وشاس والحريديين في التحالف القادم. عضو الكنيست زهافا غلئون يطلب منها هذا الامر صباح مساء من قبل المذيعين على اختلافهم. لكن موقف الكتلة، التي يبدو أنها ستكون الكتلة الرابعة في الكنيست في حجمها، غير مهم على الاقل على ضوء تجاهل وسائل الاعلام.
ليس أقل من ذلك أهمية معرفة ماذا تقول هذه الكتلة للمواطنين العرب في الدولة. هل رسائلها بالعربية تشبه رسائلها بالعبرية؟ هل تعترف بحق دولة اسرائيل في الوجود كدولة يهودية؟ أو هل تطلب أن تكون دولة اسرائيل هي دولة كل مواطنيها؟ هل هناك معارضة داخل الوسط العربي للقائمة المشتركة؟.
لماذا تخفي وسائل الاعلام الاسرائيلية القائمة؟ ربما يكون ذلك كسلا وقلة معرفة. القائمة المشتركة لا تتوجه الى الجمهور اليهودي، لا تنقل بيانات مدوية للمراسلين، وهؤلاء في المقابل لا يتطرقون لهم. ايضا عندما لا تكون انتخابات فان السياسيين العرب تقريبا لا يحسب لهم حساب في وسائل الاعلام العبرية، لكن ربما هناك سبب آخر ليس بهذا القدر من السذاجة. وسائل الاعلام، التي جزء كبير منها يأمل تغيير الحكم، تعرف أنه ليس بالامكان القيام بذلك بدون القائمة الموحدة. لدى العديد من وسائل الاعلام ربما هناك خوف من أنه عندما يعرف المواطن الاسرائيلي العادي عن مواقفها، سيقتنع بأن عليه عدم تغيير الحكم.
السبب الثالث عنصري. الكثير من الصحفيين كما يبدو لا يقدرون بصورة صحيحة مثقفي القيادة العربية، ولا يقدرون أنه توجد لديهم مواقف مهمة وأنهم يستطيعون تسليط الضوء على مسائل تهمنا جميعا من زاوية أخرى مختلفة.
الخاسر الاكبر من اخفاء القائمة المشتركة هو الجمهور الاسرائيلي الذي يستحق اعلاما اكثر تعددية واكثر جدية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
رسالة داعش إلى الأردن
في عصر الشبكة العنكبوتية لا أحد يستطيع نكران التهديد الذي طال الجميع وقد وصل الى أبوابنا
بقلم: بوعز بسموت، عن إسرائيل اليوم
أهم ما جاء في المقال:
أشار الكاتب إلى الوحشية التي تستخدمها داعش مع ضحاياها، وانها تهديد يهدد العالم بأسره، كما وأشار إلى أن الولايات المتحدة على علم الآن بمدى خطورة هذه المجموعة واالتي وصفها بالحيوانات.
أكد الكاتب أن الهدف المعلن الآن لداعش هو الأردن، وهذا ما تم الوصول إليه من خلال المقطع المصور لإعدام الطيار الأردني.
في الوقت الذي كان يجري فيه في تلة الكابتول الاسماع السنوي بشأن التهديدات والتحديات التي تقف أمام الولايات المتحدة – قرر التنظيم الارهابي البربري، داعش، أن يصعد درجة: لقد أحرق تنظيم الدولة الاسلامية الطيار الاردني المسكين حياً، الذي سقطت طائرته في كانون الاول الماضي ـ بصورة مروعة ومثيرة للغضب وقذرة، وكل هذا كالعادة أمام عدسات التصوير.
رسالة داعش للاردن واضحة. المملكة الهاشمية، رفاقنا خلف الحدود هم الهدف القادم لحثالة الجنس البشري. هذه ليست مشكلة الاردن بل هي مشكلة كل واحد منا.
لا يستطيع احد ان يقول كما كان الامر سابقا «لم نعرف» ـ حيث انه في ايامنا في وجود الشبكة العنكبوتية ليس فقط نعرف كل الامور المروعة التي تحدث، لكننا نراها ايضا. نحن نرى كيف قطعوا أمس رأس امريكي وبريطاني وياباني واليوم يحرقون حتى الموت في قفص صغير اردني مسكين ذو مستقبل واعد، ويستمر العالم في عمله اليومي. التحالف المكون من 62 دولة لم يستطع وقف هذا السرطان الذي ظهر داخلنا وسمي بداعش، أمر مدهش.
كل مواطن في عالم اليوم ـ مسلم، مسيحي أو يهودي – عليه أن يقول «حتى هنا»، لكن الواقع شيء آخر. في كل دقيقة ينضم شخص جديد، طبيعيا أو ايديولوجيا، لهذا الفيروس الذي سمي الجهاد. كل هذا يحدث في الوقت الذي يرفض فيه رئيسا امريكيا حاز على جائزة نوبل للسلام، براك اوباما، حتى الآن – ايضا اليوم – أن يضع على شفتيه الكلمتين «ارهاب اسلامي». ما العمل يا سيادة الرئيس. لكن نفس «الارهاب الاسلامي» – نعم ارهاب اسلامي – يستمر في الانتشار، القتل، وتجنين العالم. إنه يذبح ايضا وفي الاساس المسلمين الذين لا يسيرون في طريقه.
شاهدت أمس الفيلم القصير الذي ليس عليكم رؤيته. يبدأ الفيلم بصورة الملك عبد الله ومشاهد هجوم جوي ومن ثم يصلون الى الجزء الاساسي: الطيار يتحدث للكاميرا في الاستوديو. هناك ضوء على عينه اليمنى. يتحدث بالعربية ويلبس الملابس البرتقالية التي يعرفها كل طفل في العالم. يصف طلعته الجوية. وعندها تظهر ثمانية أعلام عربية للدول المشاركة في الحرب. عندها تظهر صورة لطفل يبكي. حينها يصلون الى اللحظة المفزعة: الطيار يسير في مكان يبدو مثل جهنم. نرى حيوانات داعش يقفون مسلحين ومعهم اسلحة كالعادة ولكن ليس لديهم قلوب. الطيار مفزوع ومنهك – يظهر في داخل قفص. يبدو أن هناك مادة مشتعلة صبت عليه. عندها يظهر رجل داعش، وجهه مغطى، ويشعل القفص. موسيقى عربية دراماتية تناسب الصور. لو كان هذا فيلما للرعب هوليوودي لكان مُنع للترويع الذي يتجاوز حدود احتمال الانسانية. الطيار المسكين أحرق، وهو يمسك بوجهه وينهار. شاهدت الفيلم وصليت ودعوت ألا يشاهد والديه ذلك.
الارهاب الاسلامي قتل الطيار المسكين، سيدي الرئيس. هذه الحيوانات يجب ازالتها من العالم لأن هذا ما يريدون صنعه لنا ولقيمنا: ابادتنا.
داعش، لمن لم ينتبه، في العراق وسوريا ولبنان – يهدد الاردن، تماما بقربنا. ربما حان الوقت لنفهم أين نعيش وماذا نما في محيطنا، الشرق الاوسط في الوقت الذي كنا نتعجب كيف يكون أنه لم يتحقق السلام حتى الآن؟.
الشرق الاوسط يزداد تفاقما، الدول فيه تتمزق، رؤساء (الاسد) يقومون بذبح ابناء شعبهم ويبقون في الحكم، قوات غربية ترجع الى البيت وكأن التهديد قد انتهى، وطالبان يتم تعريفها في واشنطن كحركة مقاومة سرية وليس كمنظمة ارهابية. وفي الوقت الذي نحن مشغولون فيه بتدوير القناني – الارهاب الاسلامي يقدم لنا قصص مروعة جديدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
السيسي يحارب وأوباما غير مهتم
بقلم: رؤوبن باركو، عن إسرائيل اليوم
أهم ما جاء في المقال:
( قال الكاتب في مقاله أن مصر تتعرض لهجمة إرهابية من قبل أنصار بيت المقدس والاخوان المسلمين وبضلوع حماس فيها، وأن الاخوان يحاولون الاعتراض على حكم السيسي بالطرق الإرهابية.أشار الكاتب إلى التحريض الذي تمارسه الجزيرة ضد مصر، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تقف موقفا بعيدا عن ما يحدث فيها)
يرفض الاخوان المسلمون في مصر التسليم بحكم الناخب ويحاولون بواسطة الارهاب العنيف تحويل السيسي الى غير شرعي. منذ تم انتخاب نظام السيسي في مصر ديمقراطياً، فان الدولة تغمرها موجة من الارهاب الذي ينفذه الاخوان المسلمون ضد افراد الجيش والنظام في مصر وخاصة في سيناء، وتسببهم باضرار للاقتصاد المصري والبنية التحتية للدولة.
في خطابه الأخير في الازهر حاول السيسي أن يوصل الى علماء «الاسلام المتعقل» رسالة شجاعة بشأن الحاجة لمحاربة الارهاب ودعاهم الى مراجعة ذاتية والقيام «بثورة دينية» ضد الارهاب. دعوته هذه بقيت دون رد.
وهكذا، تحارب مصر الآن ضد «انصار بيت المقدس» الذين توطدوا في سيناء واعلنوا عن انفسهم «اقليم سيناء» وأدوا الولاء لـ«داعش». وطوال الأشهر الأخيرة تسبب رجال «اقليم سيناء» باضرار جسيمة وخسائر قاسية من خلال سلسلة عمليات وسيارات مفخخة، وفي يوم الخميس الماضي كبدوا الجيش المصري عشرات القتلى.
وقد اشارت مصادر مصرية الى بصمات حماس وذراعه التنفيذي «عز الدين القسام» في مساعدته ل»اقليم سيناء» في القتال. كما اتضح الامر من خلال الاتصالات بينهم وبين هؤلاء الارهابيين. وجرّاء ذلك اعلنت مصر عن عدم شرعية الذراع العسكري لحماس. وإزاء عشرات النعوش التي عرضت في وسائل الاعلام دعى السيسي اجهزة الامن المصرية في سيناء الى الانتقام لدماء المقاتلين المصريين وقال:» اننا نحارب ضد منظمة ارهابية عالمية مدربة جيدا…انني لا اقيد ايديكم عن الانتقام من الارهابيين». وخلال خطابه المؤثر اعلن السيسي عن انشاء قيادة برئاسة جنرال لتحارب الارهاب وتطور سيناء وخصص 10 مليون جنيه مصري لهذه الغاية.
كعادتها، فقد حرّفت الجزيرة اقواله. ومن خلال معلق «من قبلها» ادّعت انه دعى الى حملة انتقامية وإلى حرب اهلية وحوّل الجيش المصري الى قاَضٍ وجلاد. بالمقابل، وفي مقابلة مع القناة، احتج مجدي شندي محرر المجلة الاسبوعية المصرية على التحريض المتواصل للجزيرة، ضد مصر.
وبالرغم من ذلك تواصل الجزيرة تحريضها، وذلك بالمساعدة المادية لحماس والعمل من خلال برامج وثائقية على إعلاء شأن كتائب عز الدين القسام كنموذج للاقتداء. في هذا الاطار يتفاخر احد رجال القسام عبد الكريم الحنيني، في سلسلة من بطولته، كيف قتل مدنيين وجنود اسرائيليين وقام بتدريب المستمعين الفلسطينيين ورجال الاخوان المسلمين في مصر، على كيفية إعداد العبوات الناسفة.
بالرغم مما يجري في مصر، فلم يتم بعد إخراج حركة الاخوان المسلمين في اوروبا والولايات المتحدة عن القانون. ما زال العديد من الزعماء يعتقدون ان هذه حركة سياسية شرعية وهم يعرفون انها تشغّل الارهاب في العالم وفي «الشرق الاوسط الجديد» وذلك بالرغم من ان العديد من الدول العربية اعتبرت هذه الحركة و»الحركات المنبثقة عنها» منذ فترة كحركة «غير شرعية». في الدول العربية وليس في الغرب يفهمون جيدا العربية. هذه الحقيقة تثير الشكوك بأن الولايات المتحدة، التي فقدت الاهتمام بمنطقتنا، سلَّمت في الحقيقة بسيطرة الاسلام المتطرف على الشرق الاوسط، وضحّت باصدقائها في المنطقة. فامتناعها عن لجم قطر التي تحرض على الارهاب وتموّله، يدل على ان الولايات المتحدة غير مبالية للاضرار التي تلحق باسرائيل ولسقوط مصر بأيدي الاصوليين، الامر الذي يقود الى سقوط الدول العربية المعتدلة.
يبدو ان الامريكيين، الذين يتواجد جزء من جيشهم في قطر الاستغلالية، الى جانب الاوروبيين، ومعهم شريكتهم تركيا في حلف الناتو يتبعون سياسة «بعدي الطوفان» وسلموا بتقسيم الشرق الاوسط الاخذ في الاضمحلال، ما بين الاسلاميين السنة المتآمرين وبين الايرانيين الغزاة الذين يسيطرون على مواقع هامة ورأس جسر في العراق وسوريا ولبنان وكذلك في البحرين واليمن. ويتحرك كلا المعسكرين السني والشيعي الان باتجاه سباق للتسلح ومواجهة حاسمة مدمرة عصيّة على التفادي بموازاة استكمال المشروع النووي الايراني، في غياب عقوبات او اتفاق ملزم لكبحه.
في هذه الاثناء، يعمل الاتحاد الاوروبي مع وزراء الخارجية العرب لخلق جبهة ضد الارهاب الاسلامي بمشاركة موهومة لتركيا وقطر اللتين تدعمان الارهاب. وعن ذلك يقال في العربية «حاميها حراميها» وبالعبرية (عيّنوا المجرمين حراساً).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
سعي اوباما لعقد اتفاق بخصوص القدرة النووية مع النظام الايراني يشكل خطرا قاتلا يجب أن يحذر اوباما من الوقوع فيه
بقلم: يورام ايتنجر،عن إسرايل اليوم
أهم ما جاء في المقال:
يقول الكاتب أن إيران تسعى للوصول إلى أن تكون دولة نووية وأن هذا من شأنه أن يقيم حربا عالمية. أشار الكاتب إلى النظام الديني لآيات الله وأنهم يعتبرون أن الجهاد فرض، وأنه يجب عليهم تطبيق حكم الله.
أشار الكاتب أن إيران تؤمن بالعنف وأنه لا يجب التعامل معها وفقا للمفاوضات.
بغض النظر عن سياستها تجاه إسرائيل، فإن ايران تطور على مدى السنوات الماضية قوة عظيمة (في مجال الذرة)، من اجل ازالة الخطر العظيم (الولايات المتحدة) وتحقيق الهدف الأعظم: السيطرة على الخليج الفارسي، على العالم الاسلامي وقدر المستطاع على العالم العربي.
ان فحصا سليماً لـ 36 عاما من نظام ايات الله يبين بصورة لا لبس فيها – ان ايران النووية ستزيد بصورة كبيرة من حدة الخطر الواضح والاني التي تشكله اليوم ايران التقليدية.
ان الاستعداد للتضحية بـ 500.000 طفل على مذبح اخلاء الألغام اثناء الحرب العراقية الايرانية (1980-1988) اوضحت ان ايران نووية وتحلم بمشاهد يوم البعث، لا يمكن استيعابها، وايران على حافة الوصول لتكون دولة نووية من شأنها ان تؤدي الى حرب عالمية نووية.
حكم اية الله يقدس مباديء الاسلام: اخضاع الكفار لقوانين الشريعة، الجهاد هو فرض على المسلم، حق الاسلام على الارض هو حق الهي (وقف)، دار الاسلام “بيت المؤمنين” سيهزم دار الحرب (“بيت القتال”) ضد (“الكفار”). المراءاة والمداهنة (التقية) اعدّت من اجل حماية المؤمنين من “الكفار”. لقد تميّز الرئيس روحاني بـ “التقية” عندما ادار المفاوضات مع وكالة الطاقة النووية العالمية. في سنة 2002 اعلن ان ايران ليست معنية بالقدرة الكيماوية، او البيولوجية او النووية.
ان طموحات ايران جليّة. كل عام تحيي ايران في 4 تشرين الثاني “يوم الموت لأمريكا”، كما انها تدعم الارهاب الاسلامي الدولي والمعادي لأمريكا، وتقود الارهاب والتخريب في العراق، افغانستان، دول الخليج المؤيدة لامريكا والاردن، انتقلت الى اليمن التي تشكل لوحة قفز للثورة في السعودية وعُمان والسيطرة على مضائق هرمز وباب المندب الحاسمة بالنسبة لاقتصاد العالم، كما انها تسيطر على جزء كبير من العراق وتدعم الاسد وحزب الله، وتقوم بالتعاون مع كوريا الشمالية بتطوير صواريخ عابرة للقارات، وتعزز تعاونها مع انظمة راديكالية في امريكا اللاتينية.
منذ تولي روحاني مقاليد الحكم ارتفع عدد الذين تم اعدامهم في ايران،721 سنة 2014 مقابل 665 سنة 2013، اضافة الى سحق وعدم احترام حق العبادة والصحافة والتعبير والتنظيم.
بالرغم من هذه الحقائق- التي تبين ان تنفيذ الاتفاقيات من جانب ووجود نظام الايات من جانب اخر هي الشيء ونقيضه- فإن الرئيس اوباما يرى في النظام الايراني شريكا ممكنا لإتفاق يمكنه ان يمنع (او لا سمح الله) يثير حربا نووية. ان توق اوباما الواضح لعقد اتفاق مع طهران بدلا من فرض اتفاق عليها، وحرصه على التنازل عن خيار عملية امريكية من جانب واحد ومواصلة الخيار الدولي المهديء لايران، تقوي نظام ايات الله. ومن شأنه التضحية بخيار منع ايران نووية على مذبح التوصل الى اتفاق دبلوماسي قاتل.
الخيار الدبلوماسي مناسب لمفاوضات مع نظام يحترم القانون ويرفض العنف، اما المفاوضات مع نظام يزيد حدة العنف، يلزم التاكيد على الخيار العسكري. في سنة 1988 وافق الخميني على وقف اطلاق النار مع العراق في اعقاب زيادة التدخل العسكري الامريكي. في سنة 2003 فكك القذافي البنية التحتية النووية، وعلقت ايران نشاطها النووي، ازاء تصفية نظام صدام حسين، من قبل الولايات المتحدة. ولكن ازالة الوجه العسكري الامريكي في التعامل شجّع سعي ايران للحصول على الذرة وفي مواصلة الارهاب.
هل سيتعلم اوباما من الماضي، ويمتنع عن ارتكاب اخطاء حاسمة او سيقوم بتكرارها. هل النظام الايراني يمكنه تغيير سياساته ام انه يقتضي تغيير النظام؟


رد مع اقتباس