كله كلام
بقلم: اسحق بن نير،عن هآرتس
المضمونوصفت الكاتب بنيامين نتنياهو أنه يتصيد الفرص، وأنه يتمتع بقدرة هائلة في الخطابات لكنه لا يفعل شيء، بالعكس تماما هو يصدر مشاكل المجتمع الإسرائيلي للخارج، ويصرف النظر عن مشاكل إسرائيل الرئيسية)
هدوء. هو يصعد ليخطب. هل رأيتم أي استقبال قاموا بتنظيمه له؟ ليمت كل اليساريين الحاسدين. إنه ساحر. يمكن لحسين أوباما أن يشتمه كما شاء ـ إنه لن يتوقف، إنه عظيم حينما يتحدث، أنظر كيف سيضحك عليهم بطريقة أمريكية، أنظر كيف سيقذفهم بإيران وبالقنبلة، بالكارثة وبالصواريخ على الجنوب مهما كلف ذلك من ضرر للعلاقات، كيف سيقذفهم باللاسامية وبأن كل العالم ضدنا.
يسمحون لأبو مازن بأن يسجل كل دعاواه ضدنا أمام محكمة العدل العليا الدولية. نحن لن نعطي هذا الإرهابي أي شيكل حتى لو تحطمت سلطته الفلسطينية وحدثت المظاهرات وسيطرت حماس.
أنظر، كل هذا لا يؤثر فيه (نتنياهو). هو سيضربهم على رؤوسهم. هو ساحر عظيم. ومن الجيد أن هناك من يقف من ورائه مثل شلدون الذي يحميه. فورا سيؤثر في الجميع. أي تصفيق سيحظى به في النهاية. بطل إسرائيل، هذا العاقل المسؤول سيطير عاليا في الاستطلاعات وفي الانتخابات ـ كل وسائل الإعلام اليسارية والداعشية ستركض خلفه وتحاول عضه، لكنها في النهاية ستبقى صغيرة. فمن يقدر عليه؟ كم من المرات حذر الإيرانيين الأوغاد في الأمم المتحدة من القنبلة وأننا سنهاجمهم، لكنهم لم يفهموا الرمز. الآن سيُريهم أنه مثلما قضى على حماس في «الجرف الصامد» وعلى قوافل السلاح لحزب الله، فإنه سيُذيقهم الأمرّين.
هناك في أمريكا هو كالمدفع. ليس عبثا أن قالت سيدته إنه بسهولة كان يمكن أن يكون رئيسا لأمريكا. إنتبهوا بأي قدر من الدقة يعالج كل ترهات اليسار: عندما صاح الجميع عن وجود غلاء المعيشة، جاءهم بأزمة الإسكان، وجميعهم نسوا وبدأوا بالعويل لماذا لا توجد شقق للأزواج الشابة، عندها جاءهم بـ «إسرائيل اليوم»، عفوا «إسرائيل بيتنا» مع الغمز لليبرمان بأن بيبي ليس دمية، وعندما تسلى الجميع بها ألقى عليهم سارة ومدير المنزل في قيصاريا والكهربائي والمستشار.
عندما انفجر الجميع في وجهه بسبب ذلك وبسبب التحقيق في الشرطة والاضرابات في الجنوب وخيام اليساريين المضطهدين في روتشيلد انتهت المهاترات. أنا ذاهب إلى واشنطن في مهمة مصيرية وتاريخية باسم كل شعب إسرائيل واليهود لكي أُلقن درسا للإيرانيين الذين يهددون وجودنا ولأوباما الذي يتملقهم.
رجل شجاع. الآن جميعهم مشغولون بهذا. أنظر كيف يحدد لهم برنامجهم اليومي. ساحر. هل الآن توجد للإيرانيين قنبلة، وماذا يعني ذلك، ألا يوجد لدينا أكثر منهم ضعفين يا أخي؟.
لحظة، عليك أن تعرف أنني أيضا من أولئك الذين يعانون من ارتفاع مستوى المعيشة وأسعار الشقق وأزمة المستشفيات ـ لكني أفهم سلم أفضلياته: منذ سنوات وهو يحذرنا ويحذر العالم من إيران وقنبلتها. كل تركيزه فقط على إيران. ليس غلاء المعيشة ولا السكن ولا المستوطنات ـ كلهم يبكون، لماذا يخيفنا كل الوقت. الآن ترى أنه كان على حق طول الوقت.
حقيقة: من دعوه باحترام ليتحدث أمام كل الكونغرس وأمريكا والعالم. اختيار جيد. الآن سيضربهم على رؤوسهم: الإيرانيون وأوباما ونصر الله وأبو مازن وداعش، ولبيد وتسيبي وبوجي وبينيت. سترى بعد الخطاب ماذا سيحدث هنا وكيف سيفوز في الانتخابات ويزيح اليسار عن السلطة، باذن الله. من يقدر عليه، هو الحاخام الأكبر، صدقني.
لمن سأصوت؟ آه أنا من «الذين لم يقرروا»، من أولئك المترددين بين ايلي يشاي وكحلون. الأمر حسب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
تآكل حل الدولتين
بقلم: موشيه آرنس،عن هآرتس
المضمونيقول الكاتب أنه لم يعد هناك خلاف بين حزبي الليكود والعمل في كل ما يتعلق بالشؤون الأمنية، وأشار الكاتب أن حزب العمل لم يعرض قضية حل الدولتين في حملته الانتخابية)
مراسل سياسي ألماني وصل إلى اسرائيل لتغطية الانتخابات، سألني السؤال التالي: «يخيل لي أن كل العالم باستثناء إسرائيل يهتم جدا بامكانية تحقيق اتفاق سلام بين إسرائيل وبين الفلسطينيين وبحل الدولتين، ولكن هذا الموضوع لا يقف على رأس جدول الأعمال في حملة الانتخابات الحالية. لماذا؟
افترض أن معظم المحللين السياسيين سيتفقون على أن السبب في أن حل الدولتين وتحقيق اتفاق سلام بين إسرائيل وبين الفلسطينيين لا يحتلان مكانا مركزيا في حملة الانتخابات، هو أن معظم الإسرائيليين لا يؤمنون بأن مثل هذا الاتفاق قابل للتحقق في المستقبل المنظور. فهم يعرفون بأن محمود عباس لا يمثل كل الفلسطينيين وغير قادر على أن يتوصل باسمهم إلى اتفاق مع إسرائيل. وفضلا عن ذلك، فإنهم يعرفون بأنه في أعقاب انسحاب إسرائيل من (يهودا والسامرة) الضفة الغربية ستدخل حماس إلى هذه المناطق، ويحتمل جدا أن يدخل داعش أيضا، مما سيضع تحت الخطر المراكز السكانية لإسرائيل.
يبدو أن هذا هو أيضا موقف حزب العمل وذلك لأنه هو أيضا لا يبرز حل الدولتين في حملته الانتخابية، كونه يعرف جيدا بأن أغلبية الإسرائيليين يرون فيه، في هذه المرحلة، ليس أكثر من أضغاث أحلام. غير أن العالم خارج إسرائيل لا يفهم هذا الموقف، ولا سيما أولئك منه ممن يعشقون شعار «دولتين للشعبين» الذي ولد في الماضي في إسرائيل، وتبناه منذئذ الكثيرون خارجها. وهؤلاء لا يفهمون آثار التغييرات التي طرأت في الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة. فما بدا في الماضي كبديل نزيه وواقعي في نظر الكثيرين، يبدو الآن غير واقعي.
ما كان على مدى السنين صخرة الخلاف الأساس بين الليكود وبين العمل ـ طريقة المعالجة الصحيحة للمشكلة الفلسطينية ـ تراجع إلى ما وراء الكواليس، ربما كي يعود ويبرز في مرحلة ما في المستقبل. أما اليوم فبإستثناء الأطياف الهامشية، لا يبدو أنه يوجد فارق كبير بين الحزبين في كل ما يتعلق بمواضيع الأمن. فكلاهما يريان في المشروع النووي الإيراني خطرا كبيرا على إسرائيل، وكلاهما يفهمان بأن الاتفاق المتبلور بين الولايات المتحدة وإيران هو اتفاق سيء لإسرائيل. والسؤال إذا كان يتعين على بنيامين نتنياهو أن يستجيب لدعوة رئيس مجلس النواب الأمريكي لإلقاء خطاب في الكونغرس، ليس أكثر من سؤال هامشي. فمن يعرف الأسس التي تقوم عليها العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة يعرف أنها ستبقى ممتازة في كل الأحوال. والدليل على ذلك إذا كان هذا ضروريا، هو بيع المزيد من طائرات إف 35 لإسرائيل هذه الأيام.
إن التوافق بين الليكود والعمل في الشؤون الأمنية هو موضوع جديد حقا. فهذا لم يكن هكذا دوما. زعماء العمل هم الذين دفعوا إلى الامام باتفاقات اوسلو، التي كان ميلها الفشل؛ وبعد ذلك وقعت، بقيادتهم، الخيانة لجيش لبنان الجنوبي والانسحاب أحادي الجانب من الحزام الامني، والذي في أعقابه تعاظم حزب الله، اندلعت الانتفاضة الثانية على موجهات "الإرهاب" التي ضربت مدن إسرائيل، وتعاظم تهديد الصواريخ والمقذوفات الصاروخية على مواطني الدولة. كما كان ايضا الاستعداد للتنازل عن الجولان في سوريا وعن (يهودا والسامرة) الضفة الغربية لياسر عرفات.
أحداث الماضي هذه لا تحتل مكانا هاما في حملة الانتخابات الحالية، ولكنها خلفت في قلب الكثير من الناخبين الانطباع بأن حزب العمل يتخذ يدا واهنة جدا في المواضيع الامنية.
اما الاسم «المعسكر الصهيوني» الذي اعطي للخليط بين العمل وتسيبي لفني، فهو محاولة مكشوفة لإصلاح هذه الصورة.
هكذا إذن، فإن كلفة السكن وغلاء المعيشة وإدارة اقتصاد عائلة نتنياهو بقيت المواضيع الاساس في حملة الانتخابات الحالية، وتركت حل الدولتين وراءها بعيدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
اتفاق جيد بالكفاية
بقلم: أفنير كوهين،عن هآرتس
المضمونيقول الكاتب أن الاتفاق الذي أبرم مع إيران سيسمح للإسرائيليين العيش بدون تهديد نووي إيراني لمدة طويلة من الزمن ).
خطاب بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس هذا المساء هو ثمرة سياسية فجة لا تذكر أمريكا مثيلها. ولادتها في خطيئة العلاقة بين رئيس الكونغرس، الجمهوري الذي يمقت رئيسه، وزعيم اجنبي ومغرور قبل اسبوعين من الانتخابات في بلاده، والذي يستغل الكونغرس لاغراضه الانتخابية. ولا يتردد عرابا الفضيحة في تجاهل قواعد المسموح والمحظور في السياسة الامريكية وفي العلاقات بين الحلفاء. فضلا عن الشكل، فان المضمون مقلق بقدر لا يقل.
مذهل أن نتبين كيف أن كل الرأي العام الاسرائيلي، بما في ذلك خصوم نتنياهو، أخذ بلا جدال قوله في أن الاتفاق النووي المستقبلي مع إيران سيء جدا، وكل هذا حتى قبل أن يتوفر نص نهائي.
فهل الاتفاق سيء حقا بالقدر الذي يعرضه نتنياهو؟ صحيح انه ليس مثاليا من ناحية اسرائيل، بعيد عن ذلك، ولكن كمجمل فيه امكانية كامنة لمنفعة لا بأس بها لها. ثمة في الاتفاق ربما، بضعة امور تتطلب التحسين والايضاح، ولكن بالاجمال يدور الحديث عن حل وسط معقول، ومثلما في كل حل وسط، فان هذه مخاطر وآمال، نواقص ومزايا.
الشيطان يوجد دوما في التفاصيل، وهذه ليست متفق عليها بعد. ولكن مما هو معروف، فان معظم رجال المهنة يعتقدون بان الاتفاق ليس فقط حلا وسط نزيها، بل سيكون من الصعب جدا تحصيل حل وسط آخر يكون «جيد» أكثر. فالبديل للاتفاق هو واحد: استمرار العقوبات، انهيار الاتفاق المرحلي، استئناف التخصيب، وفي نهاية المطاف المواجهة العسكرية.
فليكن واضحا للجميع. امريكا (بما في ذلك الجمهوريون) تفضل على نحو ظاهر حلا وسط معقولا على المواجهة العسكرية.
ان نقيصة الاتفاق الكبرى، من ناحية اسرائيل، هي أنه لا ينزع عن إيران ذخائرها النووية. وعاد نتنياهو ليلوح بمطلب «صفر تخصيب»، ولكن يعرف الجميع بان هذا مطلب لفظي لا أملا سياسيا أو اساسا قانونيا له. ولا سند لمثل هذا الطلب في ميثاق منع انتشار السلاح النووي. ورغم هذه النقيصة، فلا يزال الاتفاق يقلص ويقيد الذخائر النووية لإيران إلى مستوى أدنى من ذاك الذي في الاتفاق المرحلي.
صحيح انه يمنحها شرعية كدولة حافة نووية. ولكن يجدر بالذكر انها باتت كذلك قبل التوقيع على الاتفاق المرحلي. في كل الاحوال، فان مسألة دولة الحافة ولدت من «الخطيئة الاولى» للميثاق نفسه: فهو يفرض الحظر على تطوير السلاح النووي، ولكنه لا يحظر على اعضائه صراحة أن يكونوا دول حافة.
للاتفاق هناك ايضا فضائل مميزة، جرى الحديث في البلاد عنها قليلا جدا. فهو يبعد على نحو ظاهر إيران عن القنبلة ـ من بضعة اسابيع مثلما كانت في 2012، حتى نحو سنة. والاهم من كل شيء، فان الاتفاق سيقيم نظام رقابة وشفافية في إيران لفترة طويلة جدا، نحو سنوات جيل. وبعد ذلك ستكون مكانتها النووية مثل كل دولة غير نووية اخرى ملتزمة بعدم النشر. قد لا يكون هذا مثاليا، ولكن كل شيء في أوانه.
رغم علله، فان الاتفاق المقترح بعيد عن أن يكون سيئا لاسرائيل ـ الدولة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط، حسب منشورات اجنبية، ولكن سيء جدا لنتنياهو. فالتوقيع عليه سيسمح لسكان اسرائيل أن يعيشوا على مدى سنوات جيل، وربما حتى اكثر، دون أن يكون ممكنا تهديدهم بالخطر الوجودي المحدق من إيران، وسينزع من نتنياهو علة وجوده كزعيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مهربون في خدمة حماس
بقلم: نوعم أمير،عن معاريف
المضمونيقول الكاتب أن هناك مهربون لمواد البناء وتبييض أموال قام بها إسرائيليون بالرغم من تحذيرهم من ذلك مسبقا )
قُدمت أمس في المحكمة المركزية في بئر السبع لوائح اتهام شديدة ضد ثلاثة إسرائيليين بسبب تهريب مواد تستخدمها حماس في إعداد الوسائل القتالية وترميم الانفاق لتعزيز قدرتها العسكرية في غزة بعد عملية «الجرف الصامد».
لائحة الاتهام تنسب إليهم مخالفات أمنية وتمويل الإرهاب وخرق قانون ضريبة القيمة المضافة وتبييض أموال بملايين الشواقل. الثلاثة اعترفوا بالتهم المنسوبة اليهم وقالوا: «كنا مضطرين لكسب الرزق». في نفس الوقت قُدمت للمحكمة طلبات لمصادرة المواد والمركبة التي تم ضبطها.
المتهمون الثلاثة هم رجل الاعمال يورام ألون من تل أبيب ورجل الاعمال تسيون بن حمو من عين سريد ورجل الاعمال ميخال بيرتس من موشاف مفتاحيم في المجلس الاقليمي اشكول. كما قُدمت لائحة اتهام ضد ناجي زعرب وهو فلسطيني من خانيونس الذي زود هو وشقيقه أسامة حسب لائحة الاتهام اشخاص في حماس بآلاف الاطنان من الحديد والمواد منهم محمد عودة وهو نشيط متخصص في المواد القتالية، الذي اشترى مئات الاطنان من الحديد والانابيب، وهذه البضاعة نقلت مباشرة إلى معسكر تدريب لحماس. الشخص الثاني هو عدنان سعير، نشيط في حماس وله علاقة بانتاج المواد القتالية، ونشيط آخر محمد أبو حليمة الذي اشترى بضعة اطنان من الجديد والزوايا الحديدية التي تم نقلها بالشاحنات إلى مواقع حماس على أنقاض غوش قطيف.
لقد تم تحذير بيرتس في أيار 2014 ألا يتاجر مع زعرب بسبب تورطه بتزويد البضاعة لحماس، لكنه لم يمتثل للتحذير. يتضح من التحقيق أنه اعتاد على تخزين وتهريب البضاعة إلى اوساط في قطاع غزة ترتبط بالتنظيمات الإرهابية مقابل مبالغ كبيرة من الاموال. حسب لائحة الاتهام فقد قام المتهمون بنقل بضائع مهمة واستراتيجية إلى غزة منها كوابل فولاذية لبناء الانفاق ومعادن وأعمدة ولوحات ومواد كهربائية والكترونية ووسائل اتصال ومواد خام ومواد صناعية اخرى.
في الاسابيع الاخيرة كشف جهاز الامن العام عن شبكة فعالة كبيرة تم تشغيلها من حماس لشراء وتهريب المواد والأدوات إلى قطاع غزة عن طريق معبر كرم أبو سالم. في اطار هذه القضية تم التحقيق حتى الآن من قبل رجال «الشباك» وبالتعاون مع الشرطة وسلطة الضرائب مع 26 متهما اسرائيليا وفلسطينيا. الشراء تم في اسرائيل ونُقل عن طريق معبر كرم أبو سالم إلى القطاع، وفي بعض الحالات نُقلت المواد مباشرة إلى معسكرات التدريب لحماس، حسب جهاز الامن العام. يتضح من التحقيق أن تخزين المواد في اسرائيل ونقلها إلى القطاع تم بصورة عامة من خلال ادارة اوساط اسرائيلية عرفت أن الامر يتعلق بوسائل يقتضي ادخالها إلى القطاع إذنا خاصا، الاذن الذي لم يحصلوا عليه. حسب تقدير جهاز الامن العام فان الاسرائيليين عرفوا أن تلك المواد ستُنقل إلى جهات إرهابية. المواد والأدوات وجدت طريقها إلى الذراع العسكري لحماس، والى الانفاق الهجومية، والى المعسكرات والمواقع لانتاج المواد القتالية. كلما شددت مصر على ادخال المواد إلى القطاع من سيناء، تحول هذا الخط إلى أكثر أهمية بالنسبة لحماس.
في جهاز الامن العام يُقدرون أنه من اجل تسلح حماس تم توظيف مبالغ باهظة. فقد قُدر المبلغ لشراء الحديد بـ 30 مليون دولار. أصحاب المخازن المسؤولين عن النقل في اسرائيل تلقوا 1.5 مليون شيكل كل شهر، نحو 9 ملايين شيكل تم نقلها بواسطة أحد التجار مقابل وسائل اتصال واجهزة «يو.بي.إس». نحو نصف مليون شيكل تم انفاقها على شراء المولدات. خلال المداهمة التي أجريت تم ضبط سيارات نقل وبضائع ومواد وأدوات بكميات كبيرة كانت مهيأة للتهريب إلى القطاع. أحد العاملين في جهاز الامن قال: «الحديث يدور عن احدى القضايا الهامة التي عرفناها. نحن نعرف محاولات حماس لتجديد تسلحها وحفر الانفاق، لكن الامر الاخير الذي كان يمكننا تخيله هو أن يساعد مواطنون اسرائيليون مقابل المال».
«هذه القضية تُبين مرة اخرى كيف تستغل حماس بصورة ساخرة انسانية اسرائيل، ولا ترتدع عن تعريض المصالح الاساسية للجمهور الفلسطيني للخطر في سعيها لبناء قدرتها العسكرية في غزة». وتُظهر هذه القضية كمية المبالغ الطائلة التي تستثمرها حماس لتعزيز قدرتها العسكرية في الوقت الذي يشتكي فيه قادتها والمتحدثون باسمها من الوضع الاقتصادي البائس للجمهور الفلسطيني.
حاييم يلين، رئيس المجلس الاقليمي اشكول، قال أمس في رده على نشر القضية: «اذا تم حقا اثبات تُهم التعاون مع حماس فأنا أرى في ذلك خيانة عظمى لدولة اسرائيل ولسكان المجلس واعضاء المستوطنة التي أسكن فيها».


وصفت الكاتب بنيامين نتنياهو أنه يتصيد الفرص، وأنه يتمتع بقدرة هائلة في الخطابات لكنه لا يفعل شيء، بالعكس تماما هو يصدر مشاكل المجتمع الإسرائيلي للخارج، ويصرف النظر عن مشاكل إسرائيل الرئيسية)
رد مع اقتباس