الملف السوري

رقم (172)

في هـــــــــــــذا الملف

 الأسد: سوريا لن ترضخ

 ناشط سوري يكشف "تفاصيل مثيرة" من لقاء وفد شبابي مع بشار الأسد

 17 قتيلاً عشية انتهاء مهلة وقف العنف في سوريا

 إخوان الأردن مع تدخل عربي بسوريا

 الأردن مستعد لإرسال مراقبين إلى سوريا

 عقيد سوري منشق ينفي وصول اسلحة مهربة الى سوريا

 عاموس جلعاد والنظام في سوريا!

 أبعاد تصريحات ملك الأردن بخصوص سوريا!

 رفعت الأسد.. من سفاح حماة إلى "منقذ سوريا"

الأسد: سوريا لن ترضخ

الجزيرة، راديو سوا

تعهد الرئيس السوري بشار الأسد بمواصلة الحملة ضد المعارضين المحتجين في سوريا، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على نظامه، وقال "إن الصراع سيستمر، والضغط لإخضاع سوريا سيستمر، وسوريا لن ترضخ". يتزامن ذلك مع انتهاء المهلة التي حددتها الجامعة العربية لالتزام سوريا بالمبادرة التي طرحتها.

وقال الأسد -في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية نشرت الليلة الماضية- إن أي عمل عسكري يتم القيام به ضد سوريا سيثير زلزالا عبر الشرق الأوسط، وقال "إذا كانوا منطقيين وعقلانيين وواقعين فيجب عليهم ألا يفعلوا ذلك، لأن النتائج ستكون وخيمة للغاية، التدخل العسكري سيزعزع استقرار المنطقة ككل وستتأثر كل الدول".

وقالت صنداي تايمز إن الأسد وعد بالقتال بشكل شخصي والموت لمقاومة القوات الأجنبية، وتعهد أيضا بمنع وقوع هجمات أخرى من قبل "الجيش السوري الحر" الذي قالت مصادر المعارضة إنه قتل وأصاب ما لا يقل عن 20 من قوات الأمن في هجوم على مجمع لمخابرات القوات الجوية قرب دمشق قبل يومين.

وقال الأسد للصحيفة "إن الوسيلة الوحيدة هي البحث عن المسلحين وتعقب العصابات المسلحة، ومنع دخول الأسلحة من الدول المجاورة، ومنع التخريب، وفرض تطبيق القانون والنظام".

وجاء نشر تصريحات الأسد بعيد انتهاء المهلة التي حددتها الجامعة العربية لالتزام سوريا بالمبادرة التي طرحتها والتي تتضمن سحب قوات الجيش من المدن والبلدات، ورافقها تهديد بفرض عقوبات على دمشق إذا لم يوقف الأسد العنف.

ولم تعلن الجامعة بعد موقفها من طلب دمشق تعديل بعض بنود المبادرة فيما يتعلق بمهمة بعثة المراقبين المقرر إيفادها إلى سوريا، كما لم تـُصدر بيانا حتى الساعة بشأن ما ستفعله بعد انتهاء المهلة.

التعاون الإسلامي

من جانبها أعلنت منظمة التعاون الإسلامي السبت أنها ستعقد اجتماعا طارئا في مقرها بمدينة جدة السعودية السبت المقبل "لحث سوريا على وقف نزيف الدماء واستهداف المدنيين وتشجيع تنفيذ إصلاح سياسي".

كما سيعقد اجتماع لممثلي اللجنة التنفيذية للمنظمة لاقتراح تنظيم حوار بين السلطات السورية والمعارضة.

وجاء الإعلان بعد أيام من تحذير الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو من التدويل المحتمل للأزمة السورية إذا أخفقت دمشق في الإذعان لمطالب الإصلاح وإنهاء العنف.

وأكد أوغلو في بيان السبت رفض المنظمة -التي تضم 57 بلدا- للتدخل الأجنبي في سوريا، مضيفا أن المزيد من العنف سيهدد على الأرجح سلام وأمن واستقرار المنطقة.

ضغوط

ويواجه الأسد ضغوطا دولية متزايدة من أجل إنهاء الحملة الأمنية العنيفة ضد الاحتجاجات المستمرة في بلاده منذ ثمانية أشهر.

ففي لندن أعلن أمس أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ سيجري غدا الاثنين محادثات مع قادة المعارضة السورية الذين سيلتقون أيضا مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء ديفد كاميرون. وسيكون هذا الاجتماع أول لقاء علني بين لندن ومسؤولي المعارضة السورية.

وفي كندا اعتبر وزير الدفاع الكندي والجنرال الذي قاد عملية حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا السبت أن هذه العملية ليست مثلا يحتذى به للتدخل العسكري مستقبلا في سوريا.

وقال وزير الدفاع الكندي بيتر ماكي -في كلمة ألقاها في منتدى حول الأمن الدولي عقد في هاليفاكس في جنوب شرق كندا- "علينا أن نكون حذرين في استخدام هذه المقاييس، ومن الأفضل عدم التسرع".

وأضاف "علينا أن نتنبه ونتجنب نسخ كل ما حصل في ليبيا لتطبيقه في سوريا وإيران وكوريا الشمالية". وقال "في سوريا هناك عنف بالتأكيد، إلا أننا لسنا في وضع يتيح تطبيق نظرية مسؤولية حماية المدنيين"، معتبرا أن هذه النظرية في القانون الدولي محصورة في الإبادة الجماعية.

من جهته، قال الجنرال الكندي شارل بوشار -الذي قاد عملية الأطلسي في ليبيا- إنه "يجب ألا تكون ليبيا نموذجا للمستقبل، فسوريا مختلفة، فهي تقع في الشرق الأوسط ولها جيران مختلفون، كما تحظى بدعم إقليمي"، في إشارة إلى إمكان تورط إيران في النزاع في حال حصول تدخل عسكري ضد سوريا.

الموقف الإسرائيلي

وفي المؤتمر نفسه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن الرئيس بشار الأسد "تجاوز نقطة اللا عودة"، وإنه سيواجه المصير نفسه للزعيمين السابقين الليبي معمر القذافي، والعراقي صدام حسين.

وقال "لا أقول إنها عملية دائمة، الأمر مستمر منذ أكثر من ستة أشهر، لكن التدهور في ازدياد كما نرى ما دام أشخاص داخل قواته الأمنية وقواته المسلحة وقيادته بدؤوا في تقدير كيفية نهاية ما يحدث". وتابع "أعتقد أننا نشهد للمرة الأولى انشقاقات في الصفوف الداعمة له". وأضاف "أعتقد أن الرد الدولي، خصوصا من الجامعة العربية التي تخلت عنه، والملك الأردني عبد الله الذي انتقده علنا، وكيفية الضغوط المتزايدة التي يمارسها عليه الأتراك، كل تلك مؤشرات فعلية على نهاية هذا النظام". وتابع باراك "لن نحتاج على الأرجح العام المقبل إلى تنظيم دورة عن سوريا".

وأقر وزير الدفاع الإسرائيلي بأن إسرائيل "يمكن أن تستفيد" من تغيير النظام في سوريا، لكنها "لن تكون الوحيدة"، لافتا إلى أن "هذا الأمر قد يصب في مصلحة الشعب السوري"، وشدد على أن إسرائيل "لا تؤدي أي دور" في سوريا.

مظاهرة

وفي القدس المحتلة قال شهود عيان إن عشرات الأشخاص تظاهروا أمس أمام قنصلية الولايات المتحدة في القدس الغربية دعما لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

ورفع المتظاهرون صورا للرئيس الأسد وأعلاما لسوريا. وكتب على واحدة من اللافتات "فلتسقط الإمبريالية والمؤامرة الرجعية على سوريا قلعة العروبة"، "ارفعوا أيديكم عن سوريا".

ورفع متظاهرون أيضا لافتات تندد بقطر والجامعة العربية المتهمتين بالتآمر مع الولايات المتحدة على سوريا. ولم يتدخل عناصر الشرطة الإسرائيلية وعناصر الأمن الذين كانوا ينتشرون حول القنصلية.

ناشط سوري يكشف "تفاصيل مثيرة" من لقاء وفد شبابي مع بشار الأسد

العربية

أوضح الناشط حسام العريان، الذي التقي الرئيس السوري بشار الأسد ضمن وفد شبابي في شهر مايو/أيار الماضي؛ أنه كان "محبطا"، مشيراً إلى أن الأسد رفض دخول وسائل الإعلام الخارجية إلى البلاد لتغطية الأحداث بحجة أن الإعلام المحلي قادر على إعطاء "المعلومات الصادقة" التي تجري على أرض الواقع.

ونقل عن العريان في صفحته على موقع "فيسبوك" عن الأسد قوله: "نحن لسنا بحاجة للإعلام الخارجي لسببين: أولهما أن وكالات الأنباء العالمية لديها مراسلين في شتى أنحاء العالم, عدا سوريا.. فلذلك ينبغي عليهم أخذ أخبارهم من إعلامنا نحن ونحن من سيعطيهم الأنباء الواقعة على أرضنا. أضف إلى ذلك أن إعلامنا على طول السنين الماضية لم تسمح الفرصة لكي يبرز عالمياً، واليوم ها هو يغتنم الفرصة لزيادة خبرته في هذا المجال".

وكان اللقاء الذي ضم 14 شاباً بدعوة من الاتحاد الوطني لطلبة سوريا جرى في 7 من مايو/أيار في إطار الوفود التي اعتاد الأسد في بداية الأحداث في سوريا على استقبالها لـ"الاستماع لمطالبها".

وقال العريان المقيم في مدينة حلب إنه ولدى سؤاله الأسد عن أسباب عدم محاكمة المسؤولين المتورطين بدماء السوريين مثل رئيس فرع الأمن السياسي السابق في درعا عاطف نجيب، جاءه الجواب: "أجل عاطف نجيب متورط (مع طأطأة لرأس بشار الأسد)، لكن لم يرفع أي شخص دعوى في المحكمة عليه ليتم محاكمته, أضف إلى ذلك هو ابن خالتي ولم أره منذ 22 سنة".

مطالبات بـ"التوقف عن قمع الناس"وعندما طالبت فتاة من حمص بإلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تنص على أن حزب البعث هو القائد للأمة والمجتمع، قال الأسد: "يجب تفعيل دور حزب البعث لأنه خلال العقود الماضية, المواطن السوري لم يلمس أهمية الحزب القائد في الدولة"، ووفقاً للعريان فقد أصاب هذا الجواب غير المنتظر الكثيرين من الحاضرين بالذهول والاستغراب.

وعندما ناشد شاب من محافظة الحسكة الرئيس بإصدار أوامر لقوى الأمن بالتوقف عن قتل الناس وقمعهم والاكتفاء باعتقالهم بشكل محترم، رد الأسد: "نحن نسعى لتدريب رجال شرطة مختصين في التعامل مع المتظاهرين، وسيباشرون عملهم خلال أشهر قليلة".

ورفض الأسد خلال اللقاء مراعاة أوضاع أصحاب الشهادات الجامعية والعليا في الخدمة العسكرية الإلزامية، موضحاً: "خدمة العلم بمفهومها الحالي هي خدمة للوطن، وحتى لو كان الطبيب يقف عند الحواجز العسكرية ويحارب، فهو بذلك يخدم وطنه".

وكان الشاب اقترح على الأسد أن فكرة تحويل مفهوم خدمة العلم إلى خدمة الوطن "بوضع الاختصاص المناسب في المكان المناسب، عبر إرسال المهندسين على سبيل المثال للمشاركة في المشاريع التابعة للحكومة، وإرسال الأساتذة للتدريس في القرى, بهذه الطريقة الدولة تحقق فائدتين: الأولى تغطية للمدارس في كافة الأراضي السورية, والثانية توفير مبالغ لا بأس بها، ويمكن الاستفادة منها في تحسين مستوى المدارس عمرانياً في بعض المناطق".

ولدى سؤاله عن عدم تطبيق قانون "التظاهر السلمي"، أجاب الرئيس السوري: "نحن لا يهمنا من يتظاهر, لكن ما يهمنا أمره هو، من يصور، ومن يرسل المقاطع للإعلام الخارجي".

17 قتيلاً عشية انتهاء مهلة وقف العنف في سوريا

الاتحاد، دويتشه فيله

قتل 17 شخصاً أمس في سوريا، بينهم 11 مدنياً ومنشقان وأربعة من عناصر الاستخبارات الجوية، وذلك في اليوم الأخير من المهلة التي حددتها الجامعة العربية للنظام السوري ليوقف أعمال العنف. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، “قتل سبعة مدنيين في بلدة كفر تخاريم في ريف إدلب خلال الاقتحام العسكري الذي قامت به القوات السورية في البلدة والقرى المجاورة لها”. وأضاف عبد الرحمن “كما قتل مدنيان وعسكريان منشقان خلال اشتباكات جرت بين الجيش النظامي السوري ومنشقين عنه في القصير الواقعة في ريف حمص، كما قتل آخر برصاص قناصة في حمص”. وأشار المرصد إلى أن “أربعة مواطنين أصيبوا بجراح إثر إطلاق رصاص من قبل القوات السورية قرب المشفى الوطني في القصير”.

وأفاد مدير المرصد بأن أربعة عناصر من الاستخبارات الجوية قتلوا إثر هجوم شنه منشقون عن الجيش السوري استهدف سيارتهم وسط سوريا. وذكر عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن “منشقين هاجموا بالرصاص سيارة تقل أربعة عناصر تابعين للاستخبارات الجوية بالقرب من قرية المختارة الواقعة على طريق السلمية - حمص، ما أسفر عن مقتلهم جميعاً”.

وازدادت خلال الفترة الأخيرة المواجهات بين منشقين عن الجيش السوري وقوات الأمن النظامية في مختلف أنحاء سوريا، ما ينذر بشبح “حرب أهلية”. وللمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سوريا، تعرض مقر للاستخبارات الجوية في ريف دمشق لهجوم شنه فجر الأربعاء ما يسمى بـ”الجيش السوري الحر” المنشق عن الجيش السوري.

من جهتها، ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا المشرفة على سير أحداث الحركة الاحتجاجية أن الجيش “بدأ اقتحام بلدة شيزر بريف حماة وسط قصف عشوائي بالأسلحة الرشاشة الثقيلة وحملة مداهمات مكثفة”. من جانبها أفادت وكالة الأنباء الرسمية بأن “الجهات المختصة نفذت عميلة نوعية تم خلالها إلقاء القبض على أكثر من 140 مطلوباً في مناطق متفرقة من جبل الزاوية، بينهم 60 في كفر نبل وكفر روما” في شمال غرب البلاد.

وعشية انتهاء المهلة، خرجت تظاهرات مسائية في أحياء عدة من مدينة حمص واجهها الأمن بإطلاق النار، ما أسفر عن سقوط 11 جريحاً، منهم 4 بحالة خطرة في حي الخالدية، حسبما أكد المرصد. وأضاف أن عدداً من أحياء المدينة شهد عمليات اقتحام من قبل الأمن السوري، مثل أحياء الإنشاءات وجورة الشياح والقرابيص، ترافق مع إطلاق رصاص. ولفت إلى أن حي الغوطة شهد وجوداً أمنياً كثيفاً، حيث سرعان ما تفرقت المظاهرة المسائية حين اقتحمت أكثر من 11 مدرعة الحي، كما تواصل إطلاق النار الكثيف في معظم الأحياء . كما شهد ريف حمص تظاهرات مسائية في مناطق عدة، مثل الحولة ومدينة تدمر، بحسب المصدر نفسه.

وقال ناشطون في لبنان إن الحكومة السورية قامت بحملة واسعة، استهدفت مدينة معرة النعمان بالقرب من الحدود مع تركيا بحثاً عن عناصر منشقة عن الجيش هاجموا منشآت عسكرية. ومن المقرر أن تنتهي المهلة التي منحتها الجامعة العربية لسوريا لوقف حملة القمع التي تشنها ضد المحتجين المطالبين بالحرية الساعة 2200 بتوقيت جرينتش أمس السبت.

وقال دبلوماسي عربي في بيروت في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية أمس إن دمشق طلبت تعديل 18 بنداً في الخطة. وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه إن “سوريا ترفض السماح للمراقبين بدخول المستشفيات والسجون، كما أنها لا تريد وجود ناشطين مدنيين بين المراقبين”. ووفقاً للدبلوماسي، فإن دمشق تصر على أن عناصر من الجيش والأمن سترافق المراقبين خلال مهتمهم لضمان أمنهم.

إلى ذلك، صرح السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية بأنه “سيتم إصدار بيان من الجامعة بتحديد آخر تطورات الوضع بالنسبة للأزمة السورية وإيضاح الخطوات التي سيتم اتخاذها في إطار الموقف السوري”.

إلى ذلك أصبحت الحياة في حمص، المعروفة باسم عاصمة الثورة السورية، صعبة على نحو متزايد، نتيجة تفاقم أعمال العنف بين الحكومة والمعارضة. وقال ناشطون في المعارضة إن سكان المدينة البالغ عددهم نحو مليوني شخص يجدون صعوبة في الحصول على المواد التموينية الأساسية كالمواد الغذائية والماء والوقود. فيما قطعت إمدادات المياه والكهرباء على حي بابا عمرو، وهو مركز مقاومة رئيسي في حمص. وأفاد ناشطون سوريون بأن حصار الحكومة لحمص أدى إلى نفاد الوقود من العديد من محطات البنزين، مما أجبر الكثير من الأعمال على التوقف عن العمل، من بينها المخابز. وقال عمر أدلبي، وهو ناشط بارز يتمركز في لبنان، إن الوضع في حمص “بائس”.

وقال أحمد، وهو من مواليد حمص، ويعمل في لبنان، وعاد للتو من زيارة إلى عائلته، “إنهم يقومون بتعبئة شاحنات الصهريج بالمياه من آبار المياه الجوفية، ويقومون بتوزيعها خارج المساجد، وفي مواقف السيارات، وأحياناً في وسط الشوارع”.

وأضاف أن “عدداً قليلاً من المتاجر لا يزال مفتوحاً، ولكن أرففها أصبحت شبه فارغة”. وأشار إلى أن المواد الغذائية والمياه تباع في الشوارع بخمسة أضعاف السعر العادي.

وأكد أحمد “يمكننا العيش من دون الماء والطعام، يمكننا أن نعيش من دون الكهرباء. ولكننا لا نستطيع العيش من دون حرية”. وأضاف “أن الحكومة تفعل ما فعله الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي مع شعبه عندما حرمهم من المياه والكهرباء لمعاقبتهم على انتفاضتهم ضده. نأمل أن يلقى الرئيس السوري بشار الأسد مصيرا أسوأ من القذافي”.

و تعد حمص نقطة محورية في الانتفاضة وأعمال القمع التي تشنها القوات الموالية للرئيس السوري. وقال أحمد “اقتاتت عائلتي لمدة أسبوع البسكويت في بداية شهر نوفمبر الجاري نتيجة القصف العنيف من قبل قوات الأسد على الحي الذي يعيشون فيه بمدينة حمص”.

وأضاف “أن الوضع سيزداد سوءاً مع برودة الطقس”. وقدر أدلبي أمس عدد الدبابات المتمركزة حول حمص بنحو ألف دبابة. وأضاف “بكل بساطة المدينة تحت الحصار”. ويبدو أن تضاؤل العائدات وزيادة الدعم الحكومي وإصابة قطاع السياحة بالشلل، زاد من متاعب الحكومة السورية والشعب. وقد ارتفع سعر وقود التدفئة المدعوم من قبل الدولة، والذي يعتمد عليه السوريون بكثافة في فصل الشتاء، من 31 إلى 78 سنتاً أميركياً للتر الواحد منذ أن بدأت الانتفاضة.

إخوان الأردن مع تدخل عربي بسوريا

الجزيرة

رفض المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن همام سعيد الدعوات للتدخل الأجنبي في سوريا، بعد يوم من إعلان الإخوان المسلمين السوريين قبولهم تدخلا تركياً لحماية المدنيين.

وقال سعيد للجزيرة نت -ردا على سؤال حول دعوة إخوان سوريا للتدخل التركي- "نحن نرفض التدخل الأجنبي في سوريا ونرفض تدويل الأزمة السورية، نريد لها أن تبقى في الإطار العربي".

وأضاف "نطالب جامعة الدول العربية بالضغط السياسي على نظام بشار الأسد سياسيا من خلال تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وإذا لزم الأمر فلتتدخل قوات عربية لحماية الشعب السوري".

وتابع القيادي الإسلامي البارز "إذا لم ينصع النظام السوري للضغوط العربية فنحن نؤيد تدخل قوات عربية لوقف شلال الدم النازف في سوريا، لكننا نحذر من تدويل الأزمة السورية وتدخل أطراف أجنبية فيها".

واعتبر أن فتح الباب للتدخل الأجنبي "مرفوض"، وقال إن بإمكان العرب -بما يملكونه من مقومات مادية وقوات عسكرية- "إجبار النظام السوري على الانصياع لإرادة الشعب السوري وثورته".

وكان حزب جبهة العمل الإسلامي –الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين- دعا الحكومة الأردنية للاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا للشعب السوري.

وبرر الحزب موقفه في مذكرة بعثها لرئيس الوزراء الأردني عون الخصاونة الخميس باستمرار "شلال الدم النازف في سوريا"، ورفض النظام الانصياع للإرادة الشعبية.

الأردن مستعد لإرسال مراقبين إلى سوريا

الاتحاد، الشروق

أعلن الأردن أمس أنه على استعداد لإرسال مراقبين ضمن البعثة التي تنوي الجامعة العربية إرسالها إلى سوريا، في وقت أعرب فيه إسلاميو الأردن عن تأييدهم لإرسال قوات عربية إلى هذا البلد “لوقف شلال الدم”. وقال وزير الخارجية ناصر جودة في تصريحات صحفية إن “الأردن مستعد للمشاركة في فريق المراقبين العرب الذي قررت الجامعة العربية إرساله إلى سوريا بحال موافقة دمشق”.

وعرض الوزراء العرب إرسال 500 مراقب ينتمون الى منظمات عربية للدفاع عن حقوق الانسان ووسائل إعلام، اضافة الى مراقبين عسكريين الى سوريا للتأكد من حماية المدنيين في المناطق التي تشهد مواجهات. من جانب آخر، قال المراقب العام لجماعة “الاخوان” في الاردن امس ان الجماعة تؤيد تدخل قوات عربية في سوريا “لوقف شلال الدم النازف”. وقال همام سعيد في تصريحات نشرها موقع الجماعة الإلكتروني “إذا لم ينصع النظام السوري للضغوط العربية، فنحن نؤيد تدخل قوات عربية لوقف شلال الدم النازف في سوريا، لكننا نحذر من تدويل الأزمة السورية وتدخل أطراف أجنبية فيها”. وأضاف “نطالب جامعة الدول العربية بالضغط السياسي على نظام بشار الأسد سياسيا من خلال تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، وإذا لزم الأمر فلتتدخل قوات عربية لحماية الشعب السوري”. واعتبر سعيد أن “فتح الباب للتدخل الأجنبي مرفوض”، مشيراً إلى أن “بإمكان العرب بما يملكونه من مقومات مادية وقوات عسكرية إجبار النظام السوري على الانصياع لإرادة الشعب السوري وثورته”.

عقيد سوري منشق ينفي وصول اسلحة مهربة الى سوريا

رويترز

نفى قائد المنشقين عن الجيش السوري في مقابلة تلفزيونية دخول أسلحة مهربة من الخارج الى المنشقين بعد أن اتهمت دمشق دولا مجاورة بالسماح بتهريب الاسلحة عبر حدودها.

وقال العقيد رياض الاسعد الذي يقيم في جنوب تركيا لقناة تلفزيون الجزيرة يوم السبت "لا يوجد تهريب حتى طلقة واحدة..لم تدخل .. وأؤكد ذلك. لم تدخل طلقة واحدة من تركيا الى الاراضي السورية ابدا."

وأضاف "تركيا لحد الان لم تقدم لنا اي دعم ...ولا في اي مجال امني..فقط معونات انسانية وتقتصر على ذلك ولا يوجد اي شيء اخر."

كان وزير الخارجية السوري وليد المعلم اتهم يوم الاثنين جيران سوريا وخاصة تركيا بالسماح بتدفق الاسلحة عبر حدودها للمنشقين.

وتقول دمشق ان من المستحيل تنفيذ مبادرة سلام اقترحتها الجامعة العربية وتدعو لانهاء العنف وانسحاب قوات الحكومة السورية من المراكز الحضرية اذا كانت تواجه مقاومة مسلحة وتهريبا للاسلحة الى المنشقين.

ويقول الاسعد انه يوجد اكثر من 15 ألف منشق في الجيش السوري الحر يتصدون لحملة تشنها الحكومة السورية ضد احتجاجات مستمرة منذ ثمانية اشهر تطالب بانهاء حكم الرئيس بشار الاسد.

وتنحي سوريا باللائمة في اعمال العنف على عصابات "ارهابية" مدعومة من الخارج وتقول انها قتلت نحو 1100 من الجنود والشرطة.

وقال العقيد الاسعد ان جميع اسلحة الجيش السوري الحر اما جلبها المنشقون معهم عندما انشقوا عن قوات الامن السورية او تم الاستيلاء عليها في هجمات على الجيش النظامي او جرى شراؤها من داخل البلاد.

وقال "النظام يعرف ان ازلامه يبيعونه بدراهم قليلة..نحن الان نشتري السلاح من الداخل السوري ولا يأتينا اي سلاح من الخارج ابدا."

وأمهلت الجامعة العربية سوريا حتى اليوم السبت لوقف اعمال العنف التي تقول الامم المتحدة انها خلفت 3500 قتيل على الاقل منذ بدء الثورة ضد حكم عائلة الاسد المستمر منذ 40 عاما في مارس اذار.

وعلقت الجامعة العربية عضوية سوريا الاسبوع الماضي وهددت بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على دمشق.

وقال الاسعد ان المزيد من المنشقين سينضمون الى قواته اذا وجدوا مناطق عازلة تتوافر بها الحماية للفرار اليها.

وأضاف "الجنود السوريون وأكثر الضباط في الجيش السوري ينتظرون الفرصة المناسبة حتى يجدون القوة التي يحتمون بها او المنطقة التي يتجهون اليها." وتابع "ولكن نحن نعاني من الطيران السوري حقيقة...النظام استخدم الطيران في حمص والرستن وجبل الزاوية."

وعبرت الكثير من الدول ومنها الولايات المتحدة عن القلق من ان تنزلق سوريا الى حرب اهلية لكنها رفضت امكانية التدخل العسكري الخارجي على غرار عملية حلف شمال الاطلسي التي ساعدت قوات المعارضة الليبية على الاطاحة بمعمر القذافي.

وقال العقيد الاسعد ان رجاله لا يريدون اي تدخل مباشر بخلاف فرض منطقة لحظر الطيران وامداد المنشقين بالسلاح.

واضاف ان هذه هي الوسيلة التي يمكن بها الدفاع عن "اهلنا" بقوة اكبر وتحقيق الهدف المتمثل في اسقاط النظام.

عاموس جلعاد والنظام في سوريا!

النهار، ايلاف

أكثر ما يستحق التوقف عنده هو آخر ما صدر من قلب اسرائيل، اعتبار رئيس الطاقم الامني السياسي في وزارة الدفاع عاموس جلعاد قبل ايام في حديث الى الاذاعة الاسرائيلية "أن سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيترتب عليه حدوث كارثة تقضي على إسرائيل، نتيجة لظهور إمبراطورية إسلامية في منطقة الشرق الأوسط، بقيادة الإخوان المسلمين في مصر والأردن وسوريا".

هذا ليس كلاما عاديا بل انه رأي لمسؤول اسرائيلي يعمل حاليا في عصب الحكومة، أي وزارة الدفاع. ويأتي موقف جلعاد ليؤكد الكلام الذي نقل قبل فترة عن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو و حذر فيه من سقوط الاسد، وليصبّ في سياق معلومات متقاطعة تفيد ان اسرائيل رمت بكل ثقلها في المعركة لمنع سقوط النظام، تحت عنوان حماية وجودها من خطر وصول الاسلام السياسي "المتطرف" الى السلطة في سوريا. وتدور في واشنطن معركة سياسية دعائية يقودها الاسرائيليون من المقعد الخلفي لتخفيف انخراط الادارة الاميركية في معركة اسقاط بشار الاسد. ولذلك تبدو الادارة الاميركية الحالية اكثر حذرا من الاوروبيين في الموضوع السوري. وفي الخلاصة تبدو الصورة محيرة بعض الشيء وان تكن المصالح الدولية عاملا يبرر كل المواقف الغريبة نوعا ما: فالنظام السوري برئاسة الاسد يرتبط بحلف استراتيجي مع ايران الاسلامية صاحبة المشروع النووي الذي يشكوه الاسرائيليون ويلوحون بسببه بالحرب مع طهران، ويجد حليفا موضوعيا، بل أكثر من موضوعي في اسرائيل بزعامة بنيامين نتنياهو، الذي يتلقف حذر بشار الاسد من ان سقوطه معناه نشوء عشرات الافغانستانات، وسبق لرامي مخلوف ان قال في نيسان الماضي أن أمن اسرائيل من أمن النظام في سوريا. في حين لا يتوقف "عواينية "النظام في لبنان عن التهديد بانفجار على صعيد المنطقة اذا سقط النظام، ويذهب عتاة مؤيدي "حزب الله" الى التحدث عن آلاف الصواريخ التي ستسقط فوق المدن الاسرائيلية اذا ما شارف نظام بشار على السقوط!

وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فإن القرار 1559 الذي نعتبره صكّ الاستقلال الحقيقي، واجهه الاسرائيليين الذين اعتبروا ان خروج القوات السورية من لبنان يعرض امن اسرائيل. ودارت معركة مقنعة في اروقة القرار في واشنطن بين اللوبيات الاسرائيلية واللوبيات الحقوقية واللبنانيين وشخصيات من الادارة في سبيل القرار 1559. في مناسبة أخرى، وفي حرب 2006 سأل موريس غوردو مونتاني و كان المستشار الديبلوماسي للرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك المستشار الديبلوماسي لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت: "انتم تعرفون مصدر سلاح "حزب الله" وذخيرته، فلماذا تدمّرون لبنان؟ اقصفوا المصدر"؟ اجاب الاخير: "و هل تريدوننا ان نسقط النظام السوري؟ لن نفعل ذلك. ان هذا النظام اقلي ضعيف ومكروه، فلماذا نستبدل ما يناسبنا بما يمكن ان يهدد دولة اسرائيل؟ هذا غيض من فيض، والتاريخ سيذكر الكثير من الحقائق عن "ممانعة" النظام في سوريا.

أبعاد تصريحات ملك الأردن بخصوص سوريا!

العرب اون لاين

لا يمكن اعتبار مطالبة الملك عبد الله الثاني بتنحي الرئيس السوري زلةَ لسان أو موقف عفوي عابر، بل هو سياسة رسمية مبنية على معطيات مفادها أن الرئيس السوري صار ورقةً محروقة، وأنه أضحى جزءاً من المشكلة وليس الحل.

وهذه التصريحات التي تأتي من رأس النظام الأردني تُعبِّر- ضمنياً- عن موقف دول الجوار، كما تُعبِّر عن موقف دول الخليج غير المعلَن خوفاً من انتقام محتمل للنظام السوري ضد هذه الدول، تقوم به إيران نيابةً عن حُكام دمشق، وذلك بإثارة النعرات الطائفية، وتحريك الشيعة في منطقة الخليج، وإيقاظ الخلايا النائمة التي قد تُسبِّب مشكلات أمنية واجتماعية لدول الخليج التي تفتقد للقدرات الأمنية الفائقة.

والدول العربية صارت تدرك أن وجود نظام دموي في دمشق يُشكِّل عبئاً عليها، وقد يُغرق المنطقة بأسرها!! وهذا يُفسِّر القرارَ القوي لجامعة الدول العربية بتجميد عضوية سوريا في هيئات الجامعة العربية، والذي يعتبره الكثيرون تمهيداً لتدويل الأزمة السورية، وفتح المجال لتدخل غربي بمختلف الأشكال.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: لماذا صَمَتَ الأردن الرسمي على مدار أشهر عديدة ولم يُعلِّق على أحداث الثورة السورية، ثم انفتحت شهيته- فجأةً- للإدلاء بدَلْوه في الموضوع تلميحاً وتصريحاً؟!. والجواب هو أن الدول تعتمد على مراقبة الأزمات، وتترك كرةَ النار تتدحرج أمامها دون استباق الأحداث، وفي ضوء المواقف الدولية تأتي الردود العربية.

فالعربُ لا يَقدرون على اتخاذ فعل حقيقي بسبب ضعف تأثيرهم الإقليمي والعالمي، لذلك ينتظرون الأفعال الأمريكية والأوروبية، ثم تأتي المواقف العربية كرد فعل تابع لمواقف القوى الكبرى. ولأن الغرب قد رفع الغطاء والشرعية عن الرئيس السوري، فقد صارت المواقف العربية أكثر تحرراً وانطلاقاً. فقامت دول الخليج بسحب سفرائها من دمشق، ثم رفعت جامعة الدول العربية الغطاءَ عن النظام السوري، وقامت بحشره في الزاوية، وتجريده من الاحتضان العربي، وتعريته من عُمقه العربي. وبعدها جاءت تصريحات العاهل الأردني غير المسبوقة بضرورة تنحي بشار الأسد، وقبل ذلك تمهيد انتقال السُّلطة بشكل سلمي وسلس.

ومن الجدير بالذِّكر أن التصريحات الملكية قد جاءت بعد قيام أحد المسؤولين الأمريكيين بزيارة المنطقة للتأكد من أن الأردن ولبنان يُطبِّقان خطة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أمريكا على سوريا. وهذا يُعطينا مؤشراً مهماً على أن الأردن- بما يملكه من حدود طويلة مع سوريا وعلاقات اقتصادية ومشاريع مشتركة- قد صار رأسَ الحربة العربية في مشروع إسقاط النظام السوري. ومن الدلائل على ذلك أيضاً احتضان المعارِضين السوريين في الأردن ومنحهم حرية الحركة والتحدث مع وسائل الإعلام المختلفة ومهاجمة نظام بشار الأسد بشكل علني.

كما أن المظاهرات المناوئة لنظام بشار تجري أمام السفارة السورية في عَمان على مرآى ومسمع من القوى الأمنية دون نكير، بل إن الرئيس السوري يُشتَم في هذه المظاهرات التي تعرضها كافة وسائل الإعلام.

كما كثر الحديث عن إقامة مناطق عازلة بين سوريا ودول الجوار لتسهيل انشقاقات الجيش السوري وتوفير الحماية لهم لكي يصبحوا شوكةً في خاصرة النظام السوري. ولا تخفى أهمية الحدود الأردنية مع سوريا في مثل هذه الخطة.

وبالتالي فإن الأيام القادمة حُبلى بالمفاجآت غير السارة لنظام بشار، إذ إن مستقبله السياسي صار وراء ظهره، ولا يمكن لعقارب الساعة أن تعود إلى الوراء. لذلك فإن السؤال لم يعد حول إمكانية سقوط الرئيس السوري، فقد صار السؤال: ماذا بعد بشار؟!.

رفعت الأسد.. من سفاح حماة إلى "منقذ سوريا"

الوفد، الشروق

في ذروة التحذيرات من انزلاق الأمور إلى حرب أهلية في سوريا ، خرج رفعت الأسد على وسائل الإعلام أكثر من مرة ليقدم نفسه على أنه البديل لحل الأزمة ، الأمر الذي أثار تساؤلات واسعة حول مغزى هذا التطور وهل هو مناورة للالتفاف على إرادة الشعب بتغيير حكم عائلة الأسد أم أنه تأكيد على تضييق الخناق على نظام بشار الأسد حتى داخل طائفته العلوية .

ورغم أن الإجابة ليست بالأمر السهل ، إلا أن تصريحات رفعت الأسد وتاريخه يؤكدان أنه لا يمكن أن يكون البديل ، وأن كل ما يحدث ليس سوى مناورة جديدة لإطالة حكم عائلة الأسد بشكل أو بآخر .

ففي 19 نوفمبر ، قلل رفعت الأسد عم الرئيس السوري بشار الأسد من شأن الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية لحل الأزمة في بلاده ، داعيا المجتمع الدولي إلى بذل المزيد من الجهود للحيلولة دون وقوع حرب أهلية باتت على الأبواب .

وقال الأسد في تصريحات لراديو "سوا" الأمريكي: " إنني أعتقد أن الحرب باتت تقترب كثيرا، على المجتمع الدولي أن يتحرك لأنها ستنعكس على الجميع دون استثناء لأن المستهدف هم الأقليات سواء في سوريا أو لبنان".

وفي إشارة واضحة إلى قلقه فقط على مستقبل الطائفة العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد ، أضاف رفعت الأسد أن الأقليات مهددة من الأغلبية الساحقة، وأعرب في الوقت نفسه عن تشاؤمه إزاء مستقبل سوريا في ظل عدم وجود بديل للرئاسة يضمن الاستقرار في البلاد، مضيفا أن تصريحاته لا تعني أنه لا يرغب في أن يتنحى النظام ولكن يجب التفرقة بين النظام ورأسه.

ولم يقف الأمر عندما سبق ، فقد أدلى رفعت الأسد "74 عاما" بتصريحات في 17 نوفمبر طالب خلالها صراحة برحيل نظام بشار ، ولكن دون خروج الحكم من عائلة الأسد .

ودعا في هذا الصدد في تصريحات لتليفزيون "إل سي آي" الفرنسي إلى تشكيل تحالف عربي دولي يتفاوض مع ابن أخيه على صفقة يتنحى بموجبها الأخير عن الحكم مقابل حصوله على ضمانات له ولأقاربه ، وتولي السلطة عمه أو "أحد أفراد العائلة".

وتابع " يتعين على بشار المغادرة لكن دون الرحيل من البلاد ، إنه ليس مسئولا وإن ما يجري هو تراكم تاريخي لكثير من الأشياء".

ويبدو أن رفعت الحاصل على شهادة الدكتوراه في الاقتصاد أعد العدة بالفعل لتقديم نفسه على أنه البديل ، حيث أعلن في ختام اجتماع عقد في أحد فنادق باريس عن تشكيل حركة معارضة جديدة برئاسته أطلق عليها اسم "المجلس الوطني الديمقراطي"، تضم بشكل رئيس مسئولين في حزبه "التجمع القومي الديمقراطي الموحد" وقيادات سابقة في حزب البعث.

ورغم ما سبق ، إلا أن ما يجمع عليه كثيرون أن محاولات رفعت الأسد وهو الشقيق الأصغر للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وكان نائبا له واعتبر لفترة طويلة خليفته المحتمل قبل أن يقوم بمحاولة انقلابية فاشلة انتقل على إثرها للإقامة في المنفى في 1984 متنقلا بين باريس ولندن ، لن ترى النور.

فمعروف أن شخصية رفعت الأسد لا تحظى بقبول معظم السوريين ، بحكم سجله وماضيه المرتبط بنظام عائلة الأسد، حيث كان يقود ميلشيات حكومية تسمى "سرايا الدفاع" والتي وجهت لها اتهامات بالتورط في مجازر عديدة بين عامي 1978 و1982 بأوامر من قائدها رفعت الأسد ونوابه ، إبان ذروة الصدامات الدامية بين السلطات السورية وجماعة الإخوان المسلمين في الثمانينيات.

كما أن منظمات عربية لحقوق الإنسان تتهم رفعت الأسد بالتورط في جرائم تستدعي المحاكمة وتشمل هذه الجرائم قتل السجناء السياسيين المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين بشكل جماعي في سجن تدمر في يونيو/ حزيران عام 1980.

وتشمل تلك الجرائم أيضا تعذيب المواطنين في مراكز الاستجواب التابعة لسرايا الدفاع، ومشاركة السرايا في القصف الأعمى للمدن بما فيها مجزرة حماة الشهيرة عام 1982 التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء.

وبالإضافة إلى ما سبق ، فقد ذكرت قناة "الجزيرة" أن رفعت الأسد الذي عاد عام 1992 إلى سوريا ليشارك في تشييع والدته وغادرها من جديد إلى باريس عام 1998 ، عرف عنه أيضا حياة البذخ والقمار في أوروبا هو وأولاده ، حيث يمتلك استثمارات سياحية وعددا من الصحف والمجلات، إضافة إلى محطة ANN الفضائية العربية.

وبصفة عامة ، فإن محاولات رفعت الأسد لتقديم نفسه على أنه البديل لإنقاذ حكم عائلة الأسد لن تكلل بالنجاح ، ويبدو أن الأسوأ مازال بانتظارها في حال لم تقنع الطائفة العلوية بشار بالإسراع في التجاوب مع الجهود العربية ووقف حمامات الدم في سوريا.