خطاب السيد الرئيس الذي وجهه لأبناء شعبنا في الوطن والشتات عشية توجهه إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية
ابرز ما جاء في خطاب السيد الرئيس الذي وجهه لأبناء شعبنا في الوطن والشتات عشية توجهه إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية:
• لقد ولدت مأساة شعبنا مع ولادة هيئة الأمم المتحدة التي أتخذت مئات القرارات والتوصيات الصادرة عن الجمعية العامة أو عن مجلس الأمن إلا أنها لم تجد طريقها للتنفيذ.
• إننا نذهب إلى الأمم المتحدة للمطالبة بحق مشروع وهو الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين بهذه المنظمة، نحمل معنا كوفد فلسطين كل الآم وآمال شعبنا لتحقيق هذا الانجاز وانهاء الاجحاف التاريخي بحقنا لننعم كبقية شعوب الأرض بالحرية والاستقلال في دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
• جهودنا الحثيثة والمخلصة من أجل التوصل عبر المفاوضات إلى أن ينتهي الاحتلال ويفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وصلت إلى طريق مسدود بسبب سياسيات الحكومة الإسرائيلية المتعنتة والرافضة للإلتزام بمرجعية للمفاوضات على أساس قرارت الشرعية الدولية والاتفاقات الموقعة مع منظمة التحرير، وموصلتها للإستيطان وتهويد القدس من خلال تغيير الواقع الديمغرافي في المدينة وهو ما يحول دون حل الدولتين على اساس حدود67.
• نتوجه إلى الأمم المتحدة يحدونا الأمل الكبير لنيل العضوية لدولتنا المنشودة وهو ما لا يمس بحال من الأحوال منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، والتي تبقى ويبقى دورها حتى نحقق الاستقلال التام والناجز ويمثل حل جميع قضايا الوضع النهائي وعلى رأسها قضية اللاجئين.
• منظمة التحرير هي السلطة العليا للشعب الفلسطيني، والسلطة الفلسطينية الموجودة هنا انبثقت عنها وبأمرها وبرعايتها، لذلك كل من يتحدث عن المنظمة وضياع المنظمة فكلامه ليس في محله اطلاقاً.
• ستبقى المنظمة ليس حتى نصل إلى حل وإنما حتى ينفذ هذا الحل ومن جملة القضايا التي يجب أن ننتظر تنفيذها وليس حلها فقط هي قضية اللاجئين.
• على مدار العام المنصرم أبدينا استعدادنا للإنخراط بمفاوضات جادة وجدية وتجاوبنا مع الإرادة والمساعي الدولية دون أن نلقى من الحكومة الإسرائيلية سوى التجاهل والمماطلة وسياسة فرض الوقائع على الأرض وتحويل المفاوضات من أجل المفاوضات.
• قمنا خلال السنتين الماضيتين بجهود كبيرة لاستكمال بناء مؤسسات دولتنا وبنيتها التحتية وشهد العالم ومؤسساته الدولية ذات الاختصاص بنجاح جهودنا وأهليتنا للاستقلال، وفي هذا الإطار فقد أشاد تقرير البنك الدولي الصادر هذا الشهر بأداء السلطة الوطنية ومؤسساتها بجميع المجالات خاصة في مجال الأمن والعدالة والتنمية الاقتصادية وإدارة الإيرادات والنفقات وتقديم الخدمات للفلسطينيين، واعتبر التقرير هذه الانجازات تقدما جوهرياً تتقدم من خلاله المؤسسات العامة الفلسطينية على نظيراتها في الدول الأخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وغيرها، وهذا كان من أهم الأسباب التي جعلتنا نقول سبتمبر واستحقاق سبتمبر.
• قلنا سبتمبر لأسباب ثلاثة؛ الأول: أن أوباما قال أريد أن أرى دولة فلسطينية في سبتمبر القادم عضوا كامل العضوية، والثاني: أن الرباعية قالت لا بد من بدأ المفاوضات في سبتمبر على أن تنتهي في سبتمبر، والأمر الثالث قلنا نحن نتعهد بأن تكون هناك مؤسسات فلسطينية كاملة ناجزه قادرة على أن تسمي نفسها دولة مستقلة في شهر سبتمبر؛ وجاء هذا التقرير من البنك الدولي وليس من جمعية خيرية هنا وليس من مؤسسة عربية، بل من البنك الدولي ليقول إن لدينا ما هو أحسن من غيرنا.
• وما الاعتراف المتزايد بالدولة الفلسطينية هذا العام حيث أصبح عدد الدول التي اعترفت بها حتى اليوم يزيد عن 126 دولة سوى مؤشر واضح على اتساع التعاطف والتأييد لتطلعات شعبنا في الحرية الاستقلال وحقه المشروع في الدولة ذات السيادة، أي ان ثلثي دول العالم تعترف بنا والثلث الأخر يعترف بنا ولكن لا يعطينا سفارة.
• نحن الشعب الوحيد في العالم الذي بقي تحت الاحتلال، لا توجد جزيرة أو منطقة معزولة إلا رفعت علمها ولها كرسي في الأمم المتحدة إلا الشعب الفلسطيني، وهنا نسأل لماذا.
• دولة ديمقراطية تضمن الحريات الفردية والجماعية والالتزام بحقوق الانسان وحقوق المرأة ومبادئ المكاشفة والمحاسبة وسيادة القانون.
• نسعى لنيل العضوية في الأمم المتحدة على حدود عام 67 لنتمكن بعد ذلك من العودة للمفاوضات على أساس مرجعية واضحة أقرها العالم، نتفاوض من خلالها على قضايا الوضع الدائم المتمثلة في القدس واللاجئين والحدود والمياه والأمن والمستوطنات وقضية أسرانا الصامدين، لأنه في ذلك الوقت سيكونون أسرى حرب.
• علينا أن نفهم أننا لسنا ذاهبين لنأتي بالاستقلال، سنعود لنتفاوض على بقية القضايا.
• نتوجه إلى الأمم المتحدة لنضع العالم أمام مسؤولياته حاملين في أيدينا غصن الزيتون الذي حمله الزعيم الراحل ياسر عرفات قبل 36 عاماً، وليس كما يدعي البعض لعزل إسرائيل ونزع الشرعية عنها، نحن نريد أن نعزل سياسة دولة إسرائيل ونريد أن ننزع الشرعية عن الاحتلال وليس عن دولة إسرائيل.
• ما نريده أن ننهي الاحتلال وننزع الشرعية عنه, فالاحتلال وممارساته هي الكابوس الجاثم على صدورنا حيث تتجلى هذه الممارسات باستمرار الاعتقالات والاقتحامات وبناء الجدران وهدم البيوت وتكثيف النشاطات الاستيطانية واعتداءات المستوطنين المتمثلة بقلع الأشجار وحرق المساجد وآخرها تدريب الكلاب لمهاجمتنا وإرسال الخنازير البرية لتعيث بالأرض فساداً، والتهديدات بمواجهة المواطنين الفلسطينيين عشية ذهابنا إلى الأمم المتحدة.
• هذا الاحتلال هو سبب معاناة شعبنا وحرمانه من حقوقه الوطنية المشروعة وعامل أساس لعدم الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، هذه الاعتداءات تذكرنا بمثل هذا اليوم بمذبحة صبرا وشاتيلا.
• نذهب إلى الأمم المتحدة متوكلين على الله ومتسلحين بإرادة شعبنا الذي قدم الكثير من أجل وطنه ومن أجل أن يحيى حياة حرة كريمة ككل شعوب العالم، كما أننا نذهب مستمدين القوة من تضحيات شهدائنا الأبرار وأسرانا البواسل، ومن أمتنا العربية والإسلامية ومن جميع شعوب العالم المحبة للسلام.
• إننا أمام مهمة صعبة وتاريخية وليست نزهة ولا يجوز الاستهانة بالعقبات التي سنواجهها، فعلينا الإصرار على تحقيق هدفنا من ناحية وبالواقعية من ناحية أخرى، وإذا نجحنا وهذا ما نعمل من أجله فعلينا أن نعلم أيضا بأنه في اليوم التالي للاعتراف بالدولة لن ينتهي الاحتلال ولن تكون المهمة التالية سهلة، ولكننا نكون قد حصلنا على اعتراف العالم بأن دولتنا محتلة وأرضنا محتلة وليست أرضاً متنازعاً عليها كما تروج الحكومة الإسرائيلية لذلك.
• الاستيطان غير شرعي منذ البداية.
• تكون المفاوضات بعد الاعتراف ومهما كانت صعبة قائمة بين دولة ودولة, واحدة محتلة والأخرى تحت الاحتلال الذي ينبغي أن ينتهي في أخر المطاف .
• أخاطبكم بكل صراحة واعدكم جميعاً بأن النتائج التي ستحقق اياً كانت ستطرح أمام مؤسساتنا لاتخاذ القرارات المناسبة بشأنها، فالذهاب إلى الأمم المتحدة ليست الاستراتيجية الفلسطينية وإنما هي جزء من هذه الاستراتيجية التي تهدف إلى إعادة فلسطين بعاصمتها القدس الشريف وعلى حدود الرابع من حزيران 1967 إلى خارطة الجغرافيا من خلال المفاوضات ذات المرجعية الدولية المحددة.
• إنني أؤكد لأبناء شعبنا في الوطن والشتات في المخيمات والمنافي تمسكنا بثوابتنا الوطنية، داعياً الجميع إلى التوحد والتحلي بتقاليدنا الوطنية والنضالية وبعدم إعطاء أحد أية ذريعة تمس بمصداقيتنا أو تمس عدالة نضالنا المشروع وسعينا لانتزاع قرار دولي يعترف بعضوية دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس.
• في هذه الأيام نحن أمام استحقاق ومحطة تاريخية وسوف يثبت شعبنا كما أثبت في الماضي أنه قادر على اجتياز هذا الاختبار موحداً في التحرك الشعبي المساند لحركتنا السياسية والتأكيد على سلميته في الداخل والخارج.
• نبتعد بكل ما نستطيع من قوة عن أن يجرونا إلى مواقعهم، إلى حيث يريدون، وأنا أتمنى على كل فلسطيني وفلسطينية أن ننتبه، لا تعطوهم فرصة ولا ذريعة، نحن نريد مقعد في الأمم المتحدة ولا أكثر وأي خروج عن هذا المطلب سيخرب مساعينا.
• لا مصلحة فلسطينية أكثر من وحدتنا الوطنية وإنهاء الانقسام الحاصل منذ عام 2007، وسنستمر في بذل كل جهد ممكن في تحقيق المصالحة باعتبارها واجب وطني ومصلحة إستراتيجية، ولا بد أن نستمر بما بدأنا به فوحدة الشعب والأرض هي أقوى سلاح بأيدينا.
• أتوجه بالشكر والتقدير للدول العربية والجهات كافة التي دعمتنا وتدعمنا في مسعانا لنيل الاعتراف بدولتنا وقبولها عضواً كاملاً في الأمم المتحدة.
• نحن ذاهبون إلى مجلس الأمن، قرارنا الذي أبلغناه للجميع أننا ذاهبون إلى مجلس الأمن، مجرد أن ألقي الكلمة في الجمعية العامة سأقدم رسالة الطلب إلى الأمين العام للأمم المتحدة ليوصل الطلب إلى رئيس مجلس الأمن، فإن خيارنا هو مجلس الأمن، أما الخيارات الأخرى فلم نتخذ فيها قرار.


رد مع اقتباس