يبدو أن قناة الجزيرة أصبحت على حافة الهاوية وحادت عن الطريق التي حددتها لنفسها، ويبدو أيضا أن القناع المغموس بالكذب والزيف والافتراء أوشك على السقوط.

فهاهم موظفوا الجزيرة يستقيلون منها مكملين ما بدأه زملاؤهم قبل عدة شهور من جملة الاستقالات عندما لم يعد بإمكانهم تحمّل زيف الجزيرة وسياستها الهدامة.

آخرهم كان مدير الجزيرة في بيروت غسان بن جدو الذي أعلن خبر استقالته وأرجعه لعدم حيادية الجزيرة.

وفيمايلي بعض المقالات التي تناولت الجزيرة تحليلا وتفسيرا.

عناوين المقالات:

• قناة 'الجزيرة' تستغني تدريجيا عن 'نجومها' الكبار وتخطط لمرحلة جديدة مختلفة

• قناة الجزيرة ضد إقامة الدولة الفلسطينية

• الجزيرة... تباين مهني ام استحقاق سياسي

• هل نجحت إيران في اختراق الجزيرة ؟

استقالة غسان بن جدو الاحتجاجية تثير العديد من علامات الاستفهام

قناة 'الجزيرة' تستغني تدريجيا عن 'نجومها' الكبار وتخطط لمرحلة جديدة مختلفة

المصدر: القدس العربي

أثارت استقالة غسان بن جدو، الاعلامي التونسي، من قناة 'الجزيرة' الفضائية الكثير من ردود الفعل داخل القناة وخارجها بسبب برنامجه الناجح 'حوار مفتوح'، الذي كان يقدمه كل يوم سبت من كل أسبوع، وكذلك ادارته لمكتب القناة في بيروت، حيث تألق في تغطية وتحليل الحرب الاسرائيلية على لبنان في صيف عام 2006، علاوة على تعاطيه المهني مع تطورات الاوضاع اللبنانية الداخلية.

وكان لافتا ان الاستقالة جاءت احتجاجية، على غرار استقالات زملائه وزميلاته السابقين، مثل حافظ الميرازي (مدير مكتب واشنطن)، ويسري فودة (مقدم برنامج سري للغاية)، وعبد العزيز عبد الغني (مدير مكتب القاهرة)، ويوسف الشريف (مدير مكتب اسطنبول)، وأكرم خزام (مدير مكتب موسكو)، بالاضافة الى المذيعات جمانة نمور ولونة الشبل ولينا زهر الدين.

السيد بن جدو اعرب عن اعتقاده بأن قناة 'الجزيرة' خرجت عن المهنية التي عرفت بها أثناء تغطيتها للاحداث في كل من سورية وليبيا، واصبحت تستخدم اسلوب التعبئة والتحريض. الامر الذي دفعه للاستقالة، وانهاء علاقته بالمحطة، وقــــد أرسل استقالته المكتوبة فعلا الى ادارة المحطة، مثلما ذكر في مقابلة مع محطة 'المنار'.

القراء في المواقع الاخبارية على الشبكة العنكبوتية (الانترنت) انقسموا في مواقفهم تجاه هذه الاستقالة، فالمعسكر الاول أشاد بالسيد بن جدو وموقفه هذا، واعتبروه موقفا مشرفا، والمعسكر الآخر رأى انه تسرع في قراره، وذكروه بأنه لم يستقل عندما كانت المحطة تتبع الاسلوب نفسه في تغطيتها للثورات في مصر وتونس واليمن.

وكانت قناة 'الجزيرة' قد أوقفت جميع البرامج التلفزيونية التي صنعت شهرتها منذ أربعة أشهر تقريبا، مثل الاتجاه المعاكس (فيصل القاسم)، وبلا حدود (أحمد منصور)، والشريعة والحياة (الشيخ القرضاوي)، ومن واشنطن (عبد الرحيم فقراء)، وفي العمق (علي الظفيري)، وهذه البرامج ساهمت بدور كبير في شهرة قناة 'الجزيرة' بسبب شعبيتها الكبيرة في أوساط المشاهدين.

السيد وضاح خنفر مدير عام القناة قال ان سبب توقيف هذه البرامج يعود بالدرجة الاولى الى انفجار الثورات الشعبية العربية، وتلاحق احداثها على مدار الساعة، الامر الذي حتم اعطاء الاولوية للتغطية الاخبارية على حساب البرامج الاسبوعية.

ويبدو ان الانتقادات للمحطة لم تتوقف عند مهنيتها وموضوعيتها فقط، بل امتدت الى الضيوف الذين يشاركون في تغطيتها البرامجية الاخبارية، فقد نشرت أمس صحيفة 'العرب' القطرية اليومية آراء العديد من المثقفين القطريين الذين يتساءلون عن أسباب ابعادهم عن الظهور على شاشة المحطة، والاستعانة بخبراتهم للتعليق على تطورات الاحداث، خاصة ان نسبة كبيرة منهم على درجة كبيرة من الدراية ويحملون شهادات عليا.

وكانت ادارة القناة قد ابعدت الكثير من الخبراء المحايدين عن الظهور على الشاشة للتعليق على تطورات الثورات العربية، واكتفت فقط بعدد محدود جداً من الناشطين السياسيين، خاصة من اوساط المعارضة.

واذا كان المستقيلون السابقون من محطة 'الجزيرة' مثل الميرازي وفودة وعبد الغني وخزام انضموا او في طريقهم الى الانضمام الى محطات فضائية مصرية او عالمية (خزام انضم الى 'الحرة' والشريف الى 'العربية') فانه مازال من غير المعروف اين ستكون وجهة السيد بن جدو.

مراسل 'القدس العربي' في بيروت الزميل سعد الياس اتصل بالسيد بن جدو للاستفسار عن هذه المسألة وغيرها، واجراء حوار معه، فاعتذر بلطف شديد كعادته، وقال انه لا يريد الحديث الآن بسبب انخراطه في بحث ترتيبات وضعه الحالي مع قناة 'الجزيرة' ووعد بتلبية هذه الرغبة في فترة لاحقة.

وعلمت 'القدس العربي' ان الزميل بن جدو تلقى عدة عروض لتأسيس قناة فضائية اخبارية جديدة على غرار قناة 'الجزيرة'، وان احد العروض او بالاحرى اقواها، يتبلور حالياً، وان ميزانية 'معقولة' قد جرى رصدها لتمويل محطة 'مختلفة'، تلتزم بـ'الثوابت العربية'، على حد قول مصدر مقرب جداً منه.

قناة 'الجزيرة' تدخل مرحلة جديدة مختلفة على حد وصف احد المراقبين الاعلاميين في الدوحة، واضاف لـ 'القدس العربي' ان هناك محاولة في ما يبدو ليس لتغيير 'جلدها' فقط، وانما ايضاً لكل نهجها السابق، وتجديدها بالتدريج بضخ دماء جديدة، والاستغناء عن معظم الوجوه القديمة بشكل تدريجي.

المصدر نفسه قال لـ'القدس العربي' ان ادارة المحطة تريد الغاء ظاهرة المذيع او المقدم 'النجم' واستبدالها بمقدمات او مقدمين جدد، يقرأون الاخبار فقط، ويسألون اسئلة يعدها المنتج للنشرة، وهذا ما يفسر الطوفان الكبير للوجوه الجديدة الشابة والمغمورة تقريباً من المذيعين والمذيعات، مع استثناءات محدودة للغاية.

قناة الجزيرة ضد إقامة الدولة الفلسطينية

المصدر: موقع شبكة اخباريات / احمد ابراهيم الحاج

بثت قناة الجزيرة تقريراً من مراسلتها شيرين أبو عاقلة عن تردي الخدمات الصحية بالضفة الغربية، وأوردت مثالاً على ذلك حالة مرضية لم يجمع الأطباء الإختصاصيون على أنها خطأ طبي، بل هي حالة تحدث من بين خمسين ألف حالة، وتم انقاذ المريضة من الموت بمعجزة طبية وبكفاءة عالية قلما تحدث في أشهر المراكز الطبية في العالم. ليست مهمتنا أن نبت في وضعية تلك الحالة، فهي أمام لجنة تحقيق مختصة وتعالج بشفافية لم تحدث في أية دولة عربية تدّعي الديقراطية، لا نقول في أية دولة ديقراطية في العالم. وقام التلفزيون الفلسطيني بحوارات مع اهل المريضة ومع وزارة الصحة بشفافية عالية.

ولكن ما أثار الإستغراب هو ما ختمت به مراسلة الجزيرة شيرين ابو عاقلة تقريرها بالقول " كيف يدعي المسئولون الفلسطينيون بجاهزية إقامة الدولة في سبتمبر (أيلول) القادم". وقالتها بصيغة استفهام استنكاري. وكأنها وبصفتها مراسلة لقناة الجزيرة تستنكر وترفض قيام دولة فلسطينية، لأن الفلسطينيين غير جاهزين لذلك متناغمة ومكرهة على ذلك مع سياسة قناة الجزيرة التي تتماهى وتتناغم وتتطابق وتلتقي مع سياسة العدو الإسرائيلي الذي يكرر هذه المقولة كل يوم على لسان مسئوليه. وطبعاً لم تكن شيرين تتحدث بصفتها مواطنة فلسطينية تحب وطنها وتخدمه في مجال عملها.

الأخطاء الطبية تحدث في أي مكان بالعالم، ولكن تبقى في إطارها القانوني والإختصاصي، ولا يتم معالجتها إعلامياً فاضحاً وسياسيا هادفاً لتصب في إطار سياسة أصحاب القناةً. ولا يجوز توظيفها بهذه الطريقة السافرة وبهذا العهر السياسي القذر الذي يضر بالمصالح الوطنية لشعب شقيق. ننتظر من العالم وبالأخص من أشقائنا العرب دعم مجهوداتنا السياسية في سبيل إقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة على أراضينا المحتلة كحل مرحلي لقضيتنا طبقاً لمعادلات القوة الراهنة.

ولكننا نجد من بعض أشقائنا المشكوك في أخوتهم الطعن بالظهر لهذا الجهد الفلسطيني. وإن كان هنالك أي تقصير في جاهزيتنا للدولة ننتظر من أشقائنا التغطية عليه، لا بل محاولة دعمنا للتغلب عليه. ولا ننتظر منهم طعناً بالخناجر في ظهورنا بينما نسمع من أبواقهم الإعلامية المنافقة التباكي على فلسطين وعلى الفلسطينيين وعلى قضية فلسطين ومقدساتها. ما نطلبه من الأشقاء هو الدعم أو السكوت إن لم يستطيعوا ذلك نظراً لتبعيتهم وهوانهم. هذا هو دأب قناة الجزيرة منذ أن رأت النور، ولم نكن نصدق أنها قناة صهيونية أمريكية جاءت في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد. ولكننا اليوم نؤمن بتلك المقولة ايماناً راسخاً لما تلعبه هذه القناة من أدوار مشبوهة هدفها التخريب وإثارة الفتنة وتقسيم المقسم وتجزيء المجزأ في عالمنا العربي. إحذروا هذا العقرب السام، وهذا الثعبان المتلوي والمتربص لكل بؤرة ساخنة ليزيدها سخونة بصب الزيت على جمرها لتشتعل وتتأجج وتحرق نارها الشجر والحجر والإنسان كما يحدث في ليبيا اليوم، وكما حدث في فلسطين ولبنان والعراق ....الخ. وكم من قادة المقاومة الفلسطينية لقوا حتفهم بعد إجراء مقابلات معهم من مراسلي قناة الجزيرة. وختاماً نقول "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند". ونقول أيضا " وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ فهي الشهادة لي بأني كامل" .

تباين مهني ام استحقاق سياسي

المصدر: الدستور / عمر كلاب

قد نختلف مع قناة الجزيرة واسلوب تغطيتها للاحداث الدائرة في فضاء العالم العربي وشوارعه التي تعج بالثوار والفجار على حد سواء , فهناك من يحاول اغتيال الثورات وهناك من يسعى الى فضاء عربي مفعم بالحرية والديمقراطية والعدل الاجتماعي وكلاهما ينزل الى الشارع مع تباين المقاصد والاهداف.

ووجه الاختلاف مع الجزيرة وتغطيتها كان غياب التوازن في التغطية , حيث تصمت هنا وتنشر هناك , لكن ابدا لم يكن الاختلاف مع الجزيرة من اجل إخفاء الحقائق او التعتيم عليها وعدم ملامسة هموم الشارع وطموحه وامال ناسه , ولا يخفى على احد دور الجزيرة في رفع سقف الحرية الاعلامية ورفع سوية المهنية في كثير من الاحوال والاعمال وكشفت الكثير وأسهمت في نقل الاحداث وتعظيم التضامن معها ومع حراك الشعوب .

اليوم تتحرك الشعوب العربية نحو مزيد من اللائق لها كشعوب حية اهدت الى البشرية تاريخا ملفتا وحضارة دائمة ابد الدهر , فتصالحت مع ماضيها كي ترسم مستقبلها ككل الشعوب الحية وتصنع لنفسها واقعا يليق بها , وتدفن كل اشكال الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي , واقعا مخضّبا بدماء شباب اطهار رحلوا من اجل عالم عربي لائق ومستقبل حر لاطفالنا .

فتنسحب اصوات كانت تهتف للحرية , لكن حريتهم مقيدة او محكومة بجغرافيا سياسية وجغرافيا طبيعية , فالحراك في مصر ثورة تستحق الدعم لكن الحراك في دمشق يستوجب الاستقالة والخروج من المشهد الاعلامي , فالجغرافيا السياسية هي الاصل وليس الجغرافيا التي ترسمها دماء الشباب الطاهرة , نهتف من اجل البوعزيزي في تونس ولكن الدم القادم من درعا مستنكر ومدان , فعلى اي قاموس سياسي سنقيس درجة احمرار دم الشهادة حسب مقياس الاعلاميين المنسحبين من المشهد ؟

الدم هو الدم , سواء سال في دمشق او بغداد او القاهرة , ومطالب الشعوب مقدرة في كل شوارع العرب , في عمان وبغداد ودمشق والقاهرة وصنعاء والمنامة , والحرية ليست مؤطرة بأطلس الجغرافيا , فتصبح على هذه الخريطة مدانة وعلى هذه الخريطة مطلوبة ومقبولة وجديرة بالدعم , جميعنا نتشابه في الألم تحت ضربات الفساد والمفسدين وجميعنا يعاني من تزوير ارادة الشعوب العربية , فكيف نحتاج الى قاموس لكي نفهم طهارة الدماء وحرمتها ؟

نختلف مع الجزيرة احيانا ونتفق معها كثيرا ولكن لا نختلف معها على ضرورة الكشف وتوحيد راية محاربة الفساد والمفسدين وضرورة احترام ارادة الشعوب , كل الشعوب من الخليج الهادر الى المحيط الثائر وننصحها بأن تنتبه الى اجندات بعض مراسيلها حتى لا تكون مكاتبها في الاقطار العربية مكاتب بلافتة الجزيرة فقط لكن اجندات هذه المكاتب تكتب وتدار في مراكز امنية وسياسية .

هل نجحت إيران في اختراق الجزيرة ؟

ملاحظة: هذا المقال نشر بتاريخ 22/8/2008

المصدر: الإسلام اليوم

دائما ما تفتقر الشعوب المسلمة إلى أصوات إعلامية صادقة , متحررة من القيد والولاء , متجردة في مادتها الإخبارية , تعبر بصدق عن آلام السنة في كل مكان , وفي كل بقعة من بقاع الأرض , ويوم أن خرجت قناة الجزيرة الفضائية من دويلة قطر الصغيرة , ظن الكثير الكثيرون أنهم قد عثروا على ضالتهم في قناة غير متحيزة , تنقل الرأي والرأي الآخر وتكشف معاناة الشعوب المظلومة المكلومة , إلا أنه قد تبدت للأعيان كثير من الدلائل التي قد تحبط طموح الشعوب في ذلك و ترسل رسالة مفادها أنه : لا إعلام بغير تحيز ولا إخبارية بغير تأثر بالأيدلوجية !

ولسنا هنا بصدد محاكمة للقناة القطرية أو لغيرها فإننا نترك ذلك للمشاهد المسلم ذي الشعور الذي لا يكذب كما لا نتحدث عن قناة الجزيرة القطرية كقناة للمسلمين أو على أنها قناة إسلامية بالطبع .. كما لا يمكننا ان ننكر تلك القفرة الإعلامية الإخبارية التي شاركت بها قناة الجزيرة لاسيما إن إنطلاقتها كانت في وقت لم يكن هناك منافس عربي لها على الإطلاق وكذلك لا نستطيع أن ننكر أن القناة تنقل قدرا من المعاناة في الأماكن والمواقع التي هي بعيدة عن المحك المؤثر في أيديولوجية القناة .

ونحن في الحقيقة قد أدهشنا ذاك التحول الكبير في المادة التي تقدمها قناة الجزيرة خصوصا فيما يخص الشأن الإسلامي السني في الآونة الأخيرة مما دعانا إلى إثارة بعض التساؤلات التي نقدمها لمسئولي القناة والقائمين عليها علنا نجد عندهم الجواب والتبرير لها.. ونحاول أن نختصر ذلك في عدة نقاط محددة .

أولا : لقد ثار تساؤل عن الجديد الذي جاء به ' وضاح خنفر ' مدير قناة الجزيرة , الذي تعين بعد أيام من دخول قوات الاحتلال الأمريكية للعراق حيث كان من المعروف سلفا أن مديرها السابق جاسم العلي كان من الداعمين للقضية ا لعراقية حتى اتهمه البعض بالولاء لصدام حسين , وغير خفي أن ثمة خلاف معروف قد وقع بين وضاح خنفر مدير مكتب الجزيرة في العراق في تلك الأثناء وبين العلي ما دعي خنفر في لقاء إعلامي ان يهاجم مديره بقوله [ مدراؤنا يريدون إبراز أنفسهم على حسابنا ! ] ....... وقد علا صوت هذا التساؤل بعد إزاحة جاسم العلي وتعين وضاح خنفر مديرا للقناة بعد لقائه الشخصي والشهير ببول بريمر الحاكم العسكري للعراق وقتذاك , وبكل من توني بلير وجورج بوش ، ولا يخفي على أحد ذلك الدعم الكبير الذي قد قدمته إيران لقوات الاحتلال الأمريكية لتسهيل دخولها بغداد والتي أفصح عنها السستاني صراحة أكثر من مرة ونالت عنه إيران جائزتها في العراق , فهل كان تعيين خنفر ــ مراسل الجزيرة في كردستان سابقا ـ بمباركة شيعية إيرانية كردية وقتذاك ؟ أم إن ذلك كان بمحض الصدفة ؟ وأن القدرات المميزة التي يتمتع بها وضاح خنفر [ 37سنة وخريج الهندسة ] هي التي قد أهلته لتولي هذا المنصب الرفيع جدا والمؤثر والذي أطلق عليه بعض المعادين لقناة الجزيرة لقب [ حاكم جزيرة قطر ] ؟ !!

ثانيا : ما يحصل من قناة الجزيرة تجاه التغطية الإعلامية في العراق مثير لتساؤل آخر فمنذ المراسلة الإعلامية للمذيع أحمد منصور لمذابح الفالوجا والتي نقل على إثرها بعضا من الممارسات الأمريكية الشيعية تجاه مسلمي السنة في الفالوجا والتي على إثرها منعت تغطيته للحرب هناك , منذ ذلك الحين واتخذت القناة مسارا غريبا فيما تعلنه من أنها تنقل الحقائق المجردة , ففي حين نجدها تنقل يوميا تصريحات المسئولين الحكوميين ويخاصة الشيعة منهم نجد أنها لا تأتي على ذكر علماء السنة ولا مسئوليهم , وفي حين يقدم أهل السنة في العراق الوثائق التي تثبت بالإحصائيات أنهم أكثرية , تسلط قناة الجزيرة الضوء على المظاهرات الشيعية والتحركات الشيعية سواء شعبية أو رسمية , وتقدم الإحصاءات المناوئة التي تعلن فيها أكثرية الشيعة ، وفي

حين يتعرض أهل السنة للمذابح اليومية وأصناف العذاب الذي يشيب لهوله الولدان على أيدي الميلشيات الشيعية , لا تبدي قناة الجزيرة اهتماما أبدا بتلك المجازر كأنها مغمضة العينين تجاهها , وفي حين يقوم جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر بأبشع أنواع

الإبادة الجماعية لأهل السنة _ والتي عبر عنها كل القادة الشعبيين والمقاومين والعلماء من أهل السنة _ , في ذات الوقت يستضيف 'غسان بن جدو' الزعيم الشيعي ' مقتضى الصدر' قائد جيش المهدي, ويفسح له مجالا على مدى ساعة كاملة ينشر فيها بيانات كاذبة ويبدو فيها أمام المشاهدين بوجه ' تقية ' يستنكر فيها تلك المذابح [ وهو قائدها ], ويدين فيها تلك المجازر [ وهو الآمر بها ] , فبأي مبدأ يقاس هذا الفعل من قناة الجزيرة ؟!

ثالثا : تبث قناة الجزيرة يوميا تقريرا عن تفجيرات وأعمال تدميرية في العراق , ولا يعدو ذلك _ بشكل يومي _ عن تلك التفجيرات التي تحصل بين مدنيين أو بين عسكريين متجندين وينسب صاحب التقرير الفعل دائما للإرهابيين _ على حد وصفه _ في حين لايتطرق التقرير من قريب أو بعيد لأعمال المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال الأمريكية ، بل يتعمد صاحب التقرير أن يقول جملة لا يمكن أن يستسيغها عاقل [ انفجرت سيارة مدرعة لقوات الاحتلال ولم يبلغ عن وجود إصابات ] !!! بل كثيرا ما تشكو فصائل المقاومة العراقية في بياناتها المختلفة عن تعمد الجزيرة لعدم نشر أو عرض عشرات الأشرطة لعمليات حية ضد قوات الإحتلال وكذلك متابعات حية لملشيات الشيعة أثناء الإبادات الجماعية , ويذكر هنا ما ذكره مراسل سابق لقناة الجزيرة يتحدث عن مديرها خنفر أثناء ما كان مديرا بمكتبها في العراق يقول : كان وضاح يصحو من النوم إذا لم يكن هناك تفجيرات فيقول ' يالا نولعها يا شباب ' !!

رابعا : هناك تساؤلات عن ذلك الاهتمام غير الطبيعي لموضوع الملف النووي الإيراني , وتصوير إيران أنها حامية حمى الإسلام , وأن قنبلتها النووية هي درع للمسلمين , وتعمد القناة في ذات الوقت أن تنأى عن أي ذكر للخطر الشيعي الإثنا عشري التكفيري على مسلمي السنة وعلى الدول السنية القريبة والبعيدة من إيران ، وإذا كانت الحكومة الإيرانية تمارس أبشع أنواع العذابات تجاه السنة في العراق قبل أن تنتج قنبلتها النووية فماذا ستفعل بعد إنتاج تلك القنبلة ؟!

خامسا : تساؤل آخر عن مدى تأثر المادة المعروضة لقناة الجزيرة بالأيدلوجية القطرية المهادنة بل والموالية لإيران , فهناك من يتهم الجزيرة أنها أول من أطلق لفظ [ المثلث السني ] على مناطق الأنبا ر في العراق , مستثنية كثير من سنة العراق في الأقاليم الأخرى وإقليم كردستان ذي الغالبية السنية , والذين يتهمون الجزيرة بهذه التهمة يذكرون موقف الحكومة القطرية عندما ناشدت دول مجلس التعاون قطر للوقوف معها من أجل قرار موحد ضد إيران وأن قطر قد تمردت على قرار مجلس التعاون واتخذت قرارا فرديا للتواصل مع إيران ، وكذلك يتساءل هؤلاء عن مدى شفافية الأخبار في القناة وعدم تأثرها بالاتجاه الحكومي الممول لها إذ إنها قد أخفت خبر نقل قذائف عنقودية ذكية من قاعدة العديد في قطر إلى إسرائيل في حين تنكر القناة على كثير من دول الجوار تخاذلها أمام شعوبها - على حد قول القناة - , أضف إلى ذلك استغلال مذيعي القناة ومقدمي برامجها كل فرصة بعيدة أو قريبة للنيل من الحكومات والهيئات والمؤسسات التي لها معها حسابات قديمة .

سادسا : هناك تساؤل خاص عن الموقف الخاص بالقناة من حزب الله الشيعي الإثنا عشري وقائده حسن نصر الله ، فقد فوجئ المشاهد المسلم أن قناة الجزيرة قد أصبحت هي المتحدث الرسمي والأول باسم حزب الله والمخابرات الإيرانية وقد اتضح في هذه التغطية المريبة نتاج تلك العلاقة بين القناة وبين إيران , ففي الوقت الذي يعلن فيه قادة حزب الله أنهم أبناء إيران بل كما تقول قيادتهم : 'هم من جزء من إيران في لبنان ' , نجد الجزيرة تشوش على تلك المعلومة الواضحة و تظهر حزب الله كأنه قائد المقاومة الإسلامية في المنطقة وحامي درع الإسلام في فلسطين , ومخلص الشعوب العربية من حكامها الظالمين !

وإذا بقناة الجزيرة تصبح مرتعا خصبا لبيانات حسن نصر الله بالساعات الطوال ولقاءات نبيه بري [ زعيم حركة أمل الشيعية صاحبة أشهر مجازر للسنة في لبنان والمتحدث السياسي باسم حزب الله في المباحثات الحالية ] ، ومحمد حسين فضل الله [المرشد الروحي لحزب الله والمتنافس مع السيستاني في المرجعية الكبرى عندهم ] , وكثير من المراجع الشيعية والصحفيين والكتاب الموالين لإيران , حتى أصبح المتابع لقناة الجزيرة يشعر أن الرأي الآخر والذي يذّكر الناس بمذابح حزب الله تجاه السنة وعقيدة الشيعة الباطلة وتكفيرهم للمسلمين وتجويزهم القتل على الهوية السنية , وسبابهم لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم , ولعنهم لأمهات المؤمنين .. أصبح هذا الرأي كأنه نشاز !

سابعا : أعتقد أن كثيرين ممن كانوا يقدرون المجهودات الإعلامية الصحفية لمدير مكتب الجزيرة في لبنان غسان بن جدو التونسي الأصل ، الماروني الأم , الشيعي الزوجة والأصهار , هؤلاء الذين كانوا يقدرون دوره الإيجابي هم الآن في حيرة كبيرة تجاه موقفة وحوارته وإستضافاته وتعليقاته وإيماءاته بل وملابسه ذاتها , التي تصب كلها في مصلحة الترويج للاتجاه الشيعي , وقبيح بنا أن نظن بهذا الإعلامي المثقف أنه جاهل بتاريخ الحركة الشيعية في لبنان وموقفها من السنة والحركة الشيعة في العراق وإبادة السنة , وإنه يجهل معنى تسيس الخبر وتوجيه التعليق والاستفادة من اللقاءات الإعلامية عبر كوكبة من المراسلين النشطين الذين قد اختيروا بدقة لأداء الدور المراد لهم ..

ثامنا : تساؤل حول تعظيم الجزيرة للدور الإيراني في فلسطين لكسب ود الشعوب الإسلامية السنية وتصوير إيران إنها المدافع الأول والممول الأكبر لحركة المقاومة في فلسطين حتى جاء في تقرير للقناة أن أغلبية اللبنانيين هم شيعة تبلغ نسبتهم 35% مقابل 25% من السنة و35% من المسحيين و5% من الدورز وقد أعلنت القناة هذه الإحصائية والتي قد زادها رئيس تحرير القدس العربي في لقاء عبر الجزيرة بقوله إن الشيعة يمثلون 40% من الشعب اللبناني المجاور لفلسطين !! وهم في ذلك يخالفون كل الوثائق والإحصاءات المؤسساتية والرسمية وتقارير التنمية البشرية القائلة بأكثرية السنة في لبنان وليس أدل على ذلك من الأكثرية التي حصلت عليها في الانتخابات الأخيرة ، حاولت الجزيرة أن تصور هذا الموقف الإيراني كداعم أول للقضية الفلسطينية وأن موقف حزب ا لله في تلك الحرب هو دعم كبير لموقف حماس , وحاولت أن تستشهد بلقاء مع الدكتور رمضان شلح قائد حركة الجهاد في فلسطين , وقد صرح خالد مشعل تصريحا واضحا بقوله إن حرب لبنان قد أضرت بقضيتنا في فلسطين وصارت كغطاء لمقتل المئات من الفلسطينين , كما شكى خالد مشعل وكثير من قادة حماس من التغطية الإعلامية المتحيزة التي اهتمت بحزب الله وهمشت قضية المسجد الأقصى والمرابطين حوله , في حين أهملت الجزيرة الخبر القائل بنفي إيران إرسالها لمبلغ 50 مليون دولاركانت قد وعدت بها للحكومة الفلسطينية ..وكأنها تتبرأ من منقصة !!

وفي الختام أرجو أن يكون لتلك التساؤلات إجابات شافية لدى المسئولين في قناة الجزيرة القطرية لئلا تعظم تلك التساؤلات في نفوس الشعوب المسلمة , فيأتي يوم قريب تفقد فيه الجزيرة مشاهديها , وتصبح برامجها في عين الشعوب الإسلامية برامج [ فيديو كليب ] ينتشر فيه العويل والصراخ والنزاع والنعيق ليلهو بمتابعتها كل مغيب عن الحقائق مهمش عن التفاعل مع الواقع وهذا مالا نرجو الجزيرة أن تصل إليه .