11 سبتمبر 2001 اليوم الذي غير العالم
11 سبتمبر : خلفيات وتداعيات الحدث
في 11 ايلول/سبتمبر من العام 2001، شهد العالم انهيار برجي التجارة العالمية والهجوم على مقر وزارة الدفاع الاميركية ( البنتاغون ) حيث قامت اربع طائرات خطفها 19 شخصاُ باستهداف الرموز الاقتصادية والسياسية والعسكرية للقوة الاميركية في وقت واحد، اثنتين منها في برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك وثالثة في مقر البنتاجون بالعاصمة واشنطن، بينما تحطمت الطائرة الرابعة التي اختطفها انتحاريو القاعدة في حقل في بنسلفانيا بينما كانت في طريقها الى واشنطن.
وبعد أقل من 24 ساعة على الأحداث، أعلن حلف شمال الأطلسي أن الهجمة على أية دولة عضوة في الحلف هو بمنزلة هجوم على كافة الدول الأعضاء، كما وجهت الولايات المتحدة أصابع الاتهام إلى تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن.
أحدثت تلك الأحداث تغييرات كبيرة فى السياسة الأمريكية، والتي بدأت مع إعلانها الحرب على ما أسمته الإرهاب، وأدت هذه التغييرات لحرب في أفغانستان وسقوط نظام حكم طالبان فيها.
بعد الحرب على افغانستان - البلد الفقير الذي انهكته الحروب – بدعوى القضاء على تنظيم القاعدة الذي صنعته امريكا إبان الإحتلال السوفيتي لافغانستان حيث دعمته بالمال والسلاح لمحاربة السوفييت، اوجدت امريكا لنفسها موطئ قدم لقواعدها العسكرية بالمنطقة وفي عام 2003 بدأت عملية غزو العراق بالتحديد في 20 مارس من نفس العام من قبل ائتلاف بقياده الولايات المتحدة الأمريكية تحت مسمى تحرير العراق والبحث عن اسلحة الدمار الشامل والتي لم تظهر حتى الان .
بينما تحيي أمريكا ذكرى اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول، يركز كثيرون من الكتاب والمعلقين الأمريكيين على الكلفة الباهظة التي تحملها بلدهم -ولايزال- بسبب "الحرب على الإرهاب"، التي كان من أبرز نتائجها حربان فاشلتان في أفغانستان والعراق وعجز ميزانية غير مسبوقة وصلت الى عدة ترليونات من الدولارات.
صحيح أن إدارة أوباما روجت لعملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في الثاني من مايو/أيار الماضي في باكستان على أنها ضربة موجعة لتنظيم القاعدة، إلا أن التحليلات الصادرة من داخل الولايات المتحدة ذاتها تقلل من أهمية هذا الأمر وتؤكد أن أمريكا خسرت كثيرا بحربها على ما تسميه بالإرهاب .
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن أن الولايات المتحدة أصبحت أقوى بعد 10 سنوات من هجمات 11 سبتمبر وأن قوة تنظيم القاعدة ضعفت بفضل جهود أمريكية قوية خلال السنوات الماضية.
وأضاف أوباما في كلمته الإذاعية الإسبوعية " بفضل الجهود المستمرة لأفراد جيشنا ومخابراتنا ومسئولي إنفاذ القانون والأمن الداخلي يجب ألا يكون هناك شك في أن أمريكا اليوم أقوى وأن تنظيم القاعدة في طريقه للهزيمة ، نفعل كل شيء باستطاعتنا لحماية شعبنا وبغض النظر عما يعترض طريقنا".
رهاب الإسلام
في الذكرى السنوية لاحداث سبتمبر تطفو على السطح العديد من التساؤلات حول اوضاع المسلمين في الولايات المتحدة والتي تعرضت لتدهور كبير في اعقاب احداث سبتمبر نتيجة انتشار التمييز والتضييق ضد المسلمين في الولايات المتحدة او ما اصطلح على تسميته بـ "الاسلاموفوبيا "، أو " رهاب الإسلام " و هو لفظ حديث نسبيا يشير إلى الإجحاف والتفرقة العنصرية ضد الإسلام والمسلمين .
ويُعَرفه البعض على أنه تحيز ضد المسلمين أو شيطنة المسلمين، وقد لوحظ استخدام المصطلح منذ عام 1976 لكن استعماله بقي نادراً في الثمانينات وبداية التسعينات من القرن العشرين، ثم انتشر المصطلح انتشاراً سريعاً بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001.
وقد اظهر استطلاع للراي اجراه مركز بيو للأبحاث مؤخرا أن معظم المسلمين يشعرون بأن الأميركيين العاديين ودودون أو محايدون تجاههم، وعلى عكس غالبية الرأي العام الأميركي الذي يشعر بعدم الرضا عن اتجاه الدولة قالت نسبة 56 % من المسلمين الأميركيين الذين يقدر عددهم بنحو 2,75 مليون إنهم راضون. وقال 7 من كل 10 إنهم يرون أداء الرئيس باراك أوباما مناسبا.
وقال جريج سميث الباحث في المركز " حسب مجموعة من القياسات يشعر المسلمون في أميركا بالرضا عن حياتهم وعن المجتمع الذي يعيشون فيه ".
ولم يتغير سلوك المسلمين الأميركيين تجاه الهجمات الإرهابية وهجمات القاعدة بدرجة كبيرة في 4 سنوات فقال 81٪ من المشاركين إن الهجمات الانتحارية والعنف ضد المدنيين دفاعا عن الإسلام أمر غير مبرر بالمرة وقال واحد بالمئة من المشاركين أنه كثيرا ما يكون مبررا.
وبدا 5 % فقط مؤيدين للقاعدة في حين تنامت نسبة غير المؤيدين لها بدرجة كبيرة بلغت 70 ٪.
في حين يوجد نحو 1,8 مليون مسلم بالغ في الولايات المتحدة ، بينهم مسلمون من أصل أميركي تحولوا إلى الإسلام، بزيادة 300 ألف عن عددهم في 2007. وثلثاهم ولد في بلد آخر.
الإسلاموفوبيا الأمريكية
في السياق ذاته أكد الرئيس الامريكي باراك اوباما على الدور الذي يقوم به المسلمون في الولايات المتحدة - بمناسبة استضافة مأدبة الإفطار السنوية في البيت الأبيض - قائلا :إن الإسلام كان دائما جزءا من العائلة الأميركية، والمسلمون الأميركيون ساهموا منذ زمن لقوة بلادنا وهويتها وفي جميع الأحوال ، وهذا الأمر صحيح بشكل خاص خلال السنوات العشر الماضية.
وقد حيا اوباما خلال المأدبة - التي دعا اليها عائلات الضحايا المسلمين في هجمات 11 سبتمبر - دور المسلمين في الولايات المتحدة بعد الهجمات وخلال العقد الماضي، بالإضافة إلى التشديد على أهمية التلاحم الوطني بين الطوائف والأديان المختلفة في الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من نتائج الاستطلاع وايجابية التصريحات الصادرة عن الرئيس الامريكي نحو الاسلام والمسلمين في الولايات المتحدة، الا ان ذلك لا يمنع وجود بعض المؤسسات والافراد والجماعات التي تسعى الى تشويه صورة المسلمين في الولايات المتحدة وتعزيز ما يسمى بـ " الاسلاموفوبيا " .
وقد كشف تقرير موسع نشره " مركز التقدم الامريكي " تحت عنوان " مؤسسة الخوف: جذور شبكة الإسلاموفوبيا في أمريكا " يبين بعد دراسة وتحقيقات دقيقة، أن زمرة من المؤسسات المترابطة، ومراكز الأبحاث، والخبراء والمدوّنين، في الولايات المتحدة، كانت وراء حملة بثّ الخوف من الإسلام والمسلمين، وزرع الكراهية لهم في أوساط الشعب الأمريكي، على مدى السنوات العشر الماضية، لكنه ينفي تعرّض مسلمي الولايات المتحدة إلى مؤامرة .
وتضم الشبكة من يسميهم التقرير " خبراء المعلومات المضللة "- ومن بينهم فرانك جافني، من مركز السياسة الأمنية، ودانييل بايبْس من منتدى الشرق الأوسط الذي مقره فيلادلفيا، وستيفن ايمرسون من " مشروع التحقيقات حول الإرهاب"، وديفيد يروشالمي من " جمعية أمريكيين من أجل الوجود القومي "، وروبرت سبنسر من منظمة " أوقفوا أسلمة أمريكا " - الذين كثيراً ما تستضيفهم البرامج الحوارية اليمينية، في شبكات التلفزيون والراديو الإخبارية، للتعليق على الإسلام وخطره المزعوم على أمن الولايات المتحدة القومي .
ووفقا للتقرير فقد حققت تلك الجماعات نجاحا ملحوظا في التأثير على الرأي العام الامريكي ظهر على سبيل المثال في الاستطلاع الذي أجرته صحيفة “واشنطن بوست” سنة ،2010 والذي أظهر أن 49% من المواطنين الأمريكيين، يحملون رأياً سلبياً عن الإسلام، بزيادة 10% عمّا كان عليه الوضع سنة 2002 .
كما نجحت الشبكة في إثارة خلاف قومي حول اقتراح بناء مركز اجتماعي للجالية الإسلامية في مانهاتن، أشاع جافني وغيره عنه أنه للاحتفاء بهجوم 11/9 على مركز التجارة العالمي .
وعلى ما يبدو فإن اجهزة الاستخبارات الامريكية ايضا مازالت تستهدف الامريكيين ذوي الاصول العربية والاسلامية حيث كشفت فضيحة قيام شرطة مدينة نيويورك بالاستعانة بوكالة الاستخبارات المركزية لمراقبة وتتبع المسلمين، واعتماد عدد كبير من المرشدين للتجسس على المسلمين الأمريكيين، طبيعة الدور الذي تقوم به الـ " سي اي ايه " في التجسس على المسلمين الامريكيين .
تفصيل الهجمات وبيان منفذيها
الطائرة الأولى
الطائرة من طراز بوينغ 767 تابعة لخطوط امريكان إيرلاينز ،انطلقت من بوسطن متوجهة إلى لوس أنجلوس الساعة 7:59 صباحاً،وعلى متنها 92 راكباً بالإضافة إلى 11 عدد الطاقم .
المنفذون: محمد عطا-مصري (قائد المجموعة )،عبد العزيز العمري (سعودي)،وليد الشهري (سعودي)، وائل الشهري (سعودي)،سطام السقامي (سعودي).
الهدف :في الساعة 8:47 ضربت الطائرة البرج الشمالي لمركز التجارة ،حيث أحدثت فوهة في الطوابق التي تقع بين الطابق 92 والطابق 99 ،وكانت النتيجة مقتل جميع من كانوا على متنها ،بالإضافة إلى 1462 شخصاً كانوا موجودين في البرج.
الطائرة الثانية
الطائرة من طراز بوينغ 767 تابعة لشركة يونايتد إير لاينز،غادرت بوسطن في طريقها إلى لوس أنجلوس الساعة 8:14 صباحاً،كان على متنها 65 شخصاً.
المنفذون: مروان الشحي-إماراتي (قائد المجموعة)،أحمد الغامدي، فايز بني حماد (إماراتي)،حمزة الغامدي(سعودي)،مهند الشهري (سعودي).
الهدف:في الساعة 9:3 صباحاً بتوقيت نيويورك ضربت الطائرة الطابق رقم 81 من البرج الجنوبي لمركز التجارة،وأحدثت فوهة بين الطابقين ال 77 وال81.وتسبب ذلك بموت جميع من كانوا على متنها و600 شخص كانوا في البرج.
الطائرة الثالثة
الطائرة من طراز بوينغ 757 ،انطلقت من مطار دولز باتجاه واشنطن وهي تابعة لخطوط أمريكان إيرلاينز ،وكان على متنها 64 شخصاً.
المنفذون:هاني حنجور-سعودي (قائد المجموعة)،سالم الحازمي (سعودي)،نواف الحازمي(سعودي)،خالد المحضار(سعودي)،ماجد موقد الحربي (سعودي).
الهدف:في الساعة 9:38 صباحاً ضربت الطائرة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)،ونتج عن ذلك مقتل جميع من كانوا على متنها بالإضافة إلى 125 عسكرياً ومدنياً كانوا في الوزارة أو قريبين منها.
الطائرة الرابعة
الطائرة من طراز بوينغ 757 تابعة لخطوط يونايتد إيرلاينز،انطلقت من نيويورك في طريقها إلى نيوجرسي الساعة 8:42 صباحاً وكان على متنها 44 شخصاً.
المنفذون :زياد الجراح-لبناني (قائد المجموعة)،أحمد النعمي (سعودي)،أحمد الحزنوي الغامدي (سعودي)،سعيد الغامدي (سعودي).
الهدف:تحطمت الطائرة في بنسلفانيا قبل إن تصل إلى البيت الأبيض في واشنطن الذي كان هدفاً لها كما قال (اف بي آي) نجم عن الحادث مقتل جميع من كانوا على متنها.
تسلسل الأحداث التي قادت إلى هجمات 11 سبتمبر
في ما يلي تسلسل لأبرز الاحداث التي مهدت لهجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 حسبما ورد في تقرير لجنة التحقيق المستقلة الذي صدر 22 يوليو 2004:
منتصف 1996: التقى خالد شيخ محمد اسامة بن لادن في افغانستان وطرح مقترحات بشأن شن هجمات على الولايات المتحدة، إلا ان بن لادن لم يبد التزاما بقبول أي منها. 1998: سكن محمد عطا ومروان الشحي في شقة واحدة مع رمزي بن الشيبه في مدينة هامبورغ بألمانيا. مطلع 1999: استدعى اسامة بن لادن خالد شيخ محمد الى قندهار للتفاكر معه حول استخدام الطائرات كأسلحة، وكتبا قائمة بالأهداف من ضمنها البيت الابيض والبنتاغون ومبنى الكونغرس ومركز التجارة العالمي. قدم بن لادن لخالد شيخ محمد اربعة انتحاريين من بينهم خالد المحضار ونواف الحازمي.
اواخر 1999: بدأت غالبية العناصر التي كلفت اختطاف الطائرات في الوصول الى افغانستان ثم غادروها للحصول على تأشيرات دخول الى الولايات المتحدة قبل العودة مجددا الى افغانستان. نوفمبر ـ ديسمبر 1999: سافر كل من محمد عطا وزياد الجراح ومروان الشحي ورمزي بن الشيبة الى افغانستان كل على حده.
اصدر محمد عاطف (ابو حفص المصري)، نائب اسامة بن لادن، تعليماته في وقت لاحق بانخراط عطا والجراح وبن الشيبة في مدارس لتعليم الطيران في ألمانيا، ووقع الاختيار على محمد عطا قائدا للمهمة. 2000: وصل هاني حنجور الى معسكر تابع لتنظيم «القاعدة» في افغانستان وكان التعامل معه على اعتبار انه طيار، وأرسل الى خالد شيخ لضمه الى المخطط. 15 يناير 2000: دخل كل من المحضار والحازمي الولايات المتحدة. 5 فبراير: انتقل الحازمي والمحضار الى سان دييغو للالتحاق بدورات لتعلم اللغة الانجليزية والتدرب على الطيران.
مارس 2000: بدأ الشحي وعطا والجراح وبن الشيبه بالبحث عن مدارس لتعلم الطيران في ألمانيا لكنهم علموا ان تلقي هذا النوع من التدريب في الولايات المتحدة اقل تكلفة ويمكن اكماله في فترة زمنية قصيرة. حصل كل من محمد عطا ومروان الشحي وزياد الجراح على تأشيرات دخول الى الولايات المتحدة فيما رفض طلب بن الشيبة.
مايو 2000: وصل الشحي والجراح وعطا الى الولايات المتحدة والتحقوا بمدارس لتعليم الطيران في فينيس بولاية فلوريدا. 25 سبتمبر 2000: حصل هاني حنجور على تأشيرة دراسة وسافر الى دولة الإمارات العربية المتحدة لتدبير التمويل اللازم. اواخر 2000: بدأ عطا والجراح والشحي التدريب على قيادة الطائرات النفاثة اعتمادا على اجهزة ومحركات مماثلة على الارض قبل التدريب العملي على قيادة الطائرات.
مطلع 2001: غادر كل من عطا والجراح والشحي الولايات المتحدة في عدة رحلات خارجية والتقوا رمزي بن الشيبة في ألمانيا. توجه بن الشيبة في وقت لاحق الى افغانستان لإطلاع قيادة «القاعدة» على تطورات المخطط. زار الشحي مدينة الدار البيضاء. ابريل 2001: بدأت العناصر المكلفة اختطاف الطائرات في الوصول الى الولايات المتحدة.
24 مايو 2001: بدا الجراح والشحي رحلات طيران استطلاعية في مختلف انحاء الولايات المتحدة، وتلقيا تدريبا إضافيا على الطيران. 4 يوليو 2001: دخل المحضار الولايات المتحدة مجددا وانضم الى هاني حنجور والحازمي في باترسون بولاية نيوجيرزي.
منتصف يوليو 2001: التقى محمد عطا رمزي بن الشيبة في اسبانيا، وقال عطا انهم تمكنوا من حمل مشارط الورق المقوى خلال الرحلات الجوية التجريبية التي قاموا بها.
26 اغسطس 2001: بدأ المتآمرون شراء تذاكر السفر على الطائرات.
7 سبتمبر 2001: غادر عطا فورت لودرديل، بولاية فلوريدا، في طريقه الى بلتيمور للقاء فريق الخاطفين الذي كان مقيما في شاحنة بولاية ميريلاند. 9 سبتمبر 2001: طار عطا من بولتيمور الى بوسطن، حيث يقيم الشحي وفريق الخاطفين التابع له. 11 سبتمبر 2001: ارتطمت طائرتان بمركز التجارة العالمي واخرى بمبنى البنتاغون فيما سقطت رابعة في ولاية بنسلفانيا.
متهمين لم يحضروا . . . العقل المدبر للهجمات
خالد شيخ محمد باكستاني الأصل مولود بالكويت من ام واب باكستانيين, وكانت السلطات الأمريكية تعتقد أن شيخ محمد هو ثالث أبرز قادة تنظيم القاعدة قبل اعتقاله في مارس 2003 وتم احتجازه في مكان مجهول حتى تم تحويله إلى سجن غوانتنامو.وفي يوم الخميس 15 مارس 2007 اعترف شيخ محمد أنه المسؤول عن أحداث 11 سبتمبر من الألف إلى الياء .
رمزي بن الشيبة
أول قرار اتهام بالولايات المتحدة يتعلق مباشرة بهجمات 11 سبتمبر الارهابية، اظهر ان ابن الشيبة هو الصلة الاساسية والممول لمن نفذوا الهجمات. وذكر قرار الاتهام ان ابن الشيبة كان يفترض ان يكون ضمن الخاطفين لكن تم ابداله بزكريا موساوي حينما اتضح أنه لا يستطيع دخول الولايات المتحدة. ورمزي بن الشيبة هو الذي دبر التفجير الأول لمبنى التجارة العالمي عام 1993، الذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص.
زكريا موساوي
مواطن فرنسي من أصل مغربي،متهم بالاشتراك في الاستعداد لتنفيذ الهجمات على نيويورك وواشنطن. وجه إليه اتهام رسمي في الولايات المتحدة بشأن هجمات 11 سبتمبر. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أنه "الخاطف رقم عشرين" - السبب الوحيد الذي منعه من تنفيذ الهجمات هو أنه اعتقل قبل تنفيذها. وينفي موسوي علاقته بالهجمات، لكنه يعترف بأنه عضو في شبكة القاعدة.
أما مصطفى أحمد الهوساوي ، وهو سعودي، فهو متهم بأنه الممول الرئيسي للهجمات.وقام الباكستاني علي عبد العزيز علي ابن شقيقة خالد شيخ محمد, بتأمين برنامج معلوماتي للتحليق الوهمي إلى الخاطفين، وبدأ يحول أموالا إلى حسابات في الولايات المتحدة.ويتهم وليد بن عطاش بالضلوع في هجمات 11 سبتمبر حيث التقى باثنين من مختطفي الطائرات، نواف الحمزي وخالد المحضار،وحسبما جاء في تقارير اجهزة الاستخبارات، فان بن عطاش اختير هو الآخر ليكون من مختطفي الطائرات، لكن تعذرت عليه المشاركة في العملية لاعتقاله لفترة وجيزة في اليمن في نفس العام.
أسامة بن لادن يظهر بعد غياب مبرراً الهجمات
أختفى زعيم تنظيم القاعدة آنذاك عن الأنظار بعد الحرب على طالبان والقاعدة في أفغانستان وظن البعض أن أسامة بن لادن كان مختبئًا في المنطقة الجبلية لأفغانستان والمتاخمة للحدود الباكستانية. وفي شريط مرئي بثته قناة الجزيرة في 30 أكتوبر 2004، برر ابن لادن ولأول مرة سبب إقدام القاعدة على توجيه ضربة للمباني المدنية في الولايات المتحدة، فقد علل بن لادن الضربة بقوله:"بعدما طفح الكيل بالمسلمين من إقدام إسرائيل على اجتياح لبنان سنة 1982، وما تفعله من أعمال إرهابية ضد المدنيين الأبرياء في فلسطين وماتشهده الساحة الإسلامية من انتهاكات إسرائيلية حيال الشعب الفلسطيني. وما أيضًا يراه كل العالم بأن أمريكا تساند وتبارك إسرائيل بما تفعله باحتلالها أراضٍ ليست حقًّا لها لا في تاريخ أو حضارة". وادعى "ان الرئيس الأمريكي مخطئ بتفسيره أن القاعدة مناهضة للحرية ويستند قوله على أن القاعدة تقول الحقيقة التي لبثت أمريكا دوما بإخفائها".
وخلصت اللجنة التي تتولى التحقيق في هجمات 11 من سبتمبر/أيلول،الى ان اسامة بن لادن زعيم التنظيم كان قد امر بتنفيذ الهجمات عام الفين وليس الفين وواحد الا انها تأجلت بسبب عدم وجود عدد كاف من الطيارين المدربين لشن الهجمات.
العلاقات الأمريكية السعودية على خلفية الهجمات
وحول الدور السعودي قال رئيس اللجنة التي اعدت التقرير النهائي الخاص بهجمات الحادي عشر من سبتمبر والصادر في يوليو 2004 قال انه ليس هناك اي تورط للحكومة السعودية في هجمات سبتمبر ، كما اكدوا على ان التعاون السعودي مع الحكومة الأمريكية زاد في اعقاب الهجمات فيما يتعلق بمكافحة الارهاب و تضييق الخناق على مصادر تمويله.
واقع حياة المسلمين في أمريكا بعد الهجمات
لقد أقر تقرير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) أن غالبية المسلمين في الولايات المتحدة قد تحولت حياتهم إلى الأسوأ بعد أحداث 11 سبتمبر، فقد تعرضوا للتمييز والتصنيف العرقي والتفرقة والاستهداف بالمراقبة من قِبَل أجهزة الأمن الأمريكي ، إلى ذلك الترهيب والتحرش وحتى القتل. كما أكد تقرير آخر لصحيفة الغارديان البريطانية ، تضمن نتائج لاستطلاعات الرأي في أوساط المسلمين في بريطانيا ، أن 69% من عينة الاستطلاع يشعرون بأنهم على هامش الحياة اليومية بينما تعرض نحو واحد من كل ثلاثة مسلمين إلى التعدي لكونه مسلم.
كما خسر المسلمون في دول الغرب قنوات هامة ، كانت تتيح لهم العمل الخيري خلال مؤسسات عملت طيلة سنوات على تقديم المال و الغذاء و الغطاء للمسلمين المضطهدين و الفقراء في مختلف بقاع الأرض.
صورة الإسلام والمسلمين مشوهة في كتاباتهم بعد الهجمات
لقد امتلأت الأسواق الأمريكية بكتابات عدد من أكثر الكتاب الأميركيين تطرفًا في موقفهم من المسلمين والعرب مثل دانيال بايبس مؤلف كتاب "الإسلام المسلح يصل أمريكا" ، الصادر عام 2003، وستيفن إمرسون مؤلف كتاب "جهاد أميركي...الإرهابيون الذين يعيشون وسطنا"، الصادر في العام نفسه. فقد روج هؤلاء لمعتقد أن المسلمين والعرب المقيمين في أمريكا والغرب هم أعداء مقيمون في الولايات المتحدة ، يتحينون الفرص للانقضاض عليها، ومن ثم يجب مراقبتهم والتضييق عليهم وتهميش منظماتهم.


رد مع اقتباس