النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 284

  1. #1

    اقلام واراء حماس 284

    اقلام وآراء
    (284)

    الاحد
    10/3/2013




    مختارات من اعلام حماس



    أقلام وآراء (284)
    ارتهان الوطن بقلم يوسف رزقة عن وكالة الرأي


    • ضحايا صاحبة الجلالة بقلم حسن أبو حشيش عن وكالة الرأي



    • لسنا نباتات زينة ولا فئران تجارب! بقلم ديمة طهبوب عن فلسطين الان



    • مزاعم الإعلام الإسرائيلي.. ضغوط أم مؤامرة على السلطة؟ بقلم عصام شاور عن فلسطين الان



    • عنصر حساس جدًّا بقلم ممدوح الشيخ عن فلسطين اون لاين



    • أزمةُ أمانة بقلم خالد الخالدي عن فلسطين اون لاين



    • أبو مازن والمصالحة.. حوار أم مفاوضات؟! بقلم نهاد الشيخ خليل عن فلسطين اون لاين



    • نجاح نتنياهو - أوباما محدود في الزمان والمكان بقلم محمد خليل مصلح عن فلسطين اون لاين



    • كتائب القسام حربٌ أم سلامٌ؟ بقلم فايز أبو شمالة عن فلسطين اون لاين








    ارتهان الوطن

    بقلم يوسف رزقة عن وكالة الرأي
    أوباما في المنطقة قريباً. والمفاوضات أكذوبة ثقيلة تحملها أميركا ودولة الاحتلال. كل شيء في السلطة بات رهينة للخارج. المفاوضات رهينة للفعل الأمريكي. واقتصاد السلطة رهينة للدول المانحة. وموازنة السلطة رهينة للتمويل الخارجي والمقاصة، وبقاء فياض رئيساً للوزراء، أو استقالته من رئاسة الوزراء رهين بموقف الدول المانحة والممولة.
    افتخرت السلطة بالحصول على دولة مراقب، ولكن حركة الدولة المراقب مرهونة بالإرادة الخارجية. السلطة لم تتقدم بطلب انضمام لمحكمة الجنايات الدولية لأن أمريكا ترفض، ولأن دولة الاحتلال ترفض أيضا، السلطة تهدد وتتوعد، وقادة الاحتلال يسخرون ويخرجون ألسنتهم. المصالحة الفلسطينية أو قل الشراكة الوطنية الفلسطينية مقيدة بالخارج، وبرضا الدول الممولة للسلطة. توقفت مباحثات القاهرة لأن أوباما غير راضٍ، ولأنه قادم إلى المنطقة ولأن الشراكة مع حماس تقلقه وتزعجه لأنها تقلق دولة الاحتلال وتزعجها.
    في فلسطين المحتلة تسرح وتمرح التدخلات الخارجية، والمخابرات الأجنبية كما تشاء وتحت عناوين مختلفة، وليس في فلسطين من قائد يملك الشجاعة لإيقاف التدخلات الخارجية. كل الأوراق الفلسطينية بيد أمريكا وأوروبا، أو قل في يد ما تحتاجه السلطة الفلسطينية من مال. القرار الفلسطيني في البنك الأمريكي، أو في البنك الأوروبي. فك ارتباط السلطة بالبنوك يعني استقلال القرار، لا قرار مستقل حين يخرج من الصراف الآلي.
    أوباما قادم، مرحبا بأوباما، ولا مرحبا بقرار البنك أو قرار الصراف الآلي. أوباما لا يملك مشروعا سياسياً يمكن أن تصرفه السلطة في الساحة الوطنية الفلسطينية، ثمة إجماع على أنها زيارة علاقات عامة، لا زيارة عمل حقيقية.
    العنوان في هذه الزيارة تل أبيب، ولا عنوان بعد هذا العنوان له مغزى أو احترام. أوباما ملك ، والملوك مفسدون، ويجعلون الأعزة أذلة ويرفعون الأذلة إلى مرتبة الأعزة، هذا شأنهم، يرفع الله بفسادهم أقواما ويخفض آخرين، ومن لا يحذر ملك أمريكا يقع ضحية، أو يعود لوطنه وشعبه بخفي حنين.
    المشكلة ليست في الملك أوباما، ولا في ملوك أوروبا منفردين أو مجتمعين، المشكلة عندنا نحن الفلسطينيين، نحن الذين رهنا تحرير وطننا ومقدساتنا برواتب الموظفين، وبطعام الدولة، وبتسهيلات الشخصيات المهمة.
    نحن أقمنا مائدة الطعام، وبنينا الصراف الآلي، قبل أن نبني التحرير، فصار التحرير رهينة للطعام والمال والراتب ولرضا المانحين والممولين، وصار المحتل الصهيوني يتسلى بنا في الليل والنهار، ويمد لنا لسانه ساخراً، كما يمد بندقيته قاتلاً، وكما يمد جرافته هادماً، أوباما قادم ولا أمل في قدومه، ومن أراد الأمل فعليه أن ينظر في مشكلته الذاتية، وينتقد نفسه بجرأة العالم القائد. و الشمس لا تغطى بغربال.


    ضحايا صاحبة الجلالة

    بقلم حسن أبو حشيش عن وكالة الرأي
    فتحت حاسوبي لأكتب مقالي اليومي, وكنت قد عزمت أن أتضامن مع زميل المهنة طارق أبو زيد مراسل فضائية الأقصى في الضفة الغربية، الذي اعتقله الاحتلال متلبسًا ويحمل أداة الجريمة (الكاميرا والميكروفون) خلال تغطية مسيرات سلمية.
    وكعادتي قبل الكتابة أقوم بجولة معرفية على المواقع والصحف والفضائيات للإحاطة العامة بالأحداث والخاصة بموضوع المقال, فوجدتُ مقالًا لأحد الكتاب يُذكر بالذكرى السنوية لاغتيال الصحفي خليل الزبن في غزة في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات.
    فوجدتُ من واجبي أن أربط بين الأمرين للتشابه في النتيجة والاختلاف في الزمان والمكان والظروف... فكلها تندرج ضمن ضحايا صاحبة الجلالة, وهموم مهنة المتاعب, وثمن قول الحقيقة وفضح المستور.
    أما اعتقال الزميل طارق أبو زيد فهذا سلوك تعهد الاحتلال بالالتزام به, والتمسك به كمنهج لا أخلاقي ولا قانوني ولا إنساني, فلقد عودنا على سجن وقتل الصحفيين , لإسكات الصوت, وكسر القلم, وتشويه الصورة, حيث يرتعب خوفًا من قول الحقيقة, ويخشى من فضح جرائمه. الزميل طارق ليس الأول ولن يكون الأخير, وهذا الاعتقال بحقه وبحق زملائه في الأقصى ليس الأول له ولن يكون الأخير, فهو الرقم الرابع عشر من الزملاء القابعين في سجون الاحتلال. لم نسمع صوتًا, ولم نر اعتصامًا, ولم نقرأ البيانات النارية ممن يدّعون تمثيل الصحفيين في الضفة, وأصوات المنظمات الدولية عودتنا على أنها تؤثر السلامة فالجلاد هو الاحتلال, والضحية هم صحفيو فلسطين فلا عزاء لهم.
    أما اغتيال الصحفي خليل الزبن فهو يفتح بابًا كبيرًا وواسعًا من التساؤل بعد هذه السنوات, فهو ليس الأول الذي يتم تصفيته في ظروف غامضة, فمثله مسئول التلفزيون الفلسطيني هشام مكي، وصحفيو جريدة فلسطين العشي وعبدو و والصحفي الجوجو... ملفات تحتاج لمعرفة القاتل (اللهو الخفي – والطرف الثالث).
    فهل تتحمل جهة مهتمة بالعمل الصحفي في فلسطين لتفتح هذه الملفات, وتحدد نمطية هذه الجرائم؟! وهل تملك المؤسسات التي تحتكر تمثيل الصحفيين وتتباكى بدموع التماسيح الواهية والكاذبة... الجرأة لإثارة الموضوع لمجرد الإثارة, أم هي ملفات محمية بالشمع الأحمر, ممنوع الاقتراب, لأن القاتل يسرح ويمرح ومازال له القول الفصل؟! نحن نملك أن نقول الحرية لطارق ولزملائه, ونملك أن نطالب عبر أقلامنا بفتح تحقيق جنائي شامل لفك لغز عمليات الاغتيال المسكوت عنها قصدا.

    لسنا نباتات زينة ولا فئران تجارب!

    بقلم ديمة طهبوب عن فلسطين الان
    مديرات ليوم واحد، هكذا احتفلت مؤسسات عربية عديدة بيوم المرأة العالمي، بتسليم زمام الإدارة ومقاليد الحكم للنساء، واعتبرت ذلك خطوة رائدة في مجال حرية المرأة، وشكلا من أشكال تداول السلطة بين المرأة والرجل الذي يهيمن على المواقع الإدارية.
    إن وجود يوم عالمي للاحتفال بالمرأة هو كتخصيص يوم للأم والأب والعامل، فكرة تقوم على ترسيخ مبدأ الفردية individuality بما يمثله من تضارب المصالح مع فئات المجتمع الأخرى، وهو أيضا مناسبة اعلامية للتذكير بقضايا المرأة من منظور غربي، التي قد لا تحظى في غير هذا اليوم بالاهتمام بشكل مستمر.
    إن الاحتفاء بقدرات المرأة ومهاراتها الإدارية ليوم واحد ليس أكثر من تزويق وتجميل لصورة المؤسسات التي قامت بالتجربة، وهو لا يدل على وجود قناعة فكرية بقدرات المرأة وبصلاحيتها لتولي المناصب العليا، وإلا لكانت هؤلاء النسوة اللواتي وصفن بالخبرة والكفاءة والتمرس على رأس العمل الإداري دون الحاجة الى وجود يوم مخصص للمرأة، لوضعهن تحت التجربة أو لذر الرماد في العيون والتزين بواجهة دعم المرأة و تحررها!
    إن مفهوم تمكين المرأة empowerment ليس مفهوما مستحدثا، فقد فتح الاسلام الأبواب على مصارعها أمام المرأة لتولي كافة المواقع، وكانت النساء يرافقن الرسول صلى الله عليه وسلم حربا وسلما، ويقمن بجميع الأدوار بما فيها القتال، وتبوأت المرأة في الحضارة العربية الاسلامية الحسبة والوزارة والحكم، ولم يحدد الاسلام عمل المرأة الا في بعض المواقع التي عليها خلاف بين أهل العلم.
    إن مفهوم حُسن الصحبة الذي ذكره الحديث النبوي الشريف قد يتوسع ليتجاوز المرأة كأم، وفي دلالة كلمة الصحبة استمرارية وامتداد زمني طويل، وفي استباقها بالحسن تركيز على نوعية العلاقة والمعاملة التي يجب أن تسود بين الرجال والنساء، مفهوم في مجمله يتعدى التخصيص بيوم واحد من باب «اذكروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة»، بل يأمر بالبر الدائم والاحسان الدائم والرعاية الطويلة الأمد.
    إن مثل هذه الأيام تنتهز لعولمة قضايا المرأة ومشكلاتها ومعالجتها بنفس الأساليب حول العالم، دون مراعاة للخصوصيات الحضارية والدينية والاجتماعية في المجتمعات المختلفة.
    إن الحركات النسوية العربية التي تستميت في استيراد النموذج النسوي الغربي تعاملنا كفئران تجارب، وتقامر بحياتنا وتطبق علينا ما صلح وطلح في الغرب، وحتى ما أثبت فشله فيما يخص المراة والأسرة بإحصائيات رقمية دقيقة لا تدع مجالا للشك.
    المرأة العربية في يومها العالمي مقسومة الى نصفين؛ بين من يرونها نباتا للزينة لساعة أو يوم، يخفون وراء ذلك أفكارا وعادات بالية تنظر للمرأة بعين عدم الأهلية والافتقار الى القدرة والمهارة، ونصف يحاول أن يخرجها من طور الدين والثقافة العربية ليجرب عليها نظريات في الأنوثة والأمومة والأدوار الاجتماعية.
    في يوم المرأة العالمي تحتاج المرأة العربية إلى أن تعود لذلك المعين الرباني، والحضارة الاسلامية التي جعلت السماء سقف طموحاتها والأرض بامتدادها ميدان انجازها، وتحتاج إلى رجل على قناعة بأهمية دورها في المجتمع، رجل يسعى للتكامل معها لا منافستها أو استبعادها أو السيطرة عليها.
    بغير هذه العودة يبدو أننا في هذه الالفية أيضا، وفي عام 2013 سنظل نطرق موضوع المرأة وأدوارها كموضوع يستحق النقاش والعمل من أجله، كما بدأ العالم يطرقه في القرن التاسع عشر، وسنبقى نبحث في تمكين المرأة دون أن نمكنها حقيقة؛ فهناك فرق بين التمكين والتمكن، فالأول نظري والثاني واقعي، والتمكن الذي نبحث عنه يجب أن يصبح نمطا عاما في العالم ككل وليس مجرد حالات مفردة تزويقية لتجميل مشهد عام ما يزال يناقش أهلية النساء في مجال القيادة.
    فهل تقدمنا في مجال المرأة والقيادة أم تأخرنا أم راوحنا مكاننا؟ والإجابة ليست سهلة، فهي تعتمد على الإطار والمرجعية التي نقارن أنفسنا بها في العالم العربي، فهل الحركة النسوية الغربية التي بدأت في القرن التاسع عشر تنادي بحق التصويت والأجور المتساوية والحقوق المدنية هي المرجعية؟ أم أننا لدينا في تاريخنا العربي انجازات وأمثلة كانت فيها المرأة أكثر تمكنا واستقلالية وحرية، الى أن سيطرت علينا العادات والتقاليد التي ردتنا الى عقلية جاهلية في التعامل مع المرأة، تنظر اليها كناقصة وتحرف معاني النصوص الدينية والتاريخية وتخرجها من سياقها.
    فهل الحل أيضا أن نسير بالتبعية للغرب في قضايا المرأة، كما نسير في كثير من نواحي حياتنا، أم نسدد ونقارب بين الجيد في ثقافتنا والحكمة في ثقافة الآخر؟ وهل يكون التغيير في عقلية المجتمع وموقفه من قيادة النساء بفرض القوانين والمعاهدات أم بالعودة الى أسفل الهرم وتربية المجتمع على احترام المرأة وأدوراها أو المزاوجة بين فرض القانون وتربية الناس على روح القانون؟
    كل هذه أسئلة أصبحت مكرورة وتختلف طرق التعامل في الدول العربية، والحل الوسط أن تتم دراسة دور المرأة في كل الميادين، وعلى كل المستويات ليس كدور منفصل عن الرجل بل كدور تكمالي شقائقي، وكلمة شقائق كما جاء في الحديث النبوي "النساء شقائق الرجال" تحمل معاني النصف والمثيل، ولا نريد أن نكون كالغربيين نفترض عدواة وندية مع الرجل فإما نحن في الميدان أو هو! إن دور المرأة ليس بمجهول لنعرّف به، ولا بمنكر لنثبته إن قمنا به تقدم وإن قصرنا به تأخر، ولكن الخلل الأساسي في الفهم هو التعامل مع الأمور من باب الجنس وما يقتضيه ذلك من تقديم او تأخير، فليس لنا ان ننكر ان مجتمعاتنا ذكورية أبوية، والحل الوحيد لحرب الذكورة والأنوثة هو ان تصبح الكفاءة لا الجنس هي مناط التقديم والاستخدام والتفوق، فلا تقدم المرأة ويُفسح لها مجال كخرم الابرة في الكوتا وغيرها، لمجرد انها امرأة ولا يترك الميدان على اتساعه للرجل لمجرد أنه رجل، حتى لو كان لا يعرف كوعه من بوعه! وصدق من قال: "كونك رجلا أو امرأة ينوِّعُ شكل ابتلائك وامتحانك واختبـارك في دار الامتحان في هذه الدنيا، لكن جنسك لا يغير من جوهر الجزائية والمصيرية إلى الله عز وجل شيئا".
    في غمرة هذا الجو الاحتفالي حول العالم بيوم المرأة، لا نملك الا أن نتساءل: أين العالم والمجتمع الدولي الذي عمي عن نساء سوريا المنتهكات المذبوحات؟ ولماذا لم يطالب بحقوقهن بذات التصميم الذي يفرض علينا به معاهداته وقوانينه؟ ألم يتذكر العالم نساء غزة اللواتي يفتقدن الأمان وكل مقومات الحياة الطبيعية سوى في ماراثون للركض، ونسينا كل الأولويات الحياتية والانجازات والتحديات العظيمة، وركزنا على الخلافات والفرعيات التي تأتينا من الخارج وتريد أن تلبسنا ثوبا غير ثوبنا؟
    المرأة أصل وليست فرعا، وليست يوما ولا مناسبة، ولن نترك فضل ما عندنا وان قصر المجتمع بممارسته لضيق القوانين والشرائع البشرية مهما ظهرت بأثواب الحرية.

    مزاعم الإعلام الإسرائيلي.. ضغوط أم مؤامرة على السلطة؟

    بقلم عصام شاور عن فلسطين الان
    زعمت وسائل إعلام عبرية بأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال أثناء لقاء جمعه في البيت الأبيض بزعماء المنظمات الصهيونية بأن (السلام) صعب لأن على الفلسطينيين القيام بإجراءات من أجل (السلام) وأنهم لا يتمتعون بقيادة قوية، وأنه _أي أوباما_مع وحدة الفصائل الفلسطينية بشرط ألا تكون وحدة ضد السلام أو ضد حل الدولتين.
    الإعلام الأمريكي تناول بعض ما تسرب عن اللقاء آنف الذكر ولكن لم يكن هناك إشارة لما انفردت به وسائل الإعلام الإسرائيلية فيما يتعلق بحديثه عن ضعف القيادة أو تأييده المشروط لوحدة الفصائل الفلسطينية، ولأن أقوال أوباما سواء في خطابه الأخير أو فيما تسرب من أقوال، تركزت على عموم المخاطر التي تواجه المنطقة وأمن "إسرائيل" من وجهة نظر أمريكية، فإننا نعتقد بعدم صحة ما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية، وأن تلك الإضافات ليست من أقوال الرئيس الأمريكي بل هي مطالبات أو إيحاءات صهيونية إلى أوباما، ليحمل القيادة الفلسطينية مسؤولية تعثر عملية السلام وتوقف المفاوضات أو لأهداف أبعد من ذلك.
    في حزيران 2002 و في زمن الرئيس الراحل ياسر عرفات وجه الرئيس الأسبق جورج بوش الابن خطابًا يتعلق بالحالة الفلسطينية الإسرائيلية، فوصف القيادة الفلسطينية بالداعمة للإرهاب والفاسدة والمستبدة والمعطلة للتشريعي ومؤسسات السلطة، ووعد بأنه في حال صار للفلسطينيين قيادة منتخبة ومؤسسات وترتيبات أمنية جديدة مع الجيران فإن أمريكا ستدعم قيام دولة فلسطينية. بوش كان ملكيًا أكثر من الملك وصهيونيًا أكثر من شارون، وكان له ولهم ما أرادوا ومع ذلك لم يتحقق الحلم الفلسطيني، ويبدو أنهم يريدون تكرار سيناريو 2002 مع الرئيس محمود عباس، والبديل عندهم هذه المرة ليست انتخابات وقيادة جديدة وإنما وحدة فصائلية فلسطينية تقوم على الاعتراف بشرعية الاحتلال وتحقيق الأمن لـ"إسرائيل".
    إن وصف القيادة الفلسطينية بالضعيفة ومغازلة الفصائل الفلسطينية يمكن تفسيره على أننا أمام مؤامرة صهيونية جديدة هدفها خلط أوراقنا الداخلية، وتهديد الرئيس وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، بغض النظر لو صدر ذلك عن الرئيس الأمريكي أم لا، ولا بد أن تؤخذ تلك التهديدات على محمل الجد، وأن نقابلها بوحدة فصائلية وشعبية على أساس التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية، وألا تكون دافعًا للخضوع والمزيد من التنازلات بأي حال من الأحوال.

    عنصر حساس جدًّا

    بقلم ممدوح الشيخ عن فلسطين اون لاين
    "عنصر حساس جدًّا" هو التعبير الذي استخدمه فيليبو غراندي المفوض العام لـ(أونروا)، وهي منظمة لا يكاد يوجد فلسطيني في العالم لا يعرفها، وهو استخدمه لوصف فلسطينيي سوريا، المسئول الدولي حذر من محنة فلسطينية في سوريا، كما حذر من مخاطر "التجاهل".
    وقد توجه فيليبو غراندي بالمناشدة إلى واشنطن طالبًا استمرار الدعم الأمريكي للوكالة لمساعدة ما يقارب خمسة ملايين، والمناشدة لها دلالاتها الكبيرة في وقت يعرف فيه الجميع حجم التقليصات الكبيرة للميزانية الأمريكية، وما شملته من أوجه إنفاق، وهو قال حرفيًّا عن الأزمة السورية: "يجب ألا ننسى أن عنصر اللاجئين الفلسطينيين في هذه الأزمة حساس جدًّا".
    العدد _حسب تقدير (أونروا)_ يقترب من نصف مليون، معظمهم انتقلت عائلاتهم إلى هناك؛ بسبب الحروب المتتالية بدءًا من نكبة 1948م، ولعل الأكثر إيلامًا أن المسئول الأممي يقدر أن ما يقرب من نصفهم مشردون حاليًّا، وهو يلقي الضوء على بعد مهم يتصل بالحسابات السياسية المعقدة في المنطقة وتأثيرها في مصيرهم، إذ لا يستطيعون _مثلًا_ الذهاب إلى الأردن التي اعتمدت سياسة صارمة جدًّا لا تقبل في إطارها لاجئين فلسطينيين من سوريا، ويصف غراندي هذه التعقيدات بقوله: "إنها سياسة مثيرة للقلق"، وتمنع الناس اليائسين من الفرار من العنف عبر الحدود، وقد أضيف إلى كل ما سبق أنه بسبب الحجم الكبير للنزاع واتساع نطاقه؛ أصبح إخراج هؤلاء من ساحة الاقتتال "أمرًا متزايد الصعوبة".
    وقد أصبح السبيل الوحيد أمام فلسطينيي سوريا للخروج لبنان، وقد دخلها ما يقرب من ثلاثين ألفًا انضموا إلى ما يقرب من ثلاثمائة ألف، وكل من لديه دراية بالوضع اللبناني يعرف أن هذا الملف بالتحديد أحد أكثر الملفات حساسية، والأكثر إيلامًا في كلام المسئول الأممي قوله إنهم: "يعيشون بالفعل في ظروف مروعة، وفي وضع صعب جدًّا"، وقد دفع الفلسطينيون أثمانًا مماثلة عقب أحداث مثل الغزو العراقي للكويت وسقوط نظام صدام حسين، وما يستحق التأمل الطويل في هذا المشهد أن "المدنيين" الفلسطينيين يدفعون ثمنًا باهظًا لتحولات السياسة في داخل العالم العربي، وكأن العروبة لا تفرض على المنتسبين إليها التزامًا بمعايير أخلاقية وإنسانية في التعامل معهم، وخاصة أنهم في كل الأحوال ضحايا ظلم تاريخي أقدم لم يزل مستمرًا.
    وقد نالت كل جوانب الأزمة السورية _تقريبًا_ نصيبًا من الاهتمام الرسمي وغير الرسمي، وبقي هذا الملف وحده أقرب إلى أن يكون "مسكوتًا عنه"، وحديثًا أعربت "الشبكة العربية للتسامح" عن قلقها الشديد من تداعيات ما يحصل في سوريا على اللاجئين الفلسطينيين، داعية إلى تحييدهم عن أية عمليات مسلحة، داعية جميع أطراف الصراع إلى تجنيبهم تبعات عملياتهم العسكرية، والشبكة التي أدانت بشدة عمليات القتل واستهداف المدنيين بغض النظر عن جنسيتهم؛ ربما تكون الصوت الوحيد الذي استنكر الاعتداءات التي حصلت بحق اللاجئين الفلسطينيين منذ بدء الصراع، ووصلت إلى حد القتل، وكان آخرها إعدام مجموعة مسلحة اثنين من الفلسطينيين في أحد شوارع مخيم اليرموك، والمنظمة التي لا يجوز أبدًا أن تكون الصوت العربي الوحيد أكدت ضرورة وقف حالات القتل العشوائي، وضمنها الإعدامات بجميع أشكالها وتحت أي غطاء كان.
    إن الفلسطيني لا يجوز أبدًا أن يكون "موضوعًا جانبيًّا" في هذه الحالات، بحيث يكون في حالات كثيرة وقود نار لم يقرر إشعالها، ووجود الفلسطينيين في سوريا لا شك في أنه "موضوع سياسي"، ويحق لمن يشاء أن يصدر بحقه ما يشاء من أحكام وفقًا لرؤاه، لكن المحرمات يجب ألا تنتهك تحت أي ذريعة، فالبداية الحقيقية لغد عربي أفضل هي أن تؤكد "الممارسة العملية" حرمة الدماء، وخاصة عندما تكون بحق مدنيين دفعهم عدوان لا نحتاج للتذكير به إلى أن يتركوا وطنهم.

    أزمةُ أمانة

    بقلم خالد الخالدي عن فلسطين اون لاين
    تأملت في الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن الأمانة، وتبين ثقلها، واتساع مفهومها، ودقة خوارمها، وندرة من يستحقون الوصف بها، والعذاب الشديد الذي ينتظر المفرطين فيها، والمقصرين بحملها، والمستخفين بقدرها.
    فعرفت السبب الذي جعل السماوات والأرض والجبال يأبين أن يحملنها ويشفقن منها، وهن الأكبر والأشد والأقوى من الإنسان.
    وعرفت أن الإنسان الذي استهان بها ورضي بحملها يستحق بجدارة صفتي الظلم والجهل اللتين وصفه الله بهما في قوله (عز وجل): {إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولا}.
    وعرفت أن الإنسان المؤمن الذي يجاهد نفسه وعدوه في سبيل الله، ويتقي ويصبر ويحتسب، ويخرج من هذه الدنيا مرضيًا ربه أقوى وأشد من السماوات والأرض والجبال؛ لأنه يكون قد حمل الأمانة التي عجزت عن حملها هذه المخلوقات العظيمة.
    وعرفت أن أمتنا اليوم لم تستجب بحق إلى أمر الله الوارد في قوله (عز وجل): {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل}، ولا لقوله (سبحانه): { يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون, واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم}.
    وعرفت لماذا كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يذكِّر أمته دائمًا بالأمانة، إذ يقول أنس بن مالك (رضي الله عنه): "ما خطبنا رسول الله إلا قال: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له)".
    وعرفت أن السبب في ضعف أمتنا وتخلفها وانهزامها هو غياب الأمانة، وأن الأزمة الكبرى التي تعانيها أمتنا حكامًا ومحكومين هي أزمة أمانة.
    فلولا غياب الأمانة لما وصل الفاسدون والساقطون والتافهون واللصوص والمرتشون والمنافقون والرويبضات والإمَّعات إلى معظم ومختلف مواقع المسئولية في ديار العرب والمسلمين، فعاثوا في الأرض فسادًا، وجعلوا المسلمين والعرب أذل الشعوب وأهونهم على أعداء الله، وأجهلهم وأفقرهم، وهم أصحاب الدين القيِّم، والمبادئ السامية، والقيم الرفيعة، والعلوم الغزيرة، والحضارة السامقة، والأخلاق النبيلة، والتاريخ المشرق، والأرض الخصبة، والمناخ المعتدل، والموقع المهم، والثروات الثمينة، لقد خان الله ورسوله أولئك الذين أوصلوا هؤلاء إلى مواقع المسئولية؛ يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): "من ولي من أمر المسلمين شيئًا فأمر عليهم أحدًا محاباة فعليه لعنة الله لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا حتى يدخله جهنم"، ويقول: "فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة"، قال: "كيف إضاعتها؟"، قال: "إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة".
    ولولا غياب الأمانة لعرف المسئولون والحكام معنى المسئولية التي يحملونها، وأنها أمانة ثقيلة سيسألون عنها يوم القيامة، ولما تصارعوا عليها، ولأعطوها حقها، ولتعلموا من قول النبي (صلى الله عليه وسلم) لأبي ذر عندما طلب أن يوليه: "يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها"، ولاقتدوا بالمسئولين الأتقياء الناجحين من أجدادنا الأوائل، من أمثال الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي سألته زوجته عن سبب بكائه فقال: "يا فاطمة إني تقلدت من أمر أمة محمد (صلى الله عليه وسلم)، أسودها وأحمرها، فتفكرت في الفقير الجائع، والمريض الضائع، والعاري المجهود، والمظلوم المقهور، والغريب الأسير، والشيخ الكبير، وذي العيال الكثير والمال القليل، وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد، فعلمت أن ربي سائلي عنهم يوم القيامة، فخشيت ألا تثبت لي حجة فبكيت".
    ولولا غياب الأمانة لما أصبح إهمال الآباء والأمهات تربية أبنائهم على القيم والفضائل والدين ظاهرة واضحة في مجتمعاتنا، ولما أصبح المعلم المخلص الحريص على تعليم طلابه وتربيتهم عملة نادرة في مدارسنا وجامعاتنا، ولما أصبح الإهمال شائعًا بين موظفينا وعمالنا، ولما صار التقصير والجهل غالبًا على طلابنا، ولما أصبحت فريضة الجهاد شبه معطلة بيننا، بالرغم من أن أوطاننا محتلة، وكرامتنا ممتهنة، وديننا محارب، ولقام العلماء بواجبهم في دعوة الناس وتعليمهم، ولما هادنوا الحكام ونافقوهم وسكتوا عن ظلمهم، ولحرضوا أمتهم على الجهاد لتحرير أوطانهم ومقدساتهم المغتصبة، ولكانوا قدوة لهم في جهاد أعداء الله، ولما وقف القادة والضباط والجنود متفرجين على أعراض المسلمين التي تنتهك، وعلى أطفالهم الذين يقتلون، وعلى وجهائهم وعلمائهم الذين تمتهن كرامتهم في سجون الأعداء، ولما بقيت الأسلحة والدبابات والطائرات صامتة في مخازنها حتى أكلها الصدأ، ولما أصبحت السلعة المتقنة في بلاد المسلمين ندرة، ولما اضطررنا أن نُقبل على شراء السلع الأجنبية، ونعزف عن شراء السلع المصنعة بأيدي مسلمين، ولما انتشر الغش إلى هذه الدرجة الخطيرة في ديارنا، ولما انتشر السفور والزنا والخمر والمخدرات بين أبناء وبنات المسلمين، ولاتبعنا قول النبي (صلى الله عليه وسلم): {كلكم راع ومسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته}.
    ولولا غياب الأمانة لما نسي هؤلاء المفرطون قول النبي (صلى الله عليه وسلم): "من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخيطًا فما فوقه كان غلولًا يأتي به يوم القيامة"، قال: فقام إليه رجل أسود من الأنصار كأني أنظر إليه فقال: "يا رسول الله اقبل عني عملك"، قال: ومالك؟!"، قال: "سمعتك تقول كذا وكذا"، قال: "وأنا أقوله الآن: من استعملناه منكم على عمل فليجيء بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذ وما نهى عنه انتهى"، ولارتعدوا وارتدعوا من قوله (صلى الله عليه وسلم): "يؤتى بالعبد يوم القيامة، فيقال: "أدِّ أمانتك"، فيقول: "أي رب، كيف وقد ذهبت الدنيا؟!"، فيقال: "انطلقوا به إلى الهاوية"، وتمثل أمانته كهيئتها يوم دفعت إليه، فيراها فيعرفها، فيهوي في أثرها حتى يدركها، فيحملها على منكبيه، حتى إذا ظن أنه خارج زلت عن منكبيه، فهو يهوي في أثرها أبد الآبدين"، ثم قال: "الصلاة أمانة، والوزن أمانة، والكيل أمانة"، يقول الراوي: "وأشياء عددها، وأشد ذلك الودائع".
    إن التأمل في واقع أمتنا السياسي والاجتماعي والاقتصادي يؤكد أننا نعيش بالفعل أزمة أمانة، تذكرنا بقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "أول ما تفقدون من دينكم الأمانة"، وقوله: "إن أول ما يرفع من الناس الأمانة، وآخر ما يبقى الصلاة، وربّ مصلٍّ لا خير فيه".
    والمطلوب من الطلائع المؤمنة التي أخذت على عاتقها مهمة إنقاذ البشرية من الضلال والتيه والشقاء أن تتخلق بالأمانة بمفهومها الواسع؛ لأن إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي وعدنا الله ورسوله بها لن تتحقق إلا على أيدي المؤمنين الأمناء، الذين استجابوا لربهم (عز وجل) القائل: {والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون}، ولنبيهم الأمين القائل: "أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك"، والقائل: "أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة".

    أبو مازن والمصالحة.. حوار أم مفاوضات؟!

    بقلم نهاد الشيخ خليل عن فلسطين اون لاين
    يمكن القول: إن محمود عباس _ومن خلال مراجعة مجمل خطاباته وقراراته وسلوكه_ لا يدير حوارًا يستهدف تحقيق مصالحة تعترف بحقوق الآخرين، وإنما يُجري مفاوضات بهدف إعادة بناء قواعد اللعبة السياسية الفلسطينية الداخلية، بحيث تضمن له تخفيض سقف المواقف السياسية لحركة حماس، ومنع أي جهود يمكن أن تؤدي إلى إنهاء الحصار عن غزة قبل تحقيق هذا الهدف.
    قد يرى بعضٌ أن هذا القول رجم بالغيب، أو محاكمة للنوايا، لكن متابعة توقيت لجوء أبو مازن إلى الالتقاء بحماس يكشف بوضوح صحة الافتراض السابق الذكر، وباختصار شديد سنستعرض أهم هذه التوقيتات:
    أولًا: بعد أحداث يونيو 2007م استمر أبو مازن يرفض كل مبادرات الحوار، ويعلن باستمرار أنه "لا حوار مع القتلة"، وبقي يُصر على رفض الالتقاء بقيادات حماس.
    ثانيًا: بعد أن تمكنت الجماهير الفلسطينية في قطاع غزة من فتح الجدار الفاصل بين رفح وسيناء، ودخول مئات الآلاف إلى العريش، وشراء الكثير من البضائع بمختلف أنواعها؛ حدثت بعض التحركات، ولكن الهدف منها كان تأكيد أن العنوان الفلسطيني الوحيد الذي يمكن الحديث معه بشأن كسر الحصار هو أبو مازن، أما حماس فلا حديث معها.
    ثالثًا: بعد العدوان الإسرائيلي على غزة 2008- 2009م دارت جلسات حوار موسعة في القاهرة، لكن هدف أبي مازن من هذه الجلسات كان تبهيت صورة الصمود والانتصار الذي تحقق بفعل صمود الشعب وبسالة المقاومة، إضافة إلى إحباط جهود إعادة إعمار غزة بعد العدوان، أو رفع الحصار عنها، وربط إعادة الإعمار بالمصالحة.
    رابعًا: بعد الفضيحة التي لحقت بي أبي مازن بسبب موقفه من تقرير (جولدستون)، ذهب إلى توقيع الورقة المصرية حتى يمتص الغضب الشعبي، ويلفت أنظار الناس عن تقرير (جولدستون)، ويذكرهم بالانقسام والمصالحة.
    خامسًا: عشية الذهاب إلى الأمم المتحدة _سواء عام 2011م أم في عام 2012م_ ذهب أبو مازن للالتقاء بحماس؛ لكي يؤكد شرعيته، ووحدانية تمثيله للشعب الفلسطيني.
    سادسًا: في أعقاب الجولة الرسمية التي زار فيها إسماعيل هنية عددًا من الدول العربية والإسلامية في مطلع 2012م، التقى أبو مازن في فبراير 2012م _بناء على طلبه_ حماس في قطر، وحصل على موافقة حماس على تولية رئاسة الحكومة، وكان هدف محمود عباس من هذه الزيارة تذكير كل الدول التي زارها إسماعيل هنية أن الجهة الرسمية الفلسطينية الوحيدة _وباعتراف حماس_ هي أبو مازن، لا أي شخص آخر.
    سابعًا: بعد نجاح المقاومة في صد العدوان في نوفمبر 2012م، وارتفاع أسهمها فلسطينيًّا وعربيًّا ودوليًّا، لجأ محمود عباس إلى التقاء حماس والحديث عن المصالحة من جديد؛ لكي يحرم حماس استثمار نجاحها وتضحياتها وإبداعاتها في مجال المقاومة، وفي الوقت نفسه لكي يستثمر الموقف لمصلحة ذهابه إلى الأمم المتحدة.
    نخلص مما سبق إلى أن محمود عباس اعتمد منهجًا واضحًا في توقيت لقاءاته مع حماس، يرتكز هذا المنهج على محاولة منع حماس من استثمار نجاحاتها سياسيًّا في مجال كسر الحصار، أو في الحصول على شرعية فصائلية لخطوات مثار جدل ينوي أبو مازن القيام بها على شاكلة توجهه للأمم المتحدة.
    يُضاف إلى ما تقدم أن أبا مازن في كل مرة يذهب فيها إلى الحوار كان يقصد الحصول على شيء واحد فقط، رغم أنه كان يتفق مع حماس على جملة من الأشياء، فهو في لقاء القاهرة 2011م حصل من حماس على التجديد له رئيسًا للسلطة (وكانت ولايته انتهت في يناير 2009م)، وفي المقابل لم يُعطِ حماس شيئًا، وفي فبراير 2012م أخذ من حماس موافقة على ترؤسه الحكومة المنوي تشكيلها، وقبل ذلك وبعده أدخل أبو مازن الحوار في متاهة الإجراءات والآليات، والحديث عن انتخابات وحكومة، والخلاف يكون أحيانًا حول طبيعة الحكومة (تكنوقراط، كفاءات وطنية، وحدة وطنية، وفاق وطني)، ومرة أخرى حول الانتخابات (نسبية بالكامل، أو جزء نسبي وجزء دوائر).
    لقد اعتمد أبو مازن في لقاءاته مع حماس سياسة الاتفاق على مجموعة أشياء، يأخذ منها شيئًا واحدًا يُثبِّته، ثم يعود في الجولة القادمة لفتح النقاش حول الأمور الأخرى، وهو يفعل هذا في الوقت الذي يمارس سياسة اعتقالات وتجفيف منابع وإقصاء منقطعة النظير في الضفة الغربية، ودعم للحصار على غزة، منتظرًا أن تأتيه حماس موافقة على شروط الرباعية الدولية، أي على البرنامج السياسي لمحمود عباس.
    إن من يفعل هذا لا يحاور، بل يفاوض، وعلى الطريقة الإسرائيلية في المفاوضات مع (م ت ف)؛ لأن الحوار يعني جسر الفجوات، وتقريب وجهات النظر، أما الابتزاز والضغط والمراوغة، والاتفاق على أشياء ثم إعادة الحديث بشأنها من جديد، والجلوس على الطاولة، وفي الوقت نفسه العمل بشكل موازٍ على الأرض ضد مصالح الطرف الآخر؛ فلا يمكن أن يكون إلا مفاوضات على الطريقة الإسرائيلية.

    نجاح نتنياهو - أوباما محدود في الزمان والمكان

    بقلم محمد خليل مصلح عن فلسطين اون لاين
    تشكيل نتنياهو للحكومة الإسرائيلية، وزيارة أوباما، والعودة للمفاوضات السرية منها والعلنية، وتعطيل المصالحة؛ قضايا أو عناصر للمشهد السياسي المعقد والمركب في المنطقة.
    نتنياهو يقترب من فكفكة العقد المركبة داخل الكيان الإسرائيلي التي نتجت عن الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، مع الأخذ في عين الاعتبار الوضع الإقليمي وانعكاساته السياسية والأمنية التي سببت تغيرات في البيئة الإستراتيجية لـ(إسرائيل) من جهة وللولايات المتحدة من جهة أخرى، وقد يكون من الصعب الغوص في جدلية هذا المركب من العناصر في هذا التحليل المحدود بمساحته في تلك الغابة من العناصر. هناك حديث يربط بين أهمية تشكيل الحكومة الإسرائيلية، وزيارة أوباما للمنطقة، وما تحمله تلك الزيارة من أهمية لجميع الأطراف، خاصة السلطة الفلسطينية وتشبثها بطريق المفاوضات، والخوف الشديد إلى حد الموت من تبعات المصالحة الفلسطينية -الفلسطينية، والحسابات المقلقة، حتى الطرف الإسرائيلي منها، خاصة أنها جزء من مطالب بعض الأحزاب الإسرائيلية للمشاركة في حكومة الائتلاف الإسرائيلية: حزب "الحركة" بقيادة ليفني و"هناك مستقبل"، والتلميحات التي تطلقها رئيسة حزب العمل يحيموفتش بأنها في حالة عدم مشاركة البيت اليهودي في الائتلاف قد تحتل مكانه، مع تشكيكها برغبة نتنياهو في العودة إلى المسيرة السياسية والالتزام بها.
    المفاوضات الائتلافية تتقدم، إذ قال النائب الليكودي داني دانون: "المفاوضات الائتلافية شهدت تقدمًا ملحوظًا، ونأمل في أن تعرض الحكومة الجديدة الأسبوع القادم"، إذن نتنياهو يتقدم نحو تشكيل الحكومة قبل ثلاث أو أربع أيام من انتهاء المهلة الثانية الممنوحة له بحسب القانون الإسرائيلي، وفي الوقت نفسه ولأول مرة في تاريخ الكيان تبقى الأحزاب الدينية (الحريديم) خارج الحكومة، نتنياهو يقامر ويرهن نفسه بالأحزاب العلمانية اليمينية، ويستسلم لإرادة لبيد وبينت، بغض النظر عن الخطورة من هذا التوجه الذي عكسه تصريح عضو (الكنيست) يسرائيل إيخلير رئيس كتلة (يهودات هتوراة) الذي أكد فيه أن حزبه سيواصل الدفاع عن الطبقات المحرومة والعاملين من على مقاعد المعارضة في (الكنيست)، والتصدي لما وصفه بحكم الأغنياء والظلم، وأن موقع الأحزاب المتدينة (الحريديم) صفوف المعارضة لمواجهة النظام اللاديني (العلماني) في (إسرائيل)، وتهديد آريه درعي عدم المشاركة في الحكومة في المستقبل إذا انسحب أحد الأحزاب تلك من الائتلاف.
    الوضع الداخلي السياسي والاجتماعي للكيان يشهد توصيفًا خطيرًا للخلاف، إذ إن شرخًا اجتماعيًّا طبقيًّا إثنيًّا يتعزز في المجتمع الصهيوني.
    رسائل متعددة
    نتنياهو في حالة غزل لأوباما قبل زيارته، وسعي واضح لنيل ثقته ومساعدته في تجاوز ما يهدد الكيان الصهيوني من مخاطر إقليمية، بعد ما يثبت له من قدرة على تجاوز محنة تشكيل الحكومة، التي يرى فيها عناوين جيدة للمرحلة القادمة؛ ففيما يتعلق بالعودة للمفاوضات مع الفلسطينيين ليفني عنوان دبلوماسي جيد سيعيد لـ(إسرائيل) لغتها الدبلوماسية، وتعزيز موقفها السياسي والعلاقة مع الأوروبيين، وحشر أبي مازن في الزاوية، والحد من الضرر الذي تسبب به الاعتراف بفلسطين دولة غير عضو، وتقييد حركة السلطة في المحافل الدولية، وفي المقابل ستولي الإدارة الأمريكية الملف الإيراني الاهتمام المتناهي، وهذا ما أكدته زيارة بارك الحالية للولايات المتحدة، واجتماعه مع وزير الدفاع الأمريكي الجديد تشاك هاجل، والمساعدات العسكرية لن تتضرر بالمطلق، ثانيا تأكيد كل الخيارات بشأن للملف الإيراني النووي، وعدم السماح لها بحيازة السلاح النووي، وفي مقابل ذلك يلتزم أوباما بعدم طرح أي خطط جديدة (للسلام)، إذ صرح أنه لن يطرح خطة سلام جديدة خلال زيارته لأراضي الـ(48) هذا الشهر، لكنه أكد أن كلا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني يتحملان المسؤولية عن قضية استئناف المفاوضات السلمية بينهما، على أن يُبقي نتنياهو زمام المبادرة بيد (إسرائيل)؛ حتى يحافظ على حزبه بالدرجة الأولى متماسكًا بالسيطرة على الجناح المتطرف في الحزب والمستوطنين أيضًا، وأوباما سيمارس ضغطًا على عباس للعودة إلى طاولة المفاوضات من جهة، وفي الوقت نفسه تجميد خطوات وجهود المصالحة مع حماس للضغط عليها، خاصة في ظل ما ينتابها من توجس على مستقبل سيطرة الإخوان المسلمين على النظام السياسي في مصر.
    الخلاصة أن نتنياهو بإمكانه أن يعلن أنه الملك المنتصر من بين كل اللاعبين السياسيين في المنطقة، وإن شك بعض بالاستقرار لتلك الحكومة، وأن مدتها لن تتجاوز العامين؛ فإستراتيجية نتنياهو قائمة على أساس إدارة الأزمات بكسب الأيام بل الساعات؛ للبقاء في الحكم والإعلان أنه استطاع أن يوجه الاهتمام العالمي للملف الإيراني، ويهمش اللملف الفلسطيني ويلهي به مطالب شركاء الائتلاف من جهة، ويذل أبا مازن والطرف الفلسطيني، ويوقف هذا التدحرج للموقف الفلسطيني خارج السيطرة عليه، والقضاء على المصالحة الفلسطينية الداخلية من جهة أخرى، ولا نبالغ إن أشرنا إلى احتمال التوغل في الشأن المصري وتأجيج حالة العصيان ودعم المعارضة ضد الإخوان في مصر، وطرح ورقة حماس للمساومة عليها، ومع ذلك تبقى كل الاحتمالات قائمة بفشل تلك المخططات التآمرية في لحظة صحوة وانتباه الشعوب سواء الفلسطينية منها أم العربية بشكل عام، فالحكم على نجاح الثورات المضادة مازال مبكرًا جدًّا.

    كتائب القسام حربٌ أم سلامٌ؟

    بقلم فايز أبو شمالة عن فلسطين اون لاين
    من حق كل إنسان تبرع بفلس أو دينار لكتائب عز الدين القسام أن يسأل نفسه كل صباح: هل أنفقت مالي في المكان المناسب؟ وهل وظفت كتائب القسام ما تبرعت به لمرضاه الله، ولملاقاة عدو العرب والمسلمين؟ وهل من ثمرة لهذه الشجرة الخضراء اليانعة الباسقة التي تضرب جذورها في الأرض، تمتص الثقة، وتزهر الإصرار على سحق الغزاة؟ هل كتائب القسام تجد السير على طريق تحرير فلسطين، أم تثاقلت الخطى، ومالت للهدنة والدعة ؟.
    على منبر الجامع الغربي في مدينة خان يونس، طمأن القيادي في حركة حماس الدكتور يونس الأسطل، طمأن جميع المسلمين والعرب والفلسطينيين على مستقبل المقاومة، وبشر المصلين بقرب زوال دولة الصهاينة، بل وهدد باسم كتائب القسام الغزاة الغاصبين من أي عدوان على قطاع غزة، وتوعدهم بالرد غير التقليدي، وذلك بتحرير مدينة عسقلان ومدينة بئر السبع، والسيطرة على جزء من الأرض الفلسطينية المغتصبة.
    الدكتور الأسطل لم يكن خارقاً لتطور الأحداث في خطبته يوم الجمعة، لقد توافقت رؤيته للمعركة القادمة مع تقديرات جهاز الشاباك الإسرائيلي الذي نشرت عنه صحيفة هآرتس قوله: إن حركة حماس تقوم بالتحضير لصناعة عسكرية متطورة للغاية، تعتمد على آلاف المهندسين الفلسطينيين وأصحاب ألقاب الدكتوراة في الفيزياء والكيمياء، الذين يزورون إيران بشكل منظم، ويتلقون تدريبات في سبل تطوير الأسلحة من الناحية التكنولوجية وإقامة بنية تحتية للصناعات العسكرية الفلسطينية. ويقول التقرير أيضا إن حركة حماس تقترب كثيرا من المقدرة على إنتاج صواريخ مضادة للدبابات، ومنظومات متطورة ستسبب لإسرائيل آلاف الخسائر في الأرواح، وهي أكثر خطورة من الصواريخ الموجودة اليوم ومن قذائف الهاون التي تملكها الحركة.
    خطبة الدكتور يونس الأسطل تجاوزت تقرير القناة العاشرة الإسرائيلية، الذي أشار إلى أن تكلفة الغرفة المحصنة في البيت الواحد داخل دولة الكيان الصهيوني وصل إلى ستين ألف شيكل، لأن المطلوب هو تحصين مدن بكاملها، وتحصين مساحات شاسعة من التوتر، وتحصين النفس الإسرائيلية التي دخلها الوهن، وسيطر عليها الفزع من المستقبل الغامض.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 275
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-27, 10:48 AM
  2. اقلام واراء حماس 262
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:16 AM
  3. اقلام واراء حماس 260
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:14 AM
  4. اقلام واراء حماس 259
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:14 AM
  5. اقلام واراء حماس 259
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:13 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •