ترجمات

(229)

ـــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ

ترجمة مركز الإعلام

الشأن الفلسطيني

 نشر موقع (ويلأ) العبري الإخباري تقريرا بعنوان "الازمة بين أبو مازن ودحلان تعيق تدفق الأموال للسلطة"، بقلم نير ياهاف، هيئة التحرير. قال مسؤول فلسطيني لـ ويلا إن الامارات العربية المتحدة لم تنقل دفعات مالية إلى السلطة كانت قد وعدتها بها في السابق، وأشار إلى أن سبب ذلك هو النزاع بين رئيس السلطة الفلسطينية ومسؤول كبير سابق في فتح. الأزمة الاقتصادية الحالية والخطيرة التي تعاني منها السلطة الفلسطينية أدت في الفترة الأخيرة إلى مظاهرات احتجاجية في شوارع الضفة الغربية، والقيادة الفلسطينية في رام الله بدورها اتهمت الاحتلال الإسرائيلي بوضعها في مأزق اقتصادي صعب، ومع ذلك، فإن أصابع الاتهام لا تشير إلى إسرائيل فقط، وإنما خصيصا لعدد من الدول العربية، والتي وعدت بنقل الأموال للسلطة ولكنها لم تفعل ذلك. رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، ومعه كافة أعضاء القيادة الفلسطينية، امتنعوا حتى الان عن ذكر أسماء الدول التي لم تف بالتزاماتها المالية تجاه السلطة، ولكن المسؤولون في السلطة الفلسطينية غاضبون وخصوصا على الإمارات العربية المتحدة، ويرون بدول الخليج الثرية وكأنها تحاول إلحاق الضرر بالفلسطينيين بشكل متعمد. ووفقا للفلسطينيين، فإن هذه الدولة تنقل الأموال لمشاريع يديرها مسؤولون فلسطينيون معادون لأبي مازن، ولكنها لا تفي بالتزاماتها بنقل الأموال مباشرة إلى صندوق السلطة. علمت "ويلا" عن مسؤول فلسطيني أنه بالسنتين الأخيرتين حدث توتر بين السلطة الفلسطينية والإمارات خاصة على خلفية الصراع الذي حظي بتغطية إعلامية مكثفة بين أبو مازن ومحمد دحلان، المسؤول السابق في فتح. الأمراء بالإمارات العربية غاضبون على أبو مازن: دحلان طرد من صفوف فتح في أعقاب التقارير التي ذكرت أنه حاول على إسقاط ابو مازن، وبحسب ادعاء نفس المصدر، فإنه "لازال على علاقة طيبة جدا مع عدد من أمراء الإمارات"، وقال: إن نفس الأمراء غاضبون على أبو مازن بعد أن رفض الاستجابة لطلبهم بالتوسط بينه وبين دحلان لحل الأزمة بينهما. وقال المسؤول إن السلطة الفلسطينية غاضبة على الإمارات كونها تعمل وراء الكواليس ضد توجه السلطة إلى الأمم المتحدة للحصول على العضوية في العام الماضي، واليوم أيضا، عشية توجه السلطة القريب للحصول على دولة غير كاملة العضوية، الإمارات العربية لا تبدي دعما واضحا للفلسطينيين. وقال أيضا إن دولة عربية أخرى لا تفي بالتزاماتها المالية للسلطة وهي قطر، "إنهم يفضلون اليوم نقل أموالهم بالأساس الى قطاع غزة – والقليل إلى الضفة الغربية"، وقال المسؤول في حديثه مع أخبار ويلا: " إذا كانت قطر ودول عربية أخرى تنقل الاموال في السابق بسخاء إلى السلطة، فإنها اليوم لا تفعل ذلك.

 تحدثت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن الأزمة الاحتجاجات في الأراضي الفلسطينية، حيث نشرت مقالا بعنوان "الاحتجاجات الفلسطينية المنتشرة تركز على القادة" بقلم إيزابيل كيرشنر. تُشير الكاتبة إلى أن الاحتجاجات الفلسطينية ضد ارتفاع الأسعار والصعوبات الاقتصادية أدت إلى اندلاع أعمال شغب ضد السلطة الفلسطينية مما يشكل تحديا جديدا للحكومة "المدعومة من الغرب" التي تعمل على تعزيز الاستقرار. الغضب الشعبي موجها لسلام فياض وهو خبير اقتصادي ويحظى باحترام دولي وكان له الفضل في بناء المؤسسات اللازمة لدولة فلسطينية في المستقبل. أجبرت الأزمة المالية فياض على اتخاذ تدابير التقشف. أغلقت المتاجر وقام أصحاب سيارات الأجرة وسائقي الشاحنات بالإضراب وأغلقت الطرقات احتجاجا على الزيادات الأخيرة في أسعار الوقود. السلطة الوطنية تشتري البنزين من إسرائيل وارتفعت الأسعار بشكل حاد إلى ما يزيد عن 2 دولار للتر الواحد. لقد تكيف الفلسطينيون مع الشعارات الشعبية العربية داعين إلى سقوط كل من عباس وفياض وشجب الفساد في السلطة الفلسطينية. كان هناك المزيد من الاحتجاجات في نابلس وبيت لحم وقال محمد قشيفة البالغ من العمر 19 عاما وهو طالب في جامعة الخليل "الآن لدينا نوعين من الاحتلال – حكومة السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية" وأضاف "رواتبنا كما هي الحال في الصومال والأسعار مثل باريس".

 المؤتمر الصحفي للرئيس محمود عباس مع رئيس الوزراء الهندي ابرانبا موخرجي أثناء زيارة الرئيس للهند: رئيس الوزراء الهندي ابرانباب موخرجي: نرحب بالسيد الرئيس ونؤكد مواصلة دعم جهود التطوير في فلسطين، والعقد الذي نبرمه اليوم هو تأكيد لإلتزامنا بالمساهمة في مجال المعلومات وتكنولوجيا التواصل والتعليم. وتقدم حكومة الهند أيضا 10 ملايين دولار مساهمة لخزينة السلطة للمساعدة في حل الأزمة المالية التي تواجهها، هناك تشابه بين رؤيتنا ورؤية الفلسطينيين حيث ان كلانا يتفق على أن تطوير أهدافنا يتم من خلال الحوار السياسي والطرق السلمية دون اللجوء للعنف والتدخلات الخارجية، وكذلك من خلال مراعاة الطموحات الشرعية لجميع الناس و أنا أتطلع للعمل مع الرئيس محمود عباس. السيد الرئيس ابومازن: السيد رئيس الوزراء، السادة والسيدات الحضور، أود أن أعبر عن سعادتي الكبيرة لزيارة الهند للمرة الرابعة منذ عام 2005. الهند هي صديق تاريخي لفلسطين وشعبها، روعة الهند تنعكس من خلال شعبها ومن خلال قيادتها،و الهند كانت ولازالت إلى جانبنا كتفا لكتف منذ بداية المشكلة الفلسطينية في 1938 عندما كتب قائدكم وقائدنا العظيم مهاتما غاندي إلى البروفيسور مارتن روبرت قائلا: "ما يحدث اليوم في فلسطين (وهو يعني في ذلك التاريخ )1938 لا يمكن تبريره من خلال قواعد الأخلاق والسلوك. الذي يجري في فلسطين اليوم في 2012 لا يزال من غير الممكن تبريره بأي قواعد أخلاقية أو سلوكية أيضا، لماذا؟ النشاطات الاستيطانية ، العنف والإرهاب الذي يقوم به المستوطنون، والسياسات الاحتلالية في القدس، الممارسات التي تتضمن قتل المدنيين، تدمير المساجد والكنائس والأشجار والبيوت. لا تزال الحكومة الإسرائيلية ترفض إطلاق سراح أكثر من 5000 سجين فلسطيني، بما فيهم من تم اعتقالهم قبل عام 1993. أنا أتشرف الآن بأن اقدم لرئيس الوزراء ملخصا للتطورات التي وصل إليها مشروع السلام، لا زلنا ملتزمين بحل الدولتين على حدود عام 1967 عن طريق المفاوضات باعتبار القدس الشرقية عاصمة لفلسطين للعيش بسلام جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل. سنبدأ مشاوراتنا مع جميع الأطياف السياسية في الأمم المتحدة قريبا من أجل إعداد مسودة قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة لنتمكن من ترقية حال فلسطين لدولة غير عضو (مراقب). أقدم تقديري للسيد رئيس الوزراء لدعمه قضية الفلسطينيين العادلة لنيل حريتهم في اليونسكو والأمم المتحدة. نخن نواصل بناء مؤسسات دولتنا ونحاول تحسين أوضاعنا الاقتصادية على الرغم من الاحتلال وممارساته وما نعيشه اليوم من وضع سيئ. أود شكركم مرة أخرى أنتم ودولة الهند لما قدمته وتقدمه من دعم لنا كما فعلت اليوم عندما قدمت لنا 10 ملايين دولار للسلطة الفلسطينية. اليوم وقعنا ثلاث اتفاقيات لبناء المدارس في فلسطين من أجل تدريب الفلسطينيين فيما يتعلق بمجال التكنولوجيا والمعلومات. السيد رئيس الوزراء أنا أدعوكم لزيارة فلسطين في الوقت الذي يرونه مناسبا.

 نشرت صحيفة جيروزليم بوست مقالا بعنوان "اللاجئون والسلام" وتقول الصحيفة إنه يمكن تحقيق السلام إذا أدرك الفلسطينيون تواطؤ الدول العربية في تشريد مئات الآلاف منهم وكذلك آلاف اللاجئين اليهود. والفلسطينيون هم أول من يخطر على بالك عندما تسمع كلمة لاجئين، وقد تعرض الفلسطينيون في الدول العربية إلى الكثير من المعاناة والمعاملة السيئة حيث اعتبرتهم الدول العربية مواطنينا من الدرجة الثانية وحرمتهم الكثير من الحقوق. وقضية اللاجئين تساهم في تقويض شرعية إسرائيل، ولكن في الحقيقة لم يسلم اليهود من هذه القضية فق شرد أكثر من 850000 يهوديا من الدول العربية. والسبب فيما حصل للفلسطينيين تتحمل مسؤوليته الدول العربية في الدرجة الأولى، لقد خسر اليهود بعد تهجيرهم من الدول العربية مبالغ أكبر بكثير من التي خسرها الفلسطينيون فقد قدرت خسارة اليهود عندما خرجوا من الدول العربية أكثر من 6 مليارات دولار بينما خسر الفلسطينيون 3 مليار دولار فقط. وفي ابريل صرح نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيلون أن وزارته ستضع موضوع اللاجئين اليهود على رأس قائمتها، وقد لقي هذا القرار دعما من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وفي هذا الأسبوع تعقد في القدس قمة بعنوان "العدالة للاجئين اليهود في الدول العربية". وفي نهاية المقال يقول بأنه يجب على الفلسطينيين أن يدركوا أن سبب ما حدث لهم كان بالدرجة الأولى من صنع إخوانهم العرب الذين فعلوا الأمر نفسه مع اليهود اللذين كانوا يعيشون في بلادهم.

 نشر موقع المركز الفلسطيني للإعلام لتابع لحماس والناطق باللغة التركية مقالا بعنوان "متى تمثل منظمة التحرير الفلسطيني الشعب الفلسطيني؟" للكاتب عصام شاور، يقول الكاتب في مقاله إنه ومنذ أربيعين عاما تختبئ منظمة التحرير الفلسطينية وراء جامعة الدول العربية باعتبارها الممثل القانوني للشعب الفلسطيني، ولكن على الأغلب ليس لديهم علم بأن جميع الأشياء تغيرت، ومن أهم هذه التغيرات احتلال الأراضي الفلسطينية بالكامل من قبل الاحتلال. تم إنشاء المنظمة من أجل إنقاذ الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها عام 1948؛ وليس من أجل إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتم إعطاء هذه الشرعية من قبل الأنظمة العربية بعد انطلاق الثورة، ولكن درع الشرعية الذي تم منحه غير مشروع. ويضيف الكاتب في مقاله أن المنظمة الفلسطينية تريد إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل عدم وجود أي ترابط بين الطرفين، وأن هنالك حكومة في الضفة وحكومة أخرى في غزة؛ وكلهما ليسوا على علاقة ودية. ممثل الشعب الفلسطيني هو الذي يقوم بتمثيل القدس والضفة وقطاع غزة واللاجئين وأراضي الـ48، وهو الذي يمثل الشعب الفلسطيني بأكمله أيضاً. النتيجة نريد ممثل لا يقوم بتقسيم الشعب الفلسطيني، نريد الممثل ثابت على مواقفه يحافظ على الحق وعلى حقوق المواطن الفلسطيني، لافتا إلى أن فكرة المطالبة بإقامة دولة داخل حدود الـ67 تبني لدى الأجيال القادمة بأن يجب القبول بالاحتلال داخل الأراضي المحتلة.

 نشر راديو فرنسا العالمي على موقعه الإلكتروني مقالا بعنوان "الأراضي الفلسطينية تشهد تحركا للشارع احتجاجا على الظورف المعيشية" للكاتب نيكولاس فاليز، تحدث الكاتب في بداية المقال قائلا أن مدن الضفة الغربية تشهد احتجاجات وخروج للشارع وبعض أعمال العنف والاعتداءات، كل ذلك جاء بعد رفع أسعار السلع الأساسية بداية الشهر الحالي، ويقول الكاتب أيضا إن الظروف التي يعيشها المواطن الفلسطيني في الأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية تعد من أسوء الظروف المعيشية بسبب ما تعرضت له الضفة الغربية من الانتفاضة والحصار الإسرائيلي، كما أن السلطة تعتمد بالدرجة الاولى على المساعدات الخارجية من دعم مالي وغيره، وهذا بحسب الكاتب من ضمن الأسباب التي أوقعت السلطة في الضائقة المالية. ويشير الكاتب إلى أن هناك عدم التزام من بعض الدول التي عليها التزامات للسلطة الفلسطينية، وفي نهاية المقال تحدث الكاتب عن اتفاقية باريس الاقتصادية بين السلطة وإسرائيل حول ربط الاقتصاد وتغيراته بين الجانبين قائلا انها ليست المشكلة الرئيسية فيما لو كان هناك دعم مالي للسلطة لمواكبة الغلاء الذي تعانيه كثير من دول المنطقة.

 نشرت صحيفة جيروزليم بوست مقالا بعنوان "استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين" للكاتب جيرشون باسكن. ويقول إنه يجب تجاوز كل الجدران والعقبات التي تواجه السلام وعدم السماح للخوف من الطرف الآخر بالتحول إلى حقد وكره، ويضيف :" لقد تجاوزت هذه الجدران وأيقنت أن السلام ممكن. وبالنسبة لموضوع إيران فإن الضغوطات والعقوبات التي تفرضها بعض الدول على إيران هي مؤشر لإسرائيل لكي تفهم أن العالم لا يؤيد ضربة عسكرية لإيران ومنشئاتها النووية. ويبدو أن حكومة الولايات المتحدة لن تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل للهجوم على إيران بسبب عدم تأكدها من النتائج التي يمكن أن تكون كارثية على العالم أجمع. ولكن إذا قامت الحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن السير في طريق مهاجمة إيران فإنها ستكون مضطرة للحديث عن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها الإسرائيليون. وستتوجه وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى الحكومة وتحملها المسؤولية واللوم على كل ما يحدث، لذلك فالحكومة الإسرائيلية تفضل أن تبقي موضوع إيران موضوع العالم بأسره. وفي الحقيقة ما يجب التركيز عليه أكثر من قضية إيران هو قضية الفلسطينيين فهناك يكمن الخطر الحقيقي الذي يهدد وجود إسرائيل، ولا يجب على إسرائيل انتظار الإذن من الولايات المتحدة لتحرز تقدما مع الفلسطينيين، لا نحتاج أسلحة الولايات المتحدة من أجل فعل ذلك، لأننا نملك في جعبتنا كل ما يلزم من أجل تحقيق السلام مع الفلسطينيين. وإذا ما أردنا تحقيق ذلك سنجد أن العالم بأكمله يدعمنا، وسيكون من الرائع أن نرى الجميع يحيون إسرائيل ويثنون عليها. وأنا متأكد بأن أي إعلان من رئيس الوزراء بأن إسرائيل ستستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين من النقطة التي انتهت عليها الأمور في عهد أولمرت ستلاقي قبولا إيجابيا من الفلسطينيين، ولماذا علينا أن نتوقع من الفلسطينيين أن يقبلوا بأقل ذلك، لأنه من المنطقي أن تبدأ من حيث انتهى سلفك، علينا أن نركز على الإنجازات لا الخطابات فقد تعلمنا من تجارب الماضي. ليس هناك ثقة بين الطرفين بأن كل منهما يريد السلام لكن الأمر الذي أنا متأكد منه هو أن كلا الطرفين يريدان السلام. لقد أمضيت الكثير من الوقت في الضفة الغربية وفي الأمس كنت في الخليل، تجولت فيها دون أي خوف لقد تكلمت مع الناس في الشوارع وأحببتهم وأحبوني وقد أحضرت بعض العنب الخليلي أيضا، لقد كان واضحا للجميع بأنني إسرائيلي لكن لم يهاجمني أي أحد، ولم يهددني أحد أو يرشقني بالحجارة، وأنا الآن في رام الله لأسبوع على الأقل وقد تجولت في كل المدن بكل حرية في بيت لحم ونابلس وجنين وغيرها من مدن وقرى الضفة الغربية، لقد تناولت الغداء في الأمس مع اثنين من رجال الأمن في الخليل كانوا يحمون مجموعة من اليهود الذين يقضون يوم السبت في الخليل، لقد كانوا مواطنين إسرائيليين وليسوا مستوطنين، تخيلوا ذلك. لقد جاؤوا للصلاة في كهف البطريرك تحت حماية رجال الأمن الفلسطينيين، لم يهاجمهم أحد ربما لأنهم لم يأتوا لسرقة الأرض بل جاؤوا يحملون الاحترام والتسامح وقابلهم الفلسطينيون بذلك أيضا. معظمهم كانوا من اليهود المتدينين، قال لي أحدهم: "لا يجب أن نملكه من أجل أن نزوره" وقد أخبره أحد رجال الأمن الفلسطينيين أنه قد عمل في إسرائيل عندما كان صغيرا، والتقى الكثير من الإسرائيليين وتعلم العبرية وأعجب بالطريقة التي تسير فيها الأمور هناك. ويقول أن شعبه اليوم لا يعرف الإسرائيليين، ليس هناك اي اتصال بهم بسبب الجدران التي يبنيها الطرفان بينهم، نعم أنه على حق، هذه الجدران هي ما تمنع التقارب والتسامح بين الطرفين. :أما أنا فقد تجاوزت هذه الجدران وأيقنت أن السلام ممكن، لم أستمع لكل ما يردد هذه الأيام بأنهم لا يريدون السلام ، إنهم يكرهوننا ويريدون أرضنا ولا يريدون الاعتراف بنا، كل هذا غير صحيح لقد تجاوزت كل هذه الجدران وأدركت أن السلام ممكن.

الشأن الإسرائيلي

 نشرت مجلة بالستاين كرونكل مقالا بعنوان "انسوا إيران، سلاح إسرائيل النووي موجه ضد رأس أوباما" للكاتب جونثان كوك. ويقول إن الرئيس أوباما يقول أن العلاقات مع إسرائيل ثابتة وغير قابلة للتغيير، وعلاقتها بإسرائيل أفضل من علاقتها بأي دولة أخرى في العالم. ولكن منافسه رومني ذهب إلى أبعد من ذلك عندما قال أنه ليس هناك أي شيء من الاختلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل عندما زار إسرائيل في هذا العام. ولكن كل هذا لا يعبر عن حقيقة شعور الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، فعلى الرغم من ملايين الدولارات والدعم الذي تقدمه امريكا لإسرائيل ألا أنها بينها وبين نفسها ترى ان إسرائيل حليف غير مخلص. ويظهر هذا الأمر جليا من خلال قضية إيران وبرنامجها النووي، حيث أن إسرائيل بالرغم من كل ضغوطاتها على الولايات المتحدة للمشاركة في هجوم على إيران قد فشلت، وهناك دليل آخر هو جونثان بولارد الجاسوس الإسرائيلي الذي قام بنقل آلاف الملفات الأمريكية إلى إسرائيل، لم تكن هذه هي الحادثة الوحيدة فقد كشفت الولايات المتحدة العديد من الجواسيس الإسرائيليين الذين يقومون بنقل ملفات سرية إلى إسرائيل، إن عدم ثقة الولايات المتحدة بإسرائيل لم ينبع من فراغ بل من الممارسات الإسرائيلية التي أكدت أن إسرائيل تريد السيطرة على كل شيء، واليوم توجه إسرائيل سلاحها نحو رأس أوباما لتطالبه بتنفيذ مطالبها وإلا خذلته وتخلت عنه في الانتخابات. هذه المرة تريد ضمانات لا وعود وعلى أوباما أن يتخذ قرارا سيكون حاسما، إما تنفيذ شرط إسرائيل بضرب إيران في حال فوزه أو خسارة الدعم اليهودي وعلى الأغلب خسارة منصبه.

 نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) مقالا بعنوان "لا يمكنك الكذب على الجمهور" بقلم درور إيدار. يُشير الكاتب إلى أن الشعب الإسرائيلي اعتاد على الرثاء والبكاء من وجهة نظر الكتاب والصحفيين والفنانين بشأن المستقبل البائس الذي ينتظر إسرائيل. تم إجراء استطلاع للرأي "هل أنت متفائل أم متشائم بمستقبل إسرائيل؟" فأجاب 80% ممن شملهم الاستطلاع من السكان اليهود أنهم متفائلون و 60% من السكان العرب في إسرائيل أجابوا بأنهم متفائلون. الأغلبية الساحقة تعتقد بأن إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها عسكريا وأنها لن تخسر طابعها اليهودي والعزلة الدولية لإسرائيل لن تصبح أسوأ وستبقى إسرائيل رائدة في مجال التكنولوجيا. على الرغم من الحملة الإعلامية التي تشن ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلّا أن ثقة الجمهور به زادت فعليا من 33.8 في عام 2009 إلى 56.4 هذه الأيام.

الشأن العربي

 نشرت صحيفة مليت التركية مقالا بعنوان "الآن الأزمة العراقية" للكاتب سامي كوهين، يشير الكاتب في مقاله إلى قرار المحكمة العليا العراقية بإصدار حكم الإعدام على نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، وويقول أن أساس هذه الأزمة هي ليس الصراع مع نور المالكي على تولي زمام أمور الإدارة في العراق، ولكن السبب الرئيسي هو جر البلاد إلى احتكاك بين السنة والشيعة. بالتزامن مع صدور حكم الإعدام تزايدت أعداد الهجمات والتفجيرات في العراق، الأمر الذي يشكل تهديدا كبيراً من خلال تعميق الهجمات بين السنة والشيعة؛ الذي من الممكن أن يؤدي إلى حرب طائفية في البلاد، لافتا بأن قرار إلقاء القبض على الهاشمي جاء بعد التحذيرات التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية إلى نور المالكي؛ بأنه يسعى إلى تكثيف عمليات الاغتيال ضد مسؤولين شيعيين واستهداف الطائفة الشيعية في العراق. ويعتبر المالكي قرار المحكمة بأنه غير صحيح وغير عادل، ويتهم المالكي باتخاده إجراءات تميزية تؤدي إلى عزل السنة ونشر النفوذ الشيعي الذي يمكنهم من التحكم في الإدارة العراقية. ويضيف الكاتب أيضا أن القرارات التي الثابتة التي اتخذتها الحكومة التركية بأنها لن تسلم الهاشمي إلى السلطات العراقية، في ظل تزايد الأزمة بين البلدين؛ بسبب الأزمة السورية والدعم التي تقدمه إلى حزب العمال الكردستاني. من الممكن أن تتزايد الهجمات من قبل السنة والشيعة بسبب القرار الذي صدر من المحكمة العراقية.

 نشرت صحيفة فطن التركية مقالا بعنوان "الدرس: المعلم السوري الجديد، أميركا: الطالب الجديد، صف الشعب السوري: هاتاي" للكاتب مراد تشيليك، يقول الكاتب في مقاله إن المسألة السورية تم طرحها على الطاولة في العديد من المناسبات؛ من بينها جنيف وطهران وما إلى آخره، وتمت المناقشة حول إمكانية إنهاء الأزمة السورية بين زعماء الدول. ويضيف الكاتب في مقاله أنه في الآونة الأخيرة تزايد عدد المسؤولين الأمريكان في مدينة هاتاي التركية، ليس فقط من أجل المباحثات السياسية، وإنما لتحليل ما هو قادم في الإستراتيجية الأمريكية، بسبب وجود الكثير من رجال الأمن والمخابرات الأمريكيين داخل الوفود، والتي تمتد من أنقرة واسطنبول وقاعدة إنجيرلك العسكرية. ويضيف الكاتب في مقاله أيضاً أن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بإنشاء مخيمات عسكرية في مدينة هاتاي لتدريب العناصر التي تقاتل في سوريا ضد نظام الأسد.

 نشرت صحيفة نيزافيسيمايا جازيتا الروسية مقالاً بعنوان "بغداد تتهم السنة في التحرش" للكاتب نيكولاي سوركوف، يقول فيه الكاتب أن نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي سمى عقوبة الإعدام ذات دوافع سياسية، وأتهم الحكومة وخاصة رئيس الوزراء نور المالكي في سعي السنه والتحريض على الفتنه الطائفية. يشير الكاتب إلى أن عقوبة الإعدام للهاشمي تتزامن مع سلسلة الهجمات التي وقعت في العراق وراح معظم ضحايا من الشيعة، وأن زيادة التوتر بين الطائفتين الرئيسيتين للإسلام- السنه والشيعة أصبحت بشكل واضح ملحوظة ويمكن أن تؤدي هذه المخاوف إلى فتنه جديدة بينهم والأزمة السياسية في العراق، ولدت مخاوف من أن العراق يهددها موجة جديدة من عدم الاستقرار. وينهي الكاتب المقال قائلاً أن الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط في جامعة العلوم الإنسانية يلينا ميكوميان تؤكد على أن عقوبة الهاشمي تحمل طابع سياسي: الهاشمي ليس ملاكاً، هناك شهادات تبين أنه في الواقع كان متورطاً في العنف والفساد، وتوضح الخبيرة أن مواصلة الصراع على السلطة تعتبر عملية مؤلمة، والهجمات التي وقعت في سوريا لا تشير إلى بداية اشتباكات جيدة واسعة النطاق. ووفقاً ليميكوميان فإن مساعدة الجماعات الإرهابية المنفصلة أعربت عن عدم رضاها بشأن الإجراءات التي تتخذها السلطات لكن ليس جميع السنة مستعدة لحمل السلاح والوقف إلى جانب الهاشمي بالإضافة إلى أن إطلاق النار والإنفجارات أصبحت رداً على عقوبة الهاشمي. في الحقيقة بعد سقوط نظام صدام حسين الشيعة احتفلت بالفوز وحاولت احتكار السلطة لكنها لم تنجح.

 نشرت صحيفة فزجلاد الروسية مقالاً بعنوان "أعداد العالم الغربي" للكاتب ماكسيم يوسين، يقول فيه الكاتب أن الجراح الفرنسي جاك بيرس والبالغ من العمر 71 عاماً ويعتبر مؤسس "منظمة أطباء بلا حدود" قد عاد من مدينة حلب السورية والتي أمضى فيها أسبوعين وقام بإنقاذ حياة الجرحى من معارضي بشار الأسد. ويشير الكاتب إلى أن الصدمة التي أصابت الطبيب هو عدد الأجانب التي تقاتل في صفوف المعارضة السورية، ووفقاً للطبيب فإن معظم مرضاه باستثناء المرضى المدنيين يعتبرون من الجهاديين المحاربين الذين جاءوا من الخارج. ويشير الكاتب إلى أن هؤلاء الناس لا يهتمون بإطاحة نظام بشار الأسد وإنما يفكرون كيف سيسيطرون على السلطة بعد سقوط النظام السوري وكيف سيقومون بإنشاء دولة إسلامية أساسها العقيدة الإسلامية والتي ستصبح جزءاً من الخلافة.

الشأن الدولي

 نشرت صحيفة ستار التركية مقالا بعنوان "الشعب الإسرائيلي يقوم بتقديم الاعتذار" للكاتب منصور أكغون، يقول الكاتب في مقاله إن غالبية الشعب الإسرائيلي يريد تحقيق السلام مع تركيا، وإعادة المياه إلى مجاريها؛ وتدافع عن مطالب تركيا في تقديم الاعتذار الرسمي، ويضيف الكاتب في مقاله بأن من وجهة نظر إسرائيل ترى بأن تركيا تأخذ دورا مؤثراً في المنطقة وخاصة مع تزامن التطورات الجارية في المنطقة؛ لهذا السبب من الطبيعي أن يطالب أغلبية الشعب بمثل هذا الأمر من دون أي عواقب تذكر، لافتا إلا أن إسرائيل تعاني من الأزمة السورية وبرنامج إيران النووي، وأتمنى أن تقوم إسرائيل بتقديم الاعتذار لتركيا ودفع التعويضات الكاملة لتعود العلاقات بين البلدين كما كانت سابقا؛ لأن تركيا هي الأخرى تحتاج إلى إسرائيل كما هي إسرائيل محتاجة إلى تركيا. ويضيف الكاتب أيضا أن إلى أن التعامل مع إسرائيل له مردود أكثر في ضوء الضغوطات الموجه لتركيا من قبل سوريا والعراق، والتعاون مع مصر والإخوان المسلمين ليس له أيضا مكاسب كما حصل قبل ذلك مع حركة حماس، وتركيا ليست مجبرة على حل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث من المفترض أن تكون السياسة الخارجية التركية خطوات أكثر دقة في التعامل مع هذه القضية، لأن إسرائيل ليست هي الوحيدة التي تفرض الحظر على غزة وإنما هنالك مصر أيضا. وينهي الكاتب مقاله قائلا: من الصعب أن ننسى قتلى أسطول الحرية؛ وإنما يجب تحسين العلاقة بين البلدين لما لها أهمية كبيرة بين الطرفين.

 نشرت صحيفة نيزافيسيمايا جازيتا الروسية مقالاً بعنوان "الغرب يجد طالبان المعتدلة في أفغانستان" للكاتب فلاديمير سكوسيريف، يقول فيه الكاتب أنه نشر في لندن تقريرا بعنوان "طالبان وآفاق المصالحة" يتحدث التقرير عن تيارين في حركة طالبان، الجزء الأول من المتمردين المسلحين العدوانيين والتيار الآخر مستعد للمحادثات بشأن الهدنه ولن يتعرض ضد حقيقة أن واشنطن ستحتفظ بقواعدها العسكرية في أفغانستان. وفي حال تم الاتفاق بشأن السلام فإن طالبان المعتدلة ستقطع العلاقات مع طالبان وستساعد الأمريكيين على ملاحقتهم. تعتقد حركة طالبان المعتدلة أن الفوز في الحرب مع الولايات المتحدة والناتو مستحيلاً ولهذا السبب مستعدة لمناقشة شروط السلام متطلبتاً استبعاد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي من عملية المحادثات.

فليقل أحد للفلسطينيين إنه الاحتلال يا "بلهاء"

عميرة هاس - هآرتس

"قلت لنفسي "عباقرة" عندما عطلت عشرات سيارات الشحن وسيارات التاكسي حركة السير في قلب مدينة الخليل يوم الأربعاء احتجاجا على ارتفاع الاسعار. وواصلت الاعتقاد بأنهم "عباقرة" عندما مررت بعد أربع ساعات على ذلك بنفس المكان وسمعت أن متظاهرين آخرين أشعلوا النار في دمية تمثل رئيس وزراء السلطة الفلسطينية سلام فياض. واستنتاجي عن الـ"عباقرة" تعزز عندما اضطررت أنا وسائقون آخرون على طريق القدس في البيرة إلى العودة من حيث أتينا، لأن ألسنة اللهب كانت تسد الطريق عند مدخل مخيم الأمعري للاجئين. ومرة أخرى، عندما ذكرت صحف السبت أن صناديق القمامة أشعلت بها النيران وأن سلسلة عمليات سطو وسرقة قد تمت تحت ستار مظاهرات الجمعة في بيت لحم وضواحيها، لم أتمالك إلا أن أكرر: الإسرائيليون، الذين صمموا اتفاقات أوسلو قبل 20 سنة، عباقرة. إذ أنهم بعملهم ذاك ضمنوا أن الفلسطينيين سيلومون قيادتهم على الأزمة الاقتصادية وسيتظاهرون ضدها بالآلاف.

إن الذعر يزداد في أوساط قيادة السلطة الفلسطينية بصورة مضطردة. خطابات كل يوم، بلغت ذروتها بعد ظهر السبت في المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والذي وصفته أنباء إذاعة "صوت فلسطين" منذ مساء الجمعة بأنه "مؤتمر صحافي مهم". وهناك لجان من وزارات مختلفة يتم تشكيلها يوما بعد يوم مع وعد بالعثور على أسعار أرخص. ووعد آخر باجتماعات ومناقشات مع ممثلي مختلف الأطراف والمنظمات غير الحكومية، وبرامج إذاعية يتفهم فيها المحاورون ومن تجرى معهم المقابلات، بعجرفة ولهجة تعالٍ، المتظاهرين لكنهم يوبخونهم على الاضطرابات والتخريب. ومقابلة مع طباخ مطعم زيت وزعتر الذي يشرح كيف ستساعد العودة إلى أطعمة الجدة التقليدية الأرخص، والأجود للصحة في التغلب على ارتفاع الأسعار.

كل متظاهر لم يكمل الدراسة الثانوية لأنه خرج للعمل ليساعد في إعالة عائلته يدرك تماما أن الأزمة العالمية تؤثر أيضاً في فلسطين اللادولة. وكل واحد من أنصار "فتح" يشتم فياض ويطالب باستقالته (كما فعل مبارك) يعي أن رئيس الوزراء ليس بوسعه اتباع سياسة غير مقبولة لدى عباس، الذي عينه في منصبه. وكل مدرس يبلغ راتبه 2000 شيكل يشعر شخصياً بنتيجة الاتفاق الاقتصادي مع إسرائيل، بروتوكول باريس، الذي وقعه القيادي الفتحاوي أحمد قريع (أبو علاء). الاتفاق الجمركي هذا ("الموقت"، مثل أوسلو والمنطقة ج) يكبل الاقتصاد الفلسطيني ويربطه بسياسة إسرائيل القاضية بضرائب غير مباشرة وتنازلية. وإذا كانت هذه السياسة تشكل عبئاً علينا نحن، أي الإسرائيليين الذين هم ليسوا في الشريحة العليا، فكيف لا يمكن أن تكون عبئاً أثقل على الفلسطينيين الذين لا تعادل مرتباتهم الحد الأدنى من مرتبات الإسرائيليين؟

أوسلو الصفقة العذبة لإسرائيل

لقد استطاع نجوم أوسلو البارزون كتابة عقد يترك لإسرائيل الموارد والسيطرة عليها، وكذلك صلاحيات السيادة، بينما أعطوا السلطة الفلسطينية المشكلات والمسؤولية عن حلها، ولكن من دون الصلاحية والموارد. وبعملهم هذا حولوا السلطة إلى ترس دفاعي يحمي الحكومة الإسرائيلية من السخط الفلسطيني. فهل من عجب في أن المتظاهرين يتوجهون إلى العنوان الوحيد المتوافر ويلومون السلطة الفلسطينية على ارتفاع الأسعار الذي لم تقرره؟ أما الاسرائيليون فيواسون أنفسهم بالاعتقاد بأنه لا صلة بين هذه الأزمة التي تضرب الفلسطينيين والاحتلال.

وحتى من دون الأزمة العالمية ومن دون الضرائب المرتفعة غير المباشرة – والأخيرة أثيرت عند رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو – فإن الاقتصاد الفلسطيني معوق وهش، بسبب السيطرة الإسرائيلية. ولنذكر بعض الحقائق القليلة فقط – وليس كلها، لأننا إن فعلنا ذلك فسنحتاج لصفحة بأكملها (في الجريدة):

1- إسرائيل تمنع غزة من تصدير المنتجات الزراعية والصناعية.

2- تستغل إسرائيل إلى أقصى مدى المصادر الطبيعية في الضفة الغربية: من مياه ومحاجر ومعادن من البحر الميت، وأراض زراعية ومناطق صناعية وسياحة ومساحات للسير على الأقدام مسافات طويلة. وكل ما يعود بالنفع على الإسرائيليين في الضفة الغربية، يعود بالضرر على الفلسطينيين.

3- تسيطر إسرائيل على الطيف الكهرومغناطيسي، وبالتالي تحدد كفاءة وربحية شركات الهواتف المحمولة الفلسطينية وصناعة التقنية العالية الفلسطينية أيضا.

4- تمنع إسرائيل الصيادين في غزة من الإبحار لأكثر من ثلاثة أميال بحرية، ما يحرمهم من مردود ذلك عليهم.

5- تنافس إسرائيل المنتجات الفلسطينية بطريقة غير عادلة: فهي تدعم المزارعين الإسرائيليين لاستخراج المياه، بمن فيهم أولئك الذين يقيمون في المستوطنات، مقابل تخصيص الحد الأدنى من مياه الشرب للفلسطينيين. وعندما يتم توفير المياه الصالحة للشرب في الخليل وبيت لحم مرة كل شهر، فإنه لا غرابة في حاجة مزارع الخضروات إلى المياه (قال لي متظاهرون في مدينة الخليل: "هل تعرفين كم يكلف كيلو البندورة (الطماطم)؟ ثمانية شيكلات" كأنهم كانوا يتحدثون عن اللحوم. وقال مزارع من حلحول في نبرة غاضبة وهو يشير إلى كشك قرنبيط إسرائيلي "هل تعرفين أننا توقفنا عن زراعة القرنبيط").

6- ونتيجة لرفض إسرائيل الربط بين الفلسطينيين في المنطقة "ج" (التي تمثل 61 في المائة من أراضي الضفة الغربية التي وضعتها اتفاقات أوسلو تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة)، فإن عشرات الآلاف من الفلسطينيين مضطرون لشراء المياه من صهاريج متحركة طوال العام. وفي فصل الصيف ليس أمام مئات الآلاف الذين جفت مصادر المياه في حنفياتهم، إلا شراء الماء من الصهاريج. وعمليات النقل تزيد من سعر الماء إلى ما يعادل ثمانية أضعاف ما يدفعه "جيرانهم" المستوطنون. فكم عدد تلك العائلات التي يمكنها أن تسدد تكاليف دراسة اللغة الإنجليزية والرياضيات لأبنائهم بتلك الأموال؟ وكم عدد الشبان والفتيات الذين يمكن إلحاقهم بالدراسة في الجامعة؟

7- تجبر إسرائيل الفلسطينيين على التنقل عبر ممرات ملتوية من محافظة إلى أخرى أو من المدينة إلى القرى والبلدات في المنطقة. ويمكن القول أن معدل المسافة في كل رحلة تزداد 10 كيلومترات طولا. وإذا ضربنا هذا العدد بستة أيام في الأسبوع، على أساس مرتين في اليوم الواحد، فإن ذلك يحتاج إلى 30 ألف سيارة (إذا لم نُحص حوالي 100 ألف سيارة خاصة). ويجري توزيع التكاليف الإضافية التي لا ضرورة لها على النقليات العامة والركاب وبين سائقي الشاحنات والتجار والزبائن. ترى كم عيادة يمكن لهذه الزيادة أن تغطي تكاليفها؟ وكم مليون يورو يكلف ذلك دافع الضرائب في الاتحاد الأوروبي؟

وحسب وزارة الاقتصاد الفلسطينية، فإن السيطرة الإسرائيلية خلال العام 2010 وحده تسببت في خسارة الاقتصاد الفلسطيني بحوالي 6.8 بليون دولار. لكن ذلك ليس سببا يدعو للقيام بتظاهرات. فالتظاهرات الفلسطينية تقول في الواقع إنه حتى في ظل هذه الشروط الخانقة، فإن لدى قيادتهم مساحة سياسية واقتصادية كافية للعمل، لكنها لأسباب خاصة بها لا تستخدمها لكسر شوكة الوضع القائم الذي أوجده عباقرة أوسلو".


إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً