النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 395

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء عربي 395

    اقلام واراء عربي 395
    11/5/2013


    في هذا الملــــف:
    التصفيق الحار… والمعارضة الجائعة التي تحلم بسوق الخبز!
    بقلم: سليم عزوز – القدس العربي
    الاردن وسوريا وطرد السفير الاسرائيلي
    بقلم: عبد الباري عطوان – القدس العربي
    استئناف الاستيطان استقبالا لكيري
    رأي القدس – القدس العربي
    القدس ينهشها الاحتلال .. والأمة تنهشها الخلافات
    رأي الدستور - الدستور
    جبهة بشار نصر اللـه لتحرير الجولان!!
    بقلم: ياسر الزعاترة - الدستور
    إسرائيل تهدّد بفضح جماعتها في عمّان
    بقلم: ماهر ابو طير - الدستور
    مآلات الدولة البديلة في مصر
    بقلم: طارق أبو العينين – الحياة اللندنية
    عودة «العدالة والتنمية» التركي إلى جذوره في زمن الربيع العربي
    بقلم: جمال خاشقجي – الحياة اللندنية
    تشابك الخطوط الحمر بين إسرائيل والولايات المتحدة وإيران
    سليم نصار – الحياة اللندنية
    مبذرون ومديونون!!
    بقلم: يوسف الكويليت - الرياض



    التصفيق الحار… والمعارضة الجائعة التي تحلم بسوق الخبز!
    بقلم: سليم عزوز – القدس العربي
    لا أتذكر تحديداً ملابسات قرار نقل القداس في الأعياد المسيحية، من المقر البابوي بالهواء مباشرة، عبر التلفزيون الرسمي للبلاد. ومن المؤكد أن هذا كان بعد تصرف نال من القوم، فجاء النقل على سبيل الترضية، ولهذا فقد حرمت منه الكنائس الأخرى، وقد شاهدت قداساً سابقاً للكنيسة الإنجيلية، لكن بثه على الهواء مباشرة، كان عبر قناة ‘النيل الثقافية’، وهي قناة محدودة التأثير، سبق لي اعتذرت عن الظهور على شاشتها، وأنا المحاصر،عندما كان الرائد متقاعد صفوت الشريف وزيراً للإعلام، حتى لا أكون سبباً في متاعب قد تلحق بالداعين، ثم قبلت في وقت لاحق، وفوجئت بأنه لا حس ولا خبر، فلا أحد أوذي بسببي، ولا أحد شاهدني من الأصل!
    التمييز واقع في مصر، ليس لصالح الأغلبية في مواجهة الأقليات، لكن عندما تكون هناك منح من السلطة للأقلية، فيفوز بها الفصيل الغالب، فيكون نقل قداس الكنيسة الأرثوذكسية عبر القناة الأولى والفضائية المصرية، في حين أن الكنيسة الإنجيلية وربما الكاثوليكية، ينقل قداسها عبر قناة ‘النيل الثقافية’، وأحد المعدين بها وجد حلاً لتكرار اعتذار البعض عن المشاركة في برامجها، يتمثل في خطف ضيوف القنوات الأخرى، في لحظة دخولهم مبنى ماسبيرو، وأحياناً يكون الخطف على حين غرة!
    لقد شاهد صاحبنا ضيفاً يسأل عن أستوديو قناة ‘النيل للأخبار’، وكان واضحاً أن ضيف برنامج ‘النيل الثقافية’ الذي سيبث بعد قليل قد خذله، فما كان من المعد إلا أن تصرف على طريقته، بأن أشار للسائل على أستوديو قناته، بأنه الخاص بالنيل للأخبار، وقد نسي الضيف إغلاق هاتفه الجوال، ففوجئ باتصال ممن دعاه، ودهش فرد عليه غير منتبه بأنه على الهواء، وأخبره بأنه الآن في الأستوديو، ليكتشف انه مختطف، وغادر غاضباً.
    كثير من منح النظام البائد للأقباط كانت بعد أحداث تكون الأجهزة الأمنية متورطة فيها، فعندما ثار القوم ضد ما نشر في إحدى الصحف الخاصة، القريبة من هذه الأجهزة، عن قضية الراهب المشلوح، الذي التقطت له صور في أوضاع مخلة، داخل الكنيسة مع احدى السيدات، وكان معلوماً أن ضابطاً بجهاز امن الدولة هو من سرب هذه الصور للصحيفة، فقد أجزل الحكم لهم العطاء حتى يرضوا.
    عقب أحداث انفجار كنيسة القديسين بمحافظة الإسكندرية، والتي لم يتم إلى الآن التوصل إلى الجناة فيها، قرر أهل الحكم تمكين الكنيسة الأرثوذكسية من تعديل قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين وفق معتقداتها هي، وهناك خلاف تاريخي بين الكنائس الثلاث حول الأسباب الموجبة للطلاق، وهذا الخلاف يعطل هذا التعديل، لكن الثورة قامت، وكان القوم قد هموا بما لم ينالوا.
    وعلي ذكر أحداث القديسين، نذكر أن فضيلة شيخ الأزهر الحالي الدكتور أحمد الطيب كان قد ذهب إلى الكاتدرائية على رأس وفد يضم المفتي ووزير الأوقاف لتقديم العزاء في القتلى في هذه الأحداث، لكن الشباب القبطي الغاضب حاول الاعتداء عليهم، وقد حدث تطور في قداس عيد القيامة المجيد هذا العام تمثل في الحفاوة البالغة التي قوبل بها الشيخ فعندما ذكر اسمه، وهو الحاضر بين المهنئين، كان التصفيق حاداً وحاراً.
    في قداس سابق كان التصفيق الحار من حظ ونصيب جمال مبارك والسفير الأمريكي بالقاهرة، وكانت رسالة لا تخطئ العين دلالتها، وفي عيد القيامة في العام الماضي، استنكر الشباب المتحمس استقبال الكنيسة لممثلين من المجلس العسكري الحاكم حينئذ، فقد وقعت أحداث ماسبيرو، عندما تظاهر الشباب المسيحي أمام مبنى التلفزيون، وهم يتهمون العسكر بالاعتداء عليهم، وكانت رسالة التلفزيون المصري تحريضية بامتياز، ودفعت الثمن الأداة المستخدمة في ذلك وهي المذيعة رشا مجدي، مع أنها كانت ‘عبدة المأمور’ والمأمور، المحرض، الذي هو وزير الإعلام أسامة هيكل، ذهب إلى الكنيسة هذا العام مهنئاً البابا بالعيد، ورشا ممنوعة من الظهور التلفزيوني، ككبش فداء.
    سقوط العسكر
    قبل أحداث ماسبيرو وبعدها، كان الشباب القبطي يهتف بسقوط حكم العسكر، لكن بعد أحداث كنيسة ‘الخصوص’ مؤخراً، كانت هناك دعوة للزحف من الكاتدرائية إلى مقر وزارة الدفاع لدعوة الجيش للانقلاب على حكم الإخوان، وعندما ذُكر اسم الفريق عبد الفتاح السيسي من بين المهنئين بعيد القيامة، قوبل هذا بتصفيق حار، فلأن الجائع يحلم بسوق الخبز، فهناك من يبشرون الآن بانقلاب عسكري يطيح بالرئيس وجماعته، ويلقي بهم في السجون، ومن بين قوى المعارضة من بات يحلم بذلك في يقظته ومنامه.
    التصفيق الحار لشيخ الأزهر في الكاتدرائية هذا العام، يأتي في هذا السياق، فقد تم ترويج أكذوبة مفادها أن الإخوان يخططون لإقالة الشيخ ومن ثم نفرت المعارضة خفافاً وثقالاً، وغدت خماصاً وبطاناً، دفاعاً عن الشيخ الذي يتعرض لمؤامرة من الإخوان تستهدف الإطاحة به، وتعيين الشيخ عبد الرحمن البر، مفتي الجماعة بدلاً منه.
    ويلاحظ أن قوى ثورية خرجت تدافع عن الشيخ الذي عينه في موقعه الرئيس المخلوع، والذي كان عضواً في لجنة السياسات بالحزب الحاكم، لصاحبها جمال مبارك، وعندما عين شيخاً ورأى كثيرون أنه ليس لائقاً أن يستمر في عضويته في هذه اللجنة سيئة الصيت، وطالبوه بالاستقالة حفاظاً على قيمة الموقع، قال إنه لن يستقيل حتى يعود الرئيس، الذي كان يعالج بالخارج، ويطلب منه ذلك. وكان تمسكه مستفزاً، وكاشفاً عن الولاء الكامل للرجل لمن عينه.
    حملة الدفاع عن شيخ الأزهر كانت بعد أن تعرض طلاب الأزهر لحالات تسمم في مطعم المدينة الجامعية، وخرجوا في مظاهرات تندد بالإدارة، ووقفت برامج ‘التوك شو’ على خط النار فالإخوان يقفون وراء هؤلاء الطلاب لأنهم يريدون استغلال ما حدث لإقالة الشيخ، وانطلق الموجهون السياسيون في هذه البرامج يحذرون من الاقتراب من مقام شيخ الأزهر، حتى لميس الحديدي، خرجت الضوضاء من حنجرتها لتدافع عن الشيخ، على نحو ظننت أنها يمكن أن تفجر نفسها دفاعاً عن الأزهر كمؤسسة تدافع عن وسطية الإسلام، ولأول مرة اكتشف أنها مشغولة بمثل هذه القضايا الكبرى.
    تنتقل من قناة إلى قناة، فتجد المذيعين والمذيعات وقد تحولوا إلى مشاريع شهداء في وجه من يريدون بشيخ الأزهر سوءا وهم الإخوان.. وبدا الجميع في حالة سكر بيّن، فالدستور الإخواني هو الذي حصن موقع شيخ الأزهر من الإقالة، والدستور الإخواني هو من أخرج الشيخ من الحظر السياسي الذي تقرر أن يشمل أعضاء لجنة السياسات المتهمة بإفساد الحياة السياسية.
    المشكلة كلها في الإخوان، والشيخ مظهر شاهين الذي منع من إلقاء خطبة الجمعة بميدان التحرير مؤخراً، على يد الشباب الثوري، صار هو رمز الإسلام الأول لمجرد أن وزير الأوقاف في حكومة الإخوان قرر نقله من مسجد عمر مكرم، إلى مسجد آخر عقاباً له على تحويل المنبر إلى ساحة للصراع الحزبي.
    الشيخ مظهر عندما منع بقرار من الشباب، كان يدافع عن الرئيس مرسي في مواجهة معارضيه، ولم يهتم بدفاعه الإخوان، فهم يتمتعون بضيق أفق يمنعهم من الالتقاء مع أي شخص ليس من شيعتهم، ومع أي إنسان يتمتع بالاستقلال ولو في حده الأدنى. وانقلب الشيخ شاهين، وهو في انقلابه، وجد الكنيسة غاضبة على الحكم الإخواني، فذهب إلى هناك، وكان من الذين حظوا بالتصفيق الحاد في قداس عيد القيامة المنقول على الهواء مباشرة.
    والشيخ مظهر صار من المدافعين عن شيخ الأزهر بالتبعية، لأنه في مواجهة الإخوان، وعلى قناة ‘المحور’ ومع صديقنا سيد علي، سعى لمجاملة المسيحيين لأنهم غاضبون على الحكم الإخواني، فقال انه يخشى على الأزهر من علماء يكفرون المسيحيين، أما الأنبا مرقس فكان واضحاً ومحدداً في هذا البرنامج عندما قال: ‘من لا يؤمن بنا فهو كافر.. ونحن كافرون بما أمر به الإسلاميون.. وكلنا مؤمنين بعقيدة وكافرين بما سواها’.
    ساعة حرة
    الخروج من ضوضاء فضائيات ‘الإزعاج الأزلي’ كان لازماً لنشاهد حواراً راقياً على قناة ‘الحرة’ بين الدكتور عبد البر ‘مفتي الإخوان’ والدكتور مأمون فندي، وكان البرنامج هو ‘ساعة حرة’، والمحاور هو حسين جرادي، ولعل مأمون فوجئ برقي مناظره، وكان يظن أنه سيفاجأ بشخص على غرار شباب الجماعة أعضاء اللجان الالكترونية، الذين ما أن يطالعوا رأيا على مواقع التواصل ضد الحكم الإخواني حتى يسلخوا الكاتب بألسنة حداد، ذات مرة علق احدهم: ‘ومن المعروف أن هذا من الفلول’، وقلت لا بأس، الصيت ولا الغنى، فلو كنت من الفلول لكان لي برنامج على ‘سي بي سي’ وراتب لميس لمن لا يعلم، في الشهر، كراتب مذيعة محترفة كجمانة نمور في العام وبقناة بحجم ‘الجزيرة’، قبل أن تستقيل منها.
    ولنضع النقاط فوق الحروف، فان شخصاً مثل باسم يوسف لم يستدع للعمل في القناة لأنه من الفلول، ولكن لأن رسالة القناة الآن تستهدف الحكم الإخواني، وليس كل من يقف ضد الإخوان من الفلول، فالحكم الإخواني لم ينتصر للثورة، ولم يؤسس لدولة جديدة في مصر قائمة على العدل، ومن الطبيعي أن يكون هناك من هم ضده من منطلقات ثورية، لكن ليس بالركون إلى الثورة المضادة.
    كان من الممكن أن يكون مأمون فندي أكثر حدة، وهي لازمة في المناظرات، لو كان من يقف في الناحية الأخرى هو الدكتور عصام العريان، وهو شخص صار حاداً ويستخدم العنف اللفظي مع معارضيه، منذ أن تملكه شعور جارف بأنهم لن يغلبوا بعد اليوم من قلة، وذلك بعد نتائج الانتخابات البرلمانية الماضية، وبعد أن أصبح الإخوان هم حكام البلاد.
    عبد الرحمن البر قال إن جماعته لا تنافس الأزهر على المرجعية، فمرجعية الإسلام السني للأزهر وليست للإخوان، فذكرني بمقابلة غسان بن جدو، مع شيخ الأزهر الراحل الشيخ محمد طنطاوي، التي أذاعتها قناة ‘الجزيرة’، قبل أن يؤسس بن جدو ‘الميادين’.
    بن جدو قال لشيخ الأزهر الراحل وهو شخص حاد الطباع: باعتباركم مرجعية لأهل السنة.. فرد عليه بلا مبالاته المعروفة: من قال لك هذا؟.. أنا لست مرجعية لأحد.. كل واحد مرجعية لنفسه.
    فندي قال إن الأزهر هو القشة التي قصمت ظهر البعير في معركة سيطرة الإخوان على روح مصر، ولكن عندما قال الشيخ البري ما قاله عن المرجعية التي هي للأزهر كان موضوع البرنامج قد بدأ في التبلور، وهنا قال حسين جرادي: انتم تريدون اخونة الأزهر والسيطرة عليه لأنه المرجعية. وتحدث البري عن علاقتهم الطيبة بالشيخ الطيب.
    بعد هذه الضجة الإعلامية، والتي اكتملت بالتصفيق الحاد، أصدرت مشيخة الأزهر بياناً أكدت فيه ان الشيخ وجميع أعضاء هيئة كبار العلماء يحوزون على احترام كل المسؤولين في الدولة، وطالب البيان من القوى السياسية أن تتوقف عن الزج بالأزهر في عملية الاستقطاب السياسي حتى يتمكن من أداء رسالته.
    وبعد هذا بيومين قرأت عن زيارة المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي ووفد من التيار الشعبي للمشيخة، في زيارة وصفت بالتضامنية مع شيخ الأزهر. مع أن الفيلم انتهى.. وبرامج ‘التوك شو’ لم تعد تدافع عن الأزهر والإسلام الوسطي!
    وآخر حلقة في هذا المسلسل كانت لتحليل البعد الاستراتيجي والميتافيزيقي للتصفيق الحار لشيخ الأزهر في قداس عيد القيامة المجيد.
    الاردن وسوريا وطرد السفير الاسرائيلي
    بقلم: عبد الباري عطوان – القدس العربي
    بات الاردن وبفعل التطورات المعقدة والمتسارعة في بلد الجار السوري يحتل مكانة بارزة في دائرة الاهتمام العربي والدولي، ليس فقط باعتباره دولة ممر (ترانزيت) وانما ايضا باعتباره طرفا اساسيا في الصراع، وان حاولت حكومته جاهدة اخفاء هذه الحقيقة بادعاء الحياد.
    في الاسبوع الماضي احتل الاردن العناوين الرئيسية في الصحف ونشرات التلفزة لسببين رئيسيين: الاول تصريحات وزير خارجيته السيد ناصر جودة التي توقع فيها ان يشكل اللاجئون السوريون نصف تعداد سكان البلاد في غضـــون عامـــين، او اقل او اكثر، والثاني تصويت مجلس النواب الاردني (البرلمان) بالاجماع على طرد السفير الاسرائيلي من العاصمة عمان، بسبب الاقتحامات الاسرائيلية المتكررة للمسجد الاقصى.
    لنترك الحديث عن اللاجئين السوريين ونسبتهم في الاردن جانبا، ولو مؤقتا، لكي نركز على التطور الأحدث، والاكثر اهمية في رأينا، اي الهبة التي بدأت تأخذ قوة دفع متزايدة، والالتفات وبهذه القوة الى القدس المحتلة ومعالمها الدينية، الاسلامية والمسيحية، والمسجد الاقصى على وجه الخصوص.
    ‘ ‘ ‘
    هناك تفسيران لهذا الحراك القوي والمتسارع تجاه المدينة المقدسة:
    *الاول: يرى انه حراك عفوي يعكس حالة غضب متنامية في اوساط الشارع الاردني فجّره اعتقال الشيخ محمد حسين، امام المسجد الاقصى، واقدام اسرائيل على بناء مستوطنات او احياء استيطانية جديدة، واقتحام المستوطنين للمسجد، وتوارد احاديث شبه مؤكدة عن وجود مخطط اسرائيلي لتقسيمه بحيث يكون جانب منه لصلاة اليهود، وجانب آخر للمسلمين، في تكرار متطابق لسيناريو الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل المحتلة.
    *الثاني: يعتقد ان السلطات الاردنية اوعزت بهذا الحراك بسبب استيائها من تجاهل دور عاهلها والحصانة التي يتمتع بها على الاماكن المقدسة، وتزايد التكهنات حول تسوية يجري طبخها في الغرف الامريكية المغلقة على يد جون كيري وزير الخارجية الامريكي تستبعد اي دور للاردن فيها. وهناك من يقول ايضا ان الاردن الرسمي اراد هذا الحراك للتغطية على دور كبير ومباشر يمكن ان يقوم به في الملف السوري، سواء تجاه اقامة منطقة عازلة او حظر جوي تكون نقطة انطلاق للمعارضة ‘المعتدلة’ لاسقاط النظام، او لمواجهة الجماعات الاسلامية المتشددة.
    كلا التفسيرين جائزان سواء منفردين او مجتمعين، فالاردن يعيش حاليا فوق صفيح ساخن جدا، دون ان يملك اي حصانة قوية تجاه اي تطورات اقليمية او داخلية مفاجئة، بسبب احتمالات متزايدة لتفجر ملفي الازمتين المحيطتين به وهما سورية وفلسطين، مثلما تنبئنا صفحات مهمة من تاريخه الحديث.
    الاردن يعيش هذه الايام ظروفا مشابهة لتلك التي وقعت في اعقاب هزيمة عام 1967، اي تدفق اعداد هائلة من النازحين الى ارضه، وعجز شبه كامل امني واقتصادي عن التعاطي معه، نظرا لامكانيات البلاد المحدودة، وتزايد التدخلات الخارجية الاقليمية والدولية لاستغلال هذا العجز، وتمثل هذا بوضوح في نشوء ظاهرة المقاومة الفلسطينية وباقي القصة معروفة.
    من الصعب علينا التكهن بتكرار السيناريو نفسه في ما يتعلق بتدفق اللاجئين السوريين، وان كانت هناك مؤشرات عن بدء حدوث اضطرابات لأسباب عديدة، ومن غير المستبعد وجود اعداد كبيرة من انصار النظام في اوساط هؤلاء اللاجئين، قد يتم تأطيرهم في جماعات او منظمات تتجه بانظارها نحو الشمال (سورية) او الغرب (فلسطين)، خاصة ان هناك توجها لفتح جبهة الجولان، وتحويل سورية كلها الى جبهة مقاومة.
    الأزمة السورية ستحسم لهذا الطرف (النظام) او ذاك (المعارضة) ان آجلا او عاجلا، وهذا الحسم سيؤدي حتما الى عودة المئات او الآلاف من المجاهدين الى الاردن، من ابنائه او ضيوفه الذين سهّل مرورهم الى سورية، فإذا عاد هؤلاء فإنهم لن يتقاعدوا حتما، وسيواصلون مسيرة الجهاد لفرض ايديولوجيتهم او لنيل شرف الشهادة، وليس هناك اكثر قداسة من الشهادة على درب المسجد الاقصى.
    ولن يختلف الأمر سواء عادوا منتصرين او محبطين بسبب تآمر قوى عالمية ضدهم لانهاء وجودهم في سورية، وكل الاحتمالات واردة.
    السلطات الاردنية التي تجاوبت مع ضغوط دول اقليمية ودولية ابتزازية لفتح حدودها لشحنات السلاح والمتطوعين لدعم الثورة السورية، قد تجد نفسها مضطرة للتجاوب مع ضغط الشارع الذي يريد مواقف اكثر حسما تجاه العدوان الاسرائيلي، ليس فقط في طرد السفير الاسرائيلي، وانما الغاء معاهدة وادي عربة برمتها التي شرّعت وجوده وسفارته وعلمه في قلب العاصمة الاردنية.
    ‘ ‘ ‘
    الحراك السياسي المطالب بالاصلاح الذي خمدت حدته قليلا في الاسابيع الاخيرة، قد يلبس ثوبا جديدا حول قضية تضع انقسام الشارع الاردني حول سورية جانبا، الا وهي التصدي لاستفزازات الاحتلال الاسرائيلي، والتطلع لتحرير المسجد الاقصى. فهذه هي القضية الابرز التي توحد الاردنيين، اسلاميين وغير اسلاميين، شرق اردنيين او فلسطينيين.
    الشارع الاردني، مثل جميع الشوارع العربية الاخرى، في دول وصلها الربيع العربي او لم يصلها، بسبب انتكاسات اقتصادية واخرى على صعيد تراجع الحريات والانضباط الامني، وغياب اي دور عربي فاعل، وتغوّل الاذلال الاسرائيلي والهيمنة الامريكية.
    في الاردن دين عام يقترب من سقف العشرين مليار دولار، وعجز في الميزانية يصل الى ملياري دولار على الاقل، وغلاء فاحش وبطالة متفاقمة، وهوّة سحيقة بين الاغنياء والفقراء، وبخل عربي خليجي غير مسبوق، وهذه كلها مجتمعة تشكل وصفة للانفجار.
    الطريقة الامثل لتنفيس هذا الاحتقان هي التوجه غربا، وتحويل الضغوط الى الاحتلال الاسرائيلي، في ضربة استباقية لأي محاولة من جانبه لتصدير ازماته المقبلة والوشيكة، استنادا الى الملف السوري، الى الاردن.
    النواب الاردنيون الوطنيون، وكلهم كذلك، وضعوا خريطة طريق واضحة، للشعب والسلطات، عندما اقروا بالاجماع التوجه غربا، وطالبوا بطرد السفير الاسرائيلي والغاء معاهدة وادي عربة.. انها رؤية متقدمة جدا، يجب على الحكومة تبنيها.
    استئناف الاستيطان استقبالا لكيري
    رأي القدس – القدس العربي
    الاسرائيليون يقولون ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري سيزور المنطقة في الايام القليلة القادمة من اجل تهيئة الاجواء الفلسطينية والاسرائيلية لاستئناف المفاوضات بين الجانبين في الشهر المقبل.
    حرص هؤلاء على انجاح هذه المفاوضات تجلى في ابهى صورة يوم امس الاول عندما اعلنت حكومتهم عن اقرار بناء 294 وحدة سكنية في مستوطنة ‘بيت ايل’ القريبة من مدينة رام الله عاصمة السلطة الفلسطينية.
    وزير الخارجية الامريكي اراد اقناع السلطة ومفاوضيها بان حكومة بنيامين نتنياهو تحولت فجأة الى حكومة محبة للسلام وتسعى لحل الدولتين، واستئناف المفاوضات، ولهذا قررت تجميد الاستيطان، ويبدو ان السلطة مقتنعة بدون جهود الاقناع الامريكية هذه، وبدأت تهيئ نفسها للعودة الى طاولة المفاوضات.
    الحديث هذه الايام ليس من اجل اقامة دولة فلسطينية مستقلة، وانما خلق الاجواء الملائمة لاستئناف العملية السياسية من خلال توسيع الولاية الادارية للسلطة الفلسطينية وضم اجزاء من المنطقة ‘ج’ الى سلطاتها. وضخ حجم هائل من الاستثمارات الامريكية والاوروبية لخلق وظائف والسماح بدوران العجلة الاقتصادية مجددا.
    انه السلام الاقتصادي الذي يروج له نتنياهو ويشرف على تطبيقه على الارض توني بلير مبعوث اللجنة الرباعية للسلام بالتعاون مع الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء المستقيل.
    الدكتور فياض استقال نظريا من منصبه كرئيس للوزراء بعد خلاف مع رئيسه محمود عباس الذي عارض اقالة احد الوزراء (نبيل قسيس) من منصبه دون الرجوع الى الرئاسة. ومن المفترض، وحسب القانون الاساسي، ان تتشكل حكومة جديدة بعد اسبوعين من قبول الاستقالة، ولكن الدكتور فياض ما زال في منصبه والحكومة الجديدة لم تتشكل، ويبدو ان مشاورات الرئيس عباس لتشكيلها مع ‘الكتل السياسية’ ستظل مستمرة لاسابيع او اشهر وربما سنوات قادمة.
    الوزير كيري تلقى هدية ضخمة من وفد متابعة مبادرة السلام العربية الذي زاره في واشنطن، تمثلت في موافقة الجامعة العربية على مبدأ تبادل الاراضي، وتعديل حدود عام 1967 على وجه الخصوص، ولكنه ما زال يبحث عن هدية اكبر يقدمها لحلفائه الاسرائيليين، وهي ضرورة اعتراف العرب باسرائيل دولة يهودية.
    العرب سيعترفون باسرائيل دولة يهودية في نهاية المطاف، تماما مثلما اعترفوا بوجودها ووقعوا معاهدات سلام معها، فمن الذي سيمنعهم عن الاقدام على هذا الاعتراف؟ الفصائل الفلسطينية المسلحة، ام حركات المقاومة الحالية في قطاع غزة التي يتسابق معظمها للحصول على اعتراف من الامريكيين واقامة علاقات طيبة مع اصدقائهم العرب؟
    الاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية يعني اسقاط حق العودة، وطرد مليون ونصف المليون فلسطيني من عرب الاراضي المحتلة عام 1948، ومطالبة اسرائيل بتعويضات من الدول العربية على احتلالهم لهذه الارض اليهودية على مدى الفي عام مثلما تقول الادبيات العبرية.
    مبادرة وزير الخارجية الامريكي للسلام مسمومة وغير قابلة للحياة بالتالي، فطالما انه يريد تشريع المستوطنات الاسرائيلية تسليما بسياسة فرض الامر الواقع، ولا يحرك ساكنا تجاه الاعلان عن بناء وحدات استيطانية جديدة، فان اي مجاراة له هي مجاراة للسياسات الاستيطانية وتقديم اسرئيل للعالم على انها دولة مرنة تريد السلام وتسعى من اجله.
    القدس ينهشها الاحتلال .. والأمة تنهشها الخلافات
    رأي الدستور - الدستور
    لم يعد خافياً ان العدو الصهيوني ماض في تنفيذ خططه ومخططاته الاجرامية بهدف تهويد القدس والاقصى، وفق نهج صهيوني خبيث استغل ويستغل الوضع العربي والفلسطيني البائس، والدعم الامريكي اللامحدود، والتواطؤ الاوروبي.
    وفي هذا السياق، لا بد من التأكيد على ان ردود الفعل العربية على تدنيس الاقصى واقتحامه من قبل رعاع المستوطنين، لم تكن بمستوى خطورة هذا الحدث... فيما عدا قرار مجلس النواب الاردني بطرد السفير الاسرائيلي من عمان، وسحب السفير الاردني من تل ابيب، فان كافة الردود العربية والاسلامية باهتة، وتعكس حالة الامة وما وصلت اليه من ضعف وهوان، وهو ما يعتبر السبب الرئيس الذي يغري العدو، ويدفعه الى ارتكاب أفظع الجرائم، وممارسات التطهير العرقي، ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة في القدس من حيث هدم المنازل، وطرد اصحابها، ومصادرة هويات العرب المقدسيين، واقامة الكنس التوراتية حول الاقصى، وتجريف المقابر الاسلامية واقامة المستعمرات حول القدس لفصلها عن محيطها العربي...الخ، كل ذلك وغيره لتهويد اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في موعد اقصاه 2020، كما اعلن ساسة العدو ذلك اكثر من مرة.
    ان هذه الاعمال العدوانية تتطلب ردوداً عربية جماعية فاعلة وقادرة على لجم هذا العبث الصهيوني الذي يستهدف اقدس المقدسات الاسلامية، ومن هنا فلسنا متفائلين بنتائج وقرارات مجلس الجامعة المقررة غداً الاحد لبحث العدوان الصهيوني على الاقصى، لأن الدول الشقيقة - على ما يبدو - غير جادة في بحث الموضوع، وغير جاهزة للتصدي للعدوان، فلو كانت جادة لعقد الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية، ولعقدت قمة عربية طارئة، فالاعتداء على الاقصى هو اعتداء على عقيدة المسلمين، فهو معراج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والقدس مهد السيد المسيح عليه السلام، وانتهاكه هو انتهاك لهذه العقيدة التي يؤمن بها اكثر من مليار و300 مليون مسلم من جاكرتا وحتى طنجه.
    .. وبالتالي فان اتخاذ قرارات لا ترقى الى مستوى ردع الجريمة الصهيونية سيزيد من احباط الأمة، واحباط اهلنا الصامدين في أكناف بيت المقدس، وبالمقابل سيغري العدو على مواصلة تدنيسه للاقصى وترويع المصلين تمهيداً لاقتسامه وتهويد ساحاته، واقامة الهيكل المزعوم.
    مجمل القول : لقد كانت الخلافات العربية ولا تزال هي السبب الرئيس لانهيار الامة، ودفع اعدائها لنهش لحمها، وتدنيس مقدساتها، وهو ما يجري اليوم في القدس الشريف وفي ساحات الاقصى الجريح.. فالعدو الصهيوني يستغل هذه الخلافات المقيتة لتحقيق اهدافه التهويدية التوسعية دون ادنى مقاومة، ما يغريه لرفع وتيرة عدوانه لاستكمال تهويد القدس العربية، فيما الامة سادرة في الخلافات غارقة في مستنقع الشحناء والبغضاء. ولا حول ولا قوة الا بالله...
    جبهة بشار نصر اللـه لتحرير الجولان!!
    بقلم: ياسر الزعاترة - الدستور
    سيسجل التاريخ للثورة السورية أنها دفعت بشار الأسد، وحليفه حسن نصر الله إلى الإعلان عن مشروع لتحرير الجولان من أيدي الغاصبين الصهاينة!!
    نصر الله في إطلالته الثانية خلال أسبوع، قدم لنا الجزء الثاني المكمل من البشارة، فيما تكرم علينا بشار الأسد بالجزء الأول منها عبر حديث لزوار نقلت لنا صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله بعض تفاصيله كما دأبت على العمل طوال العامين الماضيين، ويبدو أن ما يقوله بشار للزوار لا يتسرب عمليا إلا للصحيفة المذكورة، ربما بمحض الصدفة لا أكثر!!
    يأتي ذلك كله (إعلان نصر الله، وقرار بشار الأسد) بعد الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مخازن أسلحة لم يعد من باب التكهن القول إنها كانت لحزب الله أو في طريقها إليه، الأمر الذي أكده خطاب الأول، وربما حديث الثاني أيضا.
    للتذكير فقط، ومن باب التأكيد على المقاومة والممانعة، فإننا لم ننكر يوما أنه كان هناك محور يحمل الاسم المذكور، ويأخذ هويته من وجود محور بائس اسمه محور الاعتدال، وأن النظام السوري كان جزءا من الأول، لكننا لم ننس أيضا أن جبهة الجولان ظلت هادئة طوال 40 عاما، كما لم ننس مثلا أن النظام كان يعترف مثل غيره من أنظمة العرب بالقرارات الدولية، وهو وافق على مبادرة قمة بيروت 2002 التي شطبت عمليا حق العودة بحديثها عن حل متفق عليه، وهو ذاته الذي علمنا أنه كان على وشك التوصل إلى اتفاق مع نتنياهو عبر وسيط أمريكي لولا اندلاع الثورة السورية. وقبل ذلك وبعده، لم ننس سيرته البائسة مع الفلسطينيين طوال عقود، حيث قتل منهم الكثير، وطاردهم طويلا، وصولا إلى طردهم من لبنان، وتلزيم المقاومة لحزب الله وحده دون غيره، باتفاق مع مرجعيته (إيران) الطامحة إلى تحقيق وجود ودور في المنطقة.
    لنعد إلى بشارات نصر الله وبشار الأسد، فقد حدثنا الأول عن أن رد النظام السوري على الغارات الإسرائيلية سيكون من شقين؛ الأول عبر مد حزب الله بالسلاح النوعي، بما في ذلك الذي يكسر الميزان الإستراتيجي، وهو ما يطرح سؤالا حول ما إذا كان نظام بشار يملك أسلحة أكثر من تلك التي تملكها إيران، مع علمنا بأن الأسلحة التي استُهدفت في سوريا هي أسلحة إيرانية، ثم لماذا أصلا ينقل بشار الأسلحة لحزب الله وهو في حاجتها إذا لم يكن في مزاج يأس من البقاء، وعينه على الخطة “ب” ممثلة في الدويلة العلوية في الساحل، والتي ستستمد قوتها من العلاقة مع حزب الله وإيران.
    الشق الثاني، ويتمثل في إطلاق مقاومة شعبية عبر الجولان لتحريره من الاحتلال، وهو أمر تشكر عليه الثورة السورية التي ذكّرت نظام بشار بأن الجولان محتل ولا بد من استعادته، وهنا يعلن حزب الله أنه سيعمل مع كل القوى (بما فيها الفلسطينية طبعا.. أية قوى؟!)على النضال من أجل تحرير الجولان، من دون أن يقول لنا لماذا لا يحرر مزارع شبعا، ولماذا لا يرد على خروقات طيران الاحتلال للأجواء اللبنانية، ولن نسأله عن تحرير فلسطين عبر المقاومة أيضا، لأن نظام بشار على علاقة طيبة هذه الأيام مع محمود عباس الذي لا يحب كلمة مقاومة كثيرا، لاسيما المسلحة منها.
    بشار بدوره لم يعتبر أن إطلاق صاروخ أو بضعة صواريخ يمثل ردا على الغارت الإسرائيلية، لأننا “بذلك نكون قد انتقمنا تكتيكيا”، حسب قوله، فيما يريد هو “انتقاما إستراتيجيا”، و”الانتقام الإستراتيجي” سيكون “عبر فتح باب المقاومة، وتحويل سوريا كلها إلى بلد مقاوم”.
    الخطابان إذاً يكمّل بعضهما بعضا، فسوريا ستفتح جبهة الجولان للمقاومة، وسيكون حزب الله مشاركا فيها، وهذا هو الرد الإستراتيجي. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: أي عاقل سيأخذ هذا الكلام على محمل الجد، فهذا النظام الذي يستميت من أجل البقاء، ويستجدي حلا مع الغرب وأمريكا، لن يكون في وارد الدخول في مواجهة مع العدو.
    كما أن حزب الله الذي ألغى المقاومة من قاموسه منذ الاتفاق الذي أنهى حرب تموز 2006، وحوّل سلاحه إلى أداة استقواء في الداخل اللبناني، وأحاله اليوم سلاحا طائفيا على نحو أكثر وضوحا في سياق الدفاع عن بشار الأسد كحليف إستراتيجي للولي الفقيه في طهران، هذا الحزب ليس في وارد الدخول في مواجهة مع العدو في الجولان، بفرض أن صاحبه (بشار) سيفتح تلك المواجهة، لاسيما أن الصهاينة لا يحاسبون على الفعل في جبهة معينة، بل في أية جبهة، ما يفرض حسابا دقيقا لردة الفعل (ألم يعلن نصر الله أثناء حرب 2006 أنه لم يكن ليختطف الجنديين لو علم بأن الإسرائيليين سيردون على ذلك النحو؟!).
    إنها دعاية بائسة ليس إلا من أجل تثبيت نظرية المؤامرة الكونية على المقاومة الممانعة، وهي نظرية لم يعد يقبضها أحد سوى قلة هامشية في الأمة. الأمة التي خسرها نصر الله، بل أصبح في وعيها عدوا يدافع عن نظام يقتل شعبه. وهي كذلك دعاية سخيفة قد يقبلها بعض زوار الأسد من أصحاب العقد الأيديولوجية والحزبية والطائفية والمذهبية، أو ممن اشتراهم المال الايراني، لكن الغالبية الساحقة من الأمة لن تقبلها بحال.

    إسرائيل تهدّد بفضح جماعتها في عمّان
    بقلم: ماهر ابو طير - الدستور
    ننتقد أداء النواب دوماً، غير أننا بوقفتهم من أجل الاقصى، ومطالباتهم بطرد السفير الإسرائيلي في عمان، وإعادة السفير الأردني في إسرائيل، لا نجد إلا التقدير لهم في كل مكان، فهذا هو نبض الناس.
    قيل في تبريرات الغضبة النيابية الكثير، إلى حد الكلام عن تعليمات للنواب للقيام بهذه الحملة، وصولا إلى الكلام عن سيناريو يؤدي لحجب الثقة عن الحكومة.
    في كل الحالات يبقى موقف النواب حميداً، وليس من حقنا تصغير موقفهم بتفسيرات لا تعد ولا تحصى، لأنهم أعادوا تذكير الناس بأولويات قضاياهم التي غابت لاعتبارات مختلفة خلال الأعوام الماضية.
    دعونا نتذكر ما قام به النائب خليل عطية متفرداً قبل سنوات حين حرق العلم الإسرائيلي في البرلمان، إذ بقيت الفعلة الأكثر اثرا على النائب وتاريخه الشخصي والسياسي، ومنحته من الرصيد مالم يأخذه احد، ولو ترشح عطية في أي مكان في المملكة لفاز فوزاً مؤزراً.
    مثله النائب د. محمد القطاطشة الذي اتخذ موقفا حاداً لا ينساه الناس داخل البرلمان، ونائب آخر مثل بسام المناصير الذي ينوي -باعتباره رئيساً للجنة الشؤون الخارجية- ان يتحدث ولجنته مع سفراء الاتحاد الاوروبي حول اعتداءات اسرائيل في القدس.
    هذا يعطيك مؤشراً على ارادة الناس، إذ يكفي النواب تلك الإشادات من الجميع، التي شملت حتى زكي بني ارشيد أحد رموز الإخوان المسلمين الناقدين اصلا للبرلمان، وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، وغيرهما الكثير، فالأقصى يوحّد الجميع.
    في المقابل فإن من يقترب من اسرائيل يحظى بكل اللعنات والتحقيرالاجتماعي والنبذ ولدينا هنا ايضاً ادلة على ذلك رأيناها مؤخراً.
    الإذاعة الإسرائيلية وامام الغضب الاردني استشهدت بمسؤول اسرائيلي لم تذكر اسمه، ليندد بنواب الاردن مهدداً ومتوعداً، اذ يقول المسؤول ان النواب يشتمون اسرائيل لكنهم يتوسلون من اجل زيارتها، كاشفاً النقاب عن ثلاثة وفود زارت اسرائيل مؤخراً والتقت رئيس الحكومة الإسرائيلية ومسؤولين في الخارجية الإسرائيلية!!.
    معنى الكلام المبطن ان اسرائيل تقول لأسماء كثيرة هنا انها اذا لم تسكت فإنها ستقوم ربما بالإعلان عن اسماء اعضاء تلك الوفود التي زارت اسرائيل، وربما تعلن عن اسماء اخرى من الأصدقاء والعملاء، في سياق الانتقام وكشف مستوى الاختراق، ونقل المعركة الى الأردن وبين مكوناته الداخلية على هذه الخلفية الحساسة.
    تهديد واضح، والكثيرون في عمان قد يرتجفون اليوم من قيام اسرائيل بتنفيذ تهديدها، ولامشكلة عند اسرائيل في ذلك، فقد حرقت آلاف الاسماء سابقاً، وهذا درس خطير جداً لمن يتسلل في العتمة، و من له علاقات مع إسرائيل ومن يغازل الاحتلال.
    درس خطير يقول ان التضحية بالصديق او العميل امر وارد، وفي ارث الاحتلال تضحيات جرت لعملاء وجواسيس في فلسطين إذا استدعت الحاجة لذلك، فالنارالاسرائيلية مشتعلة والحطب متوافر بكثرة.
    نقول لإسرائيل اننا ننتظر بصبر بالغ كشف أسماء اعضاء الوفود الثلاثة، فهي ستقدم لنا هدية ثمينة، وهي ايضاً ستترك بيننا درساً بليغاً لآخرين ممن يتعاملون مع الاحتلال سياسياً واقتصادياً، لأن الدور سيأتيهم ولو بعد زمن، وهي ايضا ستؤكد وجهها الذي يكشف كل عميل او صديق اذا اضطرت تل ابيب لذلك في توقيت ما.
    يبقى السؤال: الذي لا يخاف الله، هل يخاف من الفضيحة؟!.. السؤال مفرود للإجابة.
    مآلات الدولة البديلة في مصر
    بقلم: طارق أبو العينين – الحياة اللندنية
    هل أصبحت مصر دولة فاشلة؟ سؤال يطرح نفسه في ظل ما يشهده البلد من ارتباك. فالدولة في الفكر السياسي تصبح فاشلة إذا ظهرت بها أربعة أعراض، أولها أن تفقد السلطة القائمة قدرتها على السيطرة الفعلية على أراضيها، أو أن تفقد احتكارها حق استخدام العنف المشروع في تلك الأراضي. وثانيها هو فقدانها شرعية اتخاذ القرارات العامة وتنفيذها، وثالثها عجزها عن توفير الحد المعقول من الخدمات العامة، ورابعها فشلها في أن تكون عضواً فاعلاً في الأسرة الدولية. والمشهد العام في مصر الآن بات يعكس بامتياز تلك السمات. ففقدان الحكم «الإخواني» السيطرة على الأراضي المصرية مع تجريده الدولة من حقها المشروع في استخدام القوة يعبر عنهما بوضوح الوضع الأمني المتردي في سيناء والجدل المثار في شأن الموقف الرئاسي من النزاع الحدودي مع السودان حول حلايب وشلاتين وتفشي واستفحال ظاهرة الميليشيات في شكل غير مسبوق في تاريخ مصر، وهي كوارث كبرى حدثت بالتوازي مع فقدان السلطة «الإخوانية» كذلك لشرعية اتخاذ القرارات العامة وتطبيقها، والذي تجلى في قرار الرئيس تعيين النائب العام الذي شابه عوار قانوني واضح، كما تجلى أيضاً في اللغط السياسي والقانوني بشأن قانون السلطة القضائية الذي أصدره مجلس الشورى أخيراً، وهي أمور تجري في ظل تفاقم الكثير من الأزمات الإجتماعية والاقتصادية المهيمنة على الشارع، كأزمة المحروقات وغياب الأمن وتدهور قطاع الخدمات في شكل كلي، وفي ظل تلكؤ صندوق النقد الدولي في إقراض مصر لعدم ثقته في مجمل الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية في البلد.
    ويعني ذلك أن رئيس الدولة وجماعة «الإخوان» مطالبان الآن بفض الاشتباك بين استحقاقات ومهمات الدولة المصرية في ظل عملية التحول الديموقراطي بعد الثورة وبين أهواء الأيديولوجيا وأطماع السياسة التي تدفع السلطة «الإخوانية» إلى تقمص دور المشعوذ الياباني القديم بتمزيقها تلك الدولة إرباً وإعادة تجميعها بالشكل الذي ترتضيه وتراه محققاً لأطماعها. الأزمة الحقيقية في مصر بعد عامين على الثورة تكمن في الخلط المتعمد بين ما هو تنافسي وما هو تأسيسي. فممارسة السلطة وتولي دفة الحكم يعدان حقين أصيلين لجماعة الإخوان بموجب شرعية الصندوق، إلا أن حفظ أمن الإقليم وتفعيل سيادة الدولة على أراضيها وتأكيد مجمل المبادئ الديموقراطية كسيادة القانون واستقلال القضاء مع تلبية المطالب الاقتصادية والاجتماعية لجموع المصريين، تعد كذلك حقوقاً أصيلة لهم في عهد دولة ما بعد الثورة، ولكنها ترتطم برغبة «الإخوان» الجامحة في تشكيل دولة بديلة تخضع أمنياً وسياسياً وقانونياً إلى سلطة وأهداف الجماعة وحكم رجالها. وهو صراع انعكس في شكل مباشر على بنية الدولة ومؤسساتها وقدرتها على أداء مهماتها، كما انعكس على التماسك المجتمعي وحال السلم الأهلي في البلد، نتيجة انقسام عموم المصريين في شأن طبيعة وشكل وأهداف تلك الدولة بعد الثورة. وأدى هذا إلى تبلور ذلك المشهد العبثي الذي يترسخ فيه مفهوم الدولة الفاشلة متوازياً مع انفراط مروع للعقد الاجتماعي المصري بفعل اندلاع صراعات عدة ما بين الحكم «الإخواني» وبين فئات وطوائف المجتمع التي هبت وانتفضت في مواجهة دولة «الإخوان» البديلة.
    عودة «العدالة والتنمية» التركي إلى جذوره في زمن الربيع العربي
    بقلم: جمال خاشقجي – الحياة اللندنية
    «الفاتحة» دعانا نائب رئيس الوزراء التركي بولنت إيرلنج إلى تلاوتها وقد رفع يديه عالياً على تلك الطريقة التركية التقليدية لمباركة أي عمل يرون فيه خيراً، وذلك بعدما ألقى فينا كلمة نحن جمع من الصحافيين العرب، وقد دعتنا وكالة الإعلام برئاسة الوزراء ووكالة أنباء الأناضول إلى العاصمة التركية حيث أمضينا أياماً عدة نلتقي بساسة الحزب والمقربين منه.
    كلمة السيد إيرلنج كانت عاطفية متحمسة. «تعالوا إلينا فنحن نشترك معكم في القيم والتطلعات نفسها»، ثم أخذ يكرر جملة «تعالوا إلينا» ويعدد أسباباً أخرى للتعاون العربي - التركي. كان الإسلام حاضراً بقوة في كلمته، مطعّماً بعبارات الربيع العربي «الكرامة.. العدالة.. الحرية»، ثم إشارة واضحة إلى ميدان التحرير في مصر بكل ما يحمله من رمزية جلية، عندما قال: «سنجلس جميعاً يوماً قريباً في ميدان التحرير».
    مال على رئيس تحرير سابق وكاتب عربي معروف وقال مبتسماً : «شو؟ هل يفتكرنا جميعاً إخوان مسلمين؟» رددت عليه: «إنه زمانهم.. استعد للقادم».
    لم أشهد وأسمع رجال «العدالة والتنمية» صريحين في إعلان هواهم «الإسلامي» مثلما رأيت وسمعت خلال زيارتي الأخيرة، وقد تابعت صعودهم السياسي منذ أيام حزب «السلامة» الوطني وزعيمه الراحل نجم الدين أربكان، الذي حُلّ مرات عدة من الدولة الأتاتوركية العميقة، ليعود بإصرار، حتى كان خروجه الأخير والحاسم عام 2001 بتأسيس حزب «العدالة والتنمية» الذي وصل إلى الحكم بفوز كاسح في العام الذي يليه، ولا يزال في الحكم في حال تركية غير مسبوقة، محققاً استقراراً ونمواً اقتصادياً ورخاء، وتزداد شعبيته في كل انتخابات تالية.
    في الأعوام السابقة كان قياديو الحزب حريصين على تحاشي الظهور الإسلامي الفاقع، ذلك أن الدولة العميقة السابقة كانت تتربص بهم بشتى الطرق. «قبل 5 أعوام فقط، كاد النائب العام يصدر حكماً بحل الحزب على رغم أنه يتمتع بالغالبية في البرلمان وحقق نجاحات اقتصادية، لقد نجونا بفارق صوت واحد فقط!». قال لي ذلك النائب عن الحزب أمر الله إيسلر الذي تخرج في جامعة الملك سعود بالرياض ويجيد العربية بطلاقة، وهو يتجول بي في أروقة المبنى الذي بني قبل 40 عاماً وفق تصميم اعتمده مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
    إيسلر مطمئن إلى أن ذلك لن يتكرر مرة أخرى، مؤكداً أن الطبقة الحاكمة القديمة في القضاء والجيش والأمن تغيرت تماماً، فيضيف: «أهم إنجاز حققناه هو أننا أصبحنا بالفعل دولة ديموقراطية، كل يقوم بما هو مكلف به، الجيش لحماية الوطن، والقضاء ابتعد عن السياسة، والحكومة تفرغت للحكومة، لم تعد هناك مؤامرات». نظرت إلى زميل مصري مؤملاً أنه كان يستمع للحوار، فما شرحه إيسلر يحتاجونه في مصر، وهو أمر لم يحصل بسهولة، وإنما بعد مناورات ومكايدات انتهت ببعض من كبار جنرالات الجيش والاستخبارات والقضاة ورجال الأعمال إلى السجن، ويحاكمون اليوم في ما يصفونه في تركيا بمحكمة القرن، أطلق عليها «قضية أرجينيكون»، ولا يزال كثير من الأتراك غير مصدقين أن أولئك الأقوياء الذين كانوا يقيلون الحكومات ويرعبون الوزراء يقفون اليوم في منصة الاتهام بضعف وسكينة.
    يختصر السيد توران كشلاكجي مدير القسم العربي بالوكالة، سبب إظهار الثقة بالنفس بين رجالات حزب «العدالة»، في مقولة ينسبها لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان: «قبل سنوات حصلنا على الاقتدار - وتعني الحكم باللغة التركية – ولكننا اليوم مقتدرون».
    هل هو ذلك أم أنه الربيع العربي؟ فالسيد جمال الدين هاشمي مستشار رئيس الوزراء والمكلف بإدارة «الديبلوماسية العامة» التابعة مباشرة لأردوغان يقول بوضوح: «حزب العدالة يدعو للتغيير، ليس في تركيا وحدها وإنما في كل المنطقة. ما كان للأنظمة العربية السابقة والقديمة أن تستمر على ما كانت عليه - ولكنه يلطف حديثه بديبلوماسية مطلوبة - ولكن لكل دولة أن تجري إصلاحاتها وفق ظروفها الخاصة».
    يدير هاشمي إدارة معنية بالعلاقات مع قادة الفكر والناشطين السياسيين في المنطقة، إضافة إلى الأحزاب القريبة من أفكار «العدالة والتنمية»، وقد نظم مؤتمرات ولقاءات عدة، بعضها ضمّ شباباً، وهو متحمس بشدة للتغيير، ويرى أن العالم العربي يجب أن يكون ساحة تركيا المقبلة والعكس، فالعلاقة يجب أن تكون متبادلة: «لقد شهدت تركيا مثلكم ربيعاً عربياً، لكن كان ذلك عام 2002» مشيراً إلى تاريخ وصول حزبه الى السلطة، مضيفاً: «نؤمن بالتغيير في العالم الإسلامي كله، نحن ننتظر هذه اللحظة منذ 100 عام، منذ قرن كامل ونحن نخسر باستمرار، يجب أن تعود الجغرافيا إلى ساحة التاريخ، فعندما ابتعدنا عن الساحة الدولية نشأ نظام غير عادل، لا نقبل فرض أجندات علينا من الغرب، ولا يجوز أن نقلّد الغرب بل نبحث نحن عن الباب الذي يخصنا، حتى في علاقتنا مع غير المسلمين، لم تختلّ علاقتنا إلا خلال الـ100 عام الأخيرة، قبل ذلك كانت تحكم العلاقات وفق قيمنا العادلة، في زمن الدولة العثمانية لم تكن هناك مشكلة مع الأكراد، ولكن في زمن الدولة التركية الحديثة ظهرت هذه المشكلات التي قسمتنا». ذكرت الجمل السابقة كاملة للدلالة على الخطاب الإسلامي القوي الذي سنسمعه بقوة قادماً من أنقرة أو «تركيا الجديدة»، وهو المصطلح الذي استخدمه هاشمي مرات عدة.
    وعندما طرح زميل باحث في مركز أبحاث عربي واحدة من نظريات المؤامرة المعتادة في الساحة العربية، عن أن الاتصال الهاتفي الذي رعاه الرئيس الأميركي أوباما بين رئيسي الوزراء التركي والإسرائيلي للمصالحة بينهما قبل أسابيع، إنما هو تمهيد لحلف «تركي - إسرائيلي - أميركي» قادم لملء الفراغ الحاصل في المنطقة، انتفض نائب آخر لرئيس الوزراء السيد بشير أتلاي قائلاً: «محزن أن نسمع هذا السؤال في زمن رئيس الوزراء أردوغان، لا يمكن أن نؤسس حلفاً مع إسرائيل بعيداً عن حلفائنا العرب والمسلمين».
    يبدو أن تركيا مختلفة وجديدة وقوية في الطريق إلينا، دفعت أخيراً آخر ديونها لصندوق النقد الدولي، تؤمن بالتغيير في العالم العربي، الذي تراه منقسماً إلى مجموعتين، وأولها دول الربيع العربي، وتشعر أنها تتحمل مسؤولية نجاح التغيير فيها، ثم بقية العرب الذين توزعهم وفقاً لقدراتهم الاقتصادية ونفوذهم وأهميتهم!
    تشابك الخطوط الحمر بين إسرائيل والولايات المتحدة وإيران
    سليم نصار – الحياة اللندنية
    منذ تدمير مفاعل تموز في العراق (7 حزيران/ يونيو 1981) وضعت إسرائيل خطة عسكرية ملزمة تقضي بتدمير كل أنواع الأسلحة المعدّة لمهاجمتها، لا فرق أكانت نووية أم كيماوية. ومع أن مناحيم بيغن وآرييل شارون كانا أول من تبنى هذه السياسة القائمة على تحدي القوانين الدولية، إلا أن نهجهما ما لبث أن أصبح جزءاً من برامج الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على الحكم طوال ثلاثين سنة. ومن أجل الحصول على المعلومات السرية المتعلقة بأمن إسرائيل وسلامة مواطنيها، جند «الموساد» مئات العناصر، وزرعهم داخل الدول العربية وأوروبا وأفريقيا.
    قبل ست سنوات تقريباً، اختار الحرس الثوري الإيراني موقعاً نائياً في السودان الشمالي لبناء مصنع لتجميع الأسلحة، ومن ثم نقلها عبر الصحراء إلى غزة ولبنان. وبما أن سودان عمر البشير كان يعاني من حصار العقوبات الدولية، فقد أغرته طهران بتوقيع اتفاق يقضي بتأمين مراكز لوجيستية مستقلة يعمل فيها إيرانيون. وقد سمح الحرس الثوري لحركة «حماس» بتولي عمليات نقل الأسلحة إلى غزة عبر الصحراء السودانية. وفي كانون الثاني (يناير) 2010 قام عملاء «الموساد» بتصفية محمود المبحوح في دبي لأنه – وفق زعمهم – كان يرأس شبكة تهريب أسلحة وأموال.
    كذلك تبيّن، بعد حين، أن الطائرات الإسرائيلية دمرت المجمع الإيراني، وضربت سلسلة قوافل كانت متوجهة نحو غزة وهي محملة بأجهزة عسكرية متطورة بما فيها صواريخ «فجر».
    في ضوء هذه السياسة الردعية، قامت إسرائيل الأسبوع الماضي بغارتين ضد مواقع حربية سورية، مدعية أن الأهداف شملت شحنات من الصواريخ الإيرانية مرسلة إلى «حزب الله». وزعمت أن عناصرها الاستخبارية، المزروعة بين المتقاتلين، أنبأتها بأن صواريخ من طراز «الفاتح 110» معدة للتهريب إلى لبنان. وبعد اجتماعين طارئين للمجلس الوزاري المصغر، تقرر تسديد ضربة استباقية قبل سفر رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إلى الصين.
    غاية الضربة – كما فسرتها الصحف الإسرائيلية – تأسيس مرحلة جديدة يمكن أن تطل منها إسرائيل على حلبة المشاركة في رسم مستقبل سورية. ويبدو أن فكرة التدخل في الشأن السوري ظهرت في برنامج الحكومة الإسرائيلية عقب تراجع نفوذ «ائتلاف المعارضة» و «جيش سورية الحر»... وازدياد نفوذ القوى المتطرفة مثل «جبهة النصرة» و «القاعدة» و «أحرار الشام» و «جبهة تحرير سورية» و «أحفاد الرسول.» وتُقدّر أعداد مقاتلي هذه المجموعات بأكثر من خمسين ألف نسمة. وهي عازمة على تشكيل إمارة إسلامية في سورية قبل تشكيل الحكومة الانتقالية المنوي إنشاؤها.
    السبب الآخر الذي شجع نتانياهو على عرض مقترحاته على الأميركيين والصينيين، هو تدويل الحرب السورية بعد مرور سنتين على بقائها اقتتالاً محلياً. أي أنها في السنة الثالثة تحولت إلى حرب إقليمية - عالمية جذبت إلى ساحتها كل الدول المعنية بمستقبل النظام البديل.
    صحيح أن وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون صرح بأن بلاده لن تتدخل في حرب سورية، وأنها لا تؤيد فريقاً معارضاً ضد فريق آخر... ولكن الصحيح أيضاً أن إسرائيل تفضل استمرار النظام الذي نشر الهدوء على حدودها مدة أربعين سنة تقريباً. ولولا تخوفها من كسر ميزان القوى بواسطة صواريخ «الفاتح 110»، لما أقدمت على مغامرتها العسكرية برسم خط أحمر.
    وفي الدورة الأخيرة للجمعية العامة رسم بنيامين نتانياهو أمام مندوبي الدول صورة قنبلة ذرية، ثم وضع خطاً أحمر فوقها ليؤكد أن قدرة الاحتمال لا تسمح بتخطي خط الخطر. وعند هذا الخط سقطت قنابل التفجير في مدخنة المصنع النووي العراقي. وفي مثل تلك المدخنة سقطت قنابل التفجير في المنشأة النووية التي بنتها كوريا الشمالية في دير الزور (أيلول/ سبتمبر 2007).
    الأسبوع الماضي، رسم نتانياهو خطاً أحمر تحت كل عملية نقل سلاح من مخازن الجيش السوري إلى «حزب الله.» ثم سافر إلى الصين في زيارة رسمية اتُفق على موعدها قبل مهاجمة المواقع العسكرية في سورية. ووُصفت محادثاته مع قادة النظام بأنها «مفيدة»، كونها ركزت على محاولة تغيير تصور زعماء بكين عن المشروع النووي الإيراني، وعن كيفية استخدام طهران للعراق وسورية و «حزب الله» من أجل بسط نفوذها الإقليمي.
    القيادة الصينية انتقدت المغامرة العسكرية الإسرائيلية، محذرة من خطر تدهور الوضع وانتقاله إلى مواجهة مباشرة مع سورية أو «حزب الله.» واغتنم رئيس الصين الجديد شي جينينغ هذه المناسبة ليقنع نتانياهو بأهمية اجتماعه بالرئيس محمود عباس من أجل الاتفاق على صيغة تمهد لاستئناف المفاوضات المجمّدة. ولم يرفض رئيس الحكومة الإسرائيلية الاقتراح الصيني، ولكنه اشترط اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كمدخل لتحريك المحادثات.
    وسائل الإعلام الرسمية الصينية اكتفت بهذا المقدار من الأخبار. ولكنها لمحت إلى الهدف الأساسي من الزيارة التي أرادها نتانياهو أن تكون اقتصادية تجارية بامتياز، وأن تفتح الطريق لتبادل المعلومات والوثائق. ولهذا أرسل قبله رئيس الاستخبارات العسكرية أفيف كوخافي. وكما انتقدت بكين الغارة الإسرائيلية، كذلك فعلت غالبية الدول، بما فيها الدول المعارضة لنظام الأسد... والمؤيدة لتمرد الشعب. وهذا ما فعله رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، الذي ندد بالضربات الجوية الإسرائيلية، وقال إنها أعطت الحكومة السورية فرصة التستر على المجزرة التي حدثت في بانياس.
    وانسجاماً مع هذا التصور، استنكر «الائتلاف الوطني السوري» المعارض الهجوم الإسرائيلي، ولكنه أعرب عن ريبته إزاء توقيت العملية التي صرفت الأنظار عن المجزرة البشعة المُرتكبة في بانياس.
    الهجوم الذي استهدف منطقة عسكرية في دمشق، أطلق إشارات سياسية مقلقة أوصلت وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو... ودفعت وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي إلى عمّان. ومع أن الموقعَيْن يتباعدان من حيث المسافات، إلا أن معالجة الأزمة السورية كانت الغاية الملحة التي تجمع بين الوزيرَيْن.
    الموقف الروسي كان بمثابة تكرار للمواقف السابقة التي تعتبر الرئيس بشّار الأسد عنصراً أساسياً من عناصر الحل السياسي. وبناء على هذا التصور طلب الرئيس فلاديمير بوتين من ضيفه الأميركي كيري العمل على تشكيل حكومة انتقالية من دون التطرق إلى مصير الأسد. والسبب أن الأسد سيكون الضامن الوحيد لاستمرار النفوذ الروسي في سورية، الأمر الذي يطمئن بوتين إلى بقاء أسطوله على المتوسط في مرفأ طرطوس. كما يؤكد له مواصلة الاعتماد على ترسانة روسيا في تسليح الجيش منذ أربعين سنة. ويرى المراقبون أن تشبث روسيا بهذا الموقف المبدئي سيُبعد إدارة أوباما عن كل حل يحفظ مصالح موسكو ونفوذها في البلد المتنازع على مستقبله.
    قبل أن يعود الوزير كيري إلى واشنطن، فاجأته المعارضة السورية بإعلان رفضها القاطع لأي حل سياسي لا يبدأ برحيل الأسد. وذهب قادة «الجيش الحر» إلى أبعد من ذلك، مطالبين بالحسم العسكري لأن اقتلاع جذور «البعث» يحتاج إلى عملية جراحية مؤلمة.
    وتعرض كيري للإحراج عندما سُئل عن ثمن الدمار الشامل وثمانين ألف قتيل، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده قبل مغادرته. وأجاب متذكراً أن واشنطن دعت مراراً إلى رحيل الأسد، وقال: من المستحيل بالنسبة إلي شخصياً تفهم كيف يمكن سورية أن تُحكم في المستقبل من قِبَل الرجل الذي ارتكب «الأشياء» التي نراها! ثم استدرك قائلاً: لكنني لست أنا الذي يقرر...
    وتحدث الوزير سيرغي لافروف مكملاً: أن روسيا والولايات المتحدة ستفعلان ما بوسعهما لتأمين جلوس الحكومة والمعارضة إلى طاولة المفاوضات.
    الموقف النهائي الأميركي يطل قريباً من خلال مشروع قانون قدمه إلى مجلس الشيوخ السيناتور الديموقراطي روبرت مننديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، وفيه يطالب بإرسال أسلحة إلى فريق من المعارضة. وكي يصبح المشروع قانوناً، يجب أن يحظى بموافقة مجلسي الشيوخ والنواب، وأن يوقعه الرئيس باراك أوباما.
    ويتضمن مشروع القانون إنشاء صندوق للمرحلة الانتقالية بقيمة 250 مليون دولار لمساعدة المعارضة المدنية في مجال الخدمات. كما يتضمن أيضاً فرض عقوبات على كل دولة تبيع أسلحة إلى حكومة الأسد.
    المفاجأة الأخرى بالنسبة إلى دول الجامعة العربية كانت الزيارة التي قام بها إلى الأردن وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي. ولم يُعرف بعد ما إذا كانت هذه الزيارة تمت بالتنسيق مع موسكو... أم إن الأسد هو الذي اقترحها. خصوصاً أن ما أعلنه الزائر الإيراني ينسجم مع طروحات لافروف وكيري.
    قال صالحي في المؤتمر الصحافي المشترك مع وزير خارجية الأردن ناصر جودة: «نؤمن بوحدة الأرض السورية ومتطلبات الشعب المشروعة. لذلك، طالبنا المعارضة أن تجلس مع السلطة وأن يشكلا حكومة انتقالية، لأن تداعيات الأزمة ستنعكس على دول الجوار والدول الأخرى.» ويُستخلص من مضمون الحل أن الطرح الإيراني لا يختلف في جوهره عن التسوية المقترحة في لقاء موسكو.
    المهم أن الولايات المتحدة هي التي فتحت صفحة الأردن في كتاب حاولت عمّان إبقاءه مغلقاً حيال أحداث المنطقة. ففي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي قال وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، إن بلاده عززت وجودها العسكري في الأردن عندما أرسلت مئة وخمسين من جنود القوات الخاصة في إطار مهمة مراقبة الأسلحة الكيماوية السورية. وقال أيضاً إن هؤلاء الجنود سيساعدون الأردن على إقامة قيادة عامة لإدارة العمليات المتعلقة بسورية.
    وكان بهذا الكلام يشير إلى تزايد تداعيات الأزمة السورية على أمن الأردن ووضعه الاقتصادي باعتباره يحتضن ما نسبته أربعون في المئة من عدد السكان فرّوا بفعل المعارك الدموية بين قوات الأسد والمعارضة.
    ووجه بشار الأسد في حينه رسالة تحذير إلى الأردن قال فيها: «نتمنى على بعض المسؤولين الأردنيين الذي لا يعون خطورة الوضع في سورية، وما يحمله من سلبيات على سلامة بلادهم، أن يكونوا أكثر وعياً واهتماماً بهذا الأمر، لأن الحريق لن يتوقف عند حدودنا!».
    جواب الحكومة الأردنية أعطيَ في شكل توضيح على مخاوف الأسد وتحذيره: «ليس للقوات الأجنبية وجود على الأراضي الأردنية. وإنما هناك علاقات استراتيجية قديمة لا تتعلق بالشأن السوري بمقدار ما تتعلق بالتسلح والتنسيق. أما بالنسبة إلى الجنود الأميركيين، فإن دورهم يقتصر على التدريب والوقاية من خطر حرب كيماوية في حال حدوثها».
    عقب عودة الملك عبدالله الثاني من واشنطن، حيث التقى الرئيس باراك أوباما، سرّبت المعارضة الأردنية أخباراً تشير إلى تدريب قوات تابعة للائتلاف السوري المعارض. وادّعت أيضاً أن عمّان تسعى إلى إقامة منطقة حدودية تكون محمية دولياً بإشراف الأمم المتحدة، على أن يلجأ إليها الهاربون من القتال.
    في إيضاح آخر، اعترفت الحكومة الأردنية بعجزها المادي عن استيعاب مليون وربع المليون نازح سوري. وبما أن المساعدات الدولية المرسلة للاجئين لا تكفي لإيوائهم، فإن الأردن يحاول التخفيف من أثر هذه الأزمة على وضعه المحلي.
    ويبدو أن زيارة الوزير علي أكبر صالحي كانت تتعلق بهذا الموضوع، مع كل ما تستدعيه الحاجة لإنشاء لجنة سياسية مشتركة تقف على متطلبات الأردن وعلى رغبات طهران. والغاية من كل هذا اتخاذ موقف محايد تجاه سورية التي تعتبرها إيران حليفتها الأولى، وأن انهيارها يؤدي إلى انهيار كل مشاريع نفوذها على البحر الأبيض المتوسط!
    مبذرون ومديونون!!
    بقلم: يوسف الكويليت - الرياض
    ترليون ريال حجم القروض الشخصية لدول مجلس التعاون الخليجي بنهاية ٢٠١٢م الخبر تصدر الصفحة الأولى لهذه الجريدة، وتوسع في ملحقها الاقتصادي، والرقم يعادل ميزانيات دول، وربما لا يلفت الانتباه إلاّ لبعض المهتمين بالاقتصاد وحركة المال..
    المبالغ ربما القليل منها يأتي لحاجة السكن كهم عام في تلك الدول، لكن حين نرى السلوك لمواطني الخليج، نجد الإسراف سمعة وظاهرة عامة لا تقتصر على الأغنياء وميسوري الحال بل تعم كل الطبقات..
    فتكاليف الزواج تفوق غيرها في دول العالم، حلي وملابس وشنط وموائد واستئجار فنادق أو صالات أو استراحات، ومدعوون بالمئات، وهناك من يستدين لرحلة الشتاء والصيف كل حسب قدراته لمن يذهب لأوروبا وأمريكا ويسكن أفخر الفنادق والشقق، ويأكل في أغلى المطاعم ويتسوق من أغلى المحلات، وبعضهم لا يكتفي بالدرجة السياحية، بل الأولى في الطيران المحلي والعالمي، وكثيرون ينقلون سياراتهم الفاخرة بالطائرات للاستعراض بتلك الشوارع وقسم آخر يذهب بشعور ألا يختلط أطفاله ما بعد العطلة بالطلبة ولا يخبرهم وجهة العائلة بالسفر..
    فوائض الأثاث والملابس الصالحة، ترمى لأنها لم تعد تناسب الحفلات والمناسبات، وعزائم وزيجات ودعوات يتحول فيها فائض الأطعمة إلى براميل النفايات وبعض المحسنين يدعون الجمعيات الخيرية للتخلص منها، وهي تقاليد غالينا فيها وأصبحت تشبه المقدس، وقوائم أخرى في مصروفات الكهرباء عندما تترك الإضاءة والتكييف مفتوحتين في كل المنازل، وهدر للمياه، وفواتير للهواتف التي لم تعد للحاجة وإنما للعبث للكبار والصغار، وسيارات لكل شاب أو رجل، قد تتغير وفقاً للظروف، وخادمات وسائقون وفستان جديد لكل زواج للأم وبناتها بآلاف الريالات عدا تكاليف صوالين التزيين، وكميات العطور للجنسين..
    المجتمعات الاستهلاكية الخليجية والتي تعودت على دخل النفط لم تعد دولاً منتجة وفقاً لدخول الأفراد، بل ريعية طفيلية، معتقدة بديمومة هذه الثروة الناضبة، والدليل أن أكبر من يوظف بهذه الدول القطاع الحكومي، والاحصاءات تقول إن إنتاجية الفرد لا تتعدى الساعة باليوم الواحد، وهي أزمة لم تواجه الحل، وحتى قطاع الإنشاءات والتجارة، والشركات الكبرى تدار بعمالة وافدة وأسبابها طويلة ومعقدة، لكنها تضيف عبئاً هائلاً على الدخل القومي وتضاعف من البطالة، وتستنزف الوقود والمياه والكهرباء ونشر الجريمة المنظمة، حتى أن بلداناً خليجية بات مواطنوها لا يشكلون العشرة والعشرين بالمائة من السكان، وهناك مستقبل مظلم لما بعد النفط ما لم يكن البديل الطاقات البشرية القادرة على العطاء والعمل على إيجاد طاقة بديلة عن النفط، وإلاّ ستكون الأجيال القادمة في حال مجهولة إن لم تكن كارثية..
    تلك الديون مؤشر خطير، لأنها تتصاعد كل عام، وهي لا تذهب إلى منجز تجاري أو صناعي، وإنما لاتجاه استهلاكي، وخطورة الأمر أننا نورث هذا السلوك لأبنائنا وبناتنا دون إدراك أن دولاب الزمن يتحرك بغير ما نريد..

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 373
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:47 AM
  2. اقلام واراء عربي 372
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:47 AM
  3. اقلام واراء عربي 371
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:46 AM
  4. اقلام واراء عربي 370
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:45 AM
  5. اقلام واراء عربي 319
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:20 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •