اقلام واراء محلي 398
في هذا الملـــــف:
-حديث القدس: ارحموا شعبكم ... واتفقوا !!
بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس
يرضى العرب ولا ترضى إسرائيل!
بقلم: الياس سحاب عن جريدة القدس
طبخة كيري
بقلم: هاني المصري عن جريدة الأيام
إشكالية مواقف الشيخ القرضاوي
بقلم: مهند عبد الحميد عن جريدة الايام
شعب الذاكرة التي لا تنطفئ
بقلم: يحيى رباح عن الحياة الجديدة
المغالاة في زيارة القرضاوي الغالي
بقلم: بكر أبو بكر عن الحياة الجديدة
الى من يهمه الأمر
بقلم: زهران ابو قبيطة عن وكالة معا
انسدادات الواقع وإمكانيات التسديد
بقلم: رضوان السيد عن وكالة سما
تبقى هذه الأرض لمن يبقى !!
بقلم: محمد ناصر نصار عن وكالة pnn
حديث القدس: ارحموا شعبكم ... واتفقوا !!
بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس
مرة أخرى تتكرر لقاءات المصالحة ويلتقي في القاهرة اليوم عزام الاحمد مسؤول ملف المصالحة في حركة "فتح" وموسى ابو مرزوق عضو المكتب السياسي في حركة حماس، وسيكون الحوار، كما قيل، عن تبادل الرأي حول اسماء حكومة التوافق واجراء الانتخابات، برعاية مصرية كما هي العادة في اغلب الحالات.
ودون الدخول في تفاصيل الخلافات ومواقف كل طرف ومن هو المحق ومن هو المخطىء، يرى الناس ان المرحلة اكبر من اية خلافات وان الاتفاق مصلحة وطنية اكبر من اي وجهات نظر خاصة او فئوية، ولابد من الاتفاق وتجاوز كل العوائق.
لقد عقدت لقاءات كثيرة، ووقعت اتفاقات متعددة ولا يتوقف الطرفان عن الاعلان عن الرغبة في تحقيق المصالحة، ورغم كل لك لم تتحقق هذه الامنية الوطنية، وبقينا ندور في حلقات الحوار المفرغة والتي لم تؤد الى اية نتيجة حقيقية ملموسة حتى الآن.
ان وضع شعبنا ووضع ارضنا واضح ومؤلم ومخيف ايضا. ووضع ارضنا ووطننا وعاصمتنا القدس الشريف مهدد بالتهويد والاستيطان والتهجير، وهذه حقائق نعرفها جميعا كما تعرفها جيدا القيادات في فتح وحماس، كذلك، والقادم اسوأ ولا تبدو في الافق بادرة أمل صحيحة تبشر بقرب انفراج الاوضاع او التوصل الى السلام المنشود.
على ضوء كل ذلك فان الناس يتساءلون لماذا لا يتم الاتفاق فورا وتوحيد الكلمة والموقف لمواجهة ههذ التحديات المصيرية التي تهددنا ارضا وشعبا ؟ لقد تعب شعبنا من التصريحات والبيانات، وانهكته حالة الانقسام وزادت من معاناته، فارحموا هذا الشعب الصامد الصابر واتفقوا وتجاوزوا المصالح الضيقة الفئوية وصولا الى المصلحة الوطنية الواسعة.
محمد الدرة حي فعلا
زعم موشيه يعلون وهو وزير الدفاع الاسرائيلي وليس مجرد شخص عادي، ان الطفل الشهيد محمد الدرة لم يقتل في العام ٢٠٠٠ وانه ما يزال حيا في مكان ما، وادعى ان هذا ما توصلت اليه لجنة تحقيق اسرائيلية خاصة.
يعلون منزعج من تأثير حادثة قتل الطفل محمد كما تم تصويرها وهو بين احضان والده الذي كان يهتف "مات الولد... قتلوا الولد"، لان هذه المشاهد اثرت على صورة اسرائيل وسمعتها دوليا، ولم يجد ردا افضل من الادعاء ان محمدا لم يمت ولا يزال حيا.
يريد يعلون ان يغطي الشمس بالغربال، فالصورة الاسرائيلية لم تتدهور بسبب محمد الدرة فقط، ولكن بسبب مجمل الممارسات العامة والمتواصلة كمصادرة الارض والاستيطان وتهجير الناس ومعاناة الاسرى والتعذيب الذي ادى الى الوفاة في اكثر من حالة واعتقال الاطفال بالمئات، وزعرنات المستوطنين بقلع الاشجار وتلويث المياه وكب النفايات والمجاري ضد المواطنين واملاكهم، وانتهاكات حقوق الانسان التي بدأت تثير استياء واضحا وصريحا من شخصيات دولية كبيرة ومن جهات شعبية واسعة في مختلف انحاء العالم.
لن يستطيع التزوير والكذب ان يحسن صورة اسرائيل ابدا وانما يزيدها سوءا، واذا كانت معظم الحكومات المؤثرة تتجاهل ما يجري غالبا فأن الرأي العام الشعبي الدولي بدأ يتسع ادراكه واطلاعه على حقيقة الممارسات الاسرائيلية.
ومحمد الدرة سيظل حيا فعلا، ليس كما يدعي يعلون، ولكنه سيظل حيا وحاضرا وشاهدا في تاريخنا ووجدان شعبنا وضميره، وسيظل مشهد اغتياله حيا في عيون وقلوب العالم دائما، وقد اصبح رمزا للدولة على اسوأ مظاهر الممارسات الاسرائيلية.
يرضى العرب ولا ترضى إسرائيل!
بقلم: الياس سحاب عن جريدة القدس
هذا الوضع ليس بالتأكيد التعبير الدقيق الذي ولد في هذه اللحظة التاريخية فقط، وإنما هو تتويج لمسيرة تمتد سنوات طويلة إلى الوراء، توجتها في الأيام الأخيرة رحلة وفد الجامعة العربية إلى العاصمة الأمريكية، حيث قدم لإسرائيل، عبر وزارة الخارجية الأمريكية، هدية سياسية لا تقدر بثمن، هي التنازل عن فلسطين التاريخية، بالقسم الذي وقع عليه الاحتلال في العام 1948 وأجزاء رئيسية من القسم الذي احتل في العام 1967 هي الأجزاء الذي نجحت إسرائيل في الاستحواذ عليها بالاستيطان فيها، في القدس، وفي شتى أرجاء الضفة الغربية، إضافة إلى أراضي القرى العربية التي استولى عليها جدار الفصل الذي يقضم، وما زال، منذ سنوات طويلة، أخصب الأراضي الزراعية في الضفة الغربية، كل ذلك في مقابل ثمن بخس هو مجرد منح الفلسطينيين أراضي بديلة عن تلك التي سيتم التنازل عنها من الأراضي التي احتلت في العام 1967 من دون أي تشدد في مساحة أو نوعية تلك الأراضي البديلة .
من المؤكد أن وفد الجامعة العربية الذي حمل هذا العرض السخي إلى العاصمة الأمريكية، دون ربطه بأي ثمن عربي أو فلسطيني ذي قيمة تاريخية، مثل قبول إسرائيل بأن تكون هذه التنازلات مقابل إقرار حق عودة جميع الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجروا منها منذ العام 1948 حتى اليوم، فوجئ وفد الجامعة العربية بأن عرض التنازل هذا ليس له أي مثيل طوال مدة الصراع العربي الإسرائيلي، قد ووجه بالرفض من جانب إسرائيل...
لكننا إذا تركنا العواطف جانباً، وتحولنا للعمق السياسي لهذه اللحظة التاريخية المريرة، فإن باستطاعتنا أن نعثر لإسرائيل، على كل الأسباب الموجبة لرفضها هذا، لأنها بكل بساطة ترى وتلمس أن بوسعها، إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه منذ أواخر عقد السبعينات، أن تصل إلى تصفية تاريخية لقضية فلسطين، أكثر صراحة وحسماً من العرض العربي، على كل ما فيه من سخاء في التنازل .
ففي أواخر السبعينات، أعلن البلد العربي الأكبر، وهو مصر، برغم ما اعتبر نصراً عسكرياً عربياً في العام 1973 أنه مستعد لدفع كامل ثمن هزيمة 1967 بالانسحاب الكامل من قضية فلسطين، مقابل استرداد أرض سيناء، حتى لو منزوعة السيادة العسكرية، أي السيادة الوطنية عليها .
لكن ذلك كله لم يكن كافياً لإرضاء النهم الاسرائيلي الكبير بالاستحواذ على كامل لفلسطين التاريخية، عبر تسويات شكلية تؤمن لها ذلك، مع منح ما تبقى من شعب فلسطين على أرض وطنه، أوضاعاً تجعله كامل التبعية الأمنية والاقتصادية لها..
والحقيقة أن المرحلة ما بين تسعينيات القرن المنصرم، واللحظة التاريخية الراهنة، قد جاءت تؤكد لإسرائيل أن أطماعها قابلة للتحقق بكاملها، بمجرد انتظار وصول تدهور الأوضاع العربية، إلى حدود التسليم الكامل بالمطامع الاسرائيلية .
والفارق بين هذه المطامع وبين عرض التنازل العربي الأخير جلي واضح . فإسرائيل تنظر إلى الاستحواذ على كامل الضفة الغربية حتى حدود دولة الأردن، من خلال المضي قدماً بحركة الاستيطان سنوات طويلة أخرى، والسيطرة الكاملة في النهاية على حدود الضفة الغربية مع الأردن، بخضوع منطقة الأغوار تماماً للسيطرة الاسرائيلية.
يضاف إلى هذا استكمال تهويد القدس، بقسميها الغربي والشرقي، وتحويل القدس إلى عاصمة موحدة لإسرائيل، مع وصولها إلى أن تفرض على العرب جميعاً، الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، أي بشطب كامل لأي احتمال لإثارة مسألة حق العودة .
إن نجاح إسرائيل في تحقيق أطماعها، وعدم ظهور أي رد فعل جاد، عربياً بل ظهور مزيد من علامات تقرب الدول العربية من خطب ود إسرائيل، كما هي، بكل أطماعها وخططها، يغريها بألا تقع في فخ قبول أي تنازل عربي تاريخي إذا لم يكن محققاً لكامل أطماعها في فلسطين وجوارها العربي .
طبخة كيري
بقلم: هاني المصري عن جريدة الأيام
جون كيري، وزير الخارجيّة الأميركي، لديه حلم بأن بمقدوره تحقيق ما عجز عن تحقيقه أسلافه الذين سبقوه خلال عشرات السنين، وهو التوصل إلى حل للصراع العربي الفلسطيني ـ الإسرائيلي.
على ذمة الراوي، قال كيري لعدد من أصدقائه وزعماء المنطقة في مستهل ولاية أوباما الأولى بأن أميركا ستتوصل إلى حل لأزمة الشرق الأوسط في الفترة الرئاسيّة الثانية، فكأنه كان واثقًا من فوز أوباما مجددًا، ويخطط منذ ذلك الوقت للحصول على منصب "وزير الخارجيّة".
منذ استلامه منصبه، أعطى كيري اهتمامًا كبيرًا للصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، فقام بجولات عديدة في المنطقة خلال أشهر قليلة، بالرغم من أن هذا الملف ليس من أولويات الإدارة الأميركيّة، فبعد الأولويات الداخليّة، التي أبرزها الأزمة الاقتصاديّة، هناك الأولويات الخارجيّة، مثل العلاقات مع دول آسيا الكبرى، وخصوصًا الصين وكوريا الشماليّة وأفغانستان، والملف النووي الإيراني، وروسيا، وأوروبا، والمتغيرات العربيّة، خصوصًا ما يجري في مصر وسورية، وبصورة خاصة السلاح الكيماوي واحتمال استخدامه، أو وقوعه في أيدي جماعات متطرفة، أو إلى حكم غير مناسب في سورية أو إلى حزب الله.
طلب كيري من الرئيس عباس تجميد توجهه الأممي، وأن يمنحه فرصة شهرين ليتمكن من التوصل إلى صيغة تسمح باستئناف المفاوضات، وكان له ما أراد، والفترة تكاد أن تنتهي من دون أن يحقق هدفه، وأفادت مصادر رسميّة فلسطينيّة وغيرها، أن كيري – الذي لم يطرح خطته حتى الآن – طلب تمديد المهلة لمدة أسبوعين أو أكثر.
تتميز حركة كيري بما يأتي:
- يحيط بجهود كيري جدار سميك من السريّة، بحيث لا يتسرب منها سوى القليل.
- اختار كيري إقناع إسرائيل وليس الضغط عليها، وذلك يتطلب تبنيًا جوهريًا للرؤية الإسرائيليّة للحل، آخذًا العبرة من فشل رئيسه أوباما في بداية فترة رئاسته الأولى عندما حاول الضغط عليها لوقف الاستيطان ولم يحصد سوى الريح.
- قام كيري بالضغط على الفلسطينيين والعرب، مطالبًا بتغيير وتعديل مبادرة السلام العربيّة لكي تقبلها إسرائيل، وذلك من خلال: إضافة مبدأ تبادل الأراضي (وليس تعديل الحدود) كما حاولت أوساط فلسطينيّة وعربيّة أن توحي، خلافًا للحقيقة بعد المعارضة الواسعة للتنازل الذي قدمه الوفد السباعي الممثل للجامعة العربيّة؛ وتعاون إقليمي، بمعنى البدء بتطبيق مبادرة السلام العربيّة فيما يتعلق بتطبيع العلاقات العربيّة معها قبل التوصل إلى اتفاقيّة سلام، بحجة أن إسرائيل بحاجة إلى طمأنة بعد عدم الاستقرار التي تشهده المنطقة بفعل الثورات العربيّة؛ وتغيير ما هو وارد بها بخصوص القدس، بما يسمح بتقسيم القدس الشرقيّة وفقًا لمبادرة كلينتون؛ وبخصوص اللاجئين من خلال التخلص من العبارات التي تشير إلى "حل عادل" و"حق العودة" وقرار 194؛ والاعتراف العربي بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي.
- يسعى كيري إلى توفير غطاء ومشاركة عربية لأنه يدرك أن الفلسطينيين لا يستطيعون تقديم التنازلات الجسيمة المطلوبة منهم من دون ذلك، لهذا السبب نراه يركز على تغيير "مبادرة السلام العربيّة" منذ البداية.
وفي هذا السياق جاء توقيع الاتفاقيّة الأردنيّة – الفلسطينيّة المفاجئة حول المقدسات في القدس، التي أخرجتها رسميًا من ولاية الفلسطينيين، وأدخلت الأردن كطرف مفاوض؛ لتمكين كيري من تفكيك قضيّة القدس "عقدة العقد" إلى أجزاء يمكن التعامل معها بسهولة.
- طلب كيري من عباس تجميد الجهود لإنجاز المصالحة الفلسطينية، لأن تحقيقها قبل أن تعترف "حماس" بشروط الرباعيّة يعطل جهود استئناف المفاوضات ويقوّي "حماس"، وهذا غير مطلوب.
- تتضمن رؤية كيري العمل على ثلاثة مسارات بصورة متزامنة ومتوازية، السياسية والأمنيّة والاقتصاديّة، وعندما فشل في الحصول على شيء جوهري من الحكومة الإسرائيليّة على المسار السياسي أخذ يركز على المسار الاقتصادي، ووعد برزمة مشاريع اقتصاديّة، وتسربت أنباء مخادعة عن المليارات التي ستُصَب، وأعلن عن موافقة عباس ونتنياهو على ذلك، وهذا يدل على تغير في الموقف الفلسطيني السابق الذي كان يرفض التركيز على الاقتصاد خشية من الانجرار إلى "السلام الاقتصادي" الذي دعا إليه نتنياهو منذ البداية.
- ركّز كيري على البدء بالتفاوض حول الحدود والأمن في محاولة لتذليل الخلاف حول تجميد الاستيطان الذي حال دون استئناف المفاوضات طوال السنوات الماضية.
رهان كيري الأساسي هو على أن العرب الآن في أسوأ أحوالهم في ظل ما انتهى إليه "الربيع العربي" حتى الآن، من مفاقمة تبعية العرب وتجزئتهم وتفتيت بلدانهم وانشغال كل بلد بشؤونها وصراعاتها الداخليّة، وفي ظل حاجة بلدان الخليج لوقف امتداد "الربيع العربي" إليهم، ووقف التهديد الإيراني الذي يتم تصويره كخطر دائم وأولويّة تسبق أولوية الصراع مع إسرائيل والمشروع الاستعماري الذي تمثله في المنطقة.
كيري سيقدم لإسرائيل صفقة مغرية جدًا يعتقد أنها لا يمكن أن ترفضها بسهولة وهي إقامة تحالف عربي أميركي إسرائيلي ضد إيران، وفتنة سنية شيعية، وفتنة أردنية فلسطينية، وفلسطينية فلسطينية، وأردنية أردنية، وتغيير "مبادرة السلام العربيّة" لكي تصبح مبادرة "إسرائيليّة"، تبدأ باستعداد العرب لتطبيع العلاقات معها والموافقة على مبدأ تبادل الأراضي، وما يعنيه ذلك من شرعنة للاستيطان ولتقسيم القدس والضفة الغربية، وتنتهي بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وإسقاط قضية الجولان المحتل كليًّا من المفاوضات، وترتيبات أمنية كاملة لإسرائيل، وبتوقيع معاهدة سلام عربية - إسرائيلية.
إن العقبة الكأداء في وجه نجاح جهود كيري أن إسرائيل بالرغم من الاغراءات الهائلة المقدمة لها يمكن ألا تقبل بهذه الصفقة، لأنها تعتقد أن بإمكانها الحصول في المستقبل بعد استمرار تداعيات "الربيع العربي" على صفقة أفضل منها. كما أن جزءًا كبيرًا مما هو مطروح عليها في هذه الصفقة تحت قبضتها فعلًا.
إن ما سبق يفسر ردة فعل نتنياهو على قبول الوفد السباعي لتبادل الأراضي الذي يشكل تنازلًا عربيًا كبيرًا يضاف إلى التنازلات السابقة بما فيها الموافقة الفلسطينية على هذا المبدأ، بقوله "إن أصل الصراع ليس على الأرض بل على إسرائيل وضرورة الاعتراف بها كدولة يهوديّة"، فالأرض كلها بيد إسرائيل ولا تحتاج إلى مبادلة أراضٍ فيها بل تحتاج إلى الاعتراف بأنها أرض "إسرائيل الموعودة"، وبعد ذلك يمكن وأشدد على كلمة "يمكن" أن توافق على التخلي عن السيطرة على السكان، ولكن ضمن ترتيبات وضمانات تسمح بأن لا تقوم لـ "الدولة الفلسطينيّة العتيدة" قائمة لا الآن ولا في المستقبل.
إسرائيل تتذرع بالدفاع عن موقفها المتعنت بأن أي اتفاق مع العرب غير مضمون في المستقبل في ظل ما أكدته الثورات العربيّة بأن لا شيء ثابت في المنطقة، لا الشعوب ولا الحكام ولا البلدان، وأن إسرائيل لا يمكن أن تراهن على توقيع اتفاقيات مع حكام معرضين للسقوط، خصوصًا وهي تدرك الآن أن أهميتها في الإستراتيجيّة الأميركيّة والغربية للمنطقة ازدادت كثيرًا، فهي الحليف الدائم والموثوق في المنطقة.
إضافة إلى ما تقدم، فإن الإدارة الأميركيّة التي فشلت سابقًا في إقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان ستفشل بإقناعها في التفاوض والاتفاق على الحدود، إلا إذا هبط السقف الفلسطيني والعربي إلى الحضيض أكثر، وهذا ما حصل حتى الآن، حيث رفض نتنياهو المقاربة الأميركية ويطالب بالاتفاق على إعلان مبادئ أولًا، يتضمن الإطار العام للاتفاق حول القضايا الأساسية، وخصوصًا فيما يتعلق بضرورة الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية وإنهاء الصراع والكف عن المطالب، وترتيبات أمنية تضمن إسرائيل في المستقبل.
فليس لدى نتنياهو ما يخشاه إذا استمر في تعنته، لأنه يعني استمرار الأمر الواقع المناسب لإسرائيل في ظل عدم وجود خيارات وبدائل عربية أخرى، بعد أن حصل الفلسطينيون على الدولة المراقبة وتصرفوا هم والعرب بعد ذلك وكأن شيئًا لم يحصل.
إن الخطورة تكمن في استمرار اللهاث الفلسطيني والعربي وراء التوصل إلى حل من دون أن يملك العرب أوراق القوة التي تفرضه، مما يجعلهم مستمرين في مسلسل لا ينتهي من التنازلات، وبدلًا من حل نهائي خلال عام أو عامين كما يبشر كيري، سنجد أنفسنا أمام استمرار الأمر الواقع تحت غطاء الاستثمارات الاقتصادية المليارية والكونفدرالية مع الأردن وخطوات بناء الثقة، أي استمرار الحلول الانتقالية التي تصفي القضية الفلسطينية على دفعات إلى أن تنضج الظروف لتصفيتها مرة واحدة.
إن الخشية الحقيقيّة ليست من فشل كيري وإنما من نجاحه، لأن ذلك يعني التوصل إلى تصفية للقضيّة الفلسطينيّة تحمل اسم "تسوية"، وما هي كذلك على الإطلاق، والرهان الفلسطيني والعربي لإفشالها ليس على أنفسهم، بل على إسرائيل.
إشكالية مواقف الشيخ القرضاوي
بقلم: مهند عبد الحميد عن جريدة الايام
الخلاف مع القرضاوي سياسي بامتياز، ولأنه كذلك فإن شعبيته ترتفع وتنخفض وفقاً للإفتاء الصادر عنه والذي يوظف في خدمة هذا الموقف السياسي أو ذاك. القرضاوي لا ينتمي لعلماء دين تنويريين ممن نادوا بإصلاح ديني محاولين الارتقاء بمجتمعاتهم أمثال: محمد عبده وطه حسين ورفاعة الطهطاوي ومحمد فضل الله وجمال البنا وغيرهم. لكنه ليس في عداد المفكرين المتزمتين الذين يكفرون ويقصون المختلف. انه يميل إلى نوع من عقلانية دينية معاصرة ملائمة للنظام السياسي الذي يدور في فلكه. غير أن عقلانيته لم تترك بصماتها على الفكر الديني لتنظيم الإخوان المسلمين العالمي الذي ينتمي له.
مشكلة القرضاوي والاتحاد العالمي الذي يترأسه تبدأ في توظيفه أو تسييسه للدين لمصلحة أجندات سياسية لبعض الأنظمة. لذا كان من السهل دخوله في تناقضات سرعان ما قوضت رصيده وهيبته المستمدين من خطابه الديني. فمنذ البداية كانت مهمة القرضاوي صعبة وشائكة عندما عادى الناصرية المناهضة لكبار الملاك والكمبرادور والملكية داخل مصر فضلاً عن مناهضتها للغرب ولإسرائيل، لمصلحة أنظمة تابعة للغرب وللسياسة الأميركية المتبعة في المنطقة وفلول المتضررين من التأميمات والإصلاح الزراعي.
ولأن الإسلام السياسي اضطر لإحداث قطيعة تكتيكية مع اتفاقات كامب ديفيد التي أبرمها نظام السادات، وذلك بإصدار فتوى دينية تحرم الاتفاقات من منظور ديني ووطني وأخلاقي، كان ذلك محاكاة لمواقف الإمام الخميني ودولته الإسلامية التي فتحت معركة دعاوية ضد السياسة الأميركية وضد دولة الاحتلال الاسرائيلي أكسبتها نفوذاً في العالمين العربي والإسلامي. ولوحظ أن الاقتراب من إيران الخمينية ترافق مع بداية افتراق قطر عن المركز الخليجي (السعودية) وانتهاجها لسياسة الانفتاح ودعم المعارضة الإسلامية بما لا يتناقض مع السياسة الأميركية في الجوهر بل وفي خدمتها. وتعمق انفتاح الإخوان المسلمين على إيران الإسلامية عبر التحالف مع حزب الله وزعيمه حسن نصر الله وتجربته الناجحة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان. الانفتاح وأشكال التحالف كان لها مردود من نوع آخر، كتعاظم التشيع في مصر، حيث تشيّع 3 ملايين مصري بعضهم من الإخوان المسلمين كما تقول مصادر إسرائيلية.
مع صعود الإسلاميين ذهب الإفتاء ضد كامب ديفيد أدراج الرياح، وجاءت الصفقة التي أبرمهما الأميركان مع الإخوان المسلمين لتجدد الالتزام بكامب ديفيد وعلاقات التبعية السياسية والاقتصادية والأمنية، تلك العلاقات التي وضعتها الثورة على بساط البحث بهدف تجاوزها وتغيير قواعد النظام في مرحلة ما بعد الثورة. لم ينبس القرضاوي وهو المرجعية الدينية الأعلى ببنت شفة حول الصفقة التي وضعت الإخوان المسلمين في موقع ثورة مضادة بالمعنى الصريح، والسكوت هو علامة رضى. لم يقدم رئيس "الاتحاد" فتوى تَجُبُ الفتوى الأولى وتشرح مبررات تجديد الالتزام بكامب ديفيد وتجديد علاقات التبعية، ودونما شك فقد زعزع هذا الموقف مصداقية القرضاوي والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. موقف استجاب للدور القطري في تهيئة الإخوان المسلمين والإسلام السياسي وفي دعمهم مالياً للعب دور تاريخي خطير هو: قطع الطريق على الثورات العربية والديمقراطية المنشودة عبر عملية الانتقال إلى سدة الحكم والسيطرة على المجتمعات العربية وإعادة إنتاج نظام رجعي مستبد وتبعي من طراز ثيوقراطي. ولم تكن دعوة القرضاوي لتدخل عسكري أميركي في سورية إلا في هذا السياق. دعا لتدخل عسكري وهو يعرف ما هي نتائجه من خلال العراق وأفغانستان وليبيا. القرضاوي يستدعي التدخل والحسم العسكري بدلاً من دعوة الجمعية العامة لممارسة الضغوط من أجل وقف مسلسل الموت الذي يتعرض له الشعب السوري على يد نظامه الديكتاتوري والقوى الرجعية التي تحاول سرقة الثورة، والبحث في مهمة تأمين الحماية للشعب السوري وتمكينه من تقرير مصيره بنفسه من غير تدخل عسكري خارجي.
إضافة للدور السياسي الخطير الذي اضطلع وما يزال يضطلع به القرضاوي، فقد فاجأنا بدخول الملعب الفلسطيني من موقع الانحياز لحركة حماس، وذلك أثناء قيامها بانقلاب عسكري وتقويضها لقواعد الديمقراطية الفلسطينية -على محدوديتها -. الانحياز في الشأن الفلسطيني موقف صريح لم يجرؤ عليه إلا القرضاوي، وهو في مثل هذه الحالة ومن موقع الاستخدام الديني يعد وصفة سحرية لتشجيع الانقسام وتجذيره.
أما الآن فقد بادر مع وفد "العلماء" لزيارة قطاع غزة المتمرد على الشرعية الفلسطينية إمعاناً في الانحياز لطرف دون آخر في لحظة تتزايد فيها المساعي لرأب الصدع الفلسطيني. زيارة القرضاوي إلى قطاع غزة في مثل هذا الوقت تحتمل أكثر من تفسير. كإضفاء شرعية من أرفع مؤسسة للإخوان المسلمين هي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي على الإمارة التي تشيدها "حماس" في قطاع غزة. قد يتفهم البعض انحياز الشيخ لحركة حماس ودعمه لإقامة إمارة إسلامية. غير أن دعم فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية موقف في غاية الغرابة والخطورة والاستهجان سواء كان الموقف بالتلاقي أو بالتقاطع مع الموقف الاسرائيلي لا فرق فالنتيجة واحدة، ولأن الفصل هو أحد ركائز سياسة دولة الاحتلال المتمثلة في تدمير مقومات الدولة الفلسطينية ومنع الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره السياسي والوطني. كيف يقبل اتحاد العلماء ورئيسه التقاطع أو التلاقي مع الموقف الإقصائي الإسرائيلي في لحظة احتدام التضييق على الشعب الفلسطيني؟
بقي القول، لم يدخل الشيخ والعلماء الخمسون قطاع غزة فاتحين ومحررين كما قال الأخ إسماعيل هنية. فالقطاع لم يتخلص من الاحتلال والحصار بعد، انه يتعرض لاحتلال وممارساته عن بعد، ولا يزال مقيداً باتفاقات كامب ديفيد من جهة مصر وباتفاقات أوسلو من داخل القطاع، وزواره يأتون إليه بتنسيق مباشر أو غير مباشر مع سلطات الاحتلال. القرضاوي ووفده جاؤوا بموافقة سلطات الاحتلال. وإذا كان هذا الادعاء غير صحيح فلماذا رفضت سلطات الاحتلال دخول الأمين العام للجهاد الإسلامي د. رمضان شلح؟
بعيداً عن الأسباب السياسية والخلاف السياسي، لم أستوعب صورة تقبيل هنية ليد القرضاوي. ولم أستوعب هذا الطقس القبلي في مراسم يفترض أن يكون الناس فيها أنداداً، ولا يغير من ذلك تدفق مشاعر الحب والمودة.
شعب الذاكرة التي لا تنطفئ
بقلم: يحيى رباح عن الحياة الجديدة
بعكس كل الحسابات والتوقعات والخطط السوداء والمؤامرات العاتية, التي نفذها اقوى اقوياء الارض ضد هذا الشعب الصغير, الشعب الفلسطيني, فإن هذا الشعب استطاع بنوع من القوة تصل الى ذروة المعجزة, وإرادة خيرة العقول, ومحاولات فاقت حدود الاساطير ان يظل حاضرا وفاعلا وملهما ومشتبكا بكل ادوات الاشتباك, دون ان تسقط من بين يديه اقاليمه الثلاثة المقدسة (الوطن والكيان والهوية )وها هو الشعب الفلسطيني بعد خمس وستين سنة من مأساته الكبرى, ونكبته التي ليس لها مثيل, وشتاته الذي هو اوسع مدى من الارض, يقف على قدميه ويصمد ويحضر ويصنع المعادلات, ويثبت انه ند للمستحيل, ونموذج لبطولة اقوى من دهشة الاساطير القديمة.
يا ايها الشتات الفلسطيني :
الذي صنعه اعدى الاعداء، ليكون مرادفا للموت الكامل والانطفاء النهائي والنسيان الذي ليس بعده عودة !!! ها انت تصبح كبيرا بحجم القيامة، وذكيا على هيئة الحضور الخارق, فمن ذا الذي يستطيع اليوم ان يشيح بوجهه عن الحقيقة الفلسطينية, المزروعة في مفاصل الكون, وفي صلب الصراع والتناقض, وفي نطفة المستقبل القادم حتما؟؟ومن ذا الذي كان يتوقع عندما وقع زلزال النكبة قبل خمس وستين سنة, فانهار الكيان وتمزق الشعب وتبعثرت الهوية في هبوب الريح العاصفة, ان الاجيال الفلسطينية المتعاقبة اجيال المنافي والخيام المنصوبة على سوافي الرمال سوف ترث الحقيقة كاملة من اولها الى آخرها, وان هذه الاجيال الفلسطينية ستصبح نموذجا محفزا ومدهشا ومثيرا للجدل, من خلال قوة الايمان بذاتها وعدالة قضيتها وقداسة حلمها؟؟
اعداء الشعب الفلسطيني, مهما كان شكلهم أو لونهم, ومهما كانت الاوعية التي يتشكلون على مقاييسها, والعناوين التي يقبعون تحتها يستحقون الرثاء على خيبتهم, لأن حصادهم رغم آلامه المفجعة كان طائشا, ولأن حساباتهم كانت موغلة في الخطأ والخطيئة, ففلسطين لم تصبح مجرد حكاية بل هي البشارة بكل انبثاقاتها وتجلياتها !!!وان فلسطين لم تقبل ان تكون مجرد حالة تأنيب ضمير, بل هي الثورة والفعل والهاجس والاختبار, وانه مكتوب على لوح الازل ان فلسطين التي اهالوا عليها التراب وظنوا انهم نجوا بإثمهم وافلتوا من العقاب, تفاجئهم وتلاحقهم في تفاصيل التفاصيل, وفي تلافيف الذاكرة, وفي وهج النار, وفي لعبة اليقين والمستحيل !!!
لا تفرطوا في شتاتكم الواسع, بل اجعلوه عنوان زمانكم, وهنا يكمن سر الدولة التي تريدونها, دولة تكون العقل المدبر, والقرار الناجز, والذراع القوي, والسيف المشرع لعدالة قضيتكم التي كلما انجزتم حقا من حقوقها ظهر من بين يديه حق جديد, تماما مثلما قيل في شجرة الاساطير القديمة التي كلما سقط منها فرع انبثق من جرحه الف فرع جديد.
في ذكرى النكبة :
لا نشكو لا نبكي, لا نتحسر, بل نستذكر نبع الألم الاول, ونجدد رهبة القسم الاول, بان النسيان تحت أي ذريعة هو ابشع انواع الكفر, وان الفلسطيني مأمور من قدسية وجعه الاول ان يظل دائما اقوى من اللحظة الراهنة, مهما كانت اللحظة مخنوقة ومهما كانت الحسابات محبطة, فان رؤية الفلسطيني تمتد هناك الى الابعد, لأنه قادم من رحم الغيب وانه يتكون من سر المحاولة, وانه صاعد من نديته للمستحيل.
المغالاة في زيارة القرضاوي الغالي
بقلم: بكر أبو بكر عن الحياة الجديدة
دخلت زيارة يوسف القرضاوي في جدل كبير بين المؤيدين للزيارة ولست منهم، وبين الرافضين لها، وتعددت الأسباب فالرفض يجيء من منطلق الحرص على وحدة الشعب الفلسطيني وعدم تجزيء تمثيله بين غزة والضفة، وما زيارته عبر غزة إلا من خلال البوابة الخطأ وهي بوابة الانقلاب الدموي الذي كان للقرضاوي دور فيه، كما يأتي الرفض من سلسلة فتاويه السياسية المرتبطة بانحيازه لطرف وهو (الاخوان المسلمين) ما لا يصح مع عالم دين، عدا عن ارتباط مواقفه بالحضن الواسع والدعم المقدم والمساحة المتاحة له وهي كبيرة للتوسع والرواج الى الدرجة التي يفتي فيها بتحليل الاعتداء الامريكي على سوريا ولا يدين العدوان الاسرائيلي عليها في انتقائية لا تليق بعالم دين كان من الاولى أن يلتزم بمناقب العلماء من الشمولية والكلية والدعوة لوحدة المسلمين وأحزابهم وتياراتهم دون ميل أو هوى لاسيما أنه من دعاة الوسطية الاسلامية والتقارب بين المذاهب والأديان، فكيف يكون التقارب وكيف تكون الوسطية بين المسلمين ان انحاز أحد كبار علمائها لطرف في المسلمين ضد الآخر، وتمادى بالانحياز (للكفار) ضد أحد بلدان الأمة، مهما كان خلافنا واضحا مع نظامها؟.
ما سقناه قد يمثل مبررات وحجج الرافضين لزيارته أما القابلون بها فلقد وسموها (بالعظمة) و(الفتح) المبين، ما أخرج الحدث عن حقيقته وكأنه يزور غزة "المحررة" وهي التي لا يدخلها داخل إلا بإذن الاحتلال (رفضت الحكومة الاسرائيلية دخول الشيخ رمضان شلح الى غزة ووافقت لغيره).
وأرغب هنا ان اسجل شططا في الوصف مما قاله المؤيدون للزيارة لربما يتم تجاوزه مستقبلا في أتون الصراع السياسي الحاصل في حماس على السلطة في غزة، وضد حركة فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية، حيث قال محمود الزهار لصحيفة الشروق الجزائرية شاتما حركة فتح لمعارضتها زيارة القرضاوي من بوابة الانقلاب (منذ متى تقول فتح الحقيقة ؟ كل تصريحاتها كذب في كذب) وأتبع الشتم باليوم التالي على فضائية حماس بغزة اذ اتهم قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بأنهم (لصوص) وزها بانتصاره وتحريره لغزة، ونعف أن نصفه بأي وصف لأن المؤمن ليس بشتام ولا طعان ولا لعان كما يقول من هو خير منه ومني ومن العالم أجمعين.
اما هنية فاعتبر الزيارة (نصرا) وهي (فتح) وكأننا امام محمد الفاتح أو قتيبة بن مسلم الباهلي أو سعد بن ابي وقاص ما هو بعيد عن الحقيقة، وقال الشيخ رائد صلاح من الاخوان المسلمين في الداخل عن الزيارة : (من أقوى المبشرات على اقتراب قيام دولة فلسطين الحرة هي زيارة فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله لغزة الحرة) مضيفا أنه خطب في غزة الحرة وغدا سيخطب في المسجد الاقصى الحر.
وقال خالد طافش كمثال آخر من قيادة حماس أن زيارة القرضاوي (تاريخية) و(أعادت الامور لنصابها) وهي (بداية العودة) مضيفا أنها تمت (رغم الكلام الذي يقال ورغم الكارهين والحاقدين الذين يكرهون الدكتور القرضاوي ولا يحبون الاسلام كمنهج حياة لهذه الأمة ) وكأن القرضاوي نبي الاسلام حتى يصبح هو الممثل الشرعي والوحيد للإسلام، في غلو من الصعب تجاوزه سيقود حتما لفتاوى تكفير وقتل كما حصل في انقلاب 2007 في غزة.
ولنعود لخطبة هنية لمناسبة قدوم القرضاوي ما ردده الناطق باسم حماس لاحقا (أن الشيخ القرضاوي لم يزر غزة اليوم، ولم يدخلها هذا المساء، هو موجود بها وبكل فلسطين وروابيها بكل يوم وليلة، هو موجود بالأقصى والقدس كل لحظة...) وما ظننت ذلك صحيحا إلا ان كان المقصود الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي أسرى به الى القدس، وان تجاوزنا عن كلام هنية هذا لضرورات المدح وان كان متجاوزا القدر المطلوب، إلا انه لا يتردد بالقول أنه دخل (دخول الفاتحين المنتصرين) مؤكدا انهم أي القرضاوي وقطر (شركاء بصناعة الانتصارات) في غزة.
ويتقدم هنية خطوات اوسع لترافق منحه له جواز السفر الفلسطيني والأوسمة ليمجده مطلقا عليه لقب (شيخ الجهاد بأرض فلسطين، شيخ الاقصى والقدس) لاسيما وانه (نجح في تأصيل فكر الجهاد وتثبيت الثوابت)على حد قوله.
وما رأينا التواضع في التعامل مع زيارة القرضاوي من حماس إلا من قبل عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس الذي أسف لردود الفعل غير المقبولة لزيارته من قبل الرافضين لها، والقول ان جوازه مزور مشيرا بأن في ذلك إساءة للشعب وخروجاً عن الأعراف الفلسطينية الأصيلة.
إن التواضع سمة العلماء، وتقدير الأمور بقدرها سمة المنصفين، والنظر في الأمور من زاوية المصلحة الكلية سمة السياسيين، وكل غرور وتكبر وتحزب ومغالاة بالضرورة يؤدي الى الشطط ويخرج الأمة في العصر الحديث عن مساقها ومسارها المنشود، فلا الأغاني ولا الأناشيد ولا الأشعار أو الألقاب الفخيمة هي مدخل التحرير، وإنما وحدة القلب والرؤية والخطاب والخطة وتشابك الايدي دون تعصب أو شتم أو عنف أو تكفير أو تخوين.
الى من يهمه الأمر
بقلم: زهران ابو قبيطة عن وكالة معا
ان الشعب الفلسطيني متشبث على ارضة ويدفع ثمن صموده وما زالت شهية دولة الاحتلال الاسرائيلي مفتوحة وطلب المزيد من التنازلات من الجانب العربي حتى قبل بدء المفاوضات المتوقفة بسبب الاستيطان وتحدي الشرعية الدولية.
وفد متابعة مبادرة السلام العربية المنبثق عن مجلس وزراء الخارجية العرب زار واشنطن والتقى بوزير الخارجية الامريكي جون كيري من اجل "تحريك" عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، فبينما كان من المفترض ان يقدم الجانب الاسرائيلي الذي يسابق الزمن في بناء المستوطنات لفرض واقع جديد لمنع اقامة دولة فلسطينية وزج الاف المستوطنين على مدى عشرين عاما لإجهاض حل الدولتين وبدل تقديم تنازلات للعرب لإغرائهم بالعودة الى المفاوضات حدث العكس تماما، وبادر الوفد العربي الى تقديمها متمثلة بالقبول بمبدأ تبادل الاراضي وادخال تعديلات على المبادرة العربية التي تم اعتمادها في قمة بيروت ورفضها شارون في حينه.
نتنياهو لم يرحب بهذه التنازلات العربية على اهميتها، وبادر بإرسال وفد برئاسة تسيبي ليفني وزيرة العدل في حكومته الى واشنطن لتقديم سلسلة من التحفظات، ابرزها ضرورة الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، المؤسف ان جون كيري تجاوب مع هذا الطلب ومارس ضغوطا على الجامعة العربية ووفدها، للقبول به تحت ذريعة قطع الشجرة التي تسلق عليها نتنياهو، وسحب كل الاعذار من بين يديه.
لا نستغرب هذه الضغوط الامريكية على الجانب العربي، فالرئيس باراك اوباما طالب الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية، مثلما طالب الحكومات العربية بتطبيع العلاقات دون شروط مع هذه الدولة المحتلة الاراضي الفلسطينية، كل هذا مقابل ان يجلسوا الى مائدة المفاوضات مع الاسرائيليين اي سلام مقابل كلام.
كنا نتمنى لو ان مسوقي مبادرة السلام العربية هذه تجنبوا تقديم تنازلات للإسرائيليين عبر البوابة الامريكية خاصة في مثل هذا الوقت الذي تقف فيه المنطقة على حافة حرب مدمرة، وتتراجع فيه قضية السلام الى ذيل اهتماماتها، في ظل العدوان الاسرائيلي على سورية، وتفاقم الازمة السياسية في العراق واضطراب الاوضاع السياسية والاقتصادية في دول ما سمي بالربيع العربي.
اعتراف العرب بإسرائيل دولة يهودية يعني نزع الشرعية عن مواطنة مليون ونصف المليون من فلسطينيي الارض المحتلة عام 1948، والغاء حق العودة لأكثر من ستة ملايين فلسطيني، والسيدة ليفني طالبت اكثر من مرة ليس بتبادل اراض وانما بتبادل سكان، اي طرد هؤلاء الفلسطينيين من وطنهم وسحب جنسيتهم وتوطينهم في الدولة الفلسطينية العتيدة المفترض قيامها على اساس حل الدولتين، وكون ليفني هي المسؤولة عن ملف المفاوضات فلا نستغرب ان تكرر الطلب نفسه وهذا سوف يتبع، بل ما هو اكثر منه في ظل هذا الاستعداد العربي المتفاقم لتقديم تنازلات مجانية لإسرائيل باسم الجامعة العربية ومبادرتها للسلام.
ان الشعب الفلسطيني يثمن قرار مجلس النواب الاردني ويضع البرلمانات العربية امام مسؤولياتها لاتخاذ قرارات عاجلة وفاعلة ضد دولة الاحتلال ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل للأراضي العربية الفلسطينية ورفض الممارسات التي تهدف الى تهويد القدس اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
هنا نطالب لجنة متابعة مبادرة السلام العربية هذه ان تتوقف عن تقديم اي تنازلات حول تبادل الاراضي او الاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية او تعديل حدود عام 1967، لان ليس من صلاحياتها تقديم هذه التنازلات، وهي ليست مخولة بذلك، مهمتها محصورة في محاولة يائسة لإحياء عملية السلام على اساس مبادرة السلام العربية التي ماتت منذ اطلاقها قبل احد عشر عاما بعد الاعتراف الاممي بالدولة الفلسطينية عضوا مراقبا ان الارض الفلسطينية المحتلة هي اراضي الدولة الفلسطينية وينطبق عليها جميع القوانين والمواثيق والاتفاقات والاعراف الدولية في حالة الحكومة الاسرائيلية وضعت العراقيل امام ارادة المجتمع الدولي وقراراته فان خيارات الشعب الفلسطيني استنادا للشرعية الدولية واضحة ومحددة وذلك انضمام دولة فلسطين الى المنظمات والمواثيق والمعاهدات الدولية.
انسدادات الواقع وإمكانيات التسديد
بقلم: رضوان السيد عن وكالة سما
يسود التأزم السياسي والمجتمعي كلَّ البلدان العربية التي جرى فيها التغيير في الحاكم أو نظام الحكم. وهذا إنْ دل على شيء؛ فإنه يدل على أن الذين وصلوا للسلطة أو كادوا، لا يملكون توجهاً واضحاً ولا بدائل يمكن المسير فيها بشيء من الثقة. وهذا أمر مختلف عن الحديث الآخر الذي يقول إن العالم العربي يمر بمخاض هائل، تحوطه استنزافات آتية من إسرائيل وإيران في الإقليم، ومن الصراع الدولي على المنطقة بين الكبار.
ولنبدأْ بحالتي سوريا والعراق، باعتبار أن التأزمَ فيهما ما أفضى إلى تغيير الحاكم بعد. فنظام الحكم السائد في العراق منذ عشر سنوات، من صناعة أميركية إيرانية. وقد رُتّبت مجريات «العملية السياسية» بحيث يسود طرف غالب، موزَّعُ الولاء بين إيران وأميركا، أما سيطرته داخلياً فتعتمد على الجيش وقوات الأمن التي بُنيت بطريقة تُخضعُها قانوناً لرئيس الوزراء. وخلاف المالكي مع الأكراد في الحقيقة خلاف على الحدود، وعلى كركوك، لأنهم لا يزالون ماضين باتجاه الاستقلال، وميزانهم في التوقف أو التقدم في العملية الأميركيون والإسرائيليون. وبانتظار حصول تقدم جديد لمصلحتهم يعتبرون ما يحصلون عليه من نظام المالكي بمثابة الغنائم المزيدة. وبانتظار كل ذلك، أقاموا علاقات وثيقة مع تركيا. وهكذا فإن المحافظات السنية الثائرة منذ أربعة أشهر ونيِّف باقية وحدها. وليست هناك غير نقطتين إيجابيتين؛ تتعلق أُولاهما بالاستنفار الشامل في صفوفهم من أجل حقوق المواطنة. وتتعلق الثانية بقدرتهم على البقاء موحدين وسلميين ومنفتحين على بقية مكونات العراق. إنما إذا استمر هذا الضغط الفظيع، فلا يبقى لهم غير مسألة الأقاليم، وهي ليست لمصلحتهم ولا لمصلحة وحدة العراق في المدى المتوسط والبعيد.
والواقع أن المسألة السورية ازدادت تعقيداً بالدخول الإسرائيلي على الخط. وهكذا صارت سوريا بين إيران وإسرائيل. الأخيرة تقول إن تدخلها محصور بمنع النظام من إيصال السلاح الاستراتيجي إلى «حزب الله». والأخير والأسد يقولان إنهما سيزيدان في تبادُل الأسلحة وتبادُل الدعم، والإعداد (الآن!) لتحرير الجولان معاً. ولذا فإن «التدويل» الذي بدا في لقاء كيري ولافروف وبوتين صار حلاً أو حائلاً دون نشوب حرب بين إسرائيل وإيران على سوريا! بينما تخشى تركيا من الاتجاه إلى إقامة دويلة علوية بدأ النظام و«حزب الله» العمل عليها بالمذابح والتهجير! وبذلك فقد ازدادت المخاطر في سوريا ومن حولها: فالنظام باق بقوة إيران وروسيا، والشعب السوري يزداد فيه القتل والتهجير والخراب، وما نجح العرب والأتراك في ترجيح الكفة لمصلحة الثوار.
وما كان لبنان من بيئات الثورات الناشبة منذ عامين ونصف. لكن «حزب الله» صار جزءاً من المشهد، لقتاله في سوريا، ولتمثيله مصالح إيران في كل مكان. وليست هناك سلطة واحدة، بحيث ينأى لبنان بنفسه فعلياً. لذلك يستمر التهديد بأن تسقط السلطات أكثر مما هي ساقطة، فلا تجري انتخابات ولا تتشكل حكومة وينتظر الجميع ما سيحصل في سوريا، ولمن تكون اليد العليا هناك بعد أشهُر.
على أن أوضاع البلدان العربية التي سقط رؤساؤها ليست أحسن حالاً، وإن يكن القتل فيها أقلّ بكثير وقصة ليبيا موحية ودالة لهذه الناحية. فقد ذهب القذافي وأولاده، وقطعت العملية السياسية مرحلةً لا بأس بها، لكن البلاد غاصّة بالسلاح والمسلحين. والأخيرون يشعرون بالخديعة، لأن العملية السياسية جرت من دون مشاركتهم. لذلك تدخّلوا بالسلاح لتعطيلها بحجة الإصرار على إقرار قانون العزل السياسي. وإذا طُبق القانون الذي أقرّه المجلس الوطني الليبي؛ فإن معظم المسؤولين الآن سينالهم قانون العزل، ويخلو ثلثا المناصب من شاغليهما الحاليين!
وفي تونس، أقبل الجيش أخيراً على ملاحقة المسلحين في الجبال والبوادي. وفي كل يوم تظهر أحزاب جديدة معارضة بحيث صار المعارضون للعملية الجارية أكثر عدداً من الشعب التونسي نفسه! وهذا فضلًا عن تزعزع الأمن، وتأخر كتابة الدستور، وسوء الأوضاع الاقتصادية.
وما جرى ويجري بمصر لا يختلف عما بتونس، مع أن العملية السياسية مضت هناك بخطوات أسرع. فهناك الآن دستور جديد مختلف عليه، ومجلس شورى له صلاحيات البرلمان الغائب وهو يعمل على عشرات القوانين التي لا يلتفت إليها أحد. وما عاد معروفاً متى ستجري الانتخابات. وهناك اشتباك على الحكومة القائمة، واشتباك بين النظام والقضاء، ومع الإعلام. وقد انقسمت البلاد بين «الإخوان» وخصومهم المتزايدين. والعنف منتشر في كل مكان. والنظام يتخبط في ثلاثة أمور على الأقل: الملفات الداخلية في شتى النواحي. وسياسات مصر العربية والإقليمية. وسياسات مصر الدولية. ورغم أن السلطة منتخبة؛ فإن الجيش تزداد شعبيته بعد أن كان «المدنيون» يريدون إخراجه من السلطة بأي ثمن. وكذلك الأمر مع الأزهر ومشيخته والتي صارت قطباً جاذباً وقوياً بسبب الاختلاف مع «الإخوان» من سائر الفئات. والأوضاع الاقتصادية شديدة السوء، وما اكتشفت الرئاسة بعد السبيل الذي ينبغي السير فيه لتحسين معيشة المواطنين. وتستميت السلطة في «اكتشاف» الدور الذي ينبغي أن يكونَ لمصر في الزمن الجديد. لكنها لا تبحث عن الدور مع العرب، بل مع إيران ومع روسيا، والآن مع البرازيل بعد الصين! وهناك مهادنة مع إسرائيل ومع الولايات المتحدة. بيد أن أياً من هذه التحركات والأدوار لا تحظى بالشعبية اللازمة.
وقد كان اليمنيون ينتظرون مؤتمر الحوار الوطني بفارغ الصبر. بيد أن النتائج حتى الآن تبدو هزيلة. وما خفّ خطر «القاعدة». ولا تضاءلت ميول الانفصال في الجنوب. وقد جرى الحديث في الأيام الأخيرة عن حل في الفيدرالية، فكأنما نسي الجميع مغانم الوحدة وشعبيتها والتي تحققت في مطالع تسعينيات القرن الماضي. والفقر داء اليمن العياء، لكن هذا الملف لا يحظى إلا بأقل الاهتمام. إنما «العجيبة» الحاصلة في اليمن ما حصلت في غيرها، فحتى في مصر وتونس جرت أحداث عنف أكثر من اليمن. ويرجع ذلك إلى التوازن القَبَلي من جهة، وإلى عدم ميل علي عبد الله صالح إلى العنف، رغم أن «حداثته» لا تُقاسُ بـ«حداثة» الأسد القاتلة!
إن مشكلة هذه البلدان جميعاً هي عدم القدرة على الانتظام بعد الثورات. وفي كل الأحوال، فإن النخب السياسية القديمة والجديدة تتحمل القسط الأكبر من المسؤولية، لأنها تتصارع على السلطة كأنما الأوضاع طبيعية، وقطوف السلطة دانية. إنما ليس هذا فقط، ففي أكثر البلدان ليست لدى النخب الجديدة «خريطة طريق». وحتى في الحالات التي كان فيها العامل المحلي غالباً؛ فإنه بعد قيام التحرك أو سقوط الحاكم، صار العاملان الإقليمي والدولي غالبين، وإن لم يكونا كذلك فهما يستطيعان الإعاقة والتعطيل، كما هو واضح في سوريا والعراق ولبنان.
لا يملك معظم أهل النخب القديمة والجديدة في بلدان الثورات ما يتعدى الطموح الشخصي. لذلك تملك إسرائيل وإيران وروسيا وأميركا القدرة على التأثير عليهم ظاهراً وفي الخفاء. وما دامت الرؤية مترجرجة أو منعدمة، فحتى لو كان الثائر نظيفاً، فإنه لا يستطيع التأثير، وتصبح النظافة هاجساً شخصياً لا غير. ومن لا يصدق ذلك فلينظر إلى حال مصر وحالتها، فهي تُغني عن كل مقال!
تبقى هذه الأرض لمن يبقى !!
بقلم: محمد ناصر نصار عن وكالة pnn
خمس وستون عاما وما زال شعبنا يتجرع مرارة الإحتلال ويشتته اللجوء القسري ويدفع ثمناً لخلافات وأطماع لقوى إستعمارية ساهمت بإقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين الإسلامية العربية التاريخية ، ودعمت هذه القوى الدولة العبرية بكل مقومات الوجود بين المحيط العربي الشعبي والمعادي لوجود هذه الدولة الشاذة عن البيئة العربية والطبيعة الشرقية فإسرائيل ذات القوميات المختلفة والمتكلمين بإثنا عشر لغة من حول العالم فتظهر كل الشذوذ في قلب الوطن العربي ، فإسرائيل دولة غرست في قلب الوطن العربي لتكون موطئ قدم للقوى الإستعمارية التي تهدف للسيطرة على المنطقة وبسط نفوذها وتطبيق سياساتها.
إن الحقيقة المرة التي إكتشفها المواطن العربي الشريف أن النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني لم يكن الغرب وحده الذي ساهم في اقامة هذا الكيان فبريطانيا وعدت ونفذت وفرنسا دعمت والاتحاد السوفيتي اعترف وأمريكا مولت ، و بعض زعمات العرب قد خانت هذه هي الحقيقة المرة التي تجرعها أحرارا العرب رغم أن الشرفاء الذين جائوا من مصر وسوريا والسعودية والعراق ولبنان والسودان والأردن ليفدوا بدمائهم أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفيين والذين جادوا بما ملكوا من سلاح ودماء نصرة لفلسطين رغم ما كان يحاك في الظلام من بعض قادتهم الذين سلموا وتنازلوا وفرطوا ، وإن الذي حصل قبل خمس وستين عاماً قد نجده يحدث اليوم بنفس الأحداث لكن بتغير الشخوص والاسماء ، قد لا نسرد الأحداث التاريخية بالتفصيل والتوضيح لكن هي النظرة التي تحيط بالماضي وترصد الحاضر لتتنبأ بالمستقبل.
فالمستقبل المشرق هو لفلسطين التي لن يثني شعبها القتل و البطش والتجويع والإعتقال عن نزع حريته وتحرير أرضه مهما كلف الثمن وهذا بمساندة الشرفاء من الأصدقاء والإخوان العرب والمسلمين المؤمنين بحق الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير مصيره ، اما من ظلم هذا الشعب ولا زال يناصر إسرائيل فرهانه هو الخاسر فالأرض الفلسطينية تلفظ كل خبيث وغريب مهما تجانس الغرباء بلون أرضها وسرق تراثها وخيرها فإسرائيل لا عمق تاريخي ولا ديموغرافي لها ووجودها لا ثبات له كالزئبق المرهون بجدار من الحاميين من الدول الغربية و بعض الأنظمة العربية التي تعتقد بخلود إسرائيل هاهنا لكن المستقبل القريب سيثبت أن إسرائيل ستذوب مع الزمن من الداخل والخارج لتبقى هذه الأرض لمن يبقى .


رد مع اقتباس