النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 348

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 348

    اقلام واراء اسرائيلي 348
    22/5/2013

    في هــــــذا الملف

    إسقاط الاسد.. لا تستعجلوا النهاية
    بقلم: د. غابي سيبوني ،عن اسرائيل اليوم

    حزب الله يكافح في سبيل بقائه في ساحتين ويقود لبنان لمسار الصدام
    بقلم: اوريت بارلوف واودي ديكل،عن نظرة عليا

    تدخل أدنى.. كلام أقصى
    بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس

    أخ لنا الاسد
    بقلم: ألون بنكاس،عن يديعوت

    لينسوا تبادل الاراضي
    بقلم: داني ديان،عن هآرتس

    الجيش الاسرائيلي قادر على منع نشوء انتفاضة فلسطينية ثالثة
    بقلم: يوعز هندل،عن يديعوت




    إسقاط الاسد.. لا تستعجلوا النهاية

    بقلم: د. غابي سيبوني ،عن اسرائيل اليوم

    يزداد النقاش في سؤال هل استمرار حكم الاسد لسورية أفضل لاسرائيل أم أن سقوط نظامه في الحرب الأهلية مع المتمردين أفضل بالنسبة إلينا، يزداد حدة، بل هناك من يفرطون ويُلحون على اسرائيل والدول الغربية ان تعمل بصورة فاعلة لتعجيل سقوط النظام في سورية. إن الحرب الأهلية في سورية مستمرة منذ زمن طويل، واذا كان الرأي العام في اسرائيل في الماضي قد أيد المتمردين باعتبارهم واجهوا نظام قمع بشار الاسد، فانه مع استطالة الحرب الأهلية أخذ يقوى فهم أن هذه المواجهة مركبة ويصعب ان نحدد بصورة متيقنة أي الطرفين ‘خيّر’ وأيهما ‘شرير’. يبدو ان مقدار العنف الذي نشهده في هذا القتال ضخم بصورة مميزة، وكذلك مقدار الكراهية بين الطرفين، وهذه شهادة على الغرائز التي اندفعت الى الخارج بعد سنوات قمع كثيرة.
    تتعلق دعوى مركزية تتصل بالحاجة الى العمل على انهاء نظام الاسد بانتمائه الى محور الشر المتطرف، فسورية عضو كبيرة في محور ايران ـ سورية ـ حزب الله، الذي يُقدس مقاومة اسرائيل والغرب ‘الفاسد’. وتعمل ايران وسورية في تسليح حزب الله بوسائل متقدمة منها صواريخ بعيدة المدى دقيقة، ومنظومات دفاع جوي وصواريخ ساحل ـ بحر متطورة. وقد تضر هذه بالتوازن الاستراتيجي اللطيف في المنطقة وقد تجد اسرائيل نفسها في مواجهة عسكرية شديدة مع حزب الله ـ إما بسبب حادثة محلية في شمال الدولة، وإما بسبب عملية اسرائيلية أو امريكية في ايران. وفي مواجهة كهذه قد تجد دولة اسرائيل نفسها تواجه قدرات متطورة تضر بالجبهة الداخلية المدنية وتجعل من الصعب على الجيش الاسرائيلي ان يعمل بصورة فعالة. إن مؤيدي اسقاط الاسد سيقولون إن هذا المحور سيُجتث بسقوط نظامه ويتضرر جدا الحلف المتطرف، ويتم الدفع قدما بمسار تجفيف مصادر تسليح حزب الله.
    اجل إن المس بالمحور المتطرف هدف مناسب ومهم، لكن كل اجراء ادارة مخاطرة يقتضي الفحص عن الخيارات ايضا. إن اسقاط الاسد قد يُحدث فوضى عارمة في المنطقة. وليس سرا أنه تعمل بين قوات المتمردين عناصر من الجهاد ومن القاعدة كثيرة. وستكون سورية بعد الاسد مفككة ولا نظام فيها. وسيكون هذا مُستنبت لعناصر اسلامية متطرفة تبدأ توجيه نشاطها الى اسرائيل. وهكذا ستجد اسرائيل نفسها تواجه في هضبة الجولان عددا كبيرا من المنظمات الارهابية تعمل على الحدود المتوحشة التي ستنشأ في هضبة الجولان السورية. إن مثالا على تطور مسار كهذا يُرى في هذه الايام في شبه جزيرة سيناء. فان ضعف الحكم المركزي المصري يؤدي الى نشوء ارهاب، بل الى استقدام جهات ارهابية اسلامية الى شبه الجزيرة وهذا مسار لم نشهد ذروته الى الآن. إن تحول حدود اسرائيل مع سورية الى حدود ارهاب يحكمها خليط كبير من منظمات خطيرة جدا على اسرائيل سيجعل من الصعب انتاج هدوء أو أي نوع من أنواع الردع الفعال مع عدم وجود عنوان مركزي.
    ليس من الواضح كيف ستنتهي هذه الحرب الأهلية، لكن لا يجوز لاسرائيل البتة ان تتعجل النهاية. إن الحفاظ على نظام ذي أملاك لا يحتمل فقدانها ضمان للحفاظ على ردع ما. ويعلم الاسد جيدا أن تحقيق تهديده بالتمكين من هجمات منظمات ارهابية على اسرائيل من حدود هضبة الجولان قد يكلفه ثمنا مؤلما. إن لسورية الاسد أملاكا كثيرة يمكن المس بها من غير تعريض استقرار نظامه للخطر بصورة قوية. ولهذا فان مجال حيلة اسرائيل لا يُستهان به. وقد تكلم رئيس الوزراء على هذه الشاكلة حينما قال إن اسرائيل ستستمر في المس بنقل وسائل قتالية الى حزب الله.
    إن الحفاظ على النسيج اللطيف الذي ما زال يوجد معه عنوان واضح في سورية هو مصلحة اسرائيلية رفيعة الى جانب منع أو تأجيل سيطرة جهات اسلامية على الأقل على سورية. ويجب أن تكون هذه ايضا مصلحة أنصار حقوق الانسان لأن إدخال الاسلام المتطرف الى سورية من الباب الرئيس قد يتبين أنه خطأ استراتيجي من الطراز الأول.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ






    حزب الله يكافح في سبيل بقائه في ساحتين ويقود لبنان لمسار الصدام

    بقلم: اوريت بارلوف واودي ديكل،عن نظرة عليا
    الصلة العميقة بين حزب الله ونظام بشار الاسد في سورية، التي وجدت تعبيرها في القتال الى جانب قوات بشار الاسد ضد الثوار، حثت ميل ضعف المنظمة في الساحة السياسية اللبنانية الداخلية. وتشهد التطورات التي وقعت في لبنان في الاشهر الاخيرة والخطاب في الشبكات الاجتماعية على عمق الازمة التي تواجهها المنظمة، اضافة الى ذلك، تطرح في الشبكة تعابير: الحرب الاهلية، الصدام، الفراغ السياسي والصراع بين السنة والشيعة، وتسود التقديرات بان الاحداث تقود الى صدام لبناني داخلي. الخطاب واسع النطاق، الذي يجري في الشبكة عبر الفيسبوك والتويتر، يشير الى التحديات التي يقف امامها حزب الله في ثلاث ساحات: المعركة في سورية، الساحة السياسية المؤطرة في لبنان، والساحة الطائفية (السنة الشيعة).

    حزب الله غارق في الوحل السوري

    عناوين مثل ‘فيتنام هي هنا’، تظهر على نحو مستمر في الشبكات الاجتماعية، وتحتل مقاطع اليوتيوب التي توثق نشاط مقاتلي حزب الله ضد قوات المعارضة السورية. وبالنسبة لعدد مقاتلي حزب الله العاملين في سورية، فان المعطيات التي ظهرت في الشبكات الاجتماعية تتراوح بين الف وستة الاف مقاتل. ويتعاظم الانتقاد في لبنان على تدخل حزب الله في سورية، في أعقاب العدد الكبير لمقاتلي حزب الله، ممن يعودون الى لبنان في توابيت الدفن. وبين المحتجين على سياسة حزب الله يوجد زعيم المنظمة السابق، الشيخ صبحي الطفيلي، الذي منح مقابلة صحافية ادعى فيها ان ‘النشاط غير الحذر الذي يقوم به حزب الله في سورية لن يؤدي الى عشرات او الاف القتلى، بل الى ملايين القتلى…’.
    احتجاج فظ ضد دور حزب الله في الحرب الاهلية في سورية يسمع ايضا على لسان الناطقين باسم المعارضة في سورية ـ منظمة جبهة النصرة الجهادية (المتماثلة مع القاعدة)، الجيش السوري الحر والحركات المعارضة من الاخوان المسلمين. وقد طلب رئيس الائتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب من نصرالله، في خطاب مسجل في صفحته على الفيسبوك أن يخرج على الفور مقاتليه من سورية. ووصف الخطيب تدخل حزب الله في سورية بانه ‘غزو وافلاس اخلاقي’، وأوضح لنصرالله بانه سيكون مسؤولا شخصيا عن تفكك لبنان وسورية طائفيا والصراع العنيف بين السنة والشيعة. وبالتوازي، نشرت قوات النصرة بيانات تحذير للرئيس اللبناني ميشيل سليمان: ‘… انظر بذلك تحذيرا أخيرا، عليك أن تتخذ خطوات فورية لكبح جماح كلاب لبنان… والنار ستحرق بيروت قريبا. اذا لم تعمل في غضون 24 ساعة، سنرى في ذلك تعاونا في المذبحة التي ينفذها حزب الشيطان… وسنتخذ خطوات خاصة وسنحرق بالنار كل من نصطدم به في بيروت’.

    آثار على السياسة اللبنانية الداخلية

    قبل ثلاثة اشهر من الانتخابات البرلمانية في لبنان (المخطط لها لـ20 حزيران/يونيو 2013)، أعلن نجيب ميقاتي، رئيس الحكومة عن ائتلاف 8 اذار، بقيادة حزب الله، عن استقالته. وكان السبب الرسمي لهذه الخطوة عدم نجاحه في أن يقر في المجلس الوزاري قانون الانتخابات، وكذا عدم موافقة شركاء الائتلاف (الذي يتشكل اساسا من الشيعة (أمل وحزب الله) والمسيحيين (‘التيار الوطني الحر’ برئاسة ميشيل عون)، باقرار تمديد ولاية رئيس جهاز الامن الداخلي، أشرف ريفي، سنة اخرى. وكلما اقترب موعد الانتخابات بدا واضحا ضعف تأييد المسيحيين من جماعة عون، لائتلاف حزب الله وكذا نية الكثيرين الامتناع عن التصويت للائتلاف في الانتخابات القادمة. وفي ضوء التخوف الشديد من الخسارة في الانتخابات، فضلت قيادة حزب الله الوصول الى حل وسط. وعليه، فقط اضطر حزب الله الى الموافقة في 8 نيسان/ابريل 2013 على تعيين تمام سلام، لرئاسة الوزراء، وتأجيل الانتخابات البرلمانية. وقد نبع الوصول الى حل وسط أيضا من تعاظم الاحتجاج ضد المنظمة على دورها في سورية وانتقال الاحداث الى الاراضي اللبنانية في منطقة البقاع وطرابلس.



    ‘اعداء من الداخل’

    ويوصف الوضع في لبنان في الشبكات بانه فراغ سياسي، عقب فرار زعيم المعسكر السني، الحريري، الى باريس والرياض، بينما يواصل نصرالله البقاء في مخبئه. ويحتل مكان الزعماء السُنة العلمانيين واعظون سلفيون متطرفون في صورة الواعظ السلفي الشيخ أحمد الاسير إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا، والشيخ سلام الرفاعي، إمام مسجد التقوى في طرابلس. ومنذ بداية 2012 يدير هؤلاء الواعظون صراعهم ضد حزب الله، من خلال الشبكات الاجتماعية والخطب التي يلقونها في المساجد. وقد تحدوا شرعية حزب الله وطالبوا بنزع سلاحه ونقله الى الحكومة اللبنانية. كما اثار الواعظون سكان جنوب بيروت والمدن والقرى جنوب العاصمة حين دعوهم الى مظاهرات احتجاج والى اقامة الحواجز واحراق اطارات السيارات في الطرق الرئيسة من الجنوب والشمال الى بيروت. في 22 ابريل 2012 اصدر الواعظان فتوى دعيا فيها الشبيبة الى التجند الى الجهاد الى جانب الثوار في سورية ضد حزب الله. ‘هذه فريضة على كل مسلم ان يؤديها’. واعلن الاسير عن اقامة ‘كتائب المقاومة الحرة’ في صيدا، ودعا أصحاب المال الى التبرع بالسلاح والمال للمساعدة في الكفاح. والى جانب ذلك دعا الشيخ الاسير الى اقامة ميليشيات لبنانية تعمل سرا من أجل اليوم التالي لسقوط الاسد، في حالة مواصلة حزب الله صراعه ضد معارضي الاسد في لبنان ايضا. وشكر الناطقون بلسان المعارضة المسلحة وغير المسلحة في سورية الشيخين على تأييدهما ولكنهم طلبوا منهما ‘الامتناع عن التدخل في شؤون سورية، ومن تصدير الصراع اللبناني الداخلي بين السلفيين والشيعة من لبنان الى سورية’.
    ويشارك الكثيرون في الخطاب الجاري في الشبكات الاجتماعية، مشيرين بقلق الى العاصفة التي توشك على ضرب لبنان. ويعد احد المؤشرات على ذلك هو يوم الاعلام السوداء التي تدل برأيهم على الوجود المتزايد للقاعدة في شمال لبنان. ويعرب هؤلاء عن تخوفهم من أنه بعد انهيار نظام الاسد ستتوجه قوات القاعدة والجماعات السلفية المتطرفة في لبنان، بالتعاون مع جماعات جهادية سورية، كجبهة النصرة الى حملة انتقام ضد حزب الله. وكما ورد في الشبكة، ‘اليوم هم يصارعون الواحد ضد الاخر في سورية وبعد ذلك سيواصلون الصراع على ارض لبنان’. ويضيفون بانه خلافا لصراع حزب الله ضد اسرائيل، الذي يتميز بانه صراع مقاومة ينال الشرعية، فان المنظمات السلفية، الجهاديين وحركة النصرة لا تلتزم بذات قواعد اللعب. ويعتقد موقف آخر بانه مع تحطم المحور الراديكالي ايران ـ سورية ـ حزب الله، سيفقد حزب الله سنده الاستراتيجي وروافع القوة حيال منظمات الجهاد السنية. وبرأيهم، فان جولة عنيفة بين السنة والشيعة في لبنان هي مسألة وقت فقط.


    خاتمة وملاحظات
    في أوساط المتصفحين في الشبكات الاجتماعية يبدو واضحا اجماع شامل بانه لاحقا آجلا أم عاجلا ستنتقل الاحداث في سورية الى الاراضي اللبنانية. وعلى حد فهمهم، فان تدخل حزب الله في سورية لن يبقى من دون جواب، وان التطورات في الساحة السورية ستكون لها آثار محملة بالمصائب وبعيدة المدى على لبنان ومواطنيه. ويصف المتصفحون ثلاثة سيناريوهات ناشئة:
    مواجهة بين سورية ولبنان، تنشأ بعد سقوط نظام الاسد في إثر أعمال ثأر تقوم بها جبهة النصرة ضد حزب الله.
    حرب بين الشيعة والسنة المتطرفين في لبنان.
    التدهور الى حرب أهلية في لبنان.
    وتعارض الاغلبية الساحقة في الشبكات الحرب الاهلية، ولكن خلافا للماضي، حين اعتقد الناس أن ‘اثر الخوف’ سيمنع التدهور الى حرب اهلية اخرى، فانهم يعتقدون اليوم بان أثر الخوف ليس قويا بما يكفي وأن الاحداث ستؤدي الى صدام داخلي في لبنان. ويصف الناشطون في الشبكات الوضع الذي علقت فيه منظمة حزب الله، في سورية وفي لبنان على حد سواء بانه صراع بقاء. ومع ذلك، فان حقيقة ان حجم اللهيب في لبنان لا يزال منخفضا، تستقبل لديهم بالاستغراب. يحتمل ان يكون الجواب على ذلك يكمن في القول الذي يعود هو الاخر الى الخطاب في الشبكة ويقضي بانه ‘في لبنان لا يوجد خاسرون، يوجد منتصرون ويوجد من يبقون في الظل وينتصرون في المرة التالية…’.
    ولا توفر الشبكات الاجتماعية في لبنان جوابا على سؤال هل الضغط والانتقاد المتعاظم على حزب الله من الداخل، اي من جانب مؤيديه الى جانب معارضيه في لبنان، الى كبح جماح ردود أفعاله تجاه اسرائيل وامتناعه عن التدهور نحو مواجهة ثالثة مباشرة مع اسرائيل. يمكن أن نرى في تهديد نصرالله، ردا على الادعاء بان اسرائيل هاجمت ارسالية صواريخ ارض ارض من ايران الى حزب الله، على المشاركة الى جانب سورية في اعمال المقاومة لتحرير هضبة الجولان المحتلة، دليلا على أنه يفضل الا يبادر الى جبهة مواجهة مباشرة مع اسرائيل، في الاراضي اللبنانية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



    تدخل أدنى.. كلام أقصى

    بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس

    بذلت اسرائيل يوم (الاحد) جهدا لبيان موقفها من الوضع الذي أخذ يتعقد في سورية. وقد أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الجيش الاسرائيلي سيعمل عند الحاجة لاعتراض تهريب السلاح المتقدم من سورية الى حزب الله. وقد اهتمت حاشية نتنياهو من وراء الستار أن تُبين ان موقف اسرائيل بقي كما كان، فهي لن تتدخل لمصلحة أحد الطرفين، بل ستعمل فقط في حال تضررت مصلحتها المباشرة، كما في حال نقل سلاح الى لبنان.
    جاء كلام نتنياهو بعد سلسلة تسريبات متناقضة أكثرها لا حاجة اليه، على ألسنة ضباط اسرائيليين لوسائل الاعلام الاجنبية. وقد كان أبرزها التحذير الصريح لرئيس سورية بشار الاسد في صحيفة ‘نيويورك تايمز′ من أن اسرائيل ستعمل على اسقاط نظام حكمه، اذا تجرأ على الرد على الهجمات الجوية على مخازن سلاح وقوافل على ارضه.
    بعد ذلك بأيام قليلة اقتُبس من كلام رجل استخبارات اسرائيلي في ‘التايمز′ اللندنية يقول عكس ذلك على النحو التالي تقريبا: ليس لاسرائيل اهتمام باسقاط الاسد، لأن المنظمات الاسلامية التي ستسيطر على سورية بدل الطاغية اسوأ كثيرا في نظرها. وأُضيف الى تلك الأنباء جملة تقارير اخبارية في وسائل الاعلام الامريكية يبدو أنها من أشخاص في الادارة تتعلق بأسلحة حديثة توشك روسيا أن تسلح جيش سورية بها ـ بل كان نبأ نُشر يوم (الاحد) في ‘الصاندي تايمز′ هذه المرة يُبين كأن الاسد وجه جيشه الى توجيه صواريخ ‘تشرين’ (إم 600) نحو أهداف في اسرائيل.
    ما الذي تريده اسرائيل حقا؟ إنها تريد تقريبا ما قالته الصيغة المسربة الاخيرة المعدلة، وهو أقل قدر من التدخل في سورية إلا اذا تم تجاوز أحد الخطوط الحمراء التي حددها نتنياهو، وهي في الأساس نقل سلاح متقدم (صواريخ مضادة للطائرات مطورة، وصواريخ ارض ـ ارض دقيقة وصاروخ ساحل بحر من طراز يحونط أو سلاح كيميائي من سورية الى حزب الله. بيد أنه قد يكون أصعب على نتنياهو أن يحقق تهديده الحالي قياسا بالهجمات الجوية الثلاث السابقة التي نُسبت الى اسرائيل، والتي امتنعت اسرائيل عن تحمل مسؤولية عنها.
    يشيع نظام الاسد ما يكفي من الاشارات الى نيته أن يرد بهجوم منه اذا قصفت اسرائيل. فيستطيع الرئيس السوري مثلا أن يطلق صاروخا على هدف استراتيجي في اسرائيل، كمنشأة من منشآت البنى التحتية أو قاعدة سلاح الجو، وأن يُعرض نتنياهو لمعضلة خاصة به وهي: هل يرد على ذلك ويُعرض نفسه لخطر تدهور آخر أم يتجاهل. وهكذا ستتحول مشكلة تكتيكية (تهريب السلاح الى لبنان) دفعة واحدة الى شأن استراتيجي (خطر الحرب بين اسرائيل وسورية). ويجب على نتنياهو ان يأخذ في حسابه تقديرا آخر، لأنه اذا عاد امكان هجوم اسرائيلي على ايران وأُثير للنقاش من جديد بعد الانتخابات الرئاسية هناك في منتصف الشهر القادم، فسيكون السؤال ما هو الشيء الأكثر الحاحا بالنسبة لاسرائيل. إن استنزاف الجيش الاسرائيلي في مواجهة عسكرية مع سورية وحزب الله ستجعل حشد الجهد بعد ذلك ليوجه على ايران أصعب.
    رغم ان الاسد غير معني كما نعلم بمواجهة عسكرية مع اسرائيل، فانه تجتمع شهادات على أنه قد يرد على قصف آخر في بلده، لكن توجيه صواريخ ‘تشرين’ على اسرائيل ليس أحد الردود. زعمت مصادر أمنية في اسرائيل أن ذلك غير حقيقي. إن منظومات الصواريخ السورية قد غُذيت أصلا بالمعطيات من اجل ان تُطلق على اسرائيل، فلا سبب لافتراض ان هذه الصواريخ تُنشر على الارض مُعرضة لاصابتها قبل ان يُتخذ قرار سوري بالعمل.
    وفي الاثناء سجلت قوات الاسد يوم (الاحد) كما يبدو انجازا ما في القتال، حينما تغلبت على أكثر مقاومة المتمردين في مدينة القصير. إن هذه البلدة تُمكّن من سيطرة جزئية على الشارع الذي يصل دمشق بحمص وبالجيب العلوي في شمال غرب الدولة، وهي قريبة ايضا من طريق إمداد المتمردين من حدود لبنان. ومع ذلك فانهم في جهاز الأمن الاسرائيلي لا يتأثرون بتحسن المواقع المحلي للجيش السوري تأثرا زائدا، لأن التقدير الأساسي للاستخبارات يقول إن وضع الاسد لا عودة عنه. إن الرئيس السوري فقد السيطرة على ما يجري في أكثر مساحة دولته التي ما زالت تنحل الى أقاليم منفصلة تسيطر عليها طوائف ومجموعات متعادية.
    تنوي روسيا والولايات المتحدة في الشهر القادم ان تعقدا مؤتمرا دوليا يتناول الوضع في سورية. وتبدو الى الآن احتمالات نجاح المؤتمر ضعيفة جدا. فبحسب أكثر الاشارات ستستمر سورية في النزف وسيفضي الصراع الدامي الى تدخل قوى خارجية يزداد، وهي روسيا وتركيا وايران والدول العربية المؤيدة للمتمردين (قطر للاخوان المسلمين والسعودية للمنظمات السلفية) وربما تتدخل اذا ساءت الظروف ايضا الولايات المتحدة ودول اوروبية. وكلما تعقد الوضع ستضطر اسرائيل الى إظهار حذر أكبر كي لا تُجر هي نفسها الى الحرب.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    أخ لنا الاسد

    بقلم: ألون بنكاس،عن يديعوت
    اختلافات الرأي وفوارق المصالح بين الولايات المتحدة وروسيا وفي الوسط اسرائيل في موضوع المستقبل السياسي لسورية تشوش حقيقة اساس واحدة تتشارك فيها الدول الثلاث: كلها تريد استمرار حكم بشار الاسد. كلها ستطلق التنديدات وتعرب عن تطلع عليل لانهاء الحرب الاهلية، ولكنها كلها تفضل اليقين الذي يطرحه الاسد على الفوضى المحتملة التي تكمن في اسقاطه.
    ولا تعترف أي من هذه الدول الثلاث بذلك: فمنكر أخلاقيا اسناد الاسد، وفساد للمعايير عدم الرغبة في سقوط دكتاتور ذبح 85 ألفا من مواطنيه، وسخافة سياسية عدم التطلع الى قطع الحلف السوري ـ الايراني والتسبب المباشر باضعاف حزب الله. ومع ذلك، فان استمرار حكم الاسد هو الافضل بين البدائل السيئة والسيئة جدا.
    في السياق السوري، علقت الولايات المتحدة في معضلة كلاسيكية، في توتر بين الواقعية السياسية والالتزام بالديمقراطية. والفهم بانه لا يوجد بديل سياسي مرغوب فيه، وأنه لا يوجد طريق عسكري لحل ‘الازمة السورية’، أدى بادارة اوباما الى نوع من الكبت السياسي، من خلال صياغة ‘خطوط حمراء’ لحالة استخدام السلاح الكيميائي، وكأن قتل 85 ألف شخص بالرصاص وبالقذائف هو أمر محتمل ومفهوم، ومنح دعم وشرعية لاعمال اسرائيل العسكرية.
    روسيا، وريثة الاتحاد السوفييتي، هي قصة اخرى تماما. من هذه الناحية، السياسة الخارجية الروسية أكثر وضوحا وتوقعا بكثير. لروسيا مصلحة واضحة في سورية المناهضة لامريكا، في قدرة الوصول الى ميناء طرطوس وفي دور الجهة التي تلطف زعما السياسة السورية. وينبغي أن يضاف الى ذلك تطلع روسيا بوتين الى اعادة مجد السياسة الخارجية للقوة العظمى السابقة. وفي الوسط، اسرائيل. المصالح الاسرائيلية ليست مصالح ‘قوة عظمى’ وليست ‘اخلاقية’ ولا تعتبر جزءا من سياسة خارجية.
    هذه سياسة أمن صرفة. من ناحية استراتيجية لاسرائيل مصلحة واضحة ومتماسكة في تصفية نظام الاسد، مما سيؤدي الى اضعاف مؤكد للحلف مع ايران وحزب الله.
    من ناحية تكتيكية، ليس لاسرائيل مصلحة في الاستقرار النسبي واليقين المحافظ الذي يمنحه الاسد. الاعتبارات الامنية لاسرائيل كانت منذ الازل تكتيكية في تعريفها. في الحالة السورية، يحتمل الا يكون مفر. الاسد هو أخونا.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    لينسوا تبادل الاراضي

    بقلم: داني ديان،عن هآرتس
    أثر عدد من الكلمات بالانكليزية صدرت عن رئيس وزراء عربي قبل بضعة اسابيع، ربما كهربت، القليلين الذين ما زالوا يؤمنون بحل الصراع في الشرق الاوسط بانشاء دولة فلسطينية غرب الاردن.
    قال رئيس وزراء قطر، الشيخ حامد بن جاسم آل ثاني، في واشنطن انه يجب على اسرائيل ان تعود الى خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967، ‘مع امكانية تبادل اراض في الحد الأدنى بصورة متساوية ومتفق عليها’. وتأثر اثنان من الثلاثة الكبار الذين يؤمنون بمثال الدولتين، وهما وزير الخارجية الامريكي جون كيري ووزيرة القضاء الاسرائيلية تسيبي ليفني. فقال أحدهما إن ذلك ليس مجرد خطوة الى الأمام، بل هو خطوة واسعة الى الأمام. وتابعته الوزيرة الاسرائيلية بقولها إنها ليست أخبارا ايجابية، بل هي ايجابية جدا. وحافظ صديقهما الثالث في قيادة الطائفة الفاشلة غير المتعلمة هذه من تجربتها رئيس الدولة شمعون بيرس حافظ على صمت غير عادي.
    لم يُجهد أحد نفسه في سؤال الوزيرين الجليلين، أين تكمن هنا الأنباء الطيبة جدا. إن لمبادرة السلام العربية قيمة ما فقط اذا كانت أكثر اعتدالا من الموقف الفلسطيني، وإلا دُفعنا الى نفس الوضع المخزي الذي وصلنا اليه حينما حدد الرئيس باراك اوباما بعدم تجربته، سقفا أعلى من سقف محمود عباس بشأن تجميد البناء في المستوطنات. فلم يكن رئيس السلطة الفلسطينية قادرا على ان يكون أقل قداسة من البابا وانهار التفاوض السياسي.
    يرى موقف م.ت.ف من الشأن المسمى ‘تبادل الاراضي’ منذ سنين كثيرة أن الدولة الفلسطينية يجب ان تكون مساحتها 6205 كم مربع. وقد تقترب الصيغة القطرية لهذا المبدأ، التي تشتمل على 6 كلمات شرط وتحفظ بجملة فيها 13 كلمة، قد يقترب الآن من الموقف الفلسطيني، لكنها تقف على مبعدة ما عنه. فما هو الانجاز الكبير الذي أثر في مكتبي الوزيرين هذين اذا؟
    على كل حال يوجد درس مهم يجب تعلمه من الواقعة القطرية، وهو أن كل تخل اسرائيلي يصبح سريعا حقيقة خالصة تُعرض بعد ذلك على اسرائيل لتفي بها، باعتبار ذلك تنازلا عربيا يجب دفع ثمنه.
    كانت فكرة ‘تبادل الاراضي’ تنازلا عرضته اسرائيل في مرحلة ما على الفلسطينيين لاقناعهم بالموافقة على السلام. ولم يخطر ببال رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين ان يعرض على ياسر عرفات مقابلا من الاراضي لأنه كان ينوي أن يُبقي غور الاردن الشاسع تحت سيادة اسرائيل. وأنا أحاول أن أتخيل كيف كان سيكون رده المتهكم لو ان شخصا ما قال له إنه يجب على اسرائيل أن ‘تُعوض’ الفلسطينيين عن باحة حائط المبكى والحي اليهودي.
    لم يكن ذلك هو الموقف الاسرائيلي فقط، وهو ألا تنسحب اسرائيل الى خطوط وقف اطلاق النار وألا يوجد أي تعويض عن ذلك، بل كان في واقع الامر موقف المجتمع الدولي لأن القرارين 242 و338 عن مجلس الامن يطلبان من اسرائيل انسحابا من ‘اراض’ لا ‘من الاراضي’. ورُفضت المحاولات العربية والسوفييتية لالزام اسرائيل بانسحاب كامل. ويجب على اولئك الذين يعتقدون ان هذين القرارين ينطبقان على كل جبهة بصورة منفصلة، أن يعترفوا بأنه يجب على اسرائيل ‘ألا تُعوض’ بحسبهما المعتدي العربي من اراض بقيت في حوزتها.
    في مرحلة ما، ربما في التفاوض الافتراضي الذي أجراه يوسي بيلين مع أبو مازن في 1995 وربما في كامب ديفيد ايهود باراك، تخلت اسرائيل عن هذا الموقف وعرضت ‘تعويض’ الفلسطينيين عن الأحياء اليهودية للقدس والكتل الاستيطانية القريبة من الخط الاخضر.
    بعد ذلك بسنين كثيرة يأتي آل ثاني الى واشنطن مع الفكرة ‘الجديدة’، وهي تبادل اراض في الحد الأدنى، ويتوقعون من اسرائيل الآن ان تتأثر وتشكر الجامعة العربية لمرونتها.
    هذه على العموم فرصة جيدة وإن تكن متأخرة جدا لاسرائيل لتُزيل عن الطاولة مصطلح ‘تبادل اراض’. إن المحاولات المكررة للقضاء عليها ستتجلى في الحدود الثابتة اذا تم الاتفاق عليها ذات مرة. إن حرب الابادة التي بادر اليها العرب في 1947 موجهة الى اسرائيل التي لم تكن وُلدت بعد ان محت الى الأبد حدود التقسيم، ومحت المحاولة المكررة في 1967 الى الأبد الخط الاخضر. إن طلب تعويض بأراض عن فشل محاولة القضاء على اسرائيل فيه مفارقة منطقية. وهو ايضا غير عملي لأنه منذ كانت حرب الايام الستة امتلأت يهودا والسامرة بمستوطنات يهودية زاهرة انشأت حقيقة لا رجعة عنها ولا توجد في ‘اسرائيل الصغيرة’ اراض تكفي الشهوة الفلسطينية لتبادل الاراضي.
    وعلى ذلك يجب على اولئك المؤمنين بحل الدولتين ايضا ان يُبينوا لمحادثيهم العرب أن الاصرار على تبادل اراض يجعل احراز اتفاق بين الطرفين أصعب.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ






    الجيش الاسرائيلي قادر على منع نشوء انتفاضة فلسطينية ثالثة

    بقلم: يوعز هندل،عن يديعوت

    سافرت قبل اسبوع الى جبل الزيتون على مبعدة بضعة أمتار تحت الجامعة العبرية داخل اسرائيل في العاصمة. وكان يجلس الى جانبي وزير الدفاع السابق موشيه آرنس. وفي رحلة الذهاب رمى شاب فلسطيني خرج من المدرسة في الطور السيارة بحجر. وفي رحلة الاياب رُميت الواجهة الزجاجية بحجر آخر. ولم يحدث شيء سوى خدش لنافذة السيارة. لا يتذكر أحد في اسرائيل الخدوش، فأكثر الأحداث تمر عندنا من تحت الرادار، والمصابون مجهولون.
    نُشرت في الشبكات الاجتماعية قبل الانتخابات بشهر أفلام قصيرة لجنود في كفار كدوم وفي الحي في الخليل، وهم يهربون من هجوم شباب فلسطينيين عليهم بالحجارة. ومست تلك الصور أعصابا مكشوفة. لأنه حينما يهرب الجنود من حجارة تكون الرسالة مشكلة. وحينما تهرب مصلحة الفلسطينيين والاسرائيليين المشتركة من الحجارة تصبح المشكلة أشد. وخفت النقاش الذي ثار على أثر الأفلام القصيرة. بعد سنين من الوعود الباطلة بالسلام لم يعد جزء كبير من الاسرائيليين يهتمون بما يجري في يهودا والسامرة، مهما تكن حاله من الخير أو الشر. وقد انتهت الانتخابات وأُنشئت حكومة، لكن الحجارة والأفلام القصيرة ما زالت معنا.
    تدل الأرقام عند جهاز الامن على أنه لا توجد هنا انتفاضة ثالثة. وليس لها الى الآن اسم وعنوان واهتمام جماهيري، لكن أصبح لها حجم نشاط. فقد أصبحت الحجارة تطير في كل اتجاه في الاشهر الاخيرة. ويصاب مواطنون اسرائيليون ويواجه جنود مظاهرات عنيفة. وبخلاف النقاش الفلسفي الذي يتم في أجزاء ما من اليسار المتطرف، ليست الحجارة فقط رمز هبة شعبية، بل الحجارة فيها احتمال حريق اقليمي. والحظ هو الفرق بين حجر يقتل وحجر يضايق الاحصاء فقط.
    يوجد صدق كبير في زعم المستوطنين أنه لا يمكن تجاهل التصعيد في يهودا والسامرة. ولا يجب عليك ان تكون من مؤيدي مشروع الاستيطان كي تفهم القدرة الكامنة للضرر. ونقول بالمناسبة إن الهدوء هو كنز في الأساس لمن يبحث عن حلول سياسية. وحينما يقاتلون يصبح التمييز بين الباحثين عن السلام والباحثين عن الحرب أصعب.
    أضرت الانتفاضتان السابقتان بالطرفين، فالدم يؤثر تأثيرا مباشرا في مستوى العيش في رام الله والقدس. وسيبقى الاقتصاد الاسرائيلي رغم العجز المالي حتى لو قوي العنف ايضا، أما الاقتصاد الفلسطيني في المقابل فسيدفع ثمنا لا يستطيع الثبات له.
    يُحتاج من اجل وقف جولة العنف الى نشاط عسكري حازم. ويعلمنا التاريخ غير البعيد ان الفلسطينيين يعرفون كيف يبدأون انتفاضات ولا يعرفون كيف ينهونها. ومن جهة ثانية تواجه دولة اسرائيل معضلة الحجر الاستراتيجي. ترى القيادة الفلسطينية ان الحجارة هي استمرار للصراع على الرواية وعلى الرأي العام الدولي. وهذا عنف يُصور تصويرا جيدا، فالفلسطينيون يبحثون عن الصورة الصحيحة، عن حجر يرمي به ولد فلسطيني جنديا يرد بعنف. لا يُحتاج في رام الله الى نتائج التحقيق الاسرائيلي المتعلق بمحمد الدرة لادراك ان صورا ما أشد إضرارا من قرارات معادية لاسرائيل في الامم المتحدة.
    لا يمكن إنهاء جولة عنف كهذه باصبع خفيفة على الزناد، في مواجهة فتيان يرشقون بالحجارة، بل يُحتاج الى إصبع حكيمة لا سباب اخلاقية فقط، بل لاسباب نفعية ايضا. وبخلاف الكلام السخيف الذي صدر عن رئيس مجلس السامرة غرشون مسيكا، لا يوجد جيش وقادة عسكريون يعتقدون انه يمكن احتواء ارهاب، وكلما ازداد ايقاع الأحداث سرعة قوي الضغط العسكري ولا توجد صيغة اخرى. إن عند الجيش الاسرائيلي الكثير جدا مما يفعله كي يضر بالبنية التحتية لمنظمي المظاهرات، بغير نصائح من ناس المجلس الاقليمي المتعلقة بأوامر اطلاق النار. ‘دعوا الجيش الاسرائيلي ينتصر’، ولا تُبلبلوا ذهنه.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 329
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-02, 09:49 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 323
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-24, 09:29 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 235
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:23 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 234
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:21 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 233
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:20 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •