النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 431

  1. #1

    اقلام واراء محلي 431

    اقلام واراء محلي 431
    23/6/2013

    في هذا الملـــــف:
    استقالة الحمد الله.. فرصة لإصلاح الخلل في النظام السياسي!
    بقلم: هاني حبيب - الأيام
    الأحد... وكل يوم أحد ... من فياض إلى الحمد الله ... وتساؤلات الشارع!
    بقلم: زياد أبو زياد - القدس
    رامي ما بيلقى.. عِشرة حكم!
    بقلم: حسن البطل - الايام
    استرداد وطن واستمرار ثورة
    بقلم: يحيى رباح – الحياة الجديدة
    لغويات التفاوض والمباراة الصفرية
    بقلم: عدلي صادق – الحياة الجديدة
    إسرائيل غير معنية بحل الدولتين
    بقلم: زهران أبو قبيطة – وكالة معا
    قليل من هم حول الوطن
    بقلم: اسامة الفرا – الحياة الجديدة
    شدوا الرحال الى القدس. ...ولكن احذروا !!
    بقلم: موفق مطر – الحياة الجديدة
    حياتنا - الرياء الاسرائيلي
    بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة الجديدة
    نداء الأمير حسن ومبادرته
    بقلم: عريب الرنتاوي - القدس
    عندما فقد العرب البوصلة!!
    بقلم: يوسف قطينة - القدس
    حضور محمد عساف ونجاحه
    بقلم: حمادة فراعنة - الأيام
    استقالة الحمد الله.. فرصة لإصلاح الخلل في النظام السياسي!
    بقلم: هاني حبيب - الأيام
    ألقى رئيس الحكومة المستقيل ـ حتى اللحظة على الأقل ـ بحجر كبير في مياه النظام السياسي الفلسطيني القائم، أو على الأصح، بالأداء العملي لترجمة هذا النظام في الحياة العملية، ومنذ تشكيل هذه الحكومة، بدأ الجدل حول مغزى اختيار نائبين لرئيس الحكومة، والتي تضم التشكيلة الأكثر عدداً، مقارنة مع الحكومات السابقة، ومقارنة مع حكومات على مستوى العالم، قيل وقتئذ، إن ذلك سيسهل على رئيس الحكومة، تنفيذ برنامج حكومته، خلال ثلاثة أشهر، والبرنامج الأطول لثلاث سنوات قادمة، إلاّ أن البعض لاحظ عن حق، أن ليس هناك في القانون الأساسي الفلسطيني، ما يسمى بنائب لرئيس الحكومة، وأن تعيين نائبين مجرد بدعة جديدة، تسمح للرئيس بإحكام سيطرته السياسية والاقتصادية تحديداً على مسار الحكومة، مع أن الثابت، أن الرئيس بإمكانه القيام بذلك، باعتبار أن الحكومة هي حكومة الرئيس في نهاية الأمر، كان بإمكانه القيام بهذه السيطرة من خلال تكليف رئيس حكومة "ثقة" وعندئذ، ليس هناك من حاجة إلى السيطرة على أعمال الحكومة من خلال اختراق رئاسي، يشكل خروجاً على القانون الأساسي الفلسطيني.
    ولا نعتقد أن الاختراق الرئاسي، قد بدأ مع هذه الحكومة، فقد كانت هناك اختراقات واضحة لدى حكومات فياض المتعاقبة، فقط كانت هناك وزارات وهمية، كوزارة الخارجية، التي كان يقوم بدورها، ولا يزال، نبيل شعث، وعند استقالة وزير المالية السابق نبيل قسيس، قبلها فياض ورفضها الرئيس، وهناك أمثلة لا حصر لها، للدلالة على أن الاختراقات الرئاسية من قبل الرئيس بل ومن قبل بعض قيادات حركة فتح، ولعلّ سبب عدم قيام فياض، بمواجهة علنية على هذه الاختراقات، يعود إلى التركيز على خطط حكومته التنموية بالدرجة الأولى، مدركاً أن إثارة العديد من مثل هذه القضايا، ستشكل تشويشاً على برامجه وتحد من قدرته على مواجهة استحقاقات كأداء، اعتبرها ـ وهو محق ـ أولى بالاهتمام، كما أن خبرته وتجربته المديدة كرئيس للحكومة، جعلته قادراً على السيطرة على الأداء رغم مثل هذه الاختراقات، وإحساسه بالمسؤولية الوطنية غلّبت على الحسابات الشخصية، رغم ما خلفته هذه الحسابات الصغيرة، والوضيعة من تأثير، هزت من صورة الحكومة بين وقت وآخر.
    وكان من اللافت أن حكومة الحمد الله، سارعت في اجتماعها الثاني، بتعيين ناطق باسمها، وهو إجراء سليم وضروري، غير أنه في السياق الذي أعقب اجتماعها الأول، ولدى اختتامه، خرج نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية، ليتحدث إلى الصحافيين، وعندها بدأ الحديث عن "الصلاحيات" بينما النائب الآخر، ظل ظلاً للرئيس وشوهد إلى جانبه طوال الوقت الذي كانت فيه الكاميرا تدور، وربما لم يكن بحاجة إلى مكتب في مبنى رئاسة الحكومة، الأمر الذي قيل إن الخلاف كان في جوهره على توزيع مكاتب المبنى بين "الفرقاء".
    وسواء اقتنع الحمد الله، بضرورة سحب استقالته، أم لم يفعل، فبالنسبة للمتابع الفلسطيني، أن هذه الاستقالة فتحت الباب أوسع من أي وقت مضى على هشاشة النظام السياسي الفلسطيني، وقد أدت هذه الاستقالة، إلى انكشاف حقيقي في مؤسسة الحكم، وهي مناسبة نادرة لمعالجة الأمر، فرصة أمام الحكم نفسه، لإعادة تقييم والبدء في التقويم، سواء في المجال الحكومي أم في مجال منظمة التحرير الفلسطينية ولجنتها التنفيذية تحديداً، التي هي كما هي الحكومة، في وضع بالغ الصعوبة، ولا تكاد تعمل، وهي معطلة عمداً ولا يجب انتظار تفعيل الاتفاقات الداخلية، للبدء في إصلاح ما يمكن إصلاحه، على الأقل لناحية أن تقوم اللجنة التنفيذية بمهامها الوطنية، ولا يكفي اجتماعاتها المنتظمة حيناً، والعشوائية حيناً آخر، والخروج ببيانات متشابهة متكررة.
    أحسنَ الحمد الله صنعاً عندما تقدم باستقالته، حتى لو تراجع عنها، فإنه بذلك قد تسبب في إعادة فتح مشكلات النظام السياسي، وأعطى للناقدين فرصة لا يجب تفويتها من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه، إلاّ أن الخشية، أن تتم معالجة المسألة، وفقاً للطريقة العشائرية والمحلية والجهوية التي تشكلت على أساسها حكومة الحمد الله، وتتم المعالجة بالوساطة العشائرية من دون أن تشكل الاستقالة رافعة للإصلاح والتغيير، وعلى الأرجح أن الوساطات النشطة في هذا السياق، تعكس الخلل الأساسي في طريقة نظامنا السياسي في معالجة أزماته!!

    الأحد... وكل يوم أحد ... من فياض إلى الحمد الله ... وتساؤلات الشارع!
    بقلم: زياد أبو زياد - القدس
    لا يزال الغموض يكتنف مصير استقالة رئيس الوزراء د. رامي الحمد الله إلا أن كل المؤشرات تفيد بأنه سيضطر للتراجع عن استقالته على الأقل لأن الوضع الفلسطيني الهش والتحركات الدبلوماسية التي تشهدها المنطقة هذه الأيام ومن ضمنها زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المتوقعة في أواخر الأسبوع ، لا تحتمل وجود فراغ سياسي وحالة من التخبط الفلسطيني أكثر مما هو موجود حاليا قد تضطر كيري إلى تأجيل زيارته لمناطق السلطة وما يمكن أن يترتب على ذلك من مردود سلبي ً. وأستطيع أن أجزم بأنني توقعت منذ الاعلان عن تشكيل الحكومة ، حدوث الأزمة التي أدت برئيس الوزراء الجديد لأن يُقدم استقالته ، ليس من قبيل التنجيم أو التبصير وإنما من خلال معرفة ٍ وقراءة ٍ للواقع الفلسطيني الذي ولدت من خلاله.
    فالدكتور الحمد الله ليس سياسيا ً محترفا ً عاطلاً عن العمل يترقب مكالمة ً هاتفية ودعوة ً لتولي منصب وزاري أو حتى رئاسة الوزراء ، وإنما هو أكاديمي يحتل أرقى مرتبة ً أكاديمية ٍ يمكن أن يطمح لها أي أستاذ جامعي ، رئيس جامعة ، وهو الذي استطاع أن يحقق نقلة ً نوعية ً في جامعة النجاح وضعتها في مقدمة الجامعات الفلسطينية إداريا ً وأكاديميا ً وعلى الصعيدين المحلي والدولي.
    لقد جاء تكليفه على عجل ٍ بعد أن توفرت كل الأسباب الموضوعية التي لم تترك مجالا ً أمام الرئيس محمود عباس لعدم قبول استقالة رئيس الوزراء السابق الدكتور سلام فياض ، وأبرزها رفض التدخلات الخارجية حفاظا ً على استقلالية القرار الفلسطيني ، واستجابة للضغوط من داخل البيت الفتحاوي.
    وقبل الاستطراد في الحديث عن الحكومة الجديدة والأزمة التي ولدت معها فإنه لا بد من الحديث وبشكل مقتضب جدا ً عن الحكومة السابقة ورئيسها د . فياض بعد أن صمتُ طويلا ً ولم أتحدث في الموضوع..
    وبداية أقول بأننا غمطنا الرجل كثيرا ً من حقه ، و علينا أن لا ننسى أنه قبل تحمل المسؤولية في أسوأ ظرف وطني عندما كانت السلطة محاصرة وكان الكثيرون يشككون في نزاهتها وشفافيتها فتولى وزارة المالية وتحمل عبئا ً كبيرا ً في مأسسة هذه الوزارة وإعادة هيكلتها وبنائها على أسس سليمة وعصرية. ثم كان الانقسام البغيض فألقيت عليه المسؤولية وتحملها في وقت لم يكن أحد يقبل بها ، واستطاع ، مجتهدا ً ، أخطأ أم أصاب ، العمل بكد وجد ومسؤولية في أداء المهام التي أنيطت به . وعلينا أن لا ننكر أنه بشر مثلنا ، وأن من حقه أن تكون له طموحات سياسية ، وأنه عمل في ظل غياب كامل للشرعية الرقابية البرلمانية ، وأن غياب الرقابة والمساءلة البرلمانية ربما أوقعه وحكومته في بعض المطبات وخاصة بعد أن انتقل الدور التشريعي إلى مكتب الرئيس وصدر العديد من القوانين بشكل مرسوم رئاسي في مخالفة صريحة ٍ لمضمون المادة 43 من القانون الأساسي ، وأن العديد من القيادات الفتحاوية حاربت الرجل وحاولت النيل منه لأسباب شخصية ٍ غير موضوعية .
    ورغم كل شيء فإن من حق الرجل علينا أن ننصفه وأن نعترف ونقدر إنجازاته التي فاقت كثيرا ً جدا ً إخفاقاته ، وستبقى الساحة مفتوحة ً أمامه للعودة وبشكل أقوى من ذي قبل. وقد يأتي يوم ٌ نتذكر فيه قول الشاعر: " سيذكرني قومي إذا جد جدهم ، وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر ُ.. "

    وأعود لحكومة الدكتور الحمد الله ..
    لقد كان لافتا ً للنظر تعيين نائبين لرئيس الوزراء أحدهما كان اسمه مطروحا ً لتولي رئاسة الوزراء . وقد جاء تعيين الرجلين في مخالفة واضحة للقانون الأساسي الذي لا يتضمن في التشكيلة الوزارية منصب ً نائب لرئيس الوزراء وأتاح لرئيس الوزراء أن يكلف هو من يشاء من أعضاء حكومته بالقيام بمهام نائب رئيس الوزراء. وهناك فرق ٌ بين أن يكون نائب رئيس الوزراء معينا ً من قبل رئيس الدولة وبين أن يكون خيارا ً بيد رئيس الوزراء يستطيع أن يغيره ويبدله. أضف إلى ذلك وجود وزراء متنفذين في هذه الحكومة ظلوا في مواقعهم ويداومون في مكتب الرئيس أكثر مما يداومون في وزاراتهم.
    هذا الوضع ربما جعل الحمد الله يشعر منذ البداية بأن لا سيطرة له على نوابه ، وأن لا سيطرة له على بعض وزرائه ، وأنه ربما يُراد منه أن يكون واجهة لحكومة وراء الكواليس وليس رئيسا ً حقيقيا ً للحكومة ، فآثر أن يعود إلى موقعه في الجامعة قبل فوات الأوان.
    ولقد كانت هناك تساؤلات متداولة بقوة في الشارع عن دور ومهام وزير الاقتصاد مثلا ً في وزارة فيها نائب لرئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية معين ٌ ومدعوم من الرئيس وكان مرشحه لرئاسة الحكومة ، أو عن دور وزير الخارجية في ظل نائب لرئيس الوزراء للشؤون الخارجية كان يداوم بشكل شبه يومي في مكتب الرئيس !..
    وأيا ً كانت الأسباب فإن من حقنا ، نحن الشعب ، أن نعرف لماذا قدم استقالته وتحت أية شروط عدل عنها ، إن عدل عنها ، فالرجل نزيه وكفؤ ، وهو خيار جيد ، ولكن من حقه أن تتوفر له كل الظروف الموضوعية لانجاحه بالقيام في مهمته ، حتى لو كان الثمن هو التخلي عن وعود قطعها الرئيس لبعض المقربين أو القريبين منه. ولا بد من إعادة النظر في موضوع نواب الرئيس ،وإجراء تعديل وزاري يستهدف تصويب الوضع القانوني لهذه الحكومة بإلغاء هذين المنصبين ، وأن يخرج بموجبه من الحكومة وزراء قد يستنزف وجودهم في الحكومة طاقة رئيس الوزراء الجديد في المناكفة أو التحوط أو العمل في أجواء غير مضمونة تفتقر للاستقرار والشعور بالأمان .
    فالجماهيرية الفلسطينية لا تستطيع أن تحتمل نائبين لرئيس الوزراء لا عمل لهما سوى منازعته صلاحياته ، حتى لو ادعى البعض أنه تم تحديد أو توضيح هذه الصلاحيات .

    رامي ما بيلقى.. عِشرة حكم!
    بقلم: حسن البطل - الايام
    ذكّرني البروفيسور بولد بدوي في مدرسة الوكالة ـ دوما. كان الولد بطل "المباطحة" وكل من يبطحه يقول عنه: "ما بيلقى عِشرة"... ويلفظ القاف بين الكاف والغين!
    أعرف أن شعار مصانع معلّبات سنيورة: "عِشرة عُمْر"، وتعرفون أن أستاذ الألسنيات الأميركي ـ اليهودي اللامع، نعوم تشومسكي، قد يفشل إن حكم أندورا وميكرونيزيا وبولنيزيا، ونحن نجلّ المثقفين والأساتذة والأكاديميين، ونبخس السياسيين حقهم في إدارة وزارة وحكم حكومة (نخلط السياسة بالتياسة!).
    كان لدينا أستاذ جامعة جاء إلى الصحافة والسياسة، وكان من روّاد خيار "حل السلطة" الانتحاري.. فلما صار وزيراً في حكومة وضعت خطة تمكين لبناء فلسطين دولة، تعّلم السياسة بما هي فن الممكن.
    يقولون: "ما بتعرف خيرو تتجرّب غيرو" وكان لدينا رئيس حكومة قادم من الإدارة المالية الدولية، وتحمل "عِشرة حكم" مع الرئاسة والفصائل والنقابات.. والشعب، حتى صارت "الفياضية" مدرسة في إدارة حكم، وما أصعب إدارة حكومة سلطة أقل من دولة، ومشاكلها وتحدياتها التي تنوء بها حكومات دول عريقة.
    صحيح أن الاستقلال يؤخذ ولا يعطى، لكن صلاحيات الحكم تعطى أو تؤخذ تبعاً للوضع السياسي العجيب لسلطة في مرتبة دولة، ودولة تحت الاحتلال، واحتلال ينكر على هذه الدولة وشعبها الحق البدهي في الاستقلال والكيانية السياسية.
    د. رامي بروفيسور اللغويات ورئيس جامعة ناجحة في عدد طلابها وطاقم موظفيها وأساتذتها، وميزانيتها.. ولكنه ليس الرجل المناسب في المكان المناسب، لأن الحكومة أكثر تعقيداً من جامعة، وقد لا يستطيع مدير (NASA) "الوكالة الوطنية الأميركية للفضاء" أن يدير شؤون البيت الأبيض.
    أسلوب سلام فياض في الحكم والاستقالة هو أسلوب "رجل دولة" وأسلوب رامي حمد الله خلاف ذلك، فهو أقرب إلى "الحرد" و"الابتزاز" باسم تداخل الصلاحيات.
    رئيس السلطة الذي كلف البروفيسور في اللغويات وضع له جناحين: واحدا خبيرا في شؤون المالية، وآخر خبيرا في الشؤون السياسية، ومهمة الحكومة الـ 15 هي فترة وجيزة انتقالية لا تتعدّى ثلاثة شهور.. يا رجل كن قد الحِمل!
    كان سلام فياض مكلفاً إدارة الشؤون الاقتصادية في منظمة التحرير، ومن ثم فإن صلاحياته تشمل توقيع اتفاقيات دولية. لا أظن أن بروفيسور اللغويات خبير في هذا المجال، كما أن وزير الخارجية في حكومة فياض لم يكن ينازع رئيس السلطة/ الدولة في صلاحيات السياسة الخارجية، ورئيس الوزراء لا يتدخل بصلاحيات الرئيس.
    منذ الانشقاق الحمساوي اعتمد رئيس السلطة (والمنظمة والحركة والدولة) أن يختار رئيس حكومة غير فتحاوي، خلاف مطالب بعض الفتحاويين. اللهم احفظ السلطة من حروب فتحاوية ـ فتحاوية!
    أستاذ اللغويات يعرف أن أزمة وزارية جزء من أزمة حكم سلطوية، وهذه جزء من أزمة سياسية، تديرها السلطة منذ إنشائها. كان عليه أن يتحمّل ثلاثة شهور رمادية، ريثما يتم تشكيل حكومة مصالحة، أو يستقيل إن انصرمت المدة دون تشكيلها برئاسة رئيس السلطة، لتتولى إجراء انتخابات، تحدّد صلاحيات رئيس السلطة ورئيس الحكومة المنتخب وصلاحيات البرلمان المتنخب.

    "الفأر" القاتل!
    تفسّر محامية فلسطينية ـ إسرائيلية سبباً طريفاً لمقتل إسرائيلي بنيران إسرائيلية عند حائط المبكى. دخل القتيل إلى المراحيض فوجد فأراً (أو جرذوناً)، فأخذ يصيح، وظنّ الحارس القاتل أنه يصيح بعبارة الجهاد "الله أكبر" والحقيقة الطريفة أن القتيل صاح "أكيار.. أكيار" بالعبرية، والفأر هو "عكيار" و"الاشكناز" يلفظون العين ألفاً، ومن ثم بين الخوف من الفأر وبين عدة طلقات لاقى القتيل مصرعه.
    ربما تصلح القصة فيلماً كرتونياً من أفلام "توم وجيري".

    استرداد وطن واستمرار ثورة
    بقلم: يحيى رباح – الحياة الجديدة
    نحن جميعاً في فلسطين، مثل غيرنا وأكثر في المنطقة من أقصاها إلى أقصاها، على موعد يوم الثلاثين من هذا الشهر حزيران، وهو الموعد الذي حددته حركة تمرد – حركة الشباب المصري – ومعها كافة مفردات الحركة الوطنية المصرية مشاركة وتأييداً للبدء في فعاليات المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة.
    هذا المطلب بالإضافة إلى شرعيته المطلقة، بصفته عودة إلى الشعب مصدر السلطات، فهو مطلباً دستوريا من الطراز الأول، مارسته دول وشعوب وأمم كثيرة حين اتضح لها حدوث خلل كبير في مسار ومخرجات الديمقراطية، والتفاف على أهداف الثورة، وفشل في إدارة البلاد، وعجز وشلل عن الانجاز.
    وهذا هو بالضبط ما تعانيه مصر في ظل حكم الإسلام السياسي الذي يمثله الأخوان المسلمين وتفريعاتهم المتعددة.
    والحقيقة أنه خلال السنة الأولى من حكم الدكتور محمد مرسي، فإن مصر، الدوله العربية الأكبر في المنطقة، التي انجزت صفة الدولة الحديثة في الثلث الأول من القرن التاسع عشر، وكان دستورها سابقاً على دساتير العديد من الدول الأوروبية والأميركية، والتي تبنت أعظم مؤسسة للإسلام الوطني – صحيح الدين – ممثلة بالأزهر، والتي لم تشهد أي نوع من الصراع الديني أو الطائفي بين مسلميها وأقباطها على امتداد أربعة عشر قرناً، والتي كانت مصدر اشعاع حضاري، ومركز تنويري، ونموذج ثوري استحق إعجاب العالم في آسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا منذ منتصف القرن الماضي - مصر هذه انزلقت في السنة الأخيرة من حكم الإسلام السياسي نحو الهاوية بسرعة قياسية، من التجديف إلى التعرية، ومن المبادرة والإبداع إلى الضعف والانصياع حتى في قضايا مصيرية مثل قضية مياه النيل، ومثل الاغراق في الديون، والارتباك الشديد في تأمين عناصر الحياة الأساسية كالأمن القومي، والسيطرة على بعض مناطقها مثل سيناء واختراق أمنها القومي، وعودة بعض أشكال الاستعمار القديم البائدة، مثل وجود مندوب دائم لصندوق النقد الدولي في مقر البنك المركزي، وتصرف الأميركية آن باترسون كمندوب سامي، وارتكاب فواحش سياسية تخرجها من دورها في المنطقة مثل قرار قطع علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا....الخ
    الإسلام السياسي، الذي لا يؤمن بالدولة الوطنية ولا بالدولة القومية، يفتقد القدرة على رؤية الحقائق كما هي، لا يعرف ضرورات الأمن القومي، ولا يدرك أن الصراع المحتدم الذي يخوضه ليس مع المعارضة المصرية فقط ولكنه صراع مع الشعب المصري.
    وأن هذا الصراع لا يدور في هذه المرحلة على السلطة وإنما على استرداد الوطن.
    و لهذا رأينا مفردات الإسلام السياسي في مصر، تغلق عيونها وآذانها حتى لا ترى ولا تسمع صوت الحقائق، فبدأت في حراك عدواني ضد الموعد المنتظر، فرأينا الحشد الذي أقيم يوم الجمعة في ميدان رابعة العدوية، وربما نرى اليوم حشداً آخر، كما نسمع موجات من التهديد والوعيد، مع أن هذا الإسلام السياسي قد وصل فعلياً إلى أبشع حالات الانكشاف، فقد اتضح أنه أصبح عبئاً وليس وعداً.. كما اتضح أنه ردة وليس صحوة.. وانه لا يقتصر على التجديف في الدين بل يجدف في حقائق الوطن الأساسية.
    المعركة مهمة جداً إذن، ونحن جميعاً في المنطقة مهتمون بهذه المعركة، سواء كنا أطوافاً فيها، أو شهوداً عليها، أو حتى متفرجين على مشاهدها وتداعياتها، معركة بين صحيح الدين الإسلامي، وتشويهات الإسلام السياسي, معركة بين الصعود الديمقراطي والاغتصاب الديمقراطي.
    معركة بين استحقاق مصر لدورها في المنطقة ونجاحها مع فقدان الملامح. معركة بين البناء على أرض الحقيقة والهروب إلى أرض الأوهام.
    هذه المعركة التي بدايتها في الثلاثين من هذا الشهر، سيكون لها ما بعدها، ذلك أن مصر لم تكن في تاريخها الطويل بلداً منكفئاً أو معزولاً أو ملحقاً، بل إن مصر الشقيقة بعمقها الحضاري العظيم كانت دائماً أرض البدايات، بل إن أخطر أعدائها وغزاتها هزمتهم وأعادتهم من حيث أتو وقد حملو لواء دينها الإسلامي الحنيف، فكيف لهذا النموذج من الاسلام السياسي، الذي لم يستقو إلا على شعبه وأمته، واعتنق الحقد والكراهية والثأر، وعاش تجربته في الكهف السري الأسود وليس في الفضاء المفتوح، ليكون له أن يتخيل أنه سيبتلع مصر ويسرق ثورتها التي كان متربصاً بها وليس مشاركاً فيها بالمعنى الإيجابي.
    نحن على موعد في الثلاثين من هذا الشهر حزيران، فأهلاً بمصر الغالية صانعة أجمل المواعيد.
    لغويات التفاوض والمباراة الصفرية
    بقلم: عدلي صادق – الحياة الجديدة
    كنت أود لو أن الصديق د. صائب عريقات، بادر الى تحميل كتابه الجديد عن المفاوضات، على شبكة الإنترنت، لكي يتسنى لجميع المعنيين بهذا المساق من الثقافة السياسية؛ قراءة ما يبلغنا الرجل بأنها مقارنة بين منهجين في التفاوض، واحد لسيدنا علي رضي الله عنه، والآخر لروجر فيشر، الذي اختزل د. صائب تعريفه أثناء ندوة في قطر، بأنه يمثل "مدرسة هارفارد" ذات الأثر المهم في حقل علم المفاوضات. فللوهلة الأولى، بمقدور كاتب هذه السطور، أن يرى في المقارنة التي ربما تكون مفيدة، لإغناء ثقافة التفاوض؛ موضوعاً أقل أهمية من التصدي لإشكاليات المفاوضات التي نتوخاها، أو التي يُعد د. صائب، في توصيف غير مؤسسي، "كبير" فريقها ـ إن كان لها فريق ـ من الجانب الفلسطيني. وأنبه أخي العزيز د. صائب، وهو خير من يعلم أهمية اللفظ والكلمة والوصف والإشارة، في العمل التفاوضي؛ أن الكتاب، حسب ما يُستدل من موضوعه وعنوانه، لا يمثل "بداية وفاتحة، لتعريف أبنائنا بتراثنا وتاريخنا" مثلما وصف د. صائب كتابه. أظن أنه يقصد، فاتحة للتعريف بما يتعلق بالمفاوضات في تراثنا وتاريخنا الزاخريْن. وهذا أيضاً وصف مبالغ فيه، لأن هذا الأمر مطروقٌ منذ زمن، في حقل الدراسات العربية التي اشتملت على مناهج التفاوض في التاريخ الإسلامي، وفي تاريخ الأمم وفي العلاقات الدولية. بل إن أحد البحوث الضافية، التي نشرتها سلسلة "عالم المعرفة" الكويتية في العام 1994، قدمت للقارىء العربي عملاً شاملاً يتناول كل أنواع المفاوضات، ومن بينها المفاوضات غير المتكافئة، وسلوكيات المفاوضين، وثقافاتهم التفاوضية، مع معالجة أكاديمية لكل إيماءة وحركة في لغة الجسد، تصدر عن هؤلاء المفاوضين، وكل مجاملة وكل محاولة للتقرب عاطفياً من الطرف الآخر، وحتى مع شرح المنافع والأضرار من كل لحظة صمت في التفاوض. الباحث صاحب الدراسة، وهو الأكاديمي المصري د. حسن محمد وجيه، استاذ لغويات التفاوض والتواصل عبر الثقافات، في العديد من الجامعات العربية بالتتابع؛ استعرض كل أنماط التفاوض وأنواع المفاوضين وخلفياتهم الثقافية، وفسر أكاديمياً زلاّت المفاوضين العرب، عندما يظنون أنهم بارعون كلما رفعوا الكلفة مع الطرف الآخر، كأن يُهدي المفاوض، لغريمه، جرعة من النميمة على ربعه وجماعته بل وعلى رفاقه، على سبيل التقرب، ويضرب أمثلة على ذلك من وقائع مفاوضات دولية وعربية، أو كأن يهنئ الواحد عدوه المتطرف، الذي يكره وجهه، بالعيد الديني متمنياً له عاماً سعيداً!
    وبالفعل، بينما يكون المحتلون معبأين في حال التفاوض، بالثقافات السبع اللازمة لممارسة القوي لعبته التفاوضية مع الضعيف (الميل لتكريس التناحر، التسلط، التآمر والكذب، الاستلاب والإحباط، تغييب الماضي، الصمت والغموض السلبي، تبديد الوقت) فإنهم يستندون الى إنجازهم التفاوضي الأول معنا، وهو تكريس العمومية في "اتفاق أوسلو" لكي يلعبوا، بعدئذٍ، في التفاصيل من موقع القوة، حتى إذابة كل كل تفصيل لصالحنا، وتحويله الى حكاية ممجوجة. فطالما أتيح لهم وللأميركيين، ابتداءً، أن يفرضوا علينا وأن يبيعونا، منطق بناء "الاتفاق النهائي" المزعوم من الأسفل الى أعلى؛ فإن سعيهم سيظل دائماً وأبداً، هو استغلال كل شيء، بل حتى استغلال التفاؤل نفسه، لإلحاق المزيد من الضعف بنا!
    إن إشكالية مفاوضاتنا المعطلة، القائمة أصلاً على أوهام، هي الأجدر بالتمحيص وبالدرس والمصارحة، لكي تتأسس في وعي أبنائنا، ثقافة صحيّة على صعيد هذا المساق، ولكي تزهو الأجيال بنُخبتها السياسية، إن التزمت قواعد التفاوض الصحيحة. فالضعيف في المفاوضات غير المتكافئة، سيكون قوياً بوجود وحيوية شعبه، وبصلابة مؤسساته، وبقدرته على تكريس النقد البنّاء ووضع إصبعه على مواضع الخلل، وبشجاعته في التمسك بالحق والمسالمة فيه أو الاختلاف عليه، دون التحرك قيد أنملة تراجعاً أو تماشياً!
    إن المدرسة التفاوضية الأميركية عموماً، تسخر من الواهمين، ومن المفاوضين الذين يعومون فوق شبر من الماء، ويحاولون التقرب من الطرف الآخر بإظهار الوداد الشخصي، وهذا حصل مع الأشقاء العرب ومع أطراف دولية أخرى، ومعنا في المفاوضات، إذ رفع بعضنا الكلفة مع "الطرف الآخر" وظن أنه بارع، بل توهم أنه أمسك بالمجد من كل الأطراف، تكاد قسمات وجهه تنطق مباهية بإنجاز لم يتحقق. ولقد روى مشاركون اميركيون، وإسرائيليون، باستخفاف جارح في مذكراتهم، كيف مد البعض لهم حبل الوداد الشخصي، بمفردات أدهشتهم. بل إن المرحوم السادات، الذي قدم للتسوية في المنطقة أهم "الانجازات" كان هو الأكثر تعرضاً للسخرية في مذكرات المستفيدين الذين كسروا مقولة "السلام العادل والشامل". فعندما أدركوا أن الرجل مشبع بثقافة التبسيط ورفع الكُلفة، والشغف بفلاشات التصوير بكاميرات الإعلام الأميركي، مع الميل الى التحابب الشخصي، حتى بلغ الأمر به صارح الفريث الخصم، بتذمره من تشدد نبيل العربي وأسامة الباز؛ لعبوا على هذه النقطة، وكانت النتائج طريفة. فعندما خاطب عزرا وايزمان، السادات باللهجة المصرية قائلاً: "يا افندم" وتودد اليه؛ همس بعدها السادات لأعضاء وفده مبتهجاً:"دا أنا خطفت عزرا من مناحيم". وعزرا ذاك، كان قد عمل مع الجيش البريطاني في مصر، سائق شاحنة في البداية، ثم طياراً حربياً، وكان في حرب 67 قائد سلاح الجو الإسرائيلي الذي أجهز على سلاح الجو المصري لتقع الهزيمة المروّعة. بل إن هناك لقطات كثيرة أوردها الباحثون الأميركيون، عن مفاوضات جرت مع أطراف دولية عدة، تنم عن لا جدوى لغة التودد الى المفاوض الأميركي!
    بقي القول، إن اختيار د. صائب عريقات للأكاديمي الأميركي روجر فيشر، من بين أكاديميي "مدرسة هارفارد" والمدرسة الأميركية عموماً، لكي يعقد المقارنة بين منهجه ومنهج سيدنا علي ين أبي طالب؛ فيه اختزال لـ "هارفارد" وللمدرسة الأميركية عموماً. ربما كان الاختيار، على أرضية ان فيشر اهتم بالشرق الأوسط وبذل جهداً أكاديمياً موازياً للسياسة، عندما بادر السادات الى زيارة القدس المحتلة. اخترع روجر بدعة "النَصْ الواحد" لكي يمزج عناصر 23 مسودة اتفاق، على قاعدة خطيرة، تقول إن أي اتفاق، لا ينبغي أن يكون ملبياً لمصالح جميع الأطراف، وإنما أن يكون قابلاً للتنفيذ، وبقليل من التلبية لمصلحة الطرف الأضعف!
    بخلاف روجرز، في المدرسة الأميركية، هناك متخصصون كُثر في مفاوضات حل النزاعات الدولية، بينهم عادل نجم، الباكستاني الأصل، وسالاكيوس الذي ركز عليه الباحث حسن محمد وجيه. وتجدر الإشارة، الى أن هذا الأخير، في ختام عمله المهم (مقدمة في علم التفاوض الاجتماعي والسياسي) طرح مئة سؤال استقصائي عن المفاوضات، حبذا لو كانت الأولوية عندنا، للإجابة عنها في عمل بحثي آخر، لكي نحدد بالضبط، موضع النقطة التي نقف عندها الآن. وحبذا ثانياً، أن يبادر أخونا صائب، الى تحميل كتابه الثاني، على أجنحة العنكبوت، لكي نستمتع بالمقارنة بين علي وروجر. وحبذا ثالثاً، لو تهيأ أخونا الى إنتاج كتاب ثالث، عن "الحياة بلا مفاوضات" وما يُسمى في علم التفاوض Zero- Sum Game أي المباراة الصفرية، أو ما تسميه بروفيسورة أميركية أخرى، من "هارفارد" نفسها "مفاوضات المروحة الضاربة في الرمل" التي تعطيك عُفاراً ولا تعطيك تهوية!

    إسرائيل غير معنية بحل الدولتين
    بقلم: زهران أبو قبيطة – وكالة معا
    ان الشعب الفلسطيني من بداية النكبة عام 1948 رغم جل التضحيات وهو المغيب الحاضر- الحاضر الغائب على الساحة الدولية وآن الاوان ومن الضروري ان يستخلص المجتمع الدولي والإدارة الأميركية العبر، والوصول إلى استنتاجات حول السياسة الحقيقية للحكومة الإسرائيلية كما يعبر عنها المسؤولون الرسميون في تصريحاتهم ويطبقونها بشكل ممنهج لتغيير الوقائع على الأرض بتهويد القدس وتوسيع وشرعنة المستوطنات على الاراضي الفلسطينية المغتصبة وجعل الفلسطينيين في معازل. إلى متى سيسمح المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية لإسرائيل بفرض سياساتها وتسويق حيلها ومناوراتها للعالم، والتعامي على ممارساتها الأحادية وصم الآذان عن تصريحاتها المعلنة لقد آن الأوان للتعامل مع إسرائيل باعتبارها السلطة القائمة بالاحتلال التي تسيطر على شعبنا وأرضنا ومقدراتنا بالقوة منذ عقود إلى عدم التساوق مع أوهام إسرائيل وإخضاعها للقانون الدولي قبل فوات الأوان.

    نائب وزير جيش الاحتلال الاسرائيلي داني دنون، قال إنه "لن تقوم دولة فلسطينية وكفى تضليلاً للجمهور،(الاسرائيلي) ولن نسمح بذلك سواء جاء وزير الخارجية الأميركية كيري بمبادرة أم لم يأت، إن إسرائيل ستجعل من الفلسطينيين مستوطنين، وتجمعهم في تجمعات ( غوش )وتمنح إدارتهم للأردن وانتهى الأمر" أن إعلان دانون قد فضح سياسات الاحتلال، لم تأت هذه التصريحات من فراغ بل سبقها تنفيذ للبرامج السياسية للائتلاف اليميني الرامية إلى تنفيذ (ترانسفير )جماعي، وإقامة المواطنين الفلسطينيين في (كنتونات ومعازل) في الضفة الغربية والتصويت لبرلمان الأردن، وسبقها تصريحات رئيس الحكومة نتنياهو التي يدعو فيها إلى دولة فلسطينية محاطة من الجهات الأربع بجيش الاحتلال وإبقاء الغالبية الساحقة من المستوطنات، وكذلك مبادرة الكنيست "اللوبي من أجل أرض إسرائيل" التي تسعى فيها لفرض السيطرة على فلسطين التاريخية وتبحث عن وطن بديل ان فلسطين للفلسطينيين والاردن للأردنيين.

    أن دولة الأردن الشقيق هي دولة نحترم سيادتها وحدودها وهويتها الوطنية، 'إن دولة الأردن ليست تحت تصرف إسرائيل، وكذلك شعبنا الفلسطيني لا يخضع لأهواء إسرائيل وسياساتها، ولسنا ملكا لها لتتبرع بنا إلى دولة أخرى، وإن أرضنا ومقدراتنا ومؤسساتنا هي ملك لنا، وقد كفلتها لنا القوانين والمواثيق الدولية وتمثل ذلك في قبولنا في الأمم المتحدة دولة مراقبة، ونريد من العالم أن يحترم حقوقنا وهويتنا الوطنية وممارسة سيادتنا واستقلالنا على أرضنا.

    أن تصريح زعيم ((البيت اليهودي)) نفتالي بنيت ((بان مشروع حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية على(( ارض اسرائيل)) دخل في مازق عميق ومن اليوم فصاعدا علينا فحص كيف ستسير الامور كي يكون هذا المشروع من خلفنا)) بمثابة رسالة رسمية تتطلب اتخاذ موقف من المجتمع الدولي والإدارة الأميركية الراعي لعملية السلام، واستيعاب الدروس في أن القضية لا تكمن في العودة إلى "المفاوضات من دون شروط"، والضغط على الجانب الفلسطيني وحده وابتزاز تنازلات عربية لصالح إسرائيل بل إن الخطر الداهم يكمن في استكمال مخطط إسرائيل الكبرى وبالتالي تدمير فرص السلام.
    وانهاء حل الدولتين ان المجتمع الدولي يدرك بشكل واضح ان الحكومة الاسرائيلية اليمينية لا ترغب في عملية سلام جادة لانهم غير معنيون بنجاح جهود كيري مثل الجانب الفلسطيني كون نجاح جهوده تعني زوال الاحتلال عن اراضي الدولة الفلسطينية المحتلة.

    ان الممارسات الاحتلالية المكثفة التي تفرضها إسرائيل على الأرض في سباق مع الزمن وخاصة توسيع الاستيطان وآخرها الإعلان عن بناء ( 675 ) وحدة استيطانية في مستوطنة "ايتمار" جنوب نابلس وعن ( 550 ) وحدة أخرى في بروقين، وإعلان الناطق ما يسمى بـ "منسق شؤون الحكومة الإسرائيلية في مناطق الضفة الغربية" غي عنبر، استمرار حكومته ومواصلتها لمخطط بناء ( 1000 ) وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية"، بالإضافة إلى إخلاء عشرات الأسر الفلسطينية ومصادرة الأرض وخاصة في القدس المحتلة، والتهجير القسري، وإرهاب المستوطنين.
    إن هذه القضايا بحاجة ماسة إلى حلول وعلاج دون إعطاء إسرائيل الحوافز والمكافآت التي لن تؤدي إلى نتيجة، فقد حان الوقت لوضع حد للاحتلال خاصة بعد أن أسقطت إسرائيل بنفسها القناع عن ممارساتها".


    قليل من هم حول الوطن
    بقلم: اسامة الفرا – الحياة الجديدة
    يقتصر فهمنا للديمقراطية في العالم العربي على أنها صناديق انتخابات ونقطة، وكل ما يعنينا فيها النتائج التي تؤهلنا للصعود لسدة الحكم، ومن يعتلي كرسي السلطة يبدأ في الانقضاض على كل صغيرة وكبيرة، وعملية البناء التي يتخيلها لا بد وأن تأتي على أنقاض ما كان، فكل ما سبقه باطل، وعليه أن يقيم أركان مدينته الفاضلة على أنقاض ما سبقه، ومن أجل ذلك هو بحاجة لأصحاب الثقة أكثر مما هو بحاجة لأصحاب الخبرة والكفاءات، ويعتقد أن مفهوم الإرادة الشعبية التي جاء بها لسدة الحكم تتطلب منه أن يجري عمليات بتر متتابعة من قمة الهرم وصولاً إلى الساعي والكاتب الذي لا حول له ولا قوة في وضع السياسات العامة للمؤسسة التي يعمل بها.
    المؤكد أننا لا نؤمن بعمل المؤسسة، حتى وإن تغنينا به ليلاً ونهاراً، فلدينا المؤسسة تصبح ملكاً لمن يقودها، يصول ويجول بها كيفما شاء دون ضوابط لصلاحياته تحددها قوانين وأنظمة ولوائح المؤسسة، وبالتالي من المنطق أن يصبح ولاء العاملين للشخص وليس للمؤسسة، وهذا بدوره يدفع المؤسسة لأن تصبح مرتعاً للنفاق والمداهنة، ومن يجيد هذه المواهب يؤهله ذلك للصعود الصاروخي في سلم المواقع الوظيفية لهذه المؤسسة.
    وأنت تسير في شوارع مدينة لندن على سبيل المثال، تدرك للوهلة الأولى أن هذه الدولة لم تشيد في عقد أو عقدين من الزمان، بل حجارة مبانيها تدلل على قرون من العمل التراكمي الذي أوصلها لذلك، تغيرت خلالها عشرات الحكومات ببرامج سياسية مختلفة، وتهدمت أجزاء كبيرة منها خلال الحرب العالمية الثانية، لكن كل حكومة جاءت إلى السلطة بدأت من حيث انتهت سابقتها، ومن الطبيعي أن الحكومات المتتابعة لم يتسلل إلى فلسفتها سياسة الإقصاء، ولم تعمل بمنهجية الفرد، بل امتثلت جميعها لقواعد وضوابط العمل المؤسساتي.
    الحالة الفلسطينية تمثل النموذج المغاير لذلك، حيث سياسة إقصاء الآخر هي محور الأداء، ولا مساحة لدينا تذكر لأدوات الديمقراطية المختلفة، وبخاصة ما يتعلق منها بثقافة الحوار وتقبل الرأي الآخر، حيث الاختلاف في الرأي يدخلنا في منظومة مصطلحات تبدأ بالتخوين وتنتهي بالتكفير، وما بينهما بما نختلقه من دلالات على نظرية المؤامرة، ما يحكم الدول المتحضرة هو مصلحة الوطن بالمقام الأول، وتحديد المصالح العامة يحكمها قوانين وأنظمة لا يجوز لكائن من كان تجاوزها أو تهميشها، فيما القانون لدينا خط مشاة، وبالتالي لم يعد الصالح العام المرتبط بهذه القوانين هو المتحكم في سلوكنا، بل أن تجاوز القانون يأتي لخدمة الخاص على أنقاض العام، وطبيعي أن يقودنا ذلك للحالة التي نحن عليها اليوم، يتراجع فيها الوطن ومصالحه العليا أمام المصالح الفئوية والخاصة، فكثير من هم حول السلطة والحكم وقليل من هم حول الوطن.

    شدوا الرحال الى القدس. ...ولكن احذروا !!
    بقلم: موفق مطر – الحياة الجديدة
    ان نكون مؤمنين بقضية تعزيز صمود المقدسيين فهذا لا يعني اننا قد نسمح لأحد باستغلال ايماننا ويحوله الى مصعد، ليصل باسمه الى الذروة التي يبتغيها, على حساب قضية القدس ومبدأ شد الرحال اليها وتعزيز صمود اهلها وتثبيت حق العرب والفلسطينيين بالوصول اليها.
    قد لا نستطيع منع احد من العمل واخذ المبادرات من اجل القدس.. لكن نستطيع بتجربتنا وخبرتنا فرز المتسلقين المستغلين والمناضلين, فرز فهلويين يمتلكون قدرة الرقص على حبال التناقضات, والمناضلين المؤمنين بقدرات الآخرين, الذين يرون في العمل الجماعي رافعة للفكرة وليس رافعة للأنا السياسية البغيضة كما يفعل متسلقون, يخدعون الناس بمراتب ومسميات اكاديمية فيما عقليتهم وسلوكياتهم ادنى من أن تصنف في قائمة الفوضويين العبثيين.
    دعونا نتفحص, نبحث, ندقق النظر ونبصر بتفكير في عمق ميدان امثال هؤلاء, لأننا ان فعلنا هذا فاننا سنفوت عليهم فرصة الانضمام لمصاصي دماء الشعب الفلسطيني والعربي المسكين, فامثال هؤلاء يتخذون من القضية الفلسطينية سلعة تجارية يعرضونها في اسواق وبورصات الممولين !!...فأهدافهم المزخرفة التي يبثونها تخفي مطامعهم الشخصية.
    نحن نؤمن أن القدس هي روح الأمة العربية.. ورموز حضارتها المقدسة, ومنارة الوجدان والضمير الانساني والعربي...فالقدس ابجديتنا وكتاب افكارنا.. ونحن كنا وما زلنا في الطريق الى القدس.. نشد الرحال اليها, لأنها مدينة الزمن العربي, الزمن الفلسطيني, الأعظم والأقدس.. وان كنا نبتغي سبيلا للوصول اليكم يا اخوتنا المقدسيين، الا انه لن يكون ابدا عبر المتحذلقين هواة الفلاشات الصحفية واضواء الشاشات.
    نشد الرحال الى القدس.. لأننا مؤمنون بحقنا التاريخي والطبيعي في القدس وارض فلسطين وبمدينة الله المقدسة.. وتثبيت حقوقنا كعرب وفلسطينيين في الوصول الى قدسنا.. لا يمنعنا الاحتلال, نريد التواصل مع اهلنا، وابناء عروبتنا الفلسطينيين المقدسيين, نعيش معهم بالواقع كما يعيشون في قلوبنا, فالقدس هي المعنى والهدف من حياة العربي.. وحريته, وحقه في الوصول اليها, لا ينازعه عليه أحد.
    القدس هي هويتنا, وثقافتنا, ووجودنا.. هي الكلمة الأولى وهي الآخرة.. فلا دنيا لنا.. ولا اوطان.. ولا كرامة.. ولا حرية ولا مقدسات ان لم ننصرك ياقدس.. وننصر انفسنا بالانتصار لأهلك الصامدين الصابرين.. فلا مجد لبلد عربي بدون القدس، ولا مجد لشعب عربي بدون المقدسيين.. فتعالوا نشد الرحال الى القدس.. وتذكروا دائما ألا يسير واحد منكم وراء متكسب ولو معنويا من اسمها.

    حياتنا - الرياء الاسرائيلي
    بقلم: حافظ البرغوثي – الحياة الجديدة
    قبل ايام التقينا مجموعة من فاعلي الخير اليهود عند مدخل مستوطنة كدوميم المقامة على اراضي كفر قدوم وكانوا يقومون بأعمال خيرية كإلقاء حجارة على السيارات الفلسطينية.. وبعدها التقينا مجموعة اخرى من المستوطنين كانوا يقومون بعمل تطوعي خيري في مكان مستوطنة حومش على اراضي برقا.. واستقبلونا استقبالا خيريا حاملين حجارة واسلحة واضطررنا خجلا الى مغادرة المكان حتى لا يغمرونا بأعمالهم الخيرية والحجرية والنارية. ويوميا نسمع عن ان جماعة جباية الثمن تحرق مئات الاشجار وتقتل عشرات المواشي وتعتدي على مواطنين وتصادر الاراضي حول المستوطنات وتحرق سيارات لان اعمال الاعتداء هذه تصنف اسرائيليا بأنها اعمال خيرية يتطوع هؤلاء بالقيام بها يوميا لان هذه الجماعات مجرد جمعيات غير مرخصة وليست ارهابية. وفي موازاة ذلك يطالب اعضاء كونغرس بطرد عضو مركزية فتح سلطان ابو العينين لانه زار منزل شاب متهم بقتل مستوطن وتشن اسرائيل واعلامها حملة على الطيب عبد الرحيم لانه بعد اجتماعه بمسؤول روسي في بيت لحم زار منزل سيدة مريضة بمرض الفيل في ساقها في مخيم الدهيشة وتبين انها ام الاسير عيسى عبد ربه وشنت وسائل اعلام اسرائيلية حملة ضد الرئيس ابو مازن ووصفته بأنه الداعم الاكبر للارهاب والارهابيين فالآلة الاعلامية الاسرائيلية تتجاهل ما يرتكبه المستوطنون من جرائم يومية وما ترتكبه قوات الاحتلال من جرائم خاصة ضد الاطفال وفقا لتقرير الامم المتحدة وتركز على شكليات باعتبارها اساسيات وتستعين باللوبي الاسرائيلي في الكونغرس الذي اعتاد ان يكون اسرائيليا اكثر من الاسرائيليين واحتلاليا اكثر من الاحتلال, فالاسرائيليون سياسيا الآن يمارسون سياسة عشوائية ويطلقون التصريحات المتضاربة لخلط الامور وارباك الوضع السياسي كسبا للوقت فقط. فهذا وزير الاقتصاد المتطرف نفتالي بينيت زعيم البيت اليهودي يصفنا بأننا كالشظايا في مؤخرة اسرائيل ونائب وزير الحرب يلغي حل الدولتين، ورئيس الوزراء يدعي انه مستعد لنصب خيمة تفاوضية على طريق القدس رام الله للتوصل الى اتفاق.. فلم نعد نميز بين من يطلب السلام ومن يمارس الحرب على الارض وهم يعيشون مجدهم الذهبي في ظل الوضع العربي الاهوج السائد حيث تقتتل العربان نيابة عن اليهود والاميركان وحيث يصطف أئمة الشر مع حكام وجنرالات الكر والفر في خندق واحد وكأنهم يتقاسمون الادوار في وأد الشعب العربي وما تربى عليه من قيم العروبة والدين لاقتلاع اي امل في النهوض العربي مستقبلا.
    لا نصدق نتنياهو فيما يقوله لانه يعلم جيدا ان طريق السلام لا يحتاج الى خلوة خيمة بل الى ازالة الاستيطان واقتلاع خيام اللجوء الفلسطيني وما عدا ذلك فهو مجرد هراء. فنحن لسنا شظايا في مؤخرة احد بل وشم لا يمحى في الضمير الانساني الحي.

    نداء الأمير حسن ومبادرته
    بقلم: عريب الرنتاوي - القدس
    بدت كلمات الأمير الحسن بن طلال في "ندائه إلى عقلاء الأمة"، كما لو أنها جاءت من زمن جميل آخر..حين كان في الأمة عقلاء وحكماء..ويوم كان الإفتاء عملاً فكرياً جاداً ومسؤولاً، وليس وظيفة من لا وظيفة له..وحين كان الخطاب العربي الإسلامي، ما زال مُحمّلاً بقيم المواطنة والعيش المشترك وحوار المذاهب و"رسالة عمان" والوحدة القومية والإسلامية..هل تذكرون هذه العبارات، لقد مضى زمن طويل منذ أن تكررت على مسامعنا لآخر مرة، فشكراً للأمير على نداء العقل والقلب والغيرة والمصلحة الجامعة.
    لم أكن يوماً من الأنصار المتحمسين لـ"حوارات المذاهب والأديان"، ولطالما رأيت فيها قدراً كبيراً من "النفاق" و"التكاذب"..ولطالما رأيت رجال دين يتحولون إلى دبلوماسيين من طراز رفيع وهم يتحدثون عن "الآخر" و"الشريك في الدين أو الوطن"..كل ذلك قبل أن يضطر كثيرون منهم، للتكشير عن أنيابهم والبوح بمكنونات صدورهم، ليتكشفواً عن "طائفيين" ومذهبيين" غلاة ومتطرفين..هؤلاء الذين يتصدرون اليوم جبهة الإفتاء المثير للفتنة والمحرّض عليها، هم أنفسهم الذي طالما أزهقوا أرواحنا ومسامعنا بأحاديثهم المملة عن "العيش والتعايش" و"الوحدة الإسلامية" و"الأمة الواحدة"..لقد طلّقوا عقولهم وأطلقوا العنان لغرائزهم البدائية، واستلوا معاولهم لتفتيت الأمة وتدمير وحدتها وكيانها ونسيجها.
    ما الذي تبقى من رسالة عمان، بعد كل هذا التنابذ والإقصاء؟..ما الذي تبقى من "مجالس" و"مجاميع" و"مؤسسات" حوار المذاهب والأديان، التي بتنا نظن انها تحوّلت إلى "موجة" أو "موضة" تتسابق العواصم ويتنافس القادة على تأسيسها ورعاية نشاطاتها والترويج لرسائلها..فجأة كل شيء ينهار، وتنماز الأمة شيعاً وقبائل، وتدخل في "داحس وغبراء" جديدة، نعرف متى بدأت، بيد أننا جميعاً نجهل متى تنتهي وكيف؟.
    ما الذي تبقى من مقررات القمم الإسلامية التي طالما حثت على الوحدة ونبذ الفرقة والفتنة، ودعت لجمع شمل الأمة وحشد طاقاتها لمواجهة ما يعترضها من تحديات جسام..أين انتهت مطالباتها بوضع معايير للإفتاء وقواعد للفتوى، حتى لا يختلط حابل الإفتاء بالناس بنابل الإفساد في الأرض.
    شكراً للأمير الحسن الذي يذكرنا بأننا أمة واحدة، وأن "إسلامنا" دين تسامح ومحبة وعيش مشترك وإخاء، وليس دين تقطيع الأوصال والأطراف، وأكل القلوب والكبود، واستثارة الأخ على أخيه، والأبن على أبيه..شكراً للأمير لأنه ينتصر للدم البريء المراق في شوارع دمشق وحلب وطرابلس وبغداد وكركوك، لا لشيء إلا لأن صوت الغرائز المذهبية القاتلة، والمصالح الخبيثة والخبيئة، قد طغى على صوت العقلاء والحكماء، ومنهم من دفع روحه ثمناً لرجاحة عقولهم وعمق حكمتهم ونفاذ بصيرتهم.
    نداء الأمير الحسن، يصلح أساساً لمبادرة جديدة، تضطلع بها القيادة الأردنية (الهاشمية)، تستكمل بها "رسالة عمان" وتعيد إنتاجها في ضوء ما وقع من تطورات وتحولات..رسالة الأمير وندائه، يذكراننا من جديد، بالموقع "الوَسَط" و"الحَكَم"، الذي بمقدور الهاشميين أن يضطلعوا به في زمن الفرز والاستقطاب والتذابح المذهبي والطائفي..فهم آلُ بيتٍ لشيعة المسلمين وأهل السنة والجماعة منهم، وهم بحكم موقعهم هذا، الأقدر على إطلاق مبادرة عربية – إسلامية، تعيد الاعتبار للعقل والحكمة والمنطق، وتسهم في وقف الانهيارات المتلاحقة في جدار الأمة.
    والرسالة / النداء، تصلح أساساً فكرياً / إيديولوجيا، لسياسة أردنية خارجية تقوم على رفض المحاور وتجنب الانخراط في حروب "الإخوة الأعداء" و"النأي بالنفس" عن مشاريع التفتيت المذهبي والطائفي التي ترعاها دول وعواصم مقتدرة ونافذة، والتي انتعشت وانتشرت على هوامش الأزمة السورية، وتعرض الأردن جرائها، لما لا قبل له به من ضغوط، تدفع به إلى هذا الخندق أو ذاك.
    نعرف صعوبة المهمة وجسامة التحدي، لكننا إن لم نبادر الآن لإطلاق مبادرات "وقف الانهيارات" و"بناء الجسور"، كتلك التي تضمنها نداء الأمير الحسن، فقد لا يسعفنا "حال الأمة" في قادمات أيامها على تدارك ما يمكن إدراكه...إم لم نملأ الفضاء اليوم بالعقل والموعظة الحسنة والكلمة الطيبة، سيطغى صوت الجنون والكراهية وثقافة القتل على الهوية والتكفير والتدمير..والوقت من دم.

    عندما فقد العرب البوصلة!!
    بقلم: يوسف قطينة - القدس
    لكل كائن حي بوصلة تهديه وتحدد له طريقه في الحياة. فالله - سبحانه وتعالى -خلق الكائنات كلها ولم يتركها هملا، وانما ابان لها سبيلها في هذه الحياة.
    ودليل ذلك قوله تعالى في سورة طه على لسان الطاغية فرعون سائلا موسى عليه السلام: «قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى».
    ولان الانسان اكرم مخلوقات الله على الارض، فكان من الطبيعي ان يبين الله له نهجه في هذه الحياة، بعد ان سخر له ما في السموات وما في الارض. ومع ذلك ترك له حرية الاختيار، لكن مع ايذانه ان هناك يوما مفزعا سيقف فيه بين الخالق - عز وجل - ليحاسب على اختياره في الحياة الدنيا، هل سار في الدرب الذي يفضي به الى سعادة الدارين: الدنيا والآخرة، ام تنكب عن هذا السبيل، ووقع في اغراءات الشيطان وتردى في حبائله المهلكة.
    وكذلك لكل امة من الامم لها بوصلتها التي تحدد اهدافها وسبلها لتحقيق هذه الاهداف، والامم المتحضرة تسير وفق هذه البوصلة، ولذا ترقى في مدارج الرقي والحضارة والتقدم، وتوفر لمواطنيها اسباب السعادة والسكينة. وبالمقابل فان الامة التي تفقد بوصلتها فانها تتخبط خبط عشواء، وتهوي في مهاوي الضياع والتخلف والضعف والانكسار والوهن والتمزق.
    والامة العربية اليوم اضاعت بوصلتها، فضلت سبيلها وتردت الى اسفل سافلين، فغدت اليوم امة ممزقة شر ممزق، وهانت على نفسها فهانت على العالم الذي لم يعد يقيم لها وزنا، واصبحت امة قاصرة لا تستطيع قيادة سفينتها الى شاطىء الامان، حيث افتقدت الربان الماهر الذي يأخذ بيدها مدارج الرقي والتقدم ومواكبة ركب الحضارة المنطلق بسرعة هائلة، لا يتوقف للتائهين الضائعين العاجزين. رغم ان الله وهبها من الثروات الجم الكثير، ولكنها لم تحسن استغلال تلك الثروات الهائلة واستثمارها، فبددتها اسوأ تبديد.
    وقد تخلت الامة العربية عن بوصلتها عقب حرب تشرين الاول عام ١٩٧٣ اذ انها بدلا من استثمار ذلك النصر التاريخي لما فيه وحدتها وقوتها ورفاهية شعوبها، فإنها بددت ذلك النصر، عندما تخلت مصر عن قيادة الامة العربية وابرم الرئيس المصري الراحل انور السادات اتفاقية صلح منفرد مع اسرائيل عام ١٩٧٩، خرجت من خلالها مصر من دائرتها العربية والافريقية والاسلامية وتقوقعت داخل حدودها الاقليمية. ما اتاح لاسرائيل ان تصبح الحاكم المطلق في المنطقة، وكرس السادات الخروج المصري بمقولته الذائعة: ان ٩٩٪ من اوراق اللعبة في يد الولايات المتحدة.
    وهكذا دخلت الامة العربية في مرحلة جديدة من التمزق والحروب الاهلية والانقسامات، وبددت قوتها واهدرتها في نزاعاتها وصراعاتها الداخلية، فكانت الحرب الاهلية اللبنانية التي استمرت خمسة عشر عاما حصدت ارواح عشرات آلاف اللبنانيين ودمرت ثروات ومقدرات هذا البلد، الذي كان يعد "سويسرا الشرق". ورافق ذلك الحرب العراقية - الايرانية، حيث سيق العراق في عهد صدام حسين الى حرب عبثية ضد ايران، بادعاء انها العدو "الفارسي والمجوسي والصفوي" وان العراق هو البوابة الشرقية التي تقف في وجه هذا "العدو اللدود".
    وكانت الحرب العراقية الايرانية بداية لايقاد حرب مذهبية بين المسلمين من سنة وشيعة، وهكذا اصبح من ينظر ويفتي ان الشيعة اشد خطرا من اسرائيل، واستمرار هذه الحرب العبثية المدمرة تسعة اعوام اهلكت الحرث والنسل واستنزفت مليارات الدولارات من الخزانات العراقية والايرانية والخليجية، وما ان انتهت هذه الحرب، وخرج منها العراق منهكا الا انه غير مدمر، حتى استدرج ثانية الى احتلال الكويت، وكانت الحرب المدمرة التي اعادت العراق الى القرون الوسطى ومزقته كل ممزق، بعد ان خسر خيرة ابنائه الذين فاقوا المليون قتيل، وبعد ان تشرد الملايين في منافي الارض، وبعد ان تمزق نسيجه الاجتماعي، واصبح ثلاث ولايات متحاربة متنازعة، ولا تزال العمليات الانتحارية الارهابية التي تنفذها القاعدة تحصد يوميا ارواح عشرات واحيانا المئات من ارواح ابنائه المعذبين المنكوبين.
    وجاء الانقسام الفلسطيني الاخير وخروج حركة حماس عن الشرعية الفلسطينية، بذرائع مهما ادعت انها وجيهة او مقنعة الا انها في كل الظروف لا تبرر هذه النكبة الثانية التي فصلت بين جزأي الوطن، ولا زالت مستمرة منذ اعوام سبعة، والاكيد ان تستمر مليا وزمنا طويلا، ذلك ان حماس استعذبت السلطة واستمرأت الحكم، فكيف تتخلى عن بريق الحكم الخادع وهيلمان السلطة، خاصة وان ولاءها الاول والاخير ليس لفلسطين، بل لحركة الاخوان المسلمين العالمية، التي لا تؤمن بالوطنية، بل تريد اقامة خلافة اسلامية، بكل الاساليب الميكافيلية التي لا يقرها الاسلام الذي تدعي انها تسعى لاقامة شرعه في الارض.
    وهكذا سيظل الانقسام قائما بعد ان فقد الفلسطينيون البوصلة، ونسوا القدس ومسجدها الاقصى، وانشغلوا بنزاعاتهم الداخلية، غير ملتفتين الى ما يتهدد القدس والاقصى والارض الفلسطينية حيث اسرائيل تسارع الخطى لتهويد ما تبقى من القدس والارض الفلسطينية، وتحث خطاها لتقسيم المسجد الاقصى بين المسلمين واليهود، ونحن -الفلسطينيين- سادرون منشغلون بخلافاتنا ونزاعاتنا الداخلية.
    وجاءت مؤخرا الازمة السورية لتؤكد الحقيقة المؤكدة وهي ان العرب اضاعوا بوصلتهم واختلط امرهم، فلم يعودوا يميزون بين الاخ والعدو وبين الصديق والعدو. فمنذ ما يزيد على عامين ما زالت تنفق المليارات العربية لتدمير سورية وجيشها وتمزيق شعبها وقتله وتشريده في اصقاع الارض، وتأجيج الفتنة المذهبية الطائفية، فالشيعة كفار ومجوس ورافضة وخارجون عن الملة، وهم اشد خطرا من اليهود، وتخرج فتاوى من علماء كبار تبيح دماءهم وسبي نسائهم، وتبيح الجهاد في سورية، وتبيح نكاح الجهاد الذي هو زنا بكل صوره واشكاله، ويغرر بالشباب العربي ويرسل للهلاك في الارض السورية بذريعة الجهاد، حيث ترتكب أبشع الجرائم تحت مسمى هذا الجهاد الكاذب، يذبح المخالفون ذبح النعاج وسط صيحات التكبير والتهليل، وتفجر المنازل والكنائس وتدمر المصانع وتسرق وتفكك، ويتم اغتيال العلماء من كافة التخصصات وحتى الطيارون يتم اغتيالهم وقتلهم بدم بارد، وهم في طريقهم الى بيوتهم، وكأنهم ليسوا ثروة لهذا الشعب.
    ويصل الشحن الطائفي مداه الى أعلى المستويات، وتصبح الطائفة الشيعية ألد الاعداء وكأنهم ليسوا مسلمين، ولا ينطقون بالشهادتين، وكتابنا وكتابهم واحد وقبلتنا وقبلتهم واحدة، فهم الاعداء الاشد خطراً، بينما اسرائيل التي تحتل الارض والمقدسات هي الحليف وهي الصديق..
    وهكذا يحرف هؤلاء المحرفون الكلام عن مواضعه ويجعلون من اخوانهم المسلمين الاعداء الالداء الذين يجب قتالهم.
    ويقف رئيس اكبر دولة عربية ليعلن قطع العلاقات مع سورية وارسال «المجاهدين» اليها ويحرض العالم على اقامة منطقة حظر جوي، بينما لا يجرؤ هو و«الاسلاميون» على قطع العلاقات مع اسرائيل وطرد سفيرها من القاهرة، فالرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس صديق عزيز وحميم ويتمنى له ولاسرائيل السعادة والخير في رسالة مشهورة ارسلها اليه يهنئه فيها بالعيد الخامس والستين لقيامها، اما شعاره وشعار جماعته: «شهداء بالملايين.. رايحين على فلسطين»، فكان خداعاً للبسطاء للوصول الى السلطة،. ثم اصبح هذا الشعار نسيا منسيا، كرمى لعيون الولايات المتحدة.
    وهكذا سيظل العرب يسيرون من سيىء الى اسوأ والى مزيد من التشظي والانقسام والصراع والنزاع، بعد ان فقدوا بوصلتهم وتخلوا عن ثوابتهم، وسيستمرون في العذاب والشقاء الى ان يقضي الله امراً كان مفعولا، وصدق الله العظيم اذ يقول: «ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى»..
    وهل بعد هذا الضنك الذي نحن فيه ضنك!!.

    حضور محمد عساف ونجاحه
    بقلم: حمادة فراعنة - الأيام
    ثلاثة أسباب تقف متكاتفة وراء نجاح محمد عساف، الفنان الفلسطيني الصاعد، ووصوله إلى هذا المستوى من الحضور والاهتمام:
    أولاً : صوته وقدراته على الأداء الرفيع وإمكاناته الواسعة وموهبته التي أهلته لأن يكون في هذه المكانة التي جعلت فنانين كباراً ينظرون إليه باحترام ويراهنون عليه في أن يشغل حيزاً في المشهد الغنائي العربي، لا يقل عن كبار الفنانين العرب.
    ثانياً: فلسطينيته الواضحة والتي جعلت منه موضع جذب وشراكة لشعب تواق لأن يحتل مكانة تحت الشمس مثل باقي الشعوب العربية والأمم المتحضرة، فالشعب الفلسطيني كان له حضور فني وحضاري قبل النكبة، حيث توقف عطاء الفلسطينيين، وتبدد طوال مرحلتي الخمسينيات والستينيات، لأن الجوع والقهر، كانا عنوان العذابات اليومية للاجئين وللباقين على أرض الوطن الذي تمزق نسيجه وتبددت هويته الفلسطينية بين ثلاثة مواقع جغرافية منقسمة ما بين 1- إسرائيل و2- الضفة الغربية كجزء من المملكة الأردنية الهاشمية و3- قطاع غزة ذات الإدارة العسكرية المصرية، وشتتها وكاد يُلغي وجودها، لولا الولادة الفلسطينية التي تمت في المنفى على أيدي منظمة التحرير الفلسطينية ومبدعيها غسان كنفاني وكمال ناصر ومعين بسيسو، ويوسف الخطيب وإسماعيل شموط وغيرهم العشرات، وفي الداخل الفلسطيني أنجبت كبار المبدعين من توفيق زياد إلى محمود درويش إلى سميح القاسم وإميل حبيبي وعبد عابدي ومحمد بكري وغيرهم الذين أثروا الحضور الفلسطيني، ودللوا على أن ثمة شعباً له باع وثقافة وتاريخ وتراث، واستمرارية مميزة، اعتماداً على هذا التاريخ والتراث.
    أما العامل الثالث: فهو انه ابن قطاع غزة، فهو لو كان من الضفة الفلسطينية لما حظي بما يحظى به، فقد أضافت ولادته ومسكنه وانتماؤه لقطاع غزة ميزة وتحدياً قويين، ذلك أن أهل الضفة يعانون من عامل واحد هو الاحتلال، بينما يعاني أهل القطاع من عاملين، كل منهما أسوأ من الآخر، العامل الأول يتمثل بالحصار الإسرائيلي الظالم، أما العامل الثاني فهو الرجعية والتخلف والإدارة القمعية المحلية التي تحول دون الإبداع ولا تقبل به ولا تقره، وهذا سبب الحملة الهمجية التي مست محمد عساف وحاولت إيذاءه، رغم أنها تراجعت وتمت هزيمتها أمام صلابته وإيمانه بما يفعل، وأمام الدعم القوي من قبل الرئيس أبو مازن وحكومته وتلفزيون فلسطين والمثقفين معه، ودعم فلسطينيي الشتات والمنافي له.
    عوامل ثلاثة متكاملة جعلت من الشاب، مشروعاً فنياً، وشخصية اعتبارية، تقف على أعتاب أداء فلسطيني رفيع المستوى ليكون صوتاً في مشهد الفن والغناء العربيين، يؤدي دوره الإنساني بالإبداع، ودوره كمواطن لصيق بقضية شعبه، لأنه نموذج للفلسطيني الموجوع بالمكان والقضية والمعنى، فالعربي يسكن وطنه، بينما فلسطين هي التي تسكن أعماق الفلسطيني وروحه، فيسعى لها حتى لا يفقدها.
    الذين حاولوا التفريق بين الفن والإبداع والنضال، هم أولئك النفر الذين لا يدركون معنى الحياة بأبعادها، ولا يدركون أهمية نجاح الصهيونية في فلسطين وعلى الشعب الفلسطيني، ليس فقط بقوتها ومالها ودعم الدول الاستعمارية والإمبريالية لها الأوروبية منها والأميركية بل بفعل تعاطف العالم مع قضية اضطهاد اليهود على أيدي النازية، وإبداعاتهم في مجالات المال والاقتصاد والفن والصحافة وتوظيفها لمصلحة استعمار فلسطين وتسويق مشروعها الاستيطاني على حساب شعب فلسطين.
    نضال شعب فلسطين، متعدد الأوجه والأدوات والوسائل، لأنه نضال شعب، وليس عمل حركات سياسية أو حزبية أو عقائدية مهما قويت أو كبرت يبقى فعلها محصوراً في تطلعات قيادتها، بينما مجموع نضال الشعب بمجموع أفعاله التراكمية سواء من قبل الفصائل والأحزاب والمستقلين والمهنيين والمبدعين، هو الذي يدلل على أن نضال شعب فلسطين، نضال عادل يعكس تطلعات شعب بأكمله نحو تحقيق حياته بالكرامة والاستقرار والطمأنينة، على أرضه، وبعد استعادة كامل حقوقه في المساواة والاستقلال والعودة.
    نجاح محمد عساف هو نجاح شعب في فرد، وفرد مبدع، مثل الشعراء والكتاب والأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات والحقوقيين والمناضلين السياسيين، سواء من قبل الفلسطينيين في مناطق 48 أو مناطق 67 أو في بلاد الشتات والمنافي.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 395
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:39 AM
  2. اقلام واراء محلي 394
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:38 AM
  3. اقلام واراء محلي 393
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:37 AM
  4. اقلام واراء محلي 392
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:36 AM
  5. اقلام واراء محلي 278
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:41 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •