النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 399

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 399

    اقلام واراء اسرائيلي 399
    25/7/2013

    في هــــــذا الملف


    مفاوضات جوفاء
    بقلم: عميره هاس ،عن هآرتس

    صراع ووساطة: دروس التاريخ
    بقلم: البروفيسور ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم

    القرار الاصعب
    بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت

    مع استئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية
    بقلم: جلعاد شير،عن نظرة عليا

    الافراج عن السجناء الفلسطينيين من قبل اوسلو استخفاف بقتلاهم
    بقلم: رون كارمن،عن اسرائيل اليوم

    نعم لاستفتاء الشعب
    بقلم: آفي شيلون،عن هآرتس

    حكم ذاتي.. ليس دولة.. وصية بيغن
    بقلم: يوسي احمئير،عن معاريف

    وقاحة اولمرت وتمجيد فشله في لبنان
    بقلم: إيال مغاد ،عن هآرتس







    مفاوضات جوفاء

    بقلم: عميره هاس ،عن هآرتس
    لا تقلقوا، فاسرائيل في جولة المحادثات هذه ايضا مع الفلسطينيين ستضيع فرصة ان تتغير وتُغير، كما أضاعتها حكومة رابين ـ بيريس، وأضاعتها حكومة ايهود باراك.
    إن النقاشات في استفتاء الشعب تتجاهل الجوهر وهو ان المستقبل الذي ينبغي ان يعيشه المجتمع اليهودي في هذا الجزء من الشرق الاوسط متعلق بقدرتها وارادتها التحرر من الديمقراطية لليهود فقط (الاثنوقراطية) التي انشأتها هنا في مدة سبعة عقود تقريبا، ونحن لذلك مُحتاجون الى الفلسطينيين احتياجا يائسا. لكن التفوق العسكري والاقتصادي يعمي ونحن على يقين من أنهم مُحتاجون الينا وأننا نجحنا في أن ندفعهم الى موقف ضعف يستخرج منهم ‘نعم’ لما رفضوه مدة عشرين سنة (أي أقل كثيرا من حدود 1967).
    إن التفاوض المتوقع الآن بمشاركة امريكية جد غير حيادية (اذا وصلنا اليها أصلا بعد مرحلة ما قبل التفاوض) لن يثمر استقلالا فلسطينيا، لكن لا يمكن ان نتهم بهذا بنيامين نتنياهو ومشكلاته في الائتلاف الحكومي، بل هو الشعب في اسرائيل الذي لم ينضج الى الآن ليطلب من قادته ان يسعوا الى اتفاق سلام لأنه ما زال يستمتع كثيرا بالاحتلال. وليس عبثا أن أُنعم علينا بـ 6800 مصدر سلاح، وبصفة المصدرة السادسة للسلاح في العالم وبالمكان الثاني أو الاول في قائمة الدول التي تبيع وسائل طيران بلا طيارين، تم تطويرها على لحم سكان لبنان وقطاع غزة في الأساس. وحتى لو كان القليلون من الشعب يعملون بانتاج السلاح وتصديره وبالصناعة الامنية بعامة فانهم قلة ذات هالة تُشع في محيطها، وهم قلة ذات قوة اقتصادية تشكل سياسة وعقلانيات مسيحانية وتكنوقراطية.
    جاءت التوجيهات الاوروبية الى عدم تعاون مع المستوطنات والشركات ذات الصلة بها متأخرة 15 سنة على الأقل. فقد كان واضحا لاوروبا في تسعينيات القرن الماضي ايضا ان الاستعمار في الضفة وغزة يناقض تفسيرها لاتفاقات اوسلو، لكن ذلك لم يمنعها من ترفيه اسرائيل باتفاقات تجارية مُنعمة. ولم تكن هذه ولا التأييد الكثيف للسلطة الفلسطينية (أي التعويض عن الاضرار التي يسببها الحكم الاسرائيلي وقيود الحركة التي يفرضها) قد منحت اوروبا وزنا سياسيا حقيقيا في نظر اسرائيل وفي أروقة التفاوض. لكن خطوة حازمة ابتدائية من اوروبا أعادت بناء مكانتها السياسية هذا الاسبوع.
    وبيّن الفلسطينيون انه اذا حدث رجوع اوروبي عن تلك التوجيهات كما تطلب اسرائيل وتريد الولايات المتحدة فانهم سيوقفون التفاوض (حينما يبدأ). لكن الأثر النفسي الكبير الذي خلفه نشر التوجيهات سيتلاشى بلا تنفيذ سريع ولن يُشعر بنتائج تحقيق التوجيهات في اسرائيل فورا، لكن سيُشعر بها بالتدريج فقط. أي ان الوقت سيطول الى ان يستنتج عدد أكبر من الاسرائيليين ان الاحتلال لا يُجدي عليهم وهو وقت كاف كي نستمر في الشعور بأننا أقوى من الفلسطينيين.
    لكن الاعتماد على الضعف الفلسطيني هو خطأ بصري لمغرورين. صحيح أن قيادة م.ت.ف متحجرة ويحكمها انسان واحد يقلل من المشاورة ويقلل من الاهتمام برأي شعبه. لكن حتى هو لا يستطيع ان يقبل ما تنوي حكومة نتنياهو ـ بينيت ـ لبيد ان تعرض عليه. وصحيح ان المجتمع الفلسطيني منقسم جغرافيا وسياسيا أكثر مما كان قبل عشرين سنة، لكن عنده قدرة على التحمل عظيمة ليست للاسرائيليين.
    إن السلطة الفلسطينية وحكومة حماس تئنان تحت الصعوبات المالية لاقتصادين محاصرين. وزادت الانقسامات الاجتماعية ـ الاقتصادية عمقا وأصبح جو عدم الاهتمام بالسياسة هو الغالب. لكن تغلي تحت السطح تطورات جديدة وتنشأ مبادرات لتحويل الشعب الفلسطيني ـ في الضفة والقطاع وغزة واماكن الشتات ـ الى جسم سياسي مُقرر واحد. وتُبحث بجدية أفكار سبل نضال خارج التفاوض.
    وينشأ جيل لا يهمه كثيرا احراز اتفاق مع الاسرائيليين الآن لأن الاسرائيليين غير ناضجين لاتفاق عادل. وحينما نستيقظ ونستجدي اتفاقا يمكن ان يكون ذلك متأخرا كثيرا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    صراع ووساطة: دروس التاريخ

    بقلم: البروفيسور ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم
    قام الصراع الاسرائيلي ـ العربي بشتى مركباته، على مر السنين في مركز مبادرات وساطة كثيرة، وذلك في جهد لتسوية أو إقرار وضع ميدان الصراع على الأقل، وان تُمنع بذلك العودة في نفق الزمن مباشرة الى السابقة المخيفة وهي واقعة القتل في سراييفو في 1914، التي جُذب على أثرها النظام الدولي الى ملحمة الحرب العالمية الاولى.
    على خلفية ‘المماثلة مع سراييفو’ هذه، وبسبب أهمية الشرق الاوسط الاستراتيجية، ليس من المفاجىء اذا أن تصبح المنطقة الاسرائيلية ـ العربية المشحونة بالتوتر والاختلاف مرة بعد اخرى مركز نشاط دبلوماسي متشعب، أدت فيه الولايات المتحدة دورا مركزيا. إن حقيقة كون هذا الصراع المستمر تصاعد من وقت لآخر وانفجر بأمواج عنف دورية (وإن تكن محدودة في المنطقة نفسها)، زادت في جهود الوسطاء المختلفين لتحقيق حلم الاستقرار والسلام. وهكذا دخلت منظمة الامم المتحدة والكرسي المقدس ومنظمة الوحدة الافريقية ورئيس الارجنتين كارلوس منعم والاتحاد الاوروبي وممثلو القوة العظمى الامريكية بالطبع. وحاول كل هؤلاء بطرق شتى ان يقودوا ويوجهوا الشرق الاوسط العاصف المتحارب الى بر الأمان.
    لكن تكمن مفارقة ساخرة غير قليلة في حقيقة أنه برغم هذا النشاط الدولي المتشعب والمستمر، فان تسويات السلام القليلة التي وقعت الى الآن بين اسرائيل والدول المجاورة مصر والاردن نشأت في المنطقة نفسها ولم تكن نتيجة وساطة خلاقة فقط. صحيح أن الرئيس جيمي كارتر ومندوبيه أدوا دورا مهما في صوغ اتفاق السلام بين اسرائيل ومصر، لكن الأساس والأصل للمسيرة كلها كانا في الاقتراحات الممهدة للطريق من رئيس الوزراء مناحيم بيغن التي مهدت الطريق لزيارة رئيس مصر أنور السادات الدراماتيكية للقدس. والى ذلك فانه في اثناء التفاوض الذي سبق اتفاق السلام الاسرائيلي الاردني الذي وقع عليه في تشرين الاول 1994، لم يؤد البيت الابيض أي دور فاعل. ونقول بعبارة اخرى انه حينما كان الحديث عن اتفاقات سلام تعاقدية ورسمية (وإن لم تكن تؤيدها روح مصالحة من قبل المجتمع المصري أو الاردني نحو اسرائيل) كان مفتاح احرازها موجودا في استعداد الأطراف نفسها لقطع نهر الروبيكون، لا في صيغة سحرية ما قد يستلها وسيط خبير من جعبته الدبلوماسية.
    اجل برغم الموارد التي بُذلت، فشلت كل المبادرات لاستجلاب بشرى السلام المرجوة الى المنطقة دفعة واحدة (في سياق متعدد الاطراف أو ثنائي الطرفين معا). وفي مقابل هذا حينما طُرحت في جدول العمل مبادرة أكثر تواضعا وصغرا كانت غايتها انشاء هدنة أو احراز اتفاق عسكري للفصل بين القوات، رأى بعض الوسطاء آنذاك كوزير الخارجية الامريكي وليام روجرز في آب 1970، رأوا بركة في عملهم. ويصح ذلك على نحو خاص على تلك الحالات التي كان يُرى فيها استمرار القتال أنه يُعرض للخطر مصالح حيوية للقوى العظمى. ففي تلك الحالات أصبح الوسيط الامريكي أكثر تصميما، بل أصبح احيانا يستعمل القوة في جهوده.
    على خلفية هذه السوابق التاريخية فان احتمال أن يقود وزير الخارجية الامريكي جون كيري الطرفين الى اتفاق سلام مستقر (خلافا لاتفاقات اوسلو التي انهارت سريعا وتلاشت في هاوية النسيان) ليس مرتفعا وذلك خصوصا بازاء الصعوبة الأولية في اقناع الطرف الفلسطيني بدخول اطار تفاوض مباشر وبلا شروط ومعوقات سابقة. ومع ذلك ينبغي ألا نلغي تماما احتمالات ان يُقر الاجراء الجديد وضع الساحة وان يكون باعثا وخشبة قفز لاحراز اتفاق مرحلي جزئي لكنه بعيد الأمد.
    في الأول من ايلول 1975 نجح وزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر بعد انقضاء سنة وساطة مليئة بالازمات، في ان يفضي الى التوقيع على اتفاق مرحلي عسكري بين اسرائيل ومصر (اشتمل على رزمة حوافز وتعويضات امريكية لحكومة اسحق رابين). ونسأل هل يكون ممكنا بعد مرور اربعة عقود تقريبا، وبواسطة تكتيك دبلوماسي مشابه وهو تقدم تدريجي وامتناع عن مواجهة وجها لوجه وفي الوقت نفسه لكل الرزمة المشحونة لجوهر الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، أن يُحرز انجاز مُقر للوضع مشابه (برغم الظروف المختلفة وبرغم تعقيد الصعيد الفلسطيني أكثر كثيرا من الساحة المصرية).
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    القرار الاصعب

    بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
    جربت في حياتي المهنية بصفتي صحافيا كل فظاعات العالم: فقد رأيت جثثا ممزقة، وشاهدت اصدقاء قتلى، وهشمت قذيفة أمام ناظري رأس محارب، ووقفت صامتا أمام كومة تراب غطوا عند أسفلها جثث المحاربين ببطانيات. لكن لم يوجد شيء كان يشبه المشهد الذي تبين لي في تلك الليلة الربيعية في شهر أيار 1985 في مطار بن غوريون. فقد كان ضجيج محركات الحافلات الآتية والذاهبة، والصرخات هنا وهناك النقيض التام للحظات الصمت تلك أمام الجثث الصامتة.
    بلغنا في تلك الليلة الى مطار بن غوريون سرا وجمعنا متحدث الجيش الاسرائيلي الذي اختار ممثلا واحدا عن كل وسيلة اعلامية لاستعراض المشهد: فقد كان ثم 1154 مخربا يعودون الى بيوتهم في اطار صفقة تبادل أسرى. وكان المقابل ثلاثة من جنود الشباب الطلائعيين الذين يبدو أنهم ناموا وهم يحرسون في لبنان واختطفهم مخربون من منظمة احمد جبريل.
    وكان في مجموعة الصحافيين ايضا نشطاء سلام من الباحثين عن الصداقة مع الشعب الفلسطيني، وانقبضت قلوبهم وكادت تنكسر ايضا. وأمام أعيننا المتطلعة وفي ضوء المصابيح صعد الى الطائرة واحدا بعد آخر مخربون كان لكثيرين منهم ‘دم على اليدين’. ونزلوا من الحافلات ووجهوا أيديهم الى شرطي عسكري وقف بالقرب منهم وحررهم من القيود، وجروا سريعا الى درج الطائرة الهابطة، ووقفوا ثانية بقرب الباب وأشاروا باصبعين بعلامة ‘في’ للنصر.
    أُقر وأعترف بأن المشهد كان لا يحتمل بالنسبة إلي وتعديت الحاجة الى أن اكون مراقبا موضوعيا. وكل من أشار بعلامة ‘في’ نحونا لاقى يدي التي ارتفعت الى أعلى (وتألمت بعد وقت طويل) وأشارت إليه بما يسمى اليوم ‘حركة معيبة’ جدا. عزّيت نفسي عزاء أغبياء بأن يكون هذا هو المشهد الأخير الذي يأخذونه معهم من الارض المقدسة.
    تجدد النقاش في الافراج عن سجناء مخربين قاتلين هذا الاسبوع على أثر نشر نية الحكومة ان تُفرج عن أمثال هؤلاء مع تجديد المحادثات مع الفلسطينيين. كان ذلك في المرة السابقة جدلا معلنا عاصفا على أثر نية استبدال أكثر من ألف مخرب بالجندي المختطف جلعاد شليط.
    يبدو بنظرة سطحية أولى أننا جُننا وفقدنا عقولنا لأنه لا توجد دولة اخرى في العالم تسلك هذا السلوك. وبنظرة ثانية، غير متعمقة بصورة خاصة ايضا، هذا ما يميزنا في العالم بالضبط وليس لهذا تفسير منطقي. فهذا شيء يأتي من القلب: انه ذلك الشيء الذي هو لنا فقط لأحسن أو لأسوأ. نعرف كيف نكون قُساة ايضا. لكن ما يقوله عنا في الحاصل العام صحيح وهو ان اليهود رُحماء أبناء رُحماء.
    إن الجدل العام الذي بدأ هذا الاسبوع قد يكون رائدا للحكومة. هكذا كان في السنوات الطويلة قبل صفقة شليط، ولم يكن كذلك قبل صفقة جبريل. قال اسحق رابين بعد تلك الصفقة انه يأسف للسرية التي لفتها. وربما كان يفضي نقاش عام قبلها الى قرارات مختلفة. ومن هنا نتبين أهمية النقاش المعلن في هذه المسألة الصعبة المُرة. فهو قد يفيد متخذي القرارات وقد يشير الى أعدائنا والى اصدقائنا ايضا الى الصعاب والأخطار التي تترصدنا. وعلى كل حال فهو قرار أصعب من ان يحتمل ـ وهي اللحظات التي لا يريد أحد في اثنائها ان يتولى رئاسة حكومة في اسرائيل. لكن يجب علينا ان نقرر، في حين يوجد في القسم الخلفي من أدمغة متخذي القرارات في تلك اللحظات كل الجهود والوسائل والقوى التي بُذلت لاحتجاز اولئك الأوغاد. وهم يعلمون ايضا انه اذا وحينما يحين في يوم ما يوم السلام مع الفلسطينيين لن يكون مناص كما يبدو من الافراج عن كل سجنائهم في جميع الأزمان. ومن شبه المؤكد ان يكون هذا من المواد الاولى في كل اتفاق سلام في المستقبل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    مع استئناف المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية

    بقلم: جلعاد شير،عن نظرة عليا
    الدبلوماسية المكثفة التي أدارها وزير الخارجية الامريكي جون كيري في الاشهر الاخيرة أنتجت أخيرا بيانا حذرا عن العودة الى طاولة المفاوضات. على خلفية العقوبات الاقتصادية للاتحاد الاوروبي، ينبغي الترحيب باستئناف الحوار بعد سنوات من الجمود السياسي. ينبغي الافتراض بانه ستكون على طاولة المداولات في اثناء السنة القريبة القادمة الصيغ الرسمية القائمة ايضا: صيغة كلينتون من العام 2000، خريطة الطريق للرباعية في العام 2003، اقتراح اولمرت لابو مازن في 2008، ومبادرة السلام العربية في 2002، مع الايضاحات التي اعطيت لها مؤخرا. واضافة الى ذلك، طفيف جدا اليوم احتمال الوصول الى حل كامل وبعيد المدى للقضايا الجوهرية ـ القدس، اللاجئين، الحدود، الامن ـ وانهاء النزاع في تسوية دائمة.
    الى جانب ذلك، في الساحة الدولية يتثبت فهم نزع الشرعية عن اسرائيل ويترسخ الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية بغير نتيجة الاتفاق؛ استمرار البناء في المستوطنات يجعل تقسيم الارض عمليا بين دولتين قوميتين امكانية اقل فاقل، الشريك الفلسطيني المعتدل في المفاوضات، حركة فتح، توجد في سياق داخلي من الضعف، حيث بالتوازي تتعزز الاصوات المتطرفة في قيادة حماس، وكذا مقلق تعاظم صوت الجمهور في الدول العربية، والذي يتميز بالتماثل مع الاسلام السياسي.
    من اجل ضمان المصلحة القومية بعيدة المدى ـ دولة يهودية ديمقراطية ـ على اسرائيل أن تسعى الى الانفصال عن الفلسطينيين وتصميم حدود الدولة، سواء بالمفاوضات ام بشكل مستقل، وكل ذلك بالتنسيق مع الاسرة الدولية. ولكن بالتوازي، مطلوب من الداخل استعداد وحوار اسرائيلي داخلي، يعد الجمهور والاساس الوطني الضروري لعملية الانفصال التدريجي عن الفلسطينيين.
    من اجل التقدم الى تسوية سياسية بعيدة المدى، وتصميم واقع سياسي مرغوب فيه من دولتين لشعبين، سيتطلب الامر إذن اتفاقات جزئية، اتفاقات انتقالية، واعمال مستقلة منسقة في الطرفين. وهكذا يتاح تحسين العلاقات الشكاكة بين القيادتين، وليس أقل اهمية ـ هذه الخطوات كفيلة بان تساعد في بناء الثقة بين المجتمعين وفي نهاية المطاف تعظيم التأييد الجماهيري الحيوي للقيادتين لغرض التقدم نحو اتفاق بعيد المدى.
    على المستوى الاقليمي، على اسرائيل أن تتحدث مع قادة دول رائدة في الجامعة العربية حول استعدادها المبدئي لاستئناف صيغة متعددة الاطراف، في ظل امكانية الاعتراف بمبادرة السلام العربية كاساس لبدء الحوار، بهدف الدفع الى الامام باتفاق على اطار متعدد الاطراف شامل دائم كمنصة اقليمية للحوار، واتفاق على خطوات مصممة للواقع من جانب اسرائيل والفلسطينيين. الميزة المركزية لهذا النهج تكمن في احتمالاته لتحقيق ادارة محسنة للنزاع في المرحلة الاولى، بالتوازي مع المحادثات الثنائية، وفي المرحلة الثانية، خلق أساس للمفاوضات مع الفلسطينيين على تسوية دائمة وحوار اقليمي مع لاعبين شرق اوسطيين آخرين.
    يستدعي التقدم الحذر والتدريجي للانفصال عن الفلسطينيين وتصميم حدود الدولة الابقاء على المبادرة السياسية بيد اسرائيل. من ناحية اسرائيل لا مجال بعد اليوم للسلبية وانتظار خطوات الطرف الثاني أو اطراف ثالثة، مثلما حصل الاسبوع الماضي مع الاوروبيين. مرغوب لاسرائيل أن تعمل بالتوازي في عدة محاور عمل مركزية: الاول اتفاقي، وهو الخطوة المتبعة هذه الايام من قبل وزير الخارجية جون كيري وفيه يجب أن تكون 1. مفاوضات هدفها النهائي ـ تسوية سياسية بعيدة المدى، 2. تسويات انتقالية نحو تطبيق تسوية بعيدة المدى متفق عليها، 3. حوار اقليمي متعدد الاطرف. المحور الثاني هو مبادرة اسرائيلية مستقلة لرسم الحدود المؤقتة، مرغوب فيه في ظل التعاون والتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
    الصيغة المقترحة للتقدم هي التطبيق بشكل منفصل كل خطوة تساهم في واقع الدولتين، او صيغة متفق عليها. وبالتوازي مع المحادثات يوجد مجال لاعادة التفكير ايضا بالسياسة الشاملة تجاه قطاع غزة والاستعانة باطراف ثالثة للتغلب على أزمات عنيفة وتعميق التفاهمات الامنية بين اسرائيل وحماس.
    ولكن، اذا ما اشتدت الفوارق والعوائق على الطريق وتغلبت على الجهود لدفع التسوية السياسية بالمفاوضات الى الامام، او تصعد الوضع جدا، فسيتعين على اصحاب القرار في اسرائيل العمل على الدفع الى الامام بمبادرة انفصال ذاتية بهدف خلق واقع دولتين للشعبين على الارض، مرغوب فيه بالتعاون مع السلطة الفلسطينية (ولكن تنفيذها لن يكون متعلقا بذلك)، ومنسقة بشكل وثيق مع الادارة الامريكية.
    في كل الاحوال ينبغي الاستعداد لليوم الذي يدعى فيه المستوطنون للعودة الى حدود دولة اسرائيل، كما ستتقرر ـ بالاتفاق او بقرار اسرائيلي مستقل. ومن أجل منع الاشتعال الداخلي، على الحكومة أن تفكر بعمق كيف تغير الحوار بينها وبين المستوطنين. وذلك، ضمن امور اخرى، من أجل توسيع التأييد الجماهيري لحل الدولتين، بلورة الاخلاء كخطوة مكتلة وليس كتنكر لجمهور اسرائيلي هام، ولتبرير الانفاذ والاخلاء بالقوة اذا ما تطلب الامر ذلك.
    يستدعي التخطيط الوطني لوضع الانفصال الى دولتين قوميتين ـ باتفاق هو نتيجة المفاوضات او بقرار اسرائيلي مستقل ـ الاستعداد لتنازل اسرائيلي عن مناطق خارج الكتل الاستيطانية الكبرى، كما ستتحدد، والحفاظ على هذه الكتل المركزية كجزء لا يتجرأ من اسرائيل، مقابل تبادل الاراضي. ويمكن لمثل هذا الاستعداد ان يقوم على اساس اعداد خطة وطنية لاستيعاب المستوطنين، تشريع قانون الاخلاء الطوعي، تعويض واستيعاب المستوطنين الذين يسكنون في المستوطنات التي خارج الكتل، والتخطيط لبقاء الجيش الاسرائيلي في مناطق ومواقع يحددها حسب الاحتياجات الامنية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



    الافراج عن السجناء الفلسطينيين من قبل اوسلو استخفاف بقتلاهم

    بقلم: رون كارمن،عن اسرائيل اليوم
    منذ اللحظة التي سُمع فيها رنين النصر الأجوف لوزير الخارجية الامريكي جون كيري لأنه نجح في جعل الطرفين يعودان للمحادثات للمرة التي لا يعلم أحد كم هي، بدأ ‘قاتلو ما قبل اوسلو’ يحصون الايام الى الافراج عنهم. وفي الوقت الذي يحاول فيه الساسة ان يُبينوا كم أصروا على موقفهم، يعلم كل صاحب عقل ان الحديث عن عرض باطل وان نهاية الطريق معروفة سلفا.
    إنهم يمسون بضحايا الارهاب مرة اخرى وعلى مذبح انتهازية كل واحد من ذوي الصلة بالأمر، هذه المرة. إن حكومة الولايات المتحدة التي لم تنجح الى اليوم في حل ازمات داخلية أو عالمية أو الدفع بها قدما تضغط على الحلقة الضعيفة، على اسرائيل، لتحريك أشرعتها. وفي مقابل ذلك يمسك الساسة الاسرائيليون بجانبي المذبح ويتابعون التلاعب بمواطني اسرائيل. تلاشى محاربو الارهاب ومنهم المحارب بنيامين الشاب الذي كتب قبل ثلاثة عقود الكتاب (بأل التعريف) الذي يُبين كيفية مكافحة الارهاب. وتشارك وزيرة القضاء التي حلت وانشأت احزابا في طريقها الى كراسي الحكم، تشارك في هذه الرقصة المزيفة. ومن الجهة الثانية يتلقى أبو مازن البشارة التي يرجونها كثيرا وهي الافراج عن ‘قاتلي ما قبل اوسلو’.
    بعد الافراج عن 22 مخربة مقابل شريط مسلج وعن 1027 قاتلا عاد فريق منهم للاشتغال بالارهاب وسُجن فريق آخر من جديد، يبدو أن الافراج عن 103 من قاتلي ما قبل اوسلو هو انجاز بالنسبة لحكومة اسرائيل، لأنه يُفرج الآن عن 10 في المئة فقط من عدد الذين كانوا في الصفقة السابقة (يذكر الفلسطينيون الافراج عن 350 مُدانا بعد انتهاء الجولة الحالية).
    حينما تعلن المسؤولة عن التفاوض، وزيرة القضاء ـ أي رئيسة جهاز العدل والاخلاق ـ في صفحتها في الفيس بوك ‘سنحافظ على المصالح القومية والامنية’ أخشى ألا تتجاوز السيدة لفني في هذه المرة ايضا سلوكها، وكما لم يُنه القتلة قضاء عقوبتهم التي حكم بها عليهم الجهاز الذي ترأسه، ستتضرر ايضا مصالحنا وأمننا جميعا.
    إن عائلات القتلى تحرق أنيابها مرة اخرى وتزور قبور الأعزاء عليها وتدفع الثمن مرة اخرى. فقد أصبحنا على مر السنين رملا وهباءً يمكن نثره بلا جهد. نحن، دافعي الثمن الأفظع، يسهل ويحل التضحية بنا والتلاعب بنا. أوليس الحديث عن قتل وقع قبل عشرات السنين وقد شُفيت تلك العائلات بيقين من ‘مرض الثكل’ ذاك.
    لا يا سيدي رئيس الوزراء، لم نُشف، ولا يا سيدتي وزيرة القضاء، لم نغفر، آمنا بأن جهاز القضاء سيحافظ على كرامة الموتى بعد ان لم يحافظ جهاز الأمن على أعزائنا أحياء، وأنت يا سيدي وزير الخارجية الامريكي، يا سيد كيري، متى أفرجت حكومة الولايات المتحدة مقابل سخافة عن مخربين بعد ان حُكم عليهم بالسجن المؤبد؟
    يستلقي القتلى عند أقدامنا الذين سفك دمهم اولئك الأعداء الذين لا يُسلمون بحقيقة أننا نعيش في دولتنا. الأعداء الذين ما زالوا بعد انسحابنا من غزة يضرون بنا بصورة أشد وأبعد. ويعترض قادتهم الذين ما زالوا يسممون أبناءهم في كل يوم وفي كل ساعة على وجودنا ويتمنون اليوم الذي يعيشون فيه في منطقة خالية من اليهود. حاول هؤلاء السجناء ونجحوا في القتل منا، فليس الحديث عن افراج عن سجناء سياسيين كما هي العادة في العالم. إن الافراج عن المذنبين من قتلة الاسرائيليين ـ من الاولاد وكبار السن ـ مؤامرة على كل أساطين العدل والاخلاق ويجب ان يقوم السلام على هذه القيم السامية، وليس هذا هو الوضع في منطقتنا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ







    نعم لاستفتاء الشعب

    بقلم: آفي شيلون،عن هآرتس
    لأجل أن نقرر هل نؤيد استفتاء الشعب يجب أن ننفصل عن سخافات السياسة الحالية. من الواضح ان بنيامين نتنياهو يقترح استفتاءً كي يطمس على ضغوط من قبل اليمين ايضا؛ ويحتاج نفتالي بينيت اليه كي يُسوغ بقاءه في الحكومة برغم التفاوض، أما عمرام متسناع فيعارض لأنه يعتقد ان الاستفتاء يشهد على عقبة زائدة اخرى يريد اليمين وضعها.
    لكن استفتاء الشعب ضروري هذه المرة بصورة خاصة لا لبواعث الساسة.
    عرفت اسرائيل منذ تأسست مقترحات كثيرة من المعسكرين السياسيين لاستفتاءات شعبية. فقد طلبت ‘حيروت’ مثلا في ايام اتفاق المدفوعات (المانيا) استفتاء الشعب بدل حسم الكنيست. أما في 1958 فطلب يوسف الموغي من مباي، بالنيابة عن دافيد بن غوريون اجراء استفتاء للشعب في تغيير طريقة الانتخابات. في ديمقراطيتنا، وفي أكثر الحالات، أيد مقترحو الاستفتاء الاستفتاء فيما يتعلق بقضايا لم يعبر فيها الرأي العام كما كانوا يرون عن تركيب الكنيست. ولهذا يوجد من جهة تناقض في أن يقترح نتنياهو استفتاءً وهو يتولى الحكم مع أكثرية برلمانية. وهذا التناقض من جهة اخرى يعطي جوابا عن السؤال الحاسم على الأقل فيما يتعلق بالجزء الاسرائيلي من الصراع وهو: هل رئيس الحكومة جدي؟.
    إن طلب الاستفتاء يشهد على أنه كذلك. إن كثيرين يميلون الى الموازاة بين نتنياهو اذا أحرز اتفاقا ومناحيم بيغن وقت السلام مع مصر، أو ارييل شارون وقت الانفصال، لكن هناك فرق عظيم بين الحالات لأن الانسحاب من سيناء من وجهة نظر بيغن لم يتجاوز ايديولوجيته لأنه كان يرى ان شبه جزيرة سيناء لا تشتمل عليه حدود ارض اسرائيل التي كان يلتزم بها. وقد انسحب شارون حقا من قطاع غزة خلافا لتصريحاته السابقة، لكن لما كان قد سوغ أصلا استيطان المناطق لبواعث أمنية لا عقائدية فانه كان يستطيع ان يزعم انه حين أصبح المكوث في القطاع عبئا أصبح من السائغ الانسحاب منه.
    أما حالة نتنياهو فمختلفة. فقد عرف في كتابه ‘مكان تحت الشمس′ الصلة بأرض اسرائيل بأنها التحقيق الوحيد تقريبا لليهودية في العصر الحديث. وقد تحدث عن ذلك طول حياته حتى حينما كانت المعطيات السكانية معلومة له كما هي لنا جميعا منذ عشرات السنين، ولهذا اذا جاء باتفاق فسيُكتب في التاريخ أنه رجع عن ايديولوجية. انه يستطيع ان يؤسس لضرورية السلام بالطبع بحجج كثيرة لكن العدول عن الايديولوجية والدعاوى من قبل المجموعة المحبة المحيطة به ومن قبل ضميره ايضا لا يستطيع تسويغها في الأساس إلا بالاعتماد على الضلع الديمقراطية وهي ان الشعب أراد هذا.
    لهذا فان اولئك الذين يريدون تقويته خاصة في الطريق الى اتفاق يجب ان يمهدوا له الطريق باستفتاء. وعلى نحو مشابه وبعد اتفاق السلام مع مصر، حينما أصدر مكتب حكومي كراسة لذكرى الحادثة أراد بيغن ان يؤكد ان إزالة المستوطنات تمت رسميا بعقب موافقة أكثر اعضاء الكنيست، أي الشعب، لا بسبب الاتفاق الذي أحرزته الحكومة.
    ويوجد سبب آخر لتأييد الاستفتاء. إن الظروف تشهد بأن الوقت ملائم لاتفاق: لأن الفلسطينيين ترأسهم قيادة معتدلة، والجامعة العربية مؤيدة، والمحور المتطرف في الشرق الاوسط يضعف، وحقيقة ان في اسرائيل رئيس وزراء من اليمين ستساعد على احراز اجماع عندنا ايضا. ومع ذلك برغم الاحتمال فان الايمان بالسلام بين الجمهور من الطرفين ـ قليل. والشعور الرئيس هو التهكم وعدم الاكتراث. فالسلام محتاج الى زخم. في اثناء التفاوض مع مصر نشأت حركة ‘سلام الآن’. وفي ايام اوسلو وزع فلسطينيون أزهارا على الجنود، وتغلغل التأثر الى القيادتين وأثّر. إن العنصر الناقص الآن ليس موجودا في عدم الموافقة فقط بل في النفسية السياسية، أعني الحماسة على الارض. فاستفتاء الشعب سيبعث الانفعالات المطلوبة لذلك وستحسم حكمة الجمهور التي ينبغي عدم الاستخفاف بها، الأمر.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ







    حكم ذاتي.. ليس دولة.. وصية بيغن

    بقلم: يوسي احمئير،عن معاريف
    ‘خيرا تفعل، يا رئيس الوزراء، بان تحافظ على يهودا والسامرة. يجب أن تكون في سيادتنا. محظور أن تقوم دولة فلسطينية’. هذه الاقوال سمعها رئيس الوزراء السابع، اسحق شمير الراحل، المرة تلو الاخرى من سلفه، رئيس الوزراء السادس مناحيم بيغن الراحل، في لقاءاتهما في المنزل في شارع تسيمح في القدس. فقد درج شمير على ان يؤم هذا المنزل مرة كل شهر ـ شهرين كي يطمئن على صحة سلفه منذ اعتزل رئاسة الوزراء (‘لم اعد استطيع′) في ايلول 1983. وكانت اللقاءات تجري ثنائيا، ولكن ليس بالضبط. زوج عينين كانتا تشاهدان الرجلين عند حديثهما الحميم. هاتان العينان لرجل ثقتهما، الذي لم يكن حضوره يزعجهما. واليوم، بعد أن لم يعد هذان الرجلان المحبوبان معنا، في ختام مئة عام على ولادة مناحيم بيغن، وعام على وفاة خليفته، يمكن أن نروي بعضا من الاقوال التي قيلت في الاحاديث الحميمة بين قائد ‘ايتسل’ السابق وقائد ‘ليحي’ السابق. كلمات هي مثابة وصية بيغن السياسية.
    عن مناحيم بيغن يقال انه خلق سابقة الانسحاب الكامل مقابل اتفاق سلام. وليس صدفة أن مُنح بيغن جائزة نوبل للسلام. ذات الشخص الذي ‘يقرع طبول الحرب’ ـ كما قال عنه خصومه السياسيون، وعلى رأسهم بن غوريون ـ كان الزعيم الاسرائيلي الاول الذي نجح في عقد اتفاق سلام. في صالحه يقال: هو أول من حطم دائرة العداء العربي حين أخرج كبرى الدول العربية واهمها من قائمة اعداء اسرائيل. لقد سلم بيغن كل شبه جزيرة سيناء، حتى آخر سنتيمتر، ولكن انطلاقا من المعرفة بان هذه الارض الهائلة، ثلاثة اضعاف اسرائيل في حدود 1967، ليست جزءاً من بلاد اسرائيل التاريخية. لقد آمن بيغن بان هكذا تكون اسرائيل أوفت بقراري الامم المتحدة 242 و 338. أي سلمنا ‘اراضٍ’، على حد تعبير القرار، وليس ‘الاراضي’.
    برأي بيغن، لم يكن في تسليم سيناء ما يخلق سابقة في ساحات اخرى، وبالتأكيد ليس في الساحة الاردنية ـ الفلسطينية. حتى يومه الاخير، وفي السنوات الثماني لاعتزاله وعزلته أيضا، لم يكن مستعدا مناحيم بيغن لان يوافق على اقامة دولة فلسطينية. وعن حق ضرب التمييز: حكم يهودا والسامرة ليس كحكم سيناء. فهما مقاطعتان من الوطن.
    وعلى مجرد طرح القدس على طاولة المفاوضات لم يكن مستعدا حتى أن يسمع. ومع ذلك اعترف مناحيم بيغن بالمشكلة الديمغرافية ـ الانسانية في يهودا والسامرة. وهكذا طرح خطة الحكم الذاتي لعرب يهودا والسامرة. وبالدقة: للسكان وليس للارض! حكم ذاتي يشمل كل مجالات الحياة ـ باستثناء شؤون الامن والعلاقات الخارجية. بالنسبة له، هذا انجاز كبير لعرب بلاد اسرائيل، الذين لم يكونوا ابدا قريبين من الاستقلال.
    في ختام مئة سنة على مولد مناحيم بيغن، يتعاظم الاعتراف بانه وصل الى السلطة متأخرا جدا وترك السلطة مبكرا جدا. وعلى وصيته واجب الحفظ، ولا سيما الان حين تجري على نحو شبه مؤكد المفاوضات مع السلطة التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية: حكم ذاتي فلسطيني، وليس دولة فلسطينية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

    وقاحة اولمرت وتمجيد فشله في لبنان

    بقلم: إيال مغاد ،عن هآرتس
    إن اعلان اهود اولمرت بأن حرب لبنان الثانية كانت ‘أنجح حروب اسرائيل’، هو وقاحة لم يكن لها مثيل منذ زمن. فهو غرور متبجح مثير للغضب الى درجة أنني ما كنت أتطرق اليه لولا أنه يعبر عن ميل شاع بين الساسة عندنا الى استغلال الذاكرة العامة القصيرة التي تزداد تعبا في الصيف لجعل اخفاقاتهم المخيفة والأكثر صدى، انجازات هائلة.
    بيد ان الامر في هذه الحال ليس وقاحة فقط بل قسوة روح ايضا. وعدم حساسية مفرط هو ايضا من العلامات التي تميز قادة أمتنا اليهودية. أعلن رئيس الوزراء السابق في مؤتمر في الجليل أنه مرت وانقضت سبع سنوات منذ انتهت حرب لبنان الثانية، وأنه ‘فرح فخور’ بأن يقول انه لم تنته أية حرب في اسرائيل على نحو جد ايجابي، وقد أصبح الجليل وادعا وآمنا وناجحا وزال عنه خوف ارهاب الصواريخ (كان غرور المتكلم وقحا جدا بحيث انه لم يقيد كلامه حتى بمثل قوله ‘وهذا صحيح الى هذه اللحظة’ مثلا).
    ومن يستحق الشكر والمباركة اذا لم يكن القائد الذي قادها والذي استطاع ان يوجهها بحكمة وجرأة وشجاعة وهو يقوم أمامنا واسمه اهود اولمرت. وكان من حسن حظ الخطيب انه لم يوجد في القاعة التي خطب فيها كما يبدو أي قريب أو صديق لواحد من الجنود الـ 33 الذين توفوا في ايام القتال الثلاثة الاخيرة من تلك الحرب المجيدة. ولو كان ذلك لعجبت ان ينهي كلامه بلا اصابة. إن تلك الايام المأساوية الثلاثة نقشت في الذاكرة العامة برغم محاولات الطمس عليها الكثيرة. وكانت عنوان الوقاحة التي كانت لذلك القائد العرضي في ان يرسل جنودا الى موتهم دون ان يكون له أدنى علم بالشؤون العسكرية في حين كانت تجربته الاستراتيجية والتكتيكية أو معرفته بميدان القتال تتلخص، اذا لم أكن مخطئا، بتدريب متقدم بصفة مراسل عسكري.
    إن هذا المتنكر بمظهر مونتغمري الذي تجرأ على بدء هجوم بري لا حاجة له، تعوزه المسؤولية، بعد أن أُعلن وقف اطلاق النار، نتوقع منه ان يحكم على نفسه لا بعذاب الصمت فقط بل بالخرس التام لا في الشؤون الحربية فقط بل بالشؤون عامة. ولا ينبغي ان يلبس كيسا خشنا بدل البدلات الفاخرة وان يسمع حتى نهاية عمره صوت دم الجنود القتلى والجرحى يصرخ اليه من الارض، بل ينبغي ان يتعلم كيف يسلكون في اماكن اخرى. في اليابان البدائية مثلا كان القائد الممتاز مثله مثل ما نصح صديقه امنون دانكنر المدعي العام للدولة بأن يفعل بعد ان خسر في المعركة القضائية عليه.
    لكننا أضحكنا اولمرت، فهو يستمتع بالحياة بأقصى قدر مستطاع منذ كانت تلك الحرب المجيدة. فقد شوهد مثلا في مدرج أولد تريفرد في اللعبة المصيرية أمام ريال مدريد، وما زال يُرفه عن نفسه في فنادق فاخرة في خمس قارات. وليس هذا كافيا بل ما زال يسعى الى الوصول مرة اخرى الى جناح الاحلام في شارع بلفور، فهنيئا له ولنا.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 262
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:06 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 261
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:05 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 259
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-07, 11:12 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 238
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:28 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 237
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:27 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •