النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 406

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 406

    اقلام واراء اسرائيلي 406
    2/8/2013


    في هــــــذا الملف

    عنصرية يومية
    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    إجلاء 1300 فلسطيني لراحة الجنود الاسرائييلين
    بقلم:عميره هاس،عن هآرتس

    كيف يمكن ان ينجح التفاوض السياسي
    بقلم:أري شبيط،عن هآرتس

    افرجوا عنهم ايضا
    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    قبضة نتنياهو تضعف على حزبه
    بقلم:نيفا لنير،عن هآرتس

    جابوتنسكي كان سيقسم البلاد
    بقلم:ديمتري تشومسكي،عن هآرتس

    بدون التزام حقيقي وعلني بالمسيرة لن يكون اتفاق
    بقلم:ايلي أفيدار،عن معاريف

    لماذا تشغل امريكا واوروبا نفسيهما باحلال السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين؟
    بقلم:درور إيدار،عن اسرائيل اليوم

    مراقب الدولة: كل يفعل ما يشاء
    بقلم:أمنون شاموش،عن يديعوت


    عنصرية يومية

    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    رغم موجة مشاريع القوانين المناهضة للعرب، التي يطرحها بحماسة بعض من منتخبي الجمهور قانون قدرة الحكم، الذي سيمس اساسا بالاحزاب العربية؛ قانون الدولة القومية، الذي يصف اسرائيل كدولة يهودية قبل الديمقراطية؛ والقانون الذي يفرض تفضيل خريجي الجيش في القطاع العام والخاص ـ فاننا نصطدم بالحياة اليومية بمظاهر العنصرية الحقيقية والاقوى. في الاحاديث العادية وفي التوجيهات غير الرسمية للموظفين في مستويات متوسطة ومتدنية، التي تنقل فيها الرموز غير المكتوبة، وتصمم في نهاية المطاف السياسة العامة للجهاز وللدولة ايضا.
    أحاديث كالتي نشرت ‘هآرتس′ نصها وتضمنت تبادلا للحديث بين مسؤولة تجنيد الزبائن في فرع بنك همزراعي في كريات شمونة وموظفة السنترال.
    ‘نحن لا نعطي الائتمان لابناء الاعمام’، قالت منسقة تجنيد الاموال. ‘العرب، الدروز، كيفما تسميهم’، فصلت بناء على طلب موظفة السنترال الفئات السكانية التي وصفتها بانهم ‘ابناء الاعمام’، الذين هم زبائن غير مرغوب فيهم للبنك، ممن يجب طرح شروط غير جذابة عليهم كي يتنازلوا مسبقا عن حساب في البنك اليهودي. هذه السياسة غير الرسمية، التي نفاها البنك وشرحها كحدث موضعي سيتم التحقيق فيه، تلخص الممارسة العنصرية في المجتمع الاسرائيلي. مجتمع لم يعد من السلامة السياسية القول فيه: ‘لا دخول للعرب’، ولكن مسموح استخدام تعابير تلميحية مثل ‘ابناء الاعمام’ لاخراج الاقصاء العنصري الى حيز التنفيذ.
    لهذه الممارسات آثار اقتصادية واجتماعية شديدة: المعطيات التي طرحت في التقرير الصحافي واستندت الى معطيات مركز بحوث الكنيست تبين ان الزبائن العرب، الذين يتجمعون في معظمهم ورغم أنفهم في بنكين فقط، يدفعون عمولات اعلى من الزبائن اليهود، وأرباح الفائدة منهم الفارق بين الفائدة التي يحصلون عليها على توفيراتهم مقابل تلك التي يدفعونها على الائتمان أعلى من تلك لدى الزبائن اليهود. هذا المبدأ، الذي يفرض على الضعيف سياسيا ضريبة أو دفعة اعلى لقاء الخدمة، مرفوض وخطيئة بحق مبادئ العدالة الاجتماعية.
    المشكلة الاكبر لـ’العنصرية اليومية’، كما تجد تعبيرها في قضية بنك همزراحي، هي وجود رائحة التمييز الاعتيادي بين الانسان والانسان عرف ينتشر في المجتمعات ذات الاخلاق الاجتماعية الفاسدة. على بنك همزراحي وباقي البنوك وكل المؤسسات في القطاع العام والخاص أن تقتلع من الجذور الحكم المسبق على الانسان بناء على أصله وعرقه. هذا شرط أساس للدولة الديمقراطية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    إجلاء 1300 فلسطيني لراحة الجنود الاسرائييلين

    بقلم:عميره هاس،عن هآرتس

    تريد الدولة أن تُجلي 1300 من سكان قرى فلسطينية عن بيوتهم ويسكنون في ميدان النيران 918 في جنوب جبل الخليل لأن التدريبات فيه توفر زمنا وموارد على الجيش الاسرائيلي. وهذا واحد من تعليلات الدولة، كما يُبين ردها على استئنافين من سكان القرى الذين يريدون إبطال خطة نقلهم قسرا وإبطال أمر الاغلاق الذي صدر بحق المنطقة. وجاء رد الدولة على الاستئنافات يوم الثلاثاء، بعد عدة تأجيلات، ووقع عليه المحامي عنار هيلمان، وهو نائب مدير في قسم قرارات المحكمة العليا في النيابة العامة، والمحامي اسحق بيرت، وهو نائب في النيابة العامة. وقد مثل السكان المحاميتان تمار فيلدمان ومِشخيت بندل من جمعية حقوق المواطن، والمحامي شلومو ليكر.
    إن الاستئنافات في كانون الثاني/يناير 2013 هي نسخ من استئنافات رُفعت في سنة 2000 باسم سكان 12 قرية في جنوب جبل الخليل طردهم الجيش الاسرائيلي من بيوتهم قبل ذلك بسنة بزعم ان الحديث عن سكن غير قانوني في ميدان نيران.
    وصدر أمر مؤقت من المحكمة العليا آنذاك بتمكين السكان من العودة الى اراضيهم الى أن يتم البت في القرار بصورة نهائية.
    وفي تموز/يوليو 2012 فقط تم تلقي رد الدولة على الاستئنافات وورد فيه أن وزير الدفاع آنذاك ايهود باراك يؤيد موقف الجيش الاسرائيلي الذي تنبغي بحسبه العودة الى استعمال ميدان النيران بصورة تامة، وأن يتم هدم لأجل ذلك ثمانية تجمعات قروية وأن يتم اجلاء سكانها. وورد في الرد آنذاك ايضا أن اربعة من التجمعات في شمال غرب ميدان النيران لن تُهدم وسيُسمح لسكانها بالاستمرار في العيش في بيوتهم (بجوار هذه القرى في داخل ميدان النيران بيوت بؤر استيطانية اسرائيلية غير قانونية).
    بسبب تغير الموقف الذي أزال تهديد الطرد عن اربع قرى من القرى الـ12، استقرت آراء قضاة المحكمة العليا على محو الاستئنافات وأمروا المحامين برفع استئنافات جديدة، لكنهم لم يُبطلوا الأوامر المرحلية التي تمنع طرد السكان. وفي رد الدولة على الاستئنافات الحديثة التي رُفعت أمس تزعم ان تطوير وسائل قتالية متقدمة ذات مدى نيران أكبر يوجب وجود مناطق تدريب أكبر مما كانت في الماضي. واذا كان قد تم التأكيد في رد الدولة في يوليو 2012 على الحاجة الى تدريبات في ميدان النيران 918 نتاج دروس حرب لبنان الثانية، فان التأكيد في هذه المرة هو لتوفير الزمان والمال الذي ينبع من قرب المنطقة من قاعدة التدريب اللوائية للواء الشباب الطلائعيين. وقد أُنشئت القاعدة في 1993 في تل عراد بسبب قربها من ميداني النيران 918 و522.
    ‘إن قرب ميدان النيران من قاعدة التدريبات يُمكّن من توفير أهم مورد في مجال التدريبات في الجيش الاسرائيلي وهو مورد الزمن’، ورد في رد الدولة، ‘ويُمكّن هذا القرب ايضا من توفير كبير للمال اذا انتبهنا الى التكاليف المرتفعة التي تصاحب نقل مئات المقاتلين والمعدات والسيارات الى تدريبات في ميدان نيران بعيد. ويضاف الى ذلك ايضا جوانب تأمين القوة والمعدات في المنطقة البعيدة.
    فكلما زادت المسافة بين قاعدة التدريبات وميدان النيران تم الاضرار بزمن تدريب الجنود وتم الاضرار بذلك بأهليتهم ايضا. ويصدق ذلك على نحو خاص على تدريبات المبتدئين التي تُرى في الجيش الاسرائيلي تدريبات عظيمة الأهمية بصورة مميزة… ولهذا تقرر خلال السنوات الأخيرة في الجيش الاسرائيلي نقل وحدات نظامية بصورة تدريجية الى معسكرات تدريب تقع بالقرب من ميادين النيران… إن معنى الغاء ميدان النيران 918 هو ان وحدات تأتي للاعداد في قاعدة التدريب اللوائية للشباب الطلائعيين ستضطر الى ان تتدرب في ميادين نيران بعيدة عن القاعدة، وهو شيء سيضر ضررا كبيرا بجدوى التدريبات وستصاحبه تكاليف مالية مرتفعة جدا ويسبب خسارة وقت تدريب ثمين’.
    وكرر المدعيان هيلمان وبيرت الموقف الذي يقول إن سكان القرى في ميدان النيران لم يسكنوا هناك قط ‘سكنا دائما’، وزعما أن لهم بيوتا في بلدة يطا وأنهم يتعدون منذ 1980 على أمر اغلاق المنطقة لحاجات عسكرية. وتعرض الدولة على المستأنفين أن يرعوا في اراضيهم في نهايات الاسابيع وفي الأعياد اليهودية فقط، وأن يفلحوا اراضيهم في موسمين مُركزين في السنة. ويعتمد موقف الدولة الذي يرى أن ليس الحديث عن ‘سكان دائمين’ في ما يعتمد عليه على تصريح للمستشرق موشيه شارون، البروفيسور المتقاعد في معهد دراسات آسيا وافريقيا في الجامعة العبرية الذي كان يعمل رئيس قسم الشؤون العربية في هيئة القيادة العامة برتبة عقيد.
    وفي مقابل ذلك يزعم محامو المستأنفين ان سكان القرى في ذلك المكان يعيشون منذ حقب كثيرة حياة تقليدية مميزة من رعي الأغنام والعمل الزراعي في اراضيهم مع الابقاء على صلات اجتماعية وعائلية واقتصادية للبلدة الأم يطا. وكذلك يزعم ممثلو المستأنفين وهو زعم يؤيده رأي استشاري لخبراء قانون اسرائيليين كبار، أن النقل القسري للسكان يخالف القانون الدولي وقد يكون سببا للتوجه الى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    كيف يمكن ان ينجح التفاوض السياسي

    بقلم:أري شبيط،عن هآرتس

    هل تريدون تفاؤلا؟ إن جون كيري كما يبدو هو السياسي الوحيد في العالم المستعد لمخاطرة كبيرة ولفعل كل ما هو مطلوب لانقاذ حل الدولتين في آخر لحظة. وبنيامين نتنياهو هو الزعيم الوحيد لليمين الاسرائيلي الذي يلتزم تصريحيا بحل الدولتين، وهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الوحيد الذي وقع على اتفاقات سياسية مع الفلسطينيين منذ كان قتل اسحق رابين. ومحمود عباس هو الزعيم الفلسطيني الوحيد الذي يؤيد منذ 25 سنة حل الدولتين، وهو ايضا يعلم ان الزمن يمر. ومارتن اينديك هو المختص الوحيد بالسلام الذي عمل مرتين سفيرا للولايات المتحدة في اسرائيل، ولهذا يعرف بصورة ممتازة الاسرائيليين والفلسطينيين والصراع العميق بينهما الذي يطمح الى إنهائه. وهكذا فان التأليف بين كيري ونتنياهو وعباس واينديك هو تأليف لمرة واحدة لن يتكرر. والأشهر التسعة التالية هي أشهر أمل ما حذر أخير.
    هل تريدون تشاؤما؟ إن كيري سبقه وورن كريستوفر ومادلين اولبرايت وكولن باول وكوندوليزا رايس وهيلاري كلينتون. وقد حاول كل وزراء الخارجية الامريكيين ان يصنعوا سلاما هنا في العشرين سنة الاخيرة وفشلوا. أما نتنياهو 2013 فسبقه نتنياهو 2009 2012. وقد فشلت كل المحاولات التي تمت الى الآن لجعل رئيس وزراء اسرائيل يجتاز الروبيكون السياسي. وأما عباس الحالي فسبقه عباس كامب ديفيد وعباس أنابوليس. ولم ينجح أحد الى اليوم في ان يحلب سلاما من عنز القومية الفلسطينية العنيدة. وهكذا فان احتمال ان ينجح اينديك في المكان الذي فشل فيه دنيس روس ودانيال كيرتسر واهارون ميلر وآليوت أبرامز وجورج ميتشل، ومن لا يُحصون من وسطاء السلام الآخرين هو احتمال ضعيف. إن الخطوط الهيكلية للاتفاق الدائم الاسرائيلي الفلسطيني معلومة في ظاهر الامر. ويعلم الطرفان في ظاهر الامر منذ زمن بعيد ما الذي يفترض أن يوقعا عليه. لكن التجربة في واقع الأمر تُثبت ان القدرة على التوقيع غير موجودة، فالسلام يظهر مرة بعد مرة بعد مرة ويُخايل ويهرب.
    يوجد غير قليل من الاسباب كي نؤمن بأن الفرصة هذه المرة جدية: فكيري لا يتجه الى الرئاسة، بل الى انجاز تاريخي حقيقي، ولهذا ينفق في السلام كل موارده وموارد الأمة التي يمثلها؛ وإن قوة نتنياهو الضعيفة تفضي الى أنه يستطيع ان يقدم السلعة ولديه بواعث استراتيجية (ايران) وسياسية (الليكود) ثقيلة الوزن ستشجعه على ان يقدمها؛ أما ضعف قوة عباس فيجعله متعلقا تعلقا مطلقا بالغرب الذي لن يستمر في دعمه اذا خيّب الآمال هذه المرة ايضا. لكن يوجد ايضا غير قليل من الاسباب كي نؤمن بأن المخاطرة عالية بصورة مميزة: فالولايات المتحدة تنسحب من الشرق الاوسط ويراها أكثر سكانه قوة متهاوية؛ وتسبب الفوضى الاقليمية ألا يكون لأي زعيم عربي الشرعية المطلوبة ليوقع على اتفاق سلام رسمي ونهائي مع الكيان الصهيوني؛ ويتصرف الاسرائيليون والفلسطينيون الذين أثبتوا في الماضي أنهم فنانون في انتاج الايهام بالسلام، يتصرفون الآن كمن يشاركون مُجبرين في مسيرة فارغة لا ينوون تحقيقها.
    وهكذا فان الاحتمال الوحيد لكيري واينديك هو الاستنزاف. فاذا كان كل ما سيحاولان فعله تكرار صيغ الماضي ومحاولة فرضها على الطرفين فسيفشلان، فلا احتمال البتة لأن يعرض نتنياهو أكثر مما عرض ايهود باراك وايهود اولمرت في حينهما، كما أنه لا احتمال البتة لأن يقبل عباس ما رفضه عرفات وعباس.
    لكن اذا كان اينديك في الوقت الذي تتباحث فيه تسيبي ليفني وصائب عريقات في الموضوعات الايديولوجية غير القابلة للحل في الصراع سيُهيئ لهما اقتراحا خلاقا ممهدا فثم أمل. إن انتصار التفاؤل على التشاؤم سيتم احرازه فقط اذا أظهر الامريكيون الآن أبرز خصائصهم وهي البراغماتية والابداع.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    افرجوا عنهم ايضا

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    أشتاق الى أن أرى كريم وماهر يونس ووليد دقة وكل السجناء الـ14 العرب الاسرائيليين السجناء منذ قبل اتفاقات اوسلو يُفرج عنهم. أنا أعرف دقة مثلا وأعلم جيدا مبلغ عظم الظلم في استمرار سجنه.
    لن يكون الافراج عنه وعن رفاقه يوما صعبا فقط بل يوم عيد ايضا لهم ولأبناء عائلاتهم، وللعدل والمساواة في الأساس.
    لا توجد مظالم كثيرة اسوأ من استمرار سجنهم. ولا يوجد تمييز أكبر من التمييز الواقع عليهم. فبعد ثلاثين سنة (ابنا العم يونس) وبعد 27 سنة (دقة)، حان وقت الرحمة والانسانية لهما ايضا. وقد حان وقت حريتهما (منذ زمن).
    يوجد كل شيء في النقاش العام في الافراج عن السجناء الفلسطينيين ما عدا عنصر الرحمة والانسانية. فاللاانسانية تبلغ ذروتها هنا: كلهم قتلة، وهم غيلان بشرية مع دم على الأيدي، ولا يهم ما الذي فعلوه وكم قضوا في السجون، ولا يهم ما الذي فعله أبناء شعوب اخرى ناضلوا عن حريتهم وعن اعتقادهم ومنهم أبناء شعبنا، الارهاب اليهودي قبل 1948 أو مخربون مستوطنون بعد ذلك. إن حملة التحريض على السجناء الفلسطينيين موجهة بصورة جيدة، فهي ترمي الى تذكير الاسرائيليين بأن الفلسطينيين ليسوا بشرا. وحينما يكون الحديث عن سجناء يكون من السهل جدا تأجيج هذه المشاعر السافلة.
    إن الافراج عنهم سيؤلم أكثر أبناء عائلات ضحاياهم. وهذا طبيعي ومفهوم وحق. لكن ليس الضحايا هم الذين يبتون الحكم في دولة قانون. إن العائلات الثكلى تُستعمل في معركة التحريض على السجناء الفلسطينيين وسيلة فقط لتهييج الغرائز. وفي هذه الجوقة مكان لصوت واحد فقط هو صوت المعارضين، بل إنه لا مكان فيه حتى للعائلات الثكلى التي تعتقد اعتقادا مختلفا ويوجد مثلها. ولا يجوز ان نُذكر بأن للقاتلين ايضا حقوقا وبأن للسجن المؤبد حدودا وبأن المجتمع يُقاس بعلاقته بسجنائه وأنه يجب ان يُظهر قدرا من الرحمة والانسانية مع السجناء ايضا. لكن الجوقة الاسرائيلية تصرخ معترضة بعضها بسبب مشاعر أصيلة وبعضها بسبب تقديرات غير جدية تقديرات شهرة أو إظهار ‘أنظروا الينا’ أي ثمن ندفع لأجل السلام، نحن الباحثون الكبار عنه.
    قد يكون بين السجناء من لا يستحقون الافراج عنهم. لكن كان يجب الافراج عن أكثرهم منذ زمن. لكن المعركة العامة تجرف الجميع الى رزمة كراهية واحدة وتبلغ ذروتها موجهة على السجناء من مواطني الدولة. فقد أوجدت اسرائيل لنفسها محظورا آخر.
    قد نفهم الغضب المميز الموجه الى مواطني الدولة الذين انضموا الى نضال شعبهم لدولتهم. لكننا اذا حكمنا عليهم بحكم يختلف عن اخوتهم الفلسطينيين في محاولة اسرائيلية اخرى من ‘فرّق تسد’ فانهم يستحقون المساواة بالسجناء الامنيين اليهود. فاما أن يكون حكم واحد للسجناء الفلسطينيين وعرب اسرائيل، وإما ان يكون حكم واحد للسجناء الامنيين الاسرائيليين اليهود والعرب. ولا يوجد لعرب اسرائيل لا من هذا ولا من ذاك.
    لم يخرج دقة في اجازة واحدة مدة 27 سنة. وحينما كان أبوه يحتضر لم يُسمح له حتى بأن يودعه بالهاتف. لا يوجد سجين يهودي آخر تكون هكذا عقوبته وسلب حقوقه. أُدين دقة باختطاف جندي وقتله، وأُدين عامر بوبر بقتل سبعة عمال. ويخرج بوبر في اجازات لأنه يهودي فقط. وقد أُفرج منذ زمن عن يورام شكولنك الذي قتل فلسطينيا مقيدا. واحتاج دقة الى سنين الى ان تفضلوا بتحديد مدة عقوبته بـ37 سنة، واحتمال اقتطاع الثلث منها صفر، بل إن يغئال عمير حظي بالاجتماع بزوجته ولم يُفعل ذلك بدقة لأنه عربي فقط.
    توجد الآن فرصة للاصلاح. إن الافراج عن الـ14 الذين قضوا جميعا أكثر من عشرين سنة سجن ليس عمل عدل معهم فقط بل هو الخطوة الصحيحة ايضا نحو المجتمع العربي في اسرائيل الذي يرى تمييزه في السجون ايضا. أفرجوا عنهم ايضا من فضلكم لا بسبب ضغط امريكي فلسطيني، بل لأن هذا هو العمل الانساني الذي ينبغي فعله.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    قبضة نتنياهو تضعف على حزبه

    بقلم:نيفا لنير،عن هآرتس

    في المعركة الانتخابية في 2009 استعملت تسيبي ليفني سؤال هيلاري كلينتون وهو ‘من تريدون ان يرفع سماعة الهاتف في الثالثة فجرا؟’. وكانت كلينتون تقصد باراك اوباما حينما تنافسا في سنة 2008 في الترشح للحزب الديمقراطي قُبيل انتخابات الرئاسة. وكانت ليفني تقصد بنيامين نتنياهو وايهود باراك.
    وأجاب باراك بتواضع يميز هذا الرجل غير الودود بقوله: ‘إن وزيرة الخارجية غير مؤهلة لاعطاء الأجوبة لا في الثالثة فجرا ولا في الثالثة ظهرا’. وبعد مرور ولاية نتنياهو باراك القريبين جدا، يحسن أن نُذكر بأنه لم تأت البتة مكالمات هاتفية الى منزل رئيس الوزراء ولا الى الهاتف في بيت وزير الدفاع باراك. فلم تكن مسيرة السلام جذابة لهذين السياسيين بقدر كافٍ، وهما اللذان فضلا أن ينقذا العالم وألا يشغلا نفسيهما بصغائر كالفلسطينيين، لأنه لا يوجد أصلا من يتم الحديث معه. سيضطر المؤرخون الذين سيتجهون الى بحث اسباب ‘تهاوي اسرائيل بين الشعوب’ الى توسيع بحثهم عن انجازات حكومة نتنياهو الثانية، وستكون القائمة قصيرة جدا.
    اختار نتنياهو في حكومته الثالثة ان يمنح ليفني لا لقب ‘المسؤولة عن التفاوض’ فقط بل مجال العمل المطلوب لاستيفاء ذلك.
    ويبدو التأليف بين نتنياهو وليفني عجيبا، فهما زوجان غريبان. إن ليفني هي أبرز رافعة لراية ‘دولتين للشعبين’ وقد رهنت مستقبلها السياسي لتحقيق موقفها، وهي تُحسن فهم أنه لن يكون سلام في المكان الذي لا يوجد فيه زعماء يريدون السلام ولا يكونون شجعانا بقدر كاف لصنعه. لا يكون لا سلام دائم ولا تسوية مرحلية ايضا.
    وماذا عن نتنياهو؟ هل هو مصمم على نية ان يستوفي محاولة التوصل الى تسوية أم سيتهرب عند أول عقدة من التفاوض؟
    إن النقطة الآن هي اختيار نتنياهو لليفني. كان لنتنياهو في الماضي ‘مبعوث من قبل رئيس الوزراء’. ومبعوثه اليوم، المحامي اسحق مولخو، يصاحب ‘المسؤولة عن التفاوض’. فهل التغيير الاسرائيلي في مستوى المحادثات يرمي الى إنزال اوروبا والامريكيين عن الظهر؟ وهل يعبر عن تغيير في موقف رئيس الوزراء وهل هو متجه الى تسوية أو الى استيفاء المحاولة؟ ينبغي ان ننتظر ونرى. وعلى كل حال ستبذل ليفني كل ما تستطيع كي يثمر التفاوض اتفاقا.
    يتبين ان ليفني لا وزير الدفاع ولا وزير المالية بل ولا وزير الاقتصاد مع ألقابه الكثيرة هي لا هم دبوس أمن نتنياهو في حكومته الثالثة. والسلام على غير القائد باراك وعلى عضو الكنيست شاؤول موفاز الذي سخر من ليفني حينما تنافسا في رئاسة ‘كديما’. فقد سأل: ‘ما الذي فعلته ليفني. هل تحدثت الى عدد من وزراء الخارجية؟’.
    إن سلوك نتنياهو في مطلع الاسبوع يفضي بنا الى نقطة اخرى: إن جدَّه لاحراز أكثرية في الحكومة كان محرجا مثل رسالته الى مواطني اسرائيل على الأقل، ولم يكن أقل في احراجه من الهمس في آذان مراسلين، أما الصعاب السياسية حسنة لرئيس الوزراء كي يعلم الفلسطينيون والامريكيون ويروا. لندع لحظة أن نتنياهو يتجه الى تسوية وان التسوية في متناول اليد. من يؤيده في حزبه؟ هل يؤيده الوزراء اسرائيل كاتس وجلعاد أردان وليمور لفنات؟ ونائبا الوزيرين داني دنون وزئيف الكين؟ وهل يؤيده اعضاء الكنيست ياريف لفين وتسيبي حوتوبيلي وميري ريغف؟ وقادة حزبه الذين دعموه هذا الاسبوع؟
    أخذت ، فاذا تقدم في مسار التسوية فيبدو أنه سيجب عليه أن يفعل ما فعله ارييل شارون وهو أن يُحدث انفجارا سياسيا آخر. ومن المثير ان نعلم من سيجد حوله. لكن حسبُنا الفرح في حينه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    جابوتنسكي كان سيقسم البلاد

    بقلم:ديمتري تشومسكي،عن هآرتس

    في ضوء استئناف المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين، يمكن الافتراض بانه ليس بعيدا اليوم الذي سيقف فيه بنيامين نتنياهو أمام حسم عملي بالنسبة لتقسيم بلاد اسرائيل. أحد الاعتراضات الحادة التي من المتوقع أن يصطدم بها داخل حركته، سيكون على اي حال الاعتراض الايديولوجي في أن مجرد البحث في تقسيم بلاد اسرائيل يتناقض تناقضا قطبيا مع المبادئ الاصلاحية الصهيونية بشكل عام، والفكر الوطني السياسي لمؤسسها، زئيف جابوتنسكي بشكل خاص.
    لا ينبغي الاستخفاف باعتراضات من هذا القبيل. فالشائعات في أن العالم في ايامنا يعيش في عهد ما بعد موت الايديولوجيات كانت مبكرة، وبالتأكيد عندنا في اسرائيل، التي قتل فيها رئيس وزراء لاسباب ايديولوجية. وعليه، فان المسألة الايديولوجية في ان فكرة تقسيم البلاد التي قد يتبناها رئيس الليكود بجدية في مرحلة ما من المفاوضات، تتعارض والعقيدة السياسية لمؤسس الحركة الام لليكود، هي مسألة ثقيلة الوزن.
    ظاهرا، لا توجد مسألة أغرب من هذه يمكن طرحها على جابوتنسكي ومواقفه السياسية القومية. أفليس معروفا للجميع ان مبدأ الاصرار على وحدة بلاد اسرائيل كان أساس الاسس في صهيونيته. من لا يتذكر خطاباته الملتهبة ضد توصيات لجنة بيل في 1937 لتقسيم بلاد اسرائيل الانتدابية الى دولة يهودية ودولة عربية، أو حقيقة أنه حتى آخر ايامه وجد صعوبة في ان يسلم بفقدان شرق الاردن؟
    ولكن يجدر الصعود من هاوية الفكر الى المبدأ الاسمى الملزم في مذهب جابوتنسكي القومي، الذي كانت كل باقي المبادئ خاضعة له. ‘القومية هي فردية الشعوب’، هكذا أنهى في كانون الثاني/يناير 1903 مقاله ‘عن القومية’ في الصحيفة الليبرالية الروسية ‘اوديسسكايا نوفسكي’. حذار على اي شعب أن يقمع الشخصية القومية لشعب آخر، هكذا قرر قبل بضعة اشهر من ذلك في مقاله ‘عن الصهيونية’، بل واضاف هناك بان لا شيء اكثر سخافة من الفرضية بان اليهود ‘يحتاجون الى دولتهم كي يتاح لهم خنق وقمع شعوب اخرى’.
    اقوال بهذه الروح، ترفض رفضا باتا الاستعباد القومي لشعب من شعب آخر، اطلقها جابوتنسكي المرة تلو الاخرى، وبجملة اللغات التي عرفها، بما فيها اللغة العبرية، على مدى كل ايام نشاطه العام. كيف إذن يستوي تمسكه بهذا المفهوم مع تأييده غير المتحفظ لفكرة حكم اليهود على بلاد اسرائيل الكاملة، حيث يوجد سكان قومية غير يهودية؟
    الجواب على هذا السؤال ليس معقدا جدا. ففي ايام نشاط جابوتنسكي الصهيوني، كان العنصر الاقليمي الفلسطيني في الهوية القومية لعرب بلاد اسرائيل/فلسطين بارزا للعيان اقل من صلتهم العربية العامة. ولهذا السبب فان جابوتنسكي، مثل العديد من الصهاينة من ابناء تلك الفترة، اعتبر عرب البلاد اولا وقبل كل شيء جزءا من أمة عربية وحيدة الدين وواسعة النطاق، بينما صلتهم المحلية لبلاد اسرائيل لم تبدو له ضرورية لاعطاء تعبير كامل عن شخصيتهم الوطنية الجماعية. ما بدا له مهما بلا قياس كان الصلة الثقافية والروحية لعرب بلاد اسرائيل بالمنطقة العربية.
    من أجل الابقاء على هذه الصلة بلا عراقيل، كما اعتقد، سيكون كافيا لعرب بلاد اسرائيل حكم ذاتي جماعي ثقافي وطني واسع في دولة ذات اغلبية يهودية، في اطارها يتاح لهم الابقاء على علاقات ثقافية وثيقة مع المنطقة العربية المحيطة خارج بلاد اسرائيل الكاملة. وكتب في 1930 يقول ان ‘بلاد اسرائيل تقع في الحبل السري لعدة بلدان ثقافتها عربية وستبقى عربية. وسيتمتع عرب بلاد اسرائيل دوما بميزة قدرة الوصول الى التأثيرات العربية خلف الحدود’.
    في اثناء نحو ثلاثة اجيال منذ وفاة جابوتنسكي، وقعت تطورات عميقة في ميل تبلور الهوية القومية لعرب بلاد اسرائيل/فلسطين. وكرد على خطاب الحقوق التاريخية الصهيوني على البلاد، كنتيجة لصدمة النكبة واللجوء، وفي ضوء المصادرة التي لا تتوقف للاراضي الفلسطينية، فان الصلة السياسية الاقليمية للوطن الفلسطيني اصبح عنصرا سائدا في الشخصية الجماعية للفلسطينيين في الضفة الغربية، في قطاع غزة، لدى الفلسطينيين من مواطني اسرائيل، وكذا في أوساط الشتات الفلسطيني في العالم. ومن هنا فان منع تحقق حق الفلسطينيين في تقرير المصير في حدود قابلة للعيش داخل مجال بلاد اسرائيل/فلسطين يشكل مسا جوهريا بـ’فردية’ الشعب العربي ـ الفلسطيني، ولهذا فانه يتعارض بشكل قطبي مع المبدأ الاساس للمذهب القومي الجابوتنسكي، الذي يرفض المس بـ’فردية’ كل شعب وشعب.
    لما كانت الصلة الاقليمية السياسية ببلاد اسرائيل فلسطين تحتل في عصرنا مكانا مركزيا في الشخصية القومية الجماعية لليهود والفلسطينيين على حد سواء، فان السبيل الوحيد لتطبيق عقيدة الفردية القومية لجابوتنسكي هي السعي الى تقسيم البلاد الى دولتين الحدود بينهما مفتوحة، وفي كل واحدة منهما توجد أقلية قومية فلسطينية في اسرائيل ويهودية في فلسطين تتمتع بحقوق المواطنة والحقوق الجماعية القومية الكاملة.
    ما أن يبدأ إذن السير في المسار المؤدي الى تقسيم البلاد، على نتنياهو أن يفهم وان يستوعب انه ليس فقط لا يوجد في ذلك ‘خيانة’ لعقيدة الاصلامية الجابوتنسكية، بل العكس، يوجد في ذلك ما يكمل بشكل تام مبادئها الاساس، التي يدوسها حزب الليكود الحالي طالما كان يحث سياسة الاستعباد القومي لشعب آخر.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    بدون التزام حقيقي وعلني بالمسيرة لن يكون اتفاق

    بقلم:ايلي أفيدار،عن معاريف

    بينما تمتلئ الصفحات الاولى في الصحافة الاسرائيلية بصور الابتسامات من واشنطن، يقود رئيس السلطة الفلسطينية احدى خطوات الخداع الاكبر منذ بدء المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، قبل أكثر من عقدين. ويفعل ابو مازن ذلك من دون أن يغطي أو يتظاهر، وحتى من دون رد فعل من الامريكيين او الاسرائيليين.
    في انتقال الشعوب من المواجهة الى الحل الوسط مطلوب اعداد ثابت وطويل للرأي العام للواقع الجديد. من دون دعم جماهيري لن يكون اتفاق. هذا صحيح في نظام ليبرالي مثلما في اسرائيل وكذا في حكم أقل ديمقراطية، كالذي يوجد في رام الله. وحتى لو كان الحديث يدور عن تظاهر بالاعتدال في الموقف أو لعبة، فان للتصريحات العلنية للزعيم أهمية استثنائية.
    لقد رفض ياسر عرفات ابداء المرونة في المفاوضات ومنعها من ان تنضج الى اتفاق سلام، ولكن حتى هو خلق مظهرا من الاستعداد للحل الوسط (ربما ايضا كتطلع لان يحظى بنقاط استحقاق في الاسرة الدولية)، حديثه عن ‘سلام الشجعان’ أقنع الاسرائيليين والفلسطينيين بصدق نواياه.
    أبو مازن اسوأ من عرفات. سلوكه العام عديم الخجل. الامر الوحيد الذي يعد به الشعب الفلسطيني هو تحرير السجناء. ولا ترمي اي خطوة له لتجنيد الدعم الجماهيري للمفاوضات او تبديد الانطباع الذي يسود السنوات التي ادار فيها سياسة احادية الجانب ضد اسرائيل في الامم المتحدة وفي اوروبا. فالاعلان عن تحرير السجناء لا يأتي لاقناع الفلسطينيين لدعم السلام، بل لتمجيد الرئيس.
    لو كان ابو مازن يريد حقا الوصول الى اتفاق، فان مصلحته السياسية هي تجنيد الدعم الشعبي للمسيرة، بحيث يحميه من قوى المعارضة وحماس. ولدى الرئيس ادوات عديدة: كان بوسعه أن يطلب من اصدقائه في الجامعة العربية أن يسندوه علنا هذا الاسبوع. كان يمكنه أن يدفع شخصيات ذات مكانة عامة في الشعب الفلسطيني للحديث في صالح المفاوضات. كان يمكنه أن يتوجه الى شعبه بصوته واقناعه بالحاجة الى السلام.
    ليس صدفة أننا لم نرَ مظاهرات كبرى في أرجاء السلطة ضد المفاوضات، فحتى حماس تجلس بصمت، ولا ذكر للمهرجانات الكبرى التي رأينا في الماضي في غزة. فمنظمات الرفض الفلسطينية تفهم الرسالة جدا. هدف المحادثات ليس اتفاق سلام، بل انتزاع انجازات من اسرائيل قبل التوجه المتجدد للامم المتحدة والاتحاد الاوروبي.
    هناك من سيدعي بان حكومة اسرائيل هي الاخرى لا تخرج عن طورها لدعم المسيرة. ولكن المتابعة لتصريحات رؤساء الاحزاب الكبرى من العمل، عبر ‘يوجد مستقبل’ وحتى الليكود بيتنا وشاس تفيد بانها جميعها تحدثت أثناء المفاوضات المباشرة التي تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية. الجمهور الاسرائيلي مستعد، ولكن هناك حاجة لاثنين لرقصة التانغو.
    على اسرائيل أن تطالب بذات النوع من الالتزام من السلطة الفلسطينية. لا يوجد اي سبب يمنع المتفاوضين نيابة عنها، والرئيس نفسه، من التوجه الى شعبهم ليوضحوا كامل التزامهم للمحادثات التي بدأت. لا يوجد اي سبب يمنعهم من الحديث عن السلام والتعايش، تماما مثلما فعل زعماء اسرائيل من فوق كل منصة في السنوات الاخيرة. اذا كان الوسطاء الامريكيون جديين في نواياهم، فان عليهم أن يساندوا هذا المطلب بشكل لا لبس فيه. وحتى ذلك الحين فان الحديث يدور عن ليس اقل من الخداع.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    لماذا تشغل امريكا واوروبا نفسيهما باحلال السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين؟

    بقلم:درور إيدار،عن اسرائيل اليوم

    1. ما الذي يجعل القوة العظمى في العالم وصديقتها الاوروبية تنفقان وقتا كبيرا وموارد على أحد أصغر الصراعات في العالم وأكثرها حفاظا عليه؟ سلام سلام هنا اسرائيل.
    يُقتل سوريون حولنا أكثر من 100 ألف في سنتين (كم قُتل في 100 سنة صراعنا من الطرفين ومن ذلك حروب اسرائيل؟ أقل بكثير)؛ وفي مصر لم يسمعوا بتوماس فريدمان وأعادوا توأم مبارك الى سلطة تذبح مؤيدي اولئك الذين كانوا يحكمون منذ وقت قريب؛ وفي العراق يقتلون آلافا بصورة مستمرة ولم نذكر لبنان وليبيا وتونس وغيرها. ويُذبح في افريقيا ايضا مئات الآلاف في حروب القبائل والمستبدين. لكن من المُلح على الولايات المتحدة واوروبا ان تُحلا السلام عندنا، ويريان أن رهن مستقبلنا لحساب ما يرونه سلاما أصح. أيكون سبب الفرق ان العرب الآخرين ليس عندهم يهود في الجانب الآخر؟ فهم بسبب ذلك يذبحون أبناء شعبهم.
    تحدث وزير الخارجية الامريكي عن تسوية دائمة في غضون تسعة أشهر. بعد انقضاء الحمل سيولد المخلص. ويمثل كيري الغرب الذي قسّم افريقيا الى دول من دون ان يأخذ في الحساب التقاليد السابقة، وهكذا تم تحديد حدود للدول قسمت القبائل والعائلات ووحد في المقابل أعداء في منطقة واحدة. وهكذا فعلوا في الشرق الاوسط، في العراق وسورية ولبنان. تعالوا نتحادث. إن لكل مشكلة حلا ويمكن تقسيم قطعة ارض. إن هذه العقلية الغربية لا تنجح في مناطق تتنفس تقاليد قديمة. فما هو التزوير الذي شاهدناه أول أمس في واشنطن اذا؟ وممن اقتبس كيري وليفني وعريقات كلامهم؟ إنها اقتباسات جوفاء مثل زينة كرتونية قديمة لا يوجد من خلفها شيء سوى حائط قاتم.
    2. في الاسبوع الماضي حكم اعضاء كنيست حريديون على قانون المساواة في العبء بأنه مصيبة. وقد عبرت عن رأيي في الماضي أن حشر الحريديين في زاوية وفرض التجنيد عليهم يشبه فرض السلام علينا الآن. ففي الحالتين يُبعد تقريب النهاية، الحل المراد، ويشهد على عدم الصبر على مسارات ايجابية تجري تحت السطح. وكتبت ايضا ان دراسة التوراة هي حمل لعبء بقاء الشعب اليهودي، لكن أن يكون ذلك مصيبة؟ هل جُننتم؟ إن التجنيد للجيش الاسرائيلي هو فريضة من التوراة.
    اذا حكمنا على أمر بأنه مصيبة فهو الانتخابات للحاخامية الرئيسة، لم توجد أية قداسة أو حب للتراث أو قول روحاني في تلك القضية المخزية، بل صراع سياسي فقط. وقد اشتغلت وسائل الاعلام في الأساس بلطف المرشحين وانتمائهم الحزبي المتوهم. ونُذكر بأن الحاخام الرئيس يفترض ان يكون رئيس الحاخامين في ارض اسرائيل. والحديث بمعانٍ كثيرة عن مقابل لرئيس السنهدرين، أي عن رئيس المؤسسة الشرعية العليا للشعب اليهودي.
    هل كنا نُعين لرئاسة الاكاديمية الوطنية للعلوم باحثا مبتدئا؟ ما كنا لنفعل حتى لرئاسة قسم في جامعة. إن الباحث في الاكاديميا يُمتحن بحسب بحوثه ومنشوراته العلمية. فهل كنا نُعين ضابطا ضئيل الرتبة رئيسا لهيئة الاركان؟ يمكن ان نُخمن قوة الفضيحة، لكنه انتُخب للحاخامية الرئيسة في العشرين سنة الاخيرة (في الجانب الاشكنازي في الأساس) حاخامون لطيفون لكن بلا قائمة منشورات جدية وأصيلة وبلا كاهن شرعي ليحمل مهمات ثقيلة الوزن.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    مراقب الدولة: كل يفعل ما يشاء

    بقلم:أمنون شاموش،عن يديعوت

    حينما يكتب مراقب الدولة ‘كلٌ يفعل ما يشاء’ يقصد ما يجري وراء الخط الاخضر. فهو يُبين لنا أن الحكومات لا تحافظ عن علم على القانون في كل ما يتعلق بالمستوطنات.
    نعلم جميعا ان الخط الاخضر ليس عائقا لتسرب الفساد والاستخفاف بقوانين الدولة، فهما يصلان الى كل ركن في البلاد. ويعرف الجمهور ذلك من الحياة اليومية، والتأثير فيه هو بمنزلة كارثة وطنية، فكل من يعرف كيف يلتف على القانون يفعل ذلك، لا في ارتجاف بل في متعة. ويقول المواطن البسيط في نفسه: إنهم يخفون ضرائب فسأخفي ضرائب أنا ايضا. ويقول المواطن الذي هو أكثر حنكة في نفسه: إنهم فاسدون وناجحون وأنا لست ساذجا ايضا.
    تحايل آباؤنا على السلطات في بلدان الجلاء ونحن لا نقل عنهم حنكة واحتيالا. في جيل منشئي الدولة بُنيت الصهيونية على اعمال جريئة غير مشروعة. فما فعلناه بالسلطة البريطانية البغيضة يفعله اليوم المستوطنون بسلطة الحمقى الذين يحكمون في القدس. ويغمز الحمقى بعضهم بعضا في لذة ويمدح بعضهم بعضا بالقدرة على إغماض العيون حينما يكون الحديث عن شباب التلال، وهم أبناء سالبي التلال الذين أرسلتهم الحكومة، والذين ينقضون قوانينها وقوانين المجتمع الانساني وقوانين التوراة ايضا.
    لا يمكن ان نتوقع من الجمهور ان يحافظ على القانون حينما تُخل الحكومة بالقانون وراء الخط الاخضر على رؤوس الأشهاد. إن الخُلق الأساسي وهو واجب احترام القانون يتزعزع عند كل من يرى ويسمع ويفهم كيف يُؤمَر وزراء حكومته بالتعامي وأن يؤيدوا في الظلام ناقضي القانون على اختلافهم، والذين يختبئ أكثرهم سوءا وراء مصطلح ‘شارة الثمن’. إن الانتقال من كتابات قبيحة على مسجد وكنيسة الى بيوت قادة ‘سلام الآن’ مفهوم من تلقاء نفسه، وشرطة اسرائيل لا تبلغ الى المجرمين الشباب ولا تجدهم. يبدو أن لهم قبباً حديدية على رؤوسهم.
    ينبغي أن نذكر أن أكثر من نصف المستوطنين لم يأتوا الى هناك لاسباب ايديولوجية بل لأجل الراحة الاقتصادية والرغبة في الخروج من ضيق سكن وعيش. ولا أتحدث عنهم بل عن الجزء ذي الايديولوجية المتطرفة والمتحمسة والمنتقمة التي فقدت الاخلاق اليهودية الأساسية، ولن نتحدث عن الاخلاق الانسانية. إن هذه المجموعة تعمل في ظاهر الامر في ظل التوراة والشريعة اليهودية، وهي تضر في واقع الامر بالقيم التي تُقدسها وتُبعد كل انسان مستقيم عن اليهودية القومية الشديدة الوطء التي تفضل قوانين التوراة على قوانين الدولة.
    يقول نفتالي بينيت: إنهم اخوتنا. فكلهم اخوته أما أنا فلا. إنهم اخوته كما كان العيص أخا يعقوب. وما زال يعقوب يتعقب العيص كما كان اسحق وابراهيم يفعلان باسماعيل. بيد أنهم لا يطردونه الى الصحراء هذه المرة، بل يحاولون السيطرة على خيامه والمس بحقوقه ومقدساته في صحراء ارض الميعاد. إنها ارض الميعاد التي أصبحت منذ زمن ارض الأمن وارضا تأكل سكانها وتكره جيرانها.
    إن الانتقال طبيعي من الاستخفاف بالقانون الذي يؤيده غمز الحاكم الى العنف. والعنف لا يحمي الشيوخ والعجائز والمعوقين والمقعدين والمرضى. في بلد لا يتزعزع الحكام فيها ولا يردون على مقولة ‘كلٌ يفعل ما يشاء’ فقط يمكن ان نسمع بابن قتل والديه بسكين وبأب قتل بناته وبفتيان قتلوا جارا طلب اليهم ان يقللوا الضجيج وأن يدعوه ينام هو وأبناؤه. ولم أسمع بأن هذا الكلام وفي مقدمته كلام مراقب الدولة قض مضجع القادة الحمقى، بل إنه لم يستخرج من أفواههم تنديدا أو ندما أو وعدا بتقويم المعوج.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 363
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-16, 12:29 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 362
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-16, 12:28 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 361
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-06-10, 10:44 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 288
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:45 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 251
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 12:46 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •