اقلام واراء حماس 405
5/8/2013
لماذا ذهبت السلطة و"إسرائيل" للمفاوضات؟
فلسطين الآن ،،فلسطين أون لاين ،، عدنان أبو عامر
|
معضلة الليبراليين واليساريين مع التّدين في مصـر
فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة
|
الإرهاب الإسلامي بين الإعلام العربي والغربي
فلسطين أون لاين ،،، أغر ناهض الريس
|
مطلوب توازن في التعامل مع كل القضايا
فلسطين أون لاين ،،، مصطفى الصواف
|
شهادة الدكتورة أحلام؟
فلسطين الآن ،،، أحمد منصور
|
|
لماذا ذهبت السلطة و"إسرائيل" للمفاوضات؟
فلسطين الآن ،،فلسطين أون لاين ،، عدنان أبو عامر
تعتقد دوائر صنع القرار في (تل أبيب) أن المفاوضات التي بدأت في واشنطن بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين، تحمل في طياتها الكثير من المخاطر، خصوصاً وأنهما لم يتمكنا من التوصل لاتفاق إطار حول المشاكل العالقة بينهما كالحدود، وتبادل الأراضي، رغم أن الموافقة على إطلاق سراح الأسرى، كانت بالنسبة لرئيس السلطة نقطة مفصلية، ساعدته جدًا في الموافقة على العودة للمفاوضات بعد توقف استمر 3 سنوات.
ولذلك فإن التوصيف الأكثر دقة لما يجري في واشنطن ليس عملية تفاوضية، بل محادثات لتهيئة الفرصة للمفاوضات بين الطرفين، لأن العديد من العقبات ما زالت موجودة، ما يعني أن السبب الرئيسي الذي دفع بهما للموافقة على تجديدها يكمن في خشيتهما من قيام الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي باتهامها برفض المفاوضات، وتحمل عواقب هذا التعنت والرفض.
كما أن قرار الاتحاد الأوروبي بمقاطعة المستوطنات في الضفة الغربية، شكل أحد أهم العوامل التي دفعت الحكومة للموافقة على استئناف المفاوضات، لأنها قلقت كثيرًا من اتساع عملية نزع الشرعية عنها نتيجة صورتها في العالم بأنها رافضة للسلام.
فيما تعرضت السلطة لتهديدات من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بوقف المساعدات المالية إذا واصلت الرفض، وبموازاة ذلك، فإن التأييد الكبير الذي منحته الجامعة العربية لعباس، كان سبباً مركزياً لموافقتها على العودة للمفاوضات، لأنّها وفرت له غطاء إقليمياً لخطوات سياسية، كالموافقة على تبادل الأراضي من ناحية المساحة والجودة بشكل متفق عليه.
ومع ذلك، فإنّ الطرفين "الإسرائيلي" والفلسطيني على علم ودراية بأن الفجوات بينهما في المواقف كبيرة جدا، وبالتالي بالنسبة لكل طرف من الطرفين لا يوجد أي أمل في أن يوافق الجانب الثاني على اتفاق يجلب الحد الأدنى من شروطه.
ومن الناحية العملية، فإنّ الإسرائيليين والفلسطينيين تم جرهما لمفاوضات لا يؤمنون بها بتاتاً، وبناءً على ذلك، فإننا أمام عاملين مركزيين: الأول أن الطرفين لن يجتهدا "بالمرة" خلال المفاوضات بهدف إنجاحها، بل إن جل اهتمامهما سيكون قبالة اللاعب الأمريكي، إذ إن كل طرف من الطرفين سيُحاول إقناع واشنطن بأن الطرف الثاني متهم بإفشال المفاوضات، رغم أن هذا الأمر قد يُنتج تليينا في المواقف، لكن من الصعب التصديق، بنجاح المحادثات في الوقت الذي لا يريد الوسيط الأمريكي، أكثر من الطرفين، بنجاحها.
علاوة على ذلك، فإنّ تحديد الفترة الزمنية بـ9 أشهر ستُعطي للطرفين، وبالأخص الطرف "الإسرائيلي" الفرصة للتفاوض من أجل التفاوض ليس إلا، وليس من أجل التوصل لاتفاق، لأن من وافق على المدة الزمنية ليس قادرًا على تفجير المفاوضات، وهو من شأنه أنْ يزيد بإضعاف ثقة الجمهور من الجانبين في المفاوضات، وبالتالي فإن تداعيات هذا الأمر ستكون تأجيل الأزمة بينهما.
كما أنّ إحدى الطرق لمنع الأزمة مع نهاية الأشهر التسعة، أنْ يتوصل الطرفان إلى اتفاق بأنهما لن يتفاوضا فقط على الاتفاق النهائي بينهما، إنما على الخطوات الانتقالية للاتفاق النهائي، مشيراً إلى أنّ هذه الخطوات تشمل تحسين وضع الفلسطينيين، وتقويتهم، من الناحية الاقتصادية بهدف إنشاء البنية التحتية لدولتهم المستقبلية، عن طريق منحهم المزيد من الصلاحيات، والأراضي تحت سيطرتهم الكاملة، وبالتالي فإنّ اتفاقًا من هذا القبيل سيمنح الطرفين الفلسطيني و"الإسرائيلي" فرصة مواصلة المحادثات، وتقديم إنجازات أمام شعبيهما.
كما أنّ الاتفاق على قاعدة بدء المحادثات بين الطرفين لا يُشكل خطرًا على الائتلاف الحكومي في "إسرائيل"، لأن الأحزاب اليمينية في الحكومة لن تترك الائتلاف، فزعماؤها يؤمنون بأن المحادثات لن تجلب شيئًا، رغم إمكانية نشوب خلافات داخل الائتلاف على خلفية المواقف المتوقعة خلال الأشهر التسعة القادمة، حتى هذه الخلافات لن تؤدي بأي شكل من الأشكال لتهديد الائتلاف الحكومي.
كما أن أحزاب المعارضة وعدوا رئيس الوزراء "نتنياهو" بمنحه الدعم من الخارج في حال ترك "البيت اليهودي" الائتلاف، والمعارضة الداخلية له داخل حزبه لن تتمكن من العمل ضده، لأنها لا تملك بديلاً له، وبالتالي فإن الطرف الإسرائيلي لا يُمكنه بأي شكلٍ من الأشكال الادعاء أمام أمريكا والمجتمع الدولي بأنه لا يمكنه التفاوض بشكل فعال مع الفلسطينيين بسبب الاعتبارات الداخلية الإسرائيلية.
شهادة الدكتورة أحلام؟
فلسطين الآن ،،، أحمد منصور
لم يكف مؤيدو الانقلاب العسكرى عن بث الأكاذيب بالليل والنهار لاسيما هؤلاء الذين يظهرون فى الفضائيات كضيوف والذين يتحدثون وكأنهم أعضاء فى كتائب إعلامية دورها هو ترويج الأكاذيب وممارسة التضليل الأعلامى بشكل مقزز، وسأروى هنا شهادة أستاذة جامعية كانت بين المعتصمين عند دار الحرس الجمهورى وكانت شاهدة على المذبحة التى ارتكبت هناك وأصيبت هى الدكتور أحلام عبدالعزيز غريب الأستاذ المساعد بكلية الطب البيطرى جامعة الزقازيق والتى قالت فى شهادتها: «حينما وقع الانقلاب العسكرى شعرت أن مصر ستعود لحكم العسكر مرة أخرى وأن الديمقراطية التى كنا نحلم بها سوف يقضى عليها، لم أستطع النوم أو الطعام والشراب، وقررت يوم الأحد 7 يوليو أن أذهب للاعتصام فى رابعة العدوية وجاء معى زوجى وهو أستاذ بكلية العلوم وابنى وهو طالب بالسنة الثالثة فى الجامعة، ولأنى مريضة فقد فضلت البقاء عند دار الحرس الجمهورى لأن الزحام كان شديدا عند رابعة العدوية، قضيت ليلة من أفضل ليالى العمر من الناحية الروحانية لاسيما عند صلاة القيام، وفى الركعة الثانية لصلاة الفجر سمعت صراخا عاليا وإطلاقا للرصاص وقنابل الغاز وسرعان ما تحول المكان إلى فوضى عارمة، كان همى أن أجد ابنى لأنه مريض بصعوبة فى التنفس وأدركت أن هذا الغاز يمكن أن يسبب له اختناقا، لكن إطلاق النار والخرطوش من كل مكان وكذلك الغاز الخانق جعلنى أصاب باختناق وحينما رأيت الناس ينبطحون على الأرض ويتنفسون من التراب انبطحت بسرعة وعملت مثلهم وفى لحظة رفعت رأسى كانت هناك مركبة لونها زيتى غامق وعليها ضابط كان يرش الناس بالخرطوش وكأنه يرش الماء وجه لى بندقيته وأطلق دفعة من الخرطوش اخترقت جنبى واستقر معظمها داخل جسمى ووصل بعضها إلى رئتى وسرعان ما خرج الدم من فمى، فى هذه الأثناء وجدت ضابطا يرتدى الزى الأسود للشرطة الخاصة يقف على رأسى ببندقية ويوجهها إلى رأسى ويسبنى بألفاظ جارحة ويقول لى أعطنى هاتفك وانهضى وإلا قتلتك؟، قلت له أنا مصابة ولا أستطيع الحركة، وأبحث عن ابنى، كانت الدماء تغطى خمارى وملابسى وتخرج من فمى، قلت له أنا أستاذة جامعية وأنا فى سن أمك ومصابة لكنه لم يكف عن سبى وسب من حولى من الجرحى الذين كانوا يجلسون على الرصيف ينزفون كان بينهم سيدة غارقة فى دمائها وعلمت أنها مصابة برصاصة حية، وكان هناك أخرى مصابة فى رجلها بالخرطوش لكنها كانت تستطيع الحركة وكانت مثلى تبحث عن أبنائها، ساعدتنى على القيام وأخذتنى فى جو عارم من الفوضى إلى سيارة الإسعاف حينها وجدت الجنود يجمعون الهواتف النقالة ويفرغون الحقائب من محتوياتها ومن بينها حقيبتى ثم يحرقونها مع الخيام، حينما وصلت سيارة الإسعاف وجدت بها عددا من الجرحى كان من بينهم طفل اسمه عمر مصاب بالخرطوش فى كل جسده وأبلغنى أنهم اعتقلوا أباه ونقلوه هو لسيارة الأسعاف، لقد عدت إلى رابعة رغم إصابتى ولن أغادرها حتى أحصل على حريتى وكرامتى التى سلبها الانقلابيون.
معضلة الليبراليين واليساريين مع التّدين في مصـر
فلسطين الآن ،،، ياسر الزعاترة
في تقرير مطول لمراسلها من القاهرة، نشرته مؤخرا، ناقشت صحيفة الإندبندنت البريطانية موقف التيار الليبرالي الذين يمكننا أن نضيف إليه التيار اليساري، وبقدر أقل قطاعا من التيار القومي، موقفه من مشكلة الدين والتدين في الساحة المصرية، والتي تبدو مطروحة في ذهن رموزه هذه الأيام بعد نجاحهم في الانقلاب على الشرعية الدستورية في اللعبة التي سموها ثورة 30 يونيو. وجاء الفيديو الذي تسرب لمناقشات لجنة تعديل الدستور ليكشف توجهات القوم بوضوح.
ولأنهم يدركون تماما أن ما جرى لم يكن ثورة بحال، فقد بدؤوا باكرا النقاش حول المرحلة المقلبة، وكيفية التعاطي مع ما يسمونه تيار الإسلام السياسي، إذ تتمثل معضلتهم في أن أية انتخابات حرة ونزيهة لا يمكن أن تأتي في صالحهم، بمعنى أن يحصلوا على ما يكفي لتصدر المشهد.
من المفيد القول ابتداءً بأننا غير مقتنعين أبدا بأن من أداروا العملية الانقلابية المدبرة بإحكام يريدون أن يرتبوا عملية ديمقراطية حقيقية، أو يريدون كما زعموا استكمال أهداف ثورة 25 يناير، والسبب بطبيعة الحال أنهم يدركون أن أمرا كهذا سيعيد الوضع إلى ما كان عليه، حيث ستتصدر القوى الإسلامية المشهد من جديد، الأمر الذي لا يمكن أن يكون مقبولا؛ لا بالنسبة إليهم، وقبلهم الدولة العميقة، ولا بالنسبة للدول العربية التي دعمت الانقلاب بكل قوة؛ هي التي تعاني حساسية مفرطة حيال الديمقراطية الحقيقية أولا، وحيال الإسلام السياسي، وفي صدارته الإخوان ثانيا.
غير أن تلك القوى التي ساندت الانقلاب ومنحته الشرعية لا تريد القول بأنها ساندت انقلابا، فهي تزعم أنها كانت تستعيد ثورة 25 يناير التي “سرقها الإخوان”، وأنها عازمة على إعادة القرار للشعب الذي “ثار” في 30 يونيو، وهي لذلك تبحث عن صيغ بديلة تمكنها من السعي لديمقراطية حقيقية تصل بها هي إلى السلطة وليس القوى الإسلامية.
تلك معادلة تبدو مستحيلة إلى حد كبير، فخلال خمس جولات انتخابية منذ عامين، ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن القوى الإسلامية بمختلف أطيافها هي صاحبة الصوت الأعلى دائما، وأن نصيب الآخرين من اللعبة ليس كبيرا، ولعل الدلالة الأبرز على مزاج الشارع هي انتخابات مجلس الشعب التي حصل فيها الإسلاميون على حوالي 70 في المئة من الأصوات. وفيما زعم القوم أن الإخوان قد تراجعت شعبيتهم بعد فوز مرسي (وفشله المزعوم)، فقد جاءت فعاليات ما بعد الانقلاب كي ترد على ذلك بقوة.
وإذا سألنا بشكل عابر عن ردة فعل تلك القوى المتوقعة على إصرار العسكر وقوى الانقلاب الفلولية على ترتيب لعبة ديمقراطية مفرغة من المضمون كتلك التي كانت موجودة في عهد مبارك، فإن الإجابة هي أن مواقفها ستراوح بين من يقبل بحصة من الكعكة مقابل السكوت، وبين من سيرفض ذلك، فيما أن تكون غالبيتهم من الصنف الأول نكاية بالإسلاميين كما كان الحال طوال العقود الأخيرة.
ما يعنينا هنا هو ما تريده تلك القوى من أجل تحجيم حضور الإسلاميين في الشارع، وهو ما ركز عليه تقرير الإندبندنت، إذ توجِّه بصرها نحو التدين في المجتمع المصري، والذي يمنح برأيها الإسلاميين أفضلية في المنافسة، ولا بد تبعا لذلك من إجراءات وقوانين جديدة تعالج هذا “الخلل”.
هنا تتراوح مقترحات السادة الليبراليين واليساريين والقوميين بين أقصى اليسار وأقصى اليمين. بين من يريدون وضع نص في الدستور المعدل يرفض الأحزاب الدينية، ومن يطالب بحل جماعة الإخوان وحزبها (الحرية والعدالة)، وبين من يطالب بقوانين واضحة ضد استخدام الدين في الخطاب السياسي، فضلا عن منع استخدام المساجد في الدعاية السياسية.
ربما وجد بعض أولئك القوم حرجا في هذا الخطاب الذي يتبنونه بعد أن حصلوا على موقف مختلف من حزب النور السلفي من الانقلاب، لكن مجاملة الحزب في حال استقر الوضع للانقلابيين لن يكون ضرورة، لاسيما أن عزلته عن الجماهير الإسلامية باتت واضحة نظرا لعدم قدرته على إقناع الناس بموقفه الذي جاء استجابة لنكاية سياسية من جهة، ولدولة عربية معروفة من جهة أخرى، وإن توسل مبررات أخرى كثيرة.
معروف أن حلَّ جماعة الإخوان لن يؤدي إلى نتيجة، وكذلك حل الحزب، لأننا سنكون بإزاء تجربة تركيا من أربكان إلى أردوغان، والأحزاب الإسلامية لن تقول إنها أحزاب دينية، ولا يحتاج الناس إلى نصوص في برامجها أو وثائقها لكي يعرفوا توجهاتها أو توجهات من ينتخبونهم من رموزها.
هي معضلة كبيرة يعيشها القوم في مواجهة مجتمع متدين، لكنه يريد حريته أيضا، ولا مجال أمامهم تبعا لذلك غير الاحتكام لرأي الصناديق. نقول ذلك، فيما لم تُحسم المواجهة مع الانقلاب أيضا، لكن الليبراليين واليساريين وبعض القوميين يستبقون الأحداث للبحث عن حل لمعضلتهم مع الدين والتدين في المجتمع المصري، هم الذين يتمنى بعضهم أن تختفي المساجد كلها عن وجه الأرض، ليس بسبب مصاريف الكهرباء كما ذهب أحدهم، أو رواتب الأئمة، بل لأنها تصرف الناس عنهم وعن خطابهم.
مطلوب توازن في التعامل مع كل القضايا
فلسطين أون لاين ،،، مصطفى الصواف
قدمت حركة المقاومة الإسلامية حماس بعضا مما لديها من وثائق تؤكد فيها على وجود خلية أمنية إعلامية فلسطينية تديرها الأجهزة الأمنية في رام الله والسفارة الفلسطينية في القاهرة، مشيرة إلى أنها تملك المزيد من هذه الوثائق التي تثبت تورط قيادات فلسطينية في حملة التشويه والشيطنة في وسائل الإعلام المصرية لحماس وقطاع غزة والمقاومة.
نحن في انتظار أن تقدم حماس مزيدا من هذه الوثائق والاعترافات التي بحوزتها وكذلك التسجيلات التي وقعت بين يديها لكشف المزيد من الحقائق حتى يكون الجميع على بينة بما تقوم به سلطة رام الله بشكل متعمد ضد جزء مهم من أبناء الشعب الفلسطيني سينعكس بضرره على الكل الفلسطيني، وحتى يتم الكشف عن خيوط التآمر بين إعلام مأجور في مصر وبين خلية التحريض الفلسطينية يجب ألا تجري حماس وراء كل ناف أو كاشف لبعض الحقائق في منصات الاعتصام في مصر بل العمل بعيدا عن الشوشرة والتقاط كل شاردة وواردة من هنا وهناك وأن تلتزم حماس بقواعد الكشف الحقيقي لما يجري بعد أن تمتلك الأوراق الثبوتية الدالة على الدور المشبوه لبعض الأطراف بعينها في الجانب الفلسطيني.
على حماس ألا تنشغل بالتفاصيل الجزئية والعمل على الكليات لأن الانشغال بالجزئيات والعمل على الهرولة وراء كل حريق مفتعل هنا وهناك مرهق للعمل مع أناس يهدفون بالأساس إلى الانشغال وإبعاد التفكير بالقضايا الكبرى التي يجري العمل فيها، صحيح أن ما ينتج عن هذا التشويه وهذا الكذب خطير على الشعب الفلسطيني ككل وعلى غزة المرتبطة بمصر قدرا وتاريخا وجغرافية ولكن في نفس الوقت هناك مؤامرة أكبر وهي تصفية القضية الفلسطينية من خلال المخطط الأمريكي الشيطاني الصهيوني في العودة إلى طاولة المفاوضات، وكذلك الإجراءات الصهيونية على الأرض والتهويد الذي تمارسه ضد القدس والمقدسات والتوسيع الاستيطاني وتهجير أهلنا في القدس.
هذا كله وغيره يتطلب من حماس العمل فيه وتوسيع دائرة الاهتمام وعدم حصر عملها واهتماماتها بقضية الإعلام المصري وخلية المؤامرة، لأن الانكفاء على هذه القضية مرهق ومكلف ويجعل الساحة السياسية الفلسطينية خالية لعبث العابثين فيها، الأمر الذي يتطلب التفكير الجاد والعميق لإيجاد طرق ووسائل إبداعية لتغيير الصورة القائمة في الأراضي الفلسطينية والعمل على كشف حجم المخاطر الناتجة عن العودة للمفاوضات وعمليات توسيع التطبيع مع الكيان الصهيوني ومشاركة الجانب الفلسطيني الأوسلوي في تدمير مقدرات الأمة العربية والمساهمة في خلق الفوضى القائمة في العالم العربي والمساعدة في إفشال الثورات العربية التي تحالف مع قضايا الأمة لصالح فريق المصالح الشخصية والحزبية الضيقة الموالية للمشروع الأمريكي الصهيوني.
المطلوب التوازن في التعاطي مع كافة القضايا الداخلية منها والخارجية وتوسيع قاعدة المشاركة المجتمعية في الذود عن شعبنا وقضيتنا وعدم الانشغال بالقضايا الجانبية رغم أهميتها وخطورتها وضرورة البحث عن وسائل في إعادة تفعيل الإرادة الشعبية الفلسطينية في مواجهة مشروع التصفية الذي تعد له واشنطن حماية لأن الاحتلال واستمرار بقائه فترة زمنية أطول مما يجب أن تكون.
نعم الوضع صعب والحصار يشتد ولكن هناك ما يمكن أن يشكل بزوغا لفجر جديد، لذلك يجب إعادة التفكير في تفعيل عناصر المواجهة مع الاحتلال في الضفة الغربية، فإذا كان استخدام السلاح في مواجهة الاحتلال لابد من التفكير بوسائل أخرى إلى حين توفر هذا السلاح وتفعيل المقاومة المسلحة ضد الاحتلال وفي نفس الوقت الاستعداد لمواجهة قادمة مع الاحتلال في قطاع غزة في ظل الأوضاع السياسية في المنطقة الإقليمية وحالة الفوضى المصطنعة وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء لتنفيذ مشاريع السيطرة على العالم العربي وإعادته للتبعية الأمريكية مرة أخرى.
يجب الحفاظ على المقاومة في فلسطين لأنها تمثل رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني وما يجري هو جزء من محاولات أمريكا القضاء على المقاومة في فلسطين، لذلك نقل المقاومة إلى كل فلسطين مسألة باتت ضرورية والتخطيط المستقبلي لمقاومة مختلفة تتخطى فلسطين أمر وارد، لأن سياسة الاستئصال التي تحاول أمريكا فرضها في المنطقة قد تدفع إلى تحويل المنطقة إلى ساحة حرب ومقاومة ضد الاستئصال ومشروعه ومؤيديه فاحذروا أن تدفعوا بالجميع للتفكير خارج الصندوق.
الإرهاب الإسلامي بين الإعلام العربي والغربي
فلسطين أون لاين ،،، أغر ناهض الريس
نشرت صحفيّة بريطانية من أصل باكستاني مؤخراً مقالاً في جريدة الإندبندنت تناولت فيه الفرق بين صيام المسلم في بريطانيا شهر رمضان عام ٢٠١٣ والحال الذي كان عليه قبل ثلاثة عقود. ففي الثمانينيات من القرن الماضي كان المسلم في بريطانيا يخفي صيامه عن زملاء العمل خشية أن يتعرض للتمييز أو الاتهام بانخفاض الإنتاجية خلال شهر الصيام.
أما اليوم فصيام شهر رمضان أشهر من نار على علم يبارك فيها غير المسلمين لأقرانهم المسلمين في أماكن العمل ومرافق الحياة المختلفة، بل قد وصل الأمر إلى إنقاص عدد ساعات العمل في بعض الأماكن للمسلمين فقط خلال شهررمضان. وفي خطوة غير مسبوقة أخذت إحدى قنوات التلفاز البريطانية الرئيسية على عاتقها إذاعة الأذان يومياً خلال شهر رمضان لزيادة التعريف بهذا الحدث الذي يخص جالية كبيرة في المجتمع البريطاني.
ورغم أن هذا المقال قد يعطي الانطباع بأن المسلمين في بريطانيا قد بلغوا قمة التعايش والانخراط في مجتمعهم إلا أن الأمر أبعد ما يكون عن ذلك! فنظرة إلى التعليقات التي تلت هذا المقال كفيلة بأن تكشف مدى الحقد والكراهية التي يحملها عدد لا يستهان به من القراء للمسلمين وكيف أنهم يرون أن الإسلام دين يدعو إلى القتل والإرهاب.
وفي حين أن مثل هذه التعليقات ليست جديدة فلا تكاد مساحة للنقاش تخلو من بعض التعليقات المشابهة والتي كانت في غالبيتها تستند إلى أحداث برج التجارة العالمي وغيرها من الأمثلة المحدودة التي يسهل الرد عليها بأنها لا تمثل الإسلام أوالمسلمين إلا أن الخطر يكمن في اعتماد التعليقات الجديدة التي تؤججها بعض وسائل الإعلام الغربية على وصف العالم العربي للحركات الإسلامية بالإرهابية في فلسطين وسوريا وآخرها في مصر التي تتمتع أخبارها باهتمام الشارع البريطاني الذي طالما أبدى اعجابه بتحولها الديمقراطي السلمي عام ٢٠١١ رغم أنه يراه غير ذلك الآن.
وحجة هؤلاء قوية فإذا كنا نحن المسلمين نصف الحركات ذات الايدولوجية الإسلامية بالارهابية فلا يجب أن نلوم الغرب على التأكيد على وجهة نظرنا لا سيما أن كل ما خبروه عن المسلمين كان عنفاً وكراهية، أو على الاقل هذا ما كان ظاهراً في الإعلام.
هذا بالطبع مثال بسيط للتغيير الذي يشهده الرأي العام العالمي الذي كان حتى الأمس القريب لا يعرف الكثير عن الإسلام أما الآن فهو يعرف تماماً أنه الإرهاب بعينه! وقبل أن نلوم الإعلام الغربي المسيس وجماعات الضغط الصهيونية يجب أن نلوم إعلامنا وسياسيينا الذين يستسهلون استخدام المصطلحات ذاتها التي يستخدمها الغرب لوصف الحركات الإسلامية التي بدأت مؤخراً بالدخول إلى الحياة السياسية، دون أن يعلم هؤلاء الإعلاميون والسياسيين أنهم بذلك يشوهون صورة الإسلام في العالم أجمع،الأمر من شأنه أن أن يدفع بمسلمي تلك البلاد إلى التطرف أو إلى التبرؤ من الاسلام كما كان حالهم في ثمانينيات القرن الماضي.